سمات التفسير الارثوذكسى
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
الكتاب المقدس هو عماد الحياة
عماد الحياة العقيدية واللاهوتية، وعماد الحياة الروحية أيضاً، ولا ننسى ما ورد فى المزمور: "الرجل الصالح فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً" (مز 2:1). وهذه العبادة فى المزمور الأول هى نفس ما قاله الرب ليشوع بن نون: "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج به نهاراً وليلاً" (يش 8:1)، على الرغم من أن يشوع كان قائد جيش وكانت مشغولياته كثيرة. وهذا الأمر أيضاً نجده فى الإصحاح السادس من سفر التثنية. فى تثنية (5) وردت الوصايا العشر كما وردت فى سفر الخروج (20) وبعد ما ربنا قال الوصايا العشر فى تثنية (5)؛ قال فى إصحاح (6): "لتكن هذه الكلمات التى أنا أوصيك بها اليوم على قلبك وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس فى بيتك وحين تنام وحين تقوم" (تث 6:6،7).
الكتاب المقدس مفيد لنا جميعاً لا نستغنى عنه، مهما وصلنا من العلم والمعرفة..
وهو مجال للتأمل الروحى، كما يقول المرتل فى المزمور الكبير: "لكل كمال رأيت حداً أما وصيتك فواسعة جداً" (مز 96:119) كما يقول أيضاً: "لو لم تكن شريعتك هى تلاوتى، لهلكت حينئذ فى مذلتى" (مز 92:119). الكتاب إذن نافع للحياة الروحية ولمعرفة طريق الرب، ونافع للتأمل. ونافع أيضاً للتعليم، وفى الدفاع عن العقيدة، ونافع أيضاً للرد على الحروب الروحية التى تحارب الإنسان، وكما قال القديس مارأوغريس فى إحدى ميامره: (إنك ترد كل خطية بإحدى الوصايا). أى أنك عندما تحارب بأى خطية يمكنك أن تردعها بوصية من وصايا ربنا.
فمثلاً إذا حوربت بالغضب تذكر قول الكتاب: "ليكن كل إنسان مسرعاً إلى الاستماع، مبطئاً فى التكلم، مبطئاً فى الغضب لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 20:1).
إذا حوربت بأخطاء فى الكلام، تذكر قول الكتاب: "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم 19:10). وإذا حوربت بالكبرياء تذكر الآية التى تقول: "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 18:16). وإذا حوربت بالبر الذاتى تذكر ما قيل عن أيوب الصديق وأصحابه الثلاثة فى سفر أيوب: "فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة أيوب لكونه باراً فى عين نفسه، حينئذ حمى غضب اليهوبن برخئيل البوزى من عشيرة رام، على أيوب حمى غضبه لأنه حسب نفسه أبر من الله وعلى أصحابه الثلاثة حمى غضبه، لأنهم لم يجدوا جواباُ واستذنبوا أيوب. حينئذ قال لهم أليهو: أنا فتى وأنتم شيوخ لذلك خفت وخشيت أن أتكلم، وقلت كثرة الأيام تظهر حكمة" (أى 1:32-7) والآية الأخيرة تظهر لنا الأدب فى الكلام مع كبار السن.
قلنا الكتاب المقدس نافع لتعريف الإنسان بطريق ربنا، وهو يقوده فى الحياة الروحية. لذلك بيقول: "سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى" (مز 105:119).
هو أيضاً مجال للرد على كل خطية يحارب بها الإنسان، وهو أيضاً مجال للدفاع عن العقيدة. وكما سمعتم ممن تحدثوا قبلى إنى قلت قبل ذلك خطورة استخدام الآية الواحدة.
الكتاب المقدس ليس هو مجرد آية ولكنه كتاب، بهذه المناسبة أحب أن أذكر أن السبتيين والأدفنتست لهم كتاب من تأليفهم اسمه "الكتاب يتكلم" يذكرون أى سؤال والإجابة بآية واحدة، بينما هناك آيات أخرى توضح المفهوم الكتابى. فاحترسوا أيضاً من هذا الكتاب مع إن اسمه "الكتاب يتكلم" لكنه يتكلم بطريقة خاطئة بآية واحدة، مثال هذا ما ورد فى قصة سجان فليبى "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع 31:16) ويتخذها البروتستانت أن الإيمان كافى للخلاص. وأيضاً "فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" (أع 38:2)، "من آمن وأعتمد خلص" (مر 16:16).
قالها بطرس الرسول لليهود بعد أن نخسوا فى قلوبهم وآمنوا. إذن يلزم التوبة ويلزم المعمودية. وربما أحدثكم بعض الحين عن مفهوم المعمودية فى نظر هؤلاء الناس، ونحن لا نستخدم الآية الواحدة. فمثلاً فى رسالة يوحنا الأولى "إن علمتم إنه بار هو، فاعلموا أن كل من يفعل البر مولود منه" (1يو 29:2).
ونحن مع إهتمامنا بالأعمال إهتماماً كبيراً، لا نقول إطلاقاً أن من يفعل البر يأخذ الميلاد الثانى بدون المعمودية. إنما هذه الآية قيلت فى مجال والمعمودية فى مجال آخر، يجتمع المجالان معاً لكى يكون تعليماً واحداً. أو مثلاً هذه الآية "الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه: افتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم" (يع 27:1).
فلا يمكن أن نستخدم هذه الآية ونقول: أن افتقاد اليتامى والأرامل والحياة النقية هى كافية للخلاص بدون الإيمان وبدون المعمودية، نضع هذه إلى جوار تلك. كذلك نقرأ فى (مت 31:25)، كيف أن السيد الرب يأتى للدينونة ويجلس على كرسى مجده، وتجتمع أمامه جميع الشعوب، فيفرزهم البعض عن يمينه والبعض عن يساره، فيقول للذين عن يمينه: "تعالوا إلىّ
يا مباركى أبى رثوا الملك المعُد لكم قبل إنشاء العالم، لأنى كنت جوعاناً فأطعمتمونى، عطشاناً فسقيتمونى، مريضاً فزرتمونى... إلخ" (مت 34:25-36) إلى آخر هذا الكلام، فلا يمكن أن نقول أن مجرد الإهتمام بالمحتاجين بأكلهم وشربهم وزيارتهم كافى للخلاص، وللوقوف عن يمين الله. أيضاً لابد من الإيمان، لابد من المعمودية، لابد من التوبة.
فكما أننا لا نستخدم أسلوب الآية الواحدة؛ لا نحب أنهم يستخدمون الآية الواحدة.
التفسير المنحرف :
† فكثير من الناس يفسرون بعض الآيات تفسيراً منحرفاً، لكى يطبق ويوافق عقائدهم، لا أذكر هذا فقط عن شهود يهوه والسبتيين طبعاً. كلمة آلهة هنا ليس المقصود بها آلهة من النوع اللى بيخلق، أو إله موجود فى كل مكان، مثل ما قيل: فى أول مزمور 82: "الله قائم فى مجمع الآلهة فى وسط الآلهة يقضى" (مز 1:82) وطبعاً هؤلاء ليسوا آلهة بالحقيقة.
