الأدلة على أن المسيح هو الحل: والأدلة كثيرة لا يمكن حصرها ولكن أهمها:
أولاً: المسيح هو الحل لأن هذا الله للبشرية جمعاء، الذي أعلنه في التو واللحظة لأبوينا الأولين: آدم وحواء، بعد أن أغواهتهم الحيه ، وأكلا من شجرة معرفة الخير والشر ، وخضعا للشيطان . فالنتيجه هى أن هناك حلاً لمشكلة سقوط الإنسان وانفصاله عن الله، وأن من نسلك يا حواء سيأتي من هو مولود من امرأة، وليس من رجل وامرأة، بل من امرأة فقط (أي شخص الرب يسوع المسيح) سيسحق رأس الحية (أي إبليس) ويخلص البشرية من لعنة الخطيه . ولعل أكثر المشاكل التي تواجه الإنسان هي مشكلة الخطية والانفصال عن الله فمن يستطيع أن يحل هذه المشكلة للإنسان؟ فالشيطان عدو كل بر موجود، وما زال قادراً على غواية الإنسان، وكلما أراد الإنسان أن يفعل الصواب يجد الشر حاضراً عنده، فيفعل الشر الذي لا يريده، ولا يفعل الخير الذي يريده، لذا سيظل الإنسان مديناً وميزان حسناته وسيئاته ليس متكافئاً، بل ستظل خطاياه كبرى حتى لو كانت الحسنة بعشرة أمثالها ولو ضاعف الله لمن يشاء، فالمرء يحتاج إلى غفران وعفو وصفح من الله دون النظر والحساب لكمية خطاياه أو وزنه لأثقالها.
ولعلمه بمشكلة أثقالها وهى الخلاص من عذاب القبر والنار، وورود النعيم الأبدي والإفلات من جحيم أعده الله لإبليس وجنوده وأعوانه من البشر. ولعلمه أن لا حل لهذه المشكلة إلا بأن يموت بار لأجل الفجار، وبرىء لأجل الأثمة والأشرار، ووجيه في الدنيا والآخرة (أى من تقبل شفاعته يوم الدين) لأجل موتى بالذنوب والخطايا. صرح السيد المسيح عن نفسه أنه هو الحل الوحيد لمشكلة الخطية والانفصال عن الله، فقدم نفسه لله ذبيحة وكفارة عن خطايانا وخطايا كل العالمين، فلا حل لمشكلة غفران الخطايا والمعاصي بالتكفير عنها أمام الله إلا في شخص المسيح ، لذا فالمسيح هو الحل
ثانياً: المشكلة الثانية التي تواجه الإنسان والتي لا حل لها إلا في شخص الرب يسوع المسيح هي مشكلة مواجهة الشيطان ، وكيفية التغلب عليه وقهره ووقف سيطرته على النفس البشرية، وعذابه لها في الدنيا، ووعيده باقتناصها في الآخرة. ولقد تفنن البشر على مر العصور والأزمان في إيجاد وسائل لقهر هذا العدو اللدود، فمنهم من حاول إرضاءه بأن قدم له الذبائح الحيوانية والإنسانية – ولا زالت تقدم حتى الآن – ومنهم من يصرخون بأنهم عبدة الشيطان؛ لأنهم يؤمنون بأنه القوة التي لا تقهر، ومنهم من استكثر من العياذ بالله من الشيطان الرجيم، ومنهم من عقد حلقات الزار وليالي الذكر لعله يفارق أجسادهم وأنفسهم وأرواحهم بعد أن عذبهم عذاباً أليماً. ومنهم من تشفع واستجار بالقديسين وأهل بيت الله، ومنهم من لبى طلبات الأسياد، وارتدى الخواتم والحلقان والجعران والجلباب الأخضر والأبيض تهدئة لنشاط الأسياد. منهم من ارتاد الأضرحة والقبور ومقامات أولياء الله الصالحين، وفئة أخرى استعملت السحر والأحجبة وجلسات الوسائط وغيرها. لكن خلاصة القول أن الشيطان مازال حياً قادراً على تعذيب الإنسان وليس من وسيلة لقمعه والغلبة عليه. والحل؟
المسيح هو الحل، جاء هذا الكائن قبل كل الدهور، ومشى في أرضنا، وظن الشيطان أنه كسائر البشر، أفلم يوجد في الهيئة كإنسان، وجاء ليوخذه كما يفعل مع بقية المولودين من رجل وامرأة، فلم يستطع أن يمسه، أراد أن يوقعه في الخطية حتى يأخذ سلطانه عليه، فأخذه إلى جبل، وصار يجربه، فلم يستطع أن يسقطه، وانتهى الأمر بأن انتهر السيد المسيح الشيطان، فهرب منه.
