• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

    اللطف


    اللطف استقبال القلب للقلب. يتجاوز الحديث المهذب أو الراقي اذ قد يكون نتيجة انضباط لا يدوم. وفن الحديث يكتسب ويصقل لكن العمق في مكان آخر فأنت لا تولد لطيفًا من بطن أمك ولكن تولد من أحشاء الله على ما قاله بولس الرسول: في رسالته الى أهل غلاطية فبعد ان يكون عدّد "أعمال الجسد" بصورة الجمع يصل الى القول: "اما ثمر الروح فهو المحبة والفرح والسلام واللطف" أي ما هناك من هبات إلهيّة ولكنه استعمل صيغة المفرد "ثمر الروح" وكأنه يقول ان هذه الفضائل التي يذكر منها المحبة اولا إنّما هي واحدة، ويربطها جميعا بمصدرها وهو الله. لطيفا وٌلدتَ من مشيئة الله ورحمته.
    ينسب الكتاب اللطف اولا الى الله واذا تكلّم على الإنسان يتبيّن ان لطفه آتٍ من فوق ويعطفه الكتاب على التواضع والوداعة وكأنهما مكونان أو ينبوعان للطف. فإذا كان التواضع ان تعتبر نفسك لا شيء ولا تفتخر بعطاياك ولا تستعظمها فما ذلك الا لكونك ترى الانسان الآخر كل شيء. واذا كانت الوداعة ان تزيل كل نتوء منك في معاملة الآخر فإيحاء ذلك انك ترفض صدامه وتجريحه خشية ان يخسر رقته. تريده مثل نفسك أي مقتنعا انه هو ايضا يجب ان يفرح برقّتك ويأخذ منها وانت تعيها اذا وصلت اليه.
    في القرآن الله هو اللطيف الخبير (الأنعام،٣). وتلازم هاتين الصفتين الإلهيّتين وارد في غير آية. اما عن الإنسان فلا يطلق عليه هذه الصفة بالاسم وان ورد معناها بمفردات أخرى.
    اللطف لا يأتي من ميوعة أو ضعف لكنه يأتي من قوة داخلية لا يستكبر الإنسان بها لكون الاستكبار إلغاء للآخر وانت حريص على وجوده واستمراره لإيمانك بأن الإنسانية واحدة ولا تشفيها الا به. هو اذًا طلب للعافية الروحية عند الجميع. وهذه شرطها ان تكف عن الصراخ والغضب في كل حين لأنهما مناوأة للإنسان اية كانت نيّتك.
    في هذا رأيت مشهدا لافتا منذ أيام حيث لم يرضِ كلام أحدنا أحد المجتمعين وانا أعرفه على تهذيب نادر فاذا به يعلي نبرته في الدفاع عن موقفه فأجابه واحد بصوت يكاد يُسمع فزال الصراخ. هذا لا ترد عليه بالصراخ لئلا يقع الآخر في الغضب فيجرحك ويجرح نفسه.
    هذا لا يعني انه عليك ان تقمع الحماسة في كلامك ولا سيما في الخطابة. ولكن عليك السهر على صوتك لئلا تقودك الحماسة الى الغضب وتاليا الى ايذاء الآخر. والحماسة ان يتحكّم عقلك بما فيك من شهوة لئلا تقودك الشهوة الى البغض. فبين الحماسة والغضب خيط دقيق. والأفضل ان يصدر عنك صوت رتيب لكنه مقنع اذ غاية الحديث ان تقنع لا ان تظهر حمسا. المضمون الكلامي الدسم والمليء بالمعنى يصل الى المستمع ومن شأنك ان تكسبه الى طرحك اذ هي غاية كل حديث. الصوت المرتفع حجر تضرب به الناس ولا يقبلون موقفك بسببه بل يرونك منفعلا ويضعف طرحك كثيرا. ان تتكلّم وكأنك تشتم فريقا آخر لا يقنع احدا بمنطقك.
    طبعا هناك أسلوب كلام وتربية بالكلام ولكن ليس هناك ضرب لهذا الغائب الذي تصرخ في الكلام عليه وكأنك تريد القضاء عليه. هذا يذكر بأننا، تلاميذ، كنا نساق الى حفلة خطابية ضد وعد بلفور وهذا قبل ان يحتل اليهود فلسطين، فبتّ أعتقد اننا في الساحة التي كنا فيها قضي على مطامعهم. ويكرر الكلام كل سنة وما قال لنا خطيب من هو بلفور وما هي قدرات أهلنا في فلسطين ليمنعوا تحقيق هذا الوعد وكيف يجب ان نتربّى على حب فلسطين. اجتماع هادئ سلامي كان من شأنه ان يربينا على فهم الحق.
    •••

    القاعدة هي هدوء العقل في كل خطاب أو حديث لأن السبيل الوحيد الى خفض الاخر صوته وأن يستأصل شراسته واياه والآخر في مخاطبة العقل والعقل. انظر الى الطبيعة. كل عناصرها في انسجام فلا تضرب نجمة نجمة ولا تأكل شجرة شجرة ولا تفترس بعضها بعضا الا الوحوش. واما الحيوانات المدجّنة أي التي فيها اثر للإنسان فلا تفعل ذلك وقد درس الفلاسفة اليونانيون نظام الطبيعة وفهموا ان المواطنين اذا اجتمعوا فيؤلّفون المدينة ثم ادركوا ان تخاطبهم وتفاعلهم يكون بالعقل. وما كانت الآلهة تتنافس الا لأن شيئا من الحيوانية كان فيها حتى تأنسنت الآلهة كلها اذ كان الإله الواحد يجمعها.
    الإنسان صورة هذا الكون البديع المتسالمة أجزاؤه فيجمع عقله الى قلبه المستنير بالله فيهدأ العقل ليتمكن من جمع أجزائه و يخرجها لمنفعة العقول الأخرى وهذا لا يتم الا بعد ان يكون العقل تطهّر بالقلب ويكون القلب قد استقام بالعقل وكأن الإنسانية جمعاء باتت عقلا واحدا. الحب طريق الى اتحاد العقول والعقل والقلب يتلاحمان للاعتراف بالحقيقة.
    هنا أود ان أذكر حادثة جرت معي. كان المجمع المقدس عندنا برئاسة السيّد اغناطيوس الرابع وتغدينا بعد جلسة الصباح وذهبنا الى البهو لنتناول القهوة ونوافذ القاعة مشرعة وكان رجل مغترب جاء لزيارة الدير فسمع احد الأساقفة يتكلّم بصوت عالٍ فسأل عنه فقيل له هذا هو المطران خضر. ثم بعد يومين أو ثلاثة اصطحبني هذا الرجل الى قريته لأزوّج ابنه. فقال لي اذا لفظت كلمة طريق بصوت عال أو صوت منخفض هل يتغيّر المعنى؟ فقلت لا. ثم قال اذا لفظت كلمة سيارة بهذه الطريقة أو تلك هل يتبدّل المعنى قلت لا. فقال لي: لماذا كنت تصرخ في حضرة المطارنة؟ فصمتّ واتخذت كلام هذا الرجل درسا الى الأبد. هذا الإنسان جعل فيّ عبرة اعتبرتها إلهية. وحاولت هدوء الصوت بعد ذلك.
    اللطف لا يمنع التأديب لكونك حريصا على تقويم الآخر. ولكن للتأديب شروط وأداء. غير ان احدا لا يسلم اذا احس ان من شرع في تقويمه انما يقوم بعمل تقويم خالصة نيته لوجه الله وليس في الأمر شدّة وبأن لا بد ان نعلم ان تصحيح الخطأ لا تجوز فيه الدينونة. انه محاولة تصحيح من أجل الحقيقة وخلاص النفس ومن أحبّك يقوّمك.
    هناك قواعد تربوية قائمة لا تنفصل عن القيمة المطلقة للإنسان الآخر. فالقسوة ليست قاعدة تربوية لأنها تتضمّن ما يبدو تمسكا بالفضيلة وحقيقتها انك تضرب الاخر ضربا شديدا ظنا منك انك تحفظ فضائله. السؤال الوجيه هو هل يصح لك ان تقوّم انسانا اذا كان شرط التقويم تجريحه أم انك تنتقل من النبرة الشديدة الى الحقيقة كمضمون في الوقت المطلوب للوم وذلك بلا رد الغضب بالغضب. اللطف بالخاطئ هو تصحيحه لئلا تقع في الانتقام أو ما يفهمه ذاك انتقاما.
    طبعا يجب ان تحذر ان يفسّر الآخر هدوءك على انك لا تبالي بالخطيئة ولا تهمّك سلامته الروحية فتحيد عن كره الخطأ. هذا مؤذٍ كثيرا ويعني انك لا تبالي الا بنفسك أو راحتك وكأنك بالصمت شريك بالمعصية أو الأذى الذي ارتكب.


    • • •

    اللطف إحساسنا ان الآخر كل شيء وانه هو الذي يجب ان يعظم ونتوارى نحن وان لهذا روحانية وأساليب. الصوت هو الإنسان. كيف تنفذ الى الآخر بلا اقتحامه، تلك هي المسألة. اللطف هو إقرارك بوجود نفسك اذا انسكبت، بمقدار ما تنسكب. لفتني ان القرآن كثيرا ما يقرن اللطيف بالخبير اذا تكلّم على الله. هل يعني ذلك ان الرب لطيف بعباده لأنه يعرفهم ويعرف حاجتهم الى الحنان وجمال معونته؟
    أظن اننا نستطيع ان نطبّق هذا الكلام عن الله على تعامل البشر في ما بينهم. فإن خبرتك للناس تجعلك حاسا بأنهم يحتاجون الى رحمتك والى احتضانك. وفي الحقيقة لست في حاجة الى ان تكون بهم خبيرا لأن أكثرهم ساقط وقررت انت ان تكون بهم لطيفا.
    اللطف تشبّه بالله وبأخلاقه. هو عطف الله على قوم قليل. هو رفع من تلطف بهم الى رؤيته في صفاته، في أسمائه الحسنى حتى تردم الهوّة التي أقامها البشر بينهم وبين ربّهم. هذه هي صورة الله وحركة الى التمثّل به. هذا دخول القلب الى القلب لتمحى السيئات، لنرتفع الى السماء ونحن في هذه الدنيا. هذا معراجنا جميعا الى الملكوت حتى تبدو الدنيا قد دخلت الآخرة منذ اليوم الى ان يصير الله الكل في الكل فتتحقق، اذ ذاك، بنوّتنا له.


    آمين
    بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


    فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


    يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




    best friends
    Infinity and eternity



  • #2
    بين الصداقة والمحبة

    بين الصداقة والمحبة


    طلب أربعة اولاد من أبيهم أن يشتري لهم لوبياء ليأكلوها ظهرا فحسب ان ثمنها ٢٨٠٠٠ ليرة(19$) فاعتذر واشترى لهم لحمًا. ثم أسمع كل يوم من معاونيّ في المطرانيّة كم تصاعد ثمن هذه المادة الزراعية أو تلك بحيث أتصوّر ان الكثر من عائلاتنا تحت عتبة الفقر. كذلك سمعت على الشاشة خبرا يقول ان اية عائلة لا تستطيع ان تعيش بأقل من مليون ليرة حين أعلم ان بعضا من أهلنا لا يصل معاشه الى نصف مليون ليرة.
    +++

    الصداقة ارتباطك بآخر على وجه التخصيص وهي متبادلة في الصدق وموفورة المودة بلا منفعة في هذه الأرض. وهي سر اي لا تعرف كيف حلت وقد جاء في الأدب الفرنسي: هذا صديقي لأنه هو هو وأنا أنا. وهي متسعة للمحبة الإلهية عند الاثنين وليس الا شرط الفضيلة المستمرة عند الصديقين وما فيها الا الصدق فهي تحمل قوة ديمومتها. بهذا المعنى وان بدت ثنائية الا ان الله سميته ام لم تسمه هو في وسطها ويعززها ويغذيها حتى يبلغ الاثنان بلورية كاملة.

