الإحباط وعلاجه

[shady007]

بإسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين

الإحباط
تعريف الإحباط:الإحباط هو شعور نفسي سيء يلازم صاحبه نتيجة الفشل أو تكرار الفشل في أية أمور أو اعمال يقوم بها , والإحباط وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى المرض الجسدي (إذا لم يتلق صاحبه العناية الكاملة).

فكثير من الأشخاص من يصاب بالإحباط نتيجة قيامه بعمل ما وفشل هذا العمل وتكراره مرة أو مرتين وتكون النتيجة ذاتها الفشل أو من يصاب بالإكتئاب نتيجة الفشل الدراسي أو الفشل العاطفي أو فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو خسارة العمل ...إلخ

وفي الحقيقة إن الإحباط إذا لم يتم علاجه والسيطرة عليه فقد يؤدي إلى تطورات غير جيدة مثل الإنتحار أو القيام بأعمال عدوانية أو العنف أو اللجوء إلى أساليب الغير مشروعة كتعاطي المخدرات والممنوعات لتخفيف الألم النفسي-الجسدي المصاحب للإحباط وهنا يبرز دور الأهل والكنيسة في التعامل مع مسألة الإحباط وعلاجها وتقديم الدعم الجسدي والنفسي لحل هذه المشكلة وخاصة عندما تكون مشكلة الإحباط واقعة في القسم الأكبر من مراحل المراهقة أو جيل الشباب وهؤلاء في كثير من الأحيان يكونون غير واعين أو مدركين للمشاكل وكيفية حلها أو تجاوزها وخصوصا (في مرحلة التغيرات الفيزيولوجية - النفسية) التي يمر بها المراهق او الشاب.

