إن الإعلان بأن مريم العذراء هي حقًا "والدة الإله" قد تمّ في المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس سنة. تلك هي والدة الإله التي كانت تعلم الكنيسة الجامعة المقدسة الأول"راجع: بسترس، المطران كيرلس، اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر، ج 4، المكتبة البولسية، بيروت، لبنان، 1993، ص 50."
أول استعمال لهذا اللقب نجده في رسالة الكسندروس أسقف الإسكندرية حول مجمع التأم في الإسكندرية سنة 320 للحكم على بدعة آريوس:"بعد هذا تناولنا عقيدة القيامة من بين الأموات التي صار فيها ربنا يسوع المسيح باكورة الثمار، فقد لبس في الحقيقة لا في المظهر جسدًا اتخذه من مريم والدة الإله" "راجع: نغس المرجع ص51"
لم تحدد الكنيسة الأرثوذكسية بخصوص العذراء مريم، سوى عقيدة واحدة هي عقيدة "والدة الإله"،"الدائمة البتولية"، التي أقرها المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس عام 431 في أيام الإمبراطور ثيودورس الثاني.
العذراء هي والدة الإله، وهي عقيدة كنيستنا. لقد هيأ الله الإنسان تدريجيًا لاستقبال الخلاص، وقد أدت هذه التهيئة إلى العذراء مريم. ففي شخص مريم استطاعت البشرية أن تقول نعم لله، عندما أجابت العذراء للملاك "ها أنا أمة للرب فليكن لي حسب قولك"(لو38:1). عندئذ تم تجسد ابن الله لأن البشرية ـ سمحت ـ له بشخص مريم العذراء أن يأتي إليها ويخلصها. إن التجسد لم يكن فعل الآب وقدرته وروحه فحسب، ولكنه أيضًا فعل إرادة العذراء وإيمانها. فبدون قبول الكلية النقاوة وبدون مساهمة إيمانها، لكان تحقيق هذا المقصد متعذرًا.فهي الباب المتجه نحو المشارق وعبر منه الرب (حز1:44-3) وهي وحدها أدخلت المسيح إلى المسكونة لخلاص نفوسنا.
وتاليًا تكريم والدة الإله يعود خاصة إلى الدور الذي لعبته في التجسد، ذاك الدور الذي شاء الله أن يخصه بها:"افرحي يا من ولدت مرشد الضالين، افرحي يا من ولدت منقذ المأسورين"، ولهذا السبب لا تمثل الأيقونة الأرثوذكسية غالبا العذراء وحدها، بل تمثلها دومًا حاملة ابنها وإلهها. فمجد والدة الإله مستمد من ذاك الذي شاء أن يولد منها، كما نجد أن حياتها كانت متخفية وراء ابنها ولم تشأ أن تبرز شخصيتها. والتعليم الذي نقله الإنجيل إلينا عن لسان العذراء إنما هو وصيتها للبشر بأن يطيعوا ابنها:"مهما أمركم به فافعلوه"(يو5:2).
البدع التي أنكرت لقب "والدة الإله" على مريم العذراء:
قبل الخوض في عقيدة "والدة الإله" نستعرض سريعًا بعض البدع التي أنكرت على مريم العذراء لقب "والدة الإله".
أ- الدوكيتيون: يعتبرون أن المسيح عَبَرَ العذراء ولم يأخذ منها جسدًا، حتى أنه لم يكن إنسان بل بدا وكأنه إنسان، أهم من تبنى ذلك نذكر: ساتيرنانيوس (120)، فالنتينوس (161)، مرقيون (85-160)، وأهم من تصدى لهم من الآباء القديسين نذكر: القديس إغناطيوس الانطاكي، القديس يوستينوس، القديس إيريناوس، القديس ترتليانوس، أوريجنس..)
ب- المانية: يؤمن أصحابها أن المسيح ليس ابن مريم. حاربهم القديس ألكسندروس الإسكندري، القديس أثناسيوس، القديسس إمبروسيوس الميلاني.
