نجد فى اصول الاديان الوثنية شيئا ينبىء عن الثالوث
اولا : فى الهند
-------------------
كان الثالوث الالهى مؤلفا من ثلاثة :
براهما وفيشنو وسيفا .....
فبراهما هو الموجود غير المتناهى الازلى الذى اوجد المادة وظهر فى ابداع العالم ...
وفيشنو هو الحكمة الحافظة هدا العالم المخلوق .....
وسيفا هو اله الموت والملاشاه فيلاشى كل مايجد ...
وفى زعمهم ان هؤلاء الثلاثة يتولون معا تدبير العالم .
ثانيا : فى الصين
--------------------
ان الفليسوف الصينى لاوشو يوضح عقيدة قومه فى التثليثبقوله :
" ان الذى تفتش
عنه ولاتجده ىi والذى تصغى له ولاتسمع صوته يدعى ه hi والذى تمتد يدك ولا
تتمكن من لمسه يدعى وهwei ..
فتخيلوا فى تقليدهم اولا المبدأ او الاب " الذى تفتش عليه "
ثانيا الكلمة اى الابن "الدى تصغى اليه "
ثالثا الروح القدس " الدى لا تتمكن من لمسه "
والحروف الثلاثة
ى ه و ه jhi تتألف منها كلمة غريبة عن اللغة الصينية .. فهى اذن بلا شك مأخوزة
عن اللغة العبرانية وهى بلا ريب " يهوه " ...
ثالثا : فى الفرس
--------------------
ان الفليسوف لزور واسنار كان يتعبد
اولا الى عقل هرموفورا الذى له الكلمة السامية ..
ثانيا الى الروح الفاعل له الدى يتمم تلك الكلمة .... ثالثا الى لسانه الدى يلفظ
الكلمة السامية دون انقطاع .
مكتوب من كتاب
شمس البر للقس منسى يوحنا
بس رحت دورت كمان لتكون الدراسة شاملة .. و لقيت :
قد يظن البعض أن تعاليم الكتاب المقدس بخصوص الثالوث المقدس تشابه تعاليم التثليث عند الديانات الوثنية القديمة والتي سبقت المسيحية في الظهور. والبعض يعلّق على هذه التعاليم التي ظهرت في الديانات الوثنية بقولهم إنه كانت هناك تعاليم وعقائد عن التثليث قبل زمن المسيح بقرون عديدة تشابه التعليم في المسيحية كالتي ظهرت في أشور ووجُدت أيضاً في الهند وكمبوتشيا إلا أنّ أشهرها على الإطلاق هي ثواليث مصر وبابل والهند.
ويحاول الذين يحاربون عقيدة الثالوث أن يسندوا محاربتهم بالإدعاء أنه في كل مكان من العالم القديم كانت عبادة الآلهة الوثنية متجمعة في فرق مكونة من ثلاث. ويقولون إن ذلك كان سائداً في مصر واليونان قبل وبعد مجيء الرب يسوع المسيح إلى الأرض. بل ويزعم البعض أن هذا المعتقد الوثني بدأ يجتاح المسيحية ويقولون إن المسيحية لم تدمر الوثنية بل في الحقيقة تبنتّها وتبنّت تعاليمها. ويتشدق البعض بالقول إن تعليم الثالوث هو تعليم فاسد استعير من العبادات الوثنية القديمة وأُدخل للإيمان المسيحي وأنّ أصل الثالوث لهو وثني تماماً. بل ويسخر البعض بالقول: هل الثالوث هو من الأسرار الإلهية أم من الخرافات الوثنية؟
لكن الحقيقة أن من يعقد مقارنة دقيقة بين الثالوث المسيحي وجميع التثليثات الوثنية القديمة يخرج بنتيجة واحدة فقط وهي أن هذا التشابه تشابه ظاهري فقط وليس شبهاً حقيقياً على الإطلاق. فمن المعلوم أن المسيحية عرفت عقيدة الثالوث منذ أن قدّم الرب يسوع لتلاميذه صيغة المعمودية المعروفة. "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. " مت28: 19.
