سلام المسيح معكم
أخوتي , هذا موضوع متواضع حول فكرة التجسد عبارة عن آيات جمعتها مع تفسير بسيط لها .
" لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " يوحنا ٣ : ١٦
يتركز الإنجيل كله في هذه الآية، فالحب الحقيقي ليس ساكنا ولا ذاتي التمركز لكنه يسعى إلى الآخرين ويصل إليهم ويجذبهم. إن الله يقدم هنا نموذج الحب الحقيقي أساس كل علاقات المحبة. فإن كنت تحب إنسانا بشدة تجد نفسك مستعدا أن تدفع ثمن محبته هو أيضا لك. وقد دفع الله الثمن حياة ابنه، أغلى ثمن يمكن دفعه. وقد قبل الرب يسوع عنا عقابنا ودفع ثمن خطايانا، وبعد ذلك قدم لنا الحياة الجديدة التي اشتراها من أجلنا.
" لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ " يوحنا ١٥ : ١٣
أحبنا الرب يسوع حتى بذل حياته لأجلنا. ( يَضَعَ : يبذل, يضحّي )
" بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا " يوحنا الأولى ٣ : ١٦
" بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ " يوحنا الأولى ٤ : ٩
" لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ, فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا " رومية ٥ : 6-8
نحن عاجزون تماما عن عمل أي شيء لخلاص نفوسنا، ويجب أن يأتي من ينقذنا ويكفر عن خطايانا. ولم يأت المسيح في الوقت المناسب من التاريخ فحسب، بل جاء في الوقت المعين تماما حسب ترتيب الله. ونحن مازلنا خاطئين أرسل الله ابنه الوحيد يسوع المسيح ليموت عوضا عنا، ليس لأننا كنا على درجة كافية من الصلاح أو أننا لم نعد خطأة، بل لأنه أحبنا بهذا المقدار.
" هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ, لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ" غلاطية ٤ : 3-5
يستخدم الرسول تشبيه العبودية ليبين أنه قبل أن يأتي المسيح ويموت لأجل خطايانا، كان الناس عبيدا للناموس، ظانين أنهم يستطيعون أن يخلصوا به. ولكننا نحن الذين كنا مرة عبيدا صرنا الآن أولادا لله في صلة وثيقة به. وفي المسيح لا سبب الآن للخوف من الله، فنستطيع أن نتقدم بجراءة إلى محضره، عالمين أنه سيرحب بنا.
في الوقت المعين أرسل الله يسوع إلى الأرض ليموت عن خطايانا، وكان اليهود قد ظلوا قرونا يتطلعون إلى مجيء المسيح، ولكن توقيت الله دقيق. ولد يسوع من امرأة، كان إنسانا كاملا، وقد ولد يهوديا، خاضعا لناموس الله، بل وتممه تماما، وهكذا كان يسوع الذبيحة الكاملة. ومع أنه صار إنسانا، إلا أنه لم يخطئ قط، وقد حقق بموته الحرية لنا، نحن الذين كنا مستعبدين للخطية، حتى أصبح لنا مكان كأبناء في عائلة الله.
" وَبِهذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى " أعمال الرسل ١٣ : ٣٩
" وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا " يوحنا ١ : ١٤
لوحيد من الآب : الكلمة اليونانية تعني " الواحد الوحيد" أو "الأوحد". وهى إشارة للطابع الفريد لبنوة المسيح.
عندما صار المسيح بشرا أصبح : ١- المعلم الكامل, ففي حياة يسوع نرى كيف يفكر الله، وبالتالي كيف ينبغي علينا أن نفكر نحن (في ٢: ٥-١١)، ٢- المثال الكامل أو القدوة الكاملة، فهو النموذج لما ينبغي أن نصير عليه، وهو يرينا كيف نحيا ويعطينا القوة أن نحيا بنفس الطريقة (١ بط ٢: ٢١-٢٣)، ٣- الذبيحة الكاملة، فيسوع قد جاء كذبيحة عن كل الخطايا، وموته سدد كل مطاليب الله لمحو الخطية (كو ١: ١٥-٢٣).