كيف نتخلص من الإحباط:
هناك أربعة مبادئ أساسية يجب الإرتكاز عليها للتخلص من الإحباط والنظر إليه على أنه مشكلة بسيطة تواجه الفرد ويمكن حلها بأبسط الطرق وهذه المبادئ من وجهة النظر المسيحية:
1- ركز على قدرة المسيح في حل المشكلة ولاتنظر إلى ضعفك:
يجب علينا أن نفهم أننا لو ركزنا على ضعفنا أننا لن نستطيع عمل أي شيء فقط أنظر إلى قوة وقدرة ربنا يسوع المسيح واعمل الشيء الواجب عليك عمله واترك الباقي للرب يسوع لأنه قادر على كل شيء مادمنا نحن مصممين وعازمين على العمل, (بدوني لاتقدرو أن تفعلو أي شيء) فالرب كيف سيساعدنا إذا نحن لم نعمل!!!!
ففي كثير من الأحيان نجد أنفسنا ضعيفين ومغلوبين لكن يجب علينا التذكر بأن الله يقدر على كل شيئ فهو سندنا وهو سند الكنيسة كلها فالموضوع هو موضوع إيماني (ربنا قادر) وهو سوف يحل المشكلة بالزمان والمكان المناسبين من وجهة نظره لأنه أدرى منا بمصلحتنا وهذه النقطة بالذات يجب التركيز عليها
إياك أن تفكر بأن الرب لايريد أن يلبي طلباتك إياك أن تفكر بأن الرب لايريد أن يراك سعيد في حياتك حيث إنه هو قال شخصيا(اطلبوا تجدوا, اسألوا تعطوا, اقرعوا يفتح لكم) ولكن نحن في بعض الأحيان قد نرى بأن مانطلبه هو مفيد لنا ولكن ربنا بحكمته يرى بأنه يمكن أن يقدم لك أفضل مما تتطلب أنت!!! فكيف يتم ذلك؟؟؟ سوف أورد لكم هذا المثل الصغير لفهم هذه النقطة:
في أحد الأيام انتهى أحد الشبان من دراسته الثانوية وكان حلمه بالسفر إلى بلدان الخليج لجمع الثروة هو الحلم الوحيد لديه وأيضا التهرب من الخدمة الإلزامية وخاصة بأن العمل في دول الخليج كان في أعز أوجه فكان يصلي ليل نهار إلى الرب يسوع ليساعده في تحقيق حلمه وكانت هذه الطلبة على لسانه دائما في أية صلاة يصليها ولكن أحد أعمامه لم يوافقه رأيه إذ كان يطلب منه أن يتابع دراسته الجامعية كون الشاب لايملك أي عمل في بلده وبمجرد حصوله على شهادته الجامعية (التي اعتبرها سلاح) ان يسافر إلى أي مكان يريد ولم يسمح له بالسفر.
فالشاب انزعج كثيرا من الفكرة وبدأ يقول لماذا الرب لم يحقق لي طلبي أنا ماذا فعلت له لكي يردني خائبا وهكذا فقد الشاب ثقته بالرب من دون أن يدري بأن الله قد أنقذه من موقف كاد أن يقضي عليه
فبعد سنتين من دراسته الجامعية حلت الأزمة المالية وقد أعلنت الشركة التي كان سوف يعمل بها إفلاسها و تسريح جميع عمالها وهنا أدرك الشاب كيف كان الله يرعاه طوال الوقت وكيف أنه أنقذه من مشاكل كادت أن تحل به لو انه سافر إلى الخليج فمن جهة أنه كان سوف يذهب إلى الخدمة الإلزامية ومن جهة أخرى كان سيعود بدون أي شهادة لديه. وشكر الشاب الله بدموع الشكر وهو يقول شكرا لك يارب على كل شيء
وهنا نتذكر قول الرب يسوع المسيح (أفكاري ليست كأفكاركم وطرقي ليست كطرقكم)
- فإياك أن تفكر ولو للحظة واحدة بأن الله قد تخلى عنك وإنظر دائما إلى قوته وقدرته ولاتنظر إلى ضعفك
- فالموضوع هو موضوع إيماني فالرب هو من سيحل المشكلة بالزمان والمكان المناسبين (من وجهة نظره)
2- انظر إلى جهاد القديسين وصبرهم:
القديسين كان لهم صبر ولم يعرفوا الإحباط أبدا بل كانوا يعرفون الجهاد مع الصبر جهادهم الذي كان يقضي على الإحباط يقضي على اليأس, أين نحن من القديسين فنحن أنفسنا نحاول مرة او مرتين ثم نحبط, ولكن الحياة تتطلب من الكثير من الصبر حتى يستطيع الرب مساعدتنا , إياك أن تشك ولو للحظة واحدة في حب ربنا لك ولكن ربنا يحزن عندما يراك تكاسلت وتوقفت عن الجهاد وابتعدت عنه بسبب الإحباط
3- إعمل القليل وواظب عليه:
دائما كان يقال اصعد الدرج خطوة بخطوة حتى تصل إلى هدفك ولا تحاول القفز على الدرج مرة واحدة لئلا تسقط فتعود من جديد فهنا من المنظور الكنسي لهذه النقطة اعمل ولو بكمية قليلة وابق مواظبا على هذا العمل لأن القليل سوف يشكل لك رصيد مع والوقت وتكون قد حققت هدفك فمثلا كم من الطلاب يقولون ياريتني درست عندما كنت قادرا على الدراسة أما ربنا فيقول لك ادرس ولو لوقت قليل ولكن ابق مواظبا على الدراسة فمع مرور الوقت سوف تعود نفسك وتدربها على الدراسة سوف تتفوق وتنجح في دراستك فنحن كيف نطلب من الرب أن يساعدنا في امتحاننا إذا نحن لم ندرس كيف ننجح في عملنا إذا لم نعمل لذلك تذكر دائما اعمل القليل وواظب عليه
4- النقطة الأخيرة في موضوع معالجة الإحباط هي العمل الأيجابي:
ما المقصود بالعمل الإيجابي؟؟ هو العمل الذي تحول به الأمر الخاطئ إلى الأمر الصحيح فنحن بنعمة المسيح نستطيع أن نغير أنفسنا فمثلا أنت تحاول أن تصلي يوميا ولكنك تنسى ذلك فتشعر أنك بدون فائدة للصلاة وتحبط.
ولكن هذا الأمر غير صحيح فمثلا ابدأ بصلاة (أبانا الذي) + مزمور واحد + صلاة المسبحة وصلي إلى الرب ليساعدك في أن تكمل هذه الصلاة ادخل مثلا إلى الكنيسة حتى لو كانت فارغة وسلم على ربنا وسيدة الهيكل إياك أن تظن أنه إذا كانت الكنيسة فارغة فمعناه أنه لا يمكنك الدخول والتحدث مع الرب ادخل وصلي إليه تحدث معه تحدث إلى والدة الإله اطلب منها أن تتشفع من أجلك هذا هو العمل الإيجابي

في النهاية إياك أن تقول أنا محبط , العيب ليس في الظروف العيب أنك لم تنظر إلى قوة المسيح , لم تنظر إلى القديسين, لم تعمل القليل وواظبت عليه ولم تقم بأي عمل إيجابي

(لاتشمتي بي يا عدوتي فمتى سقطت فأقوم)

نعمة ربنا يسوع المسيح لتكن معكم جميعا آمين

[شيري ماريا]

رد: الإحباط وعلاجه

شكرا على الموضوع ياشادي

[shady007]

رد: الإحباط وعلاجه

هلا شيري مشكورة على مرورك ومنورة الموضوع
كل عام وانت بخير

[[جورجDG]]

رد: الإحباط وعلاجه

لك يسلم هالأيدين يا أبو الشيد موضوع أكتر من رائع
وكل سنة وأنت سالم

[ريم وبس]

رد: الإحباط وعلاجه

اشكرك على موضوع الرائع