هلا الموضوع بيجوز يشوفو البعض مكرر من حيث العنوان بس المعلومات مابظن لانو رح يشرح سر المعمودية بالتفصيل مع مدلولات كتيرة مرتبطة فيه بتمنى الموضوع يكون ذو فايدة للكل و الرب يبارك الجميع
معاني المعمودية
1- المعمودية هي الباب الذي ندخل إلى الحياة في المسيح يسوع . لقد سقط آدم فتغرب عن الحياة الحقيقية والوجود، أي الله، واندسّ في الانسان الموت الروحي وكل نتائجه مثل البلى والفساد والميل إلى الخطيئة وموت الجسد. والمعمودية، ليست محوا لخطيئة جدية ورثناها من آدم، إنها الولادة الجديدة من فوق بعد أن صار الإنسان يولد بطبيعة فاسدة مستعبدة للموت. نعم إنه في المعمودية يولد الإنسان ثانية لا من لحم ودم ولا من مشيئة رجل، بل من الله (يو12:1-13) و 3:3-7) وإنه يعود إلى جماله الأول وكيانه الحقيقي.
2- المعمودية اشتراك في موت المسيح وقيامته" أو تجهلون أن كل من اصطبغ منا في يسوع المسيح إنما اصطبغ في موته، فدفنا معه في الموت حتى إننا كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب كذلك نسلك نحن أيضا في جدة الحياة، لأن إذا كنا قد غرسنا معه على شبه موته فنكون معه في قيامته أيضا" (رو3:6-5) . في المعمودية يلبس الإنسان المسيح، ويخلع الإنسان العتيق، يموت عن الخطيئة والإثم، ويتجدد بالبر والقداسة،فلا يعود هو الذي يعيش بل المسيح يحيا فيه (غلا20:2) .
3- المعمودية بداية عرس روحي، تصير به النفس عروسة للمسيح، يزينها الجمال الإلهي ويحبها العريس حبا كاملا لا حد له، هو الذي أعطى ذاته للموت من أجلها. المعمودية دخول في حياة جديدة يتجند فيها الإنسان للمسيح ، ويتعهد" إلا يرتبك بأعمال الحياة من أجل أن يرضي من جنده" (2 تيمو4:2)، كما يتعهد بأن يكمل السعي وينهي طريق استنارته وتألهه وتجليه "على صورة خالقه" (كول10:3)
4- في المعمودية ينضم الانسان الى الكنيسة، شعب الله الجديد، ويصبح غصنا في الكرمة (يو5:15)، وعضوا في الجسد، الذي رأسه الرب يسوع.
الصلوات الخاصة باستقبال الموعوظ
بعد أن يتم تسجيل اسم المزمع تعميده في دفاتر المعمودية أي يكتب اسمه في سفر الكنيسة "سفر الحياة"، يحمله أحد عرابيه، ويتقدم به نحو الكاهن لأجل البدء بالخدمة.
ينفخ الكاهن ثلاث مرات راسماً إشارة الصليب وقائلاً: باسم الآب والابن والروح القدس، وذلك لكي يزوده منذ البدء بسلاح الصليب الذي به يقهر الشياطين. ثم يضع يده على رأسه ويتلو صلاة يطلب فيها من الله أن يحفظه تحت ستر جناحيه وأن يبعد عنه الضلالة القديمة ويكتبه في سفر الحياة ويجعله في رعية المسيح "لكي يعترف لك ساجداً وممجداً اسمك العظيم المتعالي ويسبحك كل حين جميع أيام حياته".
هدف المعمودية هو استعادة الحياة الحقيقية. من هنا يبدأ العمل على تحقيق هذا الهدف.
الاستقسامات
أي صلوات طرد الشياطين. وهي ثلاث صلوات يتلوها الكاهن على المزمع تعميده لكي يطرد عنه "كل روح شرير نجس مخفي معشش في قلبه، روح الضلالة، روح الشر، روح عبادة الأصنام وكل شرَهٍ واستكثار، روح الكذب وكل نجاسة مفعولة بحسب تعليم إبليس".
شرَهٍ واستكثار، روح الكذب وكل نجاسة مفعولة بحسب تعليم إبليس".
من الناحية الروحية، الشر ليس أمراً نظرياً فقط، بل هو أمرٌ يُواجَه ويُحَارَب. هكذا فعل الرب مع الشر، تجسد وصُلِب وغلب الخطيئة على الصليب. في الاستقسامات نواجه الشرير نعرف قوّته، لكننا نثق بقدرة الله على تدميره.
