ادانة الآخر
الله وحده ديان البشر .
فهو وحده عارف بخفايا كل إنسان والمعلن من حياته . وله وحده اصدار الحكم في كل امر وعلى كل شخص . وان يبرر أو يدين ، لأنه يعرف طبع كل إنسان ومقدرته على الطاعة والصبر والتحمّل .
ويعرف ميول كل واحد ومواهبه وتركيبه البدني . لذلك عندما يدين الله فإنه يدين بالعدل .
ولذا قال الرسول بولس (رو 14: 4 من انت الذيتدين عبدغيرك.هو لمولاه يثبت اويسقط . ولكنه سيثبت لان الله قادر ان يثبته).
هناك بعض الحالات التي تجوز فيها الإدانة .
1ً – عندما تصدر عن مسؤول أو صاحب سلطان. لأن هناك أشخاص اقامهم الله بسلطان ومن حقهم أن يدينوا من هم تحت سلطانهم . ولا تنطبق عليهم تلك الآيه ( مت 7: 1لا تدينوالكي لا تدانوا.) فمن واجبهم أن يدينوا لإحقاق الحق والعدل بين من هم تحت سلطانهم .
منهم الأب والأم . وقد ائتمنهم الله على تربية أولادهم . وإن تخلف الوالدين عن تأدية واجباتهم التربوية تجاه اولادهم ، فإن الله سيحاسبهم على عدم الأمانة لوصية الله .
وهنا نتذكر قصة عالي الكاهن في( 1 صموئيل 2: 22 – 25) الذي غضب عليه الله لأنه تراخى في إدانة أولاده.
هنا الإدانه واجبة وملزمة والمخالف والمقصر يعرض نفسة للعقوبة.
والوصايا كثيرة التي أعطاها الله للآباء والامهات لتأديب أولادهم .
{ أفسس 6: 1 1 ايها الاولاد اطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق. 2 اكرم اباك وامك.التي هي اول وصية بوعد. 3 لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الاعمار علىالارض. 4 وانتم ايها الآباء لا تغيظوا اولادكمبل ربوهم بتأديب الرب وانذاره. 5 ايها العبيداطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح. 6 لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل كعبيد المسيح عاملينمشيئة الله من القلب 7 خادمين بنيّة صالحة كماللرب ليس للناس. 8 عالمين ان مهما عمل كل واحدمن الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان ام حرا. 9 وانتم ايها السادة افعلوا لهم هذه الامور تاركين التهديد عالمين ان سيدكم انتم ايضافي السموات وليس عنده محاباة}
كذلك اعطى الله الآباء الكهنة والرعاة والأنبياء هذا الواجب . وهو إنزار الخطاة وإدانتهم . وقد قال في : حز 3: 17 – 18 17 يا ابن آدم قد جعلتك رقيبا لبيتاسرائيل.فاسمع الكلمة من فمي وانذرهم من قبلي. 18 اذا قلت للشرير موتا تموت وما انذرته انت ولا تكلمت انذاراللشرير من طريقه الرديئة لإحيائه فذلك الشرير يموت باثمه اما دمه فمن يدكاطلبه. )
إذن إنذار الخطاة وتوبيخهم وردعهم وإدانتهم هو إدانة لطريق الشرير، وهي واجب على الآباء. وأن الرب يطلب دم الخاطئ الذي يموت بخطاياه من الأب أو الكاهن ...إلخ. وايضاً قال ((الرسول يعقوب 5: 19 – 20 :فليعلم أن من رد خاطئاً عن ضلال طريقه ، يخلص نفساً من الموت . ويستر كثيرة من الخطايا. ))
وهذا الكلام موجه أيضاً للقضاة واساتذة المدارس والمعلمين . وكل صاحب سلطة ، ليكونوا قضاة بالحق والعدل ويعكسوا مشيئة الله بين الناس .
الله اعطانا سلطان أن نحل الخطايا وأيضاً أعطانا أن نربط أيضاً ( متى 18: 18 ).
والكتاب مليئ بكلام الرسل وتوبيخهم للخطأة .
هناك فرق بين إدانة العمل السيئ وبين ادانة الشخص. نحن ندين العمل وأما الشخص فلا يحق إدانته وإعتباره شرير لأننا لا نعلرف ظروفه ومسببات شره . لأنه لربما مغرر به أو مجبر، وأنه ضعيف نفسياً مريض والمريض غير مسؤول أحياناً عن عيوب يرتكبها . وهذا يعود للمختصين أن يقرروه .
وكل إدانة يجب أن تكون بدافع التأديب ورد الخاطئ إلى رشده . وكل كلام تأنيب يجب أن يكون بدافع المحبة والغيرة من اجل خلاصه .
من حق المسؤول أن يوبخ وان ينصح ولكن ليكن هذا بأدب وباتضاع وبمحبة.
فالتوبيخ بروح الكبريا ء والتعالي ، أو باسلوب الإحتقار ، لايمكن ان يكون مقبولاً .
فالتوبيخ المقبول والمحبب هو أن أن تسبق كلمات المحبة والغيرة على الآخر أي كلام عن ادانته أو مفاتحه بسيئآته . واما إن سبقت الإدانة والتوبيخ كلام المحبة والغيرة عليه ، فإنه لن يصغي لأي ملاحظة ويرفض أي نصح.
ولذلك عليك أن تفحص نفسك ، كلما كلمت إنساناً من اجل خلاص نفسه ولم يقبل منك ، فربما السبب هو أن كلامك كان خالياً من المحبة والتواضع.
