الطلاق في المسيحية
بين المفهوم الكتابي والمفاهيم الكنسية
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
النصوص الكتابية الواردة بشأن الطلاق في العهد الجديد :
متى
5 : 31 - 32
31 - وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ
32 - وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.
32 - وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.
متى
19 : 3 - 12
3 - وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟»
4- فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟»
5 -وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً.
6 -إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».
7 -فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟»
8 -قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا.
9 -وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».
10 -قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!»
11 -فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم
12 -لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».
4- فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟»
5 -وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً.
6 -إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».
7 -فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟»
8 -قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا.
9 -وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».
10 -قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!»
11 -فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم
12 -لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».
مرقس
10 : 2 - 12
2 - فَتَقَدَّمَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ؟» لِيُجَرِّبُوهُ.
3 -فَأَجَابَ: «بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟»
4 -فَقَالُوا: «مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ».
5 -فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ
6 -وَلَكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللَّهُ.
7 -مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ
8 -وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.
9 -فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ».
10 -ثُمَّ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً عَنْ ذَلِكَ
11 - فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا.
12 - وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».
3 -فَأَجَابَ: «بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟»
4 -فَقَالُوا: «مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ».
5 -فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ
6 -وَلَكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللَّهُ.
7 -مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ
8 -وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.
9 -فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ».
10 -ثُمَّ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً عَنْ ذَلِكَ
11 - فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا.
12 - وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».
لوقا
16 : 18
18 - كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي وَكُلُّ مَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ مِنْ رَجُلٍ يَزْنِي.
كورنثوس الأولى
7 : 10 - 17
10 - وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا.
11 -وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ.
12 -وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا.
13 - وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.
14 - لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ - وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ. وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ.
15 -وَلَكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَداً فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَالِ. وَلَكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ.
16 -لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟
17 -غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ هَكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهَكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ.
11 -وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ.
12 -وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا.
13 - وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.
14 - لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ - وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ. وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ.
15 -وَلَكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَداً فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَالِ. وَلَكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ.
16 -لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟
17 -غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ هَكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهَكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ.
لماذا هذا البحث ؟
vالذي دفعني لكتابة هذا البحث هو التفاسير المتداولة لبعض نقاط الأحوال الشخصية في عديد من الطوائف المسيحية والتي لم تستسيغها عقولنا أو قلوبنا والتي شعرنا أنها تتعارض مع اسلوب السيد المسيح وطريقته في التعامل مع البشر ومشاكلهم ، فعقولنا التي قبلت التثليث والتجسد والصلب هى نفسها التي لا تستطيع أن تقبل أن يكون ما تأمر به الكنائس اليوم هو ما أراده المسيح ....
vالزواج و الطلاق في المسيحية هو أمر تحكمه نصوص كتابية ويحكمه أيضاً روح الكتاب المقدس وتعاليم السيد المسيح ككل ونحن سنحاول بحث الموضوع من هاتين الزاويتين بعيداً عن أي رأي غير مبني على نص كتابي أو على روح الكتاب ، وبعيداً أيضاً عن نصوص اللوائح والقوانين الكنسية والمدنية التي لا تكون ملزمة أمام النص الكتابي ومنطق وروح الكتاب ...
ملاحظات على النصوص الكتابية السابقة :
(1)السيد المسيح في جميع أحاديثه في الأمور والقضايا الحياتية كان يورد المبادئ الأساسية دون الحديث في التفاصيل ، فكان يشدد على المستوى الأساسي الذي يريده دون الدخول في التفاصيل والاستثناءات ...
أمثلة على ذلك ...
- قال رب المجد في نفس العظة على الجبل " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ ....بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ." ( مت 5 : 33 – 37 ) وهنا نجد نهي عن الحلفان أقويمن النهي عن الطلاق لغير علة الزنا ، ومع ذلك أقسم الملاك في سفر الرؤيا " وَأَقْسَمَ بِالْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَمَا فِيهَا وَالأَرْضَ وَمَا فِيهَا وَالْبَحْرَ وَمَا فِيهِ "( رؤ 10 : 6) ولا يقول أحد أن هذا ملاك وليس إنسان لأن الإنسان لا يطالب بمستوى لا تحياه الملائكة .