الشرير نعرف قوّته، لكننا نثق بقدرة الله على تدميره.
الاستقسامات هي بداية المعركة التي تشكل أول بُعد من الحياة المسيحية، المعركة الدائمة مع الشرير.
ينفخ الكاهن في وجه الطفل ويطلب إلى الرب أن يبعد عنه الشياطين، استعداداً لإحلال المسيح في قلبه مكان الشرير.
رفض الشيطان
بعد صلوات طرد الشياطين يأتي طقس رفض الشيطان. إن حياة المسيحي هي رفض وتحدٍٍ دائمان، رفض للشرير وتحد له ولقدرته. إنها حرب دائمة مع الشيطان، لذلك يطلب الكاهن من العرابين الاتجاه نحو الغرب لرفض الشيطان. قلنا سابقاً أن الشر ليس أمراً نظرياً إنما يواجه فعلياً. ففي الاستقسامات يساعدنا الكاهن على مواجهة الشرير، وهنا بالاستدارة نحو الغرب أنت تواجه الشرير وجهاً لوجه. لماذا الغرب؟ إنه غياب النور ورمز غياب الخير واستعلان قوى الشر وسكنى الشرير.
بعد أن يسأل الكاهن العرّاب ثلاثاً: أترفض الشيطان وكل أعماله وجميع ملائكته وكل عباداته وسائر أباطيله؟ يقول له انفث وابصق على الشيطان. هذا الطقس البسيط مهم جداً. أنت عندما تبصق على شيء فهذا يعني أن نفسك تمقت هذا الشيء وترفضه. وبما أنك تمقت الشيطان فأنت ترفضه فعلياً خلال المعمودية وتدير وجهك عنه، بالرفض والبصاق أنت تكسر الرباط القديم مع الجحيم وتعلن الحرب على الشرير وتبدأ الصراع معه.
قبول المسيح
رفض الشيطان هو مقدمة لقبول أو موافقة المسيح. صار قلبك نقياً خالياً من كل وساخة ومستعداً لقبول سكنى المسيح فيه. هنا يطلب الكاهن من العرابين الاستدارة نحو الشرق. التوجه نحو الشرق يعني تحول الإنسان نحو الفردوس المقام في تلك الجهة، نحو المسيح نور العالم وشمس العدل. يقول القديس كبرلس الأورشليمي: "عندما ترفض الشيطان بالكلية وتنقض كل عهد مقام معه، أي تلك المعاهدة القديمة مع الجحيم، ينفتح فردوس الله الذي زرعه باتجاه اشرق وأُقصي عنه أبونا آدم بسبب خطيئته. "الشرق مهم لأن الرب في مجيئه الثاني سوف يأتي من المشارق إلى المغارب. بعد سؤال الكاهن للعراب ثلاثاً إذا كان يوافق المسيح ويؤمن به، يعلن العراب أنه يؤمن بالمسيح ملكاً وإلهاً ويتلو دستور الإيمان "أؤمن بإلهٍ واحدٍ..." يعلن إيمانه بالآب والابن والروح القدس وبمعمودية واحدة. ثم يسأله مجدداً أوافقت المسيح؟" ويطلب منه أن يسجد له فيجيب: "أسجد للآب والابن والروح القدس، الثالوث المتساوي في الجوهر وغير المنقسم". عندما رفض العراب الشيطان بصق عليه، وهنا يسجد للمسيح رمزاً للطاعة والاحترام والمحبة للرب، ورمزاً للتواضع والالتزام. القديس يوحنا الذهبي الفم يقول عن هذه المرحلة: "لقد وقّعنا عهداً مع المسيح ليس بالحبر ولكن بالروح، ليس بالقلم لكن بكلمتنا... اعترفنا بسيادة الله ورفضنا عبودية الشيطان".
مباركة هي مملكة الآب والابن والروح
هذا الإعلان لعقيدة الثالوث الأقدس فيه دعوة للموعوظ للدخول إلى مملكة الثالوث. هدف مسيرته هو الملكوت والمعمودية تفتح له أبواب هذا الملكوت. الملكوت ليس حدثاً مرتبطاً بالمستقبل، بل يتذوقه الإنسان مسبقاً في الكنيسة، والمعمودية تدخلنا في عضوية جسد المسيح أي الكنيسة.
