قوة
كلمة الله
طارق الصليبي
بتمنى منكن يا شباب تقرأوا هاد الكتيب ...
بعد ما تسكروا النت .. على مهلكن وعطوني رأيكن ..
مقدمةكلمة الله
طارق الصليبي
بتمنى منكن يا شباب تقرأوا هاد الكتيب ...
بعد ما تسكروا النت .. على مهلكن وعطوني رأيكن ..
كلمة الله، في الكتاب المقدّس وروحك أنت
قد يكلّمك الرب بطرق عديدة، لكن، بغض النظر عن الطريقة، قوة الكلمة لا تكمن في الطريقة بل في المتكلّم. فالمتكلم هو الله، والكلمة هي كلمته، لذا فهي تحتوي على قوة ذاتية لتحدث تغييرًا. يقول كاتب رسالة العبرانيين "لأن كلمة الله حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدّين" (عبرانيين 4: 12). يظن العديد من الناس أن الكتاب المقدّس هو كتاب قديم لا ينفع في عصرنا المتقدّم الحالي. لكن هذا غير صحيح بتاتًا، لأن الكتاب المقدّس هو كتاب حي. هو كتاب حي بغض النظر عن تاريخ كتابته، فهو رغم أنه لا يتحدّث عن الكمبيوتر والإنترنت، إلا أنه يقدّم ما لا يقدر التاريخ أن يمحوه، لأنه يرتفع فوق العصر ليلمس روح الإنسان التي لا تتغير بين حين وآخر.
الكتاب المقدّس يعالج ويتكلم بلغة قادرة على التعامل مع مشكلة الإنسان الأساسية التي لا تكمن في مدى تطوّره العلمي أو الحضاري، بل في روحه من الداخل، في الإنسان الباطني، الذي يدعوه الكتاب المقدّس "إنسان القلب". يقول سفر الأمثال "فوق كل تحفّظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة" (أمثال 4: 23). وحده الكتاب المقدّس قادر أن يلمس عمق حاجتك الروحية، فلا يعالج نتائج المشكلة بل المشكلة نفسها. وسائل الترفيه كالتلفزيون والنوادي والنزهات والاصدقاء، قادرة فقط على تحويل نظرك عن المشكلة الحقيقية، أما كلمة الله فتشير بالإصبع إلى عمق حاجتك، إلى روحك. لأن الكتاب المقدّس يقول أنك في روحك ميت، ولو كنت في جسدك حي ترزق. وموتك يعني بعدك عن الله، لكن كلمة الله تحمل لك الحياة. أنت تستطيع أن تنال حياة الله، حياة البركة والغنى والصحّة والنجاح. وذلك بمجرّد أن تواجه الله معترفًا بأنك ميت بسبب الخطية، ومعلنًا يسوع ربًا ومخلّصًا لك، وملكًا على حياتك وعلى كل تصرفاتك. اقرأ معي آيات الكتاب المقدّس الحيّة هذه، ثم صلّي معي هذه الصلاة من قلبك ليدخل الله إلى حياتك ويصنع منك إنسانًا جديدًا مخلوق على صورة الله وطبيعته.
"إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم" (1 يوحنا 1: 9).
"انك إن اعترفت بفمك بيسوع ربًا، وآمنت في قلبك بأن الله أقامه من الأموات، نلت الخلاص" (رسالة رومية 10: 9، كتاب الحياة)
قل معي:
"يا رب يسوع، أنا أعترف بأني خاطئ وبأني كنت بعيدًا عنك. اغفر خطيتي، واعطني حياة جديدة، حياتك أنت.
أنا أعترف بك ربًا على حياتي ومخلّصًا لي. وأتوّجك ملكًا على حياتي، وأتعهّد أن أعيش بحسب الخليقة الجديدة التي وضعتها في قلبي، فأنت مت لأجلي حاملاً أجرة خطيتي، وقمت من الأموات معطيًا لي حياة جديدة مليئة بالانتصار والنجاح والبركة والصحّة الجسدية والنفسية والروحية.
