أنا شاب في العشرين من عمري، روسي الجنسية . إنني كنت مسيحيًّا بالاسم فقط، أعيش بعيدًا عن الله، أو قُل إن الله لا يشغل تفكيري . أما صديقي ڤلاديمير، وهو من أعز أصدقائي، فهو مختلف عني، لأنه فعلاً مسيحي حقيقي وكثيرًا ما كان يحدثني عن الله وعن محبته وعنايته بنا، ولكني دائمًا كنت أجاوبه مازحًا: الله لكبار السن والعجائز فقط، أنا مازلت صغيرًا. عندما أصير كهلاً أو شيخًا سوف أتوب.
في يوم اقترحت على ڤلاديمير أن نذهب لنشاهد أحد العروض المسرحية في أشهر مسرح في موسكو، وذهبنا وكان عرضًا جميلاً راقيًا ولكن فجأة.. جاء الصوت يدوي: إنذار لكل الموجودين في المسرح، لا أحد يتحرك من مكانه! أنتم محاصرون! من يريد أن يعرف ما هو الموت هو الوحيد المسموح له بالحركة! المسرح كله ملغم بالقنابل، لا أريد سماع أي صوت! قالها الزعيم وهو يمسك بمدفعه الرشاش ومعه أكثر من50 شخصًا كلهم مُقَنَّعين ومُسَلَّحين. بكى الأطفال وصاح الرجال ولطمت النساء وصرخت أنا قائلاً: من أنتم؟ ولكن ما من مُجيب. ثم أعلن الثوار الشيشان عن مطالبهم، وهي: انتهاء الحرب بين روسيا والشيشان، وانسحاب روسيا من الشيشان، وإلا سيقتلون جميع الأسرى، وكُنَّا نحو 800 شخص أو أكثر. انهرت تمامًا وبكيت وأنا أرتجف من الرعب. ونظرت لڤلاديمير فوجدته يرنم! هل هذا وقت ترنيم؟! قلتُها بغضب. فقال لي بكل هدوء: ولماذا الانزعاج يا صديقي؟ ثق بالله واطلب معونته وسينجينا من هذه التجربة.
- كيف؟ ألا ترى الموقف العصيب الذي نحن فيه، إن الموت يحيط بنا من كل جانب، فروسيا لن تستلم لهذه المطالب، ولو قرّروا إنقاذنا بعملية انتحارية سينسف هؤلاء المجانين المكان وسوف نموت. هل يمكنك تفهم هذا يا ڤلاديمير؟ هل يمكنك أن تستوعب الأمر؟
فقال لي بكل ثقة: ثق بالله ولا تيأس، فحتى لو سمح الله لنا بالموت، فسوف ننتقل لحياة أفضل، سوف نذهب لحضن المسيح.
صمتُّ تمامًا هذه المرة، فلقد أدركت عندها أن ڤلاديمير وحده سينتقل لحياة أفضل لأنه سيذهب للسماء، أما أنا فلن تكون بالنسبة لي حياة أفضل بل حياة أسوأ، لأنني سأنتقل إلى الجحيم. وقررت، ولأول مرة في حياتي، أن أتكلم مع الله وقلت له: يارب، استمع لي هذه المرة فقط! أعرف أن الخطية التي أنا منغمس فيها تصنع حاجزًا بيني وبينك ولكني واثق أنك تسمعني. يا رب لقد كنتُ بعيدًا عنك سنين طويلة ولكني أجد نفسي الآن في حاجة شديدة إليك، أنقذني من هذا الموقف العصيب يا رب! لا تأخذ حياتي مني الآن لأني غير مستعد! أعطِني فرصة أخيرة يا رب، أرجوك يا إلهي، أرجو... وبكيتُ كما لم أبكي من قبل...
