استعادة الوحدة - Unitatis redintegratio
قرار في "الحركة المسكونية"
من الأسقف بولس، خادم خدّام الله، مع آباء المجمع المقدس، للذكرى الخالدة.
توطئة
1- إن استعادة الوحدة التي يجب تعزيزها بين جميع المسيحيين هي من الأغراض الرئيسية للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني المقدس. فالسيد المسيح أسس كنيسة واحدة لا غير؛ إنما هناك جماعات مسيحية عديدة تتقدم من الناس كالوارثة الحقيقية ليسوع المسيح. فجميعهم يعترفون بأنهم تلامذة الرب، لكنهم يذهبون مذاهب شتى، ويتبعون طرقاً مختلفة كما لو كان المسيح نفسه قد تجزأ (1). والحقيقة أن هذا التجزؤ يناقض صراحة إرادة المسيح وهو للعالم حجر عثر ويلحق الأذى بأقدس الغايات، أي حمل بشارة الإنجيل للخليقة كلها. غير أن سيد العصور الذي بحكمة وصبر، يواصل تتميم مقاصد نعمته نحونا، نحن الخطأة، قد بدأ في هذه الأزمنة الأخيرة يفيض بوفرة في المسيحيين المنقسمين فيما بينهم، روح التوبة وتوقاً الى الإتحاد. ولقد حركت هذه النعمة الكثيرين من الناس في كل مكان. وبقوة الروح القدس قد ظهرت أيضاً حركة يتسع نطاقها يوماً بعد يوم عند إخوتنا المنفصلين، بغية إعادة الوحدة بين المسيحيين. وفي هذه الحركة نحو الوحدة التي تدعى الحركة المسكونية، يشترك أولئك الذين يدعون الله الثالوث ويعترفون بالمسيح رباً ومخلصاً. ولا يتعلق ذلك بالمسيحيين أفراداً فقط، بل يتعلق بهم أفراداً في جماعات سمعوا فيها الإنجيل ويسمونها كنيستهم وكنيسة الله. ولكنهم يتوقون جميعاً، وان بطرق مختلفة، الى كنيسة الله الواحدة المنظورة الجامعة، التي أرسلت الى العالم كله ليهتدى الى الإنجيل، فيخلص هكذا تمجيداً لله. لذلك فإن المجمع المقدس، وهو يتبصر في كل هذه الأمور بقلب جزل، وبعد أن أعلن التعليم العقائدي المتعلق بالكنيسة التي تحدوها رغبة في استعادة الوحدة بين كل تلاميذ المسيح، يريد أن يقدم لجميع الكاثوليك المساعدات والطرق والوسائل التي تمكنهم من الإستجابة لهذه الدعوة الإلهية وهذه النعمة.
سر وحدة الكنيسة
2- في هذا ظهرت محبة الله لنا أن الله الآب أرسل ابنه الوحيد الى العالم ليتأنس ويجدد الجنس البشري بافتدائه ويجمعه في واحد (2). وإن الأبن قبل أن يقرب نفسه على مذبح الصليب قرباناً نقياً، توسل الى الآب من أجل المؤمنين وقال: "فليكونوا باجمعهم واحداً. وكما أنت فيّ، أيها الآب وأنا فيك، كذلك فليكونوا فينا واحداً، ليؤمن العالم بانك أنت الذي أرسلتني" (يوحنا 17 / 21)، وإنه أنشأ في كنيسته سر الإفخارستيا العجيب الذي يرمز الى وحدة الكنيسة ويحققها. وأعطى (3) تلاميذه وصية جديدة أن يحبوا بعضهم بعضاً ووعدهم (4) بالروح المعزي ليظل معهم الى الأبد رباً ومحيياً. وإن الرب يسوع، بعد أن رفع على الصليب ودخل في مجده، أفاض الروح الذي كان قد وعد به والذي به، دعا الى وحدة الإيمان والرجاء والمحبة، وجمع فيها شعب العهد الجديد، الذي هو الكنيسة على حد تعليم الرسل: "فإنكم جسد واحد وروح واحد كما دعيتم الى رجاء دعوتكم الواحدة فالرب واحد والإيمان واحد والمعمودية واحدة" (أفسس 4 / 4-5)"لأنكم أنتم جملة من اعتمدتم في المسيح قد لبستم المسيح. . . فما أنتم جميعكم الا واحد في المسيح يسوع" (غلاطية 3 / 27-28). فالروح القدس يسكن في المؤمنين ويملأ الكنيسة كلها ويدبرها، ويحقق تلك الشركة العجيبة بين المؤمنين ويربطهم بالمسيح ربطاً حميماً بحيث أنه يمسي مبدأ وحدة الكنيسة؛ وأنه هو الذي يوزع النعم والخدم (5) ويغني كنيسة يسوع المسيح بالمهمات المختلفة "لأجل تكميل القديسين ولعمل الخدمة وبنيان جسد المسيح" (أفسس 4 / 12).
