مقدمة
كثرت كتابات الآباء، وتعددت موضوعاتهم. وقد تعدد تصنيف الآباء إنطلاقاً من المناطق والمدارس، ومن بين الفئات الآبائية هناك الآباء السريان. وهؤلاء منهم الآباء الغربيون،ومنهم السريان الشرقيون وهم من أبناء كنيسة المشرق(شرقي نهر الفرات).
وفي هذا البحث سأحاول التكلم عن أحد آباء السريان الشرقيين وهو أفراهاط الحكيم. وسأتناول موضوع التوبة عنده ونرى ماذا يقول عنها. وسأحاول أن أعلق على ما يقول وأرجو أن أوفق في بحثي هذا.
1) أفراهاط في سطور.
هو يعقوب أفراهاط(270-346)، أحد الشهود للاهوت كنيسة المشرق (كنيسة ما بين النهرين). وتحوم الكثير من الظنون والشكوك حول سيرته.كان يُعتقد بأنه وثنيّ الأصل، لكن في الحقيقة هو من أصلٍ يهودي، وينتمي إلى جماعة أبناء العهد.
بعد تنصره، إعتزل العالم فصار متوحداً بين متوحدين، ولقد كان بينهم ذا مركز رفيع، وذلك لخبرته الروحية ومعرفته للكتب المقدسة. ويبدو وبسبب لهجته في الكتابة، أنه كان أسقفاً. وإتخذ إسم يعقوب (هذا ما جعل المؤرخون يخلطون بينه وبين يعقوب النصيبيني).لقد سمَاه المؤرخون السريان بـ "الحكيم"، وذلك لفصاحته وبلاغته في الكتابة.كما أن إسمه قبل التنسك هو فرهاد الذي وبحسب الفارسية تعني "الحكيم"، أي أن اللقب والإسم يتقابلان عند هذا المعلم العظيم.
ولأفراهاط أهمية كبيرة، تأتي من أن جميع كتاباته قد وصلت إلينا. وهذه الكتابات هي عبارة عن 23 مقالاً، كُتبت على ثلاث دفعات. ففي المجموعة الأولى كتب عشر مقالات، وقد دُونت حوالي السنة 336. والمجموعة الثانية تتألف من 12 مقالة، ودونها حوالي سنة 343. أما عن المجموعة الثالثة فهي مقالة بعنوان "العنقود" أو "خصلة العنب"، وهذه بدأ فيها حوالي سنة 345. وهي تتكلم عن مُلخص لتاريخ الخلاص، منذ البدء إلى يسوع المسيح.
2) التوبة عند أفراهاط.
في المجموعة الأولى من المقالات العشر، هناك المقالة التي تحمل الرقم السابع. وفيها يتحدث الحكيم الفارسي عن التوبة، وتحمل المقالة إسم "التائبون".
لقد إعتقد البعض أن هذه المقالة هي شرحٌ للتوبة، وبذلك إستنتجوا أن التوبة موجودة في كنيسة المشرق منذ أيام أفراهاط. لكن في الحقيقة هذه المقالة ليست سوى نصائح وإرشادات، وفيها تحريضاتٌ عملية نابعة من الكتاب المقدس. وهذه الإرشادات يقدمها الكاتب للذين سقطوا في سعيهم الروحي من أبناء جماعة العهد. وهي لا تتجاوز الإصلاح الأخوي الدقيق والعملي الذي يقوم به المرشد الروحي للجماعة، والذي يدعوه "الطبيب الحكيم".
يوضح هذا الطبيب الحكيم في مقالته، أن جميع الناس هم عرضةٌ للسقوط، وذلك بطرقة أو أخرى. لكن هناك واحدٌ فقط لم يسقط، ألا وهو المسيح، فيقول: "بين كل المولودين الذين لبسوا جسداً، واحدٌ هو البريء. إنه ربنا يسوع المسيح". ولقد أخذت الخطيئة مجدها قبل مجيء المخلص المسيح، فأخذت تجعل الكثير الناس يسقطون، ولم يقم أحدٌ من بني البشر إستطاع هزمها، إلا أن واحداً فقط إستطاع أن يهزمها وهو حامل الخطايا فيقول: "كيف جُعل خطيئة؟ لأنه حمل الخطيئة وهو لم يرتكبها وسمّرها على الصليب. وبين الكثرين لم يقتلها أحدٌ قبل أن يأتي مخلصنا ويأخذها ويسمّرها على صليبه".
