حتمية الصليب
-------------------------
حدث تم منذ ألفي عام، ولا يزال موضوع حديث الملايين في الوقت الحاضر، وسيظل أثرة باقياً وممتداً إلى جميع الأجيال، فالتاريخ لا يمحوه، والأبدية لا تنهيه،
فالقصة حقيقية لها جذورها في الأزل وتستمر نتائجها إلى الأبد .
1- الصليب ليس مجرد علامة مصنوعة من خشب أو ذهب أو فضة تعلق على الصدور، لكن المقصود بالصليب هو خطة الله لفداء الإنسان بموت المسيح وقيامته .
2- لم يكن الصليب أمراً عارضاً أو مفاجئاً، بل كان أمراً حتمياً وضرورياً،
قال الرسول بطرس "هذا أخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه (أعمال الرسل2: 23) .
3- الصليب كشف لنا عن :
* قلب الله : الله محبة - "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية5: 8) .
* قلب الإنسان : من قلوب الناس تخرج أفكار شريرة – قتل وبغض وكراهية، وظهر كل هذا في مؤامرة العالم ضد المسيح والتي انتهت بقتله .
* قلب الشيطان : مملوء بالكذب والخداع، لأنه شكك الإنسان الأول لآدم بل وكل البشر أن الله يحبنا، والصليب أعلن محبة الله لكل الناس .
* صدق أقوال الله : أن أجرة الخطية موت، والمسيح مات على الصليب لكي يدفع الثمن .
4- صليب المسيح برهن على بطلان الحكمة البشرية الإنسانية، والدليل على ذلك : * رغم أن الله أعلن نفسه في الخليقة‘ إلا أن الإنسان في حكمته البشرية عجز عن معرفة الله معرفة حقيقية .
* كيف يستطيع إنسان أن يُخلِّص العالم بموته، وأن يدوس القوي(الشيطان) بضعفه – دون استخدام جيش أو سلاح أو سيف !!
* حاول الإنسان بحكمته البشرية التي ظهرت في الممارسات الدينية وعيشة التقشف وقهر الجسد أن يحل مشكلته حلاً حقيقياً في إيجاد وسيلة لخلاص نفسه من الخطية وعبوديتها ودينونتها،
فباءت كل محاولاته بالفشل – وبات في غياهب الظلال، وأمسى طريقه في الظلام .
* اختيار الله لأردأ طبقات البشر "الضعفاء، والجهال، والأدنياء، والمزدرى وغير الموجود" ويصوغ من هؤلاء ملوكاً وكهنة يجلسهم على العروش – يعتبر أقوى دليل على بطلان الحكمة البشرية .
5- يد الله هي التي كانت تدير دفة الأمور والأحداث في قضية صلب المسيح، فمثلاً قادة اليهود قرروا أن يقتلوا المسيح، لكن ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب،
لكن الذي حدث هو أنه تم تنفيذ الحكم على المسيح بالصلب في نفس يوم العيد (عيد الفصح) – لأن خروف الفصح الذي ذبح قديماً كان يرمز للمسيح .
6- أراد الله أن يكون للعيد أساس – وأساس العيد الحقيقي هو المسيح الذي ذبح، وبدون معرفتنا بالمسيح الذي مات وضحى بحياته على الصليب لا يمكن أن يكون هناك عيداً حقيقياً .
7- كانت وسيلة الإعدام في العهد القديم هي الرجم، وكان يمكن أن تعلق الجثث بعد الإعدام رجماً على خشبة لتكون عبرة (تثنية 21: 22، يش10: 26)،
والمعلق على خشبة ملعون من الله – مع أن المسيح لم يرجم لكنه مات معلقاً على خشبة الصليب فصار لعنة لأجلنا (غلاطية 3: 13) .
8- الموت صلباً هو أشد أنواع العقاب، ولقد استعمل الرومان هذا النوع من العقاب الذي يسبب عذاباً رهيباً، وعطشاً شديداً – والرب يسوع قدموا له خلا ممزوجاً بمرار لتخفيف الآلام،
لكنه رفض لأنه أراد أن يشرب كأس الموت والآلام كاملة من يد الله .