وطبعاً نفس هذه الآية (مز 6:82،7)، بعدها على طول "أنا قلت: إنكم آلهة وبنو العلى كلكم لكن مثل الناس تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" والذين يموتون ويسقطون ليسوا آلهة بالحقيقة، لكن كلمة آلهة هنا بمعنى أرباب، أو سادة، حاجة من هذا النوع، كما أن الكتاب استخدم كلمة آلهة حتى بالنسبة للآلهة الوثنيين.. "لأن كل آلهة الأمم أصنام" (1أخ 26:16). واستخدام كلمة إله أحياناً بمعنى سيد، كما قال ربنا لموسى: "جعلتك إلهاً لفرعون" (خر 1:7) إله لفرعون ليس معناها إنه خالق لفرعون، أو مثل ما قال لموسى فى (خر 54) عندما اعتذر موسى عن الخدمة، فقال له: ارسل لك هارون يتكلم بالنيابة عنك، لأن موسى كان ثقيل الفم واللسان. "هو يكون لك فماً وأنت تكون له إلهاً" (خر 16:4) لا يقصد إله بمعنى خالق، وإنما بمعنى أنه يوحى إليه بالكلام. فأنت توحى إليه بالكلام وهو ينطق بهذا الكلام.
فى كل هذا أريد أن أنصحكم فى قراءة الكتاب المقدس.. أن تكونوا على دراية عميقة بمصطلحات الكتاب المقدس، ومعانى كلمات الكتاب المقدس، واستخدام هذه الكلمات فى مواضع متعددة.
مثلاً كلمة "كنيسة". ممكن تعنى المبنى الذى نعبد فيه الرب، اسمه كنيسة، وممكن كلمة كنيسة تؤخذ بمعنى جماعة المؤمنين، وممكن كلمة كنيسة تؤخذ بمعنى الكهنوت، أو بمعنى رئاسة الكهنوت. فربنا يقول: "وإن أخطأ إليك أخوك فإذهب وعاتبه، وإن سمع منك فقد ربحت أخاك، وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة" (مت 15:18،17) قل للكنيسة ليس معناها إنك تجمع جماعة المؤمنين كلهم وتقول لهم، ليس كذلك ولكن قل لرجال الكهنوت ولرئاسة الكنيسة. لذلك من الضرورى أن نعرف معانى المصطلحات المستخدمة فى الكتاب.
نقطة أخرى اريد أن انبه إليها وهى :
الترجمات الخطرة أو الترجمات المنحرفة للكتاب المقدس، أو الترجمات مع التعليقات الخاصة :
† من الترجمات الخطرة جداً للكتاب المقدس، ترجمة شهود يهوه للكتاب المقدس، اسمها The New World Translation of the ******ure أى "ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس"!!
كلمات كثيرة جداً منحرفة تماماً لإثبات عقيدتهم. من أول سفر التكوين نجد هذه الآية "فى البدء خلق الله السموات والأرض وكانت الأرض خربة وخاوية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه" (تك 1:1-2) هم لا يؤمنون بكلمة روح الله، فيترجموها على أنها قوة إلهية ترف على وجه المياه. كذلك كلمة كنيسة، لا يترجموها كنيسة، يسمونها Congregation أو Meeting أى ما يخص المؤمنين، لكن لا يستعملون كلمة كنيسة، ولو استعملوها يكون نادراً جداً.
ولهذا أحب أن أقول لكم، إنه إذا دخل بعضاً منكم مع شهود يهوه فى أى حوار،
لا تعتمدوا ترجمتهم للكتاب المقدس أثناء هذا الحوار، مهما قالوا عنه أنه كتاب الله لكنه هو كتاب منحرف فى ترجمته، فى كثير من ألفاظه ومعانيه، لو حدث ذلك تمسك بالرجوع إلى الترجمة الخاصة بنا، ورفض ترجمتهم فهى الترجمة الخطرة.
† هناك ترجمات للأخوة البروتستانت : مثل الترجمة البيروتية. مثلاً كلمة "قس" يقولوها: "شيخ" وكلمة "شيخ" يقولوها: "قس" أحياناً. كيف "قس" يقولوها "شيخ"؟!.. بقصد محاربة الكهنوت، لكن يوجد فصل فى الكتاب المقدس نقرأه كثيراً، عندما يكون تذكار بعض الأباء الأساقفة أو المطارنة أو البطاركة. أوله "من ميلتس أرسل إلى أفسس واستدعوا قسوس الكنيسة" (أع 17:20). وليس القصد هنا أن يقولوا: "قسوس الكنيسة" ولكن لكى يقولوا: "ومن ميلتس أرسل إلى أفسس واستدعوا قسوس الكنيسة" (أع 17:20) وأثناء الكلام يقول لهم: "احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة" (أع 28:20) لكى يقولوا أن الأسقف والقسيس شئ واحد!
وهنا يكون استخدام كلمة "قسوس" استخداماً مغرضاً، لكى يبين عقيدة معينة عندهم ولكن لذلك أحب أنكم عندما تقرأون هذا الفصل، لا تفتكروا إنه دفاع عن الإيمان إنكم تستبدلوا كلمة شيوخ بكلمة قس، هنا كلمة شيوخ يعنى شيوخ، لأن شيوخ ممكن تبقى أساقفة، ممكن بطاركة ورسل يبقوا شيوخ، كما قال بطرس الرسول: "اكتب إليكم أنا الشيخ..".
ترجمات منحرفة معينة معروفة مثل استبدال عبارة "العذراء الممتلئة نعمة" بقولهم: "المنعم عليها". وأشياء أخرى كثيرة من هذا النوع، لكن أصبحت محصورة ومعروفة عندنا، بحيث نستطيع أن ننتبه إليها.
† الترجمة الكاثوليكية : ولو أنها لا تصلح فى كثير من الأخطاء البروتستانتية، ولكن فى نفس الوقت لها نفس الخطورة، لأنها تكتب تعليقات، مثال لها: ما ورد فى
(1كو 3) "لكنه يخلص كما بنار" فيأخذوا "كما بنار" إثبات للمطهر، تعليقات؟!!.
نحن لا نريد أن تكتب تحت كلام ربنا تعليقات فى الكتاب المقدس، يكفينا فقط كلام الكتاب المقدس. هذا خلط فى كلام الله برأيك الخاص. وهذا مالا نقبله.
† نقطة أخرى أقولها لكم فى الإحتراس، احترس مما يسمى :
Biblical Criticism أى النقد الكتابى.
Biblical Criticism هذه ينطبق عليها قول الكتاب: "إنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء" (أم 26:7) ياما أناس كانوا من الخدام الكبار وقرأوا كتباً أجنبية من كتب
الـ Biblical Criticism فضلوا ضلالاً بعيداً، ولا أريد أن أذكر أمثلة، لكن كثير من الذين يستخدمون التفسيرات الأجنبية وخصوصاً من الـ Biblical Criticism، حتى
أن كاتباً كبيراً فيما نشر تفسيراً لإنجيل مارمرقس، واكتفى فى الإصحاح الأخير إلى (مر 1:16-8) أى أنه ترك (مر 9:16-20) تركها.
ويقول إنه بيريح ضميره!! ويقول أن هذا الجزء غير موجود ولم يكتبها مارمرقس وكتبها أحد تلاميذ مارمرقس... حاجة صعبة!!
