س: ما معنى "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تَلْبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس."
ج: معنى هذه الآية أن الله يطالبنا أن لا نهتم بالمأكل والمشرب والملبس لأن هذه اهتمامات أرضية، ولا يجمع الإنسان من ورائها ثمراً للحياة الأبدية، لذلك لا يريدنا الرب أن نصرف وقتنا الثمين في الاهتمام بها.
س: لكن أليست هذه أمور ضرورية ولازمة لحياتنا على الأرض؟
ج: نعم، لذلك دبّر الله طريقة أخرى لتوفير هذه الاحتياجات لنا غير طريقة الاهتمام والانشغال بها، وهذه الطريقة الأخرى هي اهتمام الله وتدبيره لنا هذه الأمور، أما نحن فعلينا أن نهتم بما يريدنا الله أن نهتم به. ولنقرأ بقية الأعداد الكتابية حيث يقول الوحي "انظروا إلى طيور السماءِ. إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها." وهذا واضح جداً، فالله يقوت طيور السماء، فكم بالحري يقوتنا، والعلاقة بين الله والطيور هي علاقة خلق أما علاقة الله بنا فهي خلق وأبوّة، علاقة راعي محب لقطيعه.
س: لكن كيف يمكن للإنسان أن لا يهتم، والله قد أعطى الإنسان عقل يفكر ويهتم؟
ج: لأن الله أعطى الإنسان عقل قادر على التفكير والاهتمام، يريد الله أن يوجّه هذا الاهتمام في مساره الصحيح، فيهتم الإنسان ليس بما على الأرض بل بما فوق، كما هو مكتوب "اهتمُّوا بما فوق لا بما على الأرض." هذا ما يريدنا الله أن نهتم به ونطلبه. ومكتوب أيضاً "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالسٌ عن يمين الله." وحينما نفعل ذلك لن يتركنا الله في عَوَز واحتياج، بل على العكس، يقول الكتاب "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّهُ وهذه كلها تزاد لكم." فالله يتكفّل باحتياجاتنا، فيسددها لنا، أما نحن فعلينا أن نستمتع بحياة الإيمان والاتكال على الله وفعل مشيئته وطلب ملكوته، فلا يقلق الإنسان ولا يرتبك ولا يهتم بأمور اليوم والغد.
س: لكن أليست هذه الأمور تستحق الاهتمام؟
ج: نعم، لكن الله وعد أنه هو الذي سيهتم بها لا نحن، لذلك يقول الكتاب "ملقين كل همّكم عليهِ لأنهُ هو يعتني بكم"
والحقيقة إن الله يريدنا أن لا نهتم نحن بهذه الأمور الزمنية لعدة أسباب، نذكر بعضها:
أولاً: لأننا غير قادرين، يقول المسيح "ومن منكم إذا اهتمَّ يقدر أن يزيد على قامتهِ -أو عمره- ذراعاً واحدة." ومكتوب أيضاً "إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البنَّاؤُون. إن لم يحفظ الرب المدينة فباطلاً يسهر الحارس." فإن لم يهتم الرب بنا فباطل تعبنا واهتمامنا.
ثانياً: لئلا تُثقَّل قلوبنا بسبب هذا الاهتمام. يقول الكتاب "فاحترزوا لأنفسكم لئلاَّ تثقل قلوبكم في خُمارٍ وسكرٍ وهموم الحياة" بل أن همّ هذا العالم إذا طغى على الإنسان فإنه قادر أن يخنق الكلمة المزروعة فيه فيصير بلا ثمر. مكتوب عن المزروع بين الشوك "والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة. وهمُّ هذا العالم وغرور الغِنَى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر."