في المباركة نعلن أن الملكوت هو هدفنا ومبتغانا، ليس أننا نباركه ونقدسه، بل نعلن أنه مبارك وبالتالي هو مشتهانا ومقصد حياتنا. فعل البركة يعني فعل المحبة الهادفة المشدودة إلى من تحب. أن تبارك يعني أن تقبل بمحبة وأن تتحرك باتجاه ما قبلت وأحببت. دعوة لنا لأن ندخل إلى ملكوت الله المثلث الأقانيم والمشاركة في حياته الإلهية. وهذا هو هدف المعمودية في نهاية المطاف. نختار أن نكون أبناء الله، أبناء الملكوت، ونبتعد في هذه الحياة عن كل ما يبعدنا عن هذا الهدف.
أخيراً هذا الإعلان العقائدي يظهر لنا تثليث الأقانيم مع وحدة الجوهر، إذ يقال "مملكة" واحدة وليس "ممالك". ويقال "مملكة الآب والابن والروح القدس" لأن مملكة الآب هي نفسها مملكة الابن والروح القدس.
مباركة المياه
المياه هي مادة السر، وهي تمثل عالم المادة. إنها رمز للحياة العيش، هكذا أرادها الله عند الخلق. فلا حياة بدون ماء. لكن هذه المياه، بعد السقوط (الخطيئة)، صارت أيضاً رمزاً للدمار والموت كما في أيام نوح.
في صلاة تقديس المياه يصلي الكاهن لكي تعود المياه إلى ما كان يقصد منها الله عند الخلق، أي أن تكون مصدراً للحياة. يطلب الكاهن من الله أن يجعل هذا الماء ينبوعاً لعدم الفساد وموهبةً للتقديس وفداءً للخطيئة وإكسيراً للأمراض وطارداً للشياطين. وأن يظهر هذا الماء حميماً لإعادة الولادة. نعمةً للتبني، ينبوعاً للحياة.
الماء هو رمز للنظافة والتنقية، يغتسل به الإنسان لينظف جسده. وفي المعمودية تستعمل المياه بالتحديد لغسل الإنسان من الخطيئة ولتنقيته.
خلع الثياب:
بعد مباركة المياه يطلب الكاهن من العرابين أن ينزعا عن الطفل ثيابه. بالنسبة للقديس كيرلس الأورشليمي خلع المستعد للاستنارة ثيابه هو صورة لخلع الإنسان العتيق الخاطئ والفاني. إذا كانت المعمودية موتاً وقيامة مع المسيح، فإن عرينا هو للمسيح العاري على الصليب. إنه أيضاً صورةً لآدم وحواء اللذين كانا، قبل السقوط، عاريين وبلا خجل، أي في حالة البراءة الأصلية.
الدهن بزيت الابتهاج
أثناء خلع ثياب الموعوظ يتلو الكاهن صلاة لتبريك الزيت كي يدهن به الطفل، يطلب فيها من الله أن يبارك هذا الزيت "بقوة وفعل وحلول الروح القدس حتى يكون مسحة لعدم الفساد .. وتجديداً للنفس..". كان الزيت دائماً رمزاً دينياً أساسياً، قيمته تنبع من أهميته العملية واستعماله. فهو يُستعمل أولاً كدواء كما نقرأ في مثل السامري الصالح (لو10: 29-37) الذي سكب زيتاً وخمراً على جروح الرجل الذي وقع بين أيدي اللصوص. هو أيضاً مصدر طبيعي للنور وبالتالي للفرح. كذلك يرمز الزيت للمصالحة والسلام. وهكذا يصبح الموعوظ مستعداً لاقتبال النور الإلهي، نور المسيح، نور الحياة الأبدية وهذه هي المصالحة والسلام مع الله. القديس امبروسيوس أسقف ميلان وغيره من آباء الكنيسة يشبّهون دهن جسد الموعوظ بالزيت بدهن جسد المصارع قبل نزوله إلى حلبة القتال. صراع الموعوظ هو مع الشرير حيث سيواجهه في الحياة.
بعد مباركة الزيت يمسح الكاهن الموعوظ بالزيت أولاً على جبهتيه وعلى صدره "لشفاء النفس والجسد"، ثم على أذنيه "لسماع الإيمان"، ثم على يديه قائلاً "يداك صنعتاني وجبلتاني"، وأخيراً على رجليه قائلاً "ليسلك في سبيلك يا رب".
