أمام مغارة بيت لحم
أقف أمام تلك المغارة وأتأمل دون أن ادخل عندما قال الرب عند طرد آدم وحواء من الفردوس( من نسل المرأة يأتي الذي يسحق رأس الحية ) هل كانت تلك المغارة قد تكونت ؟ لا أدري
وقفت أمام المغارة أتأمل حجارتها الصماء غير الناطقة وقلت كم عمرك أنت أكبر عمرا من يوسف الخطيب الشيخ الوقور البار هل عرفك داود جد الإله أنك من سيأتي بداخلها ويولد خلاص الرب الذي نطق به منذ البدء ؟
لو عرف داود وسليمان ابنه ما سيحدث مستقبلا هل يفكران في بناء بيت للرب قد يقولان لم التعب والخسارة فالرب آت إلى هذه المغارة لماذا لا نعبد الله فيها ؟
لم يعرف داود وسليمان ذلك .
هل عرف أشعيا النبي أن العذراء الحبلى بعمانوئيل ستلد هنا لم يعرف وكأنه لا يريد أن يعرف لقد صدر تنبؤ الخلاص على فمه ويكفي ذلك .
هل عرفت حجارة المغارة الصماء من الآتي ليولد ومن اين أتى .
أكاد أجزم بالروح انها عرفت من الذي سيولد فيها . وهل تعرف الحجارة القاسية الصلبة الرب خالقها ؟
لقد قال الرب للحاسدين اليهود وهو داخل لأورشليم قبل الآلام وهو راكب على الحمار لو سكت هؤلاء لنطقت الحجارة .
يا رب هل تنطق الحجارة ؟ يقول تود أن تنطق بالحدث العظيم لكنها ليست كائنا حيا فهي بلا عقل ولا فم ولا لسان لكنها تعرف خالقها.
كيف ذلك يا رب ؟
من اين لها تلك المعرفة؟
يجيب : ألم يتزعزع جبل سيناء أمام موسى والشعب ويتزلزل ويتصدع عندما حل عليه مجد الرب في سفر الخروج ؟
ألم يصعد دخانه كدخان الأتون بحلول الرب عليه ؟
وهنا ركعتُ أمام المغارة وقلت يارب هل يعرف البشر اليوم ما عرفته حجارة المغارة وقبلها حجارة جبل سيناء ؟
لم اسمع جوابا .
لكني قلت
لم يحل الرب في المغارة كما حل قديما على جبل سيناء .
على جبل سيناء حل المجد ودخل موسى في الغمام لدرجة لم يدر أو يفكر أن يأكل لأربعين يوما فداخل المجد الإلهي لا يحتاج الإنسان لمتطلبات الحياة لأنه امام مصدر الحياة كلها .
لكن الرب يولد في المغارة حاملا جبلتنا البشرية ليعيش بيننا فهو لا يأتي في المغارة ليُخيفنا بل يأتي لخلاصنا .
فهل يعرفه البشر اليوم ؟
لا بد من تذكيرهم بمن هو الاتي ليولد داخل هذه المغارة .
إنه الآتي من سماء السماوات ... إنه الذي جبل الإنسان بيديه ... إنه الذي لما سمع آدم خطواته في الجنة قديما جزع واستتر خوفا ... إنه المعطي الشريعة والوصايا لموسى في البرية ... إنه مُلهم الأنبياء ليتنبئوا ... إنه القادم من الوطن السماوي ... إنه الخلاص المنتظَر ... إنه الجالس على العرش الذي تحمله الشاروبيم ...إنه الذي ترتعد منه الصافات الملائكية كلها ... إنه المعطي الطعام في حينه ... إنه الممطر على الأبرار والخاطئين ... إنه الذي زيَن السماء بالكواكب ... إنه شمس العدل المشرق من مشرق المشارق من العلو .
لو عرف البشر اليوم من هو القادم نحو تلك المغارة ماذا يفعلون ؟
الكثير لو عرفوا سيتصرفون كهيرودس سيحاولون قتله فهم يمعنون في العذاب والقتل للإنسانية كلها ليجمعوا المال على حساب دماء الناس وخبزهم وملحهم وسيقولون له ارجع من حيث أتيت فلا حاجة لنا بخلاصك .
ليس المهم ان يتفوهوا بذلك لكن افعالهم وجرائمهم هي الناطقة عنهم بل هي ألسنتهم التي فيها سم الأفاعي لتدمير البشرية والبيئة المحيطة بهم .
القليل في العالم سيستقبلونه كما استقبلته مصر حين هرب به مريم ويوسف ويوفروا له الحماية اللازمة حتى لو كانت النتيجة قتل أطفالهم على يد من يشبه الطاغية هيرودوس اليوم .
لقد تذكرت آية المزمور الذي قال ( ارفعوا الرب إلهنا واسجدوا لموطئ قدميه لأنه قدوس ) .
عندها نهضت من ركوعي وقلت أريد تقبيل حجارة المغارة حجرا حجراَ فهي ليست موطئ قدمي الرب بل هي من احتضن الرب المولود .