ونفس هذا الكاتب أنتقد إنجيل معلمنا متى، عندما قال أن السيد المسيح عندما دخل أورشليم. دخل على آتان وجحش بن آتان، وقال: هذا مستحيل. هو على آتان فقط!!.
كيف ذلك وهى موجودة فى الكتاب المقدس، فيرد ويقول: (لأ) أن متى: "أخذ عن كذا وكذا وكذا" ومتى كان شاهد عيان!
وهل كان (الكاتب) موجود مع السيد المسيح فى هذه الرحلة؟
ثم ينتقد أيضاً باقى الأناجيل، ويقول: "مش ممكن هناك جحش، لأن مش ممكن ركوبه إلا بعد أن يتمرن تمرين مظبوط، ومكتوب فى إنجيل مارمرقس أن جحشاً لم يركبه أحداً قط، فيكون ذلك مستحيل لأنه مادام لم يركبه أحد، أى لم يتمرن، يبقى ها يزرجن مع السيد المسيح ويوقعه فى السكة ولا آيه الحكاية؟!!.
السيد المسيح الذى تخضع له الملائكة ورؤساء الملائكة، وتخضع له الرياح والطبيعة، لا يخضع له الجحش، فى عُرف هذا الكاتب، الذى ينفى هذا ويخطئ الإنجيل. لأن معروف أن الجحش يجب أن يتدرب!!
هى Biblical Criticism اللى بتضيع كثير من الناس، ويأخذوها كما هى، وللأسف يعلموها للناس أيضاً!
ثانياً: أهمية دراسة الكتاب المقدس
- ادرسوا شواهد الآيات، وكل عقيدة من العقائد احفظوا الآيات التى تدل عليها، وعلّموها لأولادكم، وحفظوها لهم.
كانت مناجهنا فيما سبق تتحدث عن الروحيات كثيراً، وفى وقت آخر كنا نتحدث عن العقيدة فكانت حيلة بروتستانتية تطلب العظة الروحية بدلاً من العقيدة، وإذ هم يهتمون بالعقيدة ويحفظونها لأولادهم وبالآيات والشواهد، وهذا يذكرنى بأننى سنة 67 كنت فى زيارة لشبين الكوم وكان هناك خادم قد إنحرف إلى التعليم الخاطئ، واكتشفناه وحذرنا منه الناس، العجيب إنى جلست مع أحد أولاده، فتى صغير 12 سنة، وجدته يحفظ كماً هائلاً من الآيات.
لذلك أن تهتموا إلى جوار التعليم الروحى من الكتاب المقدس، أن تعدوا أولادكم لحفظ آيات فى العقيدة، وتعطوهم التعليم الكتابى للعقيدة... مثل :
† موضوع لاهوت المسيح الذى ينكره شهود يهوه، كما ينكرون الثالوث القدوس. لأنه قال للص اليمين: "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو 43:23).
† وهو قائم عن يمين الله كما ورد فى مواضع كثيرة فى إنجيل مارمرقس، وفى الرسالة إلى العبرانيين إلى آخره.
† وهو أيضاً موجود مع المصلين "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم" (مت 20:18) ليس فقط وسط الأبرار القديسين.. بل هو موجود عند الخطاة أيضاً.. يقول: "هاأنذا واقف على الباب واقرع، إن سمع أحد صوتى وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معى" (رؤ 20:3) إذن هو موجود فى كل مكان. وهذا دليل على لاهوته. وهكذا تعطوا أولادكم الآيات وشواهدها.
† أو مثلاً آيات تثبت أن السيد المسيح هو خالق. وخالق كل شئ.
† كما ورد فى (يو 3:1) "كل شئ به كان وبغيره لم يكن شيئاً مما كان". وفى (عب 1) "وبه خلق العالمين". وخالق أيضاً فى قصة مباركة الخمس خبزات والسمكتين، حيث جمعوا 12 قفة مملوءة.. بالإضافة إلى الكم الكبير الذى أكلوه حتى الشبع.
† وهو أيضاً خالق فى مسألة تحويل الماء إلى خمر، لأن الماء عبارة عن أكسجين وهيدروجين، والخمر فيه مركبات أخرى، وهذه المركبات الأخرى خلقها بمجرد إرادته، قال لهم: "املأوا الأجران ماء... إسقوا الناس" (يو 7:2) حتى لم يعمل أى عملية معينة، ولا رشمها ولا قال عليها كلمة بركة، فقط قال: أملؤها ماء، وزعوها.
† خالق فى معجزة منح البصر للمولود أعمى (لو 41:18،42).
† هو أيضاً الديان كما ورد فى (مت 25) إقامة الناس عن يمينه وعن شماله.
† وهو أيضاً فاحص القلوب والكلى. كما قال لملاك كنيسة ثياتيرا فى سفر الرؤيا "ويعرف الجميع أننى فاحص القلوب والكلى، ويعطى كل واحد حسب أعماله" (رؤ 2).
† وهو أيضاً إله من حيث أن له سلطان على الطبيعة وعلى الملائكة، وعلى كل أحد. على الملائكة يقول: "ولتسجد له كل ملائكة الله" (عب 6:1)، "وصارت الملائكة تخدمه" (مر 13:1)، "فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماوات إلى أقصائها" (مت 31:24) ملائكته هو.
وهو الذى يرسل :
† وسلطانه على الموت وعلى الحياة، وسلطانه على الشريعة، ويقول: أنه هو رب السبت أيضاً، وسلطانه على الطبيعة فى انتهاره الريح والبحر: "ابكم وأسكت"، والأشجار "فنظر شجرة تين على الطريق وجاء إليها فلم يجد فيها شيئاً إلا ورقاُ فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد فيبست التينة فى الحال" (مت 19:21).
إذن عندما نتحدث عن لاهوت السيد المسيح، يجب أن نعطى أدلة وآيات وبراهين من الكتاب المقدس، لأن الكلام النظرى ممكن آخر يجادل فيه، لكن الآيات الكتابية لا يستطيع أن ينكرها، وهنا يعطى للجدل اللاهوتى قوته.
† الزواج والطلاق مثلاً: توجد خلافات بيننا وبين الكاثوليك فى الزواج والطلاق، هم يقولون: "لا طلاق على الإطلاق" ويسمحون بزواج غير المؤمن بمؤمنة.. وفى الكنيسة! وممكن المبالغة الكثيرة فى أسباب بطلان الزواج، لذلك بخصوص الزواج تمسك بالآيات التى تقول: أنه لا طلاق إلا لعلة الزنى. فى (مت 32:5)، (مت 19:19)، (مر 11:10)، (لو 18:16). كلها تسمح بالطلاق فى حالة علة الزنى. ويوجد طلاق أيضاً لتغيير الدين كما ورد فى (1كو 15:7) "ليس الأخ أو الأخت مستعبداً فى مثل هذه الحالة، إن أراد أن يفارق فليفارق".
† نختلف مع الكاثوليك مثلاً فى إنبثاق الروح القدس، تقول لهم: موجود "روح الحق الذى من عند الآب ينبثق" (يو 26:15)، لم يقل الآب والابن.
