مقدمة
"حيّ الرب... الذي أنا واقف أمامه" (1 ملوك 17: 1، 18: 15). هذا الصراخ يُطلقه "إيليا هو" بطيبة خاطر، محققاً في وجوده ما يعني اسمه: " الرب هو إلهي". كان نبياً شبيهاً بالنار،
العهد القديم
1. عودة إلى البرية:
إن البرية التي اضطر إيليا أن يهرب اليها تكشف له عن عناية إلهه به (1 ملوك 17: 2- 4، 19: 4- 8)، فهو الذي مكّنه من أن يصل الى حوريب. هنالك تجلّى الله له في ذات المكان الذي رأى فيه موسى الله من خلف (19: 9- 14، راجع خروج 33: 21 و 23). ولقد صار التشبي (أي إيليا)، شأن موسى، (1 ملوك 17: 1) مصدر قداسة للشعب بسبب لقائه مع الله (1 ملوك 19: 15 - 18).
2. بطل الله وبطل المظلومين:
"نني غرت غيرة للرب إله الجنود" (19: 10). وهذه الغيرة المكتسحة هي أقلّ ما يمكن لمواجهة جبابرة ذلك اليوم. فقد انتشوا من الانتصارات الحربية، و بهاء عاصمة البلاد الجديدة، ورخاء المدن، فغلب عليهم جو الكبرياء والعجب ورفعة أمتهم (16: 33- 34). وفي القصر الملكي، وهو "بيت العاج" (22: 39) لم تفكر إيزابل، زوجة أخآب الوثنية، إلا في المشروعات التجديفية. ألم تحتفظ في هيكل البعل بمئات الأنبياء الكذبة الذين كلفتهم بنشر عبادة الأوثان؟ قبل إيليا التحدي، وأخزى خصومه بتدخل الرب العجيب على جبل الكرمل (1 ملوك 18). وهكذا نرى انه في كل مرة تتعرض حقوق الله للخطر كان إيليا يخوض المعركة بتوجيه طعنات شديدة للمعتدين (2 ملوك 1). لم تكن العبادة الحقيقية وحدها موضوع المعركة، بل هناك الدفاع عن البر ومصير الضعفاء ايضاً. صبَّ إيليا جامات غضبه على أخآب الذي قتل نابوت محب السلام، وفعل هذا على وجه جعل الملك يرتعب، ويتوب أخيراً (1 ملوك 21).
3. يشهد الله بين الوثنيين:
كان الكثيرون من اسرائيليي القرن التاسع يرون أنه يجب أن تُحصر احسانات الله ني الشعب المختار. أما من جهة الله الذذ أرسل إيليا فإن عمل الخلاص يتعدى حدود العهد. فهناك امرأة وثنية تُنقذ من المجاعة (1 ملوك 17: 10- 16)، ويُنقذ ابنها من الموت (17: 17 - 24).
4. ارتفاع إيليا إلى السماء:
اختفى رجل الله بطريقة عجيبة عن أعين أصدقائه، إذ ارتفع في "العاصفة" معتلياً "مركبة اسرائيل وفرسانها" تاركاً روحه النبوية لأليشاع ليكمل عمل الله (2 ملوك 2: 1- 18).
5. السابق:
إن هذا الانتقال العجيب يقابله مجيء المسيح مرة أخرى للدينونة. "هأنذا أرسل اليكم ايليا النبي قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الرهيب" (ملاخي 4: 5). وكان عمله في رد قلوب الآباء إلى بنيهم، وقلوب البنين إلى آبائهم (ملاخي 4: 6)
العهد الجديد
1. يوحنا المعمدان وإيليا:
إن هذا الانتظار الأخروي (راجع مرقس 15: 35- 36) قد تم في يوحنا المعمدان (منى 17: 10- 13) لكن بطريقة سريّة، لأن يوحنا لم يكن هو إيليا (يوحنا 1: 21 و 25)، وإن كانت كرازته ترد قلوب الابناء إلى آبائهم فلم يكن هو الذي يسكن غضب الله.
