القلب الكبير
لا يكن قلبك ضيقاً..
يتأثر بسرعة، ويتضايق بسرعة، ويندفع للانتقام لنفسه..
بل كن كبيراً في قلبك، وواسع الصدر، تحتضن في داخلك جميع المسيئين إليك.
وحينئذ ستشعر بالسلام الداخلي، وتدرك بركة القلب الكبير..
القلب الكبير لا تتعبه إساءات الناس، ولا يقابل الإساءة بالإساءة. إنما تذوب جميع الإساءات في خضم محبته وفى لجة احتماله.
القلب الكبير أقوى من الشر.
الخير الذي فيه أقوى من الشر الذي يحاربه. ودائماً ينتصر الخير الذي فيه.. ومهما أسىء إليه، يبقى كما هو، دائم المحبة للناس، مهما صدر منهم.. وفى إساءاتهم، نراه لا ينتقم منهم، بل يعطف عليهم..
إنهم مساكين، قد غلبهم الشر الذي يحاربهم.. وهم يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم، وينقذهم من هذا الشر الذي خضعوا له في إساءاتهم لغيرهم..
وإذا انتقم الإنسان لنفسه، يكون الشر قد غلبه، وأخضعه لحب الانتقام، وأضاع من قلبه التسامح والاحتمال والمودة..
ومحبتنا للناس توضع تحت الاختبار عندما نتعرض لإساءاتهم.
كل إنسان يستطيع أن يحب من يحبه، ويحترم من يحترمه، ويكرم من يكرمه.. كل هذا سهل لا يحتاج إلى مجهود. ولكن نبيل هو الإنسان الذي يحب من يكرهه، ويكرم من يسئ إليه. وفى هذا يقول السيد المسيح في عظته المشهورة على الجبل: "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فآي أجر لكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط فآي فضل تصنعون؟! " أليس الخطاة أيضاً يفعلون هكذا؟! " وأما أنا فأقول لكم: أحبو أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم".
هنا ولا شك تكون المحبة بلا مقابل. آي أن الإنسان المحب لم يأخذ محبة في مقابل محبته. لم يأخذ أجراً على الأرض، ولذلك يكون كل أجره محفوظاً في السماء، إذ لم يستوف منه شيئاً على الأرض.
إن القلب الكبير ليس تاجراً: يعطى حباً لمن يقدم له حباً، أو يعمل خيراً مع الذي ينقذه شكراً..
إنه يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. يعمل الخير لأن هذه هي طبيعة. لذلك فإنه يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذي لا يستحقه أيضاً، مع المحب ومع المسيء، مع الصديق ومع العدو.. مثل الشمس التي تشرق على الأبرار والأشرار، ومثل السماء التي تمطر على الصالحين والطالحين (اقرأ مقالاً آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. بل انه درس نتعلمه من الله نفسه، الذي يحسن إلينا حتى ونحن في عمق خطايانا.
إن القلب الكبير لا يعامل الناس كما يعاملونه، وإنما يعاملهم حسب سموه وحسب نبله. وهو لا يتغير في سموه وفى نبله طبقاً لتصرفات الناس حياله. إنه لا يرد الإساءة بالإساءة لأنه لا يحب أن تصدر عنه إساءة لأحد، ولو في مجال الرد.
أما الضعاف فإنهم يتأثرون بتصرفات الناس، ويتغيرون تبعاً لها.
و هنا نسأل:
ما معنى رد الإساءة بالإساءة، ومقابلة الخطأ بالخطأ؟
لقد أجاب القديسون على هذا الأمر، وشرحوه في جملة نقاط
لا مانع من أن نوضحها في هذا المقال:
1- هناك إنسان يرد الإساءة بمثلها: التصرف بتصرف، والشتيمة بشتيمة، والإهانة بإهانة.. وقد يرى نفسه أنه تصرف بعدل ولم يخطئ، لأن هناك من يردون الإساءة بأشد منها، ويعللون ضمائرهم بأنهم في موقف المعتدى عليه.
2- هناك نوع آخر لا يرد الإساءة بمثلها، فلا يقابل إنه بإهانة، أو شتيمة بشتيمة. ولكن الرد يظهر في ملامحه: في نظرة احتقار، أو تقلب الشفتين بازدراء، أو في صمت قاتل.. الخ.
3- وقد يوجد من لا يفعل شيئاً من هذا، ولكن رده يكون داخلياً، في قلبه وفى نيته. ويتصور في قلبه أشياء تحمل معنى رد الإساءة أو أشد، ولكنها مخفاة..
