في درسنا عن العين في الجسد الذي للمسيح نريد أن نتأمل في الصفات اللائقة التي نتحلى بها وهي:
أولاً:
أن تكون للعين نظرة داخلية عميقة في الحياة ذاتها لكي ترى الخطية والحاجة إلى المغفرة بالالتجاء إلى رحمة الرب. ماذا كان السبب في عدم تبرير الفريسي وهو يمثل أمام الله ويصلي في الهيكل؟ السبب في ذلك أنه لم يرى ذاته كخاطئ يحتاج لرحمة الرب الغافرة، وكان بعكس العشار الذي رأى في نفسه الخطية فقرع على صدره، وقال ((اللهم ارحمني أنا الخاطئ)) ولذلك حصل التبرير.
فهل رأيت ذاتك، أيها القارئ، كخاطئ وأتيت للرب معترفاً بآثامك، وبتوبة حقيقية وبالإيمان بالمخلص المستعد أن يخلص إلى التمام كما تنص الآية في (عبرانين25:7).
كم من الفريسين اليوم خصوصاً بين المدعوين إنجيلين الذين يكتفون بالاسم الإنجيلي كطائفة ولا يرون حاجتهم إلى المغفرة وتطهير قلوبهم، ولا يرون حاجتهم إلى للتجديد والولادة الثانية وحياة القداسة.
وكم من الذين يدّعون أنهم قبلوا الخلاص بالإيمان ولكنهم في الوقت ذاته لا يبرهنون على قبولهم الخلاص بإيمان له ثمر الأعمال الصالحة. والرسول يعقوب يصرح بأن الإيمان بلا عمل ميت ولا روح فيه.
ثانياً:
أن تكون العين في الجسد الذي للمسيح عيناً باكية، أي أن الإنسان، نتيجة للتبكيت بروح الله على الخطية، يتقدم بدموع التربة والاعتراف للرب بكل هفوة وزلة لكي يمحو الرب والآثام والذنوب حسب وعده القائل ((أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها)) (أشعياء 25:43). مثل هذه العين الباكية نراها في بطرس الذي تبكت على خطية إنكاره للسيد وتقدم بدموع التوبة ((خرج إلى الخارج وبكى بكاء مراً))(متى 75:26). ومثل هذه العين الباكية نراها في تلك المرأة الخاطئة التي أتت إلى الرب يسوع وبلّت قدميه بدموعها، وكانت النتيجة لتوبتها الصادقة أن الرب منحها المغفرة وقال لها ((مغفورة لك خطاياك. . . . إيمانك قد خلصك. اذهبي بسلام)) (لوقا 48:7و50). فهل نلت هذه المغفرة والسلام أيها القارئ لكي تصبح عضواً حياً في الجسد الذي للمسيح.
ثالثاً:
أن العين في جسد المؤمن يجب أن تكون ساهرة. كم كان توبيخ الرب للتلاميذ عنيفاً لأنهم لم يسهروا معه وكم أوصي بتعاليمه عن السهر ((اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة))(متى 41:26). فالسهر لعين المؤمن ضروري جداً لأن الاستسلام للنوم الروحي ينتج عنه الخطر للنفس بسبب وجود العدو التربص للأذية. لهذا نجد الرسول بطرس يقول ((اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو))(1بطرس8:5).
والوحي في (أمثال4:6) يقول ((لا تعط عينك نوماً ولا أجفانك نعاساً. نجِّ نفسك كالظبي من اليد كالعصفور من يد الصياد)). ثم نجد الرب في المثل عن الزوان في وسط الحنطة ينبهنا للخطر الذي حصل للكنيسة في عدم سهرها، وكانت نتيجة نومها وجود زوان الغلالات والبدع والانقسامات نامية في حقلها. والكتاب يخبرنا عن نوم شمشون الجبار على ركبتي المتملقة دليلة بينما كان أعدائه يتربصون للإيقاع به والانتقام منه، وبنومه تمَّ لهم ما أرادوه.