2. يسوع وإيليا:
لقد حقق يوحنا المعمدان مثال إيليا فيما يختص بالمناداة بالتوبة في البرية (متى 3: 4. انظر 2 ملوك 1: 8). لكن يسوع هو الذي حقق صفاته الرئيسية. فمنذ الناصرة حدّد المسيح رسالته الشاملة بالمقارنة مع رسالة ايليا (لوقا 4: 25- 26) فمعجزة امرأة صرفة تكاد تقرأها في معجزة نايين (لوقا 7: 11- 16، راجع 1 ملوك 17: 17- 24). وكان إيليا قد استدعى ناراً من السماء لتأخذ بثأر شرف الله (2 ملوك 1: 9 - 14، راجع لوقا 9: 54). أما يسوع فقد أتى بنار جديدة، أي نار الروح القدس (لوقا 12: 49) وفي جبل الزيتون عزّى ملاكٌ يسوع وشدده الأمر الذي تم مع إيليا في البرية (لوقا 22: 43، راجع 1 ملوك 19: 5 و 7). لكنّ يسوع لم يطلب الموت كما فعل إيليا. وإيليا رفع إلى السماء، "وقد حلت روحه على أليشاع" (2 ملوك 2: 1- 15). وهذا يمثل صعود المسيح الذي سيرسل لتلاميذه ما وعد به أبوه (لوقا 24: 051 انظر 9: 51).
3. المؤمن وإيليا:
جعل يعقوب الرسول شفاعة إيليا "وهو بشر مثلنا" نموذجاً لطلبة البار (يعقوب 5: 16- 18). وكان حديث النبي مع يسوع اثناء التجلي (متى 17: 1- 8)، كما كان سابقاً مع الرب في صوت نسيم لطيف (1 ملوك 19: 12). ويبقي للتقليد المسيحي قدوة الألفة التي يدعو اليها الرب كل المؤمنين
"حيّ الرب... الذي أنا واقف أمامه" (1 ملوك 17: 1، 18: 15). هذا الصراخ يُطلقه "إيليا هو" بطيبة خاطر، محققاً في وجوده ما يعني اسمه: " الرب هو إلهي". كان نبياً شبيهاً بالنار،
العهد القديم
1. عودة إلى البرية:
إن البرية التي اضطر إيليا أن يهرب اليها تكشف له عن عناية إلهه به (1 ملوك 17: 2- 4، 19: 4- 8)، فهو الذي مكّنه من أن يصل الى حوريب. هنالك تجلّى الله له في ذات المكان الذي رأى فيه موسى الله من خلف (19: 9- 14، راجع خروج 33: 21 و 23). ولقد صار التشبي (أي إيليا)، شأن موسى، (1 ملوك 17: 1) مصدر قداسة للشعب بسبب لقائه مع الله (1 ملوك 19: 15 - 18).
2. بطل الله وبطل المظلومين:
"نني غرت غيرة للرب إله الجنود" (19: 10). وهذه الغيرة المكتسحة هي أقلّ ما يمكن لمواجهة جبابرة ذلك اليوم. فقد انتشوا من الانتصارات الحربية، و بهاء عاصمة البلاد الجديدة، ورخاء المدن، فغلب عليهم جو الكبرياء والعجب ورفعة أمتهم (16: 33- 34). وفي القصر الملكي، وهو "بيت العاج" (22: 39) لم تفكر إيزابل، زوجة أخآب الوثنية، إلا في المشروعات التجديفية. ألم تحتفظ في هيكل البعل بمئات الأنبياء الكذبة الذين كلفتهم بنشر عبادة الأوثان؟ قبل إيليا التحدي، وأخزى خصومه بتدخل الرب العجيب على جبل الكرمل (1 ملوك 18). وهكذا نرى انه في كل مرة تتعرض حقوق الله للخطر كان إيليا يخوض المعركة بتوجيه طعنات شديدة للمعتدين (2 ملوك 1). لم تكن العبادة الحقيقية وحدها موضوع المعركة، بل هناك الدفاع عن البر ومصير الضعفاء ايضاً. صبَّ إيليا جامات غضبه على أخآب الذي قتل نابوت محب السلام، وفعل هذا على وجه جعل الملك يرتعب، ويتوب أخيراً (1 ملوك 21).