لم نسمع السيد المسيح (له المجد) يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأنه الوحيد الذي كانت له القدرة على انتهاره وقهره. بل على العكس، رأينا الشياطين تصرخ عندما تراه (له المجد)، وتتوسل إليه تارة بألا يرسلهم إلى الهاوية (أي مكان العذاب)، وتارة تستعطفه بألا يعذبهم، رأينا الأبالسة تستأذنه أن يسمح لهم بالدخول في الخنازير بعد تركها لمجنون كورة الجدريين. فمع أنها كانت مرتعبة منه، متوسلة إليه ألا يعذبها إلا أنها لم تستطع أن تذهب عن وجهه، وتصنع ما تريد، بل كانت مشلولة الإرادة، عاجزة عن الحركة والمقاومة أمام سمو عظمته.
لقد كان الله ولازال يخرج الشياطين بكلمة من أجساد البشر، ويعذب من يشاء، ويرسل إلى الهاوية من يشاء، فهو فعال لما يريد، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون. فإلى كل من يبحث عن حل لمشكلة عذاب الوسواس الخناس لجسده وفكره وروحه أقول: كف عن محاولاتك واعلم أن المسيح هو الحل.
ثالثا : مشكلة ثالثة تعترض الإنسان، ولا حل لها إلا في شخص السيد المسيح، وهى مشكلة المرض. فكلما اكتشف الإنسان مصلاً واقياً أو عقاراً ناجحاً لمرض عضال أرسل له الوسواس مرضاً أبشع لا علاج له. فالشيطان هو الذي يغوى الإنسان لفعل الزنى وممارسة الجنس مع الساقطات والعاهرات، ويفيق الإنسان من غفلته ليرى جسده قد امتلأ بالفيروسات الفتاكة.
وهناك الأمراض التي لا ذنب لصاحبها في إصابته بها والتي لا علاج لها. وهناك أمراض العصر: السكر، وضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والسرطان، وكما تفنن الإنسان في اختراع وسائل للتغلب على الرَجيم، تفننوا في استخدام نفس الوسائل السابقة الذكر في محاولة شفاء أجسادهم حتى جاء المسيح صاحب السلطان في ذاته على شفاء الأمراض، فلمس الأبرص فأبرأه، وطلى عين الأعمى بالطين - الذي يمكن أن يعمى المبصرين - ففتح عينيه، وأمر المقعد والمفلوج قائلاً: " قم احمل سريرك، واذهب إلى بيتك" وأطاعه المريض، وحمل سريره، وذهب إلى بيته. لمسته المرأة نازفة الدم، فخرجت قوة منه في الحال، وأرسل كلمته لغلام قائد المئة وهو لا يزال بعيداً عن منزله، فشفى الغلام في تلك الساعة. وهو الأمس واليوم وإلى الأبد. من لا يعتريه تغير. ولا ظل دوران، ومازال حياً، وسيظل إلى أبد الآبدين شافياً مبرئاً كل من يثق به، ويضع إيمانه في شخصه ( الله ). ليس ذلك فقط بل قد أعطى أتباعه البسطاء وعشاقه الحكماء قدرة على شفاء المرضى باسمه، إذن، فالمسيح هو الحل.
رابعاً: المسيح هو الحل لمشكلة الموت، وهو " آخر عدو يبطل ". فماذا بعد الموت، من يستطيع التكهن بما سيحدث له في ساعته الأخيرة، من يستطيع أن يضمن لنفسه عبوراً سعيداً من عالم الأحياء إلى عالم الأموات، هل هناك حقاً عذاب القبر والنار، هل هناك ملائكة تأتى لحساب البشر، هل سيصبون الرصاص المغلي في آذان أولئك الذين لا يسمعون لنداء الله، هل هناك دود لا يموت ونار لا تطفأ أعدت للمغضوب عليهم والضالين، هل من ضمان على الأرض يضمن للإنسان أنه لن يتعرض لهذا العذاب الأليم، هل من حل؟
المسيح هو الحل. عندما كان بجسده على الأرض أحيا الأجساد، بكلمة قال للصغيرة الميتة: "يا صبية لك أقول قومي" ولمس نعش ابن أرملة نايين، فهرب الموت من أمامه، وقام الميت، فدفعه إلى أمه، وصرخ صرخته المدوية أمام قبر لعازر قائلاً: لعازر هلم خارجاً، فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطتان. هو الوحيد الذي قال: "من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حياً فلن يرى الموت إلى الأبد"، وقال: "أنا حي فأنتم ستحيون" وحتى أولئك الذين لا يعتنقون المسيحية مازال كثير منهم يقسم بالمسيح الحي.