ولكي يوطّد المسيح كنيسته المقدسة في العالم اجمع حتى منتهى الدهر، أوكل الى جماعة الرسل الاثني عشر مهمّة التعليم والرعاية والتقديس (6) واختار منهم بطرس، وقرّر، بعد أن جاهر هامة الرسل بايمانه، ان يبني عليه كنيسته، ووعده بمفاتيح ملكوت السماوات (7). وبعد أن أقرّ له بمحبته، ائتمنه على جميع النعاج ليثبّتها في الايمان (8) ويرعاها في وحدة كاملة (9)، بينما يظل المسيح يسوع ذاته الى الأبد حجر الزاوية الأعظم (10) وراعي نفوسنا (11). بالتبشير بالانجيل بأمانة على يد الرسل وخلفائهم أي الاساقفة وعلى رأسهم خليفة بطرس، وبتوزيع الأسرار، وبالرعاية في المحبة بفعل الروح القدس، يريد المسيح لشعبه أن ينمو ويحقق شركته في الوحدة، بالمجاهرة بالايمان الواحد وبالاحتفال المشترك بالعبادة الالهية وبالاتفاق الاخوي في عائلة الله. ولذا فإن الكنيسة، قطيع الله الوحيد، تحجّ في الرجاء الى الغاية (12) التي هي الوطن السماوي، علامةً للامم (13) وخادمةً لانجيل السلام في البشرية كلّها (14). هذا هو سرّ وحدة الكنيسة المقدس، في المسيح وبالمسيح، بالروح القدس الذي يحقّق المهمات على تنوعها. فإن المثال الأعلى لهذا السرّ ومبدأه هو في تثليث الأقانيم ووحدة الإله الواحد الآب والابن في الروح القدس.
العلاقات بين الاخوة المنفصلين والكنيسة الكاثوليكية
3- في كنيسة الله هذه الواحدة والوحيدة، ظهرت منذ البدء بعض انقسامات (15) شجبها الرسول (16) بشدة، كأمور يجب شجبها؛ وفي العصور التالية قد برزت الى الوجود انشقاقات واسعة النطاق وانفصلت عن شركة الكنيسة الكاثوليكية الكاملة جماعات غير قليلة، ولم يكن ذلك أحياناً بدون ذنب هذا أو ذاك من الفريقين. فالذين يولدون اليوم في تلك الجماعات ويتشرّبون ايمان المسيح، لا يمكن ان يتّهموا بخطيئة الانفصال. والكنيسة الكاثوليكية تحيطهم بالاحترام الاخوي والمحبة. ذلك لأن الذين يؤمنون بالمسيح، وقد قبلوا سرّ العماد بصورة صحيحة، هم مع الكنيسة الكاثوليكية في شركة ما، وإن غير كاملة. نعم إن الاختلافات المتعددة بينهم وبين الكنيسة الكاثوليكية، إن في الأمور العقائدية وأحياناً في الأمور النظامية وفي شأن تركيب الكنيسة، تكوّن عقبات وأحيانا شديدة الخطورة، في سبيل الشركة الكنسيّة الكاملة، ترمي الحركة المسكونية الى تذليلها. غير أنهم، وقد برّرهم الايمان في قبول سرّ العماد، يصيرون اعضاء بالمسيح (17). ولذلك فانهم يتشرّفون بحق بالاسم المسيحي، وبحقّ يعترف بهم أبناء الكنيسة الكاثوليكية اخوة في الربّ (18). علاوة على ذلك، هناك عناصر أو خيور تبنى بمجموعها الكنيسة وتحيا، يمكن ان نجد بعضها أو بالحري اكثرها وأفضلها خارج نطاق الكنيسة الكاثوليكية المنظور: كلمة الله المكتوبة، وحياة النعمة، والايمان والرجاء والمحبة، وغير ذلك من هبات الروح القدس الباطنية ومن العناصر المنظورة. كل هذا ينبع من المسيح واليه يقود، وهو بحق خاصّة كنيسة المسيح الوحيدة. ويمارس الاخوة المنفصلين عنا عدداً كبيراً من شعائر الدين المسيحي بامكانها، بلا شك، ان تولّد حقاً لكل كنيسة او جماعة، حسب اوضاعها المختلفة، حياة النعمة بصور متعددة، والتي يقال عنها انها تفتح الطريق الى شركة الخلاص. وبالتالي فالكنائس (19) والجماعات المنفصلة نفسها، مع اننا نعتقد أنها مصابة بتلك الشوائب، لا تخلوا أبداً من معنى وقيمة في سرّ الخلاص. فروح المسيح لم يتمنّع عن استخدامها بمثابة وسائل خلاصية تنبع قوتها من كمال النعمة والحقيقة الذي أوكل الى الكنيسة الكاثوليكية. غير ان الإخوة المنفصلين عنّا، افراداً كانوا أم جماعات وكنائس، لا ينعمون بتلك الوحدة التي أراد يسوع المسيح أن يجزلها على جميع الذين جدّدهم وأحياهم ليكونوا جسداً واحدأً في حياة جديدة، والتي تشهد لها الأسفار المقدسة وتقليد الكنيسة المكرّم. فبواسطة كنيسة المسيح الكاثوليكية وحدها التي هي الوسيلة العامة للخلاص، يمكن الوصول الى كمال الوسائل الخلاصية بكلّيته. ونؤمن أن الرب أوكل الى جماعة رسولية واحدة، رأسها بطرس، جميع خيور العهد الجديد، وذلك لتكوّن جسدأ واحداً للمسيح على الأرض. ويجب أن ينضم اليه انضماماً كاملاً جميع الذين هم بصورة ما من شعب الله. وهذا الشعب، وان استمرّ في حجّته الارضية معرّضاً في أعضائه للخطيئة، فانه ينمو في المسيح ويقوده الله برفق حسب احكامه الخفيّة إلى ان يصل فرحاً في الاورشليم السماوية الى ملء المجد الابدي بكامله.