9- جرت عدة محاولات لقتل المسيح تارة بسيف هيرودس، وتارة أخرى بمحاولة طرحه من فوق الجبل، وثلاث مرات في الهيكل برجمه – وكل هذه المحاولات باءت بالفشل،
كان يجب أن يموت المسيح مرفوعاً على الصليب مثقوب اليدين والقدمين حيث أن الملك داود تنبأ عن ذلك قبل مولده بألف عام (مزمور22: 16) .
10- المسيح نفسه حدد الطريقة التي بها سيموت، عندما قال " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع (على الصليب) ابن الإنسان .. " -
"وأنا إن ارتفعت عن الأرض (بالصليب) أجذب إليَّ الجميع (يوحنا 3: 14، 12: 32 ) .
11- تم تنفيذ الحكم على المسيح بالصلب ليس في الناصرة مدينة البشارة، ولا في بيت لحم مكان مولده، بل في أورشليم مدينة الملك العظيم، لكي يقدم البرهان أمام العالم أن هذه المدينة
رفضت ملكها، وكان المسيح قد سبق وقال :لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم (لوقا13: 33) .
12- كانت محاكمة المسيح هى الأعجب في كل التاريخ، حيث وقف الحاكم صامتاً والشعب حاكماً، فالحاكم يبرئ المتهم، ولكن الشعب يذنبه .
13- ملف قضية صلب المسيح أظهر أنه لم يؤذ إنساناً، لم يرتكب خطأً أو ذنباً، لم يتجاوز قانوناً، لم يكسر نظاماً – ومع ذلك – حُكم عليه ظلماً وغشاً وجوراً .
وتمت أقوال الملك سليمان الحكيم "وأيضاً رأيت تحت الشمس : موضع الحق هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور" (الجامعة 3: 16) .
14-لم يوجد مبرر قانوني لإصدار الحكم على المسيح بالصلب، والدليل أن القاضي نفسه (بيلاطس البنطي ) حكم ببراءة المسيح، لكنه مع هذا أصدر الحكم بالصلب لأنه دون أن يعلم كان
يتمم مشورة الله المحتومة (البرئ الذي بلا عيب يُصلب) - ولو كان المسيح به عيب أو خطأ، ما كان يصلح أم يكفر عن الخطاة، ويغفر خطايا التائبين إليه .
15- القانون الروماني يحتم أن يعلق فوق خشبة الصليب علة الحكم على المذنب – فكتب بيلاطس "يسوع الناصري ملك اليهود" لكن العجيب أن هذا العنوان لا يتضمن أي علةعلى الإطلاق،
بل كانت العلة في الإنسان الذي أظهر الكراهية والشر لإبن الله .
16- لم يمت المسيح موتاً بطيئاً كما كان يحدث مع المحكوم عليهم بالصلب، ولم يفارق الروح بسبب نزف الدماء وتوقف ضربات القلب، بل أنه أسلم الروح بإرادته في الوقت الذي حدده،
ومات بإرادته "ليس أحد يأخذها (روحى) منى، بل أضعها أنا من ذاتي . لي سلطان أن أضعها ولي ساطان أن آخذها أيضاً هذه الوصية قبلتها من أبي (يوحنا10: 18 ) .
17- للتعجيل بموت المصلوبين طلب بيلاطس أن تُكسر سيقانهم ويُرفعوا حتى لا تبت الجثث معلقة لليوم التالي (السبت)، الذي يقدره اليهود ويعتبرونه عظيماً، وعندما بدأ الجند في تنفيذ
أمر بيلاطس كانت المفاجأة أنهم لم يكسروا ساقي المسيح لأنهم رأوه قد مات حيث كانوا قد كسروا ساقي اللص الأول والآخر المصلوب معه –
وهنا تمت نبوة موسى القديمة التي كتبت قبل مجئ المسيح بحوالى 1500 سنة "عظم لا يُكسر منه" (خروج12: 46) .