بولادة المسيح صار بشرا. وهو لم يكن جزئيا إنسانا وجزئيا إلها، بل كان إلها كاملا وإنسانا كاملا (كو ٢: ٩). وقبل مجيء المسيح لم يكن الناس يعرفون الله إلا جزئيا. إن المسيح هو التعبير الكامل لله في صورة بشرية.
" وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً " أفسس ٥ : ٢
فقد قادته محبته العظيمة لنا إلى أن يبذل نفسه عنا لكي نحيا نحن.
" أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا " أفسس ٥ : ٢٥
" فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ " بطرس الأولى ٣ : ١٨
إذاً السيد المسيح لم يمت كروح إنما كجسد فقط, أما روحه فحية إلى الأبد, وبها قام وانتصر على الخطيئة.
" لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ " رومية ٨ : ٣
لقد قدم يسوع نفسه ذبيحة عن خطايانا. في عصور العهد القديم كانت تقدم باستمرار ذبائح حيوانية في الهيكل. وكانت هذه الذبائح تكشف لبني إسرائيل عن مدى شناعة الخطية، إذ كان لابد من سفك دم قبل غفران الخطايا (عبرانيين 9: 22). ولكن دم الحيوانات لم يكن ممكنا أن يرفع خطايا (عبرانيين ١٠: ٤)، وما كانت هذه الذبائح إلا رمزا لذبيحة المسيح الذي حمل عقوبة كل الخطايا.
" لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ " كورنثوس الثانية ٥ : ٢١
عندما نؤمن بالمسيح، نبادله فنأخذ صلاحه ويحمل هو خطايانا، فقد وضعت خطايانا على المسيح وهو على الصليب، فانسكب بره فينا عند التجديد. وهذا ما يعنيه المسيحيون بكفارة المسيح عن الخطية. والمقايضة في العالم تتم فقط عندما يتبادل اثنان أشياء لها قيمة متساوية نسبيا، لكن الله يمنحنا بره مقابل خطايانا، يعطينا شيئا له قيمة لانهائية، مقابل شيء لا قيمة له. فكم يجب أن نكون شاكرين لصلاحه من نحونا.
" وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا, مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا " إشعياء ٥٣ : 5-6
وهي إحدى النبوءات عن السيد المسيح الراعي الصالح. (بِحُبُرِهِ : جلداته, ضرباته)
" الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ, لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا. " بطرس الأولى ٢ : 24-25
لقد مات المسيح عوضا عنا ومن أجل خطايانا، حتى لا نتألم نحن بالعقاب الذي نستحقه. ويعرف هذا الأمر بـ "الكفارة البديلة". (بِجَلْدَتِهِ : بجروحه)
" اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: "مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ". " غلاطية ٣ : ١٣
" اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ... أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ " يوحنا ١٠ : ١٠-15
(أَفْضَلُ : الكلمة في اللغة اليونانية تعني أيضاً حياة فياضة, حياة مليئة)
" خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. " يوحنا ١٠ : 27-28
كما يحمي الراعي خرافه كذلك الرب يسوع يحمي شعبه من الأذى الأبدي. وبينما يتوقع المؤمنون الألم على الأرض إلا أن أرواحهم لا يقدر الشيطان أن يهلكها أو يؤذيها. فحياتهم الأبدية، هي مع الله ولا يمكن خطفها من يده.
" وَهذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئًا، بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ " يوحنا ٦ : 39-٤٠
" الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ, لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ " فيلبى ٢ : 6-8
السيد المسيح المساوي للآب في الجوهر, تجسد لأجلنا آخذاً صورتنا.
" فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ " العبرانيين ٢ : ١٤
كان لابد ليسوع المسيح أن يصير إنسانا حتى يمكنه أن يموت، وأن يقهر نفس التجارب التي تواجهنا، وبذلك يمكنه أن يتوسط بين الله والإنسان. وقد اتحد يسوع بنا حتى يمكن أن نتحد نحن بالله. لقد صار يسوع المسيح بموته، فداءنا، وخلصنا من الموت. وبقيامته من الأموات غلب الموت عدونا. (انظر رو ٦: ٥-١١ ؛ ١كو ١٥).