    وهي قائمة في البشر لأن احدًا منا لا يعيش في العزلة لكونه يحتاج الى التكامل، الى مشاركة تقويه فيلحظ انه موجود ليس فقط بصفاته ولكن بصفات الآخر الذي يقويه. هي مشاركة حياة وتعاون. انت تحتاج الى ان يرعاك احد وان يقوّيك ويصفيك ويقيمك من الموت الروحي اذا انتابك. هي اذا قوّة قيامية بسبب من الفرح وذاك الذي تتقبّله. الفرح من الكيان الفصحي الكامن في كل إنسان.

    والصدق فيه مكاشفة لكونك تلتمس المساعدة وان تتحرر وتعلو وليس فيها نكث لعهد العطاء حتى لا تتقوقع وتعود الى صحرائك ولا تقع في يأس. أرسطو القائل: "يا أصدقائي ليس من صديق”. لا، هناك ناس صادقون يبغون إصلاح نفوسهم ويختارون الأعزة يرفعونهم. ما من شك ان الأصدقاء ليسوا على الود الواحد ولكن هناك من تحتاج اليه احتياجك الى الزوج والود درجات واما من طفح عندهم الود والطهارة معا فهم قلّة لأن الفضيلة قليلة وصعبة. واذا ضعفت في الآخر فتزول العلاقة ويكون اختيارك خاطئا.

    اما اذا ثبتت الصداقة فيعني انها نازلة من السماء وما هي بمودة عابرة. وهنا يأتي الكلام عن المحبة التي ليس فيها تخصيص وهي تجمع الشمل كله او هدفها اي انسان أعطاك ام لم يعطك، رد لك خدمتك ام لم يردها. هي مجّانية إطلاقا اي قد لا تؤسس على مقابلة او مبادلة. وتحب فلانا لأنه يحتاج اليك او بالحري لأنه يحتاج الى العطاء الإلهي الذي فيك. وقد تخدمه وتذهب ولا تعود اليه الا اذا عرفت انه في حاجة اليك وانت له لأنه مجرد انسان يبكي او يتوجّع او هو معزول وأنت له مخلص لأن الله انتدبك لعمليّة خلاص في وقت مناسب ثم ينتدبك لإنقاذ غيره. تمشي انت في صحراء الوجود لتفتح يديك لإنسان متروك وانت تفتقر اليه اذا اعطيته وقد تفتقر ماديا بصورة كاملة او شبه كاملة لأن الوجود هو لذاك، عندك لأنك بهذا انت معطي الله او مقرضه كما يقول الكتاب: "هذا هو العطاء الكامل لأنك تمحى وتقيم الاخر حتى هو لا يمحى في قساوة القلوب”. وهنا لا فرق عندك بين أن يكون على دينك او دين آخر او ان يكون مزينا بالبهاء الإلهي او بقباحة الشيطان لأنك قررت ان ترى الله فيه. العقائد مختلفة والمحبة واحدة لكل الناس لأنك بها جعلت نفسك صديق الله.

    •••

    الهبة المجانية كثير الحديث عنها في الأناجيل. نقتطف من لوقا، مثل هذا قوله: "احبوا أعداءكم وأقرضوا غير راجين عوضا، فيكون أجركم عظيما وتكونوا أبناء العليّ، لأنه هو يلطف بناكري الجميل والأشرار" (٣٥:٦). وهنا عندنا نقطة لاهوتية وهي ان العطاء المجاني يرفعكم من مرتبة العبيد الى مرتبة الأبناء. والنقطة التابعة لها ان الأشرار هم ايضا أبناء لأن التساوي في قيمة الناس هو في رؤية الله لهم ووضعهم كأبناء يأتي من مجّانيّته.

    وقراءتي هذه راسخة في قوله توا بعد هذا الكلام: "كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم... ستعطَون في أحضانكم كيلا حسنا مركوما مهزهزا طافحا لأنه يكال لكم بما تكيلون فإنكم ان أعطيتم يعطيكم الله بلا حساب”. يعاملكم بما هو أفضل مما عاملتم الآخرين. الانجيل يضرب الحساب.

    لذلك يصل الى القول: "الإنسان الطيب من الكنز الطيب في قلبه يخرج ما هو طيب”. انت لا ترى اذًا بعيني الحكمة البشرية القائلة ان انظر الى ثروتك وأعطِ ما استطعت ليبقى لك شيء تقول الحكمة الإلهية فيك انظر الى قلبك المحب وأعطِ لكل ما يأمرك به القلب وليتدفّق قلبك اذًا واذا كنت غير متعلّق بدرهم واحد تدفعه الى الاخر وتعطي لتنجي قلبك من الموت الذي جانب من جوانبه البخل. والبخل هو اعتبار ان كل ما عندك اساسي لك. غير ان لا شيء في الدنيا اساسي الا للآخر ويكافئ الله الحب بالحب واذا كنت في الأساس غير مخصوص بالحب الإلهي لأنك ابن ككل ابناء يخصك الله - ان أعطيت - بمحبة شخصيّة لك والله حرّ بأصدقائه. في هذا المعنى ليس الله معشوق عابديه الأكابر لكنه عاشقهم من دونه وقد يصل محب الله الى درجة لا يراه الله فيها معشوقا فحسب لكنه يراه جوهر العشق على ما قاله القديس أغناطيوس الأنطاكي (+ ١١٧) عن المسيح: "ان عشقي مصلوب”.

    لقد استعار الكتاب المقدس لفظة رحمة ولفظة رحيم من رحم المرأة فالجذر واحد والمعقول يؤخذ من المحسوس فرحمة القلب هي السعة التي تنجب اولادا كثرا واذا كنا جميعا أبناء الله بعد ان اعتقنا من عبودية الخطيئة فنحن مرحومون بطبيعة الله بلا كيل ولا تفريق وبلا دينونة. ولذلك يقول آباؤنا النساك الذين جاهدوا جهادا حسنا موصولا متعبا يقولون جميعا انت لا تدخل الى السماء بجهدك ولكن برحمة الله اي انه هو الذي يتقبّلك بعطف منه لأنك صرت بالمحبوبيّة التي نلتها من عائلة الآب.
    لذلك لا يعد الله عليك خطاياك لكنك تعدها انت لتتوب اليه ولتخشى وترتدع. اذ ذاك لا تبقى انت بشريا محضا من تراب. الرب يعرف انه خلقك من تراب لكنه لن ينظر الى ترابيّتك بل الى ما صدر منه اليك اي النور المخفي فيك والله يرى ما يريد ان يرى وعيناه عيناه. ويأتي يوم على طريق خلاصك ان تقول له: "بنورك نعاين النور”.


    • • •

    أي سر كل هذا؟ الأناجيل تحدثت عن الرحمة واللطف الإلهي والتواضع والوداعة عند يسوع الناصري الذي هو وجه الله الينا. إنسان واحد وهو يوحنا الإنجيلي قال: "الله محبة" وكأنه يقول في قراءة اولى: ان كل صفاته تجمعها او تلخّصها المحبة في قراءة أخيرة عليا أقول ان الله في جوهره وليس فقط في صفاته هو محبة - هو محبة في ذاته او حركته في ذاته - وكل ما عندك انت من محبة للآخرين، للبعيد والقريب، مصب فيك لهذه المحبة وعند ذاك تكون متألها اي الهيا.

    قبل ذلك ليس عليك هنا الا ان تحب. تضم الى صدرك عدوك وصديقك بالمحبة الإلهية الواحدة. تستنزل عليهما ربك ويستجيب لك اذ ليس عنده الا ما كان في جوهره ولا يبقى من فرق في قلبك بين السماء والارض، او بالحري جعلت ما كان في قلبك من هذه الأرض اي سماء ويكون ملكوت السموات قد دخلك وعند اعترافك بأن الخالق ملك عليك يمنّ هو عليك بالملك ويجعلك في نعمته جالسا عن يمينه على العرش لأن المسيح لم يجلس عن يمين الآب الا لتجالسه.

    هذا يتطلّب منك طاعة ومن الرب حنانا. دعوة من هذا الحنان الى الطاعة ومن الطاعة الى الحنان.
    بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


    فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


    يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




    best friends
    Infinity and eternity


    Comment


    • #3
      رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

      السؤال الوجيه هو هل يصح لك ان تقوّم انسانا اذا كان شرط التقويم تجريحه أم انك تنتقل من النبرة الشديدة الى الحقيقة كمضمون في الوقت المطلوب للوم وذلك بلا رد الغضب بالغضب. اللطف بالخاطئ هو تصحيحه لئلا تقع في الانتقام أو ما يفهمه ذاك انتقاما.

      يعطيك العافية كلود كلشي منك حلو
      محلى ليالي ليالي الحب والقمر يسهر معانا
      وكل نجمة في السما تبارك هوانا


      سوا


      bestfriends
      Infinity and eternity

      Comment


      • #4
        رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

        على طول مبدع كلود
        الرب يسوع يحميك

        سلام المسيح لك
        جسدي بقايا رماد سرمدي

        وروحي شظايا طيف أبدي

        فهبي يا رياحاً شرقية و أجمعيهما بأفضل منية

        و أشرقي يا شمس على هذا الركام و أحرقي مدينة الأحلام

        Comment


        • #5
          رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

          يسلموووووو حبيبنا ..




          حلوين هالدرر من سيدنا جورج خضر .. إذا ممكن تنزّلهم وحدة وحدة مشان إذا صار شي نقاش من ناحية .. و من ناحية تانية مشان يكون في الوقت نقراهم كلهم ..


          احــفـظ يـا رب ســيـدنـا و رئــيـس كــهــنـتـنــا
          إلى أعـــوام عــديــدة يــا ســيـد
          آمين
          ملاحظة : أنا .. بلييييييييز بدون جدالات .. أنا بحط رأيي أو معلومة و بسسسس


          مــــــواضــــيـع

          Comment


          • #6
            رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

            إذا ممكن تنزّلهم وحدة وحدة مشان إذا صار شي نقاش من ناحية .. و من ناحية تانية مشان يكون في الوقت نقراهم كلهم ..
            ماشي هيك رح اعمل كل يومين تلاتة رح نزل وحدة
            بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


            فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


            يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




            best friends
            Infinity and eternity


            Comment


            • #7
              رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

              الإبن الشاطر
              بقلم المطران/ جورج خضر

              قرأ هذه القصة الإنجيلية الرهيبة بحنانها، المريرة في واقعيتها. مأخوذة من حياتنا مع الله أي إليه إذ لا يقيم فيه ولا يسير فيه الا قلة. وكثيراً ما كانت مسيرتنا ضد الله اذ لا يطيب لنا دائماً حضنه فنرتمي في غيره، في ما استطبناه من دفء او حسبناه كذلك.
              صورة الله في الذهن انه رقيب، وإذا لم نأنس إليه ممارساً شريعته نقرأه عدو الحرية. وحريتنا نقرأها استقلالاً عنه وسعياً الى شريعة لنا نحن نكتبها. وهذا ما يسميه أهل الغرب autonomie ومعناها من الاشتقاق اليوناني ان الإنسان يصنع هو ناموسه والكلمة معربة من الـnomos اليونانية. وليس من احد تؤكد ناموسك ازاءه إلا الله. لا تريد حضنه لأنك لا تريد وجهه.
              ففيما نحن نتوق إلى الصيام الكبير تتلو علينا الجماعة غداً مَثل الابن الشاطر الذي يقول رفضه أباه بأنه قرر مغادرة بيت العائلة. وليس فقط يغادر ولكنه اخذ النصيب العائد اليه من المال. المال ييسر معاشه ما في ذلك ريب ولكنه أيضا رمز لخلع سلطان أبيه.
              هو الابن الأصغر. في البلد البعيد له ان يثبت ابتعاده الداخلي. وهناك "بدد ماله في عيشة إسراف" او في خلاعة او طيش (عبارات تختلف باختلاف الترجمات العربية). واضح ان ما من إسراف بلا فسق، وهذا يتهمه به أخوه الأكبر ويبدو ان الكنيسة فهمت ان قضية الغلام كانت في هذا المجال ذلك انها تقرئنا في الرسالة: "ان الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة وسيبيد الله هذا وتلك. أما الجسد فليس للزنى بل للرب والرب للجسد". ويتوالى لاهوت بولس في قدسية الجسد حتى يقول: "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس؟" حتى يأخذنا الرسول إلى قمة التقديس بندائه: "فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله".
              مع ذلك كله ليس قصد لوقا ان يتبسط في نوع الخطايا التي ارتكبها الفتى. هاجسه أن يقول أن هذا الشاب عانى بعد إنفاقه كل شيء من المجاعة الشديدة التي حلت بالبلد وانه شكا من العوز. همّ البشير ان يوحي ان الولد امسى في فراغ وقلق وفي خيبة من خياره. قارن بين الفاقة التي وقع فيها والخيرات التي كانت تتدفق عليه في البيت الوالدي.
              الأجراء أنفسهم في هذا البيت ينعمون بما لذ وطاب.
              "أقوم وامضي إلى آبي فأقول له: يا أبت إني خطئت إلى السماء واليك، ولست أهلا بعد ذلك لان ادعى لك ابناً، فاجعلني كأحد أجرائك". بطل سحر الاستقلال والغرف من دنيا الاستلذاذ. مرارة الخطيئة دفعت الوليد إلى تذكر الفرح الذي تعطيه البنوة وكأنه قال في نفسه: أنا كنت في الأحضان وكنت سيداً بالسيادة التي تأتي من البنوة. شهوتي التي رنوت اليها عند المغادرة هي اوحت الي ان ابوة ابي كانت سيفا مصلتا علي. ما كنت اعرف أن ابي يحبني. ظننت انه يؤثر على أخي الأكبر. أحببت ان اقتل أبي. كل إنسان يقتل اباه آو من جعلته الظروف اباً له. لكن المهذبين لا يقتلون، يمرمرون. والآباء حكماء وشيوخ، يتحملون. ولا مانع ان يقاسوا كما جعلونا بسلطانهم علينا نقاسي.
              فهم الغلام ان كل هذا الكلام هراء ومراهقة. نضج المراهق الآن بسبب من ذنوبه. ليس ان الذنب يبدع التوبة ولكن اذا حصلت هذه بنعمة من فوق تأتي التوبة كبيرة.
              "فقام ومضى الى ابيه. وكان لم يزل بعيداً اذ رآه ابوه، فتحركت احشاؤه واسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبلّه طويلاً". قال الانجيل "قام". هذا ليس سهلاً من بعد السقوط. هذا امر فيه شجاعة وفيه صدق. وبعدما قام مضى بلا تردد. ولكن كيف رآه ابوه ولم يزل بعيداً؟ الحب جعل الوالد كل يوم ينتظر عودة ابنه الشريد. هو لم يتصالح وهذا الابتعاد. "تحركت احشاؤه" لان هذا الولد جاء من الحشا ولا يزال فيه، تشرد ام لم يتشرد. والحب واحد للابن الضال والابن البار. الوالد ترك السطح الذي كان يفتش منه على الوليد. لم ينتظره ان يصل. هرول اليه وضمه ولم يوبخه على فعلته. ولم يلمه على طيش. كان عارفاً ان حياة جديدة تنتظر هذا الشاب في عودته.
              اعترف الابن بالخطأ. كان والده قد سامحه قبل الاعتراف. لم يفكر بكبريائه المجروحة. لم يرد لابنه الا ان يسر من جديد كما كان يسر قديماً. مكانه محفوظ. فراغ هذا المكان آلم الوالد. لذلك "قال الأب لخدمه: أسرعوا فأتوا بأفخر حلة وألبسوه، واجعلوا في اصبعه خاتماً وفي رجليه حذاء، واتوا بالعجل المسمن اذبحوه فنأكل ونتنعم".
              هي الفرحة الكبرى. والحلة حلة العرس. والخاتم خاتم الوثاق الأبدي. ولن يكون الولد حافياً كالعبيد لأنه ابن والابن لن يكون أبدا عبداً. والوليمة هي القبول الكامل لهذا الازعر المهتدي.
              ويكمل الاب حديثه الى الخدم ويزكي ما طلبه "لان ابني هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوُجد". التوبة رجوع لا الى قواعد بل الى وجه وان يعرف الانسان نفسه حبيب الله. الواضح طبعاً ان الاب الذي يتكلم عليه الانجيل هو الله من حيث هو اب. وتالياً هي معرفة اننا مولودون منه بالنعمة والحق واننا عائدون اليه ان اردنا ان نحيا. نحيا من علمنا انه يرانا فننوجد. ولهذا قال المفسرون، هذا ليس مثل الابن الشاطر ولكنه مثل الاب الحنون. الابن ينوجد من هذا الاب فقط. ما من شك ان في الرجوع جهداً. ولكنه قبل كل شيء اكتشاف ان الله، اباً، محب.
              الله لا يستطيع ان يخرج من ابوته. وكل محاولة منا للخروج على هذه الابوة في تأكيد الذات المستقلة سراب. الحرية ليست في الخروج على هذا الآب. انها في الحرية فيه. "وتعرفون الحق والحق يحرركم".
              مشكلتنا مع شعورنا ان الوصية الالهية تكبل. ولن ننعتق من هذا الشعور الا اذا بدا لنا ان الوصية تنفعنا في العمق. وعلى قدر ما تمارس الوصايا تراها اطلالة حب الهي لتقومك. فبسبب من رعونتك وانحباسك في العداء لله والعداء متأصل فيك تحس الامر الالهي مزعجاً. ذلك انك تآلفت وخطيئتك ولم تألف حلاوة الرب. واذا نمت فيك هذه القدرة على ايلاف السيد تشعر ان الخروج على هذه الإلفة هو الذي يعذبك. القضية ان تروض النفس على تذوق الله بحيث يصبح ذوقك اياه هو مناخك الطبيعي لكي تمسي الخطيئة هي المزعجة. المبتغى - اذا سادك الحب - ان ترى في الخروج عليه الطامة الكبرى.
              عند ذاك تضحي كارهاً للخطيئة، عائشاً في صداقة الرب، ملتمساً كل ما يجدده فيك فترى بعينيه وتفهم بفكره حتى تشتهي ان تشاء كل حين ما يشاء.
              بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


              فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


              يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




              best friends
              Infinity and eternity


              Comment


              • #8
                رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                الموت والقيامة
                بقلم المطران/ جورج خضر


                كفاك أن تشاهد التفجير والاغتيال لتدرك ان الموت جزء من حياة الذين ذهبوا والذين استبقاهم ربهم. بادىء بدء ليس هذا الفراق كارثة. انه حادثة. ولو كان من يتوفاه ربه عظيماً فعظمته نرثها جميعاً وهو يتمتع بجمالات الله في ملكوته. السؤال الباقي هو لماذا نخشى الموت أو نرده عنا بالعلاج والصبر أو ندنيه الينا بمخافته. أمي كانت تقول: "رب الموت خاف من الموت" وهي في مسيحيّتها كانت تعني المسيح. وفي فهمي ان الناصري خاف لكونه شاركنا في كل بشريّتنا وليدل على انه ليس جباراً اسطورياً.
                كانوا يقولون لنا في المدرسة المسيحية التي نشأت فيها اننا نخشى المنية لأن الله خلقنا من أجل الخلود فحلت الخطيئة وكسرت الخلود. ما يدعم هذا التعليم قول بولس: "اجرة الخطيئة هي الموت" (رومية 6: 23) وكأن الرسول يوحي ان الموت طارىء. لست أظن ان العلماء يناقضون بولس اذا قالوا: ان ما نعرفه عن الحياة حتى الآن يدل على انها منتهية لكن واحداً منهم لا يستطيع ان يرى علاقة بين السبب والمسبب. هم يلاحظون الموت ويتكلمون عن سبب مباشر (القلب، السرطان وما اليهما) لكن واحداً لا يجرؤ على ان يحدد زمن النهاية. لعل ما يعذبنا اننا نجهل زمن انحلالنا أو اسلام الروح.
                نبقى إذاً أمام سر ليس معطى لإنسان اختراقه أو ان يواجهه بكامل المعرفة ولا بشيء من التهيؤ. المؤمن يتعزى اذا كان حقاً يعايش الله بما يبدو له فضيلة عنده أو توبة فيه لكنه لا يكابر ان كان مؤمناً لكونه لا يعرف انه يقيم في توبة عميقة. كلمة السيد في هذا الصدد: "كونوا مستعدين لأنكم لا تعرفون الساعة" دعوة وهي ليست شهادة على اننا في كامل الحضور النقي اذ الرب وحده يعلن لك عند الدينونة وضعك الحقيقي أمامه.
                لا يستطيع أحد ان يواجه قبيل فراقه سؤال اللماذا؟ لماذا اليوم وليس غداً؟. يقدر ان يواجه الى حد محدود الكيف. انسداد شرايين عدة بلا انتباه أو معالجة على سبيل المثال. انتشار السرطان الى بضعة اعضاء. هذا اذا اخذنا المرضين الافتك في إحصاءات أوروبا. ولكن كيف تعيش امرأة انقطعت لفقرها خمسة أشهر عن أنابيب الاوكسيجين، كيف يعيش انسان ثلاثين سنة وتتمشى فيه الخلايا السرطانية؟ الكيف إذاً نفسه لا نعرفه. الطب علم احتمالات والمخلصون فيه يقولون لك إن فيه قسطاً من الفن كبيراً أي ان مقدار الاختبار فيه كبير ويضيفون ان ممارسته تتطلب مستوى من الأخلاق. نحن إذاً في عالم المجهول الكامل للسبب والكيف. لعل ذلك يشكل عنصر الخوف الأساسي.


                •••
                اذا نظرنا الى الأمور نظرة طبيعية وطرحنا جانبا كل اعتبار إيماني يبدو لي ان الخطيئة الكبرى قول فرويد ان عندنا غريزة الموت. نحن ليس فينا إلاّ غريزة الحياة. لذلك ينبئنا اقتراب الموت بانتهاء كل شيء ونحس على مستوى الطبيعة أنه العدم. الجانب النفسي فينا الذي هو رغبة البقاء الى الأبد يناقض الجانب البيولوجي الذي هو خراب هذا المختبر الكيميائي الذي اسمه الجسد كأن التصادم مسجل بين هذين الجانبين من كياننا الإنساني.
                هناك كلام حديث عن تمديد الحياة. هل هو تمديد سيكولوجي على أساس الوعي يرافق التحديد الجسدي؟ الدراسات ليست متقدمة بالقدر الكافي. والدراسات الاقتصادية مخيفة اذ يترتب عليك ان تخدم معيشة ناس لا ينتجون الا اذا تقدمت المعطيات بصورة لا نترقبها بعد فيبقى الشيخ على عطائه كالكهل أو الفتى. من المؤكد انه اذا عظم العجز وكثرت الأمراض قد يرغب المسن في خروجه من هذا الوجود ولكن قد تدخل عناصر علاج جديدة ولا يضعف الفهم وتتشدد عند الانسان غريزة الحياة.
                من الواضح في الأبحاث كلها وتأمل السلوكيات ان البشرية "المتطورة" لا تتكلم إطلاقا في الأمور الروحية. ليس عندها أي انتباه لمسألة لماذا يرغب في اطالة العمر. الفلسفة الوضعية تحكم كل الأبحاث السائرة في العالم. يحكى أحياناً عن الصلاة لغايات بيولوجية لكن الصلاة تؤخذ اداة لغاية أمور في الدنيا. ولكن على رغم هذه الفلسفة الوضعية لا يتصالح أحد والموت. يبقى عند الكل، إحساساً، طريقاً الى الغاء الوجود.