18- أماالجندي الروماني الذي طعن الرب يسوع طعنة غادرة في جنبه ما كان ينفذ أمر بيلاطس البنطي، بل كان يتمم المكتوب في الكتاب المقدس دون أن يقصد .
حيث كان قد تنبأ عن هذه الطعنة زكريا النبي قبل ذلك بحوالي 500 سنة (زكريا 12: 10)، وإن كان من زاوية أخرى عبَّر عن الغدر والحقد بطعنة لم يسلم منها المسيح بعد موته .
19-مضى على هذه الطعنة الغادرة حوالى 2000 سنة، لكنها ستظل باقية وظاهرة في جنب المسيح إلى الأبد، فعندما يظهر للعالم قريباً آتياً على سحاب السماء ستنظره كل عين
والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرض (رؤ1: 5) . وستكون هذه الطعنة الظاهرة في جنبه، وآثار المسامير التي ثقبت يديه ورجليه بمثابة مستند مادي حقيقي،
يثبت تورط العالم في قضية صلب المسيح بصفة عامة، واليهود بصفة خاصة .
20-كانت أمنية اليهود أن يُدفن المسيح مع المذنبين تحقيراً له، لكن هذا لم يتم، لأن سبق وأخبرنا إشعياء النبي قبل مجئ المسيح ب 700 سنة أنه
"جُعل مع الأشرار قبره (لكن) مع غني عند موته، لأنه لم يفعل ظلماً ولا وُجد في فمه غش – وقد تشرف واحد من أثرياء اليهود "يوسف الذي من الرامة" أن يتمم هذه النبوة .
21-المسيح هو الوحيد في كل تاريخ البشرية الذي لما مات ووضع في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال لم ير جسده فساداً، لأنه لا علاقة له بالخطية التي تسبب الفساد
" لأنك لن تترك نفسي في الهاوية . لن تدع تقيك يرى فساداً" (مزمور16: 10) .
22-أكمل المسيح العمل على الصليب ووضع أساساً لسحق الشيطان وإبطال حجته، وبطلان شكواه، إذ أن المسيح وفَّى الدين وواجه مطاليب عدل الله –
في الوقت الحاضر لا قبول لشكوى الشيطان، وفي المستقبل القريب سيتم سحقه والقضاء عليه .
23 - الصليب هو وسيلة بشعة لتنفيذ حكم الإعدام على المجرمين، لأن المعلق يموت موتاً بطيئاً . إن كل رموز العار تحققت في الصليب،
وبعد أن علق المسيح عليه أضحى الصليب افتخاراً لا عاراً، و رمزاً وشعاراً للمسيحية في كل زمان ومكان .
24- الآلام التي قاساها المسيح على الصليب هى أقسى أنواع الآلام، لأنها ذات الآلام التي كنا نستحقها في جهنم إلى الأبد بسبب خطايانا – فلنضع هذه الحقيقة في نفوسنا .
25- آلام المسيح تنقسم إلى ثلاثة أنواع :
* الآلام الجسدية : تلقاها من البشر وتتمثل في : الجلد بالسياط - ثقب يديه ورجليه بالمسامير - وضع إكليل الشوك على رأسه .
* الآلام النفسية : خيانة يهوذا الإسخريوطي – إنكار بطرس له – متروك من الجميع – البصق على وجهه .
* الآلام الكفارية : آلام نيابية من يد العدل الإلهي. وتمت في الثلاث ساعات المظلمة حيث كان المسيح متروكاً من الله كإنسان – هذه الآلام لا يمكن وصفها لأنها فوق مستوى جميع البشر .
26- من ينكر حقيقة صلب المسيح يجهل حقيقة قداسة الله، وعدل الله، لا يمكن لله أن يتصرف ضد صفاته، ولا يمكن أن يغفر الخطية دون دفع ثمنها .
