رد: معلومات عامة عن شهود يهوا
ينكر شهود يهوه
قيامة المسيح بالجسد
إن أهداف شهود يهوه، هو وضع الظلال على أمجاد الرب يسوع، وإنزاله إلى مستوى الإنسان... يقولون أن يسوع لم يقم بالجسد، بل أنه قام بالروح فقط، أما جسده فبقي في باطن الأرض، في مكان ما بقي مجهولاً من الجميع....
إن الكتاب المقدّس يصرّح عكس ذلك، إذ أن يسوع بعد قيامته من الأموات... (وقف في الوسط وقال لهم: سلام لكم ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب...) (يوحنا 2: 19- 21) وأيضاً قال لهم: (انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو، جسّوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي) (لوقا 24: 39).
فالرب يسوع المسيح المعروف بقداسته المطلقة، حاشا وكلا أن يكون خدّاعاً فإنه عندما يَعِدْ، يفي بالوعد، وعد بأنه سيقوم من القبر، فهو حقاً قام، ولم يقم بالروح كما يزعم شهود يهوه، بل قام بالجسد، وما قوله لتوما الرسول، الذي كان في شك من هذا المر: (هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً) (يوحنا 20: 27)، وما سبب ظهور الرب يسوع للتلاميذ بنفس الجسد الذي تألم به، وحمل عليه آثار الطعن والمسامير، إلا ليؤكد لهم بأن القيامة قد تمّت فعلاً، وهو باكورة الراقدين.
فلا تتعجبوا من وجود أناس في أيامنا هذه كشهود يهوه، ينكرون أمر هذه القيامة المجيدة، التي هي أساس إيماننا المسيحي، ورجاء كل مؤمن. إن هذه المشكلة كانت موجودة منذ نشأة الكنيسة وبوجود الرسل على الأرض، فكتب الرسول بولس محذراً: (لكن إن كان المسيح يُكرَزُ به أنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم ونوجد نحن أيضاً شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم أنتم بعد في خطاياكم إذ الذين رقدوا في المسيح أيضاً هلكوا إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين...) (1كورنثوس 15: 12- 20).
المسيح يسوع إذا قام من بين الأموات، واعتراضهم باطل ولا أساس له على ضوء كلمة الله التي هي وحدها مقياس لصحة أي تعليم نسمعه من هنا أو من هناك. فعلى ضوء هذه الحقائق المعلنة في هذه الآية المباركة، نحكم أن كرازتهم وتعليمهم بهذا الخصوص باطل، إذ أنهم يكرزون بيسوع العاجز عن القيامة من القبر بالجسد...
(بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فتروني أني أنا حي فأنتم ستحيون) (يوحنا 14: 19) بحسب زعم شهود يهوه، تؤكد هذه الآية، عدم قيامته بالجسد بل بالروح.
إن المسيح الذي سبق فتبيّن لنا أن له طبيعتين (لاهوت وناسوت)، هو ابن الله وابن الإنسان أيضاً، هو إله وإنسان، فعليه يقول في (متى 24: 30) (ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير...)، لنتأمل جيداً بهذه الآية المباركة التي أعلنت لنا هذه الحقيقة، إذ أن المسيح عند عودته الثانية إلينا، سيعود كإنسان، كما سبق فعرف في الماضي من الجميع بجسده، فيضيف الوحي مسجلاً في (رؤيا يوحنا 1: 7) (هوذا يأتي على السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض....)، والعجيب في الأمر هنا هو: كيف أن الذين طعنوه سيتعرّفون عليه...؟ أليس لأنه سيكون حاملاً نفس الجسد الذي فعلوا به ذاك الفعل...؟
إن حجتهم أيضاً بأن يسوع لم يقم من الأموات بالجسد هي: ظهوره بعد القيامة بهيئات مختلفة، فعليه يكون المسيح مخلوق روحي، يستعير جسماً من عناصر المادة متى شاء...