- وفي ( عب 6 : 16 و 17 ) يقول " فَإِنَّ النَّاسَ يُقْسِمُونَ بِالأَعْظَمِ، وَنِهَايَةُ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ عِنْدَهُمْ لأَجْلِ التَّثْبِيتِ هِيَ الْقَسَمُ .فَلِذَلِكَ إِذْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ أَكْثَرَ كَثِيراً لِوَرَثَةِ الْمَوْعِدِ عَدَمَ تَغَيُّرِ قَضَائِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ "وهنا الرسول يستشهد باستخدام القسم لحسم الأمور وأن الله فعل نفس الشيء لتثبيت عدم تغيير وعوده ، وهنا يظهر عدم رفض الرسول لاستخدام القسم وإلا فكيف يدلل بشيء مرفوض على ما فعله الله ؟!
- ومعظم الآباء قد أجازوا القسم في المحاكم ومنهم في عصرنا هذا قداسة البابا شنودة الثالث ونيافة الأنبا غريغوريوس .
- والسيد المسيح نفسه عندما كان صامتاً طوال الوقت أثناء محاكمته لم يتكلم إلا بعد أن استحلفه رئيس الكهنة " فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟»وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟»قَالَ لَهُ يَسُوعُ : أَنْتَ قُلْتَ " ( مت 26 : 62 – 64 )
- وبولس الرسول عندما كان يريد أن يثبت صدق كلامه كان يُشهد الله على ذلك وهى صيغة من صيغ القسم مثل : " وَالَّذِي أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكُمْ هُوَذَا قُدَّامَ اللهِ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ فِيهِ " غل 1 : 20 أنظر أيضاً ( 2 كو 1 : 23 و 11 : 31 و 12 : 19، في 1 : 8 )
- وكلمة "أناشدكم" التي جاءت في قول بولس الرسول " أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هَذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ " ( اتس 5: 27 ) هي في الأصل " أستحلفكم " ορκιζω
وقد ترجمتها الترجمة اليسوعية ( 1989 م ) هكذا " استحلفكم بالرب ... "
وهى نفسها الكلمة التي استخدمها الشيطان فى قوله للسيد المسيح " أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي" مر 5 : 7
vومن هنا نري أن السيد المسيح في موضوع القسم وضع المبدأ الأساسي والمستوى الذي يريد أن يحيا فيه الكل ولكنه لم يدخل في التفاصيل ولم يورد الحالات التي يجوز فيها القسم ، فهذا ليس من عادته في التعليم أن يورد المبدأ ثم يورد الاستثناءات ولكنه يوضح العنوان الرئيسي الكبير فقط ، خصوصاً عندما تكون المسألة عبارة عن تجريب من اليهود كما في حالة السؤال عن الطلاق هنا ، فعندما قدموا له المرأة الزانية ليختبروه هل سينفذ الشريعة أم لا ، رفض أن يحكم على المرأة وعلَّمالجميع درساً في الغفران ، فهنا المسيح أورد مبدأً وأسلوباً عاماً في معاملة الخطاة ولكنه لم يورد التفاصيل ، فمن المستحيل أن كل شخص خاطئ سنقول له اّذهب بسلام ولا تفعل ذلك ثانية ًولا لزوم للعقوبة ولا للمحاكم ولا للقوانين ، ولكن المسيح كان دائماً يشدد على المبدأ الأساسي الذي يريد أن يعلمه وهو هنا أننا جميعاً خطاة ويجب أن لا ينظر أحد للخاطي باستعلاء وأن نمد إليه أيدي الرحمة والمساعدة ... الخ ، أما التفاصيل والاستثناءات فهو يتركها للكنيسة تحكم فيها بما يناسب الوضع والحالة .
[ ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ .وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً . وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِقَالُوا لَهُ : «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِوَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ . فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ ؟»قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ . وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ .وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ : «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ !»
ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ .وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ . وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ .فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا : «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ ؟»فَقَالَتْ : «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ : «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً».] (يو 8 : 2 – 11)
- مثال آخر : عندما قال الرب " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ "( مت5 : 44 ) هل هذا حكم مطلق ؟ هل لو اغتصب أحد ابنتي أو زوجتي أكون مطالباً بأن أحبه ؟؟ هل من يأتي لمحاربتي وقتلي أكون مطالباً بأن أحبه ؟؟ ، الله نفسه هل يحب الشرير إذا أصرّ على شره أم يلقيه في جهنم ؟؟ إذن هناك تفاصيل واستثناءات وأنواع من الأعداء والعداءات ، ولكن السيد المسيح أورد المستوى الرئيسي في العلاقات أما التفاصيل فمتروكة لضمير الكنيسة وجماعة المؤمنين بإرشاد الروح القدس .
