أعطني هذا الغريب!
"للثّعالب أوجرة ولطيور السّماء أوكار، وأمّا ابن الإنسان فليس له أين يُسنِد رأسه" (لو 9: 58). أكان يسوع مشرّدًا أو سائحًا؟ ألم يكن له بيت؟ ولا في موضع، في الإنجيل، كلام عن بيته، رغم أنّ ثمّة قولاً عن البلدة الّتي نشأ فيها، منذ الطّفوليّة، النّاصرة، والبلدة الّتي انتقل إليها عندما أخذ في الكرازة بملكوت الله، كفرناحوم. الكلام على البيت الأرضي لا قيمة له في منظور يسوع، ومن ثمّ الإنجيل، لذا لم يتحدّث أحد عن البيت الحجريّ للرّبّ الإله. حتّى ما نسمّيه "الأرض المقدّسة" لا قيمة لها في ذاتها بل للإيمان بمَن مرّ من هناك ولمّا يستوطن. كان، دائمًا، إلى قلوب النّاس. هذه بيوتهم الّتي اهتمّ بالدّخول إليها. فإذا ما قال إنّه ليس له أين يُسنِد رأسه فلأنّ القلوب كانت موصدة دونه. حتّى تلاميذه، حين احتفّت بهم المخاطر، تركوه وحيدًا، في العراء، في الخارج، في العتمة. لذا أَنَّ المرنّم بهذه الآهات في خدمة الجمعة العظيم مساء: "أعطني هذا الغريب الّذي أبناء جنسه أماتوه بُغضًا كغريب... أعطني هذا الغريب الّذي غرّبه اليهود من العالم حسدًا. أعطني هذا الغريب لكي أواريه في لحد الّذي بما أنّه غريب ليس له أين يُسند رأسه". النّور جاء إلى العالم لكنّ النّاس أحبّوا الظّلمة أكثر من النّور لأنّ أعمالهم كانت شرّيرة (يو 3: 19). هذا واقع ابن الإنسان، كان ولا زال، محتقَرٌ، مخذولٌ من النّاس فلم نعتدّ به (إش 53). كلٌّ يطلب ما لنفسه وابن الله غريب!
يأتينا يسوع، أبدًا، كغريب. نعامله كغريب ولو ادّعينا القربى إليه. غريب هو لأنّه الحقّ ولأنّه يقول لك الحقّ إنّك في الباطل. لا يشاء الإنسان أن يقول الحقّ ويسلك في الحقّ لأنّ فيه، ساعتذاك، شيئًا ينبغي أن يموت: كذبُه! ولا يشاء إلاّ أن يكذب لأنّ كيانه، في العمق، قائم في الباطل لا في الحقّ. يكذب لأنّ فيه نزعة إلى الكذّاب وأبي الكذّاب! بعدما ذاق الإنسان خطيئته عشقًا لذاته، نفسًا وفكرًا وجسدًا، استحلاها، التزمها، تماهى وإيّاها، صار هو إيّاها وهي إيّاه. لم يعد قادرًا على أن يستمرّ من دونها. وقع تحت سطوتها. صارت إسّ نَفْسِه. أضحت حاجةً وضرورة، بمثابة طبيعة ثانية. يأكلها وتأكله. الباطل لديه صار حالة وجود. كان، في الفردوس، نحلة فصار في الأرض ذبابة. النّحلة، حيثما حلّت، بحثت عن الطيِّبات، والذبابة عن النّجاسات. طيِّبات الذبابة في نجاساتها. فلا غرو إن بات الحقّ للإنسان كذبًا والكذب حقًّا وبات يسوع الحقُّ غريبًا عنه.