إن ردنا على هذه الحجة هو: أن يسوع قبل موته كان يتخذ مثل هذه الهيئات، ولم يشك أحد بجسده البشري، ولا جاء الكتاب المقدس على ذكر أي ملاحظة بهذا الخصوص... فمثلاً: في ناصرة الجليل، عندما ثار عليه مواطنوه، وأرادوا أن يطرحوه من قمة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه، يقول (لوقا 4: 29) (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنيّة عليه حتى يطرحوه إلى أسفل أما هو فجاز في وسطهم ومضى...).
في الهيكل، وبينما كان يسوع يكلمهم قائلاً: (قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن...) فلم يكن لهذا الكلام وقع جيد على مسامعهم، (فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا...) (يوحنا 8: 58).
كلنا يتذكر الحادثة المذكورة في (متى 14: 25- 27)، حيث مشى يسوع على المياه ولم يغرق، حتى أن الرسل أنفسهم خافوا فظنوه خيالاً...
وفي جبل التجلّي حيث كان يسوع مع بطرس ويوحنا ويعقوب... (وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور...) (متى 17: 1- 2).
والسؤال هنا هو: إذا استطاع الرب يسوع أن يتصرّف بجسده البشري وهو حي بالطرق العجيبة الغريبة التي تكلمنا عنها هنا، فهل يصعب عليه أن يتصرّف بجسده الممجّد بعد قيامته، ويظهر به للرسل والتلاميذ بهيئات مختلفة...؟
وما نكران شهود يهوه لقيامة المسيح بالجسد، سوى أنهم يريدون تثبيت عقيدتهم القائلة بأن النفس تموت مع الجسد... وبذلك ينكرون وجود جهنم النار، إحدى أهم عقائدهم المضلّة والتي سنأتي على ذكرها لاحقاً.
يقولون أن النفس لا تتميّز عن الجسد وتموت معه... إن الحيّة في الفردوس والمذكور عنها في (سفر التكوين 3: 4) قالت لحواء: (لن تموتا...)، فالحية المتجسّد فيها إبليس، اختفت مفهوم الخلود الملازم للنفس الروحية، وهذا التعليم يشكل الخدعة الكبرى التي نشرها الشيطان في العالم، ليضل البشرية، ويخضعهم للديانات المختلفة التي هي كلها قائمة على هذا الادعاء الواهي الواهم... ببساطة، إن كل من يؤمن بأن نفسه ستكون خالدة في السماء، أو في جهنم النار، فهو مخدوع من الشيطان...
إن هذا الكلام يبيّن مبلغ الشطط الذي تردى فيه شهود يهوه، فهو يخلطون بين النفس والجسد، ويتجاهلون القسم الثالث من كياننا وهو الروح. ويبدو أنهم قد تناسوا ما قاله الرسول بولس في هذا الشأن (وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح...) (1تسالونيكي 5: 23).
لا تتوقف فلسفتهم هنا، إذ أنهم يضيفون في تعليمهم المضل، أن الإنسان ليس له نفس متميزة عن الجسد، بل هو مركب من جسد ونسمة حياة، فاتحاد الجسم بنسمة الحياة هذه، يعطي الإنسان أو النفس، فالإنسان والنفس مترادفان، والحال أن الإنسان مائت حسب ما تثبته الخبرة، فالنفس إذاً مائتة...
يقول كاتب سفر التكوين (تكوين2: 7) (وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض2 ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية...)، يستند شهود يهوه على هذا النص الكتابي، ويزعمون أن الإنسان تراب هو من الأرض تحييه نسمة حياة، وهذان العنصران (أي التراب ونسمة الحياة) يشكلان نفساً حية أو خليقة تدعى (الإنسان)، ويضيفون أنه لا يُرى في كل الكتاب المقدس نص واحد يقال فيه أن الله منح الإنسان نفساً متميزة عن الجسد، خالدة، إذ أن النفس في اللغة العبرية تدل على الوظائف المختلفة الحيّة، ولا تدل على أن النفس تتميز عن الجسد...