الحركة المسكونية
4- لما كانت اليوم في العديد من اقطار العالم تبذل، تحت تأثير نعمة الروح القدس الفيّاضة، جهود كثيرة بالصلاة والقول والعمل للوصول الى ملء تلك الوحدة التي يريدها يسوع المسيح، فان هذا المجمع المقدس يحضّ المؤمنين الكاثوليك كلّهم على التعرّف الى علامات الأزمنة وعلى المساهمة بصورة مجدية في العمل المسكوني. نعني "بالحركة المسكونية" المشاريع والمبادرات التي تنبع وتنسّق، حسب حاجات الكنيسة المتعدّدة ومقتضيات الازمنة، في سبيل تعزيز وحدة المسيحيين. وهي أولاً تبذل كل جهد لازالة الاقوال والاحكام والأعمال التي لا تتفق حقاً وعدلاً وأوضاع الإخوة المنفصلين، والتي تجعل العلاقات المتبادلة معهم أكثر صعوبة. بعد ذلك تدعو الى "الحوار" في اجتماعات المسيحيين من كنائس وجماعات مختلفة منظّمة بروح ديني، حوار يقوم به ذوو خبرة وثقافة مؤاتية، ويشرح فيه كل واحد تعليم جماعته شرحاً اشد عمقاً، ويعرض ميزاته بوضوح. بواسطة ذلك الحوار، يتوصّل الجميع الى معرفة أصدق وتقدير أعدل لتعليم كل جماعة ولحياتها؛ ثم إن هذه الجماعات تتوصّل أيضاً إلى تعاون أوسع في كلّ مشروع يتطلّبه الضمير المسيحي في سبيل الخير العام، وتجتمع لإقامة صلاة مشتركة أينما سمح بذلك. واخيراً يتفحص الجميع أمانتهم لارادة المسيح حول الكنيسة وينشطون، كما هو واجب، للتجديد والإصلاح. وهذا كلّه، اذا ما تممّه مؤمنو الكنيسة الكاثوليكية بفطنة وصبر وباشراف الرعاة، يسهم في خير العدالة والحقيقة، وفي خير الوفاق والتعاون، وفي خير الروح الأخوي والاتحاد. علّه بهذه الطريق يجتمع جميع المسيحيين رويداً رويداً باقامة الافخارستيا الواحدة، بعد ان تكون قد ذلّلت العقبات التي تحول دون الشركة الكنسية الكاملة، في وحدة الكنيسة الواحدة والوحيدة التي أجزلها المسيح منذ البدء على كنيسته، تلك الوحدة التي نؤمن انها ستبقى في الكنيسة الكاثوليكية ولن تزول ونرجو انها ستنمو يوماً بعد يوم حتى منتهى الدهر. ومن الواضح أن عملية تهيئة الأفراد الذين يرغبون في الشركة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية ومصالحتهم معها، تتميّز بطبيعتها عن المبادرات المسكونية. غير انهما لا تتعارضان البتّة اذ ان كلتيهما تنبع من تدبير الهي عجيب. ففي العمل المسكوني، على المؤمنين الكاثوليك ان يبدوا بلا تردد اهتمامهم بالاخوة المنفصلين، وان يصلّوا من اجلهم ويتحدثوا معهم في شؤون الكنيسة، ويخطوا الخطوات الاولى نحوهم. وعليهم، قبل كل شيء، ان يتبصّروا باستقامة وانتباه في الامور التي يجب ان تحدد وتحقق في الأسرة الكاثوليكية نفسها، وان تؤدي حياتهم شهادة اشد امانة ووضوحاً للتعليم والأنظمة التي سلّمها المسيح لرسله. ومع أن الكنيسة الكاثوليكية غنية بكل حقيقة أوحاها الله وبجميع وسائل النعمة، فأعضاؤها لا يعيشون منها بالحرارة المتوجبة، بحيث أن وجهها يبدو للأخوة المنفصلين عنا وللعالم قاطبةً اقل تألقاً، ويتأخر نمّو ملكوت الله. لذلك فعلى الكاثوليك أجمعين أن يسعوا وراء الكمال المسيحي (20)، وان يعمل كل في وضعه الخاص، على