27- لم تظهر كراهية الإنسان لله وشره وظلمه إلا في الصليب، يالها من مأساة – لكن في ذات الوقت أظهر الصليب محبة الله للإنسان ونعمته التي اتجهت للعالم أجمع .
28 - إذن الصليب أظهر كثيراً من المتناقضات مثل المحبة والكراهية، النور والظلمة، الرحمة والحق، الموت والحياة .
29 - كشف الصليب عن شر قلب الإنسان وفداحة خطيته التي ظهرت في قتل إنسان برئ، كما أن الصليب أيضاً كشف عن عمق محبة الله للإنسان الخاطئ المسكين .
30- من المستحيل أن يقوم إنسان بفدائنا – كيف يستطيع مديون أن يسدد دين مديون آخر، عليه أولاً أن يسدد دينه، وكيف يستطيع إنسان خاطئ أن يسدد ثمن خطية
أخيه الإنسان ويحتاج أولاً أن يدفع ثمن خطيته (مزمور 49: 8،7) .
لذا كان يجب على المسيح أن يموت ليدفع ثمن الخطية وأجرتها – ووسيلة تنفيذ حكم الموت هى الصليب .
قارئي الكريم :
إن الصليب حتمية وحقيقة، بدونه لا يوجد غفران حقيقي للخطايا - لأن الخطية لها ثمن وعقوبة، والذي يستطيع أن يدفع ثمنها، ويتحمل عقوبتها شخص معصوم من الخطأ ولم يفعل خطية،
هل عرفت من هو هذا الشخص ؟ إنه الرب يسوع المسيح الذي مات لأجلك على الصليب وقام لكي يعد لك غفراناً مدفوع الثمن‘ وفداءاً حقيقياً تحصل عليه بالإيمان إن أتيت إليه متضعاً
تائباً معترفاً بخطاياك . ثق أنه يناديك فتعال إليه الآن - إغتنم الفرصة الآن قبل فوات الأوان .
-------------------------
حدث تم منذ ألفي عام، ولا يزال موضوع حديث الملايين في الوقت الحاضر، وسيظل أثرة باقياً وممتداً إلى جميع الأجيال، فالتاريخ لا يمحوه، والأبدية لا تنهيه،
فالقصة حقيقية لها جذورها في الأزل وتستمر نتائجها إلى الأبد .
1- الصليب ليس مجرد علامة مصنوعة من خشب أو ذهب أو فضة تعلق على الصدور، لكن المقصود بالصليب هو خطة الله لفداء الإنسان بموت المسيح وقيامته .
2- لم يكن الصليب أمراً عارضاً أو مفاجئاً، بل كان أمراً حتمياً وضرورياً،
قال الرسول بطرس "هذا أخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه (أعمال الرسل2: 23) .
3- الصليب كشف لنا عن :
* قلب الله : الله محبة - "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية5: 8) .
* قلب الإنسان : من قلوب الناس تخرج أفكار شريرة – قتل وبغض وكراهية، وظهر كل هذا في مؤامرة العالم ضد المسيح والتي انتهت بقتله .
* قلب الشيطان : مملوء بالكذب والخداع، لأنه شكك الإنسان الأول لآدم بل وكل البشر أن الله يحبنا، والصليب أعلن محبة الله لكل الناس .
* صدق أقوال الله : أن أجرة الخطية موت، والمسيح مات على الصليب لكي يدفع الثمن .
4- صليب المسيح برهن على بطلان الحكمة البشرية الإنسانية، والدليل على ذلك : * رغم أن الله أعلن نفسه في الخليقة‘ إلا أن الإنسان في حكمته البشرية عجز عن معرفة الله معرفة حقيقية .
* كيف يستطيع إنسان أن يُخلِّص العالم بموته، وأن يدوس القوي(الشيطان) بضعفه – دون استخدام جيش أو سلاح أو سيف !!