(1)- سبق وبرهنّا أن روسل، كان جاهلاً كلياً اللغات الأصلية التي كتب بها الكتاب المقدس (أي العبرية واليونانية)، وها هم يعودون إلى علم اللغة في تحليلاتهم... إن النفس البشرية بحسب قواعد اللغة العبرية تدل على كائن حي، أو على شخص، أو على فرد مؤلف من نفس وجسد، إن وجود الروح في الجسد، هو الذي يبعث فيه الحياة، وتواريها عنه يجلب له الموت، أو بمعنى آخر، يتفكّك المركّب الإنساني والذي مرادفه النفس... وبالإضافة إلى ذلك، عندما خلق الله النفس أو الروح، فذلك معبّر عنه في الكتاب بشكل رمزي فيقول: (نفخ في أنفه نسمة حياة...) (تكوين 2: 7) فمن الواضح هنا، أن الله الروح الغير محدود، ليس له قياسات بشرية لينفخ في التراب... فإذا نفخ (النسمة) خلق الروح.
(2)- إن شهود يهوه لا يدركون مركزهم في شخص الله تعالى، هم كأتباع نظرية (داروين) الإلحادية، الذين وإن كانت نظريتهم ما زالت في موضع النظرية فقط، وستظل كذلك، إنهم لا يريدون أن يعترفوا بعلة وجودهم إلا حسب نظرية فيلسوفهم وهي. أن أصل الإنسان قرد... لكن الله بمحبته الغنية، حين خلق الإنسان، بكل تأكيد ميّزه عن باقي خلائقه، فقال: (نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طيور السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه) (تكوين1: 26- 27).
نرى الفرق الكبير هنا بين الله الإنسان، وخلق غيره من الكائنات الحيّة وعنها قال الكتاب: (لتخرج الأرض ذوات أنفس حيّة كجنسها بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها وكان كذلك...)، نعم خرجت نفس البهائم بقوة مادية من الأرض حين قال: (لتُخرج الأرض...)، لم يتدخل مباشرة في خلقها، ولا نفخ فيها نسمة الحياة، إن الله خلق الإنسان فقط على صورته ومثاله، والحال أن الله روح، فوجه الشبه الوحيد بين الله والإنسان هو الروح العاقل، لا الجسد المادي، إن هذه النفس الثمينة أو الروح، لا تجد أصلها ومصدرها في الأرض المادية التي هي في نظر الله بلا قيمة، بل إنها تجد مأواها في الله، إذ النفس التي تصدر من التراب، إلى التراب تعود، أما النفس العاقلة، فإن الله الروح الخالد مصدرها، فهي إذن خالدة بخلوده، وإلا فما معنى قول الرب يسوع: (لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه...) (متى 16: 26).
ليس من المنطق أبداً أن الله الذي ميّز هذا الإنسان عن باقي خلائقه، فخلقه على صورته ومثاله وسلّطه على الحيوان والنبات، وكل ما في الأرض، يعود ويحط من مقامه، ويجعله في مصف البهائم...؟ وإذا كان الإنسان كالبهيمة، ليس له نفس روحية متميّزة ومستقلة عن الجسد، فما معنى تجسّد ابن الله وصلبه وموته على الصليب فداء عن جنسنا البشري...؟ فهل من الحكمة أن يرسل الله ابنه الوحيد لكي يفدي أناساً مستواهم بمستوى البهائم...؟ حاشا وكلا أن يتصرّف الله الكليّ الحكمة بغير حكمة... والكتاب المقدس يعرّفنا على مركزنا في الله فيقول: (لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية...) (يوحنا 3: 16)، نعم إن الله أحبّنا، أحبّنا إلى المنتهى، ومحبته هذه لم تكن كلامية فحسب، بل تجلت لنا بكل عظمة على صليب الجلجلة، إذ أنه لم يبخل علينا بابنه الوحيد الحبيب، فبذله عنا أجمعين.... فكيف من الممكن ألا ندرك هذه المحبة ونستهين بها...؟
قيامة المسيح بالجسد
إن أهداف شهود يهوه، هو وضع الظلال على أمجاد الرب يسوع، وإنزاله إلى مستوى الإنسان... يقولون أن يسوع لم يقم بالجسد، بل أنه قام بالروح فقط، أما جسده فبقي في باطن الأرض، في مكان ما بقي مجهولاً من الجميع....