ولكن هذا المعلم يعرف أن لكل داءٍ دواء، ولكل علةٍ شفاء. ودواء وشفاء الخطيئة يتم في التوبة. "لكل الأمراض دواءٌ، وهي تُشفى إذا وجدنا طبيباً حكيماً. والذين أصيبوا في جهادنا، فلهم دواء التوبة يضعونه على جراحهم فتُشفى". وهو يدعو أبناء العهد إلى عدم الإستسلام إلى اليأس إذما سقطوا، بل عليهم التوبة والإهتداء. ويشبه ذلك بالمصابين في المعارك، والذين يتعافون إذما توفر لهم طبيباً بارعاً: "هذه حال من يتعب في جهادنا، إن جاء العدو وجرحه، يجب أن نُعطيه دواء التوبة، ما دامت ندامة المجروح قوية، لأن الله لا يرذل التائبين".
كما أن هذا الشفاء متوقف على أن يقر المجروح بجرحه، أي لا غفران دون الإقرار بالذنب، وبعده يجب يأتي طلب التوبة: "من غُلب في جهادنا له وسيلة أن يُشفى إن قال: خطئت. وطلب التوبة". ومن الشخصيات الكتابية الذين أقروا بخطيئهم وطلبوا الصفح، هناك هارون "رئيس الكهنة حين جعل الشعب يخطأ بالعجل، أقرّ بخطيئته فغفر له ربّه".ويوصي المعلمين روؤساء الجماعة، أن يهتموا بالذين عثروا فسقطوا، ليكونوا على مثال معلمهم الأول: "وأنتم أيها الأطباء تلاميذ طبيبنا المجيد، يجب ألا تمتنعوا عن تقديم الدواء لمن يحتاج إليه". ويوصي بالمحبة الأخوية "من مرض بيننا نحمل آلامه، ومن سقط نثبت مكانه". وعلى هؤلاء الروؤساء أن يقموا بمهمته بغاية السرية: "من يستحي أن يبين مرضه فإنصحوه بأن لا يخفيه عنكم، وإن أخبركم فلا تعلنوه". وينبه المعلمين بأن عليهم تحذير تلامذتهم بأن السقطة إذا تكررت، يُصبح النهوض أصعب بكثير من المرة الأولى: "من أُصيب مرة ثانية يصعب شفاؤه حتى على الطبيب الحكيم". ويعطي مفتاح باب الإنتصار: "يامن لبستم المسيح، تعلموا فنون الحروب لئلا تُقهروا وتتراخوا في القتال، فعدونا محتال ماهر، إلا أن سلاحه أضعف من سلاحنا. نحن لا نراه حين يحاربنا، فلنلتفت نحو من يراه ليأخذه عنا".
بعد ذلك يقوم المعلم الحكيم بالإستشهاد بالكتاب المقدس، موضحاً أن الله رحوم وهو يعطي فرصة للتعويض. والخوف هو من عدم إستغلال هذه الفرصة وإغلاق الفم على الجرح: "حين خطئ آدم دعاه الله إلى التوبة، أما هو فأخفى خطيئته عن فاحص القلوب، ولم يعترف بجهالته فأصابه حكم الموت". وطوبى لمن يستغل فرصة دعوة الله له للتوبة، وهذا ما فعله أهل نينوى "تابوا فرحمهم الله"، عكس بنو إسرائيل الذين "كثرت ذنوبهم فدعاهم الله إلى التوبة، غير أنه لم يُقبلوا إليها". فيدعوا إلى التواضع ولا يقول أحد "أن لا أحتاج إلى التوبة"، وذلك للتفكير في رحمة الله الكبرى، فيكون هناك ثقة مطلقة في هذه الرحمة، تجعل صاحبها يسقط على رأسه، لذلك يُحذر من الدينونة "كثيرون المدعوون إلى وليمة العرس، لكن من ليس له الثياب، يُخرجه سيده إلى الظلمة". ولكنه في نفس الوقت يطمئن المعلمين والتلاميذ الروحيين، بأن الله دائماً منظر عودة الخاطئ كما "الإبن الشاطر" و "يد الله ممدوة وهي تدعوكم إلى التوبة". ولكن يعود للتحذير بأن هذا الزمن هو زمن النعمة، وفيه "تجد توبة قبل أن تنتهي" لأن هناك صلاحية لهذه التوبة، وتنتهي هذه الصلاحية عندما يأتي زمن العدالة "عندما يأتي زمن العدالة، لا تقبل النعمة الذين يُقبلون إلى التوبة". وهناك الكثير من الذين يتصارعون على الفوز ولكن من يبذل أقصى قوته ينتصر "وينال كل واحد أجره حسب تعبه".