ج- الآريوسية: أنكروا ألوهة السيد وبالتالي أنكروا أمومة العذراء لله. حاربهم نفس الآباء السابقين.
د- النسطورية: أطلق نسطوريوس على والدة الإله اسم والدة المسيح قائلا:" ليت أحدًا لا يسمي مريم والدة الإله لأنها لم تكن سوى امرأة ومن المستحيل أن يولد الله من امرأة". وقف الآباء في وجهه، وأطلقوا لقب "والدة الإله"لمريم العذراء، وذلك في المجمع المسكوني الثالث (431).، لكن من سبقه على الاعتراض على عبارة "والدة الإله" ثيودورس أسقف موبسوستيه (350-42.
"والدة الإله" وتأكيدات الآباء:
لقد ولدت مريم العذراء من يواكيم (سبط يهوذا ونسل داود) وأمها حنة (من سبط لاوي) العاقر، فنذرت للرب مولودها لهيكل الرب، فكان أن ترائ لها ملاك الرب وبشرها بأنها ستحبل بابنة سمها الملاك "مريم" أو رجاء أو سيدة، وكان ذلك بعد خمسون عام من زواجها. بعد أن بلغت مريم العذراء عمر الثلاث سنوات قدمت للهيكل لوفاء النذر، وفي سن الرشد، عُهد ليوسف النجار الشيخ الجليل ( إنو مو متل ما بتحط بعض اللوحات الدينية الغير مبنية على معرفة روحية .. و بعض الأفلام متل اللي كانت تعرضو ال LBC بفترة الميلاد ( إخراج شارل صوايا ) حيث تصور يوسف على انه شب بالعذراء ليحفظ بتوليتها تحت مظهر الزواج (القديس إيرونيموس)، - بعد قصة العصا التي أزهرت ووقفت عليها حمامة بيضاء - وبعد الخطبة بوقت ليس طويل، بشرها الملاك جبرائيل بحبلها بالرب يسوع (لو26:1).
أكد الآباء القديسون منذ العهد الرسولي أن مريم كانت بالحقيقة والفعل والدة الإله، وقد وردت في نصوص عديدة من الكتاب المقدس تسميات العذراء "أم يسوع" و"أمه"، تشهد على صحة هذا الاعتقاد، القديس إيريناوس يقول:" لماذا ولد منها (أي العذراء) لو كان لا يريد أخذ شيء منها؟".
لقد تجرأ الآباء القديسون على أن يدعو مريم العذراء "والدة الإله" ليس لأن طبيعة الكلمة أو لاهوته كانت بدايته من العذراء بللأن منها ولد الجسد المقدس بنفس عاقلة و روح ( طبيعة بشرية كاملة )، وهو الجسد الذي اتحد به شخصيًا الكلمة الذي قيل عنه أنه ولد بحسب الجسد "راجع: الشرع الكنسي ص297).
من ابسالات الاثني عشر التي وجهت ضد نسطوريوس من قبل القديس كيرلس الابسال الأول الذي يقول:"ليكن مبسلا كل من لا يعترف أن عمانوئيل هو إله حق، وإن العذراء القديسة هي لذلك "والدة الإله" لأنها بحسب الجسد، ولدت كلمة الله الذي صار جسدًا كما كتب:" والكلمة صار جسدًا (يو14:1)" "راجع: الشرع الكنسي ص307).
من وجهة لاهوتية لا يمكن أن نفرق بين "أم الله" و"والدة الإله"، نجد الجواب في الرد الذي وجهه القديس كيرلس إلى نسطوريوس:"مريم لم تكن أم اللاهوت بل كانت أم الابن المتجسد الذي هو الله، فالكلمة الأم تعرب تمامًا عن علاقة مريم بالكلمة المتجسد، وإن كل ما يأخذه الطفل من أمه، أخذه الله الابن من مريم دون مشاركة أي رجل في هذا، بل بعمل الروح القدس مباشرة، وهكذا بمعنى أتم وأصدق تكريم مريم أم الله الابن في تجسده أكثر من أي أم بشرية في كونها أمًا لولدها".(الشرع الكنسي ص 312).
