أسباب الإلحاد

[MIRA]

لكل شيء سبب وللإلحاد أسباب منها :
السبب التاريخي : فقبل القرن السادس عشر كانت نظرة الإنسان إلى حياته وإلى الكون نظرة محورها الله . وكان مجهود الإنسان المتصل هو الوصول إلى الله بالإيمان والمحبة ضمن إطار اجتماعي قائم على المبادىء المسيحية وتشرف الكنيسة على تنظيمه إشرافا كبيرا .
ومنذ القرن السادس عشر تغيرت نظرة الإنسان إلى حياته وإلى الكون فأصبح الإنسان ، هو نفسه
محور تفكيره الذاتي ، وأخذت نشاطاته المختلفة ، الفكرية والعلمية والصناعية والتجارية ، تمتص كل اهتمامه بانصبابها على المادة لكشف سرها وتطويرها وتسخيرها لأغراضه ، فكأني بالإنسان قد قطع مراهقته فرفض ما كان يؤمن به ، تماما كما يرفض المراهق ويثور إذا ما حسب نفسه بلغ واستقل .
السبب الاجتماعي : فقد بات واضحا أن أحد الأسباب الكبرى في استفحال شر الإلحاد واستهوائه الجماهير إنما هو انصراف المسيحيين عن مسيحيتهم في حياتهم اليومية وفي تحملهم مسؤولياتهم الواقعية . فكان تراخ في المحبة المسيحية ، و إهمال للعدالة المسيحية . وكانت تلك المظالم الاجتماعية التي اشتهرت بها أوروبا طوال السنين الثلاثمائة الأخيرة . وجاء يوم ثار فيه الناس على الأنظمة القديمة ، وكان بينها وبين بعض رجال الكنيسة إتفاق وتواطؤ . واستنكر بعض كبار المفكرين هذه المواقف . وجرهم استنكارهم لمواقف رجال الدين إلى الشك في أسس الدين ، ثم إلى إنكار الدين بعينه .
السبب النفساني : ذلك بأن الإنسان اليوم غير الأمس : فإن ممارسة الحرية ، بعد قرون الجمود والبحث النظري العقيم ، وتذوق السعادة بمفهومها المادي البحث بعد استعلاء الروح على كيانه ، قد جعل الإنسان الحديث يكتشف في ذاته ، وفي حياته ، أبعادا جديدة كانت خافية عليه . ففيما كان إنسان الأمس لا يشك في أن عظمته وسعادته هي في الله ومن الله ، سيطرت على إنسان اليوم نشوة انتصاراته العلمية ، ونشوة استقلاله الذاتي . وقد يصر على خلق ذاته بذاته ، لذلك فهو يسير شطر المستقبل المجهول وقد أنكر ماضيه ، كما ينكر الإنسان طفولته ومراهقته ......... ولكن إلى أين ؟..... وعم يبحث ؟.......
أهداف الإلحاد : السعادة والحرية .
السعادة الفردية أو الجماعية . الأولى محطها المال ، اللذة الحسية ، الرفاهية المادية ، وهذا يسعى إليه إلحاد المادية الرأسمالية . الثانية فلا ترى قيمة إلا في المجموع ، ولا ثقة إلا في الجموع ، ولا خلاصا إلا بتغيير جذري لأسس المجتمع القديم ، وهو ما يسعى إليه إلحاد المادية الشيوعية .
الحرية خالقة أو خانقة . الأولى قد يؤمن بها الملحد في سعيه العنيد المتكبر وراء تحقيق الإنسان المتفوق ، الإنسان السوبرمان ، وهو ما يسعى إليه إلحاد نيتشه .
الثانية قد يمارسها الإنسان في بدء من ذاته ، رافضا كل شيء ، ومعلنا عن لا معقولية الحياة والكون الجذرية ، وهو يقول به إلحاد سارتر .

[MIRA]

يارت تعطوني رأيكون

[terrific]

طرح جميل وتناول كل الجوانب
مشكورة على التعب في البحث في الموضوع