أن تتطهّر الكنيسة وتتجدّد يوماً بعد يوم، هي التي تحمل في جسدها تواضع المسيح واماتته (21)، الى أن يهديها المسيح لنفسه كنيسة مجيدة لا كلف فيها ولا غضن (22). وإذ يحرصون على الوحدة في الأمور التي لا بد منها، فعلى الجميع في الكنيسة، كل حسب المهمّة الموكولة اليه، ان يتمتّع بالحرية اللازمة سواء في الانماط المتعددة للحياة الروحية والمسلكية او في مختلف الطقوس الليترجية، وفي المحاولات للتعبير اللاهوتي عن الحقيقة الموحاة. وعليهم في كلّ شيء أن يحافظوا على المحبة. وعلى هذا المنوال فانهم يظهرون يوماً بعد يوم وبكمال متصاعد كاثوليكي الكنيسة الحقيقية ورسوليّتها. من جهة اخرى، من الضروري ان يعترف الكاثوليك بفرح بالخيور المسيحية الصحيحة التي تنبع من التراث المشترك والتي توجد عند الاخوة المنفصلين عنا، وان يقدّروها حق قدرها. فانه لمن العدل والنافع للخلاص ان نعترف بما في حياة الآخرين الذين يشهدون للمسيح، احياناً حتى سفك الدم، من غنى المسيح واعمال الفضائل. فالله هو دوماً عجيب في اعماله، ومن الواجب ان يظل موضوع الاعجاب. ولا ننسينّ أن كل ما تعمله نعمة الروح القدس في الاخوة المنفصلين بامكانه أن يسهم ايضاً في بنياننا. اذ ان كل ما هو مسيحي حقاً لا يتعارض ابداً مع خيور الايمان الأصلية،ولكن بامكانه دوماً ان يساعد على ادراك سرّ المسيح والكنيسة بالذات، بصورة أكمل. بيد ان انقسامات المسيحيين تعيق الكنيسة عن ان تحقّق كمال كاثوليكيتها بالذات، في أولئك الأبناء الذين هم لها بالعماد، ولكنهم منفصلون عن شركتها الكاملة. فوق ذلك فانه لمن الصعوبة بمقدار أن تعبّر الكنيسة نفسها عن كمال الكاثوليكية في كل أوجهها وفي واقعيّة الحياة بالذات. وان هذا المجمع المقدس ليلحظ بفرح ان مشاركة المؤمنين الكاثوليك في العمل المسكوني تزداد يوماً بعد يوم. وهو يوصي به اساقفة العالم كلّه كي يشجّعوه بلباقة وينسّقوه بفطنة.
ـــــــــــــــ
1- 1 كورنثوس 1 / 13.
2- 1 يوحنا 4 / 9 ؛ كولوسي 1 / 18-20 ؛ يوحنا 11 / 52.
3- يوحنا 13 / 34.
4- يوحنا 16 / 7.
5- 1 كورنثوس 12 / 4 - 11.
6- متى 28 / 18-20 بالمقابلة مع يوحنا 20 / 21-23.
7- متى 16 / 19 بالمقابلة مع متى 18 / 18.
8- لوقا 22 / 32.
9- يوحنا 21 / 15-17.
10- أفسس 2 / 20.
11- 1 بطرس 2 / 25؛ المجمع الفاتيكاني الأول الجلسة 4 (1870) الدستور "الراعي الأبدي".
12- 1 بطرس 1 / 3-9.
13- أفسس 2 / 17-18 بالمقابلة مع مرقس 16 / 15.
14- إشعيا 11 / 10-12.
15- 1 كورنثوس 11 / 18-19؛ غلاطية 1 / 6-9؛ 1 يوحنا 2 / 18-19.
16- 1 كورنثوس 1 / 11 وتابع ؛ 1 كورنثوس 11 / 22.
17- مجمع فلورنسا، الجلسة 8 (1439) قرار "افرحوا في الرب": مانسي، 31، 1055، أ.
18- القديس أغسطينوس في المزمور 32، الرواية 2 : 29 (آباء الكنيسة اللاتينية، 299).
19- المجمع اللاتيراني 4، (1215) الدستور 4، أ: مانسي 24، 71 هـ. مجمع فلورنسا، الجلسة 4 (1439) تحديد "فتتهلل السموات": مانسي 31، 2026 هـ.
20- يعقوب 1 / 4 ؛ رومية 12 / 1-2.
21- 1 كورنثوس 4 / 10 ؛ فيليبي 2 / 5-8.