وأخيراً يوصي "أيها الرقباء راقبوا وحذروا" وذلك كي لا تُلقى خطيئة الشعب عليهم. ويقول للأقوياء: "أيها الخراف السمان لا تضربوا الضعفاء بقرونكم لئلا تُعاقبوا حين يدينكم راعينا العظيم". ويأمر الرعاة "إرعوا القطيع ودبّروه أحسن تدبير".
خاتمة
وهكذا ومما تقدم، نرى كيف أن أفراهاط وكأحد المعلمين في الكنيسة، نرى كيف همه الأول هو مصلحة الجماعة. وكيف يرى أن على الكل أن يخلصوا، ولمعرفته أن في كل شخص ضعفٌ معيّن، وأنه قابل للسقوط في أي هفوة، نراه يعطي التوبة وصفةً للمرضى من جراء وباء الخطيئة. وهو كما رأينا كأنه يتكلم عن سرّ التوبة، رغم أن هذا السرّ لم يكن قد وُجد بعد في الكنيسة كسرّ.
وهكذا نتبين أهمية خبرات الآباء، كمرجع قوي تعود إليه الكنيسة من بعد الكتاب المقدّس لتستقي تعاليمها.
كثرت كتابات الآباء، وتعددت موضوعاتهم. وقد تعدد تصنيف الآباء إنطلاقاً من المناطق والمدارس، ومن بين الفئات الآبائية هناك الآباء السريان. وهؤلاء منهم الآباء الغربيون،ومنهم السريان الشرقيون وهم من أبناء كنيسة المشرق(شرقي نهر الفرات).
وفي هذا البحث سأحاول التكلم عن أحد آباء السريان الشرقيين وهو أفراهاط الحكيم. وسأتناول موضوع التوبة عنده ونرى ماذا يقول عنها. وسأحاول أن أعلق على ما يقول وأرجو أن أوفق في بحثي هذا.
1) أفراهاط في سطور.
هو يعقوب أفراهاط(270-346)، أحد الشهود للاهوت كنيسة المشرق (كنيسة ما بين النهرين). وتحوم الكثير من الظنون والشكوك حول سيرته.كان يُعتقد بأنه وثنيّ الأصل، لكن في الحقيقة هو من أصلٍ يهودي، وينتمي إلى جماعة أبناء العهد.
بعد تنصره، إعتزل العالم فصار متوحداً بين متوحدين، ولقد كان بينهم ذا مركز رفيع، وذلك لخبرته الروحية ومعرفته للكتب المقدسة. ويبدو وبسبب لهجته في الكتابة، أنه كان أسقفاً. وإتخذ إسم يعقوب (هذا ما جعل المؤرخون يخلطون بينه وبين يعقوب النصيبيني).لقد سمَاه المؤرخون السريان بـ "الحكيم"، وذلك لفصاحته وبلاغته في الكتابة.كما أن إسمه قبل التنسك هو فرهاد الذي وبحسب الفارسية تعني "الحكيم"، أي أن اللقب والإسم يتقابلان عند هذا المعلم العظيم.
ولأفراهاط أهمية كبيرة، تأتي من أن جميع كتاباته قد وصلت إلينا. وهذه الكتابات هي عبارة عن 23 مقالاً، كُتبت على ثلاث دفعات. ففي المجموعة الأولى كتب عشر مقالات، وقد دُونت حوالي السنة 336. والمجموعة الثانية تتألف من 12 مقالة، ودونها حوالي سنة 343. أما عن المجموعة الثالثة فهي مقالة بعنوان "العنقود" أو "خصلة العنب"، وهذه بدأ فيها حوالي سنة 345. وهي تتكلم عن مُلخص لتاريخ الخلاص، منذ البدء إلى يسوع المسيح.
