الصليب حافظ المسكونة كلها, الصليب جمال الكنيسة, الصليب تأييد الملوك, الصليب عضد المؤمنين, الصليب مجد الملائكة وجرح الشياطين. (من خدمة عيد الصليب).
يعظنا قديسنا العظيم الذهبي الفم فيقول:
- لانخجل من علامة المخلّص حتى لو استحيا منها آخرون, اطبعها بشكل ظاهر على جبينك لكي تهرب الشياطين مذعورة-
في هذا النص كعادته سيادة المطران بولس ينقلنا من هذا العالم المادي إلى عالم الروحيات فيبين لنا أهمية الصليب وأهمية وضعه على صدورنا وأهمية رسمه قبل بدء أي عمل.الموضوع شيق ومفيد أتمنى لكم حسن المتابعة
"المسيح هو آخر مسيحي" هذه العبارة أطلقها فيلسوف ملحد, ساخراً بالمسيحية. هذا هو تحدي المسيحيين الدائم أن يبرهنوا أنهم مثل مسيحهم وإلا المسيحية ماتت مع المسيح على الصليب. هناك عدة أعياد نعيِّد فيها للصليب المقدس أهمها عيد رفع الصليب 14 أيلول, واليوم عيد السجود للصليب الكريم وسط الصوم الأربعيني المقدس. من الملاحظ اختلاف النصوص الإنجيلية المختارة لهذه الأعياد. في قراءات الكتب المختارة لهذا اليوم, وهو عيد السجود للصليب نقرأ نصاً من الرسالة إلى العبرانيين الذي تكلم عن المسيح كرئيس كهنة وعن ذبيحته. أما الإنجيل فكذلك يكلمنا ليس عن الصليب كتاريخ وإنما عنه كقضية. يكلمنا عن بذل الذات عند تلاميذ المسيح. نعم إن صليب المسيح رئيس الكهنة كان مذبحه. الصليب هو المذبح الذي صار عليه المسيح مُقَدِّم ومُقدَّم. ذابح وذبيحة كاهن وضحية. هذا هو المعنى الحقيقي للصليب, إنه مذبح. لهذا نسجد له, لهذا نعلقه على صدورنا, نرفعه في المنازل، لأن كل مكان يجب أن يتحول إلى مذبح يقدم المسيحي فيه وعليه نفسه ذبيحة. لكي لا يكون , كما قال ذلك الفيلسوف, المسيح هو آخر مسيحي. المسيحيون يُعرفون من رسالة الصليب, أي من تقدمة ذاتهم الدائمة على هذا المذبح ذي الخشبتين الأفقية والعمودية. والمسيحيون فخورون, وأحسنوا بذلك, إذ يستخدمون الصليب المقدس في كل آن وكل مكان. الصليب يُرسم على الجدران ويُعلق على الصدور ويُرسم قبل كل عمل ويبارك كل خطوة أو تصرف. نحن بهذه الحركة نبسط الصليب مذبحاً, لنقدم كل عمل ذبيحة حب عليه, نحن حين نحمل الصليب على صدورنا, بالواقع هو يحملنا. مشهد المسيحي والصليب معلقاً على صدره يجب أن نراه كمشهد الصليب والمسيح معلقاً عليه. كل مكان رُسم عليه إشارة الصليب أو رُفع عليه صليب علينا أن نراه كتلك الحجارة التي بناها ابراهيم وقدَّم عليها اسحق ذبيحة, الصليب مذبح للرب.
