إن كلمة (مطانية) هى كلمة يونانية وتعنى التوبة وهى فى أصلها اللغوى تعنى تغير القلب وتغيير إتجاه الحياة وهكذا نجد أن التوبة فى المفهوم المسيحى تعنى الحياة الجديدة او جدة الحياة.
فالمفهوم السليم للتوبة انها تغيير كامل شامل للحياة كلها وليس مجرد وضع رقع على الثوب العتيق هكذا فهم القديسون التوبة وشبهوها باروع التشبيهات فقالوا عنها مثلاً انها:-
صلح مع الله ومعمودية ثانية وتطهير للخطايا ومحو للآثام ورجوع الى الله انها تصلح ما افسدته الخطيئة وتبنى ماهدمته المعصية، تجدد قلب الخاطئ وتلبس الاثم حلة البر... انها تطرد عنا اعمال الظلمة وقوات الشر. تعافى المريض بالخطية وتقيم الموتى بالذنوب والآثام. هى بحر يغسل جميع الدنسين ويطهرهم. انها تجتذب من الطرقات المظلمة الى الملكوت ومن السياجات الى عرس الختن.. بالخطية نخسر كل المواهب والفضائل والنعم، والتوبة تعيدها الينا. طريق التوبة طريق امين وهى باب مفتوح للخلاص لا يغلق اذ هو صدر الله الحنون. التوبة تهدئ غضب الله فقد رحمت اهل نينوى بعد ان ندم الملك والرعية والآباء والامهات والابناء ناثرين الرماد على رؤوسهم لا بسين المسوح جالسين فى التراب.
هل تريد أن نعدِّد لك مسالك التوبة؟ إنها كثيرة ومنوَّعة، و تقود كلّها إلى الملكوت.
المسار الأول يبدأ بإدانة خطاياك الخاصَّة: "كنْ البادئ بالإقرار بخطاياك وسوف تُبرَّر منها." من أجل هذا السبب كتب النبيّ: "أنا قلت، سوف أعرض خطاياي أمام الرب، وأنت غفرت شرور قلبي" لذلك عليك، أنت أيضًا، أن تدين خطاياك، هذا سيكون كافيًا أمام الله حتى يغفر لك، لأن الإنسان الذي يدين خطاياه الخاصة سيكون أبطأ بالعودة إلى الخطأ ثانية. حِثْ ضميرك على اتهام نفسك داخل منـزلك، حتى لا يتهمك أمام عرش دينونة الربّ.
هذا إذًا مسار جيِّد للتوبة. ومسار آخر، لا يقلّ قيمة عن الأول، وهو تناسي الأذى الذي يلحقه بنا أعداؤنا، من أجل أن نسود على غضبنا ونغفر لأترابنا (العبيد) خطاياهم التي اقترفوها بحقِّنا. هكذا سوف ينفتح أمامك مسار جديد للتغلُّب على الخطيئة: "فإنه إن غفرتم للناس زلاَّتهم يغفر لكم أيضًا أبوكم السماوي."
هل تريد أن تتعلّم مسارًا ثالثًا؟ إنها الصلاة الحارَّة والمتيقِّظة والنابعة من القلب.
أما إذا أردت أن تسمع عن مسار رابع، ننصحك بالصدقة التي تفيض قوتها وتطال بعيدًا.
بالإضافة إلى ذلك، إذا عاش الإنسان حياة بسيطة ومتواضعة وحفظ المسارات التي سردت عليه، سوف تُنـزع عنه خطيئته. برهانًا على ذلك العشَّار الذي لم يكن لديه أية أعمال حسنة ليخبر عنها، ولكن تواضعه الصادق أراحه من حمل خطاياه الثقيل.
وهكذا تكون قد أرشدت على خمس مسالك إلى التوبة: إدانة خطاياك، ومغفرة ذنوب قريبك، والصلاة، والصدقة، والتواضع.
لا تكنْ عديم الحركة وخاملاً، بل سِرْ كل يوم في هذه المسالك. إنها سهلة ولا يمكنك التحجُّج بعدم قدرتك على تحقيقها. لأنك، حتى ولو كنت تعيش في عوز كبير، يمكنك دائمًا وضع غضبك جانبًا، وأن تتضع، وأن تتحلى بالمثابرة، وأن تدين خطاياك. فقرك لا يقدِّم إليك عذرًا للتملُّص من ذلك. فالفقر ليس عائقًا أمام تحقيق وصايا الربّ ويمكنك أن تتصدَّق إلى الفقراء وأن تحسن إليهم دائمًا. لقد برهنت الأرملة على هذا بعد أن وضعت فلسيها في الصندوق [مرقس 12: 42].
