الله ثالوث
-------------------
ادًعى كثيرون أن هذه العقيدة " الثالوث " ليست عقيدة جديدة وإن المسيحيين أخذوا هذا الفكر عن الله من الديانات الشرقية القديمة والفرعونية, ولكن الدراسة الدقيقة لهذه العقيدة
تُثبت بل وتُبرهن على أن عقيدة الثالوث عقيدة فريدة لا نظير لها سواء في الفكر الشرقي " الديانات الهندية " أو الفكر الوسطي " الفرعوني " في الشرق الأوسط، فلا نظير لها وغير منقولة من أحد،
بل مصدر هذه العقيدة هو الوحي أي الكتاب المقدّس وتاريخ الكنيسة، فلقد اكتشفت الكنيسة من هو الله وفهمت هذه الحقيقة في المسيح الذي هو الاعلان الكامل عن الذات والطبيعة الإلهية:
"اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ".( يو1: 18 ) حتى أن العهد القديم يمتليء بالإشارات الواضحة لهذه العقيدة كما سن
الله ثالوث
الله الواحد في الجوهر ذو الثلاثة أقانيم بغير إنقسام أو مزج أو إنفصال, فهناك تميز بين الاقانيم ولكن لايوجد إنقسام, هناك وحدة لكنها وحدة مركبة.
وتعريف هذه الوحدانية أنها الوحدانية الجامعة غير المجردة أو البسيطة, فنحن نؤمن بالوحدانية المركبة الجامعة وليست الوحدانية البسيطة المسطحة.
وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية، وهي الوحيدة في كل لغات العالم التي تستطيع أن تعطي هذا المعنى، أي تميَز مع عدم الانفصال أو الامتزاج أو الانقسام.
لأنه بما أن الله لا شبيه له بين كل الكائنات، وبما أن لغات البشر إنما تصف الكائنات المحدودة، فلا توجد فيها كلمة تعطينا وصفاً للذات الإلهية بحسب الإعلان الإلهي.
هذه الاقانيم ليست ثلاث وظائف أو ظهورات أو ألقاب أو أوجه لله، بل الله كما قلنا هو واحد في الجوهر ذو ثلاثة أقانيم أي أن الثلاثة أقانيم متميزين ولكن متحدين في جوهر واحد.
لماذا من الصعب تصديق فكرة الثالوث؟
أولاً: لأنها فكرة يمكن فهمها لكن لايمكن تخيلها على الإطلاق، فعقولنا المحدودة لا تستطيع أن تتخيل الغير محدود, فنحن البشر عندما نحاول أن نفهم أمراً معيناً نبتدأ في تصوره بأذهاننا
وتخيله بعقولنا. فعندما أردنا أن نتخيل فكرة الثالوث استخدمنا تشبيهات مادية مثل الأصبع الذي يتكون من ثلاث عُقل وأحيانا أخرى شبهناها بالشمس التي هي قرص يبعث النور
والحرارة, ولكن كل التشبيهات السابقة هي تشبيهات قاصرة غير دقيقة لاتُعبر عن فكرة الثالوث، فهي تشبيهات مادية محدودة, لكن عندما نُعمل العقل بقليل من الجهد
(وهذا ماسنراه في السطور القليلة التالية) نستطيع أن نفهم وندرك ونقتنع بهذه الفكرة الإلهية التي تسمو كثيراً عن الفكر البشري. لذا ونحن نقترب من هذه العقيدة يجب أن نفصل
بين الفهم وبين التخيل.
ثانياً: مشكلة اللغة المستخدمة للتعبير عن هذه الفكرة, فاللغة أداة مادية ونحن نحاول بأداة مادية أن نعبر عن كيان روحي لانهائي
في محاولتنا لشرح الثالوث سوف نستخدم فكرة الأرقام, فالأرقام أمر نستخدمه في حياتنا بكثرة, ويوجد في الأرقام رقم أطلق عليه العلماء اسم (مالانهاية) وهو الرقم الذي هو أكبر من أي رقم,
فالعلم يؤمن أن هناك رقم يسمى صفر وأرقام من واحد إلى مليون وهكذا... إلى (مالانهاية) والعلم يؤكد أنه إذا لم يوجد المالانهاية فبالتالي لا توجد أرقام.
أيضاً دخل هذا الرقم في الكثير من النظريات العلمية الرياضية والفيزيقية, لذلك علمياً نجد أن المالانهاية هو المرجع الأساسي للأرقام.
الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نعبر ونصف بها المالانهاية هي أنها مالانهاية, ولا يمكن وصفها بأكثر من ذلك لأن العقل محدود لا يستطيع أن يصفها ولكنه يصدقها ويؤمن بها.