4- و يوجد إنسان قد لا يفعل في الداخل من الإساءة. ولكنه إذا سمع أن المسيء أصابه مكروه يفرح بالخبر، ويرى أن الله قد انتقم له. وبهذا لا يكون قلبه نقياً تجاه من أساء إليه..
5- وقد يوجد إنسان لا تحاربه هذه المشاعر، بل قد يحزن حقاً إذا حدث مكروه لمن أساء إليه، ولكنه في نفس الوقت لا يفرح إذا حدث خير لهذا المسىء. إذ يرى انه لا يستحق الخير، فيتضايق لأخباره المفرحة، وبهذا لا يكون قلبه نقياً من جهته..
6- إنسان آخر قد لا يفعل شيئاً من هذا كله. ولكن إساءة المسيء تظل عالقة بذهنه. آه لم ينسبها، لأنه لم يغفر بعد.. هذا أيضاً لم يصل بعد إلى الحب الكامل الذي ينسى الإساءة ولا يعود يذكرها. لأن المحبة – كما يقول الكتاب تستر كثرة من الخطايا.
7- وقد يوجد شخص ينسى الإساءة، ويستمر في نسيانها زمناً. ثم تحدث إساءة جديدة من نفس الشخص، فيرجع ويتذكر القديمة أيضاً التي كان قد نسيها، ويتضايق بسبب الاثنتين معاً.. وبهذا يدل على أنه لم يغفر الإساءة القديمة، وانها لم تمت في قلبه، وإنما كانت نائمة ثم استيقظت. مثل جرح ربما يكون قد اندمل، ولكن موضعه ما يزال حساساً، أقل لمسة تؤذيه..
إن هناك طريقتين لمواجهة الإساءة: طريقة التصرف، وطريقة الترسيب.
أما طريقة التصرف فهي الطريقة الروحية، التي بها يصرف الإنسان الغضب بطريقة سليمة: بإنكار الذات، بلوم النفس، بعامل المحبة، بالبساطة..
أما طريقة الترسيب فتشبه دواء في زجاجة يبدو صافياً من فوق، بينما هو مترسب في أسفلها، وأقل رجه تعكر السائل كله الذي يملأ الزجاجة. إن هذا الصفاء الظاهري من فوق، ليس هو صفاءاً حقيقياً طاهراً..
ولكن لعل إنسان يقول: كيف يمكننا الوصول إلى تلك الدرجات الروحية من صفاء القلب تجاه الإساءة؟ ألا تبدو غير ممكنة..؟
إنها قد تبدو صعبة أو غير ممكنة بالنسبة إلى القلوب الضيقة التي لم تمتلئ بالمحبة بعد ولا بالاتضاع. أما القلب الكبير فإنه يتسع لكل شيء. انه لا يفكر في ذاته ولا في كرامته، بل يفكر في راحة الآخرين وفى علاجهم. لذلك لا تهزه الإساءات..
كذلك هو يعلم أن المسيء، إنما قبل كل شيء– يسئ إلى ذاته لا غيره. إن الذي يقترف الإساءة إنما يسئ إلى مستواه الروحي وإلى نقاوة قلبه وإلى أبديته. ولكنه لا يستطيع أن يضر غيره ضرراً حقيقياً.. فالذي يشتم غيره مثلاً، إنما يبرهن على نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم في شيء. يبقى المشتوم في مستواه العالي، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم، بل هي تدل على خطأ مقترفها.. والذى أصابته هذه الإهانة، إن كان قلبه نقياً كبيراً، فإنه لا يتأثر: يأخذ موقف المتفرج الذي يرثى لضعفات غيره، لا موقف المنفعل.
وهكذا تتضح أمامنا درجات روحية لمواجهة الإساءة وهي:
احتمال الإساءة، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، ومحبتك لمن أساء إليك. ففي أية درجة من هذه كلها تضع نفسك أيها القارئ العزيز؟
درب نفسك على هذه الدرجات الروحية، لكي تصل إلى نقاوة القلب. وإن لم تستطع أن تصل إلى أية واحدة منها، فعلى الأقل لا تبدأ بالإساءة إلى غيرك..
خذ موقف المظلوم لا موقف الظالم. واعلم أن الله سيقف إلى جانبك. وأما الظالم فإنه يعادى الله قبل أن يعاديك، وسيقف الله ضده.
و عندما يقف الله معك ضد ظالميك، قل له كما قال السيد المسيح: "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون
لا يكن قلبك ضيقاً..