ثالثاً: لكي نعيش حياة القناعة والاكتفاء مع الشكر. عادة يؤدي الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبس إلى خطية محبة المال أو تعظم المعيشة بل كثيراً ما يقود الإنسان إلى "غرور الغنى" فيبعده تماماً عن حياة القناعة والشكر والاكتفاء والاتضاع. لذلك مكتوب "لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم لأنهُ قال لا أهملك ولا أتركك"
رابعاً: لكي نعيش حياة الإيمان بالله القادر أن يهتم بهذه الأمور ويدبرها لنا كما وعد، فإن كان الله يقوت طيور السماء فكم بالحري يقوتنا. ويعطينا المسيح مثلاً آخر قائلاً "ولماذا تهتمُّون باللباس. تأمَّلوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجدهِ كان يَلبَس كواحدةٍ منها. فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرَح غداً في التنّور يُلبسهُ الله هكذا أفليس بالحري جداً يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان." والله لا يريدنا أن نكون قليلي الإيمان بل بالعكس نكون أقوياء في الإيمان والاتكال على الله "لأن الذي وعد هو أمين."
خامساً: لكي نعيش حياة الجندية المسيحية. يقول الكتاب "ليس أحدٌ وهو يتجنَّد يرتبك بأعمال الحياة لكي يُرضي من جَنَّده" فالله يضمن للمتجند له سلاح التموين والإمداد وتسديد الإحتياجات لكي لا يرتبك المتجند فيستطيع أن يحارب وينتصر ويرضى من جَنَّده.
سادساً: لكي نهتم بما فوق. يقول الكتاب "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالسٌ عن يمين الله. اهتمُّوا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله." "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه وهذه كلها تزاد لكم."فما أحلى الاهتمام بما فوق، إنه يملأ الحياة تعزيةً وثمراً وفرحاً في الروح القدس.
سابعاً: لكي نعيش في سلام منتظرين مجيء الرب، فعادة الاهتمام بالأمور الزمنية يؤدي إلى القلق والارتباك والهم ومكتوب " الربُّ قريبٌ. لا تهتمُّوا بشيءٍ بل في كل شيءٍ بالصلاة والدعاءِ مع الشكر لتُعلَم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كلَّ عقلٍ يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" نعم هللويا الرب قريب.
س: لكن هل معنى قول الكتاب "وهذه كلها تزاد لكم." أننا لا نعمل ولا نتعب لكي نكسب قُوتنا؟
ج: كلا على الإطلاق فالعمل هو خطة الله للإنسان فمنذ القديم يقول الكتاب "وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها."
والعمل نراه في الذات الإلهية فيعلن المسيح لنا "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" ويصلي إلى الآب قائلاً "أنا مجدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملتهُ." فلولا أن المسيح قد أكمل العمل الذي أعطاه الله له ليعمله لما مجد الله وهكذا نحن أيضاً بإيماننا بالمسيح وسلوكنا فيه نتمم الأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها. وكما أن الرب يسوع علمنا قائلاً "الآب الحالّ فيّ هو يعمل الأعمال." هكذا نحن أيضاً نختبر المكتوب "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرَّة."
فالعمل ضروري جداً لنجمع ثمراً للحياة الأبدية حتى أن بولس الرسول يقول للأفسسيين "لا يسرق السارق في ما بعد بل بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديهِ ليكون له أن يعطي من له احتياج." وهنا نرى أن العمل الصالح هو مرتب لنا من قبل الرب وعلينا أن نتممه بطاعتنا لصوت الرب وعمل الرب في إرادتنا وعملنا.
أما الشيطان فإنه يحاول أن يغوي الإنسان أن يعمل مستقلاً عن الله ومتكلاً على نفسه وعلى تفكيره وتدبيره وإن سقط الإنسان في غواية الشيطان تكون النتيجة كثرة حمل الهموم والأثقال وهذا ما يريده الشيطان، أن يشغل البشر بارتباكات الحياة حتى "يفاجئُهم هلاكٌ بغتةً كالمخاض للحُبلَى فلا ينجون." أما الله فيريدنا أن نعمل ونتعب ونحن نتلذذ بشركتنا مع الله وإرشاده لنا في كل أوقات الحياة ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين.