                • • •
                كيف يعود الشعور بحياة ما جديدة إلى انسان متيقن غريزياً من عدم المنعة فيه؟ اذا لم ينزل عليك شيء فوق الغريزة يستحيل عليك ان تغلب الموت بتجاوزه. لا تتخطاه الا بشيء آخر ليس منه وليس في طبيعتك، ذلك ان كيانك كله مجروح بمخافة الموت والعنتريات لا تنفع هنا. كلنا ضحايا هذا العدو، والعدو الأخير كما يسميه بولس. لذلك لا تطلب المسيحية ان تصالحه. تطلب ان تميت الموت وان ينشأ فيك عند ذاك شيء جديد لا يأتي منك فتصير، على رغم كونك في القبر، كياناً جديداً. أما ان تصالح جثتك فهذا مستحيل أو ان تصالح جثة نسيب أو صديق فهذا أيضاً مستحيل اذ يعني هذا انك صالحت اللاشيء.
                اذا كانت خشية الموت سيفاً مصلتاً عليك أنى لك ألا تخاف خوف الموت. أنى لك ان تخرج من هذا الخوف؟ في اللغة المسيحية انت تخرج من الموت بما نسميه "رجاء القيامة والحياة الأبدية". الرجاء رجاء الى ذاك الذي وحده يغلب الموت أي الله بحيث انه يتعهدّك من موت وينقلك اليه في الرجاء بانتظار القيامة التي تجعلك انساناً ذا جسد نوراني حراً من الفساد وحياً الى الأبد.
                نحن لا نتحدث باستفاضة عن مآل الروح. نعرف انها في رعاية الله، في رحمته وهو يرحم من كان طالباً الرحمة، معتقاً من وطأة الخطايا بحسب قول بولس: "من مات تبرأ من الخطيئة"، له اتحاد بالله الذي يرفع عنه نير الموت والمعصية، ناقلاً اياه من رتبة الى رتبة في الرحمة لأن الإنسان لا يدخل الملكوت الا بها. لا نعرف في الكنيسة الارثوذكسية تحديداً لوضع النفس إلاّ كونها في قبضة الله على انتظار القيامة. لذلك نصلي من أجل الذين ماتوا وهم في الحقيقة ضمن العطف الإلهي.
                لهذا ينتقل لاهوتنا الى الكلام عن القيامة التي يوضحها بولس الرسول بهذه الكلمات عن نفسه: "هذا شأن قيامة الأموات: يكون زرع الجسم بفساد والقيامة بغير فساد. يكون الجسم بهوان والقيامة بمجد. يكون زرع الجسم بضعف والقيامة بقوة. يُزرع جسم بشري فيقوم جسما روحيا".
                غير ان بولس يؤسس كل هذا على قيامة المسيح. فكما لبس جسم المسيح النور نلبس نحن أيضاً النور. المادة كلها بما فيها مادة الكون تصبح نوراً كاملاً، حراً من الجسدانية التي كنا عليها من طعام وشراب وجنس لأن هذه من خصائص الأرض.
                أنت حر من الموت بالنور، بالضياء الإلهي الذي يغمرك ويكونك الى الأبد فتسير في الله وتتجدد فيه الى الأبد. تذهب عنك الترابية وخصائصها ولكنك تبقى بشراً في هيكلية جديدة لا نعرف لها خاصة الا انها تشبه نورانية الله.
                في هذا المنطق تبقى شخصيّتك هي اياها بما فيها روحك. لذلك كفّرنا في القرن الثالث من قال إن النفوس البشرية تذوب بعضها ببعض لتصبح روحاً واحداً. روح الله يحيي روحك على الدوام كما يحفظ جسدك النوراني على وحدته ولا تختلط الأجسام بعضها ببعض. المهم عندنا ان شخصيّتك كلها هي التي تثاب ولا تذوب في الله اذ يكون هذا حلولية وكما رفضناها في الخلق الأول نرفضها في الخلق الثاني.
                بغير هذه الرؤية نفهم التحرر من خوف الموت من حيث انك تغلبه بالرجاء وبتحقيق الرجاء عند القيامة. تستقبل، اذذاك، موتك لا بنكرانه ولكن بالايمان. إنك تحيا تواً بالرحمة وأخيراً اذا بعثك الله من القبر. غير هذا هو في حسنا العدمية. والله لم يخلق أحدا ليزيله من الوجود ولكنه يمنحه وجوداً من نوع آخر. يوصلك الله إذاً من خلقه الاول الى خلقه الجديد ويجعلك دائم الوجود اذ تتقبل في السماء دائما نعمته وتتحقق فيك صورته بشكل دائم. وهذا هو الفرح.
                بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                best friends
                Infinity and eternity


                Comment


                • #9
                  رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                  شكرا كلود على الموضوع
                  الرب يبارك حياتك
                  تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                  Comment


                  • #10
                    رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                    الصوم
                    بقلم المطران/ جورج خضر

                    فيما نحن مقبلون على بركات هذا الصوم، شاءت الكنيسة المقدسة أن نطرح على أنفسنا الأسئلة الأخيرة، الأمور التي تهز الكيان، لأنها أرادت من الصيام شيئاً جديّاً، أرادت منه افتقاد المساكين كما نقرأ في النصوص المسيحية القديمة جداً التي تعود إلى بدء الكنيسة. كان المؤمنون يصومون بالدرجة الأولى لكي يوفروا عن أنفسهم مالاً ويعطوه للمحتاجين. كان الصوم إذاً من أجل الخدمة، لم يكن بالدرجة الأولى لكي يمتنع الإنسان عن اللحم، ولا يهمه غير اللحم، لأجل ذلك قرأنا اليوم مقطعاً رهيباً من الكتاب، مقطعاً ليس شأنه فقط أن يُذكّرنا بالناس، ولكن شأنه أن يقول لنا أن الديانة كلها بجملتها هي أن نحب الناس، ليقول لنا أننا سوف ندان عن أمر واحد، عن محبتنا للبشر. لن نُسأل في اليوم الأخير عن عدد القداديس التي حضرناها، لن نُسأل عن الصيامات التي حافظنا عليها، لن نُسأل عن المعرفة، كل هذه كبيرة جداً ولا شك، ولكنها كبيرة لأنها توصلنا إلى محبة البشر. لا شيء له قيمة في السماء وعلى الأرض، في الكنيسة وخارج الكنيسة، في الكتب وخارج الكتب، لا شيء له قيمة في الإنجيل ما لم يكن طريقاً إلى محبة البشر، ولذلك فإن الذي لم يصل إلى هذه المحبة لا تنفعه صلاة ولا صوم ولا يكون قد قام بهما من أجل هدفهما، لا يكون قد أدى صلاته وصومه من أجل الله.

                    الذي لا يعرف الناس، لا يعرف الله أيضاً. ليس من إله أستطيع أن أتَّصِل به في قلوب الناس وعلى وجوههم. هذا ما يقوله لنا إنجيل اليوم بواسطة هذه الصورة الشعرية التي عرضها علينا عندما ذكرنا بالضرورة القصوى، بافتقاد الجائع، والغريب، والعريان إلى ما هنالك من محتاجين. عن هذا أساساً سنُسأل، ولكن قبل أن نُسأل، قبل أن يسألنا الله، لماذا لا نسأل نحن عن أنفسنا؟ قبل أن يُديننا الله، لماذا لا نُدين أنفسنا؟ قبل أن نرتجف هناك أمام منبر الديان العظيم، لماذا لا نرتجف هنا كل ليلة؟

                    هذه القضايا رصينة جداً. الفقير لا يُفتَقد ببضعة من قروش تُرمى له، والغريب لا يُؤاسى ببعض الكلمات، والعريان لا نتحسس به شفقة كلامية. نحن كلاميين، نحن نحكي، ديانتنا ديانة حكي، ديانة نشوة، نُسَرُّ بالصلاة، نفتخر بأشياء أُعطيت لنا، المسيحية أبعد من كل هذا. هي جرحٌ ألمٌ في سبيل المتألمين. هي دفاع عنهم إزاء الأقوياء والمحتالين.

                    فلننطلق بهذه الروح إلى جهاد الصوم فنسمع صوت الرب يسوع قائلاً: "ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم"، هكذا ننطلق إلى الجهاد ألصيامي راجين إلى الرب أن يرانا في اليوم الأخير مستحين الرحمة ومؤهلين للفرح الأبدي.
                    بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                    فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                    يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                    best friends
                    Infinity and eternity


                    Comment


                    • #11
                      رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                      الأم
                      بقلم المطران/ جورج خضر
                      لماذا تغنى الشعراء بالأم ولم يتغنوا بالأب الاّ قليلاً؟ ربما كان أحد الأسباب ان الرجال هم الشعراء الأكثرون وهم قريبون من أمهاتهم. لكن القصة لا تكون بهذه السعة ان كانت مجرد شعور ذاتي. هناك ما يتعلق بكينونة الانسان وربما بالمقاصد الإلهية التي تنزل علينا وجدانا. الانسان البالغ يعرف أن ثمة مشاركة بين الرجل والمرأة ليتكون الجنين ومع ذلك تولي الإنسانية كلها الأهمية القصوى للوالدة.
                      في مرحلة أولى من تأمّلي أقول ان لفظة الرحمة مشتقة من الرحم. هكذا في العبرية وهكذا في الآرامية ولا يعقل ان تختلف العربية عنهما وقد لاحظ هذا المستشرق ماسينيون وهذا لا يمنع ان يصور الله كأب باعتبار التنظيم الاجتماعي في العهد القديم. غير ان عبارة الاحشاء الإلهية واردة غير مرة في الكتاب المقدس. ففي هذا يقول الله: "ترنّ أحشائي كعود من أجل موآب" (اشعيا 14 :11). كذلك في لوقا يتحدث عن "احشاء رحمة الهنا" (1 :78). تأنيث صورة الله واردة في الكتب المقدسة. ويقول الدليل عند قراءتنا موضعا آخر في أشعيا: "هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها. حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك": (49 :15). هنا يشبّه الله نفسه بالمرأة. لذلك القول بذكورية الكتاب المقدس في الحديث عن الله ليس قولاً حصرياً. وعلى غرار الحديث التأنيثي ذهب بعض من آبائنا.
                      الى هذا ليس من انقطاع نهائي لحبل السرة على رغم عمل الطبيب الجراح لأن العلاقة بين الأم والطفل المولود ليست مجرد علاقة فسيولوجية. هناك امتداد بينهما لا نفهمه كليا متصل ربما بكون الجنين يسكن تسعة أشهر في بطن الأم بعد ان يتكوّن بلحظة وكأن صورة الاتحاد بين الزوجين لا تبقى هي الصورة السيكولوجية في نفس المرأة بحيث ان الطفل يسكن فيها وحدها وهي وحدها تغذيه وهناك نوع من وحدة التعايش يبدو ان الأم لا تتخلى عنها ولو بلغ الانسان الكهولة أو ما بعدها. لماذا أول ما يتمتمه الطفل المولود هو حرف الميم بالعربية والفرنسية والانكليزية والالمانية والروسية؟ لماذا أول صوت يصدر عن الطفل هو صوت الميم؟ من علّم الطفل هذا الحرف؟
                      لماذا يقول اللاهوت اننا عائدون الى حضن ابراهيم وتمثلنا الأيقونة هكذا؟ أليس لأننا نعتبره أبا الآباء وكأنه ولدنا بإيمانه ما يجعلنا في حضنه؟ أجل الانتساب في القيود هو الى الأب في كل الحضارات. هذا مجرد تسلسل يتعلق بالقيود أي ان هذا مصطلح مدني لا فرق شعوريا في نظام القبائل بين ان تكون ابن حرة أو إبن أمة. الفرق فقط ذكوري بحيث ان ابن الحرة يرث وابن الجارية لا يرث حتى أحست فرنسا الحقوقية في السنوات الاخيرة ان ابن المرأة الشرعية له الحصة الارثية التي لغير الشرعية. هذا ليس في فهمهم تعزيز لمس قدسية الزواج. هذا في تفسيرهم يدل على ان كرامة الولد الطبيعي مثل كرامة الولد الشرعي في شقاء هذا الوجود.