لقد أراد الوسواس الخناس أن يمسكه هو نفسه في القبر حتى يتخلص منه، فوضع له أربعة من العسكر ليحرسوه، ووضع ختم الدولة الرومانية العظيم على الحجر الذى دُحرج بصعوبة على قبره، وخوف أتباعه حتى لا يقتربوا من القبر، ونسى تلاميذه أنه قال إنه سيقوم في اليوم الثالث بعد دفنه، وشككهم في أمر قيامته.
لكن كل هذا لم يمسكه ( المسيح )، بل قام ناقضاً أوجاع الموت هاتفاً أين شوكتك يا موت؟ وأين غلبتك يا هاوية؟ ليس ذلك فقط، بل وعد أتباعه والمؤمنين به، أنه سيأتي أيضاً من السماء حتى حيث يكون هو يكونون هم أيضاً، لذلك يهتف عشاقه ومريدوه: "إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً، لأنك أنت معي"، فالمسيح هو الحل.
المسيح هو الحل لمشكلة الفقر والاحتياجات المادية التي تقسم ظهر البشر في هذه الأيام. وكيف لا يكون هو الحل وهو الذي بارك خمسة أرغفة وسمكتين وكسرهم ووزعهم فأشبع بهم خمسة آلاف نفس عدا النساء والأولاد، وكيف لا يكون هو وحده الحل، وقد علم أتباعه ألا يقولوا ماذا نأكل أو ماذا نلبس أو ماذا نشرب؛ لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون لهذه كلها، وقال لهم إنه الذي يعتني بالعصافير، فلا يسقط واحد منها إلا بإذن الله وهو يعتني بزنابق الحقل، فيلبسها حلالاً ولا سليمان الحكيم في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. وقال لهم أنتم أفضل من العصافير ومن زنابق الحقل، فالمسيح هو الحل..
المسيح هو الحل؛ لأنه الوحيد الذي أعلن للجنس البشرى: "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم"، فلم يستطع إنسان قط، نبياً كان أو رسولاً، ملكاً كان أو حكيماً أن يتفوه بهذه الكلمات.
المسيح هو الحل؛ لأنه هو الذي أعلن أنه الطريق والحق الوحيد إلى الله، فقال لليهود قساة القلوب وصلبي الرقبة: "أنا هو الطريق... ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بي".
المسيح هو الحل؛ لأنه الوحيد الذي استطاع أن يصرح أنه هو الحق، وأنه هو الحياة. فمن لا يعرفه معرفة شخصية لا يعرف الحق ومن لا يعيش في رحابه، وبه لا يعرف الحياة، فقد قال عن نفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة".
المسيح هو الحل؛ لأنه هو الوحيد الذي صرح بأنه غلب العالم بكل ما فيه من: احتياجات، ومشكلات، ومتطلبات، حين قال لأصحابه: "في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم".
المسيح هو الحل؛ لأنه الوحيد إلى أبد الآبدين، وعد بأنه يكون معنا كل الأيام وإلى انقضاء الدهر: "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر". فقبور الأنبياء والرسل جميعاً عندنا نزورها، ونتذكرهم، أما قبر السيد المسيح، فهو القبر الفارغ الذي يشهد بإمكانية أن يكون معنا كل حين؛ لأنه حي إلى أبد الآبدين.
المسيح هو الحل؛ لأنه هو الوحيد الذي وعد أصحابه ومؤمنيه أنه ذاهب ليعد لهم مكاناً في دار النعيم والخلود، ووعدهم: ومتى أعددت المكان آتى أيضاً، وآخذكم إلىّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً. المسيح هو الحل؛ لأنه له وحده السلطان على الطبيعة، والبحر، والأمواج الهائجة، وهو وحده الذي استطاع أن يأمر الريح؛ فتطيعه، والبحر الهائج، فيخضع له، ويصير هدوء عظيم. هو وحده الذى يستطيع أن يهدئ العواصف والرياح التي تزأر في عقل وقلب كل إنسان بكلمة من فمه الطاهر.
