غدا هذا الأحد يسمّى في كنيستي أحد النسبة تُقرأ فيه أسماء مَن اعتبرهم متى الإنجيلي أجداد يسوع الناصري ثم يأتي سر مولده من العذراء. الخط يبدأ من ابراهيم لأن متى وجّه إنجيله الى العبرانيين ولا سيّما الى كهنة الهيكل الذين اهتدوا الى المسيح فعزلتهم سلطات شعبهم عن الهيكل فافتقروا وكانوا في حاجة الى ان يتوطّدوا في ايمانهم ان يسوع الناصري سليل أبيهم ابراهيم وملكهم داود. نحن اذاً مع اطروحة لاهوتية قد لا تكون كاملة الدقة من الناحية التاريخية وما كان هذا همّ متى الرئيسي لكنه لم يخترع الأسماء. انها جميعًا في العهد القديم.
ركّز الكاتب على النسب الإبراهيمي للمعلّم.
لوقا يورد لائحة اخرى على طريقة اخرى يمكن ان نسميها صاعدة اذ يبدأ من السيد ليصل الى آدم. كان همّ لوقا عالميًا او كونياً أكثر مما كان يهوديًا. هو ومتى أرادا ان يكشفا ناسوتية المسيح متأصّلة في التاريخ القديم. كلاهما مع ذلك يؤكّد ألوهية المخلّص.
كلمة عذراء المأخوذة من الترجمة السبعينيّة (اليونانية) هي استشهاد متى من اشعيا وفي النص العبري لإشعيا تسمى العذراء في سن الزواج علماه ولم تستعمل هذه اللفظة في العهد القديم لأية حالة غير العذراوية. تالياً اشعيا ومتى ولوقا ينسبون العذراوية الى ام يسوع. أما قول متى: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" فيؤكّد ان صلة جنسيّة لم تكن بين يوسف ومريم قبل ولادة يسوع ولا تؤكد اطلاقا انه عرفها في ما بعد. هي تنفي العلاقة ولا تقول شيئًا عن علاقة متأخرة. اما عبارة "ابنها البكر" فليست واردة في النص الأصلي. يسوع لم يكن بكرا لأحد. واما عبارة "اخوة يسوع" في الإنجيل فهي أوسع من المدلول العربي وتُطلَق على ابن الخال أو العم أو الخالة او العمة عند العبرانيين وينفي التراث المسيحي وجود أبناء آخرين لمريم. والمجمع الخامس يؤكّد أن مريم دائمة البتولية. في التقليد الشرقي هؤلاء منسوبون الى يوسف من زواج سابق له.
لم تتوقف الكنيسة عند نسب يسوع الناسوتي الوارد عند متى ولوقا عندما قررت ان تعيّد للميلاد والمعمودية في يوم واحد ورأت انها تعيّد للأصل الإلهي ليسوع بتسميتها هذا التعييد الظهور الإلهي استناداً الى قول الآب في المعمودية: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت". هذا الكلام كُرِر يوم التجلي. لذلك لا نعرف اليوم ولا الشهر ولا السنة التي وُلد فيها المخلّص. هو وُلد غالبًا ست سنوات قبل التاريخ الميلادي الذي نحن فيه. الذي وضع التقويم الميلادي قرونا بعد الحدث الراهب دنيسيوس الصغير أخطأ بخمس أو ست سنوات.
• • •
لم يخطر على بال المسيحيين في البدء ان يضعوا تقويمًا لأنفسهم لأن البدء عندهم لم يكن ميلاد السيد بالجسد اذ كانوا يؤمنون ان المسيح من حيث هو كلمة الله كان بلا بدء. لذلك اتخذوا تقويم الامبراطورية الرومانية التي كانوا فيها يعيشون وهو التقويم اليولياني. والتركيز على يسوع كان عندهم التركيز على الصليب والصليب مولد الانسانية بالحق وإعلان الحق كاملا كان بالقيامة. ولذلك في الأيقونة جاءت صورة المذود شبيهة بمغارة القبر التي دُفن فيها المخلّص. عتمات كاملة والصبي مقمّط بأقمطة بيضاء ومريم ممدودة طويلة، تنظر الى الكون الذي ينتظر إنجيل هذا الطفل اذا حان أوان بشارته.