لنرسم الصليب قبل الطعام, فندرك أن حقنا منه هو حد الحاجة وأن ما بعد ذلك هو حق الآخر وإشباع للأنانية مرفوض. لنرسم الصليب قبل أن نتصرف بأي مبلغ أو حين نفكر بأموالنا فندرك على الفور أن المال ليس لنا, وأن حقنا فيه هو حاجتنا والآخرون أصحاب الباقي منه. لنرسم الصليب على كل مشهد ولندرك أن كل مشهد لنا منه العفة فقط. لنذكر الصليب أمام كل كلمة ننطق بها فيقودنا إلى عفة اللسان. لنصلب بكلمة أخرى كل شهواتنا أو بعبارة أوضح لنقدم كل مالنا ذبيحة محرقة على مذبح الصليب المقدس وهو يُطهرها من كل أنانية. لنمد حياتنا كلها في كل لحظاتها وتفاصيلها على المذبح الأبدي, هذه ميزة تلاميذ يسوع, أنهم يتبعوه أي يتتبعوا خطاه. الصليب هو مذبح يقلب حياتنا من حياة لصوص إلى حياة كهنة. لصوصية هي الأنانية, كهنوت هو المحبة. وحمل الصليب هكذا ما هو إلا الصوم بالذات. هذه الممارسات هي أصوامنا. فالصوم عملياً هو عملية ذبح دائمة وجراحه مستمرة لشفاء أنانيتنا, الصوم يقلبنا إلى كهنة الحب الإلهي نحيا ليس لأنفسنا بل كسيدنا لسوانا. لهذا يترافق الصوم مع الصليب كما المحبة مع المذبح. الصليب هو مذبح بذل الذات, لهذا وُضع في وسط الصوم, لأن غاية الصوم المبارك هي المحبة وشفاء الأنانية المعشعشة فينا. المسيح, المحبة الذبيحة, رفع ذاته على مذبح الصليب ولكنه أيضاً بالكنيسة يرفعنا, لأننا أحببناه بعد أن شدّنا إليه من حبه لنا, يرفعنا على صليبنا لنكون ذبائح ومحرقات حب وإنسانية إلى كل إنسان. هذا هو المذبح الجديد صليبنا اليومي أن ننكر ذاتنا حاملين هذا الصليب مذبحاً لنا في كل مكان ونتبع عليه خُطى سيدنا فنكون له تلاميذ, نموت معه على شبه موته ونقوم معه على شبه قيامته.
منقول :
http://www.vb.orthodoxonline.org/showthread.php?p=40552
يعظنا قديسنا العظيم الذهبي الفم فيقول:
- لانخجل من علامة المخلّص حتى لو استحيا منها آخرون, اطبعها بشكل ظاهر على جبينك لكي تهرب الشياطين مذعورة-
في هذا النص كعادته سيادة المطران بولس ينقلنا من هذا العالم المادي إلى عالم الروحيات فيبين لنا أهمية الصليب وأهمية وضعه على صدورنا وأهمية رسمه قبل بدء أي عمل.الموضوع شيق ومفيد أتمنى لكم حسن المتابعة
أحد السجود للصليب (الأحد الثالث من الصوم)
بقلم صاحب السيادة بولس (يازجي) متروبوليت حلب
"المسيح هو آخر مسيحي" هذه العبارة أطلقها فيلسوف ملحد, ساخراً بالمسيحية. هذا هو تحدي المسيحيين الدائم أن يبرهنوا أنهم مثل مسيحهم وإلا المسيحية ماتت مع المسيح على الصليب. هناك عدة أعياد نعيِّد فيها للصليب المقدس أهمها عيد رفع الصليب 14 أيلول, واليوم عيد السجود للصليب الكريم وسط الصوم الأربعيني المقدس. من الملاحظ اختلاف النصوص الإنجيلية المختارة لهذه الأعياد. في قراءات الكتب المختارة لهذا اليوم, وهو عيد السجود للصليب نقرأ نصاً من الرسالة إلى العبرانيين الذي تكلم عن المسيح كرئيس كهنة وعن ذبيحته. أما الإنجيل فكذلك يكلمنا ليس عن الصليب كتاريخ وإنما عنه كقضية. يكلمنا عن بذل الذات عند تلاميذ المسيح. نعم