يتبع
معاني المعمودية
1- المعمودية هي الباب الذي ندخل إلى الحياة في المسيح يسوع . لقد سقط آدم فتغرب عن الحياة الحقيقية والوجود، أي الله، واندسّ في الانسان الموت الروحي وكل نتائجه مثل البلى والفساد والميل إلى الخطيئة وموت الجسد. والمعمودية، ليست محوا لخطيئة جدية ورثناها من آدم، إنها الولادة الجديدة من فوق بعد أن صار الإنسان يولد بطبيعة فاسدة مستعبدة للموت. نعم إنه في المعمودية يولد الإنسان ثانية لا من لحم ودم ولا من مشيئة رجل، بل من الله (يو12:1-13) و 3:3-7) وإنه يعود إلى جماله الأول وكيانه الحقيقي.
2- المعمودية اشتراك في موت المسيح وقيامته" أو تجهلون أن كل من اصطبغ منا في يسوع المسيح إنما اصطبغ في موته، فدفنا معه في الموت حتى إننا كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب كذلك نسلك نحن أيضا في جدة الحياة، لأن إذا كنا قد غرسنا معه على شبه موته فنكون معه في قيامته أيضا" (رو3:6-5) . في المعمودية يلبس الإنسان المسيح، ويخلع الإنسان العتيق، يموت عن الخطيئة والإثم، ويتجدد بالبر والقداسة،فلا يعود هو الذي يعيش بل المسيح يحيا فيه (غلا20:2) .
3- المعمودية بداية عرس روحي، تصير به النفس عروسة للمسيح، يزينها الجمال الإلهي ويحبها العريس حبا كاملا لا حد له، هو الذي أعطى ذاته للموت من أجلها. المعمودية دخول في حياة جديدة يتجند فيها الإنسان للمسيح ، ويتعهد" إلا يرتبك بأعمال الحياة من أجل أن يرضي من جنده" (2 تيمو4:2)، كما يتعهد بأن يكمل السعي وينهي طريق استنارته وتألهه وتجليه "على صورة خالقه" (كول10:3)
4- في المعمودية ينضم الانسان الى الكنيسة، شعب الله الجديد، ويصبح غصنا في الكرمة (يو5:15)، وعضوا في الجسد، الذي رأسه الرب يسوع.
الصلوات الخاصة باستقبال الموعوظ
بعد أن يتم تسجيل اسم المزمع تعميده في دفاتر المعمودية أي يكتب اسمه في سفر الكنيسة "سفر الحياة"، يحمله أحد عرابيه، ويتقدم به نحو الكاهن لأجل البدء بالخدمة.
ينفخ الكاهن ثلاث مرات راسماً إشارة الصليب وقائلاً: باسم الآب والابن والروح القدس، وذلك لكي يزوده منذ البدء بسلاح الصليب الذي به يقهر الشياطين. ثم يضع يده على رأسه ويتلو صلاة يطلب فيها من الله أن يحفظه تحت ستر جناحيه وأن يبعد عنه الضلالة القديمة ويكتبه في سفر الحياة ويجعله في رعية المسيح "لكي يعترف لك ساجداً وممجداً اسمك العظيم المتعالي ويسبحك كل حين جميع أيام حياته".
هدف المعمودية هو استعادة الحياة الحقيقية. من هنا يبدأ العمل على تحقيق هذا الهدف.
الاستقسامات
أي صلوات طرد الشياطين. وهي ثلاث صلوات يتلوها الكاهن على المزمع تعميده لكي يطرد عنه "كل روح شرير نجس مخفي معشش في قلبه، روح الضلالة، روح الشر، روح عبادة الأصنام وكل شرَهٍ واستكثار، روح الكذب وكل نجاسة مفعولة بحسب تعليم إبليس".
شرَهٍ واستكثار، روح الكذب وكل نجاسة مفعولة بحسب تعليم إبليس".
من الناحية الروحية، الشر ليس أمراً نظرياً فقط، بل هو أمرٌ يُواجَه ويُحَارَب. هكذا فعل الرب مع الشر، تجسد وصُلِب وغلب الخطيئة على الصليب. في الاستقسامات نواجه الشرير نعرف قوّته، لكننا نثق بقدرة الله على تدميره.