سلام لكم
أخوتي , هذا موضوع متواضع حول فكرة التجسد عبارة عن آيات جمعتها مع تفسير بسيط لها .
" لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " يوحنا ٣ : ١٦
يتركز الإنجيل كله في هذه الآية، فالحب الحقيقي ليس ساكنا ولا ذاتي التمركز لكنه يسعى إلى الآخرين ويصل إليهم ويجذبهم. إن الله يقدم هنا نموذج الحب الحقيقي أساس كل علاقات المحبة. فإن كنت تحب إنسانا بشدة تجد نفسك مستعدا أن تدفع ثمن محبته هو أيضا لك. وقد دفع الله الثمن حياة ابنه، أغلى ثمن يمكن دفعه. وقد قبل الرب يسوع عنا عقابنا ودفع ثمن خطايانا، وبعد ذلك قدم لنا الحياة الجديدة التي اشتراها من أجلنا.
" لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ " يوحنا ١٥ : ١٣
أحبنا الرب يسوع حتى بذل حياته لأجلنا. ( يَضَعَ : يبذل, يضحّي )
" بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا " يوحنا الأولى ٣ : ١٦
" بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ " يوحنا الأولى ٤ : ٩
" لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ, فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا " رومية ٥ : 6-8
نحن عاجزون تماما عن عمل أي شيء لخلاص نفوسنا، ويجب أن يأتي من ينقذنا ويكفر عن خطايانا. ولم يأت المسيح في الوقت المناسب من التاريخ فحسب، بل جاء في الوقت المعين تماما حسب ترتيب الله. ونحن مازلنا خاطئين أرسل الله ابنه الوحيد يسوع المسيح ليموت عوضا عنا، ليس لأننا كنا على درجة كافية من الصلاح أو أننا لم نعد خطأة، بل لأنه أحبنا بهذا المقدار.
" هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ, لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ" غلاطية ٤ : 3-5
يستخدم الرسول تشبيه العبودية ليبين أنه قبل أن يأتي المسيح ويموت لأجل خطايانا، كان الناس عبيدا للناموس، ظانين أنهم يستطيعون أن يخلصوا به. ولكننا نحن الذين كنا مرة عبيدا صرنا الآن أولادا لله في صلة وثيقة به. وفي المسيح لا سبب الآن للخوف من الله، فنستطيع أن نتقدم بجراءة إلى محضره، عالمين أنه سيرحب بنا.
في الوقت المعين أرسل الله يسوع إلى الأرض ليموت عن خطايانا، وكان اليهود قد ظلوا قرونا يتطلعون إلى مجيء المسيح، ولكن توقيت الله دقيق. ولد يسوع من امرأة، كان إنسانا كاملا، وقد ولد يهوديا، خاضعا لناموس الله، بل وتممه تماما، وهكذا كان يسوع الذبيحة الكاملة. ومع أنه صار إنسانا، إلا أنه لم يخطئ قط، وقد حقق بموته الحرية لنا، نحن الذين كنا مستعبدين للخطية، حتى أصبح لنا مكان كأبناء في عائلة الله.
" وَبِهذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى " أعمال الرسل ١٣ : ٣٩
" وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا " يوحنا ١ : ١٤
لوحيد من الآب : الكلمة اليونانية تعني " الواحد الوحيد" أو "الأوحد". وهى إشارة للطابع الفريد لبنوة المسيح.
عندما صار المسيح بشرا أصبح : ١- المعلم الكامل, ففي حياة يسوع نرى كيف يفكر الله، وبالتالي كيف ينبغي علينا أن نفكر نحن (في ٢: ٥-١١)، ٢- المثال الكامل أو القدوة الكاملة، فهو النموذج لما ينبغي أن نصير عليه، وهو يرينا كيف نحيا ويعطينا القوة أن نحيا بنفس الطريقة (١ بط ٢: ٢١-٢٣)، ٣- الذبيحة الكاملة، فيسوع قد جاء كذبيحة عن كل الخطايا، وموته سدد كل مطاليب الله لمحو الخطية (كو ١: ١٥-٢٣).