إن الكتاب المقدّس يصرّح عكس ذلك، إذ أن يسوع بعد قيامته من الأموات... (وقف في الوسط وقال لهم: سلام لكم ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب...) (يوحنا 2: 19- 21) وأيضاً قال لهم: (انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو، جسّوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي) (لوقا 24: 39).
فالرب يسوع المسيح المعروف بقداسته المطلقة، حاشا وكلا أن يكون خدّاعاً فإنه عندما يَعِدْ، يفي بالوعد، وعد بأنه سيقوم من القبر، فهو حقاً قام، ولم يقم بالروح كما يزعم شهود يهوه، بل قام بالجسد، وما قوله لتوما الرسول، الذي كان في شك من هذا المر: (هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً) (يوحنا 20: 27)، وما سبب ظهور الرب يسوع للتلاميذ بنفس الجسد الذي تألم به، وحمل عليه آثار الطعن والمسامير، إلا ليؤكد لهم بأن القيامة قد تمّت فعلاً، وهو باكورة الراقدين.
فلا تتعجبوا من وجود أناس في أيامنا هذه كشهود يهوه، ينكرون أمر هذه القيامة المجيدة، التي هي أساس إيماننا المسيحي، ورجاء كل مؤمن. إن هذه المشكلة كانت موجودة منذ نشأة الكنيسة وبوجود الرسل على الأرض، فكتب الرسول بولس محذراً: (لكن إن كان المسيح يُكرَزُ به أنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم ونوجد نحن أيضاً شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم أنتم بعد في خطاياكم إذ الذين رقدوا في المسيح أيضاً هلكوا إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين...) (1كورنثوس 15: 12- 20).
المسيح يسوع إذا قام من بين الأموات، واعتراضهم باطل ولا أساس له على ضوء كلمة الله التي هي وحدها مقياس لصحة أي تعليم نسمعه من هنا أو من هناك. فعلى ضوء هذه الحقائق المعلنة في هذه الآية المباركة، نحكم أن كرازتهم وتعليمهم بهذا الخصوص باطل، إذ أنهم يكرزون بيسوع العاجز عن القيامة من القبر بالجسد...
(بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فتروني أني أنا حي فأنتم ستحيون) (يوحنا 14: 19) بحسب زعم شهود يهوه، تؤكد هذه الآية، عدم قيامته بالجسد بل بالروح.
إن المسيح الذي سبق فتبيّن لنا أن له طبيعتين (لاهوت وناسوت)، هو ابن الله وابن الإنسان أيضاً، هو إله وإنسان، فعليه يقول في (متى 24: 30) (ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير...)، لنتأمل جيداً بهذه الآية المباركة التي أعلنت لنا هذه الحقيقة، إذ أن المسيح عند عودته الثانية إلينا، سيعود كإنسان، كما سبق فعرف في الماضي من الجميع بجسده، فيضيف الوحي مسجلاً في (رؤيا يوحنا 1: 7) (هوذا يأتي على السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض....)، والعجيب في الأمر هنا هو: كيف أن الذين طعنوه سيتعرّفون عليه...؟ أليس لأنه سيكون حاملاً نفس الجسد الذي فعلوا به ذاك الفعل...؟
إن حجتهم أيضاً بأن يسوع لم يقم من الأموات بالجسد هي: ظهوره بعد القيامة بهيئات مختلفة، فعليه يكون المسيح مخلوق روحي، يستعير جسماً من عناصر المادة متى شاء...
