هناك فرق كبير جدآ بين الايمان بالمسيح بالفكر ,,.والايمان بالمسيح بالقلب .,فى العصر الحديث ولسهولة تنقل المعلومات وتقدم وسائل العلم الحديث ,اصبح من اليسير على الانسان ان يجمع المعلومات بسهولة .
فكثير جدآ منا ما وجد نوع من الراحة فى تجميع المعلومات حول المسيح .وبرع فى حشو عقله بمعرفة عن الله بطرق متنوعه ,حتى اصبح هناك علوم خاصة بالله وبطبيعة الله ,
ويحصل فيها الكثيرين على درجة علمية رفيعة المستوى.
وكثيرآ من الشباب الجيد برع فى دراسة المسيح وكون افكار جميلة عن العقيدة المسيحية الصحيحة ,بل وصار مُدافع عن الايمان والرد على غير المؤمنين بحجج وبراهين.
حتى تكون لدى هذا الشباب نوع من الراحة والشعور بأنهم فى الايمان الحقيقى . ولكن هل هذا هو الايمان بالمسيح؟!الذى بدونه لا يمكن ارضاءه.
(ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه عب 11: 6)
ولهذا صوت الله يصرخ بشدة فى هذا الزمان ولكل من صارت معرفة المسيح العقلية عنده متعه يصرخ له :
(جربوا انفسكم هل انتم في الايمان.امتحنوا انفسكم.ام لستم تعرفون انفسكم ان يسوع المسيح هو فيكم ان لم تكونوا مرفوضين 2كو 13 : 15)
اظن ان الايمان بالمسيح كفكرة وانحصار الايمان به فى العقل فقط هو ذاته ايمان الشياطين :
(انت تؤمن ان الله واحد.حسنا تفعل.والشياطين يؤمنون ويقشعرون يع 2 : 19)
أما عن الايمان بالمسيح بالقلب فهو مختلف تمامآ .القديس انطونيوس يقول لكى تنزل معرفة الله من العقل الى القلب هذا يحتاج الى جهاد طويل,
فمن الضرورى اولآ يعلم كل من يطلب المسيح أن الافكار التى عرفها عنه والمعلومات التى كونها خلال رحلة تعلمه ليست هى الايمان بالمسيح ..!!وحتى اذا كان يعلم عن المسيح ويشرح ويفسر العقيدة والالهيات.
وليس هذا غريب اليس هذا هو ما قاله المسيح بالحرف الواحد عن ما سوف يحدث فى نهاية الايام :
(كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. 23 فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الاثم مت 7 : 22 _ 24)
انظر ايها القارئ الحبيب موقف هؤلاء يقولون اليس تنبأئنا باسمك يعنى تكلموا عن المسيح ووعظوا عنه .الى حد اخراج الشياطين وعمل القوات....!! ورغم ذلك يقول لهم المسيح الوديع اذهبوا عنى يا فاعلى الاثم .!
لان الايمان بالمسيح عندهم لم يتخطى العقل ,ظل فكرة فقط فى عقولهم ولم ينزل الى القلب, فكانت كارثة ظلوا مخدوعين طول عمرهم ,ويتكلمون عن المسيح ويعلمون عن المسيح ,ويعتقدون انهم سوف يدخلون ملكوت الله ولكن كانت المفاجاءة.
اذآ ما هو الايمان بالقلب وما هى علاماته ؟_________________________________
الايمان بالقلب حياة طويلة تغطى العمر كله ,وهو لذيذ جدآ يفوق لذة تجميع المعلومات عن المسيح . ولكنه ايضآ شاق ويحتاج لجهاد شديد من الانسان .ليس فى الحصول عليه .! ولكن ضد الذات وكبرياء الانسان ..
الايمان بالقلب هو ايمان الاطفال وتصديق الاطفال بدون فحص ولكن بأختبار وتذوق. فهو ليس تكوين فكرة عن الله ولكن اختبار الله اختبار حقيقى فى عمق الحياة.
الايمان بالله كفكرة تجعل الله فكرة تخضع للعقل وبراهين العقل والمنطق
.
أما الايمان بالقلب لا يجعل الله فكرة ابدآ ولكن يجعل الله شخص حى ,كائن فعلآ وبالتالى يمكن ان نكون معه علاقة ونتفاعل معه .وهكذا نبدء نعرف الله الشخص الكائن فعلآ
ونختبر حضوره الفعلى .