ودعونا نأخذ فكرة عن الثالوث الهندي والبابلي والمصري باعتبار أنهم أشهر أنواع التثليث التي ظهرت قبل المسيحية، لنرى ما هي أوجه الشبه أو الاختلاف بينها وبين الثالوث في العقيدة المسيحية.
الثالوث الهندي
في الهند مثلاً ظهرت إحدى الديانات والتي نادت بثلاثة آلهة هم:
براهما هو الخالق أصل كل شيء، شنوا هو الحافظ لكل شيء شيوا هو المخرب.
وهؤلاء الثلاثة يمثلون التطورات المتلاحقة في الكون من ناحية الوجود والاستمرار والفناء. وبراهما إله له جوهر إلهي بسيط غير شاعر بنفسه خال من الصفات. فقد كان الهنود يؤمنون بآلهة كثيرة وصل عددها إلى حوالي 33 إلهاً لكنهّم رفعوا براهما وشنوا وشيوا فوقهم بحجة أن هؤلاء الثلاثة يمثّلون الخلق والحفظ والتدمير. لكن لم يخطر ببال الهنود قط أن يجعلوا هؤلاء الثلاثة واحداً، بل على العكس تماماً كانوا يؤمنون أن كلا من هؤلاء الثلاثة منفصل عن الآخر ومختلف عنه كل الاختلاف بل أنهم يعملون ضد بعضهم. غير أنه بالإضافة لما سبق فإن كل واحد من هذه الآلهة الثلاثة له أسرار كثيرة وحوادث غرامية مخجلة وكل منهم يطلب نوعاً خاصاً من العبادة فمنهم من يطلب عبادة مصحوبة بفرح وسرور وابتهاج، ومنهم من يتطلب عبادة مصحوبة برعب وخوف وإذلال.
الثالوث المصري
كذلك المصريون القدماء آمنوا بثالوث شهير وهو إيزيس وأوزوريس وحورس ثلاثة آلهة ويطلق عليه ثالوث طيبة المصري. وكان الشعب المصري القديم يؤمن بهذا الثالوث أيام مصر الفرعونية وذلك قبل ظهور المسيحية. ولعلنا نلاحظ أن تسمية الآب والابن والروح القدس ليس لها أساس في عقائد قدماء المصريين، كما أن كلمة أقنوم والتي هي من صميم التعليم المسيحي ليس لها أثر في التاريخ المصري. بل إن الإيمان بالثالوث المصري كان ينص على الانفصال الكامل بين الآلهة الثلاثة ولا يغيب علينا هنا أيضاً وجود عنصر نسائي في هذا الثالوث.
الثالوث البابلي
وفي بابل وُجدَ ثالوث مكون من عشتاروث، وسن، وشماس. وكان هذا في حوالي القرن الثاني قبل الميلاد. وهذا الثالوث كان يتكون من أب وأم وإبن. وهذا الأخير أصبح زوجاً للأم في الوقت نفسه. وهنا أيضاً نرى أن كلَّ إله في هذا الثالوث منفصل تماماً عن الآخر ومختلف عنه كل الاختلاف. ولذلك فلا يقبل أو يعقل أن تكون عقيدة الثالوث المسيحية مقتبسة أو مشابهة لعقائد التثليث عند الوثنيين. بل إن الثالوث المسيحي المقدس يختلف تماماً عن كل ما سبق عرضه.
لكن ما هو الفرق؟
إن الفرق واضح وكبير بين ثالوث المسيحية والتثليث في الأديان الأخرى. فالهنود لم يقولوا إن الثلاثة (براهما وشنوا وشيوا) هم واحد، بل هم يؤمنون أنهم ثلاثة منفصلون متعاقبون يعملون ضد بعضهم البعض، لا توجد بينهم وحدة أو كما نسميها نحن وحدة الجوهر.