إن ردنا على هذه الحجة هو: أن يسوع قبل موته كان يتخذ مثل هذه الهيئات، ولم يشك أحد بجسده البشري، ولا جاء الكتاب المقدس على ذكر أي ملاحظة بهذا الخصوص... فمثلاً: في ناصرة الجليل، عندما ثار عليه مواطنوه، وأرادوا أن يطرحوه من قمة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه، يقول (لوقا 4: 29) (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنيّة عليه حتى يطرحوه إلى أسفل أما هو فجاز في وسطهم ومضى...).
في الهيكل، وبينما كان يسوع يكلمهم قائلاً: (قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن...) فلم يكن لهذا الكلام وقع جيد على مسامعهم، (فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا...) (يوحنا 8: 58).
كلنا يتذكر الحادثة المذكورة في (متى 14: 25- 27)، حيث مشى يسوع على المياه ولم يغرق، حتى أن الرسل أنفسهم خافوا فظنوه خيالاً...
وفي جبل التجلّي حيث كان يسوع مع بطرس ويوحنا ويعقوب... (وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور...) (متى 17: 1- 2).
والسؤال هنا هو: إذا استطاع الرب يسوع أن يتصرّف بجسده البشري وهو حي بالطرق العجيبة الغريبة التي تكلمنا عنها هنا، فهل يصعب عليه أن يتصرّف بجسده الممجّد بعد قيامته، ويظهر به للرسل والتلاميذ بهيئات مختلفة...؟
وما نكران شهود يهوه لقيامة المسيح بالجسد، سوى أنهم يريدون تثبيت عقيدتهم القائلة بأن النفس تموت مع الجسد... وبذلك ينكرون وجود جهنم النار، إحدى أهم عقائدهم المضلّة والتي سنأتي على ذكرها لاحقاً.
يقولون أن النفس لا تتميّز عن الجسد وتموت معه... إن الحيّة في الفردوس والمذكور عنها في (سفر التكوين 3: 4) قالت لحواء: (لن تموتا...)، فالحية المتجسّد فيها إبليس، اختفت مفهوم الخلود الملازم للنفس الروحية، وهذا التعليم يشكل الخدعة الكبرى التي نشرها الشيطان في العالم، ليضل البشرية، ويخضعهم للديانات المختلفة التي هي كلها قائمة على هذا الادعاء الواهي الواهم... ببساطة، إن كل من يؤمن بأن نفسه ستكون خالدة في السماء، أو في جهنم النار، فهو مخدوع من الشيطان...
إن هذا الكلام يبيّن مبلغ الشطط الذي تردى فيه شهود يهوه، فهو يخلطون بين النفس والجسد، ويتجاهلون القسم الثالث من كياننا وهو الروح. ويبدو أنهم قد تناسوا ما قاله الرسول بولس في هذا الشأن (وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح...) (1تسالونيكي 5: 23).
لا تتوقف فلسفتهم هنا، إذ أنهم يضيفون في تعليمهم المضل، أن الإنسان ليس له نفس متميزة عن الجسد، بل هو مركب من جسد ونسمة حياة، فاتحاد الجسم بنسمة الحياة هذه، يعطي الإنسان أو النفس، فالإنسان والنفس مترادفان، والحال أن الإنسان مائت حسب ما تثبته الخبرة، فالنفس إذاً مائتة...
يقول كاتب سفر التكوين (تكوين2: 7) (وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض2 ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية...)، يستند شهود يهوه على هذا النص الكتابي، ويزعمون أن الإنسان تراب هو من الأرض تحييه نسمة حياة، وهذان العنصران (أي التراب ونسمة الحياة) يشكلان نفساً حية أو خليقة تدعى (الإنسان)، ويضيفون أنه لا يُرى في كل الكتاب المقدس نص واحد يقال فيه أن الله منح الإنسان نفساً متميزة عن الجسد، خالدة، إذ أن النفس في اللغة العبرية تدل على الوظائف المختلفة الحيّة، ولا تدل على أن النفس تتميز عن الجسد...