22- أفسس 5 / 27.
قرار في "الحركة المسكونية"
من الأسقف بولس، خادم خدّام الله، مع آباء المجمع المقدس، للذكرى الخالدة.
توطئة
1- إن استعادة الوحدة التي يجب تعزيزها بين جميع المسيحيين هي من الأغراض الرئيسية للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني المقدس. فالسيد المسيح أسس كنيسة واحدة لا غير؛ إنما هناك جماعات مسيحية عديدة تتقدم من الناس كالوارثة الحقيقية ليسوع المسيح. فجميعهم يعترفون بأنهم تلامذة الرب، لكنهم يذهبون مذاهب شتى، ويتبعون طرقاً مختلفة كما لو كان المسيح نفسه قد تجزأ (1). والحقيقة أن هذا التجزؤ يناقض صراحة إرادة المسيح وهو للعالم حجر عثر ويلحق الأذى بأقدس الغايات، أي حمل بشارة الإنجيل للخليقة كلها. غير أن سيد العصور الذي بحكمة وصبر، يواصل تتميم مقاصد نعمته نحونا، نحن الخطأة، قد بدأ في هذه الأزمنة الأخيرة يفيض بوفرة في المسيحيين المنقسمين فيما بينهم، روح التوبة وتوقاً الى الإتحاد. ولقد حركت هذه النعمة الكثيرين من الناس في كل مكان. وبقوة الروح القدس قد ظهرت أيضاً حركة يتسع نطاقها يوماً بعد يوم عند إخوتنا المنفصلين، بغية إعادة الوحدة بين المسيحيين. وفي هذه الحركة نحو الوحدة التي تدعى الحركة المسكونية، يشترك أولئك الذين يدعون الله الثالوث ويعترفون بالمسيح رباً ومخلصاً. ولا يتعلق ذلك بالمسيحيين أفراداً فقط، بل يتعلق بهم أفراداً في جماعات سمعوا فيها الإنجيل ويسمونها كنيستهم وكنيسة الله. ولكنهم يتوقون جميعاً، وان بطرق مختلفة، الى كنيسة الله الواحدة المنظورة الجامعة، التي أرسلت الى العالم كله ليهتدى الى الإنجيل، فيخلص هكذا تمجيداً لله. لذلك فإن المجمع المقدس، وهو يتبصر في كل هذه الأمور بقلب جزل، وبعد أن أعلن التعليم العقائدي المتعلق بالكنيسة التي تحدوها رغبة في استعادة الوحدة بين كل تلاميذ المسيح، يريد أن يقدم لجميع الكاثوليك المساعدات والطرق والوسائل التي تمكنهم من الإستجابة لهذه الدعوة الإلهية وهذه النعمة.
سر وحدة الكنيسة
2- في هذا ظهرت محبة الله لنا أن الله الآب أرسل ابنه الوحيد الى العالم ليتأنس ويجدد الجنس البشري بافتدائه ويجمعه في واحد (2). وإن الأبن قبل أن يقرب نفسه على مذبح الصليب قرباناً نقياً، توسل الى الآب من أجل المؤمنين وقال: "فليكونوا باجمعهم واحداً. وكما أنت فيّ، أيها الآب وأنا فيك، كذلك فليكونوا فينا واحداً، ليؤمن العالم بانك أنت الذي أرسلتني" (يوحنا 17 / 21)، وإنه أنشأ في كنيسته سر الإفخارستيا العجيب الذي يرمز الى وحدة الكنيسة ويحققها. وأعطى (3) تلاميذه وصية جديدة أن يحبوا بعضهم بعضاً ووعدهم (4) بالروح المعزي ليظل معهم الى الأبد رباً ومحيياً. وإن الرب يسوع، بعد أن رفع على الصليب ودخل في مجده، أفاض الروح الذي كان قد وعد به والذي به، دعا الى وحدة الإيمان والرجاء والمحبة، وجمع فيها شعب العهد الجديد، الذي هو الكنيسة على حد تعليم الرسل: "فإنكم جسد واحد وروح واحد كما دعيتم الى رجاء دعوتكم الواحدة فالرب واحد والإيمان واحد والمعمودية واحدة" (أفسس 4 / 4-5)"لأنكم أنتم جملة من اعتمدتم في المسيح قد لبستم المسيح. . . فما أنتم جميعكم الا واحد في المسيح يسوع" (غلاطية 3 / 27-28). فالروح القدس يسكن في المؤمنين ويملأ الكنيسة كلها ويدبرها، ويحقق تلك الشركة العجيبة بين المؤمنين ويربطهم بالمسيح ربطاً حميماً بحيث أنه يمسي مبدأ وحدة الكنيسة؛ وأنه هو الذي يوزع النعم والخدم (5) ويغني كنيسة يسوع المسيح بالمهمات المختلفة "لأجل تكميل القديسين ولعمل الخدمة وبنيان جسد المسيح" (أفسس 4 / 12).