كما أن الفرق بين الثالوث المسيحي والتثليث المصري كبير وواضح ففي الثالوث المصري توجد زوجة للإله في حين لا توجد في الثالوث المسيحي. في الثالوث المصري يوجد تعاقب زمني إيزيس وأوزوريس تزوجا وأنجبا حورس أي أنه لم يكن معهما من البداية بل جاء تالياً لهما. كما أن في الثالوث المصري زواجاً أو عملية تزاوج بعكس الثالوث المسيحي الذي لم يحدث فيه أي شيء من هذا القبيل.
ونستطيع أن نوضح الفرق بين الثالوث المسيحي والتثليت الوثني في النقاط التالية:
أولاً: في التثليث الوثني الثلاثة آلهه غير متساويين لكن في الثالوث المسيحي الأقانيم متساوية في كل شيء. فهي متساوية في الأزلية والآب يساوي الابن ويساوي الروح القدس.
ثانياً: يوجد تناسل في التثليث الوثني لكن لا يوجد تناسل في الثالوث المسيحي. فأوزوريس تزوج إيزيس وأنجبا حوريس نتيجة لعملية تزواج.
ثالثاً: يوجد اختلاف في الزمن بين آلهة الوثن، فمثلاً في التثليث الوثني المصري، كان أوزوريس موجوداً وحده فترة من الزمن وكانت إيزيس وحدها لفترة من الزمن قبل زواجهما و حورس كان أقل عمراً منهما لكونه نتاج زواجهما. أما في الثالوث المسيحي فلا يوجد فارق زمني بين الأقانيم الثلاثة لأن الله موجود منذ الأزل قائم وكائن بذاته وبعقله (الله الابن) وبروحه (الله الروح القدس).
رابعاً: في التثليث الوثني توجد امرأة، "ايزيس" في التثليث المصري و"سن" في الثالوث البابلي، أما في الثالوث المسيحي فلا توجد امرأة ولا تزاوج. فالبنوة في المسيحية ليست جسدية وليست بنوة تناسلية نتيجة علاقة بين رجل وامرأة وإنما هي بنوة مّختلفة تماماً، هي بنوة ذاتية عقلية روحانية لا علاقة لها مطلقاً بالجسد أو بالتناسل. فالتوالد يقتضي التتابع الزمني وهذا لاشك يتنافى مع أزلية الله.
وهنا لابد أن نوضح أن صلة المسيح "الإبن" بالله "الآب" ليست صلة توالدية تناسلية جسدية ولكنها علاقة روحية تقوم على وحدة الطبيعة والصفات والإرادة وتحتوي على المحبة والإكرام والمناجاة المتبادلة بين الآب والابن. أو مانسميه بلغتنا البشرية حوار الذات مع ذاتها أو نفسها.
وإن استخدام الكتاب المقدس لكلمتي الآب والابن ما هي إلا ليشرح لنا بصورة مبسطة يستطيع عقلنا البشري أن يدرك بها العلاقة بين الله الآب وبين كلمته الأزلية. فهي ليست علاقة تزاوج وتناسل وتكاثر كما يظن البعض.
فالبنوة بمعناها الحقيقي في الكتاب المقدس تشير بوضوح أن الآب والابن متلازمان أزليان ومتحدان معاً بالروح القدس، فليس هناك علاقة توالدية جسدية أو محدودية في الزمن.