* حاول الإنسان بحكمته البشرية التي ظهرت في الممارسات الدينية وعيشة التقشف وقهر الجسد أن يحل مشكلته حلاً حقيقياً في إيجاد وسيلة لخلاص نفسه من الخطية وعبوديتها ودينونتها،
فباءت كل محاولاته بالفشل – وبات في غياهب الظلال، وأمسى طريقه في الظلام .
* اختيار الله لأردأ طبقات البشر "الضعفاء، والجهال، والأدنياء، والمزدرى وغير الموجود" ويصوغ من هؤلاء ملوكاً وكهنة يجلسهم على العروش – يعتبر أقوى دليل على بطلان الحكمة البشرية .
5- يد الله هي التي كانت تدير دفة الأمور والأحداث في قضية صلب المسيح، فمثلاً قادة اليهود قرروا أن يقتلوا المسيح، لكن ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب،
لكن الذي حدث هو أنه تم تنفيذ الحكم على المسيح بالصلب في نفس يوم العيد (عيد الفصح) – لأن خروف الفصح الذي ذبح قديماً كان يرمز للمسيح .
6- أراد الله أن يكون للعيد أساس – وأساس العيد الحقيقي هو المسيح الذي ذبح، وبدون معرفتنا بالمسيح الذي مات وضحى بحياته على الصليب لا يمكن أن يكون هناك عيداً حقيقياً .
7- كانت وسيلة الإعدام في العهد القديم هي الرجم، وكان يمكن أن تعلق الجثث بعد الإعدام رجماً على خشبة لتكون عبرة (تثنية 21: 22، يش10: 26)،
والمعلق على خشبة ملعون من الله – مع أن المسيح لم يرجم لكنه مات معلقاً على خشبة الصليب فصار لعنة لأجلنا (غلاطية 3: 13) .
8- الموت صلباً هو أشد أنواع العقاب، ولقد استعمل الرومان هذا النوع من العقاب الذي يسبب عذاباً رهيباً، وعطشاً شديداً – والرب يسوع قدموا له خلا ممزوجاً بمرار لتخفيف الآلام،
لكنه رفض لأنه أراد أن يشرب كأس الموت والآلام كاملة من يد الله .
9- جرت عدة محاولات لقتل المسيح تارة بسيف هيرودس، وتارة أخرى بمحاولة طرحه من فوق الجبل، وثلاث مرات في الهيكل برجمه – وكل هذه المحاولات باءت بالفشل،
كان يجب أن يموت المسيح مرفوعاً على الصليب مثقوب اليدين والقدمين حيث أن الملك داود تنبأ عن ذلك قبل مولده بألف عام (مزمور22: 16) .
10- المسيح نفسه حدد الطريقة التي بها سيموت، عندما قال " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع (على الصليب) ابن الإنسان .. " -
"وأنا إن ارتفعت عن الأرض (بالصليب) أجذب إليَّ الجميع (يوحنا 3: 14، 12: 32 ) .
11- تم تنفيذ الحكم على المسيح بالصلب ليس في الناصرة مدينة البشارة، ولا في بيت لحم مكان مولده، بل في أورشليم مدينة الملك العظيم، لكي يقدم البرهان أمام العالم أن هذه المدينة
رفضت ملكها، وكان المسيح قد سبق وقال :لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم (لوقا13: 33) .
12- كانت محاكمة المسيح هى الأعجب في كل التاريخ، حيث وقف الحاكم صامتاً والشعب حاكماً، فالحاكم يبرئ المتهم، ولكن الشعب يذنبه .
13- ملف قضية صلب المسيح أظهر أنه لم يؤذ إنساناً، لم يرتكب خطأً أو ذنباً، لم يتجاوز قانوناً، لم يكسر نظاماً – ومع ذلك – حُكم عليه ظلماً وغشاً وجوراً .
وتمت أقوال الملك سليمان الحكيم "وأيضاً رأيت تحت الشمس : موضع الحق هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور" (الجامعة 3: 16) .