إن عين المؤمن يجب أن تكون ساهرة بكل يقظة، مستعدة ومنتظرة بكل اشتياق لمجيء الرب المرتقب. والسيد الرب في أقواله طوَّب الساهرين بقوله في ( لوقا 37:12) ((طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين)). وبما أنه عند مجيئه ((ستبصره كل عين)) فينبهنا هذا إلى وجوب تمرين أعيننا الروحية على النظر إليه بإيماننا متوقعين رجوعه القريب إلينا. وبما أن مجيئه سيكون مفاجئاً، فعلينا أن لا ننام كالباقين بل أن نسهر ونصحو لكي لا يدركنا ذلك اليوم بغتة كلص ( تسالونيكي2:5-7). ولكي نعطي لمجيء الرب الأهمية التي يستحقها نحتاج أن نتمثل بالنبي حبقوق القائل: ((على مرصدي أقف وعلى الحصن أنتصب وأراقب لأرى ماذا يقول لي وماذا أجيب عن شكواي))(حبقوق1:2).
فأن كان الفلكيين يستعملون مراصدهم الضخمة وتلسكوباتهم الكبيرة ليروا الكواكب والسيارات السابحة في الفضاء الواسع، أفلا ينبغي أن نتخذ نحن المرصد الحقيقي( الكتاب المقدس ) ونستعمل مواعيده تلسكوباً روحياً للمراقبة حتى نرى بإعلانه ماذا يقول لنا عن مجيء الرب المبارك ؟
رابعاً:
أن تكون عين المؤمن في الجسد الذي للرب المفتوحة على الدوام ليس لترى الأشياء في الدنيا، إنما لترتفع بنظراتها إلى الأعالي لكي ترى القوة الإلهية الحافظة للنفس وتحيط بها، فتصبح بها، فتصبح مطمئنة لأن عينه علينا: ((أعلمّك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك))(مزمور8:32). بل أن تكون عين المؤمن مفتوحة لترى الراعي الأمين يتمم وعده القائل: ((لا يخطفها أحد من يدي. . . ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي)) (يوحنا28:10و29).
يخبرنا الكتاب في سفر الملوك (أن ملك أرام أرسل جيشاً كبيراً وأحاطوا ببلدة دوثان لكي يلقوا القبض على النبي أليشع. أما غلام النبي فعندما رأى الجيش القوي بخيله ومركباته خاف كثيراً وارتعب، ولكن النبي طمأنه بقوله ((لا تخف لأن الذي معنا أكثر من الذي معهم)) وصلى أليشع وقال: يارب أفتح عينيه فيبصر. ففتح الرب عيني الغلام فأبصر وإذا الجبل مملوءاً خيلاً ومركبات نار حول أليشع)). ومن هذا نتعلم كيف يجب أن نكون مطمئنين لأن الرب معنا حسب وعده، وأن قوته في ضعفنا تكمل)).
فمهما كانت قوى الشر حولنا، ومهما كانت هجمات التجارب علينا عنيفة، فنعمته تكفينا. ويجدر بنا أن نكون متيقنين أن عينه تسهر علينا لحفظنا حسب وعده في (مزمور 7:34) ((ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم)).
خامساً:
أتن تكون عين المؤمن في الجسد الذي للمسيح مكحلة لكي ترى جلياً، ولكن بالكحل الذي يعطيه الرب، كما وصفه الملاك كنيسة لادوكية (رؤيا 18:3) ((كحل عينيك بكحل لكي تبصر)).