شكرًا لأنك سمعت واستجبت، بحسب ما تقول في كلمتك الحيّة.
أصلّي هذا على استحقاق عمل الصليب. آمين."
الفصل الأول
قوة الكلمة فيك
إن كلمة الله هي الوسيلة التي من خلالها يخلّصك الله ويعطيك حياته في داخلك. قال بطرس الرسول "مولودين ثانية لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى بكلمة الله الحيّة الباقية إلى الأبد"(1 بطرس 1: 23). إن كلمة "زرع" في اليونانية هي كلمة "Sperm" التي تعني سائل الحياة الذي يخرج من الأب ليعطي الحياة للمولود الجديد. إن كلمة الله هي "السائل المليء بالحياة" الذي يعطيك الحياة الروحية عندما تلتقي بالله وتؤمن به. إنها صورة رائعة حول كيفية حصولك على الحياة الجديدة. وهي صورة للعملية الجنسية.
أنت تلتقي بالله، فيضع فيك كلمته، "المليئة بالحياة"، فتدخل إليك، وإذا رأت فيك قابلية للخصوبة، تنتج فيك حياة. كلمة الله التي تسمعها هي التي تضع فيك هذه الحياة الجديدة. إنها نفس حياة الله، من نفس نوع الحياة الموجودة لدى الرب. ولأن كلمة الله مليئة بحياة الله فنتائجها في حياتك تشمل جميع النواحي والجوانب. فكلمة الله لا تعالج فقط مشكلتك الأساسية التي في روحك، لكنها تقدّم لك إرشادًا يوميًا لحياتك لكي تسلك وفقًا لمشيئة الله وبموجب حياة الله والخطة الرائعة التي أعدها لكي تسلك أنت فيها. إن كلمة الله:
- تلمس أفكارك ليصير لك نفس التفكير الذي في المسيح.
- تلمس جسدك فتعطيك الصحة والشفاء.
- تلمس احتياجاتك الماديّة وتنجح عملك.
- تحوّل سلوكك إلى سلوك القداسة والبر.
نعم، كلمة الله تحمل في ذاتها قوّة خلاّقة، تستطيع أن تحوّل حزنك إلى فرح، ومرضك إلى شفاء، وتقدّم لك الحلول في وسط المشاكل. كلمة الله هي الحل العملي لمشكلات العالم اليوم، تمامًا كما كانت دائمًا لأن كلمة الله فعّالة.
كلمة الله تجدّد ذهنك
بعد أن ولدت ولادة ثانية، وأعلنت يسوع المسيح ملكًا على حياتك، لا بد أنك أدركت حتى الآن أن تفكيرك لا يزال كما هو. فالأمور التي كنت تعرفها من قبل لا تزال مختزنة في ذهنك، وذكريات الماضي، لا تزال تلمع بين الحين والآخر. ولا بد أنك من وقت لآخر تفتكر في أمور لا تحب أن تفتكر فيها. لكنك تفعل لأن أفكارك لا تزال مليئة بأفكار حياتك السابقة، قبل أن تتقابل مع الرب يسوع ومع قوة الروح القدس.
لا حاجة لك أن تشعر بأنك ضعيف وأنك تراجعت عن قوتك الروحية التي كنت تتمتع بها. كلا، فهذه الأفكار وهذه الذكريات هي شيء طبيعي ومخزون في ذهنك. لا تشعر بالدينونة إطلاقًا، لأنك أنت مقبول لدى الله حتى في أفكارك العالمية، التي لا تعرف كيف تتخلّص منها. لكن هذه ليست دعوى لكي تستمر كما أنت. قال بولس الرسول هذه الكلمات:
"لا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة." (رسالة رومية 12: 2)
ماذا يقول بولس هنا؟ إنه يقول لك: "لا تبقى على نفس طريقة التفكير التي يفكّر فيها العالم اليوم. لا تستمر بالتصرّف بالطريقة السطحية التي يتحرّك فيها الناس اليوم. ولكي تفعل هذا أنت تحتاج أن تجدّد ذهنك"، أن تدخل إلى تفكيرك أسلوب جديد، أن تطهّر أفكارك من الأمور العالقة بها من الماضي. وعندما تفعل هذا، تستطيع أن تفهم وتدرك خطة الله لحياتك بطريقة أوضح وأعظم، فتسير في ملء الحياة التي يريدها الله لك، حياة البركة والصحّة والنجاح والازدهار في كل نواحي حياتك.