غير أنّ يسوع، على غربته، يأتي إلى الخاطئ غافرًا أيضًا. لا يبكّت العالم، في روحه، على خطيئة وحسب، بل يأتي، كذلك، كرافعٍ خطيئة العالم. في وحشته ضمّ العالم إلى صدره. هذا لا يعني فقط أنّه شاء أن يسامح عن الإساءات وحسب، بل يعني، أوّلاً، أنّه شاء أن يغيِّر، في الإنسان، حال وجوده، أن يجعله مائلاً عن الباطل، عن الكذب، عن النّجاسة، إلى الحقّ، إلى الصدق، إلى النّقاوة. لكنْ للخطيئة، واقعًا، في الإنسان، كما قلنا، قوّة كأنّها ربقة الطبيعة، لذلك ما كان بإمكانه أن يعرف يسوع إلاّ إذا كان مستعدًّا لأن يموت عمّا فيه من خَبَث. يبقى يسوع غريبًا عن الإنسان طالما لم يتعهّد الإنسان ما تعهدّه يسوع من أجله وعدًا ونذرًا وجهدًا. "مَن يحبّ نفسه يُهلكها ومَن يُبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبديّة" (يو 12: 25). النفسُ الّتي علينا أن نُبغضها في هذا العالم هي الخطيئة الّتي تماهت وإيّانا حتّى صارت إيّانا. هي الباطل، هي الظّلمة.
ولو غرّبناه عنّا يأتينا يسوع كحبيب! فقط مَن لا يحبّون يطالعونه أبدًا كغريب. وأنّى لأحد أن يحبّ ما لم يتغرّب عن نفسه؟ تخطّ نفسك أوّلاً تُقارب المحبّة! اهجر نفسك، هواك، أناك فيأتيك الغريب قريبًا حبيبًا! أنت لا تعرف يسوع كشريعة، كفروض، كثواب. هذه تمرّ بها كطريق ولا تتوقّف عندها. تمرّ بها لتأتي إليه. قِبلتُك مطالعة وجهه، أن تكون إلى قلبه. "وجهك يا ربّ أنا ألتمس". حكايتك ويسوع حكاية عشق وعاشقَين! واحد قيل عنه: "مَن كان يسوع يحبّه"، وهو مَن اتّكأ على صدره وسمع نبض قلبه وتوهَّج بروحه عشقًا: يوحنّا! هذا وحده لازمه عند الصّليب ودخل إليه في بيت رئيس الكهنة. وهذا وحده استأهل أن يُسمَّى ابنًا لوالدة الإله واعتُلنت والدةُ الإله أُمَّه. هذا وحده مَن ذاق الشّهادة روحًا لا دمًا. هذا وحده صورة الحبيب للحبيب. هذا وحده بين التّلاميذ من قيل إنّه لم يلزم الّلحد بل انتقل. الجميع عرفوا السّيّد ميتًا قبل أن يأخذوه مُقامًا إلاً يوحنّا عاين القبر فارغًا لأنّه عرف السّيّد حيًّا حبيبًا وانعكست محبّة السّيّد في مرآة قلبه نورًا فصار يوحنّا حبيبًا وصار صورةَ التلميذ الّذي يسوع يحبّه!
المحبّة أقوى من الموت، إذًا هي الحياة الأبديّة. مَن كان حيًّا وآمن بي فلن يرى الموت إلى الأبد، قال السّيّد. غريبًا يقيم الإنسان في الأرض تكدّه الوحشة ولا يستأنس، إذ ذاك، إلاّ بخطيئته. خطيئته تكون إليه مُغرِّبةً ومؤنِسة معًا. لا تعطيه غير حياة مائتة إلى أن يتغرّب عنها فيؤتيه السّيّد القربى ويصير الغريب إليه حبيبًا ويأتي إلى قيامة.