الشرير نعرف قوّته، لكننا نثق بقدرة الله على تدميره.
الاستقسامات هي بداية المعركة التي تشكل أول بُعد من الحياة المسيحية، المعركة الدائمة مع الشرير.
ينفخ الكاهن في وجه الطفل ويطلب إلى الرب أن يبعد عنه الشياطين، استعداداً لإحلال المسيح في قلبه مكان الشرير.
رفض الشيطان
بعد صلوات طرد الشياطين يأتي طقس رفض الشيطان. إن حياة المسيحي هي رفض وتحدٍٍ دائمان، رفض للشرير وتحد له ولقدرته. إنها حرب دائمة مع الشيطان، لذلك يطلب الكاهن من العرابين الاتجاه نحو الغرب لرفض الشيطان. قلنا سابقاً أن الشر ليس أمراً نظرياً إنما يواجه فعلياً. ففي الاستقسامات يساعدنا الكاهن على مواجهة الشرير، وهنا بالاستدارة نحو الغرب أنت تواجه الشرير وجهاً لوجه. لماذا الغرب؟ إنه غياب النور ورمز غياب الخير واستعلان قوى الشر وسكنى الشرير.
بعد أن يسأل الكاهن العرّاب ثلاثاً: أترفض الشيطان وكل أعماله وجميع ملائكته وكل عباداته وسائر أباطيله؟ يقول له انفث وابصق على الشيطان. هذا الطقس البسيط مهم جداً. أنت عندما تبصق على شيء فهذا يعني أن نفسك تمقت هذا الشيء وترفضه. وبما أنك تمقت الشيطان فأنت ترفضه فعلياً خلال المعمودية وتدير وجهك عنه، بالرفض والبصاق أنت تكسر الرباط القديم مع الجحيم وتعلن الحرب على الشرير وتبدأ الصراع معه.
قبول المسيح
رفض الشيطان هو مقدمة لقبول أو موافقة المسيح. صار قلبك نقياً خالياً من كل وساخة ومستعداً لقبول سكنى المسيح فيه. هنا يطلب الكاهن من العرابين الاستدارة نحو الشرق. التوجه نحو الشرق يعني تحول الإنسان نحو الفردوس المقام في تلك الجهة، نحو المسيح نور العالم وشمس العدل. يقول القديس كبرلس الأورشليمي: "عندما ترفض الشيطان بالكلية وتنقض كل عهد مقام معه، أي تلك المعاهدة القديمة مع الجحيم، ينفتح فردوس الله الذي زرعه باتجاه اشرق وأُقصي عنه أبونا آدم بسبب خطيئته. "الشرق مهم لأن الرب في مجيئه الثاني سوف يأتي من المشارق إلى المغارب. بعد سؤال الكاهن للعراب ثلاثاً إذا كان يوافق المسيح ويؤمن به، يعلن العراب أنه يؤمن بالمسيح ملكاً وإلهاً ويتلو دستور الإيمان "أؤمن بإلهٍ واحدٍ..." يعلن إيمانه بالآب والابن والروح القدس وبمعمودية واحدة. ثم يسأله مجدداً أوافقت المسيح؟" ويطلب منه أن يسجد له فيجيب: "أسجد للآب والابن والروح القدس، الثالوث المتساوي في الجوهر وغير المنقسم". عندما رفض العراب الشيطان بصق عليه، وهنا يسجد للمسيح رمزاً للطاعة والاحترام والمحبة للرب، ورمزاً للتواضع والالتزام. القديس يوحنا الذهبي الفم يقول عن هذه المرحلة: "لقد وقّعنا عهداً مع المسيح ليس بالحبر ولكن بالروح، ليس بالقلم لكن بكلمتنا... اعترفنا بسيادة الله ورفضنا عبودية الشيطان".
مباركة هي مملكة الآب والابن والروح
هذا الإعلان لعقيدة الثالوث الأقدس فيه دعوة للموعوظ للدخول إلى مملكة الثالوث. هدف مسيرته هو الملكوت والمعمودية تفتح له أبواب هذا الملكوت. الملكوت ليس حدثاً مرتبطاً بالمستقبل، بل يتذوقه الإنسان مسبقاً في الكنيسة، والمعمودية تدخلنا في عضوية جسد المسيح أي الكنيسة.