منقول
ج: معنى هذه الآية أن الله يطالبنا أن لا نهتم بالمأكل والمشرب والملبس لأن هذه اهتمامات أرضية، ولا يجمع الإنسان من ورائها ثمراً للحياة الأبدية، لذلك لا يريدنا الرب أن نصرف وقتنا الثمين في الاهتمام بها.
س: لكن أليست هذه أمور ضرورية ولازمة لحياتنا على الأرض؟
ج: نعم، لذلك دبّر الله طريقة أخرى لتوفير هذه الاحتياجات لنا غير طريقة الاهتمام والانشغال بها، وهذه الطريقة الأخرى هي اهتمام الله وتدبيره لنا هذه الأمور، أما نحن فعلينا أن نهتم بما يريدنا الله أن نهتم به. ولنقرأ بقية الأعداد الكتابية حيث يقول الوحي "انظروا إلى طيور السماءِ. إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها." وهذا واضح جداً، فالله يقوت طيور السماء، فكم بالحري يقوتنا، والعلاقة بين الله والطيور هي علاقة خلق أما علاقة الله بنا فهي خلق وأبوّة، علاقة راعي محب لقطيعه.
س: لكن كيف يمكن للإنسان أن لا يهتم، والله قد أعطى الإنسان عقل يفكر ويهتم؟
ج: لأن الله أعطى الإنسان عقل قادر على التفكير والاهتمام، يريد الله أن يوجّه هذا الاهتمام في مساره الصحيح، فيهتم الإنسان ليس بما على الأرض بل بما فوق، كما هو مكتوب "اهتمُّوا بما فوق لا بما على الأرض." هذا ما يريدنا الله أن نهتم به ونطلبه. ومكتوب أيضاً "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالسٌ عن يمين الله." وحينما نفعل ذلك لن يتركنا الله في عَوَز واحتياج، بل على العكس، يقول الكتاب "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّهُ وهذه كلها تزاد لكم." فالله يتكفّل باحتياجاتنا، فيسددها لنا، أما نحن فعلينا أن نستمتع بحياة الإيمان والاتكال على الله وفعل مشيئته وطلب ملكوته، فلا يقلق الإنسان ولا يرتبك ولا يهتم بأمور اليوم والغد.
س: لكن أليست هذه الأمور تستحق الاهتمام؟
ج: نعم، لكن الله وعد أنه هو الذي سيهتم بها لا نحن، لذلك يقول الكتاب "ملقين كل همّكم عليهِ لأنهُ هو يعتني بكم"
والحقيقة إن الله يريدنا أن لا نهتم نحن بهذه الأمور الزمنية لعدة أسباب، نذكر بعضها:
أولاً: لأننا غير قادرين، يقول المسيح "ومن منكم إذا اهتمَّ يقدر أن يزيد على قامتهِ -أو عمره- ذراعاً واحدة." ومكتوب أيضاً "إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البنَّاؤُون. إن لم يحفظ الرب المدينة فباطلاً يسهر الحارس." فإن لم يهتم الرب بنا فباطل تعبنا واهتمامنا.
ثانياً: لئلا تُثقَّل قلوبنا بسبب هذا الاهتمام. يقول الكتاب "فاحترزوا لأنفسكم لئلاَّ تثقل قلوبكم في خُمارٍ وسكرٍ وهموم الحياة" بل أن همّ هذا العالم إذا طغى على الإنسان فإنه قادر أن يخنق الكلمة المزروعة فيه فيصير بلا ثمر. مكتوب عن المزروع بين الشوك "والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة. وهمُّ هذا العالم وغرور الغِنَى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر."