ألا زال ثمّة مَن يشتهي وجه ذاك الغريب النابت بإزاء عيوننا كفرخ وكعِرق من أرض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه؟ الصّليب مطالعة ممجوجة في هذا الدّهر لأنّه عَرَق ودم ومعاناة، صورةُ الموت ولو محييًا. لذا لا يشاء القوم أن تكون لهم، واقعًا، شركة فيه فيجعلونه مادة لكراماتهم ووثنيّاتهم وأمجادهم الدّهريّة حتّى يصير لهم مستساغًا. يتزيّنون به خارجيًّا كالحلَق في الأذن والأساور في اليد ولا يلتزمونه سيرة! ليس أفظع ولا أذلّ من أن يموت الحبيب عن الأحبّة ويتغنّى القوم بموته!
مسيح الرّبّ باق غريبًا حتّى عن أكثر خدّامه لأنّك قلّما تجد مَن هو مستعد لأن يموت من أجله ليحاكي موتُ العباد موتَ السّيّد، وحياتُهم قيامتَه. أحالوه وثنًا! ها قد بتنا في زمن الوثنيّات المسيحيّة! اللغة مسيحيّة والرّموز مسيحيّة أمّا السّيرة فأهوائيّة، وثنيّة! الهمّ في كيف تظهر لا في ما أنت عليه. يلفّقون لَغْوهم على كلام السّيّد وأثوابَهم على أسرار السّيّد وأهواءَهم على إنجيل السّيّد. سيّدهم مقيم في المغارة وحيدًا، وهم عشراء هيرودوس في قصره روحًا!
غريبًا باق أنت يا معلّم! فهموك لكنّهم لم يشاؤوك! أيتغيّر الإنسان؟! ليس غيرُ رحمتك تُغيِّر! هيكلك يا سيّد عامرٌ بالوثنيّات باسمك! على أنّ في دُجى الّليل سبعة آلاف غريب مغرَّب نظيرك في كنيستك لم يُحنوا ركبة لبعل، هؤلاء لا زالوا يضيئون شموعهم الصّغيرة ويبتهلون في غربة عن هذا الدّهر، في مغارة نفوسهم أن: أعطني هذا الغريب الّذي أبناؤه يميتونه اليوم بُغضًا كغريب...
الأرشمندريت توما (بيطار)
"للثّعالب أوجرة ولطيور السّماء أوكار، وأمّا ابن الإنسان فليس له أين يُسنِد رأسه" (لو 9: 58). أكان يسوع مشرّدًا أو سائحًا؟ ألم يكن له بيت؟ ولا في موضع، في الإنجيل، كلام عن بيته، رغم أنّ ثمّة قولاً عن البلدة الّتي نشأ فيها، منذ الطّفوليّة، النّاصرة، والبلدة الّتي انتقل إليها عندما أخذ في الكرازة بملكوت الله، كفرناحوم. الكلام على البيت الأرضي لا قيمة له في منظور يسوع، ومن ثمّ الإنجيل، لذا لم يتحدّث أحد عن البيت الحجريّ للرّبّ الإله. حتّى ما نسمّيه "الأرض المقدّسة" لا قيمة لها في ذاتها بل للإيمان بمَن مرّ من هناك ولمّا يستوطن. كان، دائمًا، إلى قلوب النّاس. هذه بيوتهم الّتي اهتمّ بالدّخول إليها. فإذا ما قال إنّه ليس له أين يُسنِد رأسه فلأنّ القلوب كانت موصدة دونه. حتّى تلاميذه، حين احتفّت بهم المخاطر، تركوه وحيدًا، في العراء، في الخارج، في العتمة. لذا أَنَّ المرنّم بهذه الآهات في خدمة الجمعة العظيم مساء: "أعطني هذا الغريب الّذي أبناء جنسه أماتوه بُغضًا كغريب... أعطني هذا الغريب الّذي غرّبه اليهود من العالم حسدًا. أعطني هذا الغريب لكي أواريه في لحد الّذي بما أنّه غريب ليس له أين يُسند رأسه". النّور جاء إلى العالم لكنّ النّاس أحبّوا الظّلمة أكثر من النّور لأنّ أعمالهم كانت شرّيرة (يو 3: 19). هذا واقع ابن الإنسان، كان ولا زال، محتقَرٌ، مخذولٌ من النّاس فلم نعتدّ به (إش 53). كلٌّ يطلب ما لنفسه وابن الله غريب!