والزمان الذي تهتم له روما يجري زمانا للملوك لكن الزمان الحقيقي الذي يقرأه الله هو ذلك الذي قال عنه الرسول: "ولما حلّ ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبنّي" وقد كنا قبلاً أبناء الغضب الذي هو الخطيئة ولكن لما جاء ذاك في جسد من أجسادنا حلّ رضاء الله علينا فجعلنا أبناءه وبِتنا نهتف لله: "افا" وهي اللفظة الآرامية التي نسمي بها الآب يا "بيّي" (بصورة التصغير) لأننا بتنا أمامه أطفالا لا ننمو الا بنعمته علينا ونجالسه كما جالسه المسيح بعد قيامته من بين الأموات.
هذا العيد الذي نحن مُقبلون اليه ليس عيد مولد Birthday او anniversaire لأن ظهور يسوع بالجسد لم يكن بدء الذي لا بدء له. فاذا أقمنا العيد ولا بد من أعياد تجدّدنا ننتقل الى اللابداءة وننتقل بها الى الحياة الأبدية التي فيه. لذلك نرنّم في سحر العيد: "إن مملكتك الأبديّة تجدّدت أزليّتها". ليس عندنا اذًا في العيد بدء. إن هذا الطفل قائم في أزليّته. والآن هي تسطع لنا نحن المؤمنين به. العيد يبدو نزولا وهو كذلك في جسد هذا الصبي لكن العمق هو ان نصعد ونرسم منذ الآن صعوده الى السماء بعد القيامة وبه يتم وعد صعودنا.
الأطفال يلتهون بالهدايا لحسبانهم انها بطريقة ما هدايا يسوع لهم ونحن الذين بلغنا قامة الإيمان نعرف انه هو وحده الهدية وأن أزليته تخترق زماننا لتجعله من الأزليّة.
مع ذلك لنا عيد لا بد له من حنان وهذا ليس من شعور بشري محض لأنه حنو الله الذي يحرّك قلوبنا. امام مذود بيت لحم عندنا هذا الملفوف بخرقة، المشلوح على كومة قش الذي سوف يهدّده سلطان بلاده. انه مكتوب على الدم منذ ظهوره وعلى الظلم ومحسوب بين الفقراء حتى لا يدين لأحد او شيء من هذا العالم. منذ الآن مكتوب عليه من أبيه ما سطّره اشعيا: "لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. محتَقَر ومنبوذ من الناس، وموجع متمرس بالحزن" (إشعياء 1:52و2). الآن في هذه اللحظة نقرأ ايضا في النبي: "كان كنعجة تُساق الى الذبح، وكخروف صامت امام الذين يجزّونه ولم يفتح فاه" (إشعياء 7:53). نحن في الفصح يا إخوة، نحن فقط في الفصح، مع انكسار الجلجلة وظفرها. لذلك نرتّل في الميلاد ترتيلة جديدة اي التي لا تأخذ معناها كاملا الا عندما يسيل من جنبه دم وماء.
لذلك قال آباؤنا: هذا هو العيد الصغير. ليس لكونه قليل المعاني لكنه يحبل بالمعاني التي تتفجّر في ما بعد ليكمل الفرح.
قال عظيم في المسيحيّة (باسكال): "أحببت الفقر لأنه هو (أي يسوع) أحبّه" . السؤال الشرعي الوحيد في هذا العيد هو هذا: هل انا قابل مثله ان أكون مشلوحا في هذا العالم لا املك منه شيئا على رجاء الا يتملّكني بانتظار الحلّة البيضاء التي يمنحني الله اياها عند قرعي باب الملكوت وانا اعرف، اذ ذاك، اني لا أملكها فهي هبة من الآب لأنه يريد ان يراني مكسوًا. المسيح وحده لم يَستعر النور الإلهي. في ثابور او حرمون انبلج النور منه انبلاجا ولم يعرف التلاميذ انه منه حتى رأوه على هذا الضياء لمّا دخل عليهم وهم في العليّة.