14-لم يوجد مبرر قانوني لإصدار الحكم على المسيح بالصلب، والدليل أن القاضي نفسه (بيلاطس البنطي ) حكم ببراءة المسيح، لكنه مع هذا أصدر الحكم بالصلب لأنه دون أن يعلم كان
يتمم مشورة الله المحتومة (البرئ الذي بلا عيب يُصلب) - ولو كان المسيح به عيب أو خطأ، ما كان يصلح أم يكفر عن الخطاة، ويغفر خطايا التائبين إليه .
15- القانون الروماني يحتم أن يعلق فوق خشبة الصليب علة الحكم على المذنب – فكتب بيلاطس "يسوع الناصري ملك اليهود" لكن العجيب أن هذا العنوان لا يتضمن أي علةعلى الإطلاق،
بل كانت العلة في الإنسان الذي أظهر الكراهية والشر لإبن الله .
16- لم يمت المسيح موتاً بطيئاً كما كان يحدث مع المحكوم عليهم بالصلب، ولم يفارق الروح بسبب نزف الدماء وتوقف ضربات القلب، بل أنه أسلم الروح بإرادته في الوقت الذي حدده،
ومات بإرادته "ليس أحد يأخذها (روحى) منى، بل أضعها أنا من ذاتي . لي سلطان أن أضعها ولي ساطان أن آخذها أيضاً هذه الوصية قبلتها من أبي (يوحنا10: 18 ) .
17- للتعجيل بموت المصلوبين طلب بيلاطس أن تُكسر سيقانهم ويُرفعوا حتى لا تبت الجثث معلقة لليوم التالي (السبت)، الذي يقدره اليهود ويعتبرونه عظيماً، وعندما بدأ الجند في تنفيذ
أمر بيلاطس كانت المفاجأة أنهم لم يكسروا ساقي المسيح لأنهم رأوه قد مات حيث كانوا قد كسروا ساقي اللص الأول والآخر المصلوب معه –
وهنا تمت نبوة موسى القديمة التي كتبت قبل مجئ المسيح بحوالى 1500 سنة "عظم لا يُكسر منه" (خروج12: 46) .
18- أماالجندي الروماني الذي طعن الرب يسوع طعنة غادرة في جنبه ما كان ينفذ أمر بيلاطس البنطي، بل كان يتمم المكتوب في الكتاب المقدس دون أن يقصد .
حيث كان قد تنبأ عن هذه الطعنة زكريا النبي قبل ذلك بحوالي 500 سنة (زكريا 12: 10)، وإن كان من زاوية أخرى عبَّر عن الغدر والحقد بطعنة لم يسلم منها المسيح بعد موته .
19-مضى على هذه الطعنة الغادرة حوالى 2000 سنة، لكنها ستظل باقية وظاهرة في جنب المسيح إلى الأبد، فعندما يظهر للعالم قريباً آتياً على سحاب السماء ستنظره كل عين
والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرض (رؤ1: 5) . وستكون هذه الطعنة الظاهرة في جنبه، وآثار المسامير التي ثقبت يديه ورجليه بمثابة مستند مادي حقيقي،
يثبت تورط العالم في قضية صلب المسيح بصفة عامة، واليهود بصفة خاصة .
20-كانت أمنية اليهود أن يُدفن المسيح مع المذنبين تحقيراً له، لكن هذا لم يتم، لأن سبق وأخبرنا إشعياء النبي قبل مجئ المسيح ب 700 سنة أنه
"جُعل مع الأشرار قبره (لكن) مع غني عند موته، لأنه لم يفعل ظلماً ولا وُجد في فمه غش – وقد تشرف واحد من أثرياء اليهود "يوسف الذي من الرامة" أن يتمم هذه النبوة .
21-المسيح هو الوحيد في كل تاريخ البشرية الذي لما مات ووضع في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال لم ير جسده فساداً، لأنه لا علاقة له بالخطية التي تسبب الفساد
" لأنك لن تترك نفسي في الهاوية . لن تدع تقيك يرى فساداً" (مزمور16: 10) .