† تأسيس كنيسة روما.. من الذى أسسها؟ بطرس أم بولس؟
الكتاب المقدس كله يقول: الذى أسس كنيسة روما، فى (غل 2)، بولس الرسول، استؤمن على إنجيل الأمم أى الخاص بالأمم، وروما من الأمم. (غل 7:2)، بل أيضاً لم يرسل بولس الرسول رسالة إلى رومية ويقول أنا مشتاق أن أجئ وأعطيكم نعمة (أع 22) ربنا قال لبولس الرسول ها أنا مرسلك بعيداً إلى الأمم. وفى (أع 23) قال له: "كما شهدت لى فى أورشليم ينبغى أن تشهد لى فى رومية أيضاً". إذن هو ذهب إلى رومية بأمر إلهى، واستأجر بيت لمدة سنتين، وكان يقبل كل من يأتى إليه. ثم يقولون ربما بطرس كان معه! يقول بولس فى
(رو 20:15) "كنت محترصاً أن أبشر هكذا. ليس حيث سمى المسيح، لئلا ابنى على أساس لآخر" إذن عندما بنى أساس روما، لم يكن أحد وضع الأساس قبله، بل هو الذى بدأه. وعندما ذهب روما وجده لا يعرفون شيئاً حيث قالوا له: "لأنه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب أنه يقاوم فى كل مكان" (أع 22:28). وأيضاً قال لهم: "حسناً تنبأ عنكم إشعياء.." (مت 7:15).
اتذكر عندما سافرت إلى الفاتيكان سنة 1973، كان الذى يرافقنى أثناء زيارة ومشاهدة الكنيسة الكبرى، كاتدرائية ماربطرس كاردينال اسمه (فيلى بروم) ثم ترقى إلى رئيس كنيسة هولندا. وجدت الكنيسة اسمها Saint Peter قلت له :
I Know quiet well that Saint Paul established the Church of Rome not Saint Peter, it was established by Saint Paul not by Saint Peter. قال لى: "by both" من أين تثبت ذلك "by both" هذه؟! لأنه عندما ذهب بولس هناك وجدهم لا يعرفون شئ أبداً، كما قالوا له: "لا نعرف عن هذا المذهب (المسيحى) إلا أنه يضطهد فى كل مكان" (أع 22:28).
ياريت كلمة مذهب قالوها Sect كمثل بدعة. فهل يعقل أن بطرس الرسول العظيم الذى بعظة واحدة فى يوم الخمسين آمن 3000 شخص، هل يعقل أنه ذهب روما وأقام بها سنين ولا يوجد أحد يعرف منه شئ؟! وإن حدث ذلك بالفعل لكانت نقطة سلبية فى تاريخه نحن لا نقبلها! فالقديس بطرس أيضاً رسول عظيم ونحن نحبه.. ولكنه ليس كما قال أحدهم عنه أنه رئيس الرسل!... ولكن انظر ماذا قال السيد المسيح عن هذا الأمر (الرئاسة) السيد المسيح رفض مبدأ الرئاسة، وقال لهم: لا يكن فيكم هذا الفكر، "أنتم تعلمون أن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً. ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً" (مر 42:10-44).
يجب عندما يجادلك أحد أن تستخدم آيات الكتاب، وخصوصاً الآيات الواضحة التى لا تحتمل أكثر من معنى. ربما يقول أحد البروتستانت عن السجود والميطانيات للأساقفة والمطارنة، بينما الكتاب يقول: "لإلهك وحدك تسجد" الكتاب يفرق بين أمرين: بين سجود العبادة "لا تسجد لهن" وسجود الاحترام والتوقير، وهذا الأمر ليس فقط بآيات من الكتاب بل بتعليم إلهى. كيف ذلك؟
† فى مباركة يعقوب ربنا قال له: "كن سيداً لأخوتك، ليسجد لك بنو أمك" (تك 29:27) هل بمعنى العبادة؟! لا بل سجود احترام.
† ويوسف الصديق فى رؤيا إلهية وجد اخوته يسجدون له، وفعلاً تحقق هذا الأمر عندما ذهبوا يطلبوا قمح وسجدوا له.
† داود النبى إنه رجل لا يختلف أحد عليه أنه ملك ربنا، سجد له شمعى ابن جيرا، وسجد له مفيبوشث، وسجد له ناثان النبى، وسجدت له بتشبع زوجته عندما جاءت تطلب منه أن يخلفه سليمان.
† سليمان الحكيم عندما جاءت بتشبع تتوسط له من أجل أدونيا وكان جالساً على عرشه، قام من على عرشه وسجد لها، واحضر لها كرسى لأنها أم الملك. فهل كل هؤلاء لم يكن يعرفون ربنا، فسجود الإحترام شئ، وسجود العبادة شئ آخر، وهذا ما يقوله الكتاب المقدس.
† إيليا النبى وهو نبى عظيم واستحق أن يأخذه ربنا فى مركبة نارية للسماء، سجد له رئيس الخمسين الثالثة، وقبل منه هذا السجود. أما إذا كان أمر ضد الإيمان لا يمكن إنسان يقبلها. ولذلك هيرودس الملك عندما صرخ الشعب وقال: "هذا صوت إله لا صوت إنسان" (أع 22:12) لأنه لم يرفض هذه العبارة، ولم يعط المجد لله، ملاك الرب ضربه ومات وأكله الدود. هناك فرق بين سجود الاحترام، وسجود العبادة.
† نحن أيضاً نسجد أمام الهيكل، فهل بنعبد الهيكل؟! بنسجد أمام المذبح، فهل بنعبد المذبح؟! طبعاً لا، سجود الاحترام شئ وسجود العبادة شئ آخر، هنا الإنسان بيفسر الكلام تفسير سليم، وبآيات من الكتاب تثبت هذا الأمر.
† (الأبوة الروحية) مثلاً: ربما البروتستانت لا يستخدموا كلمة (أبونا) ولو أنهم لا يرفضوها إذا قيلت لهم، الأبوة الروحية موجودة فى العهد القديم، وموجودة فى العهد الجديد.
† ففى العهد القديم إليشع النبى عندما رُفع عنه إيليا النبى، وكان معلمه قال له: "يا أبى يا أبى، يا مركبة إسرائيل وفرسانها" (2مل 14:13) بينما الاثنين بتوليين.
† بولس الرسول يقول عن تيموثاوس: "الابن الصريح فى الإيمان" (1تى 2:1) وبولس كان بتول، فهذه كانت أبوة روحية.
† ويقول عن أنسيمس: "ابنى انسيمس الذى ولدته فى قيودى.. الذى هو أحشائى" (فل 10:1،12).