- وبتطبيق نفس الشيء على موضوع الطلاق نرى أن السيد المسيح قد وضع قانوناً أساسياً وعنواناً رئيسياً لموضوع الطلاق في المسيحية فأراد أن يشدد على وحدة الزواج وأبدية رباطه وأورد فقط السبب الشنيع الذي يفصم هذه الوحدة ويحطم أركانها وهو الزنا ، ولكن ليس معنى هذا أنه لا يمكن للكنيسة أن تضع ما تراه مناسباً من أسباب المهم أن يسعى الجميع لعدم فتح باب الطلاق على مصراعيه وأن يكون الزنا هو السبب الضروري للطلاق وأن تكون باقي الأسباب غير ضرورية للطلاق فممكن أن يبقى الزوجين معاً إن رغبا في ذلك بالرغم من توفر هذه الأسباب ، واستخدام أداة الاستثناء "إلا " لا يعني بالضرورة عدم دخول حالات أخرى تحت الحكم فعندما قال الرب "لم أرسل إلاإلى خراف بيت إسرائيل الضالة "(مت 15 : 24) هل هذا منع دخول الأمم في معجزات السيد المسيح وكرازاته ؟؟ وعندما قال عن الشيطان " وأما هذا الجنس فلا يخرج إلابالصلاة والصوم "(مت 17 : 21) فهل الصوم والصلاة فقط هما اللذان يخرجان الشيطان ؟؟ ، وعندما قال " لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلاواحد وهو الله " (مت 19 : 17 ) و " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلاأبي وحده " مت 24 : 36 فهل هو بهذا نفى الصلاح أو معرفة الساعة عن نفسه ؟؟ ... أم أن كل عبارة لها شرحها وتفسيرها وحالاتها وتفاصيلها ؟؟
××××××÷÷÷÷÷÷++++++++++++÷÷÷÷÷÷× ×××××
(2)ثاني نقطة هى أنه لو كان كلام السيد المسيح لا استثناء عليه وكلمة" إلا " هنا تمنع وجود أي سبب آخر غير الزنا ، فلماذا يتم الطلاق لتغيير الدين ؟؟؟!!! هل المسيح قال " الزنا وتغيير الدين " ؟؟ أليس هذا معناه أن كلام السيد المسيح لم يكن تجميعاً لجميع الأسباب ؟ وحتى لو كان الذي وضع هذا الاستثناء هو بولس الرسول عندما قال " إن فارق غير المؤمن فليفارق. ليس الأخ أو الأخت مستعبدا في مثل هذه الأحوال "( 1كو 7 : 15 ) فهو على كل حال قد وضع سبباً للطلاق لم يذكره السيد المسيح ولكنه وجده ضروري للحالات التي قابلها في وقته ، إذن هناك إمكانية للكنيسة أن تضع ما يرشدها إليه الروح القدس من أسباب بالإضافة لسبب الزنا بالرغم من عدم ذكر السيد المسيح لها .
××××××÷÷÷÷÷÷++++++++++++÷÷÷÷÷÷× ×××××
(3)نلاحظ في النصوص السابقة أن القديس متى فقط هو الذي أورد الزنا كسبب للطلاق أما القديسين مرقص ولوقا فلم يذكراه ، فلو كان الأمر نصاً تشريعياً حرفياً لكان من الواجب أن يرد ذكر الزنا في النصوص الأخرى ، ولكن الأمر كما ذكرنا لا يتعدى أن يكون حديثاً من السيد المسيح عن مبدأ أخلاقي عام دون الاهتمام بالدخول في تفاصيله لأنه لم يكن تشريعاً بالشكل المعهود في القوانين الوضعية .
××××××÷÷÷÷÷÷++++++++++++÷÷÷÷÷÷× ×××××
(4)الكنيسة نفسها في مشروع القانون الموحد الذي تقدمت به للدولة ( مادة 115 ) قد وضعت أسباب للطلاق لم يذكرها السيد المسيح والتي أسمتها بالزنا الحكمي مثل " الشذوذ الجنسي " حيث اعتبرته في حكم الزنا ، ولكن الشذوذ الذي يمارس في العلاقة الزوجية ليس زنا ، ولم يذكره المسيح ، فلماذا تم النص عليه ؟؟ و أليس موضوع الزنا الحكمي هذا لون من ألوان التأويل والإضافة لكلام رب المجد ؟؟!!