وما هي هذه الطريقة التي يستخدمها الرب لكي يحدث التغيير في ذهنك؟ كلمة الله.
من خلال التأمل بكلمة الله ودراستها يوميًا واللهج بها، تستطيع أن تزيل من فكرك أفكار الماضي وتضع مكانها "فكر المسيح". أنت تتأثر كثيرًا، بشكل طبيعي، بكل ما تراه وتسمعه وتلمسه وتذوقه وتشمه. إن دماغك يفكّر وفقًا لما تدخله إليه الحواس الجسدية. ومن خلال التأمل بكلمة الله، وإعلان كلمة الله أنت تسمع وتتكلم وتفكّر في كلمة الله، مالئًا أفكارك بفكر الله، ومتأملاً بما هو صالح. في حين أن المشاهدة المكثّفة للتلفزيون، وقضاء الأوقات الطويلة في متابعة النشاطات العالمية يجعل من ذهنك مليء بفكر العالم. فاحرص بما تجدّد ذهنك؟! بفكر العالم أم فكر الله؟ بأسلوب حياة العالم، أم بإعلانات الله. بكلام إبليس وفلسفته ونظرته للأمور أم إلى ما تقوله كلمة الله؟! أنت وحدك من خلال موقفك من كلمة الله تحدّد الجواب على هذه الأسئلة.
يكتب كاتب سفر الأمثال (ص 23: 7) "كما شعر (أو افتكر) في نفسه هكذا هو." والمقصود أن الإنسان هو ما يفتكر به. فهويتك كإنسان وصفاتك وأعمالك تخرج من طريقة تفكيرك. لذا يدعونا الرسول بولس في رسالة فيليبي أن نفتكر فقط في الأمور الإيجابية:
"كل ما هو حق، كل ما هو جليل،
كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر،
كل ما هو مسرّ، كل ما صيته حسن،
إن كانت فضيلة، وإن كان مدح،
ففي هذه افتكروا... " (فيليبي 4: 8)
يدعونا بولس لكي نفتكر ونتأمل في هذه الأمور. إن كلمة "افتكروا" الواردة في العدد الذي ذكرناه الآن تعني أكثر من مجرد فكرة عابرة، إنها تحمل معنى التأمل. وقد نقلت ترجمة "كتاب الحياة" الآية بالقول "فاشغلوا أفكاركم به"، في حين تنقلها ترجمات أخرى "تأملوا في هذه الأمور". والمقصود أننا نحتاج أن نحرس أذهاننا من أفكار إبليس ونحصرها في الأمور التي ذكرها بولس الرسول هنا. إن بولس الرسول علّم بضرورة التفكير الإيجابي قبل بدعة "العلم المسيحي" بكثير.
إن المسيحي ليس شخص سلبي. بل هو إنسان ينظر إلى كلمة الله ووعود الله العظيمة، لذا تراه رغم المشاكل قادر أن يحفظ تركيزه وذهنه من الخوف والقلق الذي يشلّ عن الحركة. إن الرسالة بسيطة وواضحة: تأمل بكل ما هو إيجابي، حق، جليل، عادل، طاهر، مسرّ، صيته حسن وفيه الفضيلة والمدح. وأسمى فكر إيجابي يحمل جميع هذه الأمور الرائعة هو التفكير بحسب كلمة الله.
يريدك الله أن تتأمل بكلماته وتلهج بها ليلاً ونهارًا (أنظر يشوع 1: 8؛ مزمور 1: 2). لأن كلمة الله ستجدّد أفكارك، وتجعل فكرك يسير بانسجام مع فكر الله الخالق، الذي لديه خطة رائعة لحياتك.