يأتينا يسوع، أبدًا، كغريب. نعامله كغريب ولو ادّعينا القربى إليه. غريب هو لأنّه الحقّ ولأنّه يقول لك الحقّ إنّك في الباطل. لا يشاء الإنسان أن يقول الحقّ ويسلك في الحقّ لأنّ فيه، ساعتذاك، شيئًا ينبغي أن يموت: كذبُه! ولا يشاء إلاّ أن يكذب لأنّ كيانه، في العمق، قائم في الباطل لا في الحقّ. يكذب لأنّ فيه نزعة إلى الكذّاب وأبي الكذّاب! بعدما ذاق الإنسان خطيئته عشقًا لذاته، نفسًا وفكرًا وجسدًا، استحلاها، التزمها، تماهى وإيّاها، صار هو إيّاها وهي إيّاه. لم يعد قادرًا على أن يستمرّ من دونها. وقع تحت سطوتها. صارت إسّ نَفْسِه. أضحت حاجةً وضرورة، بمثابة طبيعة ثانية. يأكلها وتأكله. الباطل لديه صار حالة وجود. كان، في الفردوس، نحلة فصار في الأرض ذبابة. النّحلة، حيثما حلّت، بحثت عن الطيِّبات، والذبابة عن النّجاسات. طيِّبات الذبابة في نجاساتها. فلا غرو إن بات الحقّ للإنسان كذبًا والكذب حقًّا وبات يسوع الحقُّ غريبًا عنه.
غير أنّ يسوع، على غربته، يأتي إلى الخاطئ غافرًا أيضًا. لا يبكّت العالم، في روحه، على خطيئة وحسب، بل يأتي، كذلك، كرافعٍ خطيئة العالم. في وحشته ضمّ العالم إلى صدره. هذا لا يعني فقط أنّه شاء أن يسامح عن الإساءات وحسب، بل يعني، أوّلاً، أنّه شاء أن يغيِّر، في الإنسان، حال وجوده، أن يجعله مائلاً عن الباطل، عن الكذب، عن النّجاسة، إلى الحقّ، إلى الصدق، إلى النّقاوة. لكنْ للخطيئة، واقعًا، في الإنسان، كما قلنا، قوّة كأنّها ربقة الطبيعة، لذلك ما كان بإمكانه أن يعرف يسوع إلاّ إذا كان مستعدًّا لأن يموت عمّا فيه من خَبَث. يبقى يسوع غريبًا عن الإنسان طالما لم يتعهّد الإنسان ما تعهدّه يسوع من أجله وعدًا ونذرًا وجهدًا. "مَن يحبّ نفسه يُهلكها ومَن يُبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبديّة" (يو 12: 25). النفسُ الّتي علينا أن نُبغضها في هذا العالم هي الخطيئة الّتي تماهت وإيّانا حتّى صارت إيّانا. هي الباطل، هي الظّلمة.