××××××÷÷÷÷÷÷++++++++++++÷÷÷÷÷÷× ×××××
(5)و بولس الرسول أيضاً في منعه انفصال أحد طرفي الزواج عن الأخر ، كان لا يعدد أسباباً للانفصال ولكنه يتحدث بوجه عام عن المبدأ المسيحي الأساسي في الزواج لأنه فيما بعد سمح بالطلاق في حالة اختلاف الدين ولو كان يعدد أسباباً لكان ذكر الزنى الذي ذكره السيد المسيح ...
- و حالة اختلاف الدين هى حالة واجهتها الكنيسة الأولى حيث كان أحياناً يؤمن أحد الزوجين في الأسرة الواحدة بالمسيح بينما يظل الأخر غير مؤمناً ، فنصحهما بولس الرسول بأن يبقيا مع بعضهما البعض - إن رغبا في ذلك - لأن الله سيقدس تلك العلاقة من أجل الطرف المؤمن ومن أجل أولاده حتى يصير الأولاد مقدسين ولكي لا تكون المسيحية بمجيئها قد هدمت نظام الأسرة وقتها ، ولكن إن لم يستطيعا فلينفصلا لأن المرأة المؤمنة لا تضمن أنها ستجذب زوجها الغير مؤمن للمسيح وكذلك الزوج المؤمن لا يضمن جذب زوجته الغير مؤمنة للمسيح .
مسألة القوانين الكنسية ...
القانون الكنسي ليس وحياً إلهيا ، هذا ما يجب أن نعيه جيداً ...
فلو وجد قانون يأمر بشيء لم ينص عليه الكتاب المقدس ولم يكن تطبيقاً لأحد مبادئ المسيحية اللاهوتية والروحية المعروفة والأساسية وكان ما ينص عليه هذا القانون متعباً للناس ويشكل ثقلاً عليهم فما الداعي للأخذ به ؟؟؟
فعندما ندخل في موضوع القوانين الكنسية نجد أنفسنا غارقين في خضم هائل من قوانين بعضها لا يتعارض مع الكتاب المقدس ولا مع الفكر اللاهوتي المسيحي والبعض الأخر مفيد جداً في تنظيم الحياة الكنسية ، ولكن هناك الكثير الذي يعتبر رؤية خاصة لكنيسة من الكنائس ، في وقت ما ، لحل مشكلة معينة ، أو هو فكر شخصي للأب واضع القانون ، بدليل أن هناك قوانين تسير عليها كنائس بينما لا تسير عليها كنائس أخرى ... كمنع زواج من يسمون " بأخوة الرضاعة " وهو ما جاء في " قانون الأحوال الشخصية للسريان الأرثوذكس " مادة 11، وهذا الأمر طبعاً لا يوجد فيه أي نص من الكتاب المقدس أو شيء من المنطق ولا تسير عليه باقي الكنائس ، ولكنه تثقيل على الناس بلا داعي ، فإرضاع الطفل من غير أمه لظروف خاصة هو عمل إنساني لا ينشئ أي علاقة بين الطفل وبين أولاد السيدة التي ترضعه ، ولا يمكن أن يتحول هذا العمل الإنساني ويصبح كأنه عقوبة يتم منع الزواج بسببها ، وكذلك منع الطلاق نهائياً حتى في حالة الزنا في الكنيسة الكاثوليكية .
فما هو ذنب شعب الكنيسة التي تطبق قانوناً يثقل عليهم بينما لا يتم تطبيقه على شعب الكنائس الأخرى ؟! ولا يمكن بأي حال أن تسلم الكنيسة شعبها للاستعباد لنصوص معينة تفرض عليه أمور لم ينص عليها الكتاب المقدس ، وتشكل ضغطاً على الشعب بلا داعي ، فليست كل القوانين صحيحة فهناك قوانين تتعارض تعارضاً صارخاً مع الكتاب المقدس ، مثل القانون التاسع من قوانين القديس باسيليوس الكبير الذي يسمح للرجل بتطليق زوجته إذا زنت ، ولا يسمح للزوجة بنفس الحق إذا زنى زوجها ( مجموعة الشرع الكنسي - حنانيا الياس كساب ، الطبعة الثانية - ص 887 )
وهذا يتعارض مع ما جاءت به المسيحية من مساواة بين الرجل والمرأة " غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ " ( 1كو 11 : 11 )و " لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" ( غل 3 : 28 )
موضوع القانون الموحد للأحوال الشخصية لمسيحي مصر :
ولنا تعليق على هذا القانون ....
