يخبرنا الكتاب المقدس في رسالة يوحنا الرسول الأولى عن طبيعة الله قائلاً: "اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ"(ص 1: 5). وفي إصحاح 4 يقول مرتين "اللهَ مَحَبَّةٌ" (عدد 8، 16). ليست هاتان صفتين لله بل هما طبيعة الله: نور (يتضمن القداسة والحق والبر) ومحبة (وتتضمن الرحمة والرأفة والنعمة والحنان... الخ). ولا يمكن أن الله عز وجل يعمل عملاً إلا إذا كان متوافقاً مع طبيعته في الناحيتين.
التزام حدود المكتوب:
عندما نتأمل في حقيقة الله غير المحدود وغير المدرك في جوهره، وأقانيمه، وطبيعته، وصفاته يجب أن نحرص كل الحرص على التزام حدود الإعلان الإلهي بكل دقة، وأن لا نرتئي فوق ما هو مكتوب أو نضيف أي شيء من أنفسنا، لئلا يضل العقل في متاهات الخيال، سيما وأن الشيطان لنا بالمرصاد ليوقعنا في حبائل الكفر أو المساس بجلال الذات القدسية بأي شكل من الأشكال.
الإيمان الحقيقي مركزه القلب:
ليس الإيمان الحقيقي اقتناعاً عقلياً بمباديء صحيحة، والاعتراف بها، والدفاع عنها، بل هو ايضا الثقة التامة بإعلان الله عن ذاته وطبيعته في كلمته، وهذا الإيمان يسكن في القلب فيشبعه، ويسعده ويملؤه سلاماً، لأنه يربطه بالله بعلاقة محبة وثيقة حية كابن لأبيه.
النفس تحتاج إلى أن تشبع وتفرح، ولا يشبعها غير الله لأنها منه. وقد عبر أحدهم عن حاجة كل من العقل والقلب بقوله "القلوب به هائمة، والعقول فيه حائرة". فلا العقل مستريح، ولا القلب شبعان بدونه. وكتب آخر كتاباً عنوانه "تهافت التهافت" ونحن نشكر الله لأنه أعطانا ما تتهافت إليه قلوبنا، فملأها نوراً وسروراً "لأَنَّ اللهَ الذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (2كورنثوس 4: 6).
كما نشكر الله لأننا مارسنا إيماننا عملياً فتحقق لنا بصورة واقعية إذ نلنا اليقين بالغفران والتبرير والخلاص. "لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ (أي للحصول على البر) وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ" (رومية 10: 10). واطمأنت قلوبنا إلى مصيرنا الأبدي السعيد في المجد على أساس موت المسيح لأجلنا، واحتماله دينونة خطايانا على الصليب، كما أن نفوسنا امتلأت هناء واكتفاء، عبر عنه بعض المؤمنين بقولهم "لاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ"(مزمور 23: 1) وأيضاً "مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأرض"(مزمور 73: 25) وأيضاً "قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي. خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ" (مزمور 16: 2) وأيضاً "يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ"(1بطرس 1: 8).
ثم أن الإيمان القلبي الحي يثمر أعمالاً صالحة في الحياة العملية "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إيمان وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية 5: 22، 23). وهو أيضاً يعطي للمؤمن النصرة على الخطايا والشهوات، ومحبة المال والماديات ويجعله يسلك سلوكاً سماوياً وهو على الأرض.
هذا وقد اختبرنا إلهنا الذي نؤمن به، بكيفية لا يسهل علينا التعبير عنها إلا بأن نقول للآخرين "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ" (مزمور 34: 8) فمع أن الله عظيم بلا حدود، ويدير الأكوان، إلا أنه يسمع صلوات المؤمنين به، وينقذهم من كل ضيقاتهم ويهتم بدقائق أمورهم، لدرجة أن قال المسيح "شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ"(متى 10: 30). ونجد القول المشجع "لا تخف" في الكتاب المقدس بمعدل مرة لكل يوم من أيام السنة تقريباً ونجد أقوالا كثيرة أخرى مثل "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ"(فيلبى 4: 6-7). وأيضاً "مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ"(1بطرس 5: 7).
كما أن المؤمن عندما يدخل روحياً ليسجد في مقادس الله، في شركة عميقة معه، يختبر لذة وسعادة تفوق كل وصف ولذلك يقول أحدهم "تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إلى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ"(مزمور 84: 2). ويقول داود النبي والملك "وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أيام حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إلى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (مزمور 27: 4). ويقول أيضاً "أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ" (مزور 16: 11). وأيضاً "تَشْبَعُ نَفْسِي وَبِشَفَتَيْ الاِبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي"(مزمور 63: 5).
حذار أيها الصديق المسيحي العزيز أن تكتفي بأن تكون مسيحياً بالاسم فقط، دون أن تختبر الحياة الجديدة في المسيح، وسكنى الروح القدس فيك. إن الإيمان الذي لا يجدد الحياة، ويغير السلوك، ويفتح القلب للمسيح ليحل فيه ويملأه، هو إيمان فارغ وميت لا يغني شيئاً، بل هو شبيه بمصباح لا زيت فيه ولا نور له، أو كغصن جاف لا حياة فيه ولا ثمر له.