إذا نظرنا إلى عدد هذا الرقم "المالانهاية" سنجد أنه واحد وليس أكثر من واحد، بمعنى أننا لا نستطيع أن نقول 10 مالانهاية أو 20 مالانهاية لأنها رقم واحد، وفي نفس الوقت لا نستطيع
أن نقول إن المالانهاية يساوي واحد لأنها عدد لانهائي من الأرقام.
وإذا قُسّم رقم المالانهاية على ثلاث فالنتيجة تكون مالانهاية أيضاً وليس أقل من مالانهاية.
إذ فحصنا المالانهاية سنجد أنها وحدة واحدة مركبة جامعة شاملة لا تقبل الإنقسام لكن داخلها يوجد تميز. هذه المعادلة لا نستطيع تخيلها حتى ندركها ولكن يمكن فهمها.
هذا هو مفهوم الثالوث, الله الواحد في الجوهر ذو الثلاثة أقانيم بغير إنقسام أو مزج أو إنفصال... هذه هي الوحدة الإلهية التي نؤمن بها في إيماننا المسيحي.
إذا رجعنا للنظر إلى شخص الله سوف نجد أنه لا نهاية له وغير محدود, وكذلك رقم المالانهاية. ولا يوجد غير رقم مالانهاية واحد وهكذا الله، فلا يوجد كائن غير محدود إلا هو.
هذا الرقم لايمكن أن ينقسم أو يتضاعف مع أنه يحتوي على عدد لانهائي من الأرقام ففيه كل التنوع وفي نفس الوقت غير قابل للانقسام,
وهكذا الله لاينقسم إلى آلهه أخرى مع أنه يحوي في داخله كل التنوع فوحدانيته وحدانية كاملة مركبة وليست بسيطة.
أما إذا فرضنا أن وحدانية الله وحدانية بسيطة, فحتى هذه الوحدانية البسيطة تكون قابلة للانقسام فيصير الواحد نصفين, أما الوحدانية المركبة التي هي مالانهاية فلا تقبل القسمة كما رأينا سابقاً.
فالله صاحب الوحدانية البسيطة هو إله قابل للانقسام والانفصال, ولايوجد به تنوع، لذلك هو إله محدود وبالتالي فهو غير موجود أو هو إله من اختراع البشر.
وهكذا نرى أن فكرة الثالوث فكرة إلهية مبنية على الوحدة، لكن ليست الوحدة البسيطة بل الوحدة المركبة الجامعة التي تحوي في داخلها كل التنوع والتميز0
-------------------
ادًعى كثيرون أن هذه العقيدة " الثالوث " ليست عقيدة جديدة وإن المسيحيين أخذوا هذا الفكر عن الله من الديانات الشرقية القديمة والفرعونية, ولكن الدراسة الدقيقة لهذه العقيدة
تُثبت بل وتُبرهن على أن عقيدة الثالوث عقيدة فريدة لا نظير لها سواء في الفكر الشرقي " الديانات الهندية " أو الفكر الوسطي " الفرعوني " في الشرق الأوسط، فلا نظير لها وغير منقولة من أحد،
بل مصدر هذه العقيدة هو الوحي أي الكتاب المقدّس وتاريخ الكنيسة، فلقد اكتشفت الكنيسة من هو الله وفهمت هذه الحقيقة في المسيح الذي هو الاعلان الكامل عن الذات والطبيعة الإلهية:
"اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ".( يو1: 18 ) حتى أن العهد القديم يمتليء بالإشارات الواضحة لهذه العقيدة كما سن
الله ثالوث
الله الواحد في الجوهر ذو الثلاثة أقانيم بغير إنقسام أو مزج أو إنفصال, فهناك تميز بين الاقانيم ولكن لايوجد إنقسام, هناك وحدة لكنها وحدة مركبة.
وتعريف هذه الوحدانية أنها الوحدانية الجامعة غير المجردة أو البسيطة, فنحن نؤمن بالوحدانية المركبة الجامعة وليست الوحدانية البسيطة المسطحة.
وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية، وهي الوحيدة في كل لغات العالم التي تستطيع أن تعطي هذا المعنى، أي تميَز مع عدم الانفصال أو الامتزاج أو الانقسام.
لأنه بما أن الله لا شبيه له بين كل الكائنات، وبما أن لغات البشر إنما تصف الكائنات المحدودة، فلا توجد فيها كلمة تعطينا وصفاً للذات الإلهية بحسب الإعلان الإلهي.
هذه الاقانيم ليست ثلاث وظائف أو ظهورات أو ألقاب أو أوجه لله، بل الله كما قلنا هو واحد في الجوهر ذو ثلاثة أقانيم أي أن الثلاثة أقانيم متميزين ولكن متحدين في جوهر واحد.