أولاً : هذا القانون ليس حلاً لمشاكل الأحوال الشخصية للمسيحيين في مصر ، ولكنه حل لمشاكل الكنيسة مع القضاء ، أما عن الشعب فمشاكله ستزداد تعقيداً لأن الذي كان يجد له مخرجاً للطلاق بتغيير الملة سُيغلق أمامه هذا الباب وكأن الكنيسة صارت في حالة عناد وندية مع الشعب .
ثانياً : تسميته بالقانون " الموحد " هي تسمية وهمية لأن كل كنيسة لها فكرها الخاص في موضوع الزواج ، كما أن هناك كنائس لا تعترف بزواج الكنائس الأخرى سواء من حيث التزاوج بين أعضاء هذه الكنائس مع بعضهم البعض ، أو فيما بين أعضاء كنيسة مع الأخرى ، ودليل ذلك ما هو حادث الآن من خلافات واعتراضات بين الكنائس بشأن هذا القانون .
نقطة أخرى ....
منع الزواج الثاني للتائبين من المطلقين بسبب الزنا :
ونحن هنا أمام حكم لا نص فيه من الكتاب المقدس بل هو رؤية كنسية خاصة تتعارض مع مبادئ لاهوتية وهي أن التوبة تجعل الزناة بتوليين وأنها تمحو كل شيء وتجعل الله يرميها في بحر النسيان كما يقول الكتاب : " قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ. ارْجِعْ إِلَيَّ لأَنِّي فَدَيْتُكَ" ( أش 44 : 22 ) والغيم والسحابة لا يمكن أن يراهما أحد بعد أن يتبددا. ويقول أيضاً: " فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا . لاَ يَمُوتُ .كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ . فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. " ( حز 18 : 21 و 22 )
-فداود الذي زنى وقتل ، وراحاب الزانية التي أنقذت رجال يشوع ، ويقول عنها الكتاب " كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟" ( يع 2 : 25 ) وقد جاء من نسلهما السيد المسيح ، هل هما أيضاً لا يمكنهما بعد توبتهما أن يؤتمنا على تكوين أسرة ؟!
-السامرية التي تزوجت خمس مرات وتعيش في حالة زنى مع رجل ليس بزوجها ( يو 4 : 1 – 42 ) والتي صارت كارزة بالمسيح لأهلها ، والمرأة التي أمسكت متلبسة بالزنى ( يو 8 : 1- 11 ) والتي رفض السيد المسيح أن يدينها ، هل هاتين المرأتين لو كانتا قد طلبتا من الرب السماح لهما بأن يتزوجا فهل كان سيرفض ؟؟!!
-وجميع الزناة في التاريخ الكنسي الذين تحولوا إلى قديسين وقديسات فلو تزوج هؤلاء الذين صاروا قديسين فهل لا يؤتمنون على تكوين أسرة جديدة ؟!
vأيها الأخوة قد تزني الزوجة عن ضعف نتيجة سلوك زوجها الخاطئ - وهو غالباً الذي يحدث في زنى المسيحيات - كالزوج الذي يأتي بصديقه دوماً إلى المنزل دون أدنى وعي منه ويجبر زوجته على الجلوس معه ويغرقها هذا الصديق بكلمات المديح ، ويكون هذا الزوج من ناحية أخرى غير مهتم بزوجته ويعاملها بقسوة ، فوقوع هذه الزوجة في الزنى أمر وارد جداً وهو هنا عن ضعف وليس عن احتراف للدعارة ، فتطبيق قانون توبة على هذه المرأة لفترة معينة ومتابعة الكنيسة لسلوكها وحياتها الروحية تحت إشراف أب كاهن واعي وشماسة حكيمة تقية يجعلها أهلاً لتكوِّن أسرة جديدة مع زوج يحافظ عليها ولا يسلمها للشيطان كما فعل الأول بشرط أن لا يكون الزوج هو نفس الشخص الذي تم الوقوع معه في الزنى .
فهل يدفع الزوج زوجته للزنى بطريق غير مباشر ثم نعطيه هو تصريح زواج ونعطيها هى حكماً مؤبداً بالاحتقار ؟!