مرَّت ليلة واثنتين وثالثة ونحن ننتظر الموت، وفي فجر اليوم الرابع قررت القوات الروسية اقتحام المكان بقنابل الغاز وجُن جنون المقاتلين الشيشان وقرروا تفجير قنابلهم. وكاد قلبي يتوقف من الرعب وأنا أرى واحدًا منهم ينتزع القنابل ليستعد لتفجيرها وهو على بعد متر واحد مني، ولم أنطق بكلمة وأنا أحدق فيه مذعورًا. فبالتأكيد ستنسفني هذه القنبلة نسفًا، فقوة تأثيرها تمتد لعشرات الأمتار. لحظتها لم أنطق سوى بجملة واحدة كنت سمعتها من ڤلاديمير: يا رب يسوع المسيح أعنِّي أنا الخاطئ. وجريتُ ومن ورائي دوى الانفجار الذي اقتلعني ورماني على الأرض وفقدت الوعي تمامًا... ثم استيقظت لأجد نفسي في المستشفى الرئيسي بموسكو وصديقي ڤلاديمير، الذي نجا هو أيضًا، يقول لي: الحمد لله، لقد حدثت معك معجزة، كانت القنبلة على بعد متر واحد منك، وكان من المفترض أن تنسفك، ولكني رأيت وكأن حاجزًا بينك وبينها. إنها فعلاً معجزة. قلتُ له وأنا في قمة التأثر مما حصل: نعم يا ڤلاديمير، إنها يد الله هي التي أنقذت حياتي، لقد أعطاني الله حياة جديدة.”
**********************************
صديقي، صديقتي : لقد صلى صديقنا الروسي وهو رهينة وسمعه الرب يسوع المسيح. ولكن دعني أسألك هل تنتظر في بُعدك عن المسيح لتصلي صلاة التوبة؟ ومن يضمن حياته؟ إن ڤلاديمير كان في سلام لأنه أدرك أن له حياة أبدية.
«الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» (يوحنا5: 24 )
«أما الصِّديق فواثق عند موته» (أمثال14: 32)
فها الرسول بولس يرى أن الموت هو ربح ويشتهيه (فيلبي1: 21، 23). ولقد ذهب القديسون على مر العصور إلى الزيت المغلي وهم يرنمون، لأنهم كانوا يثقون أن لهم حياة أبدية (عبرانيين 11 : 13-16 ,35-38 )
فهل تصلي معي الآن بإيمان؟
يا من أبطلتَ الموت عندما مُت بالصليب،
أؤمن بك أيها الحبيب
امنحني الحياة الأبدية والسلام العجيب
فيفرح قلبي الكئيب!
آمين!
منقووول
في يوم اقترحت على ڤلاديمير أن نذهب لنشاهد أحد العروض المسرحية في أشهر مسرح في موسكو، وذهبنا وكان عرضًا جميلاً راقيًا ولكن فجأة.. جاء الصوت يدوي: إنذار لكل الموجودين في المسرح، لا أحد يتحرك من مكانه! أنتم محاصرون! من يريد أن يعرف ما هو الموت هو الوحيد المسموح له بالحركة! المسرح كله ملغم بالقنابل، لا أريد سماع أي صوت! قالها الزعيم وهو يمسك بمدفعه الرشاش ومعه أكثر من50 شخصًا كلهم مُقَنَّعين ومُسَلَّحين. بكى الأطفال وصاح الرجال ولطمت النساء وصرخت أنا قائلاً: من أنتم؟ ولكن ما من مُجيب. ثم أعلن الثوار الشيشان عن مطالبهم، وهي: انتهاء الحرب بين روسيا والشيشان، وانسحاب روسيا من الشيشان، وإلا سيقتلون جميع الأسرى، وكُنَّا نحو 800 شخص أو أكثر. انهرت تمامًا وبكيت وأنا أرتجف من الرعب. ونظرت لڤلاديمير فوجدته يرنم! هل هذا وقت ترنيم؟! قلتُها بغضب. فقال لي بكل هدوء: ولماذا الانزعاج يا صديقي؟ ثق بالله واطلب معونته وسينجينا من هذه التجربة.