فاذا أقمتَ العيد في الأسبوع المقبل إعلم أنك عارٍ وانك مرميّ على هشاشة هذا العالم كما كان السيد في المذود واطلب الحلّة البيضاء لكي تتمكّن من الدخول. هذا العيد اذًا ترجمة السماء بشكل أرضي، تصوير لله بشكل طفل. واذا انت أدركت الطفولة التي تحدث عنها، تقدر ان تخترق سر يسوع وأن تقيم العيد.
ركّز الكاتب على النسب الإبراهيمي للمعلّم.
لوقا يورد لائحة اخرى على طريقة اخرى يمكن ان نسميها صاعدة اذ يبدأ من السيد ليصل الى آدم. كان همّ لوقا عالميًا او كونياً أكثر مما كان يهوديًا. هو ومتى أرادا ان يكشفا ناسوتية المسيح متأصّلة في التاريخ القديم. كلاهما مع ذلك يؤكّد ألوهية المخلّص.
كلمة عذراء المأخوذة من الترجمة السبعينيّة (اليونانية) هي استشهاد متى من اشعيا وفي النص العبري لإشعيا تسمى العذراء في سن الزواج علماه ولم تستعمل هذه اللفظة في العهد القديم لأية حالة غير العذراوية. تالياً اشعيا ومتى ولوقا ينسبون العذراوية الى ام يسوع. أما قول متى: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" فيؤكّد ان صلة جنسيّة لم تكن بين يوسف ومريم قبل ولادة يسوع ولا تؤكد اطلاقا انه عرفها في ما بعد. هي تنفي العلاقة ولا تقول شيئًا عن علاقة متأخرة. اما عبارة "ابنها البكر" فليست واردة في النص الأصلي. يسوع لم يكن بكرا لأحد. واما عبارة "اخوة يسوع" في الإنجيل فهي أوسع من المدلول العربي وتُطلَق على ابن الخال أو العم أو الخالة او العمة عند العبرانيين وينفي التراث المسيحي وجود أبناء آخرين لمريم. والمجمع الخامس يؤكّد أن مريم دائمة البتولية. في التقليد الشرقي هؤلاء منسوبون الى يوسف من زواج سابق له.
لم تتوقف الكنيسة عند نسب يسوع الناسوتي الوارد عند متى ولوقا عندما قررت ان تعيّد للميلاد والمعمودية في يوم واحد ورأت انها تعيّد للأصل الإلهي ليسوع بتسميتها هذا التعييد الظهور الإلهي استناداً الى قول الآب في المعمودية: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت". هذا الكلام كُرِر يوم التجلي. لذلك لا نعرف اليوم ولا الشهر ولا السنة التي وُلد فيها المخلّص. هو وُلد غالبًا ست سنوات قبل التاريخ الميلادي الذي نحن فيه. الذي وضع التقويم الميلادي قرونا بعد الحدث الراهب دنيسيوس الصغير أخطأ بخمس أو ست سنوات.
• • •
لم يخطر على بال المسيحيين في البدء ان يضعوا تقويمًا لأنفسهم لأن البدء عندهم لم يكن ميلاد السيد بالجسد اذ كانوا يؤمنون ان المسيح من حيث هو كلمة الله كان بلا بدء. لذلك اتخذوا تقويم الامبراطورية الرومانية التي كانوا فيها يعيشون وهو التقويم اليولياني. والتركيز على يسوع كان عندهم التركيز على الصليب والصليب مولد الانسانية بالحق وإعلان الحق كاملا كان بالقيامة. ولذلك في الأيقونة جاءت صورة المذود شبيهة بمغارة القبر التي دُفن فيها المخلّص. عتمات كاملة والصبي مقمّط بأقمطة بيضاء ومريم ممدودة طويلة، تنظر الى الكون الذي ينتظر إنجيل هذا الطفل اذا حان أوان بشارته.