ويأتى بعد التوبة سر الإعتراف فيتسائل الإنسان لماذا اعترف؟ : حاول كثيرون ان يهربوا من الأعتراف لما يتطلبة من اتضاع قلب وفكر بالأضافة لما فيه من جرح للذات التى تريد ان تبدو صورتها جميله فى نظر الكل. ولكن نحن نسأل لماذا يجب ان نعترف؟
الاعتراف رغبة إلهيه... فمنذ ان خلق الله الأنسان والأنسان يتمتع بسلام قلبى كامل لم يفقده إلا بالخطية .. فعندما اكل من الشجرة المنهى عنها نجد ان الله سأله قائلا ( اين أنت ) ( تك 9:3 )وللأسف الشديد لم يفهم ادم قصد الله من السؤال، فأعاد الله السؤال بطريقة أبسط ( هل اكلت من الشجرة التى اوصيتك ان لا تاكل منها ) ( تك 11:3 ) ومرة اخرى لم يفهم ادم قصد الله فالقى باللوم على حواء كأنها السبب... لقد كان الله بلا شك يعلم مكان ادم وكان ايضا يعلم انه قد اكل من الشجرة ولكن الله اراد ان يستدرج ادم لكلمة اعتراف لينال بها رضا الله وغفرانه.. ولكن هذا لم يحدث. نفس الامر تكرر مع قايين عندما سأله الرب(اين هابيل اخوك ) ( تك 9:4 ) لقد اراد الله ان يعترف قايين فينال المغفرة ولكن للاسف قال قوله الدال على جهله ( أحارس أنا لأخى ) ظنا منه ان الله لا يعرف.
الآن وقد تعلَّمنا كيف نشفي جراحنا، فأول دواء هو أن نبتدئ بالتوبة الصادقة النابعة من القلب ثم نذهب إلى أب الإعتراف لننال المغفرة... دعنا نستعمل هذه الأدوية. حتى إذا تعافينا وأصبحنا بصحة أصيلة، يمكننا أن نقترب من المائدة المقدَّسة بثقة ونلتقي بعظمة المسيح، ملك المجد، ونحصل على البركات الأبديَّة من خلال النعمة والرحمة ومحبَّة يسوع المسيح ربِّنا ومخلِّصنا
فالمفهوم السليم للتوبة انها تغيير كامل شامل للحياة كلها وليس مجرد وضع رقع على الثوب العتيق هكذا فهم القديسون التوبة وشبهوها باروع التشبيهات فقالوا عنها مثلاً انها:-
صلح مع الله ومعمودية ثانية وتطهير للخطايا ومحو للآثام ورجوع الى الله انها تصلح ما افسدته الخطيئة وتبنى ماهدمته المعصية، تجدد قلب الخاطئ وتلبس الاثم حلة البر... انها تطرد عنا اعمال الظلمة وقوات الشر. تعافى المريض بالخطية وتقيم الموتى بالذنوب والآثام. هى بحر يغسل جميع الدنسين ويطهرهم. انها تجتذب من الطرقات المظلمة الى الملكوت ومن السياجات الى عرس الختن.. بالخطية نخسر كل المواهب والفضائل والنعم، والتوبة تعيدها الينا. طريق التوبة طريق امين وهى باب مفتوح للخلاص لا يغلق اذ هو صدر الله الحنون. التوبة تهدئ غضب الله فقد رحمت اهل نينوى بعد ان ندم الملك والرعية والآباء والامهات والابناء ناثرين الرماد على رؤوسهم لا بسين المسوح جالسين فى التراب.
هل تريد أن نعدِّد لك مسالك التوبة؟ إنها كثيرة ومنوَّعة، و تقود كلّها إلى الملكوت.
المسار الأول يبدأ بإدانة خطاياك الخاصَّة: "كنْ البادئ بالإقرار بخطاياك وسوف تُبرَّر منها." من أجل هذا السبب كتب النبيّ: "أنا قلت، سوف أعرض خطاياي أمام الرب، وأنت غفرت شرور قلبي" لذلك عليك، أنت أيضًا، أن تدين خطاياك، هذا سيكون كافيًا أمام الله حتى يغفر لك، لأن الإنسان الذي يدين خطاياه الخاصة سيكون أبطأ بالعودة إلى الخطأ ثانية. حِثْ ضميرك على اتهام نفسك داخل منـزلك، حتى لا يتهمك أمام عرش دينونة الربّ.