                      •••
                      االوالدة الناضجة بالحب الوالدي تستطيع ان تقطع أدبياً حبل السرة غير ان مولودها لا يقدر على ذلك دوماً. هذه حالة مرضية قابلة للعلاج مبدئيا ولكنها استعداد لإفساد العلاقة بين الأم والولد. والتسلط الذي تمارسه الحماة على كنتها حتى التسبب بانفصال هذه عن الزوج صورة عن هذا المرض الرهيب. والكنة هي المكنونة في القبيلة والسلطة البطريركية التي تحملها هنا الحماة ترفض حرية الكنة أي حرية تكوين عائلة جديدة، نووية كما يقول الافرنج. تبقى إذاً هنا حتى سلطة الرحم الممدودة التي تسع الأجيال كلها ما أمكن استمرار الامتداد.
                      من الناس إذاً من لم يفهم قول الله: "ويترك الانسان أباه وأمه ويلزم أمرأته ويكونان كلاهماه جسداً واحداً. حتى يتم التصاق لا بد من انقطاع تعود بعده الرحمة للأهل المسنين وتكون هذه هي الصورة الصالحة للحب الذي يعود من الجيل الفتي الى ذلك الذي سبقه.
                      كيف تحب أمك بعد فترة رفضها ولا مهرب منها الى علاقة سليمة ولا سيما اذا كنت ترى ما يسوؤك في طبائعها هذا هو القبول الرحيم الغفور الذي لا تستطيع ان تطهّر نفسك من دونه. قال الرب: "اكرم أباك وأمك" ولم يقل أحببهما بالمعنى العاطفي الذي يذهب الى امرأة أخرى لأن الحب اختيار. هذا تغليب لشعور الاحترام والوقار والتقديس وهو أساسي لواجب الاستقلال في اختيار الزوجة. هناك لبس كبير أحياناً عندما تسعى الى فتاة تشبه أمك لتذكر أمك في زوجتك ولكن انتبه ألا تكون زوجتك كنة مكنونة والا تكون انت فتى مضموماً مغناجاً.

                      • • •
                      الأمومة تبدأ بفرح الزوجية أي بعهد التلقي والعطاء بين كائنين متحابين تعاهدا على البقاء معاً طوال الحياة من أجل ان يكتملا بالروح القدس ويكملا به بشريتهما حتى تطهر ويصيرا الى نورانية تقرب من نورانية الله حتى يلقياها في اليوم الآخر. تلك هي الخطة التي وضعها الله في الخلق لمشيئته ان يمد البشر بالمحبة التي في طبيعته ليمددها الى آخر العالم حتى ينهي الله الزمان. يصاحب هذا ابتهاج في الروح والنفس والجسد أي في كل الكيان البشري. وفي تواصل الرجل والمرأة يتم الاتصال بالله وبهذا الطهارة.
                      غير ان كل هذا معطى من أجل مسؤولية هي مسؤولية الانجاب ليس ان الانجاب غاية بحد نفسه للحياة الزوجية ولكنه الثمرة الطبيعية في اشراف النعمة التي تتنزل على المحبين أي الى المدعوين الى الحب البشري حتى الموت لئلا يتسرب الموت الروحي الى الحياة قبل انقطاعها. فاذا بدا الطفل في حياة الحب بين كائنين تبدأ المسؤولية امام الله لأن الولد هبة أي هو له وليس ملكاً لأحد ولو أطاع لأن طاعة الاولاد هي تدربهم على المحبة أي صعودهم الى الرب والى اكتمال شخصيتهم به. تبقى التربية التي هي محاولة أخذ البنين الى الرب وهذا معنى كلمة تربية في لغتنا.
                      وهي عمل شاق جداً ولا سيما في السنوات الاولى عند الولد. في هذه المرحلة دور الأم أساسي لأنها تسهر على طفلها سهراً طويلاً ليل نهار في الأشهر الأولى. هنا تتقبل من الطفل الشيء الكثير فهو يربيها كما تربيه وتنتقل من الأمومة الجسدية الى الأمومة الروحية اذ تتقدس بالعطاء وتفرح بهذا العطاء. الأمومة نشأة للمرأة كما هي نشأة للطفل في سر لقاء عجيب. وهذا امتداد لما يسميه المسيحيون سر الزواج.
                      • • •

                      انموذج الأم هي مريم فاذا أعطت الوالدة نفسها لولدها عطاء كاملاً تصبح مريماً جديدة. ألا تستطيع المرأة ان تصبح كمريم "ممتلئة نعمة" لأنها ان لم تصر كذلك كيف تمد وليدها بالنعمة، بالطراوة، بالبهاء الروحي الذي اذا لم ندركه لا نكون على شيء. فتشت مرة مريم مع يوسف عن ابنها الضائع فلقيته في الهيكل يسائل العلماء. ما نفع الإنسان ان لم يسائل العلماء؟ قبل ذلك قدمته الى الهيكل فاقتبله سمعان الشيخ على ذراعيه وسماه نورا. ماذا ينفع الإنسان ان لم يتقبله كبار الروحانيين ليصير على مثالهم؟ هؤلاء أعظم من العلماء.
                      ثم نرى يسوع وأمه في عرس قانا الجليل وقالت له ان المدعوين ليس عندهم خمر. فقال لها: مالي ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد. والمعنى الظاهر انه لم يهتم لإكمالهم فرحهم بالخمر ولم يشأ ان تهتم امه للأمر. فقالت، اذذاك، للخدم: "مهما قال لكم فافعلوه" وكأنها كانت موقنة انه سيستجيب لحاجتهم. وهنا حوّل الماء الى خمر. هذه أمومة مارستها. "هذه بداءة الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده". هذه الأم العظيمة آمنت بوليدها العظيم ولباها لحبه.
                      آخر مشهد للقائهما كان عند الصليب، ومعها "التلميذ الذي كان واقفا. قال لأمه يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذ الحبيب هوذا أمك" هذا الشاب لا نعرف عن هويته واسمه الا كونه كان التلميذ الحبيب. ولكونه الحبيب جعله السيد ابنا لمريم. الأمومة أمومة للحبيب أي الذي صار تلميذاً كاملاً ليسوع. تكتمل امومة كل امرأة اذا حاولت ان تجعل ابنها كاملاً في الحب حسب قول السيد: "كونوا كاملين كما ان اباكم الذي في السموات كامل هو". ماذا تنفع الأمومة ان لم تكن غايتها محاولة إقامة البنين في المحبة؟ هذا هو الدور الذي أراده الله لكل والدة. هذه هي مساهمتها في الخليقة المتجددة بالرب واذا حاولت ذلك هذا هو مجدها.

                      بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                      فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                      يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                      best friends
                      Infinity and eternity


                      Comment


                      • #12
                        رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                        عجائب وظهورات
                        بقلم المطران / جورج خضر

                        تبدأ قصّة أحد توما بهذا: إن التلاميذ رفقاءه كانوا مجتمعين لسبب الخوف من اليهود وظهر لهم السيد يوم القيامة مساء وما كان توما معهم ولما عاد إلى البيت الذي كانوا فيه واخبروه بأنهم رأوا المعلم قال لهم: "ان لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن". ثم في الأحد اللاحق حضر يسوع وقال لتوما: "هات إصبعك إلى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل كن مؤمنا. فأجاب توما وقال له: "ربي والهي". والكلمتان معرّفتان باليونانية وتدلان على ربوبية يسوع وألوهيته بما هو اقوى من آيات كثيرة.
                        ما همّني اليوم من ايراد هذه الرواية ان المعلم لم يأنف ان يتنازل الى شك توما فيدعه يفتش أثر المسامير والجنب المطعون ويأتي يقين توما هنا من تفتيشه جسد المخلص ما جعله أعظم شاهد للقيامة.

                        يتراءى السيد لهذا التلميذ من اجل رده الى الايمان. وهذا يطرح مسألة معنى العجائب التي اتمها يسوع. لم يرد في الكتاب انه قام بأعجوبة ليثبت قدرته. السبب الوحيد لانعطاف الناصري على المرضى انه تحنن عليهم مثل قول الإنجيل: "فتحنن يسوع ومد يده" (مرقس 41:4). والمصدر يرد مرات في الأناجيل الثلاثة الأولى وعندما يقول: "صدقوني اني في الآب والآب فيّ . والا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها" (يوحنا 11:14) فمن الواضح ان الاعمال اي المعجزات تأتي بالدرجة الثانية بعد الكلام. المعجزة صورة من صور البشارة.

                        ينسب التاريخ الكنسي عجائب الى الرسل واردة في سفر اعمال الرسل ليدلل على الامتداد لفاعلية القيامة عند من شاهدوها وفي المنطق المسيحي الذي كشفه بولس بنوع خاص ان المخلص ممدود الى احبائه وانهم يؤلفون جسده وفي المصطلح الحديث كيانه أو حضوره. ويقيننا ان الكنيسة في ما نسميه الاسرار مثل القرابين او مسحة المرضى هي مطرح الشفاء. وهذا لاحظناه في كل اجيالنا وكل بلدان العالم والكلام في هذا كثير. وقد يحظى المريض بشفاء إذا استشفع احد القديسين او استشفع سواه من أجله.

                        وأقرباء الشخص المعافى أو أصدقاؤه يلحظون هذا لعلمهم بأن المرض ثابت. ومع ذلك لا تفرض عليك الكنيسة ان كنت من الجوار او كنت بعيدا ان تصدق ان معجزة حصلت لسبب ان هذا ليس في الانجيل والانجيل انت تؤمن به وكل فحواه. وغير هذا وغير ما ورد في المجامع المقدسة ليس موضوع ايمان ولكنه موضوع قناعة بشرية. انت تؤمن بما هو كشف إلهي يلزم الضمير. وما لا يلزم الضمير هو من باب تقديرك وانت تحيا حياة الايمان. من هنا ليس من تكفير ممكن بين المؤمنين اذا قال قوم ان الاعجوبة المنسوبة الى هذا القديس او ذاك اليوم حدثت ام لم تحدث. التكفير يقع فقط على من أنكر العقيدة.

                        الى هذا موضوع الترائيات او الظهورات المنسوبة الى السيدة العذراء او غيرها من القديسين. بادئ بدء في الكنيسة حذّر من الظهورات ومن كثرتها في حقبة تاريخية خشية الاختلاط بين الترائي الحقيقي والتخيل الإبليسي. ومن الواضح حرص الكنيسة الكاثوليكية على امتحان هذه الظاهرات اذ فيها يكثر الحديث عن الظهورات. هي قليلة في الكنيسة الارثوذكسية ولست أعرف ادبيات عن ترائي مريم في الكنيسة الشرقية ولو عرفنا ذكر معجزات مريمية وغير مريمية. في الواقع الكنيسة الغربية تستمع الى ما يحكى عن ترائيات وتقبل القليل منها.