† ويوحنا الرسول وهو رجل بتول يقول فى رسالته الأولى: "يا أولادى أكتب إليكم لكى لا تخطئوا" (1يو 2:1). إذن الأبوة الروحية موجودة بتعليم من الكتاب المقدس. أنا أنصح فى هذه المناسبة، بأنكم تقرأوا كتاب كنت قد أصدرته لكم فى مجموعة المسابقات (الجزء الرابع)، مسابقات فى العقيدة واللاهوتيات لأن به أمور كثيرة هامة وخصوصاً فى الحوار اللاهوتى بيننا وبين كثيرين، بالرد بآيات من الكتاب المقدس مع التحليل الفكرى
الكتاب المقدس هو عماد الحياة
عماد الحياة العقيدية واللاهوتية، وعماد الحياة الروحية أيضاً، ولا ننسى ما ورد فى المزمور: "الرجل الصالح فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً" (مز 2:1). وهذه العبادة فى المزمور الأول هى نفس ما قاله الرب ليشوع بن نون: "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج به نهاراً وليلاً" (يش 8:1)، على الرغم من أن يشوع كان قائد جيش وكانت مشغولياته كثيرة. وهذا الأمر أيضاً نجده فى الإصحاح السادس من سفر التثنية. فى تثنية (5) وردت الوصايا العشر كما وردت فى سفر الخروج (20) وبعد ما ربنا قال الوصايا العشر فى تثنية (5)؛ قال فى إصحاح (6): "لتكن هذه الكلمات التى أنا أوصيك بها اليوم على قلبك وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس فى بيتك وحين تنام وحين تقوم" (تث 6:6،7).
الكتاب المقدس مفيد لنا جميعاً لا نستغنى عنه، مهما وصلنا من العلم والمعرفة..
وهو مجال للتأمل الروحى، كما يقول المرتل فى المزمور الكبير: "لكل كمال رأيت حداً أما وصيتك فواسعة جداً" (مز 96:119) كما يقول أيضاً: "لو لم تكن شريعتك هى تلاوتى، لهلكت حينئذ فى مذلتى" (مز 92:119). الكتاب إذن نافع للحياة الروحية ولمعرفة طريق الرب، ونافع للتأمل. ونافع أيضاً للتعليم، وفى الدفاع عن العقيدة، ونافع أيضاً للرد على الحروب الروحية التى تحارب الإنسان، وكما قال القديس مارأوغريس فى إحدى ميامره: (إنك ترد كل خطية بإحدى الوصايا). أى أنك عندما تحارب بأى خطية يمكنك أن تردعها بوصية من وصايا ربنا.
فمثلاً إذا حوربت بالغضب تذكر قول الكتاب: "ليكن كل إنسان مسرعاً إلى الاستماع، مبطئاً فى التكلم، مبطئاً فى الغضب لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 20:1).
إذا حوربت بأخطاء فى الكلام، تذكر قول الكتاب: "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم 19:10). وإذا حوربت بالكبرياء تذكر الآية التى تقول: "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 18:16). وإذا حوربت بالبر الذاتى تذكر ما قيل عن أيوب الصديق وأصحابه الثلاثة فى سفر أيوب: "فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة أيوب لكونه باراً فى عين نفسه، حينئذ حمى غضب اليهوبن برخئيل البوزى من عشيرة رام، على أيوب حمى غضبه لأنه حسب نفسه أبر من الله وعلى أصحابه الثلاثة حمى غضبه، لأنهم لم يجدوا جواباُ واستذنبوا أيوب. حينئذ قال لهم أليهو: أنا فتى وأنتم شيوخ لذلك خفت وخشيت أن أتكلم، وقلت كثرة الأيام تظهر حكمة" (أى 1:32-7) والآية الأخيرة تظهر لنا الأدب فى الكلام مع كبار السن.
قلنا الكتاب المقدس نافع لتعريف الإنسان بطريق ربنا، وهو يقوده فى الحياة الروحية. لذلك بيقول: "سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى" (مز 105:119).
هو أيضاً مجال للرد على كل خطية يحارب بها الإنسان، وهو أيضاً مجال للدفاع عن العقيدة. وكما سمعتم ممن تحدثوا قبلى إنى قلت قبل ذلك خطورة استخدام الآية الواحدة.
الكتاب المقدس ليس هو مجرد آية ولكنه كتاب، بهذه المناسبة أحب أن أذكر أن السبتيين والأدفنتست لهم كتاب من تأليفهم اسمه "الكتاب يتكلم" يذكرون أى سؤال والإجابة بآية واحدة، بينما هناك آيات أخرى توضح المفهوم الكتابى. فاحترسوا أيضاً من هذا الكتاب مع إن اسمه "الكتاب يتكلم" لكنه يتكلم بطريقة خاطئة بآية واحدة، مثال هذا ما ورد فى قصة سجان فليبى "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع 31:16) ويتخذها البروتستانت أن الإيمان كافى للخلاص. وأيضاً "فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" (أع 38:2)، "من آمن وأعتمد خلص" (مر 16:16).
قالها بطرس الرسول لليهود بعد أن نخسوا فى قلوبهم وآمنوا. إذن يلزم التوبة ويلزم المعمودية. وربما أحدثكم بعض الحين عن مفهوم المعمودية فى نظر هؤلاء الناس، ونحن لا نستخدم الآية الواحدة. فمثلاً فى رسالة يوحنا الأولى "إن علمتم إنه بار هو، فاعلموا أن كل من يفعل البر مولود منه" (1يو 29:2).
ونحن مع إهتمامنا بالأعمال إهتماماً كبيراً، لا نقول إطلاقاً أن من يفعل البر يأخذ الميلاد الثانى بدون المعمودية. إنما هذه الآية قيلت فى مجال والمعمودية فى مجال آخر، يجتمع المجالان معاً لكى يكون تعليماً واحداً. أو مثلاً هذه الآية "الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه: افتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم" (يع 27:1).
فلا يمكن أن نستخدم هذه الآية ونقول: أن افتقاد اليتامى والأرامل والحياة النقية هى كافية للخلاص بدون الإيمان وبدون المعمودية، نضع هذه إلى جوار تلك. كذلك نقرأ فى (مت 31:25)، كيف أن السيد الرب يأتى للدينونة ويجلس على كرسى مجده، وتجتمع أمامه جميع الشعوب، فيفرزهم البعض عن يمينه والبعض عن يساره، فيقول للذين عن يمينه: "تعالوا إلىّ
يا مباركى أبى رثوا الملك المعُد لكم قبل إنشاء العالم، لأنى كنت جوعاناً فأطعمتمونى، عطشاناً فسقيتمونى، مريضاً فزرتمونى... إلخ" (مت 34:25-36) إلى آخر هذا الكلام، فلا يمكن أن نقول أن مجرد الإهتمام بالمحتاجين بأكلهم وشربهم وزيارتهم كافى للخلاص، وللوقوف عن يمين الله. أيضاً لابد من الإيمان، لابد من المعمودية، لابد من التوبة.
فكما أننا لا نستخدم أسلوب الآية الواحدة؛ لا نحب أنهم يستخدمون الآية الواحدة.
التفسير المنحرف :
† فكثير من الناس يفسرون بعض الآيات تفسيراً منحرفاً، لكى يطبق ويوافق عقائدهم، لا أذكر هذا فقط عن شهود يهوه والسبتيين طبعاً. كلمة آلهة هنا ليس المقصود بها آلهة من النوع اللى بيخلق، أو إله موجود فى كل مكان، مثل ما قيل: فى أول مزمور 82: "الله قائم فى مجمع الآلهة فى وسط الآلهة يقضى" (مز 1:82) وطبعاً هؤلاء ليسوا آلهة بالحقيقة.