ولكي يوطّد المسيح كنيسته المقدسة في العالم اجمع حتى منتهى الدهر، أوكل الى جماعة الرسل الاثني عشر مهمّة التعليم والرعاية والتقديس (6) واختار منهم بطرس، وقرّر، بعد أن جاهر هامة الرسل بايمانه، ان يبني عليه كنيسته، ووعده بمفاتيح ملكوت السماوات (7). وبعد أن أقرّ له بمحبته، ائتمنه على جميع النعاج ليثبّتها في الايمان (8) ويرعاها في وحدة كاملة (9)، بينما يظل المسيح يسوع ذاته الى الأبد حجر الزاوية الأعظم (10) وراعي نفوسنا (11). بالتبشير بالانجيل بأمانة على يد الرسل وخلفائهم أي الاساقفة وعلى رأسهم خليفة بطرس، وبتوزيع الأسرار، وبالرعاية في المحبة بفعل الروح القدس، يريد المسيح لشعبه أن ينمو ويحقق شركته في الوحدة، بالمجاهرة بالايمان الواحد وبالاحتفال المشترك بالعبادة الالهية وبالاتفاق الاخوي في عائلة الله. ولذا فإن الكنيسة، قطيع الله الوحيد، تحجّ في الرجاء الى الغاية (12) التي هي الوطن السماوي، علامةً للامم (13) وخادمةً لانجيل السلام في البشرية كلّها (14). هذا هو سرّ وحدة الكنيسة المقدس، في المسيح وبالمسيح، بالروح القدس الذي يحقّق المهمات على تنوعها. فإن المثال الأعلى لهذا السرّ ومبدأه هو في تثليث الأقانيم ووحدة الإله الواحد الآب والابن في الروح القدس.
العلاقات بين الاخوة المنفصلين والكنيسة الكاثوليكية
3- في كنيسة الله هذه الواحدة والوحيدة، ظهرت منذ البدء بعض انقسامات (15) شجبها الرسول (16) بشدة، كأمور يجب شجبها؛ وفي العصور التالية قد برزت الى الوجود انشقاقات واسعة النطاق وانفصلت عن شركة الكنيسة الكاثوليكية الكاملة جماعات غير قليلة، ولم يكن ذلك أحياناً بدون ذنب هذا أو ذاك من الفريقين. فالذين يولدون اليوم في تلك الجماعات ويتشرّبون ايمان المسيح، لا يمكن ان يتّهموا بخطيئة الانفصال. والكنيسة الكاثوليكية تحيطهم بالاحترام الاخوي والمحبة. ذلك لأن الذين يؤمنون بالمسيح، وقد قبلوا سرّ العماد بصورة صحيحة، هم مع الكنيسة الكاثوليكية في شركة ما، وإن غير كاملة. نعم إن الاختلافات المتعددة بينهم وبين الكنيسة الكاثوليكية، إن في الأمور العقائدية وأحياناً في الأمور النظامية وفي شأن تركيب الكنيسة، تكوّن عقبات وأحيانا شديدة الخطورة، في سبيل الشركة الكنسيّة الكاملة، ترمي الحركة المسكونية الى تذليلها. غير أنهم، وقد برّرهم الايمان في قبول سرّ العماد، يصيرون اعضاء بالمسيح (17). ولذلك فانهم يتشرّفون بحق بالاسم المسيحي، وبحقّ يعترف بهم أبناء الكنيسة الكاثوليكية اخوة في الربّ (18). علاوة على ذلك، هناك عناصر أو خيور تبنى بمجموعها الكنيسة وتحيا، يمكن ان نجد بعضها أو بالحري اكثرها وأفضلها خارج نطاق الكنيسة الكاثوليكية المنظور: كلمة الله المكتوبة، وحياة النعمة، والايمان والرجاء والمحبة، وغير ذلك من هبات الروح القدس الباطنية ومن العناصر المنظورة. كل هذا ينبع من المسيح واليه يقود، وهو بحق خاصّة كنيسة المسيح الوحيدة. ويمارس الاخوة المنفصلين عنا عدداً كبيراً من شعائر الدين المسيحي بامكانها، بلا شك، ان تولّد حقاً لكل كنيسة او جماعة، حسب اوضاعها المختلفة، حياة النعمة بصور متعددة، والتي يقال عنها انها تفتح الطريق الى شركة الخلاص. وبالتالي فالكنائس (19) والجماعات المنفصلة نفسها، مع اننا نعتقد أنها مصابة بتلك الشوائب، لا تخلوا أبداً من معنى وقيمة في سرّ الخلاص. فروح المسيح لم يتمنّع عن استخدامها بمثابة وسائل خلاصية تنبع قوتها من كمال النعمة والحقيقة الذي أوكل الى الكنيسة الكاثوليكية. غير ان الإخوة المنفصلين عنّا، افراداً كانوا أم جماعات وكنائس، لا ينعمون بتلك الوحدة التي أراد يسوع المسيح أن يجزلها على جميع الذين جدّدهم وأحياهم ليكونوا جسداً واحدأً في حياة جديدة، والتي تشهد لها الأسفار المقدسة وتقليد الكنيسة المكرّم. فبواسطة كنيسة المسيح الكاثوليكية وحدها التي هي الوسيلة العامة للخلاص، يمكن الوصول الى كمال الوسائل الخلاصية بكلّيته. ونؤمن أن الرب أوكل الى جماعة رسولية واحدة، رأسها بطرس، جميع خيور العهد الجديد، وذلك لتكوّن جسدأ واحداً للمسيح على الأرض. ويجب أن ينضم اليه انضماماً كاملاً جميع الذين هم بصورة ما من شعب الله. وهذا الشعب، وان استمرّ في حجّته الارضية معرّضاً في أعضائه للخطيئة، فانه ينمو في المسيح ويقوده الله برفق حسب احكامه الخفيّة إلى ان يصل فرحاً في الاورشليم السماوية الى ملء المجد الابدي بكامله.