المسيح هو الحل؛ لأن أسماءه التي أعطيت له تعلن بوضوح أنه الحل الوحيد لكل مشكلات الإنسان، فهو يسوع (أي مخلص)؛ لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، وهو ( عمانوئيل ) الذي تفسيره الله معنا، وهو المسيح (أي الممسوح ملكاً وكاهناً ونبياً)، وهو الألف والياء، والبداية والنهاية، ، ورئيس السلام، وملك الملوك، ورب الأرباب: الحكيم، الوديع، المتواضع، السلام، العادل... إلخ
فهل تجمعت كل هذه الحقائق والصفات والأفعال والأسماء والتصريحات في شخص آخر عاش على الأرض حتى يومنا هذا غير السيد المسيح حتى يقال عنه إنه هو الحل.
لكن وقد علمت أنه وحده الحل، يبقى السؤال: ماذا أفعل حتى أحصل على الحل؟ أحصل على السيد المسيح، كيف؟
تعال إليه في فترة صمت وخلو وهدوء في نفسك. قل له يا سيدي المسيح،
نعم، أنا أعلم الآن أنك أنت الحل، أنت الطريق إلى الله والحياة، أنت الحق الوحيد في هذا العالم المضطرب هل تسمح الآن بأن تمتلك حياتي، فتصبح مِلكاً لك أنت وحدك، هل يمكن أن تملأ حياتي بحبك وعطفك وغفرانك وسلامك، ألا تعود، فتحييني فأفرح بك، وأعيش لك، وأعشقك، وأموت لك، وأبقى معك إلى أبد الآبدين.
أعترف بخطئي، وأقر بذنبي، أعلن عدم تمكنى من إصلاح حالي وشفاء نفسي. أعلن أنك أنت الطريق إلى الله، . فاقبل توبتي وحررني من إثمى. واغفر خطيتى، وتوفني مع الأبرار، ولك كل الشكر إلى أبد الآبدين. آمين.
أولاً: المسيح هو الحل لأن هذا الله للبشرية جمعاء، الذي أعلنه في التو واللحظة لأبوينا الأولين: آدم وحواء، بعد أن أغواهتهم الحيه ، وأكلا من شجرة معرفة الخير والشر ، وخضعا للشيطان . فالنتيجه هى أن هناك حلاً لمشكلة سقوط الإنسان وانفصاله عن الله، وأن من نسلك يا حواء سيأتي من هو مولود من امرأة، وليس من رجل وامرأة، بل من امرأة فقط (أي شخص الرب يسوع المسيح) سيسحق رأس الحية (أي إبليس) ويخلص البشرية من لعنة الخطيه . ولعل أكثر المشاكل التي تواجه الإنسان هي مشكلة الخطية والانفصال عن الله فمن يستطيع أن يحل هذه المشكلة للإنسان؟ فالشيطان عدو كل بر موجود، وما زال قادراً على غواية الإنسان، وكلما أراد الإنسان أن يفعل الصواب يجد الشر حاضراً عنده، فيفعل الشر الذي لا يريده، ولا يفعل الخير الذي يريده، لذا سيظل الإنسان مديناً وميزان حسناته وسيئاته ليس متكافئاً، بل ستظل خطاياه كبرى حتى لو كانت الحسنة بعشرة أمثالها ولو ضاعف الله لمن يشاء، فالمرء يحتاج إلى غفران وعفو وصفح من الله دون النظر والحساب لكمية خطاياه أو وزنه لأثقالها.