بولادة المسيح صار بشرا. وهو لم يكن جزئيا إنسانا وجزئيا إلها، بل كان إلها كاملا وإنسانا كاملا (كو ٢: ٩). وقبل مجيء المسيح لم يكن الناس يعرفون الله إلا جزئيا. إن المسيح هو التعبير الكامل لله في صورة بشرية.
" وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً " أفسس ٥ : ٢
فقد قادته محبته العظيمة لنا إلى أن يبذل نفسه عنا لكي نحيا نحن.
" أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا " أفسس ٥ : ٢٥
" فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ " بطرس الأولى ٣ : ١٨
إذاً السيد المسيح لم يمت كروح إنما كجسد فقط, أما روحه فحية إلى الأبد, وبها قام وانتصر على الخطيئة.
" لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ " رومية ٨ : ٣
لقد قدم يسوع نفسه ذبيحة عن خطايانا. في عصور العهد القديم كانت تقدم باستمرار ذبائح حيوانية في الهيكل. وكانت هذه الذبائح تكشف لبني إسرائيل عن مدى شناعة الخطية، إذ كان لابد من سفك دم قبل غفران الخطايا (عبرانيين 9: 22). ولكن دم الحيوانات لم يكن ممكنا أن يرفع خطايا (عبرانيين ١٠: ٤)، وما كانت هذه الذبائح إلا رمزا لذبيحة المسيح الذي حمل عقوبة كل الخطايا.
" لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ " كورنثوس الثانية ٥ : ٢١
عندما نؤمن بالمسيح، نبادله فنأخذ صلاحه ويحمل هو خطايانا، فقد وضعت خطايانا على المسيح وهو على الصليب، فانسكب بره فينا عند التجديد. وهذا ما يعنيه المسيحيون بكفارة المسيح عن الخطية. والمقايضة في العالم تتم فقط عندما يتبادل اثنان أشياء لها قيمة متساوية نسبيا، لكن الله يمنحنا بره مقابل خطايانا، يعطينا شيئا له قيمة لانهائية، مقابل شيء لا قيمة له. فكم يجب أن نكون شاكرين لصلاحه من نحونا.
" وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا, مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا " إشعياء ٥٣ : 5-6
وهي إحدى النبوءات عن السيد المسيح الراعي الصالح. (بِحُبُرِهِ : جلداته, ضرباته)
" الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ, لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا. " بطرس الأولى ٢ : 24-25
لقد مات المسيح عوضا عنا ومن أجل خطايانا، حتى لا نتألم نحن بالعقاب الذي نستحقه. ويعرف هذا الأمر بـ "الكفارة البديلة". (بِجَلْدَتِهِ : بجروحه)
" اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: "مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ". " غلاطية ٣ : ١٣
" اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ... أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ " يوحنا ١٠ : ١٠-15
(أَفْضَلُ : الكلمة في اللغة اليونانية تعني أيضاً حياة فياضة, حياة مليئة)
" خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. " يوحنا ١٠ : 27-28
كما يحمي الراعي خرافه كذلك الرب يسوع يحمي شعبه من الأذى الأبدي. وبينما يتوقع المؤمنون الألم على الأرض إلا أن أرواحهم لا يقدر الشيطان أن يهلكها أو يؤذيها. فحياتهم الأبدية، هي مع الله ولا يمكن خطفها من يده.
" وَهذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئًا، بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ " يوحنا ٦ : 39-٤٠
" الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ, لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ " فيلبى ٢ : 6-8
السيد المسيح المساوي للآب في الجوهر, تجسد لأجلنا آخذاً صورتنا.
" فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ " العبرانيين ٢ : ١٤
كان لابد ليسوع المسيح أن يصير إنسانا حتى يمكنه أن يموت، وأن يقهر نفس التجارب التي تواجهنا، وبذلك يمكنه أن يتوسط بين الله والإنسان. وقد اتحد يسوع بنا حتى يمكن أن نتحد نحن بالله. لقد صار يسوع المسيح بموته، فداءنا، وخلصنا من الموت. وبقيامته من الأموات غلب الموت عدونا. (انظر رو ٦: ٥-١١ ؛ ١كو ١٥).
سلام لكم