فى البداية يكون حضوره غير واضح تمامآ ويكون على هيئة ظهور بنعمة وفرح ينعم به الله على الانسان ولكن سرعان ما يختفى .وهذا من عمل الله حتى اذا ذاق الانسان حلاوة حضور الله يسعى بجد ونشاط فى طلبه من جديد:
(ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب.طوبى للرجل المتوكل عليه .مز 24 : 8)
ويكون هذا بداية انفتاح القلب على الايمان بالله .والايمان بالقلب ايمان ينمو من يوم الى يوم فى معرفة الله .بمعنى انه يكون هناك علاقة شخصية ,بين الانسان والله,يدخل الله فى تفاصيل حياة الانسان ,
وعلامة نمو الايمان بالقلب شعور الانسان باهمية المسيح له كحياة وان المسيح هو كنز حياته ,ولا يستطيع ان يستغنى ابدآ عنه ,وتبدء طلبات الانسان الشخصية تتقلص ,وتدور اهتمامات الانسان شويه شويه حول شخص المسيح.
الايمان بالقلب على مدار الايام يقرب المسيح جدآ الى الانسان ويدرك بالاختبار العملى وبعمل روح الله داخل النفس طبيعة المسيح .فكثير جدآآآآ ما يدرك الانسان عن المسيح امور من الصعب ان تصاغ بالكلمات لانها فوق معانى الكلمات.
ولكن الايمان بالقلب يؤكد بقوة وجود المسيح فينا وحضوره فى القلب ولكن للانسان الذى اختبر الايمان بالقلب فقط .ولكن الذى يعرف المسيح بالفكر مستحيل ان يدرك معنى ان المسيح فينا كما صرخ روح الله على لسان بولس :
(جربوا انفسكم هل انتم في الايمان.امتحنوا انفسكم.ام لستم تعرفون انفسكم ان يسوع المسيح هو فيكم ان لم تكونوا مرفوضين 2كو 13 : 15)
ووجود المسيح فينا هو كل الايمان وغايته ,فمنذ ان خلق الله الانسان وهو يدبر مجيئه وسكناه فينا ,فالعصور القديمة كلها كانت تمهيد لمجيئ المسيح ليحل فينا .وعندما اكتمل الزمان جاء المسيح وتجسد وصار المسيح فينا .
وصار من يؤمن بالمسيح بالقلب ويعرف المسيح معرفة شخصية وليست فكرة .ينال هذا السر العظيم وهو شعوره بأن المسيح فيه ,وليس مجرد شعور فقط بل يعاين على المستوى العملى اعمال الله من خلاله أى يختبر قوة الله فى حياته نتيجة وجود الله فيه .وهكذا يظهر المسيح فينا.
الايمان بالمسيح حقيقة ولابد ان يتحول الايمان بالمسيح الى ظهور المسيح فينا .وهذه هى معجزة الايمان أن يظهر المسيح فى الانسان .ويتمجد الله بظهور المسيح فى الانسان:
(لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح فيّ انا اولا كل اناة مثالا للعتيدين ان يؤمنوا به للحياة الابدية.
1تى 1 : 16)
ونلاحظ الفرق بين الايمان بالمسيح كفكرة والايمان بالمسيح كحياة .فى الايمان كفكرة يمكن يتكلم الانسان عن المسيح كلام جميل جدآآآآآآ ,ويعطى حجج وبراهين منطقية عن المسيح فى غاية الروعة .ويجذب الكثيرين حوله وخاصآ من هم لا يدركون ما هو المسيح .
لانه يملك برهان الحكمة الانسانية المقنع والسهل والذى يدخل العقل ويبهر النفس ولكن ليس له قوة وبرهان الروح :
(وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة1كو 2 : 4)
ولكن هذا النوع من الايمان يدفع الانسان الى الحياة المظهارية الشكلية ,فهذا الانسان يكون له شكل روحى جميل ومظهر التقوى ويخدع الكثيرين بهذه الصورة وربما يكون هو نفسه مخدوع فى نفسه ولا يدرى .ولكن هو فى الحقيقة يكون له صورة التقوى فقط ولكن ليس له قوة التقوى صورة ميته ليس فيها حياة:
(لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوّتها.فاعرض عن هؤلاء 2تى 3: 5)
ولكن من عاش بالايمان القلبى بالمسيح يظهر المسيح فيه ويكون ظهور المسيح فيه بصورة طبيعية وتلقائية ,وظهور المسيح غالبآ غير مقبول من العالم ومن هم يعيشون بروح العالم .ولهذا غالبآ من يظهر فيه المسيح يضطهد ولا يكون مرغوب فيه ...!!
(قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام.في العالم سيكون لكم ضيق.ولكن ثقوا.انا قد غلبت العالم
يو 16 : 33)
(وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون 2تى 3: 12)
وهكذا يظهر ان محور الايمان القلبى كله هو ظهور المسيح فينا فأن كان الله دبر منذ بدء الخليقة ان يأتى ويحل فى الانسان وتحقق هذا فى التجسد وصار الله فى الانسان .فباقى الايام وحتى تنتهى يكون الغرض من وجود الانسان هو ظهور الله فى الانسان وهذا ادركه الرسول بولس ولهذا لخص الخدمة كلها فى قوله:
(يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم. غل 4 : 19)
وهناك خط فاصل بين الايمان الفكرى والقلبى يفصل بينهما ويفرق بينهما تمامآ ,وهو سلوك الانسان تجاه حادثة الموت .!!فالانسان الذى يؤمن بالمسيح بالفكر فقط يقف امام حادثة الموت ويحدث له امامه ذهول ويكون عثرة كبيرة جدآ له يرتعب منه مهما تظاهر بعكس ذلك.
لانه لا يجد تفسير منطقى له ,حيث ان الموت يسود على العقل وبرهان العقل ,فالعقل نفسه خاض للموت وهو وخلاياه ومراكزه الجبارة سوف ينتهى فى النهاية الى الموت.
أما الايمان بالمسيح بالقلب ولانه ينشأ علاقة شخصية بالمسيح ,يتكون عنها فى الانسان رجاء بالمسيح الحى , والذى يختبره ويتذوقه,
وان المسيح شخص حى ويكون فى الانسان ولا يسود الموت على المسيح لانه هو الحياة لذلك يكون داخل هذا الانسان قوة ضد الموت ولا يذهل منه بل يملك على قلبه رجاء بالمسيح الحى الذى سوف يعبر به الموت بمنتهى السهولة.
اخيرآ الايمان الفكرى بالعقل ينفخ الانسان ويجعله يمجد ذاته دون ان يدرى وان كان يتظاهر بالتواضع المزيف ,ويظهر كبريائه عندما يدخل فى موقف فيه اهانة لذاته او تقليل من رأيه ,فحسب كلام الانجيل العلم ينفخ:
(واما من جهة ما ذبح للاوثان فنعلم ان لجميعنا علما.العلم ينفخ ولكن المحبة تبني1كو 8 : 1 )
ولكن الايمان القلبى بالمسيح يجعل الانسان يعرف حقيقته فى نور نعمة المسيح .ولذلك كلما اخذ هذا الانسان من المسيح اكثر نجده يتراجع لكى يكون اخر الكل ,ليس عن تظاهر بل بمنتهى الواقعية والاحساس بأنه فعلآ اقل من الجميع .انظر ايها العزيز بولس الرسول والنعمة التى اخذها فى معرفة الله ماذا يقول:
( صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلّص الخطاة الذين اولهم انا.1تى 1:5)
يارب لقد نبهت نفسى اليوم الى صوتك الصارخ اختبروا انفسكم هل انتم فى الايمان .؟؟
نعم يارب اسلم لك نفسى لكى تكشف لى هل انا فى الايمان الحقيقى ام لا ..اخاف يارب ان اكون بخدع نفسى واتكلم عنك كثيرآ ولكن لا اعرفك .
اعطنى يارب النعمة والمعونة من روحك القدوس لكى اعرفك معرفة شخصية .فأنت هو الكائن الذى كان والدائم الى الابد .
ولست انت فكرة او نظرية ادرسها واتكلم عنها .بل انت شخص حى يمكن ان اكون معك علاقة وتكشف انت لى ذاتك بذاتك ,لانه مستحيل ان يعرفنى احد ما هو الله
ولكن انت تكشف لى ذاتك بنفسك من خلال علاقة شخصية بينى وبينك.