وهذا الكحل هو الروح القدس وليس الكحل الأسود الذي يستعمله الناس من أجل الغواية والتجميل الخارجي. فكحل روح الله هو الذي تكحلت به عين استفانوس حينما امتلأ منه وبه تمكن من رؤية مجد الله ورؤية يسوع قائماً عن يمين الآب (أعمال 55:7).
http://www.kalimatalhayat.com/christ...29-page05.html
أولاً:
أن تكون للعين نظرة داخلية عميقة في الحياة ذاتها لكي ترى الخطية والحاجة إلى المغفرة بالالتجاء إلى رحمة الرب. ماذا كان السبب في عدم تبرير الفريسي وهو يمثل أمام الله ويصلي في الهيكل؟ السبب في ذلك أنه لم يرى ذاته كخاطئ يحتاج لرحمة الرب الغافرة، وكان بعكس العشار الذي رأى في نفسه الخطية فقرع على صدره، وقال ((اللهم ارحمني أنا الخاطئ)) ولذلك حصل التبرير.
فهل رأيت ذاتك، أيها القارئ، كخاطئ وأتيت للرب معترفاً بآثامك، وبتوبة حقيقية وبالإيمان بالمخلص المستعد أن يخلص إلى التمام كما تنص الآية في (عبرانين25:7).
كم من الفريسين اليوم خصوصاً بين المدعوين إنجيلين الذين يكتفون بالاسم الإنجيلي كطائفة ولا يرون حاجتهم إلى المغفرة وتطهير قلوبهم، ولا يرون حاجتهم إلى للتجديد والولادة الثانية وحياة القداسة.
وكم من الذين يدّعون أنهم قبلوا الخلاص بالإيمان ولكنهم في الوقت ذاته لا يبرهنون على قبولهم الخلاص بإيمان له ثمر الأعمال الصالحة. والرسول يعقوب يصرح بأن الإيمان بلا عمل ميت ولا روح فيه.
ثانياً:
أن تكون العين في الجسد الذي للمسيح عيناً باكية، أي أن الإنسان، نتيجة للتبكيت بروح الله على الخطية، يتقدم بدموع التربة والاعتراف للرب بكل هفوة وزلة لكي يمحو الرب والآثام والذنوب حسب وعده القائل ((أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها)) (أشعياء 25:43). مثل هذه العين الباكية نراها في بطرس الذي تبكت على خطية إنكاره للسيد وتقدم بدموع التوبة ((خرج إلى الخارج وبكى بكاء مراً))(متى 75:26). ومثل هذه العين الباكية نراها في تلك المرأة الخاطئة التي أتت إلى الرب يسوع وبلّت قدميه بدموعها، وكانت النتيجة لتوبتها الصادقة أن الرب منحها المغفرة وقال لها ((مغفورة لك خطاياك. . . . إيمانك قد خلصك. اذهبي بسلام)) (لوقا 48:7و50). فهل نلت هذه المغفرة والسلام أيها القارئ لكي تصبح عضواً حياً في الجسد الذي للمسيح.
ثالثاً:
أن العين في جسد المؤمن يجب أن تكون ساهرة. كم كان توبيخ الرب للتلاميذ عنيفاً لأنهم لم يسهروا معه وكم أوصي بتعاليمه عن السهر ((اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة))(متى 41:26). فالسهر لعين المؤمن ضروري جداً لأن الاستسلام للنوم الروحي ينتج عنه الخطر للنفس بسبب وجود العدو التربص للأذية. لهذا نجد الرسول بطرس يقول ((اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو))(1بطرس8:5).
والوحي في (أمثال4:6) يقول ((لا تعط عينك نوماً ولا أجفانك نعاساً. نجِّ نفسك كالظبي من اليد كالعصفور من يد الصياد)). ثم نجد الرب في المثل عن الزوان في وسط الحنطة ينبهنا للخطر الذي حصل للكنيسة في عدم سهرها، وكانت نتيجة نومها وجود زوان الغلالات والبدع والانقسامات نامية في حقلها. والكتاب يخبرنا عن نوم شمشون الجبار على ركبتي المتملقة دليلة بينما كان أعدائه يتربصون للإيقاع به والانتقام منه، وبنومه تمَّ لهم ما أرادوه.