خامساً: في التثليث الوثني الهندي الثلاثة يعملون الواحد ضد الآخر، لكن في المسيحية الثالوث الواحد يعمل معاً. فالأقانيم الثلاثة هم واحد في الجوهر لهم علم واحد ومشيئة واحدة وقوة واحدة فليس في اللاهوت ثلاثة عقول أو ثلاث مشيئات أو ثلاثة مصادر للقوة. فلقد قال المسيح "مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعملهُ الابن كذلك."1يو5: 19
ولقد شهد الكاتب المصري المعروف عباس محمود العقاد في كتابه عن الله (ص 149،150) بقوله: "إن فكرة الله في المسيحية لا تشبهها فكرة أخرى في ديانات ذلكَ العصر الكتابية أو غير الكتابية ويستكمل قائلا فليس لها شبيه في العبادات الوثنية بأسرها. فالإيمان بالله على تلك الصفة التي تنفرد بها المسيحية إنما هو فتح جديد لرسالة السيد المسيح، لم يسبقه إليها في اجتماع مقوماتها رسول من الكتابيين ولا غير الكتابيين، وهي لم تكن أجزاء مقتبسة من هنا أو من هناك بل كانت كلاماً متجانساً من وحي واحد وطبيعة واحدة!!"
وقد نتعجب أن يشهد أحد الكتاب والذي نستطيع أن نصفه بأنه كاتب منصف بالرغم أنه ليس من المسيحيين إلا أنه شهد لعقيدة وحقيقة هامة وصعبة كعقيدة الثالوث.
ونستطيع أن نقول في ختام هذا الفصل إن ما قالته الديانات والعبادات الوثنية السابقة للمسيحية عن التثليث لهي محاولات فكرية أولية ومبدئية تشير إلى الحق الكامل عن الله. ولعلك تلاحظ أن اعتقاد الديانات الوثنية بثلاثة آلهة راجع إلى أنهم كانوا يعتقدون كما يعتقد غيرهم من الناس أن العدد ثلاثة هو أول عدد كامل. لكن كل القرائن السابقة تدل على أن عقيدة الثالوث المسيحي لم تقتبس شيئا إطلاقا من العقائد الوثنية. بل لابد أن نفهم أن المسيحية ليست مجرد ديانة عادية كباقي الأديان، لكنها إعلان إلهي مقدم للبشر جميعاً من خلال الوحي المقدس المعصوم، وهو ما يجب أن تنفتح له القلوب والعقول وتقبله كحق إلهي واضح.
محبتي .. و انشالله كان الموضوع ممتع
اولا : فى الهند
-------------------
كان الثالوث الالهى مؤلفا من ثلاثة :
براهما وفيشنو وسيفا .....
فبراهما هو الموجود غير المتناهى الازلى الذى اوجد المادة وظهر فى ابداع العالم ...
وفيشنو هو الحكمة الحافظة هدا العالم المخلوق .....
وسيفا هو اله الموت والملاشاه فيلاشى كل مايجد ...
وفى زعمهم ان هؤلاء الثلاثة يتولون معا تدبير العالم .
ثانيا : فى الصين
--------------------
ان الفليسوف الصينى لاوشو يوضح عقيدة قومه فى التثليثبقوله :
" ان الذى تفتش
عنه ولاتجده ىi والذى تصغى له ولاتسمع صوته يدعى ه hi والذى تمتد يدك ولا
تتمكن من لمسه يدعى وهwei ..
فتخيلوا فى تقليدهم اولا المبدأ او الاب " الذى تفتش عليه "
ثانيا الكلمة اى الابن "الدى تصغى اليه "
ثالثا الروح القدس " الدى لا تتمكن من لمسه "
والحروف الثلاثة
ى ه و ه jhi تتألف منها كلمة غريبة عن اللغة الصينية .. فهى اذن بلا شك مأخوزة
عن اللغة العبرانية وهى بلا ريب " يهوه " ...
ثالثا : فى الفرس
--------------------
ان الفليسوف لزور واسنار كان يتعبد
اولا الى عقل هرموفورا الذى له الكلمة السامية ..
ثانيا الى الروح الفاعل له الدى يتمم تلك الكلمة .... ثالثا الى لسانه الدى يلفظ
الكلمة السامية دون انقطاع .
