لا أؤمن بهذا الإله
خـوان أريـاس
الحلقة الرابعة:
إلهى مختلف
---------------------
إلهى مختلف
---------------------
إلهى هـو كـلّ ما يُمْكِن الإنسان أن يحبّه...
ولكنه أيضًا, وخاصة, هذا " المكان الآخر" الذى يحلم به الإنسان...
إنه كـلّ ما لم يحصل عليه الإنسان بعـد...
إنه كـلّ ما يحاول الوصول إليه...
إلهى هـو هـذا الشئ الذى يعلم الإنسان أنه ممكن الوجـود وأنه يخـتلف عن كل شئ...
إلهى هـو لكلّ إنسان القـدرة على التعجب...
المرء أحبّ للأمور المادية, قبل امتلاكها, منه بعد الحصول عليها, أما إلهى فإنك أقـل حبًا له قـبل التعـرف إليه, منك بعـد ملاقاته...
إلهى يجتذب الإنسان لما يـدرك المرء بقلبه, بعـد طويل البحث والتلمّس والتدقـيـق, أن الله يخـتلف ويتجـدد, يلمس حـدود الأشياء باستمرار, دون أن ينال منه التغـصن أو الذبول, ولمّا يدرك المرء أن " الكـلّ" يكمن فى الأعماق...
عندما يلمس الإنسان حـدود الأشياء وينتهى إلى التخـوم التى طالما حلم يها, يبدأ لتـوّه بالتشوّق إلى ما هـو " مختلف"...
وذلك فى جميع الميادين, التقـنية منها والعـلمية والفـنية والسياسية والإنسانية...
هذا الأمر " المختلف" الذى يبحث عنه الإنسان على شواطئ امتلاك الأشياء, هذا " الأكثر" , هذا " المكان الآخر" , هذا " الجديد" ...
إنما هـو إلهى...
إلهى الكامن, وكأنه الشوق الصامت إلى اللامتناهى, فى أعـماق طـيات النفس البشرية...
إلهى يبدأ حيث يقول الإنسان:" كنت أظـن أن الأمور ستكون عـلى خلاف ذلك"...
الإنسان يطـلق العـنان لأحلامه, ويناضل, ويعـمل, ويخطئ, للوصول إلى مركز, أو وظيفة, أو اكتشاف, أو حب, أو حساب فى المصرف, وما أن يذوق طعـم النصر حتى يبدأ يسأم منه, فيتقـلّص ويذبـل وينطفئ, وتعـود عـجلة الشوق تدور فى قلبه وتدور...
وإلهى لا يزال من وراء كل خيبة أمل يُمنى بها الإنسان, فكأنه صوت يردد له:
" أنت بحاجة إلى ما يتغـيّر دومًا, إلى ما يتجـدّد دومًا, فلا يدعـك تشعـر قـط بأنك صغـير حقـير"...
[ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ اَلْمُتْعَبِينَ وَاَلثَّقِيلِي اَلأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ ] [ متى 11: 28 ]...
ألا يكون ذلك ما قاله المسيح للسامرية على حافة البـئر...
فإن إلهى ليس ماء يشفى غـليل الإنسان, ذاك البحاثة الدائم عن المزيد, بل ينبوع حىّ لا ينضب, يتجـدّد ماؤه دومًا ويستطيع إرواء عـطش سيظـل يلازم الإنسان أبـد الدهـر...
لأن الإنسان بوصفه خليقة...
سيظـلّ يعـطش إلى المزيد...
حتى النهاية وأبـد الدهـور...
ذلك بأن إلهى اللامتناهى لن يدخل أبدًا بكلّيته فى قلب الإنسان وعـقله...
إلا أن إلهى ينبوع بوسعه أن يروى العطش المتجـدّد فى كل لحظة من لحظات حياة البشر...
فعـندما يُدنِى الإنسان شفتيه من معـين الله...
لا يقول :" ذلك حسبى"...
بل إنه يهتف:" هذا الينبوع عـجيب لا ينضب"...
وإذا به يسعى إلى المزيد من العـطش ليظل يرشف من ماء لن يرويه بالتمام, بل يسعـده فى كل مرة...
[ وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ ] [ يوحنا 4: 14]...
[ قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ اَلأَلِفُ وَاَلْيَاءُ، اَلْبِدَايَةُ وَاَلنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي اَلْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ اَلْحَيَاةِ مَجَّاناً ] [ رؤيا 21: 6 ]...
إلهى هـو هـذا الشئ " المختلف" الذى سيظل المرء بحاجة إليه ليشعر بأنه " شبيه بالله"...
إلا أن إلهى مختلف, إلهى المتجـدّد دومًا, إلهى الذى لا ينضب معـينه, ليس من السهل مراسه, ليس بالسهل لمن يقنع بجرعة ماء واحدة, ولمن لا يرى أن الله يختلف عـن الأشياء...
إلهى الذى لا يُسبْر غـوره...
إلهى الذى لا يطاله مقياس...
إلهى اللامحـدود...
ليس بالسهل لمن لم يشعـر بعـد, عـلى غـرار السامرية, يلهب وجوده " الفريد, المختلف"...
[ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً ] [ يوحنا 4: 10 ]...
ولكنه أيضًا, وخاصة, هذا " المكان الآخر" الذى يحلم به الإنسان...
إنه كـلّ ما لم يحصل عليه الإنسان بعـد...
إنه كـلّ ما يحاول الوصول إليه...
إلهى هـو هـذا الشئ الذى يعلم الإنسان أنه ممكن الوجـود وأنه يخـتلف عن كل شئ...
إلهى هـو لكلّ إنسان القـدرة على التعجب...
المرء أحبّ للأمور المادية, قبل امتلاكها, منه بعد الحصول عليها, أما إلهى فإنك أقـل حبًا له قـبل التعـرف إليه, منك بعـد ملاقاته...
إلهى يجتذب الإنسان لما يـدرك المرء بقلبه, بعـد طويل البحث والتلمّس والتدقـيـق, أن الله يخـتلف ويتجـدد, يلمس حـدود الأشياء باستمرار, دون أن ينال منه التغـصن أو الذبول, ولمّا يدرك المرء أن " الكـلّ" يكمن فى الأعماق...
عندما يلمس الإنسان حـدود الأشياء وينتهى إلى التخـوم التى طالما حلم يها, يبدأ لتـوّه بالتشوّق إلى ما هـو " مختلف"...
وذلك فى جميع الميادين, التقـنية منها والعـلمية والفـنية والسياسية والإنسانية...
هذا الأمر " المختلف" الذى يبحث عنه الإنسان على شواطئ امتلاك الأشياء, هذا " الأكثر" , هذا " المكان الآخر" , هذا " الجديد" ...
إنما هـو إلهى...
إلهى الكامن, وكأنه الشوق الصامت إلى اللامتناهى, فى أعـماق طـيات النفس البشرية...
إلهى يبدأ حيث يقول الإنسان:" كنت أظـن أن الأمور ستكون عـلى خلاف ذلك"...
الإنسان يطـلق العـنان لأحلامه, ويناضل, ويعـمل, ويخطئ, للوصول إلى مركز, أو وظيفة, أو اكتشاف, أو حب, أو حساب فى المصرف, وما أن يذوق طعـم النصر حتى يبدأ يسأم منه, فيتقـلّص ويذبـل وينطفئ, وتعـود عـجلة الشوق تدور فى قلبه وتدور...
وإلهى لا يزال من وراء كل خيبة أمل يُمنى بها الإنسان, فكأنه صوت يردد له:
" أنت بحاجة إلى ما يتغـيّر دومًا, إلى ما يتجـدّد دومًا, فلا يدعـك تشعـر قـط بأنك صغـير حقـير"...
[ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ اَلْمُتْعَبِينَ وَاَلثَّقِيلِي اَلأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ ] [ متى 11: 28 ]...
ألا يكون ذلك ما قاله المسيح للسامرية على حافة البـئر...
فإن إلهى ليس ماء يشفى غـليل الإنسان, ذاك البحاثة الدائم عن المزيد, بل ينبوع حىّ لا ينضب, يتجـدّد ماؤه دومًا ويستطيع إرواء عـطش سيظـل يلازم الإنسان أبـد الدهـر...
لأن الإنسان بوصفه خليقة...
سيظـلّ يعـطش إلى المزيد...
حتى النهاية وأبـد الدهـور...
ذلك بأن إلهى اللامتناهى لن يدخل أبدًا بكلّيته فى قلب الإنسان وعـقله...
إلا أن إلهى ينبوع بوسعه أن يروى العطش المتجـدّد فى كل لحظة من لحظات حياة البشر...
فعـندما يُدنِى الإنسان شفتيه من معـين الله...
لا يقول :" ذلك حسبى"...
بل إنه يهتف:" هذا الينبوع عـجيب لا ينضب"...
وإذا به يسعى إلى المزيد من العـطش ليظل يرشف من ماء لن يرويه بالتمام, بل يسعـده فى كل مرة...
[ وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ ] [ يوحنا 4: 14]...
[ قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ اَلأَلِفُ وَاَلْيَاءُ، اَلْبِدَايَةُ وَاَلنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي اَلْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ اَلْحَيَاةِ مَجَّاناً ] [ رؤيا 21: 6 ]...
إلهى هـو هـذا الشئ " المختلف" الذى سيظل المرء بحاجة إليه ليشعر بأنه " شبيه بالله"...
إلا أن إلهى مختلف, إلهى المتجـدّد دومًا, إلهى الذى لا ينضب معـينه, ليس من السهل مراسه, ليس بالسهل لمن يقنع بجرعة ماء واحدة, ولمن لا يرى أن الله يختلف عـن الأشياء...
إلهى الذى لا يُسبْر غـوره...
إلهى الذى لا يطاله مقياس...
إلهى اللامحـدود...
ليس بالسهل لمن لم يشعـر بعـد, عـلى غـرار السامرية, يلهب وجوده " الفريد, المختلف"...
[ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً ] [ يوحنا 4: 10 ]...
Comment