ولعلمه بمشكلة أثقالها وهى الخلاص من عذاب القبر والنار، وورود النعيم الأبدي والإفلات من جحيم أعده الله لإبليس وجنوده وأعوانه من البشر. ولعلمه أن لا حل لهذه المشكلة إلا بأن يموت بار لأجل الفجار، وبرىء لأجل الأثمة والأشرار، ووجيه في الدنيا والآخرة (أى من تقبل شفاعته يوم الدين) لأجل موتى بالذنوب والخطايا. صرح السيد المسيح عن نفسه أنه هو الحل الوحيد لمشكلة الخطية والانفصال عن الله، فقدم نفسه لله ذبيحة وكفارة عن خطايانا وخطايا كل العالمين، فلا حل لمشكلة غفران الخطايا والمعاصي بالتكفير عنها أمام الله إلا في شخص المسيح ، لذا فالمسيح هو الحل
ثانياً: المشكلة الثانية التي تواجه الإنسان والتي لا حل لها إلا في شخص الرب يسوع المسيح هي مشكلة مواجهة الشيطان ، وكيفية التغلب عليه وقهره ووقف سيطرته على النفس البشرية، وعذابه لها في الدنيا، ووعيده باقتناصها في الآخرة. ولقد تفنن البشر على مر العصور والأزمان في إيجاد وسائل لقهر هذا العدو اللدود، فمنهم من حاول إرضاءه بأن قدم له الذبائح الحيوانية والإنسانية – ولا زالت تقدم حتى الآن – ومنهم من يصرخون بأنهم عبدة الشيطان؛ لأنهم يؤمنون بأنه القوة التي لا تقهر، ومنهم من استكثر من العياذ بالله من الشيطان الرجيم، ومنهم من عقد حلقات الزار وليالي الذكر لعله يفارق أجسادهم وأنفسهم وأرواحهم بعد أن عذبهم عذاباً أليماً. ومنهم من تشفع واستجار بالقديسين وأهل بيت الله، ومنهم من لبى طلبات الأسياد، وارتدى الخواتم والحلقان والجعران والجلباب الأخضر والأبيض تهدئة لنشاط الأسياد. منهم من ارتاد الأضرحة والقبور ومقامات أولياء الله الصالحين، وفئة أخرى استعملت السحر والأحجبة وجلسات الوسائط وغيرها. لكن خلاصة القول أن الشيطان مازال حياً قادراً على تعذيب الإنسان وليس من وسيلة لقمعه والغلبة عليه. والحل؟
المسيح هو الحل، جاء هذا الكائن قبل كل الدهور، ومشى في أرضنا، وظن الشيطان أنه كسائر البشر، أفلم يوجد في الهيئة كإنسان، وجاء ليوخذه كما يفعل مع بقية المولودين من رجل وامرأة، فلم يستطع أن يمسه، أراد أن يوقعه في الخطية حتى يأخذ سلطانه عليه، فأخذه إلى جبل، وصار يجربه، فلم يستطع أن يسقطه، وانتهى الأمر بأن انتهر السيد المسيح الشيطان، فهرب منه.
لم نسمع السيد المسيح (له المجد) يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأنه الوحيد الذي كانت له القدرة على انتهاره وقهره. بل على العكس، رأينا الشياطين تصرخ عندما تراه (له المجد)، وتتوسل إليه تارة بألا يرسلهم إلى الهاوية (أي مكان العذاب)، وتارة تستعطفه بألا يعذبهم، رأينا الأبالسة تستأذنه أن يسمح لهم بالدخول في الخنازير بعد تركها لمجنون كورة الجدريين. فمع أنها كانت مرتعبة منه، متوسلة إليه ألا يعذبها إلا أنها لم تستطع أن تذهب عن وجهه، وتصنع ما تريد، بل كانت مشلولة الإرادة، عاجزة عن الحركة والمقاومة أمام سمو عظمته.
لقد كان الله ولازال يخرج الشياطين بكلمة من أجساد البشر، ويعذب من يشاء، ويرسل إلى الهاوية من يشاء، فهو فعال لما يريد، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون. فإلى كل من يبحث عن حل لمشكلة عذاب الوسواس الخناس لجسده وفكره وروحه أقول: كف عن محاولاتك واعلم أن المسيح هو الحل.
ثالثا : مشكلة ثالثة تعترض الإنسان، ولا حل لها إلا في شخص السيد المسيح، وهى مشكلة المرض. فكلما اكتشف الإنسان مصلاً واقياً أو عقاراً ناجحاً لمرض عضال أرسل له الوسواس مرضاً أبشع لا علاج له. فالشيطان هو الذي يغوى الإنسان لفعل الزنى وممارسة الجنس مع الساقطات والعاهرات، ويفيق الإنسان من غفلته ليرى جسده قد امتلأ بالفيروسات الفتاكة.