وطبعاً نفس هذه الآية (مز 6:82،7)، بعدها على طول "أنا قلت: إنكم آلهة وبنو العلى كلكم لكن مثل الناس تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" والذين يموتون ويسقطون ليسوا آلهة بالحقيقة، لكن كلمة آلهة هنا بمعنى أرباب، أو سادة، حاجة من هذا النوع، كما أن الكتاب استخدم كلمة آلهة حتى بالنسبة للآلهة الوثنيين.. "لأن كل آلهة الأمم أصنام" (1أخ 26:16). واستخدام كلمة إله أحياناً بمعنى سيد، كما قال ربنا لموسى: "جعلتك إلهاً لفرعون" (خر 1:7) إله لفرعون ليس معناها إنه خالق لفرعون، أو مثل ما قال لموسى فى (خر 54) عندما اعتذر موسى عن الخدمة، فقال له: ارسل لك هارون يتكلم بالنيابة عنك، لأن موسى كان ثقيل الفم واللسان. "هو يكون لك فماً وأنت تكون له إلهاً" (خر 16:4) لا يقصد إله بمعنى خالق، وإنما بمعنى أنه يوحى إليه بالكلام. فأنت توحى إليه بالكلام وهو ينطق بهذا الكلام.
فى كل هذا أريد أن أنصحكم فى قراءة الكتاب المقدس.. أن تكونوا على دراية عميقة بمصطلحات الكتاب المقدس، ومعانى كلمات الكتاب المقدس، واستخدام هذه الكلمات فى مواضع متعددة.
مثلاً كلمة "كنيسة". ممكن تعنى المبنى الذى نعبد فيه الرب، اسمه كنيسة، وممكن كلمة كنيسة تؤخذ بمعنى جماعة المؤمنين، وممكن كلمة كنيسة تؤخذ بمعنى الكهنوت، أو بمعنى رئاسة الكهنوت. فربنا يقول: "وإن أخطأ إليك أخوك فإذهب وعاتبه، وإن سمع منك فقد ربحت أخاك، وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة" (مت 15:18،17) قل للكنيسة ليس معناها إنك تجمع جماعة المؤمنين كلهم وتقول لهم، ليس كذلك ولكن قل لرجال الكهنوت ولرئاسة الكنيسة. لذلك من الضرورى أن نعرف معانى المصطلحات المستخدمة فى الكتاب.
نقطة أخرى اريد أن انبه إليها وهى :
الترجمات الخطرة أو الترجمات المنحرفة للكتاب المقدس، أو الترجمات مع التعليقات الخاصة :
† من الترجمات الخطرة جداً للكتاب المقدس، ترجمة شهود يهوه للكتاب المقدس، اسمها The New World Translation of the ******ure أى "ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس"!!
كلمات كثيرة جداً منحرفة تماماً لإثبات عقيدتهم. من أول سفر التكوين نجد هذه الآية "فى البدء خلق الله السموات والأرض وكانت الأرض خربة وخاوية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه" (تك 1:1-2) هم لا يؤمنون بكلمة روح الله، فيترجموها على أنها قوة إلهية ترف على وجه المياه. كذلك كلمة كنيسة، لا يترجموها كنيسة، يسمونها Congregation أو Meeting أى ما يخص المؤمنين، لكن لا يستعملون كلمة كنيسة، ولو استعملوها يكون نادراً جداً.
ولهذا أحب أن أقول لكم، إنه إذا دخل بعضاً منكم مع شهود يهوه فى أى حوار،
لا تعتمدوا ترجمتهم للكتاب المقدس أثناء هذا الحوار، مهما قالوا عنه أنه كتاب الله لكنه هو كتاب منحرف فى ترجمته، فى كثير من ألفاظه ومعانيه، لو حدث ذلك تمسك بالرجوع إلى الترجمة الخاصة بنا، ورفض ترجمتهم فهى الترجمة الخطرة.
† هناك ترجمات للأخوة البروتستانت : مثل الترجمة البيروتية. مثلاً كلمة "قس" يقولوها: "شيخ" وكلمة "شيخ" يقولوها: "قس" أحياناً. كيف "قس" يقولوها "شيخ"؟!.. بقصد محاربة الكهنوت، لكن يوجد فصل فى الكتاب المقدس نقرأه كثيراً، عندما يكون تذكار بعض الأباء الأساقفة أو المطارنة أو البطاركة. أوله "من ميلتس أرسل إلى أفسس واستدعوا قسوس الكنيسة" (أع 17:20). وليس القصد هنا أن يقولوا: "قسوس الكنيسة" ولكن لكى يقولوا: "ومن ميلتس أرسل إلى أفسس واستدعوا قسوس الكنيسة" (أع 17:20) وأثناء الكلام يقول لهم: "احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة" (أع 28:20) لكى يقولوا أن الأسقف والقسيس شئ واحد!
وهنا يكون استخدام كلمة "قسوس" استخداماً مغرضاً، لكى يبين عقيدة معينة عندهم ولكن لذلك أحب أنكم عندما تقرأون هذا الفصل، لا تفتكروا إنه دفاع عن الإيمان إنكم تستبدلوا كلمة شيوخ بكلمة قس، هنا كلمة شيوخ يعنى شيوخ، لأن شيوخ ممكن تبقى أساقفة، ممكن بطاركة ورسل يبقوا شيوخ، كما قال بطرس الرسول: "اكتب إليكم أنا الشيخ..".
ترجمات منحرفة معينة معروفة مثل استبدال عبارة "العذراء الممتلئة نعمة" بقولهم: "المنعم عليها". وأشياء أخرى كثيرة من هذا النوع، لكن أصبحت محصورة ومعروفة عندنا، بحيث نستطيع أن ننتبه إليها.
† الترجمة الكاثوليكية : ولو أنها لا تصلح فى كثير من الأخطاء البروتستانتية، ولكن فى نفس الوقت لها نفس الخطورة، لأنها تكتب تعليقات، مثال لها: ما ورد فى
(1كو 3) "لكنه يخلص كما بنار" فيأخذوا "كما بنار" إثبات للمطهر، تعليقات؟!!.
نحن لا نريد أن تكتب تحت كلام ربنا تعليقات فى الكتاب المقدس، يكفينا فقط كلام الكتاب المقدس. هذا خلط فى كلام الله برأيك الخاص. وهذا مالا نقبله.
† نقطة أخرى أقولها لكم فى الإحتراس، احترس مما يسمى :
Biblical Criticism أى النقد الكتابى.
Biblical Criticism هذه ينطبق عليها قول الكتاب: "إنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء" (أم 26:7) ياما أناس كانوا من الخدام الكبار وقرأوا كتباً أجنبية من كتب
الـ Biblical Criticism فضلوا ضلالاً بعيداً، ولا أريد أن أذكر أمثلة، لكن كثير من الذين يستخدمون التفسيرات الأجنبية وخصوصاً من الـ Biblical Criticism، حتى
أن كاتباً كبيراً فيما نشر تفسيراً لإنجيل مارمرقس، واكتفى فى الإصحاح الأخير إلى (مر 1:16-8) أى أنه ترك (مر 9:16-20) تركها.
ويقول إنه بيريح ضميره!! ويقول أن هذا الجزء غير موجود ولم يكتبها مارمرقس وكتبها أحد تلاميذ مارمرقس... حاجة صعبة!!