الموضوع كتب من وجهة نظر ارثوذكسية منشان ماحدا يعلق عليي و قد تم اعداده من قبل jooojo و cloude
المسيح معكن
أول استعمال لهذا اللقب نجده في رسالة الكسندروس أسقف الإسكندرية حول مجمع التأم في الإسكندرية سنة 320 للحكم على بدعة آريوس:"بعد هذا تناولنا عقيدة القيامة من بين الأموات التي صار فيها ربنا يسوع المسيح باكورة الثمار، فقد لبس في الحقيقة لا في المظهر جسدًا اتخذه من مريم والدة الإله" "راجع: نغس المرجع ص51"
لم تحدد الكنيسة الأرثوذكسية بخصوص العذراء مريم، سوى عقيدة واحدة هي عقيدة "والدة الإله"،"الدائمة البتولية"، التي أقرها المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس عام 431 في أيام الإمبراطور ثيودورس الثاني.
العذراء هي والدة الإله، وهي عقيدة كنيستنا. لقد هيأ الله الإنسان تدريجيًا لاستقبال الخلاص، وقد أدت هذه التهيئة إلى العذراء مريم. ففي شخص مريم استطاعت البشرية أن تقول نعم لله، عندما أجابت العذراء للملاك "ها أنا أمة للرب فليكن لي حسب قولك"(لو38:1). عندئذ تم تجسد ابن الله لأن البشرية ـ سمحت ـ له بشخص مريم العذراء أن يأتي إليها ويخلصها. إن التجسد لم يكن فعل الآب وقدرته وروحه فحسب، ولكنه أيضًا فعل إرادة العذراء وإيمانها. فبدون قبول الكلية النقاوة وبدون مساهمة إيمانها، لكان تحقيق هذا المقصد متعذرًا.فهي الباب المتجه نحو المشارق وعبر منه الرب (حز1:44-3) وهي وحدها أدخلت المسيح إلى المسكونة لخلاص نفوسنا.
وتاليًا تكريم والدة الإله يعود خاصة إلى الدور الذي لعبته في التجسد، ذاك الدور الذي شاء الله أن يخصه بها:"افرحي يا من ولدت مرشد الضالين، افرحي يا من ولدت منقذ المأسورين"، ولهذا السبب لا تمثل الأيقونة الأرثوذكسية غالبا العذراء وحدها، بل تمثلها دومًا حاملة ابنها وإلهها. فمجد والدة الإله مستمد من ذاك الذي شاء أن يولد منها، كما نجد أن حياتها كانت متخفية وراء ابنها ولم تشأ أن تبرز شخصيتها. والتعليم الذي نقله الإنجيل إلينا عن لسان العذراء إنما هو وصيتها للبشر بأن يطيعوا ابنها:"مهما أمركم به فافعلوه"(يو5:2).
البدع التي أنكرت لقب "والدة الإله" على مريم العذراء:
قبل الخوض في عقيدة "والدة الإله" نستعرض سريعًا بعض البدع التي أنكرت على مريم العذراء لقب "والدة الإله".
أ- الدوكيتيون: يعتبرون أن المسيح عَبَرَ العذراء ولم يأخذ منها جسدًا، حتى أنه لم يكن إنسان بل بدا وكأنه إنسان، أهم من تبنى ذلك نذكر: ساتيرنانيوس (120)، فالنتينوس (161)، مرقيون (85-160)، وأهم من تصدى لهم من الآباء القديسين نذكر: القديس إغناطيوس الانطاكي، القديس يوستينوس، القديس إيريناوس، القديس ترتليانوس، أوريجنس..)
ب- المانية: يؤمن أصحابها أن المسيح ليس ابن مريم. حاربهم القديس ألكسندروس الإسكندري، القديس أثناسيوس، القديسس إمبروسيوس الميلاني.
ج- الآريوسية: أنكروا ألوهة السيد وبالتالي أنكروا أمومة العذراء لله. حاربهم نفس الآباء السابقين.