إن صليب المسيح رئيس الكهنة كان مذبحه. الصليب هو المذبح الذي صار عليه المسيح مُقَدِّم ومُقدَّم. ذابح وذبيحة كاهن وضحية. هذا هو المعنى الحقيقي للصليب, إنه مذبح. لهذا نسجد له, لهذا نعلقه على صدورنا, نرفعه في المنازل، لأن كل مكان يجب أن يتحول إلى مذبح يقدم المسيحي فيه وعليه نفسه ذبيحة. لكي لا يكون , كما قال ذلك الفيلسوف, المسيح هو آخر مسيحي. المسيحيون يُعرفون من رسالة الصليب, أي من تقدمة ذاتهم الدائمة على هذا المذبح ذي الخشبتين الأفقية والعمودية. والمسيحيون فخورون, وأحسنوا بذلك, إذ يستخدمون الصليب المقدس في كل آن وكل مكان. الصليب يُرسم على الجدران ويُعلق على الصدور ويُرسم قبل كل عمل ويبارك كل خطوة أو تصرف. نحن بهذه الحركة نبسط الصليب مذبحاً, لنقدم كل عمل ذبيحة حب عليه, نحن حين نحمل الصليب على صدورنا, بالواقع هو يحملنا. مشهد المسيحي والصليب معلقاً على صدره يجب أن نراه كمشهد الصليب والمسيح معلقاً عليه. كل مكان رُسم عليه إشارة الصليب أو رُفع عليه صليب علينا أن نراه كتلك الحجارة التي بناها ابراهيم وقدَّم عليها اسحق ذبيحة, الصليب مذبح للرب.
لنرسم الصليب قبل الطعام, فندرك أن حقنا منه هو حد الحاجة وأن ما بعد ذلك هو حق الآخر وإشباع للأنانية مرفوض. لنرسم الصليب قبل أن نتصرف بأي مبلغ أو حين نفكر بأموالنا فندرك على الفور أن المال ليس لنا, وأن حقنا فيه هو حاجتنا والآخرون أصحاب الباقي منه. لنرسم الصليب على كل مشهد ولندرك أن كل مشهد لنا منه العفة فقط. لنذكر الصليب أمام كل كلمة ننطق بها فيقودنا إلى عفة اللسان. لنصلب بكلمة أخرى كل شهواتنا أو بعبارة أوضح لنقدم كل مالنا ذبيحة محرقة على مذبح الصليب المقدس وهو يُطهرها من كل أنانية. لنمد حياتنا كلها في كل لحظاتها وتفاصيلها على المذبح الأبدي, هذه ميزة تلاميذ يسوع, أنهم يتبعوه أي يتتبعوا خطاه. الصليب هو مذبح يقلب حياتنا من حياة لصوص إلى حياة كهنة. لصوصية هي الأنانية, كهنوت هو المحبة. وحمل الصليب هكذا ما هو إلا الصوم بالذات. هذه الممارسات هي أصوامنا. فالصوم عملياً هو عملية ذبح دائمة وجراحه مستمرة لشفاء أنانيتنا, الصوم يقلبنا إلى كهنة الحب الإلهي نحيا ليس لأنفسنا بل كسيدنا لسوانا. لهذا يترافق الصوم مع الصليب كما المحبة مع المذبح. الصليب هو مذبح بذل الذات, لهذا وُضع في وسط الصوم, لأن غاية الصوم المبارك هي المحبة وشفاء الأنانية المعشعشة فينا. المسيح, المحبة الذبيحة, رفع ذاته على مذبح الصليب ولكنه أيضاً بالكنيسة يرفعنا, لأننا أحببناه بعد أن شدّنا إليه من حبه لنا, يرفعنا على صليبنا لنكون ذبائح ومحرقات حب وإنسانية إلى كل إنسان. هذا هو المذبح الجديد صليبنا اليومي أن ننكر ذاتنا حاملين هذا الصليب مذبحاً لنا في كل مكان ونتبع عليه خُطى سيدنا فنكون له تلاميذ, نموت معه على شبه موته ونقوم معه على شبه قيامته.
لصليبك ياسيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نسبح ونمجد.
منقول :
http://www.vb.orthodoxonline.org/showthread.php?p=40552
Comment