ونفس هذا الكاتب أنتقد إنجيل معلمنا متى، عندما قال أن السيد المسيح عندما دخل أورشليم. دخل على آتان وجحش بن آتان، وقال: هذا مستحيل. هو على آتان فقط!!.
كيف ذلك وهى موجودة فى الكتاب المقدس، فيرد ويقول: (لأ) أن متى: "أخذ عن كذا وكذا وكذا" ومتى كان شاهد عيان!
وهل كان (الكاتب) موجود مع السيد المسيح فى هذه الرحلة؟
ثم ينتقد أيضاً باقى الأناجيل، ويقول: "مش ممكن هناك جحش، لأن مش ممكن ركوبه إلا بعد أن يتمرن تمرين مظبوط، ومكتوب فى إنجيل مارمرقس أن جحشاً لم يركبه أحداً قط، فيكون ذلك مستحيل لأنه مادام لم يركبه أحد، أى لم يتمرن، يبقى ها يزرجن مع السيد المسيح ويوقعه فى السكة ولا آيه الحكاية؟!!.
السيد المسيح الذى تخضع له الملائكة ورؤساء الملائكة، وتخضع له الرياح والطبيعة، لا يخضع له الجحش، فى عُرف هذا الكاتب، الذى ينفى هذا ويخطئ الإنجيل. لأن معروف أن الجحش يجب أن يتدرب!!
هى Biblical Criticism اللى بتضيع كثير من الناس، ويأخذوها كما هى، وللأسف يعلموها للناس أيضاً!
ثانياً: أهمية دراسة الكتاب المقدس
- ادرسوا شواهد الآيات، وكل عقيدة من العقائد احفظوا الآيات التى تدل عليها، وعلّموها لأولادكم، وحفظوها لهم.
كانت مناجهنا فيما سبق تتحدث عن الروحيات كثيراً، وفى وقت آخر كنا نتحدث عن العقيدة فكانت حيلة بروتستانتية تطلب العظة الروحية بدلاً من العقيدة، وإذ هم يهتمون بالعقيدة ويحفظونها لأولادهم وبالآيات والشواهد، وهذا يذكرنى بأننى سنة 67 كنت فى زيارة لشبين الكوم وكان هناك خادم قد إنحرف إلى التعليم الخاطئ، واكتشفناه وحذرنا منه الناس، العجيب إنى جلست مع أحد أولاده، فتى صغير 12 سنة، وجدته يحفظ كماً هائلاً من الآيات.
لذلك أن تهتموا إلى جوار التعليم الروحى من الكتاب المقدس، أن تعدوا أولادكم لحفظ آيات فى العقيدة، وتعطوهم التعليم الكتابى للعقيدة... مثل :
† موضوع لاهوت المسيح الذى ينكره شهود يهوه، كما ينكرون الثالوث القدوس. لأنه قال للص اليمين: "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو 43:23).
† وهو قائم عن يمين الله كما ورد فى مواضع كثيرة فى إنجيل مارمرقس، وفى الرسالة إلى العبرانيين إلى آخره.
† وهو أيضاً موجود مع المصلين "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم" (مت 20:18) ليس فقط وسط الأبرار القديسين.. بل هو موجود عند الخطاة أيضاً.. يقول: "هاأنذا واقف على الباب واقرع، إن سمع أحد صوتى وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معى" (رؤ 20:3) إذن هو موجود فى كل مكان. وهذا دليل على لاهوته. وهكذا تعطوا أولادكم الآيات وشواهدها.
† أو مثلاً آيات تثبت أن السيد المسيح هو خالق. وخالق كل شئ.
† كما ورد فى (يو 3:1) "كل شئ به كان وبغيره لم يكن شيئاً مما كان". وفى (عب 1) "وبه خلق العالمين". وخالق أيضاً فى قصة مباركة الخمس خبزات والسمكتين، حيث جمعوا 12 قفة مملوءة.. بالإضافة إلى الكم الكبير الذى أكلوه حتى الشبع.
† وهو أيضاً خالق فى مسألة تحويل الماء إلى خمر، لأن الماء عبارة عن أكسجين وهيدروجين، والخمر فيه مركبات أخرى، وهذه المركبات الأخرى خلقها بمجرد إرادته، قال لهم: "املأوا الأجران ماء... إسقوا الناس" (يو 7:2) حتى لم يعمل أى عملية معينة، ولا رشمها ولا قال عليها كلمة بركة، فقط قال: أملؤها ماء، وزعوها.
† خالق فى معجزة منح البصر للمولود أعمى (لو 41:18،42).
† هو أيضاً الديان كما ورد فى (مت 25) إقامة الناس عن يمينه وعن شماله.
† وهو أيضاً فاحص القلوب والكلى. كما قال لملاك كنيسة ثياتيرا فى سفر الرؤيا "ويعرف الجميع أننى فاحص القلوب والكلى، ويعطى كل واحد حسب أعماله" (رؤ 2).
† وهو أيضاً إله من حيث أن له سلطان على الطبيعة وعلى الملائكة، وعلى كل أحد. على الملائكة يقول: "ولتسجد له كل ملائكة الله" (عب 6:1)، "وصارت الملائكة تخدمه" (مر 13:1)، "فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماوات إلى أقصائها" (مت 31:24) ملائكته هو.
وهو الذى يرسل :
† وسلطانه على الموت وعلى الحياة، وسلطانه على الشريعة، ويقول: أنه هو رب السبت أيضاً، وسلطانه على الطبيعة فى انتهاره الريح والبحر: "ابكم وأسكت"، والأشجار "فنظر شجرة تين على الطريق وجاء إليها فلم يجد فيها شيئاً إلا ورقاُ فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد فيبست التينة فى الحال" (مت 19:21).
إذن عندما نتحدث عن لاهوت السيد المسيح، يجب أن نعطى أدلة وآيات وبراهين من الكتاب المقدس، لأن الكلام النظرى ممكن آخر يجادل فيه، لكن الآيات الكتابية لا يستطيع أن ينكرها، وهنا يعطى للجدل اللاهوتى قوته.
† الزواج والطلاق مثلاً: توجد خلافات بيننا وبين الكاثوليك فى الزواج والطلاق، هم يقولون: "لا طلاق على الإطلاق" ويسمحون بزواج غير المؤمن بمؤمنة.. وفى الكنيسة! وممكن المبالغة الكثيرة فى أسباب بطلان الزواج، لذلك بخصوص الزواج تمسك بالآيات التى تقول: أنه لا طلاق إلا لعلة الزنى. فى (مت 32:5)، (مت 19:19)، (مر 11:10)، (لو 18:16). كلها تسمح بالطلاق فى حالة علة الزنى. ويوجد طلاق أيضاً لتغيير الدين كما ورد فى (1كو 15:7) "ليس الأخ أو الأخت مستعبداً فى مثل هذه الحالة، إن أراد أن يفارق فليفارق".
† نختلف مع الكاثوليك مثلاً فى إنبثاق الروح القدس، تقول لهم: موجود "روح الحق الذى من عند الآب ينبثق" (يو 26:15)، لم يقل الآب والابن.
