عاشت البرازيل بل وكل أميركا اللاتينية حدثا هاما وأياما كبيرة . البابا بندكتس السادس عشر في أول زيارة له خارج الحدود الأوروبية أراد أن تكون البرازيل ذات ال 155 مليون كاثوليكي وفي قارة أميركا اللاتينية التي تحتوي نصف كاثوليك العالم، أرادها محطة لزيارته الرعوية التي افتتح خلالها المؤتمر الخاص بأساقفة أميركا اللاتينية والذي يؤسس لخطط عمل مشتركة للسنوات القادمة.
الديانة المسيحية انتشرت بعد صعود مؤسسها السيد المسيح في كل أرجاء الأرض. وما زالت الكنيسة الجامعة فتيّة نشطة تعلم وتدعو إلى احترام حقوق الله وحقوق الإنسان معا. لكنّ العالم المعاصر يضع أمام الكنيسة والمؤمنين تحديّات جمّة، وبخاصة في التزام المؤمنين في صميم ما تعلم الكنيسة، وبالحركات التبشيرية الجديدة وفي تحديات عيش العائلة الأخلاقيات البيتية، ضمن قوانين الدولة التي قد تهدّد أحيانا قيم العائلة بحجة الاحترام الكامل لحرية الإنسان ولكرامته.
البابا قال كلمته بل كلماته الروحية والإنسانية الجريئة، منذ لحظة صعوده درج الطائرة التي أقلته الى الأراضي البرازيلية. الى لحظة صعوده طائرة العودة بسلام وأمان. وبيّن أن "الديانة المسيحية ليست أيدولوجية سياسية"، بمستطاع الإنسان أن ينخرط فيها وقتما شاء وأن يتركها وقتما يشاء، أو أن يستخدمها في سبيل تمرير رؤاه السياسية الخاصة. بل انّها تسمو وتعلو، دون أن تنسى هموم الناس وآلامهم طبعا، لتكون وبامتياز ديانة المحبة . وهي المحبة ذاتها التي حاول البابا أن يشحنها في نفوس الشباب البرازيلي المتعطش الى كلمة حق وصدق في عالم يقدّم أسبابا وأساليب متعدّدة للانحراف والابتعاد عن طريق الخير والعطاء المجاني.
ويبقى على الشعب البرازيلي، أخوتنا وأخواتنا في الايمان وفي الإنسانية، أن يعملوا على ألا تكون الزيارة مجرد ذكرى عبرت، بل أن تخطط وتمهد لروح جديدة بثها البابا بكلماته التي تتأسس على تقليد أكثر من ألفي عام.
الكرة الآن في مرمى البرازيل، ولقد عوّدتنا الكرة البرازيلية على الإبداع وإبهار الجماهير في كل أرجاء الأرض. ونحن اليوم "نشجع" البرازيل لكي تبهرنا في طريقة عيشها لكلمة الرب التي بثها البابا، وبطريقة شهادتها لإيمانها الصلب، رغم التحديات التي تواجهها.
ولقد حاولت الوسائل الإعلامية العربية أن تتابع أحداث البابا منذ أول يوم الى آخر يوم بالكلمة والصورة. وهي، وان ركزت أحيانا على أمور هامشية، مثل أعداد الحاضرين لهذه الفعالية أو تلك مع البابا، رغبة في تبيان أنّ شعبية الزيارة لم تكن بالدرجة المأمولة، لكنّها بثت فينا نحن أيضا، أي مسيحيي الشرق، ما حاول البابا أن يثبته، ليس فقط في الشعب البرازيلي، بل وفي كل مؤمن وفي كل إنسان ذي إرادة صالحة. فقد حث شباب اليوم على أن يصبحوا روّاد مجتمع أكثر عدلاً وأخوّة، متمّمين واجباتهم إزاء الدولة من خلال احترام قوانينها وعدم الاستسلام للكراهية والعنف، وأن يسعوا إلى تقديم المثل المسيحي الصالح في البيئة المهنية والاجتماعية، متميّزين بالنزاهة والصدق في العلاقات الاجتماعية والمهنية. كما دعا البابا الشباب الى إحترام سر الزواج، هذه العطية الكبيرة التي منحها الله للبشرية، وإلى احترام بعضهم البعض في الغرام والخطبة، كيما تكون الحياة الزوجية التي هي وبمشيئة إلهية محفوظة للمتزوجين، مصدر سعادة وسلام بمقدار ما يجعلون من العفّة ـ داخل الزواج وخارجه ـ حصنا لأمالهم المستقبلية.
سقت الاقتباس هذا، لأبيّن أنّ الكلام الذي قاله البابا هو روحي مسيحي، نابع من صميم رسالته، لكنّه أيضا إنساني يحتاجه الإنسان المعاصر، اذا انّ التحديات التي تواجه البشرية هي تحديات مشتركة في شرق العالم وغربه. وكم سعدت عندما رأيت كوفية عربية حمراء، تلمع مع نور الشمس البرازيلية، ويشارك صاحبها في إحدى اللقاءات الروحية . وكأنّها تقول انّ الجاليات العربية هناك لها دور حيوي بارز.
وأكثر ما أعجبني من كلام قداسته، ما ختم به عظة إعلان القديس الجديد أنطونيو دي غالفاو، وهو كلام يصلح شعارا لكل من يطمح لقول كلمة حق وكلمة عدالة ومبادرة تغيير في محيطه وفي عالمه: اذ قال: " من القديسين وحدهم، ومن الله وحده تنبع الثورة الحقيقية وينبع تغييرُ العالم تغييرا حاسما."