2) التوبة عند أفراهاط.
في المجموعة الأولى من المقالات العشر، هناك المقالة التي تحمل الرقم السابع. وفيها يتحدث الحكيم الفارسي عن التوبة، وتحمل المقالة إسم "التائبون".
لقد إعتقد البعض أن هذه المقالة هي شرحٌ للتوبة، وبذلك إستنتجوا أن التوبة موجودة في كنيسة المشرق منذ أيام أفراهاط. لكن في الحقيقة هذه المقالة ليست سوى نصائح وإرشادات، وفيها تحريضاتٌ عملية نابعة من الكتاب المقدس. وهذه الإرشادات يقدمها الكاتب للذين سقطوا في سعيهم الروحي من أبناء جماعة العهد. وهي لا تتجاوز الإصلاح الأخوي الدقيق والعملي الذي يقوم به المرشد الروحي للجماعة، والذي يدعوه "الطبيب الحكيم".
يوضح هذا الطبيب الحكيم في مقالته، أن جميع الناس هم عرضةٌ للسقوط، وذلك بطرقة أو أخرى. لكن هناك واحدٌ فقط لم يسقط، ألا وهو المسيح، فيقول: "بين كل المولودين الذين لبسوا جسداً، واحدٌ هو البريء. إنه ربنا يسوع المسيح". ولقد أخذت الخطيئة مجدها قبل مجيء المخلص المسيح، فأخذت تجعل الكثير الناس يسقطون، ولم يقم أحدٌ من بني البشر إستطاع هزمها، إلا أن واحداً فقط إستطاع أن يهزمها وهو حامل الخطايا فيقول: "كيف جُعل خطيئة؟ لأنه حمل الخطيئة وهو لم يرتكبها وسمّرها على الصليب. وبين الكثرين لم يقتلها أحدٌ قبل أن يأتي مخلصنا ويأخذها ويسمّرها على صليبه".
ولكن هذا المعلم يعرف أن لكل داءٍ دواء، ولكل علةٍ شفاء. ودواء وشفاء الخطيئة يتم في التوبة. "لكل الأمراض دواءٌ، وهي تُشفى إذا وجدنا طبيباً حكيماً. والذين أصيبوا في جهادنا، فلهم دواء التوبة يضعونه على جراحهم فتُشفى". وهو يدعو أبناء العهد إلى عدم الإستسلام إلى اليأس إذما سقطوا، بل عليهم التوبة والإهتداء. ويشبه ذلك بالمصابين في المعارك، والذين يتعافون إذما توفر لهم طبيباً بارعاً: "هذه حال من يتعب في جهادنا، إن جاء العدو وجرحه، يجب أن نُعطيه دواء التوبة، ما دامت ندامة المجروح قوية، لأن الله لا يرذل التائبين".
كما أن هذا الشفاء متوقف على أن يقر المجروح بجرحه، أي لا غفران دون الإقرار بالذنب، وبعده يجب يأتي طلب التوبة: "من غُلب في جهادنا له وسيلة أن يُشفى إن قال: خطئت. وطلب التوبة". ومن الشخصيات الكتابية الذين أقروا بخطيئهم وطلبوا الصفح، هناك هارون "رئيس الكهنة حين جعل الشعب يخطأ بالعجل، أقرّ بخطيئته فغفر له ربّه".ويوصي المعلمين روؤساء الجماعة، أن يهتموا بالذين عثروا فسقطوا، ليكونوا على مثال معلمهم الأول: "وأنتم أيها الأطباء تلاميذ طبيبنا المجيد، يجب ألا تمتنعوا عن تقديم الدواء لمن يحتاج إليه". ويوصي بالمحبة الأخوية "من مرض بيننا نحمل آلامه، ومن سقط نثبت مكانه". وعلى هؤلاء الروؤساء أن يقموا بمهمته بغاية السرية: "من يستحي أن يبين مرضه فإنصحوه بأن لا يخفيه عنكم، وإن أخبركم فلا تعلنوه". وينبه المعلمين بأن عليهم تحذير تلامذتهم بأن السقطة إذا تكررت، يُصبح النهوض أصعب بكثير من المرة الأولى: "من أُصيب مرة ثانية يصعب شفاؤه حتى على الطبيب الحكيم". ويعطي مفتاح باب الإنتصار: "يامن لبستم المسيح، تعلموا فنون الحروب لئلا تُقهروا وتتراخوا في القتال، فعدونا محتال ماهر، إلا أن سلاحه أضعف من سلاحنا. نحن لا نراه حين يحاربنا، فلنلتفت نحو من يراه ليأخذه عنا".