مكتوب من كتاب
شمس البر للقس منسى يوحنا
بس رحت دورت كمان لتكون الدراسة شاملة .. و لقيت :
الثالوث المسيحي والثواليث الوثنية
قد يظن البعض أن تعاليم الكتاب المقدس بخصوص الثالوث المقدس تشابه تعاليم التثليث عند الديانات الوثنية القديمة والتي سبقت المسيحية في الظهور. والبعض يعلّق على هذه التعاليم التي ظهرت في الديانات الوثنية بقولهم إنه كانت هناك تعاليم وعقائد عن التثليث قبل زمن المسيح بقرون عديدة تشابه التعليم في المسيحية كالتي ظهرت في أشور ووجُدت أيضاً في الهند وكمبوتشيا إلا أنّ أشهرها على الإطلاق هي ثواليث مصر وبابل والهند.
ويحاول الذين يحاربون عقيدة الثالوث أن يسندوا محاربتهم بالإدعاء أنه في كل مكان من العالم القديم كانت عبادة الآلهة الوثنية متجمعة في فرق مكونة من ثلاث. ويقولون إن ذلك كان سائداً في مصر واليونان قبل وبعد مجيء الرب يسوع المسيح إلى الأرض. بل ويزعم البعض أن هذا المعتقد الوثني بدأ يجتاح المسيحية ويقولون إن المسيحية لم تدمر الوثنية بل في الحقيقة تبنتّها وتبنّت تعاليمها. ويتشدق البعض بالقول إن تعليم الثالوث هو تعليم فاسد استعير من العبادات الوثنية القديمة وأُدخل للإيمان المسيحي وأنّ أصل الثالوث لهو وثني تماماً. بل ويسخر البعض بالقول: هل الثالوث هو من الأسرار الإلهية أم من الخرافات الوثنية؟
لكن الحقيقة أن من يعقد مقارنة دقيقة بين الثالوث المسيحي وجميع التثليثات الوثنية القديمة يخرج بنتيجة واحدة فقط وهي أن هذا التشابه تشابه ظاهري فقط وليس شبهاً حقيقياً على الإطلاق. فمن المعلوم أن المسيحية عرفت عقيدة الثالوث منذ أن قدّم الرب يسوع لتلاميذه صيغة المعمودية المعروفة. "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. " مت28: 19.
ودعونا نأخذ فكرة عن الثالوث الهندي والبابلي والمصري باعتبار أنهم أشهر أنواع التثليث التي ظهرت قبل المسيحية، لنرى ما هي أوجه الشبه أو الاختلاف بينها وبين الثالوث في العقيدة المسيحية.
الثالوث الهندي
في الهند مثلاً ظهرت إحدى الديانات والتي نادت بثلاثة آلهة هم:
براهما هو الخالق أصل كل شيء، شنوا هو الحافظ لكل شيء شيوا هو المخرب.
وهؤلاء الثلاثة يمثلون التطورات المتلاحقة في الكون من ناحية الوجود والاستمرار والفناء. وبراهما إله له جوهر إلهي بسيط غير شاعر بنفسه خال من الصفات. فقد كان الهنود يؤمنون بآلهة كثيرة وصل عددها إلى حوالي 33 إلهاً لكنهّم رفعوا براهما وشنوا وشيوا فوقهم بحجة أن هؤلاء الثلاثة يمثّلون الخلق والحفظ والتدمير. لكن لم يخطر ببال الهنود قط أن يجعلوا هؤلاء الثلاثة واحداً، بل على العكس تماماً كانوا يؤمنون أن كلا من هؤلاء الثلاثة منفصل عن الآخر ومختلف عنه كل الاختلاف بل أنهم يعملون ضد بعضهم. غير أنه بالإضافة لما سبق فإن كل واحد من هذه الآلهة الثلاثة له أسرار كثيرة وحوادث غرامية مخجلة وكل منهم يطلب نوعاً خاصاً من العبادة فمنهم من يطلب عبادة مصحوبة بفرح وسرور وابتهاج، ومنهم من يتطلب عبادة مصحوبة برعب وخوف وإذلال.