- كيف؟ ألا ترى الموقف العصيب الذي نحن فيه، إن الموت يحيط بنا من كل جانب، فروسيا لن تستلم لهذه المطالب، ولو قرّروا إنقاذنا بعملية انتحارية سينسف هؤلاء المجانين المكان وسوف نموت. هل يمكنك تفهم هذا يا ڤلاديمير؟ هل يمكنك أن تستوعب الأمر؟
فقال لي بكل ثقة: ثق بالله ولا تيأس، فحتى لو سمح الله لنا بالموت، فسوف ننتقل لحياة أفضل، سوف نذهب لحضن المسيح.
صمتُّ تمامًا هذه المرة، فلقد أدركت عندها أن ڤلاديمير وحده سينتقل لحياة أفضل لأنه سيذهب للسماء، أما أنا فلن تكون بالنسبة لي حياة أفضل بل حياة أسوأ، لأنني سأنتقل إلى الجحيم. وقررت، ولأول مرة في حياتي، أن أتكلم مع الله وقلت له: يارب، استمع لي هذه المرة فقط! أعرف أن الخطية التي أنا منغمس فيها تصنع حاجزًا بيني وبينك ولكني واثق أنك تسمعني. يا رب لقد كنتُ بعيدًا عنك سنين طويلة ولكني أجد نفسي الآن في حاجة شديدة إليك، أنقذني من هذا الموقف العصيب يا رب! لا تأخذ حياتي مني الآن لأني غير مستعد! أعطِني فرصة أخيرة يا رب، أرجوك يا إلهي، أرجو... وبكيتُ كما لم أبكي من قبل...
مرَّت ليلة واثنتين وثالثة ونحن ننتظر الموت، وفي فجر اليوم الرابع قررت القوات الروسية اقتحام المكان بقنابل الغاز وجُن جنون المقاتلين الشيشان وقرروا تفجير قنابلهم. وكاد قلبي يتوقف من الرعب وأنا أرى واحدًا منهم ينتزع القنابل ليستعد لتفجيرها وهو على بعد متر واحد مني، ولم أنطق بكلمة وأنا أحدق فيه مذعورًا. فبالتأكيد ستنسفني هذه القنبلة نسفًا، فقوة تأثيرها تمتد لعشرات الأمتار. لحظتها لم أنطق سوى بجملة واحدة كنت سمعتها من ڤلاديمير: يا رب يسوع المسيح أعنِّي أنا الخاطئ. وجريتُ ومن ورائي دوى الانفجار الذي اقتلعني ورماني على الأرض وفقدت الوعي تمامًا... ثم استيقظت لأجد نفسي في المستشفى الرئيسي بموسكو وصديقي ڤلاديمير، الذي نجا هو أيضًا، يقول لي: الحمد لله، لقد حدثت معك معجزة، كانت القنبلة على بعد متر واحد منك، وكان من المفترض أن تنسفك، ولكني رأيت وكأن حاجزًا بينك وبينها. إنها فعلاً معجزة. قلتُ له وأنا في قمة التأثر مما حصل: نعم يا ڤلاديمير، إنها يد الله هي التي أنقذت حياتي، لقد أعطاني الله حياة جديدة.”
**********************************
صديقي، صديقتي : لقد صلى صديقنا الروسي وهو رهينة وسمعه الرب يسوع المسيح. ولكن دعني أسألك هل تنتظر في بُعدك عن المسيح لتصلي صلاة التوبة؟ ومن يضمن حياته؟ إن ڤلاديمير كان في سلام لأنه أدرك أن له حياة أبدية.
«الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» (يوحنا5: 24 )
«أما الصِّديق فواثق عند موته» (أمثال14: 32)
فها الرسول بولس يرى أن الموت هو ربح ويشتهيه (فيلبي1: 21، 23). ولقد ذهب القديسون على مر العصور إلى الزيت المغلي وهم يرنمون، لأنهم كانوا يثقون أن لهم حياة أبدية (عبرانيين 11 : 13-16 ,35-38 )
فهل تصلي معي الآن بإيمان؟
يا من أبطلتَ الموت عندما مُت بالصليب،
أؤمن بك أيها الحبيب
امنحني الحياة الأبدية والسلام العجيب
فيفرح قلبي الكئيب!
آمين!
منقووول
Comment