هذا إذًا مسار جيِّد للتوبة. ومسار آخر، لا يقلّ قيمة عن الأول، وهو تناسي الأذى الذي يلحقه بنا أعداؤنا، من أجل أن نسود على غضبنا ونغفر لأترابنا (العبيد) خطاياهم التي اقترفوها بحقِّنا. هكذا سوف ينفتح أمامك مسار جديد للتغلُّب على الخطيئة: "فإنه إن غفرتم للناس زلاَّتهم يغفر لكم أيضًا أبوكم السماوي."
هل تريد أن تتعلّم مسارًا ثالثًا؟ إنها الصلاة الحارَّة والمتيقِّظة والنابعة من القلب.
أما إذا أردت أن تسمع عن مسار رابع، ننصحك بالصدقة التي تفيض قوتها وتطال بعيدًا.
بالإضافة إلى ذلك، إذا عاش الإنسان حياة بسيطة ومتواضعة وحفظ المسارات التي سردت عليه، سوف تُنـزع عنه خطيئته. برهانًا على ذلك العشَّار الذي لم يكن لديه أية أعمال حسنة ليخبر عنها، ولكن تواضعه الصادق أراحه من حمل خطاياه الثقيل.
وهكذا تكون قد أرشدت على خمس مسالك إلى التوبة: إدانة خطاياك، ومغفرة ذنوب قريبك، والصلاة، والصدقة، والتواضع.
لا تكنْ عديم الحركة وخاملاً، بل سِرْ كل يوم في هذه المسالك. إنها سهلة ولا يمكنك التحجُّج بعدم قدرتك على تحقيقها. لأنك، حتى ولو كنت تعيش في عوز كبير، يمكنك دائمًا وضع غضبك جانبًا، وأن تتضع، وأن تتحلى بالمثابرة، وأن تدين خطاياك. فقرك لا يقدِّم إليك عذرًا للتملُّص من ذلك. فالفقر ليس عائقًا أمام تحقيق وصايا الربّ ويمكنك أن تتصدَّق إلى الفقراء وأن تحسن إليهم دائمًا. لقد برهنت الأرملة على هذا بعد أن وضعت فلسيها في الصندوق [مرقس 12: 42].
ويأتى بعد التوبة سر الإعتراف فيتسائل الإنسان لماذا اعترف؟ : حاول كثيرون ان يهربوا من الأعتراف لما يتطلبة من اتضاع قلب وفكر بالأضافة لما فيه من جرح للذات التى تريد ان تبدو صورتها جميله فى نظر الكل. ولكن نحن نسأل لماذا يجب ان نعترف؟
الاعتراف رغبة إلهيه... فمنذ ان خلق الله الأنسان والأنسان يتمتع بسلام قلبى كامل لم يفقده إلا بالخطية .. فعندما اكل من الشجرة المنهى عنها نجد ان الله سأله قائلا ( اين أنت ) ( تك 9:3 )وللأسف الشديد لم يفهم ادم قصد الله من السؤال، فأعاد الله السؤال بطريقة أبسط ( هل اكلت من الشجرة التى اوصيتك ان لا تاكل منها ) ( تك 11:3 ) ومرة اخرى لم يفهم ادم قصد الله فالقى باللوم على حواء كأنها السبب... لقد كان الله بلا شك يعلم مكان ادم وكان ايضا يعلم انه قد اكل من الشجرة ولكن الله اراد ان يستدرج ادم لكلمة اعتراف لينال بها رضا الله وغفرانه.. ولكن هذا لم يحدث. نفس الامر تكرر مع قايين عندما سأله الرب(اين هابيل اخوك ) ( تك 9:4 ) لقد اراد الله ان يعترف قايين فينال المغفرة ولكن للاسف قال قوله الدال على جهله ( أحارس أنا لأخى ) ظنا منه ان الله لا يعرف.
الآن وقد تعلَّمنا كيف نشفي جراحنا، فأول دواء هو أن نبتدئ بالتوبة الصادقة النابعة من القلب ثم نذهب إلى أب الإعتراف لننال المغفرة... دعنا نستعمل هذه الأدوية. حتى إذا تعافينا وأصبحنا بصحة أصيلة، يمكننا أن نقترب من المائدة المقدَّسة بثقة ونلتقي بعظمة المسيح، ملك المجد، ونحصل على البركات الأبديَّة من خلال النعمة والرحمة ومحبَّة يسوع المسيح ربِّنا ومخلِّصنا
Comment