                        أما لبنان فقد أضحى بلد الظهورات المريمية في بعض الاوساط النسائية واللافت وحدة الكلام الصادر عن هذه الاوساط. وحدة الكنائس، سلام لبنان وبعامة حديث مسكوني ولبناني. لماذا رسالة واحدة من السماء؟.

                        أما موقف الكثلكة الرسمي من هذه الترائيات فهو ان موافقة الكنيسة على رؤية خاصة لا يتعدى الاذن بتعريف هذه الرؤية لتعليم المؤمنين وخيرهم.

                        ثم هذه الرؤى وان قبلتها الكنيسة لا تعني قبول ايمان ولكن قبول اعتقاد بشري. وتاليا يمكن الا يقبل الانسان بحدوث هذه الرؤى.

                        هذا باختصار موقف الكثلكة كما عبّر عنه البابا بنديكتس السادس عشر.

                        أن يخترق أولياء الله بإذنه حجب المدى والزمان فهذا وارد. غير ان الأمر في قراءتي هو أولاً لخير من يشاهد الظاهرة كرسالة له من السماء. اذا اثبتها العارفون الاتقياء بعد تدقيق وفحص الشخص وقدسية حياته ورجاحة عقله وتوازن شخصيته يمكن ان يفيد منها المؤمنون الآخرون. ولكن أية محاولة منه أم من فريق داعم له لفرض التصديق لهذه الرؤية يدخل شكاً كبيراً في الأمر كله لأن تصرفاً كهذا ليس من روح الله. ما لم يرد في كتاب الله متروك لتقدير المؤمنين الكبار والأسقف المحلي.

                        •••
                        ي هذا الصدد ما يقلقني أولاً ان عند بعض الناس سعياً لا يهدأ الى العجيبة ودعوة الى تصديقها واخراجها الى الاعلام وفي هذا تحويل الانظار من الكلمة الى الاعمال الخارقة وديانتنا تقوم على الكلمة أولاً كما خرجت من فم الرب... أرجو ان يعود الذين يزورون الأماكن المقدسة تائبين وقد رأيت بعضهم يتكلمون باسهاب وحماسة عن هذه الظاهرة أو تلك وما رأيتهم يعرفون كلمة الله ويتلون آية واحدة من الكتاب الالهي. اليست كلمة الرب نوراً وحياة كل يوم؟ اليست المائدة المقدسة التي عليها الخبز السماوي اعجوبة الاعاجيب وغذاء أوفر دسماً من كل رؤية؟

                        شكواي أبداً من الذين يهملون الكلام الذهبي الخارج من فم الله ليعوضوه برسائل – والكلمة لهم – تنزل من السماء على هذا الانسان وذاك.

                        ولئلا يساء فهمي أنا ما انكرت بصورة قطعية ظاهرة او ترائياً وما انكرت اعجوبة تحدث عنها هذا او ذاك بصورة حاسمة ولكني وصدقت مرات وما صدقت مرات وفي هذه الأمور ليس من جزم. ولكني أخشى ان يحجب نور الانجيل بروايات التقوى التي لا أشك في طهارة صاحبها ولا يهمني ان أفحص طهارته أو ألا أفحصها ولكني أقرب الى تصديقه عندما أعرفه ممتلئاً من الكتاب الذي لا يزال المصدر الاول للاعمال الصالحة.

                        لما قال يسوع لتوما: كن مؤمناً أراد ان يؤمن بصليبه وقيامته الرسول، وأن يبشر بهما ويحملهما، الى أقاصي الارض. هذا ما يخلص.



                        بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                        فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                        يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                        best friends
                        Infinity and eternity


                        Comment


                        • #13
                          رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                          العائلة ومكوناتها
                          بقلم المطران/ جورج خضر

                          إتخذ كلمة عائلة بمعنى الثنائي المؤلف من رجل وامرأة واحدة وفي معظم الأحوال يرزق الله هذا الثنائي اولاداً. اخترت هذه الإضاءة المسيحيّة ليس حصراً، فمعظم الجماعات في العالم تعيش هذا النظام. منطقي يسير اذاً على هذا الإصطلاح. الصفة المعروفة للقاء بين المرأة والرجل في هذه الكتلة لقاء شرعي أو قانوني. ولكن عندي أو عند الروحانيين ليس هو الجوهر ولكن بسبب الطابع الأصلي أو المدني لا بد من تنظيم. غير ان حميم هذا الكيان في ما أفهمه من الأصول المسيحية انه رباط قائم بالله ومشيئته وقائم بالمحبّة التي هي، الى بشريّتها، نعمة الله.
                          في إطار هذا التعريف المسألة المطروحة هي لماذا تنهار العائلة أو تتشقّق. هناك جواب عالم الإجتماع. الدراسات المجتمعيّة والسيكولوجيّة كثيرة ولكنا نرى في الخبرة ولا سيما في ما نسمعه في المحاكم الروحيّة او جلسات الارشاد أن الشكاوى القائمة بين الأزواج ترتكز على عناصر مختلفة لا حاجة الى بسطها الآن والكثير منها متعلّق بالمال، بالبخل، بتفاهة المعيشة اليوميّة ولا حاجة الآن الى استعراضها، ولكن ما من شك في ان العائلة اذا لم ينته الخلاف فيها الى طلاق تكون بصورة وجود شخصين مطلّقين روحيّا ومتساكنين لادراك الأزواج أن الانفعال مؤذ للطرفين وللأولاد فتراكم الناس بعضهم الى بعض تحت سقف واحد بلا اتصال حقيقي ويحكمهم الضجر والتأفّف والتذمّر والمشادات وكأنّ العائلة في كثرة الأحيان تصير كأنها مجرد مساكنة.
                          أنا مدرك في الفحص العقلي أنك انت تخطب فتاة لا تعرفها ويتعذّر عليك معرفتها الحقيقيّة في مدة الخطبة، فقد يكون عند الفريق الآخر أساس من الفضائل وقد لا يكون وتكتشف العيوب مرّة واحدة أو لفترة تلو الفترة وعليك ان تقيم بيتاً واحداً مؤسّساً على الرمل. والعيوب متجذّرة عند معظمنا والتوبة غير واردة أو واردة قليلاً ويموت المرء على ما شبّ عليه وعليك ان تنتظر ان رفيقك في الحياة يكفن في الرذائل التي تراه عليها. العائلات متشققة في حالات كثيرة ان لم أقل في كثرة الاحوال ويتعزّى كل فريق وانسباؤه بقوله: هذا نصيبي وكأنّ ثمّة حتماً مكتوباً عليك أو كأنّ لعنة حلّت بك ولا دواء لها. هذا ما كان كثيراً في كل حقبات التاريخ وهذا لم ينته. ولكن عندنا اليوم، بعد عصرنة العقل، مسألة جديدة في العالم كلّه بعدما بنى الشعراء الزواج على الحب فيزول بزواله.

                          • • •
                          يقول الكاتب السويسري الكبير دني دو روجمون Denis de Rougemont إن الحب لم يكن منذ الأزل وانه صناعة عربية نشرها المطربون العرب من الأندلس في أوروبا ولم يقولوا انه يهيىء للزواج بالضرورة ولكنهم قالوا انه كثيراً ما يعاش الحب خارج البيت الزوجي. هذه مسألة فيها نظر. إلا أن العبرانيين عرف كتابهم الحب ولكنا لا نرى في العهد القديم بالضرورة الحب سابقاً للزواج. انه حر كما في نشيد الأناشيد.
                          والحب الذي تكلم عنه الإغريق وسموه إروس انما هو هذا الانجذاب التلقائي وأظن ان الكلمة العربية التي تقابله هي العشق وما همّ الإغريق ان يكون بين الجنسين أو الجنس الواحد وأفلاطون مليء بهذه الأفهومة. ثم نرى أن النصوص التأسيسية في المسيحية (الأناجيل وبولس) لم تتكلم على الحب إطلاقاً وفي كل حال لم يجعله بدءاً أو شرطاً للزواج.
                          ثم جاءت الرومنسيّة في أوروبا وتحدثت للمرة الاولى في الأدب الغربي عن الحب وما يرافقه طبيعياً من شهوة. يتضح من هذا العرض الموجز أن العلاقة بين الجنسين في كل الحضارات ابتدأت برغبة الجنس وأن الحب جاء تغذية له حتى استقر الفكر الغربي على انك تبدأ الزواج بالحب وما يقارنه من شهوة حتى انفجرت الثورة الجنسية في اوروبا في منتصف القرن العشرين وارتكز الزواج عندهم على الحب. ثم انتقلت القناعة بالحب الى بلادنا شرطاً للزواج وصرت تسمع في النزاعات الزوجيّة تبريراً للطلاق: انا لا أحب زوجي أو لا أحب زوجتي. فاذا ذهبت العاطفة التي ابتدأت بها العلاقة الزوجيّة ذهب الزواج كله.
                          كلنا يعرف أن العشق يذهب ويجيء وانه اذا بقي وحده أساساً للعائلة تنهار العائلة اذا ما انهار. لذلك ترى في كثير من البلدان الأوروبية ان عائلة من ثلاث تنتهي الى الطلاق. لا أعرف دراسة في بلدنا بحثت في هذا الأمر ولا يبدو عندي اننا قمنا بإحصاء أسباب الطلاق أو الإبطال عند المسيحيين لمعرفة ما اذا كنا لحقنا بالوضع الغربي ولكن ما من شك عندي في اننا سائرون على هذه الطريق.
                          ذهنياً، هنا تكمن المسألة ولو غطي هذا الموقف بالاسباب التي يدلى بها أمام المحاكم الروحيّة.

                          • • •
                          الفكرة التي تعاش ضعيفة في الأوساط المترفة والواقعة تحت التأثير الغربي هي فكرة العهد. كل سر الزواج عند المسيحيين قائم على فكرة العهد عشقت خطيبتك أم لم تعشقها وبقيت عاشقاً لزوجتك ام لم تبقً. اللهب لا نعرفه على زخم واحد طوال الزوجية إلاّ قليلاً وآباؤنا يقولون ان من حكمة الحياة الزوجية انها تطفىء الشهوة وان الزوجية تاليا طريق الى العفة.
                          وفي العفة حديث طويل كثير التعقيد. لكن الإكتفاء بزوجة واحدة بعض من العفة وتقييد للشهوة اللاهبة. آخر الكلام في هذا انك بالعشق وحده لا تكون متزوجاً فإن هذه القوة الرهيبة فينا تحتاج الى إشراف الله عليك بالنعمة التي تنزل عليك ونسميها المحبة.
                          لذلك لما تحدّث بولس في الرسالة الى أهل أفسس عن الزواج قال انه مرتكز على المحبّة لا على العشق اذ قال: "ايها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة" والمسيح أحب كنيسته حتى الموت. انت اذاً تبذل نفسك عن زوجتك بإمانة شهوة الإنفصال وكل الرغبات المؤذية المؤدية الى الإنفصال العقلي والقلبي عنها. والقلب الذي أقصده هنا هو القلب الذي يسكنه المسيح فيجعلك للآخر كلياً لأن لك معه مشروعاً الهياً واحداً وهو مشروع المحبة.
                          بكلام آخر بلا إله لك ليس فيك محبة ولا فيك زواج. بلا إله تعيش جسدك وحده. مع الله تعيش جسدك أيضاً والمرافقة وتنشئة الأولاد والنمو المشترك بين هؤلاء جميعاً لتشكلوا كنيسة صغيرة أي مسكن الله مع الناس. والحب في تركيبتنا النفسيّة والبيولوجية يتجسّم في الجنس أيضاً ولكنه يتجلّى أيضاً بكل أطياف الحياة العائلية والقوة التي تبعثها فيك من أجل العمل والفكر والإبداع.
                          واذا هذا لم يوجد تكون فصلت الجنس عن الحب وتكون فصلت الحب البشري وهو مكان نطق عظيم عن المحبة الإلهية النازلة في العائلة. أنا لست أقول إن الحب زائد جنساً هو مجال وان المحبة الروحية مجال آخر والتربية مجال ثالث. أقول إن هذه كلّها متلاقية في حضرة الرب وأزيد أن الرب في الجسد كما هو في القلب والعقل.
                          غير أن هذا التلاحم مستحيل ان لم تؤمن بأن هبوب الروح الإلهي فيك وفي امرأتك هو في الدرجة الأولى الزواج. الجسد على ضعفاته وهبوطه وارتفاعه اذا انسكب عليه الإيمان مقر لله. والتلاقي الجنسي عبادة لله اذا كان الله أكرم ونزل الى هذا الثنائي الطيّب الكريم والى عائلة تقوم على تمجيد اسمه.
                          كان لي نكتة ظاهرها مزاح وهي ان القديسين وحدهم لهم الحق في الزواج. زواجهم كامل بكل مركباته. الزواج دعوة عظيمة تعني بالأقل اننا بلا مسعى الى القداسة نكون في طريق التهلكة وطريق العبث بحياتنا العائليّة. العائلة لك ان تجعلها ان كنت مؤمناً بيتاً من بيوت الملكوت على الأرض تصل به الى الصفاء الكبير والحرية المذهلة.