انت في يارب وهذا هو الايمان الحقيقى الذى بدونه لا يمكن ارضاءك ..!!اعطنى يارب ان ادرك بنعمتك انك في يوم بعد يوم لتظهر في وتتمجد وحينئذا عندما اعرف انك في
اتأكد انى غير مرفوض لك المجد الى الابد امين
فكثير جدآ منا ما وجد نوع من الراحة فى تجميع المعلومات حول المسيح .وبرع فى حشو عقله بمعرفة عن الله بطرق متنوعه ,حتى اصبح هناك علوم خاصة بالله وبطبيعة الله ,
ويحصل فيها الكثيرين على درجة علمية رفيعة المستوى.
وكثيرآ من الشباب الجيد برع فى دراسة المسيح وكون افكار جميلة عن العقيدة المسيحية الصحيحة ,بل وصار مُدافع عن الايمان والرد على غير المؤمنين بحجج وبراهين.
حتى تكون لدى هذا الشباب نوع من الراحة والشعور بأنهم فى الايمان الحقيقى . ولكن هل هذا هو الايمان بالمسيح؟!الذى بدونه لا يمكن ارضاءه.
(ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه عب 11: 6)
ولهذا صوت الله يصرخ بشدة فى هذا الزمان ولكل من صارت معرفة المسيح العقلية عنده متعه يصرخ له :
(جربوا انفسكم هل انتم في الايمان.امتحنوا انفسكم.ام لستم تعرفون انفسكم ان يسوع المسيح هو فيكم ان لم تكونوا مرفوضين 2كو 13 : 15)
اظن ان الايمان بالمسيح كفكرة وانحصار الايمان به فى العقل فقط هو ذاته ايمان الشياطين :
(انت تؤمن ان الله واحد.حسنا تفعل.والشياطين يؤمنون ويقشعرون يع 2 : 19)
أما عن الايمان بالمسيح بالقلب فهو مختلف تمامآ .القديس انطونيوس يقول لكى تنزل معرفة الله من العقل الى القلب هذا يحتاج الى جهاد طويل,
فمن الضرورى اولآ يعلم كل من يطلب المسيح أن الافكار التى عرفها عنه والمعلومات التى كونها خلال رحلة تعلمه ليست هى الايمان بالمسيح ..!!وحتى اذا كان يعلم عن المسيح ويشرح ويفسر العقيدة والالهيات.
وليس هذا غريب اليس هذا هو ما قاله المسيح بالحرف الواحد عن ما سوف يحدث فى نهاية الايام :
(كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. 23 فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الاثم مت 7 : 22 _ 24)
انظر ايها القارئ الحبيب موقف هؤلاء يقولون اليس تنبأئنا باسمك يعنى تكلموا عن المسيح ووعظوا عنه .الى حد اخراج الشياطين وعمل القوات....!! ورغم ذلك يقول لهم المسيح الوديع اذهبوا عنى يا فاعلى الاثم .!
لان الايمان بالمسيح عندهم لم يتخطى العقل ,ظل فكرة فقط فى عقولهم ولم ينزل الى القلب, فكانت كارثة ظلوا مخدوعين طول عمرهم ,ويتكلمون عن المسيح ويعلمون عن المسيح ,ويعتقدون انهم سوف يدخلون ملكوت الله ولكن كانت المفاجاءة.
اذآ ما هو الايمان بالقلب وما هى علاماته ؟_________________________________
الايمان بالقلب حياة طويلة تغطى العمر كله ,وهو لذيذ جدآ يفوق لذة تجميع المعلومات عن المسيح . ولكنه ايضآ شاق ويحتاج لجهاد شديد من الانسان .ليس فى الحصول عليه .! ولكن ضد الذات وكبرياء الانسان ..
الايمان بالقلب هو ايمان الاطفال وتصديق الاطفال بدون فحص ولكن بأختبار وتذوق. فهو ليس تكوين فكرة عن الله ولكن اختبار الله اختبار حقيقى فى عمق الحياة.
الايمان بالله كفكرة تجعل الله فكرة تخضع للعقل وبراهين العقل والمنطق
.
أما الايمان بالقلب لا يجعل الله فكرة ابدآ ولكن يجعل الله شخص حى ,كائن فعلآ وبالتالى يمكن ان نكون معه علاقة ونتفاعل معه .وهكذا نبدء نعرف الله الشخص الكائن فعلآ
ونختبر حضوره الفعلى .