والزمان الذي تهتم له روما يجري زمانا للملوك لكن الزمان الحقيقي الذي يقرأه الله هو ذلك الذي قال عنه الرسول: "ولما حلّ ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبنّي" وقد كنا قبلاً أبناء الغضب الذي هو الخطيئة ولكن لما جاء ذاك في جسد من أجسادنا حلّ رضاء الله علينا فجعلنا أبناءه وبِتنا نهتف لله: "افا" وهي اللفظة الآرامية التي نسمي بها الآب يا "بيّي" (بصورة التصغير) لأننا بتنا أمامه أطفالا لا ننمو الا بنعمته علينا ونجالسه كما جالسه المسيح بعد قيامته من بين الأموات.
هذا العيد الذي نحن مُقبلون اليه ليس عيد مولد Birthday او anniversaire لأن ظهور يسوع بالجسد لم يكن بدء الذي لا بدء له. فاذا أقمنا العيد ولا بد من أعياد تجدّدنا ننتقل الى اللابداءة وننتقل بها الى الحياة الأبدية التي فيه. لذلك نرنّم في سحر العيد: "إن مملكتك الأبديّة تجدّدت أزليّتها". ليس عندنا اذًا في العيد بدء. إن هذا الطفل قائم في أزليّته. والآن هي تسطع لنا نحن المؤمنين به. العيد يبدو نزولا وهو كذلك في جسد هذا الصبي لكن العمق هو ان نصعد ونرسم منذ الآن صعوده الى السماء بعد القيامة وبه يتم وعد صعودنا.
الأطفال يلتهون بالهدايا لحسبانهم انها بطريقة ما هدايا يسوع لهم ونحن الذين بلغنا قامة الإيمان نعرف انه هو وحده الهدية وأن أزليته تخترق زماننا لتجعله من الأزليّة.
مع ذلك لنا عيد لا بد له من حنان وهذا ليس من شعور بشري محض لأنه حنو الله الذي يحرّك قلوبنا. امام مذود بيت لحم عندنا هذا الملفوف بخرقة، المشلوح على كومة قش الذي سوف يهدّده سلطان بلاده. انه مكتوب على الدم منذ ظهوره وعلى الظلم ومحسوب بين الفقراء حتى لا يدين لأحد او شيء من هذا العالم. منذ الآن مكتوب عليه من أبيه ما سطّره اشعيا: "لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. محتَقَر ومنبوذ من الناس، وموجع متمرس بالحزن" (إشعياء 1:52و2). الآن في هذه اللحظة نقرأ ايضا في النبي: "كان كنعجة تُساق الى الذبح، وكخروف صامت امام الذين يجزّونه ولم يفتح فاه" (إشعياء 7:53). نحن في الفصح يا إخوة، نحن فقط في الفصح، مع انكسار الجلجلة وظفرها. لذلك نرتّل في الميلاد ترتيلة جديدة اي التي لا تأخذ معناها كاملا الا عندما يسيل من جنبه دم وماء.
لذلك قال آباؤنا: هذا هو العيد الصغير. ليس لكونه قليل المعاني لكنه يحبل بالمعاني التي تتفجّر في ما بعد ليكمل الفرح.
قال عظيم في المسيحيّة (باسكال): "أحببت الفقر لأنه هو (أي يسوع) أحبّه" . السؤال الشرعي الوحيد في هذا العيد هو هذا: هل انا قابل مثله ان أكون مشلوحا في هذا العالم لا املك منه شيئا على رجاء الا يتملّكني بانتظار الحلّة البيضاء التي يمنحني الله اياها عند قرعي باب الملكوت وانا اعرف، اذ ذاك، اني لا أملكها فهي هبة من الآب لأنه يريد ان يراني مكسوًا. المسيح وحده لم يَستعر النور الإلهي. في ثابور او حرمون انبلج النور منه انبلاجا ولم يعرف التلاميذ انه منه حتى رأوه على هذا الضياء لمّا دخل عليهم وهم في العليّة.
فاذا أقمتَ العيد في الأسبوع المقبل إعلم أنك عارٍ وانك مرميّ على هشاشة هذا العالم كما كان السيد في المذود واطلب الحلّة البيضاء لكي تتمكّن من الدخول. هذا العيد اذًا ترجمة السماء بشكل أرضي، تصوير لله بشكل طفل. واذا انت أدركت الطفولة التي تحدث عنها، تقدر ان تخترق سر يسوع وأن تقيم العيد.
Comment