ونود أن نقول شيئاً ...
üإن الزواج ليس علاقة آلية تنشأ بمجرد التعاقد كعمليات البيع والشراء ، إنه علاقة ملئها الحب والشركة والأمانة والوعد بأن يعيش كل طرف من أجل الأخر وأن يهب كل طرف ذاته للأخر ، وإلا سيكون كلامنا عن الجسد الواحد وما جمعه الله حديثاً وهمياً ، فهناك حالات لا يمكن أن يكون طرفيها جسداً واحداً أو تجميعاً من الله وقد انتفى في طرفيها توفر صفة " معيناً نظيره " ، فالزواج ليس علاقة جامدة تحركها النصوص والقوانين لكنه حياة ... والتمسك الحرفي بالنصوص لن يحمي الأسرة مادام تم تناول النصوص بعيداً عن مغزاها الحقيقي لأنه ما أسهل أن يتم لصق الزوج الزنا بنفسه لكي يتخلص من زوجته أو أن يزني بالفعل ووقتها ستطلقه الكنيسة ، فهل هذا هو وضع الزواج في نظر المسيح ، مجرد تنفيذ آلي لقوانين دون وعي ؟؟!!
üوإن كنا ننصح الناس بحسن الاختيار قبل الزواج وأن الوقاية خير من العلاج ، فهذا كله كلام جميل وصحيح ، ولكن هل يستطيع أحد أن يمنع الخداع في الزواج ؟ نحن وصلنا إلى عصر أصبح الحكيم فيه ليس الذي لا يخدع في زواجه ولكنه هو الذي يتزوج بأقل نسبة من الخداع !! فالغالبية يجيدون التمثيل والكذب ، ولا يمكن أن نُرجع كل مشكلة إلى سوء الاختيار ، لأن بذلك سيصبح الزواج عقوبة على سوء الإختيار وليس كنيسة صغيرة تمجد الله ، أي نكون قد أخرجناه عن القصد الحقيقي لله منه.
üثم أن الطلاق يحدّ من تسلط كل طرف على الأخر ، ويصبح تهديداً للمتسلط والمتجبر ، فالزوجة التي تسير على هواها لأنها تعلم أنه لو طلقها زوجها لن يأخذ تصريح بالزواج ، ستجبر على تغيير سلوكها خوفاً من مصيرها بعد الطلاق ، وكذلك الزوج القاسي أيضاً .
üنحن لا نريد ببحثنا هذا أن يفتح باب الطلاق على مصراعيه لكل المتلاعبين بالزواج والحياة الأسرية ، ولكن نريد النظر بعين الرحمة لبعض الحالات التي لا يقبل العقل ولا القلب ولا السيد المسيح - كما يظهر من أسلوبه في معاملة الناس - أن تبقى في حالاتها الراهنة ، فلا يصح أن تقف الكنيسة متفرجة وملتحفة ببعض الكلمات التي لم يقصد منها الرب أن تكون تشريعاً دون أن توجد حلاً لكثير من الحالات الصعبة التي لو تركت هكذا سندفعها للانحراف الجسدي والروحي والاجتماعي ....
§فالمرأة التي حكم على زوجها بالسجن لسنوات طويلة بسبب إجرامه ، ما الذي يجعلها تنتظر هذا المجرم لسنوات طويلة ومن يشبع احتياجاتها الجسدية والمادية إلى أن يخرج هذا المجرم من السجن ؟؟؟ ما هو الحل الذي تقترحه الكنيسة ؟؟؟ هل هو أن تعيش متذللة لمن حولها حتى تحصل على الفتات هي وأولادها ، وهو ما يحدث فعلاً ؟؟؟
§والزوجة التي أصبحت تشكل خطراً على حياة أولادها وزوجها وقد حاولت قتلهم أكثر من مرة ، أو الزوج الذي يدفع أولاده أو زوجته لتعاطي المخدرات ، ماذا تريدهم الكنيسة أن يفعلوا ؟
§والزوج الذي يمتنع عن معاشرة زوجته جنسياً بإرادته دون مانع مرضي لعدة سنوات رغم نصحه والتنبيه عليه ، ففي حالة عدم تحمل الزوجة هذا الوضع ، فماذا تفعل هذه الزوجة ؟ ما الذي يجعلها تتحمل هذا المريض نفسياً ؟ وكذلك الزوجة التي تتعمد منع الحمل بمزاجها الشخصي ضد رغبة زوجها ولم تتراجع عن ذلك بالنصح ، فما هو الحل لهذا الزوج ؟ هل الزواج أصبح سيفاً على رقاب الناس وتحول إلى عقوبة ؟ ما الحل إذن لهذه الحالات ؟
وطبعاً هناك الكثير والكثير من الحالات التي تنتظر الرحمة ، ونحن لا نقول أن الطلاق ملزماً في هذه الحالات ولكن من استطاع أن يحتمل فليحتمل ، ولكن ليس الجميع في نفس المستوى ، والمشكلة هى في التعامل مع هذه المشاكل والاحتياجات بنظرة رهبانية ونسكية بحته ، فيكون الإنسان في ثورة الاحتياج و تكون الكنيسة في قمة الهدوء تنظر له مندهشة من احتياجه و مفترضه فيه التشبه بالآباء السواح .