يتأثر بسرعة، ويتضايق بسرعة، ويندفع للانتقام لنفسه..
بل كن كبيراً في قلبك، وواسع الصدر، تحتضن في داخلك جميع المسيئين إليك.
وحينئذ ستشعر بالسلام الداخلي، وتدرك بركة القلب الكبير..
القلب الكبير لا تتعبه إساءات الناس، ولا يقابل الإساءة بالإساءة. إنما تذوب جميع الإساءات في خضم محبته وفى لجة احتماله.
القلب الكبير أقوى من الشر.
الخير الذي فيه أقوى من الشر الذي يحاربه. ودائماً ينتصر الخير الذي فيه.. ومهما أسىء إليه، يبقى كما هو، دائم المحبة للناس، مهما صدر منهم.. وفى إساءاتهم، نراه لا ينتقم منهم، بل يعطف عليهم..
إنهم مساكين، قد غلبهم الشر الذي يحاربهم.. وهم يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم، وينقذهم من هذا الشر الذي خضعوا له في إساءاتهم لغيرهم..
وإذا انتقم الإنسان لنفسه، يكون الشر قد غلبه، وأخضعه لحب الانتقام، وأضاع من قلبه التسامح والاحتمال والمودة..
ومحبتنا للناس توضع تحت الاختبار عندما نتعرض لإساءاتهم.
كل إنسان يستطيع أن يحب من يحبه، ويحترم من يحترمه، ويكرم من يكرمه.. كل هذا سهل لا يحتاج إلى مجهود. ولكن نبيل هو الإنسان الذي يحب من يكرهه، ويكرم من يسئ إليه. وفى هذا يقول السيد المسيح في عظته المشهورة على الجبل: "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فآي أجر لكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط فآي فضل تصنعون؟! " أليس الخطاة أيضاً يفعلون هكذا؟! " وأما أنا فأقول لكم: أحبو أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم".
هنا ولا شك تكون المحبة بلا مقابل. آي أن الإنسان المحب لم يأخذ محبة في مقابل محبته. لم يأخذ أجراً على الأرض، ولذلك يكون كل أجره محفوظاً في السماء، إذ لم يستوف منه شيئاً على الأرض.
إن القلب الكبير ليس تاجراً: يعطى حباً لمن يقدم له حباً، أو يعمل خيراً مع الذي ينقذه شكراً..
إنه يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. يعمل الخير لأن هذه هي طبيعة. لذلك فإنه يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذي لا يستحقه أيضاً، مع المحب ومع المسيء، مع الصديق ومع العدو.. مثل الشمس التي تشرق على الأبرار والأشرار، ومثل السماء التي تمطر على الصالحين والطالحين (اقرأ مقالاً آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. بل انه درس نتعلمه من الله نفسه، الذي يحسن إلينا حتى ونحن في عمق خطايانا.
إن القلب الكبير لا يعامل الناس كما يعاملونه، وإنما يعاملهم حسب سموه وحسب نبله. وهو لا يتغير في سموه وفى نبله طبقاً لتصرفات الناس حياله. إنه لا يرد الإساءة بالإساءة لأنه لا يحب أن تصدر عنه إساءة لأحد، ولو في مجال الرد.
أما الضعاف فإنهم يتأثرون بتصرفات الناس، ويتغيرون تبعاً لها.
و هنا نسأل:
ما معنى رد الإساءة بالإساءة، ومقابلة الخطأ بالخطأ؟
لقد أجاب القديسون على هذا الأمر، وشرحوه في جملة نقاط
لا مانع من أن نوضحها في هذا المقال:
1- هناك إنسان يرد الإساءة بمثلها: التصرف بتصرف، والشتيمة بشتيمة، والإهانة بإهانة.. وقد يرى نفسه أنه تصرف بعدل ولم يخطئ، لأن هناك من يردون الإساءة بأشد منها، ويعللون ضمائرهم بأنهم في موقف المعتدى عليه.
2- هناك نوع آخر لا يرد الإساءة بمثلها، فلا يقابل إنه بإهانة، أو شتيمة بشتيمة. ولكن الرد يظهر في ملامحه: في نظرة احتقار، أو تقلب الشفتين بازدراء، أو في صمت قاتل.. الخ.
3- وقد يوجد من لا يفعل شيئاً من هذا، ولكن رده يكون داخلياً، في قلبه وفى نيته. ويتصور في قلبه أشياء تحمل معنى رد الإساءة أو أشد، ولكنها مخفاة..