الحركة المسكونية
4- لما كانت اليوم في العديد من اقطار العالم تبذل، تحت تأثير نعمة الروح القدس الفيّاضة، جهود كثيرة بالصلاة والقول والعمل للوصول الى ملء تلك الوحدة التي يريدها يسوع المسيح، فان هذا المجمع المقدس يحضّ المؤمنين الكاثوليك كلّهم على التعرّف الى علامات الأزمنة وعلى المساهمة بصورة مجدية في العمل المسكوني. نعني "بالحركة المسكونية" المشاريع والمبادرات التي تنبع وتنسّق، حسب حاجات الكنيسة المتعدّدة ومقتضيات الازمنة، في سبيل تعزيز وحدة المسيحيين. وهي أولاً تبذل كل جهد لازالة الاقوال والاحكام والأعمال التي لا تتفق حقاً وعدلاً وأوضاع الإخوة المنفصلين، والتي تجعل العلاقات المتبادلة معهم أكثر صعوبة. بعد ذلك تدعو الى "الحوار" في اجتماعات المسيحيين من كنائس وجماعات مختلفة منظّمة بروح ديني، حوار يقوم به ذوو خبرة وثقافة مؤاتية، ويشرح فيه كل واحد تعليم جماعته شرحاً اشد عمقاً، ويعرض ميزاته بوضوح. بواسطة ذلك الحوار، يتوصّل الجميع الى معرفة أصدق وتقدير أعدل لتعليم كل جماعة ولحياتها؛ ثم إن هذه الجماعات تتوصّل أيضاً إلى تعاون أوسع في كلّ مشروع يتطلّبه الضمير المسيحي في سبيل الخير العام، وتجتمع لإقامة صلاة مشتركة أينما سمح بذلك. واخيراً يتفحص الجميع أمانتهم لارادة المسيح حول الكنيسة وينشطون، كما هو واجب، للتجديد والإصلاح. وهذا كلّه، اذا ما تممّه مؤمنو الكنيسة الكاثوليكية بفطنة وصبر وباشراف الرعاة، يسهم في خير العدالة والحقيقة، وفي خير الوفاق والتعاون، وفي خير الروح الأخوي والاتحاد. علّه بهذه الطريق يجتمع جميع المسيحيين رويداً رويداً باقامة الافخارستيا الواحدة، بعد ان تكون قد ذلّلت العقبات التي تحول دون الشركة الكنسية الكاملة، في وحدة الكنيسة الواحدة والوحيدة التي أجزلها المسيح منذ البدء على كنيسته، تلك الوحدة التي نؤمن انها ستبقى في الكنيسة الكاثوليكية ولن تزول ونرجو انها ستنمو يوماً بعد يوم حتى منتهى الدهر. ومن الواضح أن عملية تهيئة الأفراد الذين يرغبون في الشركة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية ومصالحتهم معها، تتميّز بطبيعتها عن المبادرات المسكونية. غير انهما لا تتعارضان البتّة اذ ان كلتيهما تنبع من تدبير الهي عجيب. ففي العمل المسكوني، على المؤمنين الكاثوليك ان يبدوا بلا تردد اهتمامهم بالاخوة المنفصلين، وان يصلّوا من اجلهم ويتحدثوا معهم في شؤون الكنيسة، ويخطوا الخطوات الاولى نحوهم. وعليهم، قبل كل شيء، ان يتبصّروا باستقامة وانتباه في الامور التي يجب ان تحدد وتحقق في الأسرة الكاثوليكية نفسها، وان تؤدي حياتهم شهادة اشد امانة ووضوحاً للتعليم والأنظمة التي سلّمها المسيح لرسله. ومع أن الكنيسة الكاثوليكية غنية بكل حقيقة أوحاها الله وبجميع وسائل النعمة، فأعضاؤها لا يعيشون منها بالحرارة المتوجبة، بحيث أن وجهها يبدو للأخوة المنفصلين عنا وللعالم قاطبةً اقل تألقاً، ويتأخر نمّو ملكوت الله. لذلك فعلى الكاثوليك أجمعين أن يسعوا وراء الكمال المسيحي (20)، وان يعمل كل في وضعه الخاص، على أن تتطهّر