د- النسطورية: أطلق نسطوريوس على والدة الإله اسم والدة المسيح قائلا:" ليت أحدًا لا يسمي مريم والدة الإله لأنها لم تكن سوى امرأة ومن المستحيل أن يولد الله من امرأة". وقف الآباء في وجهه، وأطلقوا لقب "والدة الإله"لمريم العذراء، وذلك في المجمع المسكوني الثالث (431).، لكن من سبقه على الاعتراض على عبارة "والدة الإله" ثيودورس أسقف موبسوستيه (350-42.
"والدة الإله" وتأكيدات الآباء:
لقد ولدت مريم العذراء من يواكيم (سبط يهوذا ونسل داود) وأمها حنة (من سبط لاوي) العاقر، فنذرت للرب مولودها لهيكل الرب، فكان أن ترائ لها ملاك الرب وبشرها بأنها ستحبل بابنة سمها الملاك "مريم" أو رجاء أو سيدة، وكان ذلك بعد خمسون عام من زواجها. بعد أن بلغت مريم العذراء عمر الثلاث سنوات قدمت للهيكل لوفاء النذر، وفي سن الرشد، عُهد ليوسف النجار الشيخ الجليل ( إنو مو متل ما بتحط بعض اللوحات الدينية الغير مبنية على معرفة روحية .. و بعض الأفلام متل اللي كانت تعرضو ال LBC بفترة الميلاد ( إخراج شارل صوايا ) حيث تصور يوسف على انه شب بالعذراء ليحفظ بتوليتها تحت مظهر الزواج (القديس إيرونيموس)، - بعد قصة العصا التي أزهرت ووقفت عليها حمامة بيضاء - وبعد الخطبة بوقت ليس طويل، بشرها الملاك جبرائيل بحبلها بالرب يسوع (لو26:1).
أكد الآباء القديسون منذ العهد الرسولي أن مريم كانت بالحقيقة والفعل والدة الإله، وقد وردت في نصوص عديدة من الكتاب المقدس تسميات العذراء "أم يسوع" و"أمه"، تشهد على صحة هذا الاعتقاد، القديس إيريناوس يقول:" لماذا ولد منها (أي العذراء) لو كان لا يريد أخذ شيء منها؟".
لقد تجرأ الآباء القديسون على أن يدعو مريم العذراء "والدة الإله" ليس لأن طبيعة الكلمة أو لاهوته كانت بدايته من العذراء بللأن منها ولد الجسد المقدس بنفس عاقلة و روح ( طبيعة بشرية كاملة )، وهو الجسد الذي اتحد به شخصيًا الكلمة الذي قيل عنه أنه ولد بحسب الجسد "راجع: الشرع الكنسي ص297).
من ابسالات الاثني عشر التي وجهت ضد نسطوريوس من قبل القديس كيرلس الابسال الأول الذي يقول:"ليكن مبسلا كل من لا يعترف أن عمانوئيل هو إله حق، وإن العذراء القديسة هي لذلك "والدة الإله" لأنها بحسب الجسد، ولدت كلمة الله الذي صار جسدًا كما كتب:" والكلمة صار جسدًا (يو14:1)" "راجع: الشرع الكنسي ص307).
من وجهة لاهوتية لا يمكن أن نفرق بين "أم الله" و"والدة الإله"، نجد الجواب في الرد الذي وجهه القديس كيرلس إلى نسطوريوس:"مريم لم تكن أم اللاهوت بل كانت أم الابن المتجسد الذي هو الله، فالكلمة الأم تعرب تمامًا عن علاقة مريم بالكلمة المتجسد، وإن كل ما يأخذه الطفل من أمه، أخذه الله الابن من مريم دون مشاركة أي رجل في هذا، بل بعمل الروح القدس مباشرة، وهكذا بمعنى أتم وأصدق تكريم مريم أم الله الابن في تجسده أكثر من أي أم بشرية في كونها أمًا لولدها".(الشرع الكنسي ص 312).
الموضوع كتب من وجهة نظر ارثوذكسية منشان ماحدا يعلق عليي و قد تم اعداده من قبل jooojo و cloude
المسيح معكن
Comment