ولو غرّبناه عنّا يأتينا يسوع كحبيب! فقط مَن لا يحبّون يطالعونه أبدًا كغريب. وأنّى لأحد أن يحبّ ما لم يتغرّب عن نفسه؟ تخطّ نفسك أوّلاً تُقارب المحبّة! اهجر نفسك، هواك، أناك فيأتيك الغريب قريبًا حبيبًا! أنت لا تعرف يسوع كشريعة، كفروض، كثواب. هذه تمرّ بها كطريق ولا تتوقّف عندها. تمرّ بها لتأتي إليه. قِبلتُك مطالعة وجهه، أن تكون إلى قلبه. "وجهك يا ربّ أنا ألتمس". حكايتك ويسوع حكاية عشق وعاشقَين! واحد قيل عنه: "مَن كان يسوع يحبّه"، وهو مَن اتّكأ على صدره وسمع نبض قلبه وتوهَّج بروحه عشقًا: يوحنّا! هذا وحده لازمه عند الصّليب ودخل إليه في بيت رئيس الكهنة. وهذا وحده استأهل أن يُسمَّى ابنًا لوالدة الإله واعتُلنت والدةُ الإله أُمَّه. هذا وحده مَن ذاق الشّهادة روحًا لا دمًا. هذا وحده صورة الحبيب للحبيب. هذا وحده بين التّلاميذ من قيل إنّه لم يلزم الّلحد بل انتقل. الجميع عرفوا السّيّد ميتًا قبل أن يأخذوه مُقامًا إلاً يوحنّا عاين القبر فارغًا لأنّه عرف السّيّد حيًّا حبيبًا وانعكست محبّة السّيّد في مرآة قلبه نورًا فصار يوحنّا حبيبًا وصار صورةَ التلميذ الّذي يسوع يحبّه!
المحبّة أقوى من الموت، إذًا هي الحياة الأبديّة. مَن كان حيًّا وآمن بي فلن يرى الموت إلى الأبد، قال السّيّد. غريبًا يقيم الإنسان في الأرض تكدّه الوحشة ولا يستأنس، إذ ذاك، إلاّ بخطيئته. خطيئته تكون إليه مُغرِّبةً ومؤنِسة معًا. لا تعطيه غير حياة مائتة إلى أن يتغرّب عنها فيؤتيه السّيّد القربى ويصير الغريب إليه حبيبًا ويأتي إلى قيامة.
ألا زال ثمّة مَن يشتهي وجه ذاك الغريب النابت بإزاء عيوننا كفرخ وكعِرق من أرض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه؟ الصّليب مطالعة ممجوجة في هذا الدّهر لأنّه عَرَق ودم ومعاناة، صورةُ الموت ولو محييًا. لذا لا يشاء القوم أن تكون لهم، واقعًا، شركة فيه فيجعلونه مادة لكراماتهم ووثنيّاتهم وأمجادهم الدّهريّة حتّى يصير لهم مستساغًا. يتزيّنون به خارجيًّا كالحلَق في الأذن والأساور في اليد ولا يلتزمونه سيرة! ليس أفظع ولا أذلّ من أن يموت الحبيب عن الأحبّة ويتغنّى القوم بموته!
مسيح الرّبّ باق غريبًا حتّى عن أكثر خدّامه لأنّك قلّما تجد مَن هو مستعد لأن يموت من أجله ليحاكي موتُ العباد موتَ السّيّد، وحياتُهم قيامتَه. أحالوه وثنًا! ها قد بتنا في زمن الوثنيّات المسيحيّة! اللغة مسيحيّة والرّموز مسيحيّة أمّا السّيرة فأهوائيّة، وثنيّة! الهمّ في كيف تظهر لا في ما أنت عليه. يلفّقون لَغْوهم على كلام السّيّد وأثوابَهم على أسرار السّيّد وأهواءَهم على إنجيل السّيّد. سيّدهم مقيم في المغارة وحيدًا، وهم عشراء هيرودوس في قصره روحًا!
غريبًا باق أنت يا معلّم! فهموك لكنّهم لم يشاؤوك! أيتغيّر الإنسان؟! ليس غيرُ رحمتك تُغيِّر! هيكلك يا سيّد عامرٌ بالوثنيّات باسمك! على أنّ في دُجى الّليل سبعة آلاف غريب مغرَّب نظيرك في كنيستك لم يُحنوا ركبة لبعل، هؤلاء لا زالوا يضيئون شموعهم الصّغيرة ويبتهلون في غربة عن هذا الدّهر، في مغارة نفوسهم أن: أعطني هذا الغريب الّذي أبناؤه يميتونه اليوم بُغضًا كغريب...
الأرشمندريت توما (بيطار)
Comment