الثالوث المصري
كذلك المصريون القدماء آمنوا بثالوث شهير وهو إيزيس وأوزوريس وحورس ثلاثة آلهة ويطلق عليه ثالوث طيبة المصري. وكان الشعب المصري القديم يؤمن بهذا الثالوث أيام مصر الفرعونية وذلك قبل ظهور المسيحية. ولعلنا نلاحظ أن تسمية الآب والابن والروح القدس ليس لها أساس في عقائد قدماء المصريين، كما أن كلمة أقنوم والتي هي من صميم التعليم المسيحي ليس لها أثر في التاريخ المصري. بل إن الإيمان بالثالوث المصري كان ينص على الانفصال الكامل بين الآلهة الثلاثة ولا يغيب علينا هنا أيضاً وجود عنصر نسائي في هذا الثالوث.
الثالوث البابلي
وفي بابل وُجدَ ثالوث مكون من عشتاروث، وسن، وشماس. وكان هذا في حوالي القرن الثاني قبل الميلاد. وهذا الثالوث كان يتكون من أب وأم وإبن. وهذا الأخير أصبح زوجاً للأم في الوقت نفسه. وهنا أيضاً نرى أن كلَّ إله في هذا الثالوث منفصل تماماً عن الآخر ومختلف عنه كل الاختلاف. ولذلك فلا يقبل أو يعقل أن تكون عقيدة الثالوث المسيحية مقتبسة أو مشابهة لعقائد التثليث عند الوثنيين. بل إن الثالوث المسيحي المقدس يختلف تماماً عن كل ما سبق عرضه.
لكن ما هو الفرق؟
إن الفرق واضح وكبير بين ثالوث المسيحية والتثليث في الأديان الأخرى. فالهنود لم يقولوا إن الثلاثة (براهما وشنوا وشيوا) هم واحد، بل هم يؤمنون أنهم ثلاثة منفصلون متعاقبون يعملون ضد بعضهم البعض، لا توجد بينهم وحدة أو كما نسميها نحن وحدة الجوهر.
كما أن الفرق بين الثالوث المسيحي والتثليث المصري كبير وواضح ففي الثالوث المصري توجد زوجة للإله في حين لا توجد في الثالوث المسيحي. في الثالوث المصري يوجد تعاقب زمني إيزيس وأوزوريس تزوجا وأنجبا حورس أي أنه لم يكن معهما من البداية بل جاء تالياً لهما. كما أن في الثالوث المصري زواجاً أو عملية تزاوج بعكس الثالوث المسيحي الذي لم يحدث فيه أي شيء من هذا القبيل.
ونستطيع أن نوضح الفرق بين الثالوث المسيحي والتثليت الوثني في النقاط التالية:
أولاً: في التثليث الوثني الثلاثة آلهه غير متساويين لكن في الثالوث المسيحي الأقانيم متساوية في كل شيء. فهي متساوية في الأزلية والآب يساوي الابن ويساوي الروح القدس.
ثانياً: يوجد تناسل في التثليث الوثني لكن لا يوجد تناسل في الثالوث المسيحي. فأوزوريس تزوج إيزيس وأنجبا حوريس نتيجة لعملية تزواج.
ثالثاً: يوجد اختلاف في الزمن بين آلهة الوثن، فمثلاً في التثليث الوثني المصري، كان أوزوريس موجوداً وحده فترة من الزمن وكانت إيزيس وحدها لفترة من الزمن قبل زواجهما و حورس كان أقل عمراً منهما لكونه نتاج زواجهما. أما في الثالوث المسيحي فلا يوجد فارق زمني بين الأقانيم الثلاثة لأن الله موجود منذ الأزل قائم وكائن بذاته وبعقله (الله الابن) وبروحه (الله الروح القدس).