ثالثاً: لكي نعيش حياة القناعة والاكتفاء مع الشكر. عادة يؤدي الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبس إلى خطية محبة المال أو تعظم المعيشة بل كثيراً ما يقود الإنسان إلى "غرور الغنى" فيبعده تماماً عن حياة القناعة والشكر والاكتفاء والاتضاع. لذلك مكتوب "لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم لأنهُ قال لا أهملك ولا أتركك"
رابعاً: لكي نعيش حياة الإيمان بالله القادر أن يهتم بهذه الأمور ويدبرها لنا كما وعد، فإن كان الله يقوت طيور السماء فكم بالحري يقوتنا. ويعطينا المسيح مثلاً آخر قائلاً "ولماذا تهتمُّون باللباس. تأمَّلوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجدهِ كان يَلبَس كواحدةٍ منها. فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرَح غداً في التنّور يُلبسهُ الله هكذا أفليس بالحري جداً يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان." والله لا يريدنا أن نكون قليلي الإيمان بل بالعكس نكون أقوياء في الإيمان والاتكال على الله "لأن الذي وعد هو أمين."
خامساً: لكي نعيش حياة الجندية المسيحية. يقول الكتاب "ليس أحدٌ وهو يتجنَّد يرتبك بأعمال الحياة لكي يُرضي من جَنَّده" فالله يضمن للمتجند له سلاح التموين والإمداد وتسديد الإحتياجات لكي لا يرتبك المتجند فيستطيع أن يحارب وينتصر ويرضى من جَنَّده.
سادساً: لكي نهتم بما فوق. يقول الكتاب "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالسٌ عن يمين الله. اهتمُّوا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله." "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه وهذه كلها تزاد لكم."فما أحلى الاهتمام بما فوق، إنه يملأ الحياة تعزيةً وثمراً وفرحاً في الروح القدس.
سابعاً: لكي نعيش في سلام منتظرين مجيء الرب، فعادة الاهتمام بالأمور الزمنية يؤدي إلى القلق والارتباك والهم ومكتوب " الربُّ قريبٌ. لا تهتمُّوا بشيءٍ بل في كل شيءٍ بالصلاة والدعاءِ مع الشكر لتُعلَم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كلَّ عقلٍ يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" نعم هللويا الرب قريب.
س: لكن هل معنى قول الكتاب "وهذه كلها تزاد لكم." أننا لا نعمل ولا نتعب لكي نكسب قُوتنا؟
ج: كلا على الإطلاق فالعمل هو خطة الله للإنسان فمنذ القديم يقول الكتاب "وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها."
والعمل نراه في الذات الإلهية فيعلن المسيح لنا "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" ويصلي إلى الآب قائلاً "أنا مجدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملتهُ." فلولا أن المسيح قد أكمل العمل الذي أعطاه الله له ليعمله لما مجد الله وهكذا نحن أيضاً بإيماننا بالمسيح وسلوكنا فيه نتمم الأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها. وكما أن الرب يسوع علمنا قائلاً "الآب الحالّ فيّ هو يعمل الأعمال." هكذا نحن أيضاً نختبر المكتوب "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرَّة."
فالعمل ضروري جداً لنجمع ثمراً للحياة الأبدية حتى أن بولس الرسول يقول للأفسسيين "لا يسرق السارق في ما بعد بل بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديهِ ليكون له أن يعطي من له احتياج." وهنا نرى أن العمل الصالح هو مرتب لنا من قبل الرب وعلينا أن نتممه بطاعتنا لصوت الرب وعمل الرب في إرادتنا وعملنا.
أما الشيطان فإنه يحاول أن يغوي الإنسان أن يعمل مستقلاً عن الله ومتكلاً على نفسه وعلى تفكيره وتدبيره وإن سقط الإنسان في غواية الشيطان تكون النتيجة كثرة حمل الهموم والأثقال وهذا ما يريده الشيطان، أن يشغل البشر بارتباكات الحياة حتى "يفاجئُهم هلاكٌ بغتةً كالمخاض للحُبلَى فلا ينجون." أما الله فيريدنا أن نعمل ونتعب ونحن نتلذذ بشركتنا مع الله وإرشاده لنا في كل أوقات الحياة ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين.
منقول