فى البداية يكون حضوره غير واضح تمامآ ويكون على هيئة ظهور بنعمة وفرح ينعم به الله على الانسان ولكن سرعان ما يختفى .وهذا من عمل الله حتى اذا ذاق الانسان حلاوة حضور الله يسعى بجد ونشاط فى طلبه من جديد:
(ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب.طوبى للرجل المتوكل عليه .مز 24 : 8)
ويكون هذا بداية انفتاح القلب على الايمان بالله .والايمان بالقلب ايمان ينمو من يوم الى يوم فى معرفة الله .بمعنى انه يكون هناك علاقة شخصية ,بين الانسان والله,يدخل الله فى تفاصيل حياة الانسان ,
وعلامة نمو الايمان بالقلب شعور الانسان باهمية المسيح له كحياة وان المسيح هو كنز حياته ,ولا يستطيع ان يستغنى ابدآ عنه ,وتبدء طلبات الانسان الشخصية تتقلص ,وتدور اهتمامات الانسان شويه شويه حول شخص المسيح.
الايمان بالقلب على مدار الايام يقرب المسيح جدآ الى الانسان ويدرك بالاختبار العملى وبعمل روح الله داخل النفس طبيعة المسيح .فكثير جدآآآآ ما يدرك الانسان عن المسيح امور من الصعب ان تصاغ بالكلمات لانها فوق معانى الكلمات.
ولكن الايمان بالقلب يؤكد بقوة وجود المسيح فينا وحضوره فى القلب ولكن للانسان الذى اختبر الايمان بالقلب فقط .ولكن الذى يعرف المسيح بالفكر مستحيل ان يدرك معنى ان المسيح فينا كما صرخ روح الله على لسان بولس :
(جربوا انفسكم هل انتم في الايمان.امتحنوا انفسكم.ام لستم تعرفون انفسكم ان يسوع المسيح هو فيكم ان لم تكونوا مرفوضين 2كو 13 : 15)
ووجود المسيح فينا هو كل الايمان وغايته ,فمنذ ان خلق الله الانسان وهو يدبر مجيئه وسكناه فينا ,فالعصور القديمة كلها كانت تمهيد لمجيئ المسيح ليحل فينا .وعندما اكتمل الزمان جاء المسيح وتجسد وصار المسيح فينا .
وصار من يؤمن بالمسيح بالقلب ويعرف المسيح معرفة شخصية وليست فكرة .ينال هذا السر العظيم وهو شعوره بأن المسيح فيه ,وليس مجرد شعور فقط بل يعاين على المستوى العملى اعمال الله من خلاله أى يختبر قوة الله فى حياته نتيجة وجود الله فيه .وهكذا يظهر المسيح فينا.
الايمان بالمسيح حقيقة ولابد ان يتحول الايمان بالمسيح الى ظهور المسيح فينا .وهذه هى معجزة الايمان أن يظهر المسيح فى الانسان .ويتمجد الله بظهور المسيح فى الانسان:
(لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح فيّ انا اولا كل اناة مثالا للعتيدين ان يؤمنوا به للحياة الابدية.
1تى 1 : 16)
ونلاحظ الفرق بين الايمان بالمسيح كفكرة والايمان بالمسيح كحياة .فى الايمان كفكرة يمكن يتكلم الانسان عن المسيح كلام جميل جدآآآآآآ ,ويعطى حجج وبراهين منطقية عن المسيح فى غاية الروعة .ويجذب الكثيرين حوله وخاصآ من هم لا يدركون ما هو المسيح .
لانه يملك برهان الحكمة الانسانية المقنع والسهل والذى يدخل العقل ويبهر النفس ولكن ليس له قوة وبرهان الروح :
(وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة1كو 2 : 4)
ولكن هذا النوع من الايمان يدفع الانسان الى الحياة المظهارية الشكلية ,فهذا الانسان يكون له شكل روحى جميل ومظهر التقوى ويخدع الكثيرين بهذه الصورة وربما يكون هو نفسه مخدوع فى نفسه ولا يدرى .ولكن هو فى الحقيقة يكون له صورة التقوى فقط ولكن ليس له قوة التقوى صورة ميته ليس فيها حياة:
(لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوّتها.فاعرض عن هؤلاء 2تى 3: 5)
ولكن من عاش بالايمان القلبى بالمسيح يظهر المسيح فيه ويكون ظهور المسيح فيه بصورة طبيعية وتلقائية ,وظهور المسيح غالبآ غير مقبول من العالم ومن هم يعيشون بروح العالم .ولهذا غالبآ من يظهر فيه المسيح يضطهد ولا يكون مرغوب فيه ...!!
(قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام.في العالم سيكون لكم ضيق.ولكن ثقوا.انا قد غلبت العالم
يو 16 : 33)
(وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون 2تى 3: 12)
وهكذا يظهر ان محور الايمان القلبى كله هو ظهور المسيح فينا فأن كان الله دبر منذ بدء الخليقة ان يأتى ويحل فى الانسان وتحقق هذا فى التجسد وصار الله فى الانسان .فباقى الايام وحتى تنتهى يكون الغرض من وجود الانسان هو ظهور الله فى الانسان وهذا ادركه الرسول بولس ولهذا لخص الخدمة كلها فى قوله:
(يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم. غل 4 : 19)
وهناك خط فاصل بين الايمان الفكرى والقلبى يفصل بينهما ويفرق بينهما تمامآ ,وهو سلوك الانسان تجاه حادثة الموت .!!فالانسان الذى يؤمن بالمسيح بالفكر فقط يقف امام حادثة الموت ويحدث له امامه ذهول ويكون عثرة كبيرة جدآ له يرتعب منه مهما تظاهر بعكس ذلك.
لانه لا يجد تفسير منطقى له ,حيث ان الموت يسود على العقل وبرهان العقل ,فالعقل نفسه خاض للموت وهو وخلاياه ومراكزه الجبارة سوف ينتهى فى النهاية الى الموت.
أما الايمان بالمسيح بالقلب ولانه ينشأ علاقة شخصية بالمسيح ,يتكون عنها فى الانسان رجاء بالمسيح الحى , والذى يختبره ويتذوقه,
وان المسيح شخص حى ويكون فى الانسان ولا يسود الموت على المسيح لانه هو الحياة لذلك يكون داخل هذا الانسان قوة ضد الموت ولا يذهل منه بل يملك على قلبه رجاء بالمسيح الحى الذى سوف يعبر به الموت بمنتهى السهولة.
اخيرآ الايمان الفكرى بالعقل ينفخ الانسان ويجعله يمجد ذاته دون ان يدرى وان كان يتظاهر بالتواضع المزيف ,ويظهر كبريائه عندما يدخل فى موقف فيه اهانة لذاته او تقليل من رأيه ,فحسب كلام الانجيل العلم ينفخ:
(واما من جهة ما ذبح للاوثان فنعلم ان لجميعنا علما.العلم ينفخ ولكن المحبة تبني1كو 8 : 1 )
ولكن الايمان القلبى بالمسيح يجعل الانسان يعرف حقيقته فى نور نعمة المسيح .ولذلك كلما اخذ هذا الانسان من المسيح اكثر نجده يتراجع لكى يكون اخر الكل ,ليس عن تظاهر بل بمنتهى الواقعية والاحساس بأنه فعلآ اقل من الجميع .انظر ايها العزيز بولس الرسول والنعمة التى اخذها فى معرفة الله ماذا يقول:
( صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلّص الخطاة الذين اولهم انا.1تى 1:5)
يارب لقد نبهت نفسى اليوم الى صوتك الصارخ اختبروا انفسكم هل انتم فى الايمان .؟؟
نعم يارب اسلم لك نفسى لكى تكشف لى هل انا فى الايمان الحقيقى ام لا ..اخاف يارب ان اكون بخدع نفسى واتكلم عنك كثيرآ ولكن لا اعرفك .
اعطنى يارب النعمة والمعونة من روحك القدوس لكى اعرفك معرفة شخصية .فأنت هو الكائن الذى كان والدائم الى الابد .
ولست انت فكرة او نظرية ادرسها واتكلم عنها .بل انت شخص حى يمكن ان اكون معك علاقة وتكشف انت لى ذاتك بذاتك ,لانه مستحيل ان يعرفنى احد ما هو الله
ولكن انت تكشف لى ذاتك بنفسك من خلال علاقة شخصية بينى وبينك.
انت في يارب وهذا هو الايمان الحقيقى الذى بدونه لا يمكن ارضاءك ..!!اعطنى يارب ان ادرك بنعمتك انك في يوم بعد يوم لتظهر في وتتمجد وحينئذا عندما اعرف انك في
اتأكد انى غير مرفوض لك المجد الى الابد امين