رابعاً: في التثليث الوثني توجد امرأة، "ايزيس" في التثليث المصري و"سن" في الثالوث البابلي، أما في الثالوث المسيحي فلا توجد امرأة ولا تزاوج. فالبنوة في المسيحية ليست جسدية وليست بنوة تناسلية نتيجة علاقة بين رجل وامرأة وإنما هي بنوة مّختلفة تماماً، هي بنوة ذاتية عقلية روحانية لا علاقة لها مطلقاً بالجسد أو بالتناسل. فالتوالد يقتضي التتابع الزمني وهذا لاشك يتنافى مع أزلية الله.
وهنا لابد أن نوضح أن صلة المسيح "الإبن" بالله "الآب" ليست صلة توالدية تناسلية جسدية ولكنها علاقة روحية تقوم على وحدة الطبيعة والصفات والإرادة وتحتوي على المحبة والإكرام والمناجاة المتبادلة بين الآب والابن. أو مانسميه بلغتنا البشرية حوار الذات مع ذاتها أو نفسها.
وإن استخدام الكتاب المقدس لكلمتي الآب والابن ما هي إلا ليشرح لنا بصورة مبسطة يستطيع عقلنا البشري أن يدرك بها العلاقة بين الله الآب وبين كلمته الأزلية. فهي ليست علاقة تزاوج وتناسل وتكاثر كما يظن البعض.
فالبنوة بمعناها الحقيقي في الكتاب المقدس تشير بوضوح أن الآب والابن متلازمان أزليان ومتحدان معاً بالروح القدس، فليس هناك علاقة توالدية جسدية أو محدودية في الزمن.
خامساً: في التثليث الوثني الهندي الثلاثة يعملون الواحد ضد الآخر، لكن في المسيحية الثالوث الواحد يعمل معاً. فالأقانيم الثلاثة هم واحد في الجوهر لهم علم واحد ومشيئة واحدة وقوة واحدة فليس في اللاهوت ثلاثة عقول أو ثلاث مشيئات أو ثلاثة مصادر للقوة. فلقد قال المسيح "مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعملهُ الابن كذلك."1يو5: 19
ولقد شهد الكاتب المصري المعروف عباس محمود العقاد في كتابه عن الله (ص 149،150) بقوله: "إن فكرة الله في المسيحية لا تشبهها فكرة أخرى في ديانات ذلكَ العصر الكتابية أو غير الكتابية ويستكمل قائلا فليس لها شبيه في العبادات الوثنية بأسرها. فالإيمان بالله على تلك الصفة التي تنفرد بها المسيحية إنما هو فتح جديد لرسالة السيد المسيح، لم يسبقه إليها في اجتماع مقوماتها رسول من الكتابيين ولا غير الكتابيين، وهي لم تكن أجزاء مقتبسة من هنا أو من هناك بل كانت كلاماً متجانساً من وحي واحد وطبيعة واحدة!!"
وقد نتعجب أن يشهد أحد الكتاب والذي نستطيع أن نصفه بأنه كاتب منصف بالرغم أنه ليس من المسيحيين إلا أنه شهد لعقيدة وحقيقة هامة وصعبة كعقيدة الثالوث.
ونستطيع أن نقول في ختام هذا الفصل إن ما قالته الديانات والعبادات الوثنية السابقة للمسيحية عن التثليث لهي محاولات فكرية أولية ومبدئية تشير إلى الحق الكامل عن الله. ولعلك تلاحظ أن اعتقاد الديانات الوثنية بثلاثة آلهة راجع إلى أنهم كانوا يعتقدون كما يعتقد غيرهم من الناس أن العدد ثلاثة هو أول عدد كامل. لكن كل القرائن السابقة تدل على أن عقيدة الثالوث المسيحي لم تقتبس شيئا إطلاقا من العقائد الوثنية. بل لابد أن نفهم أن المسيحية ليست مجرد ديانة عادية كباقي الأديان، لكنها إعلان إلهي مقدم للبشر جميعاً من خلال الوحي المقدس المعصوم، وهو ما يجب أن تنفتح له القلوب والعقول وتقبله كحق إلهي واضح.
محبتي .. و انشالله كان الموضوع ممتع
Comment