في المباركة نعلن أن الملكوت هو هدفنا ومبتغانا، ليس أننا نباركه ونقدسه، بل نعلن أنه مبارك وبالتالي هو مشتهانا ومقصد حياتنا. فعل البركة يعني فعل المحبة الهادفة المشدودة إلى من تحب. أن تبارك يعني أن تقبل بمحبة وأن تتحرك باتجاه ما قبلت وأحببت. دعوة لنا لأن ندخل إلى ملكوت الله المثلث الأقانيم والمشاركة في حياته الإلهية. وهذا هو هدف المعمودية في نهاية المطاف. نختار أن نكون أبناء الله، أبناء الملكوت، ونبتعد في هذه الحياة عن كل ما يبعدنا عن هذا الهدف.
أخيراً هذا الإعلان العقائدي يظهر لنا تثليث الأقانيم مع وحدة الجوهر، إذ يقال "مملكة" واحدة وليس "ممالك". ويقال "مملكة الآب والابن والروح القدس" لأن مملكة الآب هي نفسها مملكة الابن والروح القدس.
مباركة المياه
المياه هي مادة السر، وهي تمثل عالم المادة. إنها رمز للحياة العيش، هكذا أرادها الله عند الخلق. فلا حياة بدون ماء. لكن هذه المياه، بعد السقوط (الخطيئة)، صارت أيضاً رمزاً للدمار والموت كما في أيام نوح.
في صلاة تقديس المياه يصلي الكاهن لكي تعود المياه إلى ما كان يقصد منها الله عند الخلق، أي أن تكون مصدراً للحياة. يطلب الكاهن من الله أن يجعل هذا الماء ينبوعاً لعدم الفساد وموهبةً للتقديس وفداءً للخطيئة وإكسيراً للأمراض وطارداً للشياطين. وأن يظهر هذا الماء حميماً لإعادة الولادة. نعمةً للتبني، ينبوعاً للحياة.
الماء هو رمز للنظافة والتنقية، يغتسل به الإنسان لينظف جسده. وفي المعمودية تستعمل المياه بالتحديد لغسل الإنسان من الخطيئة ولتنقيته.
خلع الثياب:
بعد مباركة المياه يطلب الكاهن من العرابين أن ينزعا عن الطفل ثيابه. بالنسبة للقديس كيرلس الأورشليمي خلع المستعد للاستنارة ثيابه هو صورة لخلع الإنسان العتيق الخاطئ والفاني. إذا كانت المعمودية موتاً وقيامة مع المسيح، فإن عرينا هو للمسيح العاري على الصليب. إنه أيضاً صورةً لآدم وحواء اللذين كانا، قبل السقوط، عاريين وبلا خجل، أي في حالة البراءة الأصلية.
الدهن بزيت الابتهاج
أثناء خلع ثياب الموعوظ يتلو الكاهن صلاة لتبريك الزيت كي يدهن به الطفل، يطلب فيها من الله أن يبارك هذا الزيت "بقوة وفعل وحلول الروح القدس حتى يكون مسحة لعدم الفساد .. وتجديداً للنفس..". كان الزيت دائماً رمزاً دينياً أساسياً، قيمته تنبع من أهميته العملية واستعماله. فهو يُستعمل أولاً كدواء كما نقرأ في مثل السامري الصالح (لو10: 29-37) الذي سكب زيتاً وخمراً على جروح الرجل الذي وقع بين أيدي اللصوص. هو أيضاً مصدر طبيعي للنور وبالتالي للفرح. كذلك يرمز الزيت للمصالحة والسلام. وهكذا يصبح الموعوظ مستعداً لاقتبال النور الإلهي، نور المسيح، نور الحياة الأبدية وهذه هي المصالحة والسلام مع الله. القديس امبروسيوس أسقف ميلان وغيره من آباء الكنيسة يشبّهون دهن جسد الموعوظ بالزيت بدهن جسد المصارع قبل نزوله إلى حلبة القتال. صراع الموعوظ هو مع الشرير حيث سيواجهه في الحياة.
بعد مباركة الزيت يمسح الكاهن الموعوظ بالزيت أولاً على جبهتيه وعلى صدره "لشفاء النفس والجسد"، ثم على أذنيه "لسماع الإيمان"، ثم على يديه قائلاً "يداك صنعتاني وجبلتاني"، وأخيراً على رجليه قائلاً "ليسلك في سبيلك يا رب".
يتبع
Comment