و قد أورد نيافة الأنبا غريغوريوس حلاً نرى فيه وضعاً معقولاً لمسألة الطلاق :
[ الابن المبارك ....
رداً على خطابكم بخصوص أسباب الطلاق في الكنيسة الأرثوذكسية ...
أرى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لانحلال الرابطة الزوجية :
الأول – علة الخيانة الزوجية أو الزنى : وهى المذكورة في كلام مخلصنا له المجد في الأناجيل والمنصوص عنها في (متى 5 : 32 ) و ( متى 19 : 9 ) و ( مرقس 10 : 11 ، 12 ) و ( لوقا 16 : 18 ) .
الثاني - موت أحد الطرفين : وقد ذكره مار بولس الرسول في إحدى رسائله بقوله " الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ " ( 1 كو 7 : 39 ).
وبقوله " فَإِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَحْتَ رَجُلٍ هِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ بِالرَّجُلِ الْحَيِّ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَقَدْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَامُوسِ الرَّجُل ِ.فَإِذاً مَا دَامَ الرَّجُلُ حَيّاً تُدْعَى زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى إِنَّهَا لَيْسَتْ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ " ( رومية 7 : 2 و 3 )
الثالث – اعتناق أحد الطرفين دينا آخر غير الدين المسيحي الذي ارتبط الزوجان في ظل شريعته وهذا يبنى على أساس ما قاله بولس الرسول أيضاً : " إِنْ كَانَ أَخٌ ( مسيحي – صار مسيحياً بعد زواجه ) لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ ( تزوجها قبل أن يصير مسيحياً ) وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ ( على الرغم من أنه صار مسيحياً وهى لا تزال غير مسيحية ) فَلاَ يَتْرُكْهَا .وَالْمَرْأَةُ ( المسيحية – كانت غير مسيحية وصارت مسيحية بعد الزواج ) الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ ( غير مسيحي ) وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ .لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ - وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ. وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ .وَلَكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ ( المسيحي ) أَوِ الأُخْتُ ( المسيحية ) مُسْتَعْبَداً فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَالِ " ( كورنثوس الأولى 7 : 12 – 15 )
على أن هناك أحوالاً أخرى تندرج تحت سبب أو أكثر من الأسباب الثلاثة المذكورة في الكتب المقدسة وإن لم ترد نصاً في أقوال السيد المسيح أو الآباء الرسل وهى أسباب تعد " في حكم " الأسباب السالفة وإن لم تكن هى عينها .
فإذا كان الزنى يعد سبباً لانحلال الرابطة الزوجية فإنه إن دفع أحد الزوجين قرينه إلى الزنى سواء بالحض والإغراء أو بالضغط والإكراه فهذا الدفع هو في "حكم الزنى"
وإذا كان المرض الطويل الذي لا يرجى منه شفاء أو الغيبة المنقطعة التي لا يرجى منها عودة هى أيضا من الأسباب التي تغري احد الطرفين على الزنى لأنه لا يقدر أن يضبط نفسه طاهراً فإن هذين السببين يعدان أيضاً " في حكم الزنى "
غير أن الطرف المجني عليه – رجلاً كان أو امرأة – إذا كان تقياً وروحانياً يلزمه أن يحتمل ظروف قرينه المانعة من اتصاله به وله على ذلك اجر جزيل . ولكننا لا نستطيع أن نتطلب هذا المستوى الروحي في جميع الناس لأن العلاقات الجنسية المشروعة حلال ....