لماذا من الصعب تصديق فكرة الثالوث؟
أولاً: لأنها فكرة يمكن فهمها لكن لايمكن تخيلها على الإطلاق، فعقولنا المحدودة لا تستطيع أن تتخيل الغير محدود, فنحن البشر عندما نحاول أن نفهم أمراً معيناً نبتدأ في تصوره بأذهاننا
وتخيله بعقولنا. فعندما أردنا أن نتخيل فكرة الثالوث استخدمنا تشبيهات مادية مثل الأصبع الذي يتكون من ثلاث عُقل وأحيانا أخرى شبهناها بالشمس التي هي قرص يبعث النور
والحرارة, ولكن كل التشبيهات السابقة هي تشبيهات قاصرة غير دقيقة لاتُعبر عن فكرة الثالوث، فهي تشبيهات مادية محدودة, لكن عندما نُعمل العقل بقليل من الجهد
(وهذا ماسنراه في السطور القليلة التالية) نستطيع أن نفهم وندرك ونقتنع بهذه الفكرة الإلهية التي تسمو كثيراً عن الفكر البشري. لذا ونحن نقترب من هذه العقيدة يجب أن نفصل
بين الفهم وبين التخيل.
ثانياً: مشكلة اللغة المستخدمة للتعبير عن هذه الفكرة, فاللغة أداة مادية ونحن نحاول بأداة مادية أن نعبر عن كيان روحي لانهائي
في محاولتنا لشرح الثالوث سوف نستخدم فكرة الأرقام, فالأرقام أمر نستخدمه في حياتنا بكثرة, ويوجد في الأرقام رقم أطلق عليه العلماء اسم (مالانهاية) وهو الرقم الذي هو أكبر من أي رقم,
فالعلم يؤمن أن هناك رقم يسمى صفر وأرقام من واحد إلى مليون وهكذا... إلى (مالانهاية) والعلم يؤكد أنه إذا لم يوجد المالانهاية فبالتالي لا توجد أرقام.
أيضاً دخل هذا الرقم في الكثير من النظريات العلمية الرياضية والفيزيقية, لذلك علمياً نجد أن المالانهاية هو المرجع الأساسي للأرقام.
الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نعبر ونصف بها المالانهاية هي أنها مالانهاية, ولا يمكن وصفها بأكثر من ذلك لأن العقل محدود لا يستطيع أن يصفها ولكنه يصدقها ويؤمن بها.
إذا نظرنا إلى عدد هذا الرقم "المالانهاية" سنجد أنه واحد وليس أكثر من واحد، بمعنى أننا لا نستطيع أن نقول 10 مالانهاية أو 20 مالانهاية لأنها رقم واحد، وفي نفس الوقت لا نستطيع
أن نقول إن المالانهاية يساوي واحد لأنها عدد لانهائي من الأرقام.
وإذا قُسّم رقم المالانهاية على ثلاث فالنتيجة تكون مالانهاية أيضاً وليس أقل من مالانهاية.
إذ فحصنا المالانهاية سنجد أنها وحدة واحدة مركبة جامعة شاملة لا تقبل الإنقسام لكن داخلها يوجد تميز. هذه المعادلة لا نستطيع تخيلها حتى ندركها ولكن يمكن فهمها.
هذا هو مفهوم الثالوث, الله الواحد في الجوهر ذو الثلاثة أقانيم بغير إنقسام أو مزج أو إنفصال... هذه هي الوحدة الإلهية التي نؤمن بها في إيماننا المسيحي.
إذا رجعنا للنظر إلى شخص الله سوف نجد أنه لا نهاية له وغير محدود, وكذلك رقم المالانهاية. ولا يوجد غير رقم مالانهاية واحد وهكذا الله، فلا يوجد كائن غير محدود إلا هو.
هذا الرقم لايمكن أن ينقسم أو يتضاعف مع أنه يحتوي على عدد لانهائي من الأرقام ففيه كل التنوع وفي نفس الوقت غير قابل للانقسام,
وهكذا الله لاينقسم إلى آلهه أخرى مع أنه يحوي في داخله كل التنوع فوحدانيته وحدانية كاملة مركبة وليست بسيطة.
أما إذا فرضنا أن وحدانية الله وحدانية بسيطة, فحتى هذه الوحدانية البسيطة تكون قابلة للانقسام فيصير الواحد نصفين, أما الوحدانية المركبة التي هي مالانهاية فلا تقبل القسمة كما رأينا سابقاً.
فالله صاحب الوحدانية البسيطة هو إله قابل للانقسام والانفصال, ولايوجد به تنوع، لذلك هو إله محدود وبالتالي فهو غير موجود أو هو إله من اختراع البشر.
وهكذا نرى أن فكرة الثالوث فكرة إلهية مبنية على الوحدة، لكن ليست الوحدة البسيطة بل الوحدة المركبة الجامعة التي تحوي في داخلها كل التنوع والتميز0
Comment