انّها السامبا، بشكلها الجديد...
شكرا قداسة البابا .....
الديانة المسيحية انتشرت بعد صعود مؤسسها السيد المسيح في كل أرجاء الأرض. وما زالت الكنيسة الجامعة فتيّة نشطة تعلم وتدعو إلى احترام حقوق الله وحقوق الإنسان معا. لكنّ العالم المعاصر يضع أمام الكنيسة والمؤمنين تحديّات جمّة، وبخاصة في التزام المؤمنين في صميم ما تعلم الكنيسة، وبالحركات التبشيرية الجديدة وفي تحديات عيش العائلة الأخلاقيات البيتية، ضمن قوانين الدولة التي قد تهدّد أحيانا قيم العائلة بحجة الاحترام الكامل لحرية الإنسان ولكرامته.
البابا قال كلمته بل كلماته الروحية والإنسانية الجريئة، منذ لحظة صعوده درج الطائرة التي أقلته الى الأراضي البرازيلية. الى لحظة صعوده طائرة العودة بسلام وأمان. وبيّن أن "الديانة المسيحية ليست أيدولوجية سياسية"، بمستطاع الإنسان أن ينخرط فيها وقتما شاء وأن يتركها وقتما يشاء، أو أن يستخدمها في سبيل تمرير رؤاه السياسية الخاصة. بل انّها تسمو وتعلو، دون أن تنسى هموم الناس وآلامهم طبعا، لتكون وبامتياز ديانة المحبة . وهي المحبة ذاتها التي حاول البابا أن يشحنها في نفوس الشباب البرازيلي المتعطش الى كلمة حق وصدق في عالم يقدّم أسبابا وأساليب متعدّدة للانحراف والابتعاد عن طريق الخير والعطاء المجاني.
ويبقى على الشعب البرازيلي، أخوتنا وأخواتنا في الايمان وفي الإنسانية، أن يعملوا على ألا تكون الزيارة مجرد ذكرى عبرت، بل أن تخطط وتمهد لروح جديدة بثها البابا بكلماته التي تتأسس على تقليد أكثر من ألفي عام.
الكرة الآن في مرمى البرازيل، ولقد عوّدتنا الكرة البرازيلية على الإبداع وإبهار الجماهير في كل أرجاء الأرض. ونحن اليوم "نشجع" البرازيل لكي تبهرنا في طريقة عيشها لكلمة الرب التي بثها البابا، وبطريقة شهادتها لإيمانها الصلب، رغم التحديات التي تواجهها.
ولقد حاولت الوسائل الإعلامية العربية أن تتابع أحداث البابا منذ أول يوم الى آخر يوم بالكلمة والصورة. وهي، وان ركزت أحيانا على أمور هامشية، مثل أعداد الحاضرين لهذه الفعالية أو تلك مع البابا، رغبة في تبيان أنّ شعبية الزيارة لم تكن بالدرجة المأمولة، لكنّها بثت فينا نحن أيضا، أي مسيحيي الشرق، ما حاول البابا أن يثبته، ليس فقط في الشعب البرازيلي، بل وفي كل مؤمن وفي كل إنسان ذي إرادة صالحة. فقد حث شباب اليوم على أن يصبحوا روّاد مجتمع أكثر عدلاً وأخوّة، متمّمين واجباتهم إزاء الدولة من خلال احترام قوانينها وعدم الاستسلام للكراهية والعنف، وأن يسعوا إلى تقديم المثل المسيحي الصالح في البيئة المهنية والاجتماعية، متميّزين بالنزاهة والصدق في العلاقات الاجتماعية والمهنية. كما دعا البابا الشباب الى إحترام سر الزواج، هذه العطية الكبيرة التي منحها الله للبشرية، وإلى احترام بعضهم البعض في الغرام والخطبة، كيما تكون الحياة الزوجية التي هي وبمشيئة إلهية محفوظة للمتزوجين، مصدر سعادة وسلام بمقدار ما يجعلون من العفّة ـ داخل الزواج وخارجه ـ حصنا لأمالهم المستقبلية.
سقت الاقتباس هذا، لأبيّن أنّ الكلام الذي قاله البابا هو روحي مسيحي، نابع من صميم رسالته، لكنّه أيضا إنساني يحتاجه الإنسان المعاصر، اذا انّ التحديات التي تواجه البشرية هي تحديات مشتركة في شرق العالم وغربه. وكم سعدت عندما رأيت كوفية عربية حمراء، تلمع مع نور الشمس البرازيلية، ويشارك صاحبها في إحدى اللقاءات الروحية . وكأنّها تقول انّ الجاليات العربية هناك لها دور حيوي بارز.
وأكثر ما أعجبني من كلام قداسته، ما ختم به عظة إعلان القديس الجديد أنطونيو دي غالفاو، وهو كلام يصلح شعارا لكل من يطمح لقول كلمة حق وكلمة عدالة ومبادرة تغيير في محيطه وفي عالمه: اذ قال: " من القديسين وحدهم، ومن الله وحده تنبع الثورة الحقيقية وينبع تغييرُ العالم تغييرا حاسما."
انّها السامبا، بشكلها الجديد...
شكرا قداسة البابا .....
الأب رفعــت بدر
Comment