الكنيسة وتتجدّد يوماً بعد يوم، هي التي تحمل في جسدها تواضع المسيح واماتته (21)، الى أن يهديها المسيح لنفسه كنيسة مجيدة لا كلف فيها ولا غضن (22). وإذ يحرصون على الوحدة في الأمور التي لا بد منها، فعلى الجميع في الكنيسة، كل حسب المهمّة الموكولة اليه، ان يتمتّع بالحرية اللازمة سواء في الانماط المتعددة للحياة الروحية والمسلكية او في مختلف الطقوس الليترجية، وفي المحاولات للتعبير اللاهوتي عن الحقيقة الموحاة. وعليهم في كلّ شيء أن يحافظوا على المحبة. وعلى هذا المنوال فانهم يظهرون يوماً بعد يوم وبكمال متصاعد كاثوليكي الكنيسة الحقيقية ورسوليّتها. من جهة اخرى، من الضروري ان يعترف الكاثوليك بفرح بالخيور المسيحية الصحيحة التي تنبع من التراث المشترك والتي توجد عند الاخوة المنفصلين عنا، وان يقدّروها حق قدرها. فانه لمن العدل والنافع للخلاص ان نعترف بما في حياة الآخرين الذين يشهدون للمسيح، احياناً حتى سفك الدم، من غنى المسيح واعمال الفضائل. فالله هو دوماً عجيب في اعماله، ومن الواجب ان يظل موضوع الاعجاب. ولا ننسينّ أن كل ما تعمله نعمة الروح القدس في الاخوة المنفصلين بامكانه أن يسهم ايضاً في بنياننا. اذ ان كل ما هو مسيحي حقاً لا يتعارض ابداً مع خيور الايمان الأصلية،ولكن بامكانه دوماً ان يساعد على ادراك سرّ المسيح والكنيسة بالذات، بصورة أكمل. بيد ان انقسامات المسيحيين تعيق الكنيسة عن ان تحقّق كمال كاثوليكيتها بالذات، في أولئك الأبناء الذين هم لها بالعماد، ولكنهم منفصلون عن شركتها الكاملة. فوق ذلك فانه لمن الصعوبة بمقدار أن تعبّر الكنيسة نفسها عن كمال الكاثوليكية في كل أوجهها وفي واقعيّة الحياة بالذات. وان هذا المجمع المقدس ليلحظ بفرح ان مشاركة المؤمنين الكاثوليك في العمل المسكوني تزداد يوماً بعد يوم. وهو يوصي به اساقفة العالم كلّه كي يشجّعوه بلباقة وينسّقوه بفطنة.
ـــــــــــــــ
1- 1 كورنثوس 1 / 13.
2- 1 يوحنا 4 / 9 ؛ كولوسي 1 / 18-20 ؛ يوحنا 11 / 52.
3- يوحنا 13 / 34.
4- يوحنا 16 / 7.
5- 1 كورنثوس 12 / 4 - 11.
6- متى 28 / 18-20 بالمقابلة مع يوحنا 20 / 21-23.
7- متى 16 / 19 بالمقابلة مع متى 18 / 18.
8- لوقا 22 / 32.
9- يوحنا 21 / 15-17.
10- أفسس 2 / 20.
11- 1 بطرس 2 / 25؛ المجمع الفاتيكاني الأول الجلسة 4 (1870) الدستور "الراعي الأبدي".
12- 1 بطرس 1 / 3-9.
13- أفسس 2 / 17-18 بالمقابلة مع مرقس 16 / 15.
14- إشعيا 11 / 10-12.
15- 1 كورنثوس 11 / 18-19؛ غلاطية 1 / 6-9؛ 1 يوحنا 2 / 18-19.
16- 1 كورنثوس 1 / 11 وتابع ؛ 1 كورنثوس 11 / 22.
17- مجمع فلورنسا، الجلسة 8 (1439) قرار "افرحوا في الرب": مانسي، 31، 1055، أ.
18- القديس أغسطينوس في المزمور 32، الرواية 2 : 29 (آباء الكنيسة اللاتينية، 299).
19- المجمع اللاتيراني 4، (1215) الدستور 4، أ: مانسي 24، 71 هـ. مجمع فلورنسا، الجلسة 4 (1439) تحديد "فتتهلل السموات": مانسي 31، 2026 هـ.
20- يعقوب 1 / 4 ؛ رومية 12 / 1-2.
21- 1 كورنثوس 4 / 10 ؛ فيليبي 2 / 5-8.
22- أفسس 5 / 27.
Comment