بعد ذلك يقوم المعلم الحكيم بالإستشهاد بالكتاب المقدس، موضحاً أن الله رحوم وهو يعطي فرصة للتعويض. والخوف هو من عدم إستغلال هذه الفرصة وإغلاق الفم على الجرح: "حين خطئ آدم دعاه الله إلى التوبة، أما هو فأخفى خطيئته عن فاحص القلوب، ولم يعترف بجهالته فأصابه حكم الموت". وطوبى لمن يستغل فرصة دعوة الله له للتوبة، وهذا ما فعله أهل نينوى "تابوا فرحمهم الله"، عكس بنو إسرائيل الذين "كثرت ذنوبهم فدعاهم الله إلى التوبة، غير أنه لم يُقبلوا إليها". فيدعوا إلى التواضع ولا يقول أحد "أن لا أحتاج إلى التوبة"، وذلك للتفكير في رحمة الله الكبرى، فيكون هناك ثقة مطلقة في هذه الرحمة، تجعل صاحبها يسقط على رأسه، لذلك يُحذر من الدينونة "كثيرون المدعوون إلى وليمة العرس، لكن من ليس له الثياب، يُخرجه سيده إلى الظلمة". ولكنه في نفس الوقت يطمئن المعلمين والتلاميذ الروحيين، بأن الله دائماً منظر عودة الخاطئ كما "الإبن الشاطر" و "يد الله ممدوة وهي تدعوكم إلى التوبة". ولكن يعود للتحذير بأن هذا الزمن هو زمن النعمة، وفيه "تجد توبة قبل أن تنتهي" لأن هناك صلاحية لهذه التوبة، وتنتهي هذه الصلاحية عندما يأتي زمن العدالة "عندما يأتي زمن العدالة، لا تقبل النعمة الذين يُقبلون إلى التوبة". وهناك الكثير من الذين يتصارعون على الفوز ولكن من يبذل أقصى قوته ينتصر "وينال كل واحد أجره حسب تعبه".
وأخيراً يوصي "أيها الرقباء راقبوا وحذروا" وذلك كي لا تُلقى خطيئة الشعب عليهم. ويقول للأقوياء: "أيها الخراف السمان لا تضربوا الضعفاء بقرونكم لئلا تُعاقبوا حين يدينكم راعينا العظيم". ويأمر الرعاة "إرعوا القطيع ودبّروه أحسن تدبير".
خاتمة
وهكذا ومما تقدم، نرى كيف أن أفراهاط وكأحد المعلمين في الكنيسة، نرى كيف همه الأول هو مصلحة الجماعة. وكيف يرى أن على الكل أن يخلصوا، ولمعرفته أن في كل شخص ضعفٌ معيّن، وأنه قابل للسقوط في أي هفوة، نراه يعطي التوبة وصفةً للمرضى من جراء وباء الخطيئة. وهو كما رأينا كأنه يتكلم عن سرّ التوبة، رغم أن هذا السرّ لم يكن قد وُجد بعد في الكنيسة كسرّ.
وهكذا نتبين أهمية خبرات الآباء، كمرجع قوي تعود إليه الكنيسة من بعد الكتاب المقدّس لتستقي تعاليمها.
المراجع
• د. بولس الفغالي، أفراهاط الحكيم الفارسي، ط1، 1992، بيروت: دار المشرق.
• الخوري بولس الفغالي، أفراهاط المقالات، ط1، 1994، بيروت: دار المشرق.
• الأب د. لويس ساكو، آباؤنا السريان، ط1، 1998، بغداد: مطبعة الطيف.
• د. بولس الفغالي، أفراهاط الحكيم الفارسي، ط1، 1992، بيروت: دار المشرق.
• الخوري بولس الفغالي، أفراهاط المقالات، ط1، 1994، بيروت: دار المشرق.
• الأب د. لويس ساكو، آباؤنا السريان، ط1، 1998، بغداد: مطبعة الطيف.