يا ليت البشرية تقف اليوم كلها امام مغارة بيت لحم ليس مهما أن يقفوا امامها بأرجلهم بل بأرواحهم ويتأملوا تلك الحجارة التي حضنت الرب في مولده ويركعوا امام المغارة ولو بالروح ويمجدوا القادم الآتي من المشارق ليحل بيننا ويخلصنا برحمته . آمين
أقف أمام تلك المغارة وأتأمل دون أن ادخل عندما قال الرب عند طرد آدم وحواء من الفردوس( من نسل المرأة يأتي الذي يسحق رأس الحية ) هل كانت تلك المغارة قد تكونت ؟ لا أدري
وقفت أمام المغارة أتأمل حجارتها الصماء غير الناطقة وقلت كم عمرك أنت أكبر عمرا من يوسف الخطيب الشيخ الوقور البار هل عرفك داود جد الإله أنك من سيأتي بداخلها ويولد خلاص الرب الذي نطق به منذ البدء ؟
لو عرف داود وسليمان ابنه ما سيحدث مستقبلا هل يفكران في بناء بيت للرب قد يقولان لم التعب والخسارة فالرب آت إلى هذه المغارة لماذا لا نعبد الله فيها ؟
لم يعرف داود وسليمان ذلك .
هل عرف أشعيا النبي أن العذراء الحبلى بعمانوئيل ستلد هنا لم يعرف وكأنه لا يريد أن يعرف لقد صدر تنبؤ الخلاص على فمه ويكفي ذلك .
هل عرفت حجارة المغارة الصماء من الآتي ليولد ومن اين أتى .
أكاد أجزم بالروح انها عرفت من الذي سيولد فيها . وهل تعرف الحجارة القاسية الصلبة الرب خالقها ؟
لقد قال الرب للحاسدين اليهود وهو داخل لأورشليم قبل الآلام وهو راكب على الحمار لو سكت هؤلاء لنطقت الحجارة .
يا رب هل تنطق الحجارة ؟ يقول تود أن تنطق بالحدث العظيم لكنها ليست كائنا حيا فهي بلا عقل ولا فم ولا لسان لكنها تعرف خالقها.
كيف ذلك يا رب ؟
من اين لها تلك المعرفة؟
يجيب : ألم يتزعزع جبل سيناء أمام موسى والشعب ويتزلزل ويتصدع عندما حل عليه مجد الرب في سفر الخروج ؟
ألم يصعد دخانه كدخان الأتون بحلول الرب عليه ؟
وهنا ركعتُ أمام المغارة وقلت يارب هل يعرف البشر اليوم ما عرفته حجارة المغارة وقبلها حجارة جبل سيناء ؟
لم اسمع جوابا .
لكني قلت
لم يحل الرب في المغارة كما حل قديما على جبل سيناء .
على جبل سيناء حل المجد ودخل موسى في الغمام لدرجة لم يدر أو يفكر أن يأكل لأربعين يوما فداخل المجد الإلهي لا يحتاج الإنسان لمتطلبات الحياة لأنه امام مصدر الحياة كلها .
لكن الرب يولد في المغارة حاملا جبلتنا البشرية ليعيش بيننا فهو لا يأتي في المغارة ليُخيفنا بل يأتي لخلاصنا .
فهل يعرفه البشر اليوم ؟
لا بد من تذكيرهم بمن هو الاتي ليولد داخل هذه المغارة .
إنه الآتي من سماء السماوات ... إنه الذي جبل الإنسان بيديه ... إنه الذي لما سمع آدم خطواته في الجنة قديما جزع واستتر خوفا ... إنه المعطي الشريعة والوصايا لموسى في البرية ... إنه مُلهم الأنبياء ليتنبئوا ... إنه القادم من الوطن السماوي ... إنه الخلاص المنتظَر ... إنه الجالس على العرش الذي تحمله الشاروبيم ...إنه الذي ترتعد منه الصافات الملائكية كلها ... إنه المعطي الطعام في حينه ... إنه الممطر على الأبرار والخاطئين ... إنه الذي زيَن السماء بالكواكب ... إنه شمس العدل المشرق من مشرق المشارق من العلو .
لو عرف البشر اليوم من هو القادم نحو تلك المغارة ماذا يفعلون ؟
الكثير لو عرفوا سيتصرفون كهيرودس سيحاولون قتله فهم يمعنون في العذاب والقتل للإنسانية كلها ليجمعوا المال على حساب دماء الناس وخبزهم وملحهم وسيقولون له ارجع من حيث أتيت فلا حاجة لنا بخلاصك .
ليس المهم ان يتفوهوا بذلك لكن افعالهم وجرائمهم هي الناطقة عنهم بل هي ألسنتهم التي فيها سم الأفاعي لتدمير البشرية والبيئة المحيطة بهم .
القليل في العالم سيستقبلونه كما استقبلته مصر حين هرب به مريم ويوسف ويوفروا له الحماية اللازمة حتى لو كانت النتيجة قتل أطفالهم على يد من يشبه الطاغية هيرودوس اليوم .
لقد تذكرت آية المزمور الذي قال ( ارفعوا الرب إلهنا واسجدوا لموطئ قدميه لأنه قدوس ) .
عندها نهضت من ركوعي وقلت أريد تقبيل حجارة المغارة حجرا حجراَ فهي ليست موطئ قدمي الرب بل هي من احتضن الرب المولود .
يا ليت البشرية تقف اليوم كلها امام مغارة بيت لحم ليس مهما أن يقفوا امامها بأرجلهم بل بأرواحهم ويتأملوا تلك الحجارة التي حضنت الرب في مولده ويركعوا امام المغارة ولو بالروح ويمجدوا القادم الآتي من المشارق ليحل بيننا ويخلصنا برحمته . آمين
Comment