لذلك وقبل التوبيخ يجب التأكد من صحة الخبر أو صحة وقوع الخطيئة.
فلا يجوز ان يوزع الإنسان التوبيخات والإدانات بدون أن يتأكد من صحة الخطأ ...! إنما إن وثق تماماً بما يزمع أن يبكت عليه هو من اعمال الظلمة غير المثمرة ، حينئذٍ تنطبق الوصية ( ... بل بالحري بكتوها )
+يحتاج الخطأة أحياناً إلى من ينقذهم وليس إلى من يوبخهم . نتذكر هنا مثل الإبن الضال ( لوقا 15:17- 23 )
+يكون التبكيت مفيداً أحياناً فيما بينك وبينه وحدكما. متى 18: 15)
ويجب ان ننتبه من أن نكون ديانين للآخرين ، حباً بالإدانة . فنقع في ظلم الناس الأبرياء وأحياناً نبرئ الظالمين . كما جاء في ( أمثال 17: 15 ) .
يقول في 1(كور 4: 5 ) لاتحكموا في شيئ قبل الوقت ... بمعنى لا تسرعوا في إصدار احكامكم على الناس . فأحياناً إشاعة أو تصرف قد يبدو خطأ لكم ، ولكن حين تكشف الأمور وتعرف الحيثيات يظهر التصرف سليم ولا يحتاج صاحبة لإدانة .
وخاصة الحكم على النيات وهي تهم غير واضحة أوغير منظورة ولا ملموسة.
فإذا كانت الأمور الظاهرة نحتاج لهذا المقدار من التروي في الحكم فيها . فكم بالأحرى ان نأخز حق الله ونحكم على الخفايا والنيات!.
اذن حكمنا مبرر في الامور الواضحة . اما غير الواضحة فلنتركها لله إلى ان يعلنها .
ومن المهم أن لا نجعل انفسنا قضاة على الخطأة ، بينما نحن نفوقهم بالخطايا . أو نكون واقعون تحت الخطايا وتحت دينونة . فكيف ندين غيرنا ؟؟ وهنا نتذكر كلام الرب للذين كانو سيرجمون المرأو الخاطئة , ( من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر. يو 8: 7 ) لذلك الإنسان المتواضع لا يدين احداً . ثم يقول :
مت 7: 5يا مرائياخرج اولاالخشبة من عينك.وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين اخيك.
غلاطية 6
1 ايها الاخوة ان انسبق انسان فأخذ في زلة ما فاصلحوا انتمالروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا الى نفسك لئلا تجرب انت ايضا. 2 احملوا بعضكم اثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح. 3 لانه ان ظن احد انه شيء وهو ليس شيئا فانه يغشنفسه. 4 ولكن ليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكونله الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره. 5 لانكل واحد سيحمل حمل نفسه...
فغيرتنا على الحق العدل يجب ان تكون ناتجة عن عدل وحق وعن معرفة وليس عن تعصب أوإنفعال . ( رومية10: 2)
فهناك عدة طرق يقع فيها الإنسان للإدانة منها مثلاً :
ابإدانة بالفكر وهذه لا تخرج إلى الآخر بل تبقى تنهش بالإنسان من داخلة وتحرق مكانها . وهذا الإنسان لو تاب فإن خطيئته تنتهي هنا .
الإدانة باللسان : وهذه الإدانة تخرج من الفم إلى اذن الآخر وتإثر عليه وعلى حياته ومصيرة احياناً كثيرة . وعلى من حوله . وحتى وإن تاب هذا الإنسان الديان فإن إدانته لا تنتهي عند هذا الحد لأنها ما تزال موجودة في حياة وذهن وحسد الآخر الذي تسبب في أذيته.
ابإدانة بالفكر وهذه لا تخرج إلى الآخر بل تبقى تنهش بالإنسان من داخلة وتحرق مكانها . وهذا الإنسان لو تاب فإن خطيئته تنتهي هنا .
الإدانة باللسان : وهذه الإدانة تخرج من الفم إلى اذن الآخر وتإثر عليه وعلى حياته ومصيرة احياناً كثيرة . وعلى من حوله . وحتى وإن تاب هذا الإنسان الديان فإن إدانته لا تنتهي عند هذا الحد لأنها ما تزال موجودة في حياة وذهن وحسد الآخر الذي تسبب في أذيته.
مهم أننا عند رؤيتنا لعيوب وخطايا عيرنا أن نجعلها تذكرنا بعيوبنا وخطايانا نحن .ونتذكر قول الرب لنا :
مت 7: 5
يا مرائياخرج اولاالخشبة من عينك.وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين اخيك.
مت 7: 5
يا مرائياخرج اولاالخشبة من عينك.وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين اخيك.
وجاء في الامثال 10: 12: البغضة تهيج الخصومات .والمحبة تستر كل الذنوب .
وعندما نحب انسان ، لاندينه بل ندافع عنه . وكما جاء في المزمور 15 :3 _ (الرجل البار لايقبل عاراًعلى جيرانه .)
فكم بالحري يكون مع احبائه واقاربه .
فكم بالحري يكون مع احبائه واقاربه .
لا تدينوا لئلا تدانوا .
احبوا بعضكم بعضاً بهذا يعرف العالم انكم تلاميذي .
صلواتكم لخادمكم
+
الأب بطرس
صلواتكم لخادمكم
+
الأب بطرس
Comment