4- و يوجد إنسان قد لا يفعل في الداخل من الإساءة. ولكنه إذا سمع أن المسيء أصابه مكروه يفرح بالخبر، ويرى أن الله قد انتقم له. وبهذا لا يكون قلبه نقياً تجاه من أساء إليه..
5- وقد يوجد إنسان لا تحاربه هذه المشاعر، بل قد يحزن حقاً إذا حدث مكروه لمن أساء إليه، ولكنه في نفس الوقت لا يفرح إذا حدث خير لهذا المسىء. إذ يرى انه لا يستحق الخير، فيتضايق لأخباره المفرحة، وبهذا لا يكون قلبه نقياً من جهته..
6- إنسان آخر قد لا يفعل شيئاً من هذا كله. ولكن إساءة المسيء تظل عالقة بذهنه. آه لم ينسبها، لأنه لم يغفر بعد.. هذا أيضاً لم يصل بعد إلى الحب الكامل الذي ينسى الإساءة ولا يعود يذكرها. لأن المحبة – كما يقول الكتاب تستر كثرة من الخطايا.
7- وقد يوجد شخص ينسى الإساءة، ويستمر في نسيانها زمناً. ثم تحدث إساءة جديدة من نفس الشخص، فيرجع ويتذكر القديمة أيضاً التي كان قد نسيها، ويتضايق بسبب الاثنتين معاً.. وبهذا يدل على أنه لم يغفر الإساءة القديمة، وانها لم تمت في قلبه، وإنما كانت نائمة ثم استيقظت. مثل جرح ربما يكون قد اندمل، ولكن موضعه ما يزال حساساً، أقل لمسة تؤذيه..
إن هناك طريقتين لمواجهة الإساءة: طريقة التصرف، وطريقة الترسيب.
أما طريقة التصرف فهي الطريقة الروحية، التي بها يصرف الإنسان الغضب بطريقة سليمة: بإنكار الذات، بلوم النفس، بعامل المحبة، بالبساطة..
أما طريقة الترسيب فتشبه دواء في زجاجة يبدو صافياً من فوق، بينما هو مترسب في أسفلها، وأقل رجه تعكر السائل كله الذي يملأ الزجاجة. إن هذا الصفاء الظاهري من فوق، ليس هو صفاءاً حقيقياً طاهراً..
ولكن لعل إنسان يقول: كيف يمكننا الوصول إلى تلك الدرجات الروحية من صفاء القلب تجاه الإساءة؟ ألا تبدو غير ممكنة..؟
إنها قد تبدو صعبة أو غير ممكنة بالنسبة إلى القلوب الضيقة التي لم تمتلئ بالمحبة بعد ولا بالاتضاع. أما القلب الكبير فإنه يتسع لكل شيء. انه لا يفكر في ذاته ولا في كرامته، بل يفكر في راحة الآخرين وفى علاجهم. لذلك لا تهزه الإساءات..
كذلك هو يعلم أن المسيء، إنما قبل كل شيء– يسئ إلى ذاته لا غيره. إن الذي يقترف الإساءة إنما يسئ إلى مستواه الروحي وإلى نقاوة قلبه وإلى أبديته. ولكنه لا يستطيع أن يضر غيره ضرراً حقيقياً.. فالذي يشتم غيره مثلاً، إنما يبرهن على نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم في شيء. يبقى المشتوم في مستواه العالي، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم، بل هي تدل على خطأ مقترفها.. والذى أصابته هذه الإهانة، إن كان قلبه نقياً كبيراً، فإنه لا يتأثر: يأخذ موقف المتفرج الذي يرثى لضعفات غيره، لا موقف المنفعل.
وهكذا تتضح أمامنا درجات روحية لمواجهة الإساءة وهي:
احتمال الإساءة، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، ومحبتك لمن أساء إليك. ففي أية درجة من هذه كلها تضع نفسك أيها القارئ العزيز؟
درب نفسك على هذه الدرجات الروحية، لكي تصل إلى نقاوة القلب. وإن لم تستطع أن تصل إلى أية واحدة منها، فعلى الأقل لا تبدأ بالإساءة إلى غيرك..
خذ موقف المظلوم لا موقف الظالم. واعلم أن الله سيقف إلى جانبك. وأما الظالم فإنه يعادى الله قبل أن يعاديك، وسيقف الله ضده.
و عندما يقف الله معك ضد ظالميك، قل له كما قال السيد المسيح: "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون
Comment