                          بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                          فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                          يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                          best friends
                          Infinity and eternity


                          Comment


                          • #14
                            رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                            عشق المال أو عطاؤه
                            بقلم المطران/ جورج خضر

                            كتب العبادة في كنيستنا مليئة بعبارة "عشق الفضة" معتبَرة "بفتح الباء" على انها شهوة مركزية من حيث انها تؤدي الى طلب السلطة واشتهاء هذه اشتهاء فاتك لانه استبعاد للآخر وكل استبعاد الغاء. وكلما احتدمت رغبتك في متاع الدنيا وتوسعت هذه الرغبة لا يبقى حد لمطمع شرعي وترى نفسك مخطوفا ويعطل عندك نظام العقل اذ لا يبقى انتظام بين نفسك وبين ما ترغب فيه فاذا الذي بين يديك مالك وعليك وانت تاليا مأخوذ اليه.
                            كل قصتنا مع الشهوة انها تنقل مركزك من حيث يجب ان يبقى اي من الاعتدال الى حيث يريدك الهوى. معنى ذلك انك تخرج من السلامة التي جعلك الله فيها لتسكن الخلل.
                            ليس في هذا الكلام مغالاة لان استيحاذ المال استيحاذا على كل الشخصية يجعلك تصير ما انت تحبه وعند اقصى سلطان الشهوة عليك تخسر محبتك للاخوة وفي منتهى هذا العشق تنغلق نفسك فتعجز عن العطاء اي عن الانتباه والخدمة. قال لي صديق ثري كلما ربحت مبلغا من المال كبيرا اوزع منه قدرا كبيرا خشية تعلقي بما ملكت. كان يخشى ان يصير عبدا.
                            بهذا المعنى جاء في العظة على الجبل: "لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك" (متى 6: 19 – 21). هل المعنى انه لا يسوغ لك ان تفتح حسابا في المصرف؟ الوضع الاقتصادي الذي كان المسيح يتكلم فيه كان وضع فقر شديد وكان يتطلب اذاً ان تشارك الآخرين في ما عندك. كان يسوع يريد ان نجعل محبة الله كنزنا حتى نتعلق بها فلا نشتهي ما بين ايدينا في اي وضع اقتصادي يكون البلد فيه. لذلك تابع كلامه هكذا: "لا يقدر احد ان يخدم سيدين. لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال" (متى 16: 24).
                            الفضة كانت عنده ان تملأ قلبك من الله او ان تملأه من المال. هو لم يثر مسألة نظام اقتصادي. مجال يسوع الناصري مجال القلب. السؤال هو ماذا انت عامل بقلبك؟


                            • • •
                            علمنا المغفور له رفيق الحريري كلمة هدر وما كنت أعرف استعمالها بالمعنى الذي استعمله بها. ثم ادركت انه لجأ الى هذه اللفظة لكونه كان حريصا على تهذيب اللسان وكان يريد بها السرقة. وكنت افهم انك اذا بددت مالك الخاص تبديدا فهذه خطيئة اقل شدة من تبديد المال العام حتى علمني العالمون ان الفرنسيين عندهم عبارة ان "الذي يسرق الدولة ليس بسارق". والدولة افهمها انها الناس اي ذلك الترتيب الذي يسهر فيه المسؤولون على سلامة الوطن وازدهاره وعافيته ورعاية الفقير والمريض والشيوخ وحماية البلد بالجيش وكنت قد قرأت عن سعد زغلول انه اذا كان في مكتبه واراد ارسال كتاب الى احد انسبائه يرسل الحاجب ليشتري له ورقة وغلافا لان الورق الذي كان على مكتبه يخص الدولة المصرية ويستعمل لخدمتها فقط. كذلك فهمت ان الموظف العالي في سويسرا اذا اراد نزهة مع عائلته يستعمل سيارته الخاصة لا سيارة الدولة لان المكلف لا يدفع لك ثمن المحروقات لانبساطك الشخصي.
                            كذلك علمت ولم ادقق ان هناك اسماء موظفين مسجلة على جدول وزارات عندنا وهم لا يعرفون باب الوزارة. واشياء مماثلة لو تحققناها لما وسعت مقالتي ذكرها. ثم فهمت ان الهدر شائع ايضا، ربما بمقدار اقل، في بلدان "راقية" ولكن هنا من يحاسب ويقاضي عظاما فيها بمن في ذلك رئيس الجمهورية اذا حان وقت رفع الحصانة عنه. انهم يدركون ان مخالفة الشريعة قائمة في العالم ولكنهم يفهمون ايضا ان قضاة الدولة يسألون المرتكب عنها ولا ينتظرون محاسبة الله لنا في اليوم الاخير بعد ان اخذوا عن القدامى ان العدل اساس الملك. وقد فرقت الكنيسة عندنا في القرن الرابع بين مال الكنيسة ومال الاسقف فان هذا له ان يستعمل المال الذي ورثه عن ذويه وان يستعمل مال الامة لحاجاتها.
                            في ايام شبابي اي منذ ستين سنة عرفت قضاة يعيشون من راتبهم فقط اي بشيء من التقشف كما عرفت من كان منزها عن الرشوة وكنت اقرأ لهؤلاء احكاما رائعة. وما كان علمهم دون الاحكام الفرنسية التي كنت اقرأها في المجموعات الحقوقية الكبيرة اذ كنت في هذا الحقل. اي ان هؤلاء الاساتذة كانوا على بعض من الحرمان ومع ذلك يمضون ساعات طولى بالتنقيب فانهم كانوا موقنين ان القضاء رهبانية وان مكافأتهم كانت بمجرد الاحكام العادلة وارضاء ربهم وسلامة ضمائرهم.
                            وعرفت كهنة يرتضون بصداقات المؤمنين ولا يتذمرون من الضائقة التي كانت تحل بهم وما كان لهم سبيل لشراء عقار وكانوا مؤمنين بان غناهم هو في الفقر وكانوا يبيتون في ملكوت الله وهم على الارض. عرفوا ان موطنهم هو في السماء. وكان بعض الفنانين في اوروبا يبيعون لوحاتهم بسعر بخس. واليوم ترى مطربين ومطربات كما هم يسمون انفسهم وليس لبعضهم صوت ولا معرفة بالالحان ويجنى المال بالقد المياس.

                            • • •
                            قلت مرة لاحد اصدقائي ان المخلص لم يتكلم ضد الاغنياء بحد ذاتهم ولكنه تكلم على خطر دخولهم ملكوت السموات. قال لي ان الخطر ليس في الثراء ولكن في اختزانه اي عدم توزيع بعض منه. وفحصت كل ما قاله الانجيل في هذا الموضوع وتبين لي حقيقة ما تقوله كنيستي في هذا الباب وهو ان الخطيئة هي عدم الاحساس في اي مجال انت تخطئ فيه. وفي مجال المال المعصية هي في عدم شعورك بالآخر. فانت قائم في هذه الدنيا لتحب الآخر. وهذه المحبة توجدك وليس لها حد. نحن لم نحدد نسبة عطائك المالي لكن الكلمة قالت في المزامير عن الكريم: "بدد، اعطى المساكين فيدوم بره الى الابد" (113: 9).
                            ثم جاء آباؤنا الكبار امثال باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم واغسطينوس واوجدوا نظرية الائتمان فقالوا: بيدك مال جاءك من ارث او عمل. هذا ليس لك. هو ملك الله وانت مؤتمن عليه فاذا ذهبت الى المسرح وكنت اول الواصلين لا تقدر ان تقول ان هذه الكراسي لي. وقالوا ان ألبستك واحذيتك هي لك وللآخرين ولهم حق فيها. فأنكروا قدسية الملكية الفردية. هذه هي عندك وليست لك. هي للمحتاجين اليها. ليس لك ان تحفظ ما عندك الا بقدر حاجتك اليه. واذا كان الآخر في حاجة تصبح له وكأنهم قالوا انت لست متصدقا (ولو استعمل الكتاب اللفظة). انت تفرق ما عندك ليعيش الآخر وتعيش انت ايضا.
                            انهم لم يأتوا بنظام اقتصادي. هذا شأن الدولة. والدولة لم تكن تعنى بنظام. وانت لا تبغي شيئا مما تعطيه. انت تطلب لنفسك برا وطهرا وقداسة. وهذه لا تقوم فقط بانك تحفظ الوصايا فان الوصايا تختصر بالمحبة كما علّم بولس. لك ان تملك كشخص اودعه الله الملك لتدبره وتحس بالاخوة.
                            وجمع بعض آبائنا مالا لا يقدر واقاموا به مطاعم شعبية ومستوصفات وما الى ذلك. وما كانوا في مواعظهم على رفق مع الاغنياء ومع ذلك كانوا يجعلونهم كرماء حتى قال يوحنا الذهبي الفم ما مفاده ان مدينة روما لم يبق فيها فقير مسيحي او وثني لان المسيحيين كانوا يبددون اموالهم على الجميع.
                            المال شيء عظيم اذا استعملته وفق هذه القاعدة فالمحبة ليست كلاما معسولا او اشتياقا او تحببا كلاميا. من لا يترجمها في العطاء – ان لم يكن شديد الفقر – تبقى عنده حكيا يحكى. واما من اخرج المال من جيبه او حسابه المصرفي فهو قلب مسكوب. والقلب المسكوب هو كل الوجود في هذه الدنيا.