† تأسيس كنيسة روما.. من الذى أسسها؟ بطرس أم بولس؟
الكتاب المقدس كله يقول: الذى أسس كنيسة روما، فى (غل 2)، بولس الرسول، استؤمن على إنجيل الأمم أى الخاص بالأمم، وروما من الأمم. (غل 7:2)، بل أيضاً لم يرسل بولس الرسول رسالة إلى رومية ويقول أنا مشتاق أن أجئ وأعطيكم نعمة (أع 22) ربنا قال لبولس الرسول ها أنا مرسلك بعيداً إلى الأمم. وفى (أع 23) قال له: "كما شهدت لى فى أورشليم ينبغى أن تشهد لى فى رومية أيضاً". إذن هو ذهب إلى رومية بأمر إلهى، واستأجر بيت لمدة سنتين، وكان يقبل كل من يأتى إليه. ثم يقولون ربما بطرس كان معه! يقول بولس فى
(رو 20:15) "كنت محترصاً أن أبشر هكذا. ليس حيث سمى المسيح، لئلا ابنى على أساس لآخر" إذن عندما بنى أساس روما، لم يكن أحد وضع الأساس قبله، بل هو الذى بدأه. وعندما ذهب روما وجده لا يعرفون شيئاً حيث قالوا له: "لأنه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب أنه يقاوم فى كل مكان" (أع 22:28). وأيضاً قال لهم: "حسناً تنبأ عنكم إشعياء.." (مت 7:15).
اتذكر عندما سافرت إلى الفاتيكان سنة 1973، كان الذى يرافقنى أثناء زيارة ومشاهدة الكنيسة الكبرى، كاتدرائية ماربطرس كاردينال اسمه (فيلى بروم) ثم ترقى إلى رئيس كنيسة هولندا. وجدت الكنيسة اسمها Saint Peter قلت له :
I Know quiet well that Saint Paul established the Church of Rome not Saint Peter, it was established by Saint Paul not by Saint Peter. قال لى: "by both" من أين تثبت ذلك "by both" هذه؟! لأنه عندما ذهب بولس هناك وجدهم لا يعرفون شئ أبداً، كما قالوا له: "لا نعرف عن هذا المذهب (المسيحى) إلا أنه يضطهد فى كل مكان" (أع 22:28).
ياريت كلمة مذهب قالوها Sect كمثل بدعة. فهل يعقل أن بطرس الرسول العظيم الذى بعظة واحدة فى يوم الخمسين آمن 3000 شخص، هل يعقل أنه ذهب روما وأقام بها سنين ولا يوجد أحد يعرف منه شئ؟! وإن حدث ذلك بالفعل لكانت نقطة سلبية فى تاريخه نحن لا نقبلها! فالقديس بطرس أيضاً رسول عظيم ونحن نحبه.. ولكنه ليس كما قال أحدهم عنه أنه رئيس الرسل!... ولكن انظر ماذا قال السيد المسيح عن هذا الأمر (الرئاسة) السيد المسيح رفض مبدأ الرئاسة، وقال لهم: لا يكن فيكم هذا الفكر، "أنتم تعلمون أن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً. ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً" (مر 42:10-44).
يجب عندما يجادلك أحد أن تستخدم آيات الكتاب، وخصوصاً الآيات الواضحة التى لا تحتمل أكثر من معنى. ربما يقول أحد البروتستانت عن السجود والميطانيات للأساقفة والمطارنة، بينما الكتاب يقول: "لإلهك وحدك تسجد" الكتاب يفرق بين أمرين: بين سجود العبادة "لا تسجد لهن" وسجود الاحترام والتوقير، وهذا الأمر ليس فقط بآيات من الكتاب بل بتعليم إلهى. كيف ذلك؟
† فى مباركة يعقوب ربنا قال له: "كن سيداً لأخوتك، ليسجد لك بنو أمك" (تك 29:27) هل بمعنى العبادة؟! لا بل سجود احترام.
† ويوسف الصديق فى رؤيا إلهية وجد اخوته يسجدون له، وفعلاً تحقق هذا الأمر عندما ذهبوا يطلبوا قمح وسجدوا له.
† داود النبى إنه رجل لا يختلف أحد عليه أنه ملك ربنا، سجد له شمعى ابن جيرا، وسجد له مفيبوشث، وسجد له ناثان النبى، وسجدت له بتشبع زوجته عندما جاءت تطلب منه أن يخلفه سليمان.
† سليمان الحكيم عندما جاءت بتشبع تتوسط له من أجل أدونيا وكان جالساً على عرشه، قام من على عرشه وسجد لها، واحضر لها كرسى لأنها أم الملك. فهل كل هؤلاء لم يكن يعرفون ربنا، فسجود الإحترام شئ، وسجود العبادة شئ آخر، وهذا ما يقوله الكتاب المقدس.
† إيليا النبى وهو نبى عظيم واستحق أن يأخذه ربنا فى مركبة نارية للسماء، سجد له رئيس الخمسين الثالثة، وقبل منه هذا السجود. أما إذا كان أمر ضد الإيمان لا يمكن إنسان يقبلها. ولذلك هيرودس الملك عندما صرخ الشعب وقال: "هذا صوت إله لا صوت إنسان" (أع 22:12) لأنه لم يرفض هذه العبارة، ولم يعط المجد لله، ملاك الرب ضربه ومات وأكله الدود. هناك فرق بين سجود الاحترام، وسجود العبادة.
† نحن أيضاً نسجد أمام الهيكل، فهل بنعبد الهيكل؟! بنسجد أمام المذبح، فهل بنعبد المذبح؟! طبعاً لا، سجود الاحترام شئ وسجود العبادة شئ آخر، هنا الإنسان بيفسر الكلام تفسير سليم، وبآيات من الكتاب تثبت هذا الأمر.
† (الأبوة الروحية) مثلاً: ربما البروتستانت لا يستخدموا كلمة (أبونا) ولو أنهم لا يرفضوها إذا قيلت لهم، الأبوة الروحية موجودة فى العهد القديم، وموجودة فى العهد الجديد.
† ففى العهد القديم إليشع النبى عندما رُفع عنه إيليا النبى، وكان معلمه قال له: "يا أبى يا أبى، يا مركبة إسرائيل وفرسانها" (2مل 14:13) بينما الاثنين بتوليين.
† بولس الرسول يقول عن تيموثاوس: "الابن الصريح فى الإيمان" (1تى 2:1) وبولس كان بتول، فهذه كانت أبوة روحية.
† ويقول عن أنسيمس: "ابنى انسيمس الذى ولدته فى قيودى.. الذى هو أحشائى" (فل 10:1،12).
† ويوحنا الرسول وهو رجل بتول يقول فى رسالته الأولى: "يا أولادى أكتب إليكم لكى لا تخطئوا" (1يو 2:1). إذن الأبوة الروحية موجودة بتعليم من الكتاب المقدس. أنا أنصح فى هذه المناسبة، بأنكم تقرأوا كتاب كنت قد أصدرته لكم فى مجموعة المسابقات (الجزء الرابع)، مسابقات فى العقيدة واللاهوتيات لأن به أمور كثيرة هامة وخصوصاً فى الحوار اللاهوتى بيننا وبين كثيرين، بالرد بآيات من الكتاب المقدس مع التحليل الفكرى
Comment