.... كذلك إذا كان موت احد الطرفين سبباً من أسباب انحلال الرابطة الزوجية فيمكن اعتبار ما هو " في حكم الموت " مندرجاً تحت بند "الموت" ومن ذلك الغيبة المنقطعة التي لا يرجى منها عودة أو المرض الطويل الذي لا يرجى منه شفاء كالشلل الكلي مثلاً – أو العنة ( أي العجز الجنسي ) ثم الجنون المطلق الذي لا يرجى منه شفاء – أو إيذاء أحد الطرفين للآخر إيذاءً جسمانياً عنيفاً يهدد حياته ، هذه كلها أسباب وان كانت ثانوية لكن يمكن اعتبارها داخلة في نطاق علة "الموت" أو ما هو في حكم الموت ... ] ( موسوعة الأنبا غريغوريوس جزء 9 ، صفحة 222 – 225 )
وفي نفس المرجع صفحة 277 يضيف نيافة الأنبا غريغوريوس :
[ ومجمل القول إن الزيجة المسيحية رباط مقدس لا يقبل الانحلال إلا لعلتين أساسيتين : هما الزنا وما هو في حكم الزنى والموت وما هو في حكم الموت .
على أن المجلس الإكليريكي وهو محكمة كنسية ، أن ينظر في الخلافات الزوجية ، وله أن يحكم و يقرر ما يدخل تحت هذين السببين الأساسيين وهما الزنى والموت من فروع وتخريجات تدخل في نطاق ما هو في حكم الزنى من أشكال وسلوكيات ، و ما هو في حكم الموت من أشكال وسلوكيات ، فالمجلس الإكليريكي يمثل السلطة الإلهية التي لا يجوز حل الرابطة الزوجية من غير قرار منه .
والمجلس الإكليريكي محكمة دينية كنسية يجب أن تتوفر في تشكيله وأعضائه كل مؤهلات العدل والرحمة والحكمة مع سعة المعرفة الدينية والعلمية والقضائية ، وهي مسئولية خطيرة ورهيبة أمام الله وأمام الكنيسة في كل الأجيال]
++++++++++++++++++++++++
ونحن لا نريد أكثر من ذلك ....
لا نريد سوي أن يكون هناك أسباب للطلاق تتفرع عن الزنا أو الموت أو تغيير الدين ، وأن يصبح سبباً للطلاق كل ما من شأنه أن يدفع أحد طرفي العلاقة الزوجية للزنى " الزنا الحتمي " ، والحتمية التي نقصدها هي أنه لو تعرض عدد كبير من الناس لنفس الأسباب سيكونون تحت نفس الضغط وإمكانية الوقوع في الزنى ، مع اشتراط مدة طويلة من الوقت في كل حالة حيث أن المدة الطويلة تحقق أمرين : الأمر الأول هو أن الشخص يستريح ولا يثور على الكنيسة لأنه أخذ وعد بالطلاق بعد مدة ، والأمر الثاني أن تكون النفوس قد استراحت خلال هذه المدة وأن يكون الشخص أخذ مهلة في التفكير بعد أن تكون انخفضت حدة غضبه بحيث تكون الفرصة سهلة لإصلاح الموقف - إن كان يمكن إصلاحه - لأن الإنسان قد يشعر بأن العشرة مستحيلة وهو في عمق المشكلة وفى شدة الغضب وقد لا يشعر بذلك في وقت هدوءه ، فكثير من المشاكل تم علاجها بعد أن كان يُظَن أنه لا مفر من الطلاق ، ولكن يجب أن لا تشترط هذه المدة الطويلة في الحالات التي يجب أن يُعَجّل فيها بالفصل بين الزوجين والتي تشكل خطراً روحياً أو جسدياً أو نفسياً على أحد الطرفين ، وبهذا نكون قد نفذنا إرادة السيد المسيح في أن لا يكون الطلاق لأتفه الأسباب كما كان يفعل اليهود وفي نفس الوقت أراحنا الناس وحللنا الكثير من المشاكل المتراكمة أمام الكنيسة وحققنا العدل والرحمة والحكمة الأمر الذي عهدناه دائماً في قداسة البابا شنودة الثالث وباقي ممثلي السيد المسيح على الأرض .
هذا رأي نطرحه أمام الكنيسة – ومن أراد أن يقبل فليقبل ، والله الذي له كل المجد يدبر شئون كنيسته .
إكليريكي / يوسف سمير خليل
إكليريكي / يوسف سمير خليل
Comment