                            ++++
                            فلننطلق بهذه الروح إلى جهاد الصوم فنسمع صوت الرب يسوع قائلاً: "ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم"، هكذا ننطلق إلى الجهاد ألصيامي راجين إلى الرب أن يرانا في اليوم الأخير مستحين الرحمة ومؤهلين للفرح الأبدي.
                            بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                            فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                            يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                            best friends
                            Infinity and eternity


                            Comment


                            • #15
                              رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                              البعد الأفقي والبعد العمودي
                              بقلم المطران/ جورج خضر

                              الرب هو النور الوحيد في عتمات الدنيا. ما عدا ذلك لهو او شقاء. أنا أفهم ان يظن الانسان ان له بلهوه امتدادًا وبشقائه انقباضًا ذلك ان الانسان في سطحية وجوده يذهب أفقيا بسبب من بشرته التعبة وانحصاره في أفق رسمه لنفسه واكتفى لأنه جعل نفسه مركز وجوده.
                              هكذا يكون ابن الحادث او الحادثة، وليد مرضه وحزنه. ينشئه الزمان الذي يعيشه اذ يحسب ان لا شيء خارج الزمان ولا شيء خارج المدى. يقيم في حدود جسمه وحدود ذكرياته والآمال التي تغذي الجسم والتصوّرات او يبيت حصرا في آخر ويسر بعبودية تكفيه متاعب تجاوز نفسه وبيئته وقبيلته.
                              والأحداث قد تكون جساما كالحرب او خشية وقوعها. والعوز الدائم وأزمات بلد تشبه الحرب وما من شك ان الإنسان ضحيّة جهله او فقره او غناه ونزاعات في عائلته او مهنته او حزبه. بسبب من هذا او من بعضه يلمس هبوط نفسه وقد يشقى لعدم علمه بها. لهذا كله سمّى الكتاب هذه الأشياء وادي الدموع اذ لا حد للوجع، للإعاقة، لفقدان الأعزة او لغيابهم.
                              كل هذه الشجون جزء من حياتنا وهي تصيب البارَّ كما تصيب الشرير ويخترع الإنسان الفاقد الرباط مع ربه تسليات يحس بعد تعاطيها انها لا تغنيه بشيء. فكما خيّبته اللذات التي استساغها تخيّبه اللّذات اللاحقة. يسعى المرء الى استلذاذ يظن انه يشفي عزلته او يخفف مرارته. قد يبقى اذا فقد وعيه النير اسير ما استنبطه من تعاطي جسده او تعاطي فكر لا ينقذه من تخبطات هذا الفكر وليس له وهو في وسط الاحداث التي تعذّبه الا ان ينتظر زوالها واذا بأحداث لا تقل عن الأولى مضاضة تصيبه او هو يرى ان ما هو له يمزقه ويجعله مقيما في القنوط. معنى هذا انه يخلق جحيمه بنفسه وقلّما يعرف الكثيرون سبيلا الى الخروج من الجحيم. ولست أغالي في استعمال هذه المفردة لأني سمعت مئات من المرات من اختارها اذ يقول لي المتأزمون في حياتهم العائلية: لقد باتت حياتي جحيما ولا أعرف الخروج منها.

                              •••
                              كل هؤلاء الناس وضعوا أنفسهم في المجال الأفقي ولم يسمعوا بالمجال العمودي اي بالقوة التي تربطهم بالله. اما الذين لهم إله فيعيشون في راحة وسكينة في الحرب او توقعات الحرب. هم في هدوء في الصحة والمرض، في اهتزاز حياتهم البيتيّة او في ثباتها ولا يرون بأسا اذا حلّت بهم مصيبة او انتابهم مرض جسديا كان ام نفسيا لأن الله مقيم فيهم او هم قائمون به.
                              اعرف أناسا يلوذون بالله ان عاشوا في فرح او عاشوا في ضيق لأنهم ايقنوا ان الله صحّتهم وصمودهم اي انهم تجاوزوا انفسهم وانتقلوا منذ الآن الى السموات. الفقير المؤمن غذاؤه الرب والغني المؤمن ثروته الرب ولا يولي ما له من مكانة في ذاتيّته. انت تطلب من الخالق المخلّص ان ينزل اليك وتستقبله على انه حياتك كلّها على قول بولس: "لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ".
                              انت لا تستطيع تفريغ نفسك من آلامها اذا استعرت ما يعوضها من دنياك لأن الدنيا لا تغذيك بالحقيقة. اللذة ليست بديلة عن لذّة ولا ترفيه أعظم من الترفيه الذي انت عليه. كل لذة بحد نفسها فارغة. هي تنسيك متاعبك بصورة موقّتة حتى تحل بك متاعب أخرى لأنك تستقي كل هذا من العالم الذي جعلت نفسك مركزه. اما اذا اخترت إلهك مركزا لوجودك لا تبقى مستعبدا لمرض او قمع او اضطهاد او أزمة في بيتك او في البلد.
                              انت لا تنجو من وطأة أحوال دنياك أكانت من السياسة أم من الاقتصاد. فهذه الدنيا على ما نرى مليئة بالحروب ولك ان تطلب السلام ولكنا نرى ان الحروب لا تنتهي وان المرض لا ينتهي وان كل خطيئة تليها خطيئة أخرى اذا انت قبلتها وكل معصية مرة اذ يبقى عندك ضمير في الطبيعة هو يوبّخك ولا يستطيع الا المسوخ ان يخنقوا ضمائرهم حتى النهاية.
                              واذا قررت ان تلازم بعدك الأفقي اي اذا قبلت السطحيّة فأنت متّ داخليا. ربما استطعت ان تؤمن بشيء من القيم وان تذكرها. غير ان القيم في عمقها تؤتاك من الإيمان وحسباني ان القيم مقولة فلسفيّة حاول بعضهم ان يقيمها مقام الله في حين ان ذاتك لا تستطيع ان تعيش الا من ذات الله فلماذا ابدال الوجود الإلهي بمفاهيم ثقافية. الايمان بالله ايمان فعال في القلب اي مغير لهذا القلب او شاف له. ولك مع ربّك مواجهة او تواصل او وصال بين ذاتك وذاته لأن فيه حياة تفعل في حياتك والمفاهيم الفلسفيّة ليست بديلة منه. ذلك ان الله حي وما عداه أفكار يقبلها عقلك ولكنها لا تنعش نفسك.

                              • • •
                              انا ما ركزّت على الآلام التي تعانيها من جراء ذنوبك او من المرض وأزمات البلد والعالم لست اوحي انها هي وحدها المطل الى الله. اجل في الكتاب آيات كثيرة تدعو المتوجّع الى ان يستعين الله لأن الكتاب الإلهي يريد شفاءنا. وبهذا قال داود: "من الأعماق صرخت اليك يا رب" والأعماق يعني بها الألم الذي رمينا أنفسنا فيه. ولكن الصالحين يصعدون الى الله من فرحهم ويعرفون انه هو مصدرها. لذلك يقيمون في النجوى ولا يقيمون فقط في الاستغاثة.
                              وعندما نتكلّم نحن المسيحيين عن الصليب المصلوب عليه كل شخص نطلب إزاحته عن أكتافنا من حيث هو وجع لكوننا نؤمن ان صليبنا الشخصي هو طريقنا إلى القيامة ولسنا نريد بها القيامة في اليوم الأخير ولكننا نريد بها ان الله هو حياتنا وقيامتنا وهذه ينبغي أن نحققها هنا. ان آلامنا الحاضرة اذا قبلناها بالرضاء والشكر والرجاء تحمل الينا طاقة التعزيات لعلمنا ان الرب يفتقدنا بها او يزورنا بها كما يقول القديسون ونعلم ان الله يساكن الألم ان كنا مؤمنين ويسكننا ونحن في الخطيئة ليرفعها عن كاهلنا حتى يتنقّى القلب.
                              الاوجاع محنة تأتي كما تأتي لأن العالم ساقط. هي كما هي ولسنا نعرف دائما اسبابها والله يعالج الانسان كما وصل الي وضعه. يحاوره ويلومه ويؤدّبه ويحبّه في آن حتى يرتفع عنه الغضب ويحل فيه السلام. وبهذا السلام الداخلي يعايش الحرب والجوع والضيقات والمتاعب النفسيّة. قد يأتي الشفاء الجسدي من رحمة الله وقد يلازمك طوال حياتك. السلام هو علاجك مع بقاء المرض. وانت تعيش اي وضع معقولا كان بلغة الناس أم غير معقول. نحن في المسيحية لا ندعو الى البطولة ولكنا ندعو الى الصبر والصبر ليس استكانة ولا انهزاما امام الموجود ولكنه اتكال على الله الذي يداويك كما يشاء ويوحي اليك ان المصيبة الكبرى فيك هي الإثم الذي تواجهه انت بالتوبة اي بحضرة الله فيك.
                              الله لا يلغي التاريخ الذي تصنعه الشعوب ولا يلغي زمانك الشخصي ولا المدى الذي تعيش فيه ولكنه يرافقك في زمانك ومداك واذا صبرت هنا تنال هنا تعزيات منه. فتقيم السماء فيك قبل ان تقيم انت فيها في اليوم الأخير. اي ان الله لا يغنيك عن الأبعاد الأفقيّة التي تلازم جسدك ومشاعرك ولكنه يرحمك بالبعد العمودي ويسهر علي محافظتك عليه.
                              هذا الإله ليس فكرة مجرّدة كما ترى. انه حق ووجود ومتعة وفرح. هكذا تواجه نفسك وتاريخ امتك وتوجّعات العالم. غير ان هذا لا يتم فيك الا اذا آمنت ان الله هو المرتجى وانه عطاء لك لا ينقطع.
                              بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                              فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                              يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                              best friends
                              Infinity and eternity


                              Comment


                              • #16
                                رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                                مشكور اخ كلود .... طبعا انا بعرفو لالمطران جورج ........ بس طبعا واضح اننو انسان حكيم جدا .... بس انا بدي اسأل سؤال ...

                                نحنا العلويين عنا اسم (خضر) من الاسماء المقدسة نسبة لا الخضر ابو العباس (عليه السلام) ... اما بالنسبة للمسيحيين من وين جاي اسم (خضر) ؟؟
                                أعشقك ... براً سماءً و ماءً ... مسلماً و مسيحياً
                                سوريتي لي وحدي ... وحدي فقط

                                Comment


                                • #17
                                  رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                                  مشكور اخ كلود .... طبعا انا بعرفو لالمطران جورج ........ بس طبعا واضح اننو انسان حكيم جدا .... بس انا بدي اسأل سؤال ...

                                  نحنا العلويين عنا اسم (خضر) من الاسماء المقدسة نسبة لا الخضر ابو العباس (عليه السلام) ... اما بالنسبة للمسيحيين من وين جاي اسم (خضر) ؟؟


                                  أهلااا بالحبيب ..

                                  بالحقيقة أنا أول مرة بعرف إنو بتقصدو فيه الخضر أبو العباس ..

                                  لأنو اللي بعرفو إنو بتقصدو فيه مار جرجس ..

                                  لدرجة إنو في مسيحيين (متل صدد و الحفر و زيدل و فيروزة ) بيطلقو إسم الخضر على مار جرجس ..

                                  و متل هيك كمان اللي بتسموه النبي يحيى .. و اللي هوّي بالأساس القديس يوحنا المعمدان ..

                                  و إسم متداول عندكم ( يوشع ) .. ما بعرف إذا المقصود فيه النبي أشعيا أو هوشع ..


                                  بس ما بعرف (بما إنو بتآمنو بالتقمص ) إذا كان بإيمانكم إنو مار جرجس متقمص بالخضر أبو العباس ..
                                  ملاحظة : أنا .. بلييييييييز بدون جدالات .. أنا بحط رأيي أو معلومة و بسسسس


                                  مــــــواضــــيـع

                                  Comment


                                  • #18
                                    رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                                    لأنو اللي بعرفو إنو بتقصدو فيه مار جرجس ..
                                    انا هيك بعرف كمان
                                    بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                                    فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                                    يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                                    best friends
                                    Infinity and eternity


                                    Comment


                                    • #19
                                      رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                                      يسعدلييييي ربك .... معناها اوراقنا و أوراقكون مكشوفة ........ لأنو بعرف هاد الحكي ... بس كنت مفكز فيه شي تاني ما بعرفو .......... اي نحنا منعتبر انو هوي نفسوو

                                      ع راسي شريك
                                      أعشقك ... براً سماءً و ماءً ... مسلماً و مسيحياً
                                      سوريتي لي وحدي ... وحدي فقط

                                      Comment


                                      • #20
                                        رد: المطران جورج خضر - مقالاته الدينية

                                        معناها انتو الاسم عندكون ....... مأخود من عنا ما؟
                                        أعشقك ... براً سماءً و ماءً ... مسلماً و مسيحياً
                                        سوريتي لي وحدي ... وحدي فقط

                                        Comment

                                        Working...
                                        X