إن عين المؤمن يجب أن تكون ساهرة بكل يقظة، مستعدة ومنتظرة بكل اشتياق لمجيء الرب المرتقب. والسيد الرب في أقواله طوَّب الساهرين بقوله في ( لوقا 37:12) ((طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين)). وبما أنه عند مجيئه ((ستبصره كل عين)) فينبهنا هذا إلى وجوب تمرين أعيننا الروحية على النظر إليه بإيماننا متوقعين رجوعه القريب إلينا. وبما أن مجيئه سيكون مفاجئاً، فعلينا أن لا ننام كالباقين بل أن نسهر ونصحو لكي لا يدركنا ذلك اليوم بغتة كلص ( تسالونيكي2:5-7). ولكي نعطي لمجيء الرب الأهمية التي يستحقها نحتاج أن نتمثل بالنبي حبقوق القائل: ((على مرصدي أقف وعلى الحصن أنتصب وأراقب لأرى ماذا يقول لي وماذا أجيب عن شكواي))(حبقوق1:2).
فأن كان الفلكيين يستعملون مراصدهم الضخمة وتلسكوباتهم الكبيرة ليروا الكواكب والسيارات السابحة في الفضاء الواسع، أفلا ينبغي أن نتخذ نحن المرصد الحقيقي( الكتاب المقدس ) ونستعمل مواعيده تلسكوباً روحياً للمراقبة حتى نرى بإعلانه ماذا يقول لنا عن مجيء الرب المبارك ؟
رابعاً:
أن تكون عين المؤمن في الجسد الذي للرب المفتوحة على الدوام ليس لترى الأشياء في الدنيا، إنما لترتفع بنظراتها إلى الأعالي لكي ترى القوة الإلهية الحافظة للنفس وتحيط بها، فتصبح بها، فتصبح مطمئنة لأن عينه علينا: ((أعلمّك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك))(مزمور8:32). بل أن تكون عين المؤمن مفتوحة لترى الراعي الأمين يتمم وعده القائل: ((لا يخطفها أحد من يدي. . . ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي)) (يوحنا28:10و29).
يخبرنا الكتاب في سفر الملوك (أن ملك أرام أرسل جيشاً كبيراً وأحاطوا ببلدة دوثان لكي يلقوا القبض على النبي أليشع. أما غلام النبي فعندما رأى الجيش القوي بخيله ومركباته خاف كثيراً وارتعب، ولكن النبي طمأنه بقوله ((لا تخف لأن الذي معنا أكثر من الذي معهم)) وصلى أليشع وقال: يارب أفتح عينيه فيبصر. ففتح الرب عيني الغلام فأبصر وإذا الجبل مملوءاً خيلاً ومركبات نار حول أليشع)). ومن هذا نتعلم كيف يجب أن نكون مطمئنين لأن الرب معنا حسب وعده، وأن قوته في ضعفنا تكمل)).
فمهما كانت قوى الشر حولنا، ومهما كانت هجمات التجارب علينا عنيفة، فنعمته تكفينا. ويجدر بنا أن نكون متيقنين أن عينه تسهر علينا لحفظنا حسب وعده في (مزمور 7:34) ((ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم)).
خامساً:
أتن تكون عين المؤمن في الجسد الذي للمسيح مكحلة لكي ترى جلياً، ولكن بالكحل الذي يعطيه الرب، كما وصفه الملاك كنيسة لادوكية (رؤيا 18:3) ((كحل عينيك بكحل لكي تبصر)).
وهذا الكحل هو الروح القدس وليس الكحل الأسود الذي يستعمله الناس من أجل الغواية والتجميل الخارجي. فكحل روح الله هو الذي تكحلت به عين استفانوس حينما امتلأ منه وبه تمكن من رؤية مجد الله ورؤية يسوع قائماً عن يمين الآب (أعمال 55:7).
http://www.kalimatalhayat.com/christ...29-page05.html
Comment