وهناك الأمراض التي لا ذنب لصاحبها في إصابته بها والتي لا علاج لها. وهناك أمراض العصر: السكر، وضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والسرطان، وكما تفنن الإنسان في اختراع وسائل للتغلب على الرَجيم، تفننوا في استخدام نفس الوسائل السابقة الذكر في محاولة شفاء أجسادهم حتى جاء المسيح صاحب السلطان في ذاته على شفاء الأمراض، فلمس الأبرص فأبرأه، وطلى عين الأعمى بالطين - الذي يمكن أن يعمى المبصرين - ففتح عينيه، وأمر المقعد والمفلوج قائلاً: " قم احمل سريرك، واذهب إلى بيتك" وأطاعه المريض، وحمل سريره، وذهب إلى بيته. لمسته المرأة نازفة الدم، فخرجت قوة منه في الحال، وأرسل كلمته لغلام قائد المئة وهو لا يزال بعيداً عن منزله، فشفى الغلام في تلك الساعة. وهو الأمس واليوم وإلى الأبد. من لا يعتريه تغير. ولا ظل دوران، ومازال حياً، وسيظل إلى أبد الآبدين شافياً مبرئاً كل من يثق به، ويضع إيمانه في شخصه ( الله ). ليس ذلك فقط بل قد أعطى أتباعه البسطاء وعشاقه الحكماء قدرة على شفاء المرضى باسمه، إذن، فالمسيح هو الحل.
رابعاً: المسيح هو الحل لمشكلة الموت، وهو " آخر عدو يبطل ". فماذا بعد الموت، من يستطيع التكهن بما سيحدث له في ساعته الأخيرة، من يستطيع أن يضمن لنفسه عبوراً سعيداً من عالم الأحياء إلى عالم الأموات، هل هناك حقاً عذاب القبر والنار، هل هناك ملائكة تأتى لحساب البشر، هل سيصبون الرصاص المغلي في آذان أولئك الذين لا يسمعون لنداء الله، هل هناك دود لا يموت ونار لا تطفأ أعدت للمغضوب عليهم والضالين، هل من ضمان على الأرض يضمن للإنسان أنه لن يتعرض لهذا العذاب الأليم، هل من حل؟
المسيح هو الحل. عندما كان بجسده على الأرض أحيا الأجساد، بكلمة قال للصغيرة الميتة: "يا صبية لك أقول قومي" ولمس نعش ابن أرملة نايين، فهرب الموت من أمامه، وقام الميت، فدفعه إلى أمه، وصرخ صرخته المدوية أمام قبر لعازر قائلاً: لعازر هلم خارجاً، فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطتان. هو الوحيد الذي قال: "من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حياً فلن يرى الموت إلى الأبد"، وقال: "أنا حي فأنتم ستحيون" وحتى أولئك الذين لا يعتنقون المسيحية مازال كثير منهم يقسم بالمسيح الحي.
لقد أراد الوسواس الخناس أن يمسكه هو نفسه في القبر حتى يتخلص منه، فوضع له أربعة من العسكر ليحرسوه، ووضع ختم الدولة الرومانية العظيم على الحجر الذى دُحرج بصعوبة على قبره، وخوف أتباعه حتى لا يقتربوا من القبر، ونسى تلاميذه أنه قال إنه سيقوم في اليوم الثالث بعد دفنه، وشككهم في أمر قيامته.
لكن كل هذا لم يمسكه ( المسيح )، بل قام ناقضاً أوجاع الموت هاتفاً أين شوكتك يا موت؟ وأين غلبتك يا هاوية؟ ليس ذلك فقط، بل وعد أتباعه والمؤمنين به، أنه سيأتي أيضاً من السماء حتى حيث يكون هو يكونون هم أيضاً، لذلك يهتف عشاقه ومريدوه: "إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً، لأنك أنت معي"، فالمسيح هو الحل.
المسيح هو الحل لمشكلة الفقر والاحتياجات المادية التي تقسم ظهر البشر في هذه الأيام. وكيف لا يكون هو الحل وهو الذي بارك خمسة أرغفة وسمكتين وكسرهم ووزعهم فأشبع بهم خمسة آلاف نفس عدا النساء والأولاد، وكيف لا يكون هو وحده الحل، وقد علم أتباعه ألا يقولوا ماذا نأكل أو ماذا نلبس أو ماذا نشرب؛ لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون لهذه كلها، وقال لهم إنه الذي يعتني بالعصافير، فلا يسقط واحد منها إلا بإذن الله وهو يعتني بزنابق الحقل، فيلبسها حلالاً ولا سليمان الحكيم في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. وقال لهم أنتم أفضل من العصافير ومن زنابق الحقل، فالمسيح هو الحل..