(1)- سبق وبرهنّا أن روسل، كان جاهلاً كلياً اللغات الأصلية التي كتب بها الكتاب المقدس (أي العبرية واليونانية)، وها هم يعودون إلى علم اللغة في تحليلاتهم... إن النفس البشرية بحسب قواعد اللغة العبرية تدل على كائن حي، أو على شخص، أو على فرد مؤلف من نفس وجسد، إن وجود الروح في الجسد، هو الذي يبعث فيه الحياة، وتواريها عنه يجلب له الموت، أو بمعنى آخر، يتفكّك المركّب الإنساني والذي مرادفه النفس... وبالإضافة إلى ذلك، عندما خلق الله النفس أو الروح، فذلك معبّر عنه في الكتاب بشكل رمزي فيقول: (نفخ في أنفه نسمة حياة...) (تكوين 2: 7) فمن الواضح هنا، أن الله الروح الغير محدود، ليس له قياسات بشرية لينفخ في التراب... فإذا نفخ (النسمة) خلق الروح.
(2)- إن شهود يهوه لا يدركون مركزهم في شخص الله تعالى، هم كأتباع نظرية (داروين) الإلحادية، الذين وإن كانت نظريتهم ما زالت في موضع النظرية فقط، وستظل كذلك، إنهم لا يريدون أن يعترفوا بعلة وجودهم إلا حسب نظرية فيلسوفهم وهي. أن أصل الإنسان قرد... لكن الله بمحبته الغنية، حين خلق الإنسان، بكل تأكيد ميّزه عن باقي خلائقه، فقال: (نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طيور السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه) (تكوين1: 26- 27).
نرى الفرق الكبير هنا بين الله الإنسان، وخلق غيره من الكائنات الحيّة وعنها قال الكتاب: (لتخرج الأرض ذوات أنفس حيّة كجنسها بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها وكان كذلك...)، نعم خرجت نفس البهائم بقوة مادية من الأرض حين قال: (لتُخرج الأرض...)، لم يتدخل مباشرة في خلقها، ولا نفخ فيها نسمة الحياة، إن الله خلق الإنسان فقط على صورته ومثاله، والحال أن الله روح، فوجه الشبه الوحيد بين الله والإنسان هو الروح العاقل، لا الجسد المادي، إن هذه النفس الثمينة أو الروح، لا تجد أصلها ومصدرها في الأرض المادية التي هي في نظر الله بلا قيمة، بل إنها تجد مأواها في الله، إذ النفس التي تصدر من التراب، إلى التراب تعود، أما النفس العاقلة، فإن الله الروح الخالد مصدرها، فهي إذن خالدة بخلوده، وإلا فما معنى قول الرب يسوع: (لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه...) (متى 16: 26).
ليس من المنطق أبداً أن الله الذي ميّز هذا الإنسان عن باقي خلائقه، فخلقه على صورته ومثاله وسلّطه على الحيوان والنبات، وكل ما في الأرض، يعود ويحط من مقامه، ويجعله في مصف البهائم...؟ وإذا كان الإنسان كالبهيمة، ليس له نفس روحية متميّزة ومستقلة عن الجسد، فما معنى تجسّد ابن الله وصلبه وموته على الصليب فداء عن جنسنا البشري...؟ فهل من الحكمة أن يرسل الله ابنه الوحيد لكي يفدي أناساً مستواهم بمستوى البهائم...؟ حاشا وكلا أن يتصرّف الله الكليّ الحكمة بغير حكمة... والكتاب المقدس يعرّفنا على مركزنا في الله فيقول: (لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية...) (يوحنا 3: 16)، نعم إن الله أحبّنا، أحبّنا إلى المنتهى، ومحبته هذه لم تكن كلامية فحسب، بل تجلت لنا بكل عظمة على صليب الجلجلة، إذ أنه لم يبخل علينا بابنه الوحيد الحبيب، فبذله عنا أجمعين.... فكيف من الممكن ألا ندرك هذه المحبة ونستهين بها...؟
Comment