22-أكمل المسيح العمل على الصليب ووضع أساساً لسحق الشيطان وإبطال حجته، وبطلان شكواه، إذ أن المسيح وفَّى الدين وواجه مطاليب عدل الله –
في الوقت الحاضر لا قبول لشكوى الشيطان، وفي المستقبل القريب سيتم سحقه والقضاء عليه .
23 - الصليب هو وسيلة بشعة لتنفيذ حكم الإعدام على المجرمين، لأن المعلق يموت موتاً بطيئاً . إن كل رموز العار تحققت في الصليب،
وبعد أن علق المسيح عليه أضحى الصليب افتخاراً لا عاراً، و رمزاً وشعاراً للمسيحية في كل زمان ومكان .
24- الآلام التي قاساها المسيح على الصليب هى أقسى أنواع الآلام، لأنها ذات الآلام التي كنا نستحقها في جهنم إلى الأبد بسبب خطايانا – فلنضع هذه الحقيقة في نفوسنا .
25- آلام المسيح تنقسم إلى ثلاثة أنواع :
* الآلام الجسدية : تلقاها من البشر وتتمثل في : الجلد بالسياط - ثقب يديه ورجليه بالمسامير - وضع إكليل الشوك على رأسه .
* الآلام النفسية : خيانة يهوذا الإسخريوطي – إنكار بطرس له – متروك من الجميع – البصق على وجهه .
* الآلام الكفارية : آلام نيابية من يد العدل الإلهي. وتمت في الثلاث ساعات المظلمة حيث كان المسيح متروكاً من الله كإنسان – هذه الآلام لا يمكن وصفها لأنها فوق مستوى جميع البشر .
26- من ينكر حقيقة صلب المسيح يجهل حقيقة قداسة الله، وعدل الله، لا يمكن لله أن يتصرف ضد صفاته، ولا يمكن أن يغفر الخطية دون دفع ثمنها .
27- لم تظهر كراهية الإنسان لله وشره وظلمه إلا في الصليب، يالها من مأساة – لكن في ذات الوقت أظهر الصليب محبة الله للإنسان ونعمته التي اتجهت للعالم أجمع .
28 - إذن الصليب أظهر كثيراً من المتناقضات مثل المحبة والكراهية، النور والظلمة، الرحمة والحق، الموت والحياة .
29 - كشف الصليب عن شر قلب الإنسان وفداحة خطيته التي ظهرت في قتل إنسان برئ، كما أن الصليب أيضاً كشف عن عمق محبة الله للإنسان الخاطئ المسكين .
30- من المستحيل أن يقوم إنسان بفدائنا – كيف يستطيع مديون أن يسدد دين مديون آخر، عليه أولاً أن يسدد دينه، وكيف يستطيع إنسان خاطئ أن يسدد ثمن خطية
أخيه الإنسان ويحتاج أولاً أن يدفع ثمن خطيته (مزمور 49: 8،7) .
لذا كان يجب على المسيح أن يموت ليدفع ثمن الخطية وأجرتها – ووسيلة تنفيذ حكم الموت هى الصليب .
قارئي الكريم :
إن الصليب حتمية وحقيقة، بدونه لا يوجد غفران حقيقي للخطايا - لأن الخطية لها ثمن وعقوبة، والذي يستطيع أن يدفع ثمنها، ويتحمل عقوبتها شخص معصوم من الخطأ ولم يفعل خطية،
هل عرفت من هو هذا الشخص ؟ إنه الرب يسوع المسيح الذي مات لأجلك على الصليب وقام لكي يعد لك غفراناً مدفوع الثمن‘ وفداءاً حقيقياً تحصل عليه بالإيمان إن أتيت إليه متضعاً
تائباً معترفاً بخطاياك . ثق أنه يناديك فتعال إليه الآن - إغتنم الفرصة الآن قبل فوات الأوان .
Comment