المسيح هو الحل؛ لأنه الوحيد الذي أعلن للجنس البشرى: "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم"، فلم يستطع إنسان قط، نبياً كان أو رسولاً، ملكاً كان أو حكيماً أن يتفوه بهذه الكلمات.
المسيح هو الحل؛ لأنه هو الذي أعلن أنه الطريق والحق الوحيد إلى الله، فقال لليهود قساة القلوب وصلبي الرقبة: "أنا هو الطريق... ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بي".
المسيح هو الحل؛ لأنه الوحيد الذي استطاع أن يصرح أنه هو الحق، وأنه هو الحياة. فمن لا يعرفه معرفة شخصية لا يعرف الحق ومن لا يعيش في رحابه، وبه لا يعرف الحياة، فقد قال عن نفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة".
المسيح هو الحل؛ لأنه هو الوحيد الذي صرح بأنه غلب العالم بكل ما فيه من: احتياجات، ومشكلات، ومتطلبات، حين قال لأصحابه: "في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم".
المسيح هو الحل؛ لأنه الوحيد إلى أبد الآبدين، وعد بأنه يكون معنا كل الأيام وإلى انقضاء الدهر: "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر". فقبور الأنبياء والرسل جميعاً عندنا نزورها، ونتذكرهم، أما قبر السيد المسيح، فهو القبر الفارغ الذي يشهد بإمكانية أن يكون معنا كل حين؛ لأنه حي إلى أبد الآبدين.
المسيح هو الحل؛ لأنه هو الوحيد الذي وعد أصحابه ومؤمنيه أنه ذاهب ليعد لهم مكاناً في دار النعيم والخلود، ووعدهم: ومتى أعددت المكان آتى أيضاً، وآخذكم إلىّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً. المسيح هو الحل؛ لأنه له وحده السلطان على الطبيعة، والبحر، والأمواج الهائجة، وهو وحده الذي استطاع أن يأمر الريح؛ فتطيعه، والبحر الهائج، فيخضع له، ويصير هدوء عظيم. هو وحده الذى يستطيع أن يهدئ العواصف والرياح التي تزأر في عقل وقلب كل إنسان بكلمة من فمه الطاهر.
المسيح هو الحل؛ لأن أسماءه التي أعطيت له تعلن بوضوح أنه الحل الوحيد لكل مشكلات الإنسان، فهو يسوع (أي مخلص)؛ لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، وهو ( عمانوئيل ) الذي تفسيره الله معنا، وهو المسيح (أي الممسوح ملكاً وكاهناً ونبياً)، وهو الألف والياء، والبداية والنهاية، ، ورئيس السلام، وملك الملوك، ورب الأرباب: الحكيم، الوديع، المتواضع، السلام، العادل... إلخ
فهل تجمعت كل هذه الحقائق والصفات والأفعال والأسماء والتصريحات في شخص آخر عاش على الأرض حتى يومنا هذا غير السيد المسيح حتى يقال عنه إنه هو الحل.
لكن وقد علمت أنه وحده الحل، يبقى السؤال: ماذا أفعل حتى أحصل على الحل؟ أحصل على السيد المسيح، كيف؟
تعال إليه في فترة صمت وخلو وهدوء في نفسك. قل له يا سيدي المسيح،
نعم، أنا أعلم الآن أنك أنت الحل، أنت الطريق إلى الله والحياة، أنت الحق الوحيد في هذا العالم المضطرب هل تسمح الآن بأن تمتلك حياتي، فتصبح مِلكاً لك أنت وحدك، هل يمكن أن تملأ حياتي بحبك وعطفك وغفرانك وسلامك، ألا تعود، فتحييني فأفرح بك، وأعيش لك، وأعشقك، وأموت لك، وأبقى معك إلى أبد الآبدين.
أعترف بخطئي، وأقر بذنبي، أعلن عدم تمكنى من إصلاح حالي وشفاء نفسي. أعلن أنك أنت الطريق إلى الله، . فاقبل توبتي وحررني من إثمى. واغفر خطيتى، وتوفني مع الأبرار، ولك كل الشكر إلى أبد الآبدين. آمين.
Comment