3. يشهد الله بين الوثنيين:
كان الكثيرون من اسرائيليي القرن التاسع يرون أنه يجب أن تُحصر احسانات الله ني الشعب المختار. أما من جهة الله الذذ أرسل إيليا فإن عمل الخلاص يتعدى حدود العهد. فهناك امرأة وثنية تُنقذ من المجاعة (1 ملوك 17: 10- 16)، ويُنقذ ابنها من الموت (17: 17 - 24).
4. ارتفاع إيليا إلى السماء:
اختفى رجل الله بطريقة عجيبة عن أعين أصدقائه، إذ ارتفع في "العاصفة" معتلياً "مركبة اسرائيل وفرسانها" تاركاً روحه النبوية لأليشاع ليكمل عمل الله (2 ملوك 2: 1- 18).
5. السابق:
إن هذا الانتقال العجيب يقابله مجيء المسيح مرة أخرى للدينونة. "هأنذا أرسل اليكم ايليا النبي قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الرهيب" (ملاخي 4: 5). وكان عمله في رد قلوب الآباء إلى بنيهم، وقلوب البنين إلى آبائهم (ملاخي 4: 6)
العهد الجديد
1. يوحنا المعمدان وإيليا:
إن هذا الانتظار الأخروي (راجع مرقس 15: 35- 36) قد تم في يوحنا المعمدان (منى 17: 10- 13) لكن بطريقة سريّة، لأن يوحنا لم يكن هو إيليا (يوحنا 1: 21 و 25)، وإن كانت كرازته ترد قلوب الابناء إلى آبائهم فلم يكن هو الذي يسكن غضب الله.
2. يسوع وإيليا:
لقد حقق يوحنا المعمدان مثال إيليا فيما يختص بالمناداة بالتوبة في البرية (متى 3: 4. انظر 2 ملوك 1: 8). لكن يسوع هو الذي حقق صفاته الرئيسية. فمنذ الناصرة حدّد المسيح رسالته الشاملة بالمقارنة مع رسالة ايليا (لوقا 4: 25- 26) فمعجزة امرأة صرفة تكاد تقرأها في معجزة نايين (لوقا 7: 11- 16، راجع 1 ملوك 17: 17- 24). وكان إيليا قد استدعى ناراً من السماء لتأخذ بثأر شرف الله (2 ملوك 1: 9 - 14، راجع لوقا 9: 54). أما يسوع فقد أتى بنار جديدة، أي نار الروح القدس (لوقا 12: 49) وفي جبل الزيتون عزّى ملاكٌ يسوع وشدده الأمر الذي تم مع إيليا في البرية (لوقا 22: 43، راجع 1 ملوك 19: 5 و 7). لكنّ يسوع لم يطلب الموت كما فعل إيليا. وإيليا رفع إلى السماء، "وقد حلت روحه على أليشاع" (2 ملوك 2: 1- 15). وهذا يمثل صعود المسيح الذي سيرسل لتلاميذه ما وعد به أبوه (لوقا 24: 051 انظر 9: 51).
3. المؤمن وإيليا:
جعل يعقوب الرسول شفاعة إيليا "وهو بشر مثلنا" نموذجاً لطلبة البار (يعقوب 5: 16- 18). وكان حديث النبي مع يسوع اثناء التجلي (متى 17: 1- 8)، كما كان سابقاً مع الرب في صوت نسيم لطيف (1 ملوك 19: 12). ويبقي للتقليد المسيحي قدوة الألفة التي يدعو اليها الرب كل المؤمنين
Comment