أدعوك أيها الصديق الآن أن تأتي بقلبك إلى المسيح فيخلصك من كل خطاياك ومشاكلك، ويسعدك حاضراً وأبدياً، فقد قال بفمه الكريم: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى 11: 28).
التزام حدود المكتوب:
عندما نتأمل في حقيقة الله غير المحدود وغير المدرك في جوهره، وأقانيمه، وطبيعته، وصفاته يجب أن نحرص كل الحرص على التزام حدود الإعلان الإلهي بكل دقة، وأن لا نرتئي فوق ما هو مكتوب أو نضيف أي شيء من أنفسنا، لئلا يضل العقل في متاهات الخيال، سيما وأن الشيطان لنا بالمرصاد ليوقعنا في حبائل الكفر أو المساس بجلال الذات القدسية بأي شكل من الأشكال.
الإيمان الحقيقي مركزه القلب:
ليس الإيمان الحقيقي اقتناعاً عقلياً بمباديء صحيحة، والاعتراف بها، والدفاع عنها، بل هو ايضا الثقة التامة بإعلان الله عن ذاته وطبيعته في كلمته، وهذا الإيمان يسكن في القلب فيشبعه، ويسعده ويملؤه سلاماً، لأنه يربطه بالله بعلاقة محبة وثيقة حية كابن لأبيه.
النفس تحتاج إلى أن تشبع وتفرح، ولا يشبعها غير الله لأنها منه. وقد عبر أحدهم عن حاجة كل من العقل والقلب بقوله "القلوب به هائمة، والعقول فيه حائرة". فلا العقل مستريح، ولا القلب شبعان بدونه. وكتب آخر كتاباً عنوانه "تهافت التهافت" ونحن نشكر الله لأنه أعطانا ما تتهافت إليه قلوبنا، فملأها نوراً وسروراً "لأَنَّ اللهَ الذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (2كورنثوس 4: 6).
كما نشكر الله لأننا مارسنا إيماننا عملياً فتحقق لنا بصورة واقعية إذ نلنا اليقين بالغفران والتبرير والخلاص. "لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ (أي للحصول على البر) وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ" (رومية 10: 10). واطمأنت قلوبنا إلى مصيرنا الأبدي السعيد في المجد على أساس موت المسيح لأجلنا، واحتماله دينونة خطايانا على الصليب، كما أن نفوسنا امتلأت هناء واكتفاء، عبر عنه بعض المؤمنين بقولهم "لاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ"(مزمور 23: 1) وأيضاً "مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأرض"(مزمور 73: 25) وأيضاً "قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي. خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ" (مزمور 16: 2) وأيضاً "يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ"(1بطرس 1: 8).
ثم أن الإيمان القلبي الحي يثمر أعمالاً صالحة في الحياة العملية "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إيمان وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية 5: 22، 23). وهو أيضاً يعطي للمؤمن النصرة على الخطايا والشهوات، ومحبة المال والماديات ويجعله يسلك سلوكاً سماوياً وهو على الأرض.
هذا وقد اختبرنا إلهنا الذي نؤمن به، بكيفية لا يسهل علينا التعبير عنها إلا بأن نقول للآخرين "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ" (مزمور 34: 8) فمع أن الله عظيم بلا حدود، ويدير الأكوان، إلا أنه يسمع صلوات المؤمنين به، وينقذهم من كل ضيقاتهم ويهتم بدقائق أمورهم، لدرجة أن قال المسيح "شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ"(متى 10: 30). ونجد القول المشجع "لا تخف" في الكتاب المقدس بمعدل مرة لكل يوم من أيام السنة تقريباً ونجد أقوالا كثيرة أخرى مثل "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ"(فيلبى 4: 6-7). وأيضاً "مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ"(1بطرس 5: 7).
كما أن المؤمن عندما يدخل روحياً ليسجد في مقادس الله، في شركة عميقة معه، يختبر لذة وسعادة تفوق كل وصف ولذلك يقول أحدهم "تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إلى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ"(مزمور 84: 2). ويقول داود النبي والملك "وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أيام حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إلى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (مزمور 27: 4). ويقول أيضاً "أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ" (مزور 16: 11). وأيضاً "تَشْبَعُ نَفْسِي وَبِشَفَتَيْ الاِبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي"(مزمور 63: 5).
حذار أيها الصديق المسيحي العزيز أن تكتفي بأن تكون مسيحياً بالاسم فقط، دون أن تختبر الحياة الجديدة في المسيح، وسكنى الروح القدس فيك. إن الإيمان الذي لا يجدد الحياة، ويغير السلوك، ويفتح القلب للمسيح ليحل فيه ويملأه، هو إيمان فارغ وميت لا يغني شيئاً، بل هو شبيه بمصباح لا زيت فيه ولا نور له، أو كغصن جاف لا حياة فيه ولا ثمر له.
أدعوك أيها الصديق الآن أن تأتي بقلبك إلى المسيح فيخلصك من كل خطاياك ومشاكلك، ويسعدك حاضراً وأبدياً، فقد قال بفمه الكريم: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى 11: 28).
ناشد حنا
Comment