كلمة الله مصدر الصحة والشفاء
"يا ابني، أصغِ إلى كلامي، أمل أذنك إلى أقوالي، لا تبرح عن عينيك، احفظها في وسط قلبك. لأنها هي حياة للذين يجدونها ودواء لكل الجسد." (أمثال 4: 20-22).
كلمة الله قادرة أن تشفي مرضك؟ نعم! هذا ما تقوله الكلمة نفسها. لأن كلمة الله هي قادرة أن تضع فيك إيمانًا للشفاء. "فالإيمان يأتي بالسمع والسمع بكلمة الله" (أنظر رومية 10: 17). كلمة الله عندما تسمعها وتقرأها وتتأمل بها، قادرة أن تأتي بالإيمان إلى حياتك، فتختبر وعود الله في حياتك. إن كلمة الله هي كلمة "حيّة"، لذا فالحياة التي فيها تعطي حياة لجسدك المريض فيقاوم المرض ويغلبه. لقد أعطانا الله الكلمة لكي نشفى. الكلمة هي "حياة" لكل من يجدها، لكنها لن تعطيك حياة إن كنت لا تتأمل بها وتحفظها بشكل دائم ومستمر. فهي "حياة للذين يجدونها". لكي تجد كلمة الله، أنت تحتاج أن تبحث بكل شوق عنها، وتصغي إليها، وتميل أذنك إلى سماعها ولا تزيلها من أمام عينيك، وتحفظها في قلبك. هذه هي الطرق العملية التي يقدّمها سفر الأمثال في الأعداد التي اقتبسناها قبل قليل.
كلمة الله هي "دواء لكل الجسد". شكرًا لله لأنه لم يقل "دواء لبعض الأمراض". فلو قال كذلك، لكان اللاهوتيين منغمسون الآن في تحديد الأمراض التي يشملها الشفاء. لكن الله قال "دواء لكل الجسد". كل مرض فيك أو في أحد معارفك هو قابل للشفاء بقوة الله المخزونة في كلمته.
ابحث في الكتاب المقدّس عن الأعداد والمواقف التي تتكلم عن شفاء يسوع للأمراض وتأمل بها. هذه الدراسة لكلام الكتاب المقدّس كفيلة وحدها بأن تنشئ فيك إيمانًا كافيًا لتشفى من كل مرض. اقرأ الأعداد بصوت مرتفع وأعلنها من كل قلبك. ردّدها واستمر في ذلك. احفظها عن ظهر قلب، وأعلنها في صباح كل يوم ومساءه إلى أن ترى شفاءك يأتي سريعًا ويتحقّق عمليًا في جسدك أو جسد صديقك أو قريبك المريض.
في القديم عندما تمرّد الشعب اليهودي على الرب، عندما كانوا في البرّية، أتت الحيّات المحرقة لتلدغهم. لكن عندما صرخوا إلى الرب أرسل الرب طريقة لشفائهم. هذه الطريقة يذكرها مزمور 107: 20 "أرسل كلمته فشفاهم ونجّاهم من تهلكاتهم". لقد شفى الله شعبه من خلال كلمته. عندما خرجت كلمة الله من فمه كانت تحمل في ذاتها القوة الكافية لتحدث شفاءً في الشعب. لم يكن الشعب يحتاج إلى الجهاد والكد والتعب ليحصل على شفاءه. كل ما كان عليه فعله هو أن يقبل كلمة الله، ويجعل قلبه تربة حسنة لهذا الزرع الجيد.
يريدك الرب أن تختبر الصحة والعافية الدائمة، إلى أن يأتي اليوم الذي فيه تشبع من طول الأيام، فينقلك الرب إليه بطريقة بسيطة بعد أن حييت وشبعت من هذه الحياة. وأيضًا في هذا، كلمة الله هي العنصر الذي يحفظ ويحيي. تقول الحكمة في سفر الأمثال "بي تكثر الأيام، وتزداد لك سنو حياة" (أمثال 9: 11). هذه الحكمة تأتي من سماع صوت الرب والتأمل بكلمته (أنظر أمثال 7: 1-4)، وهذه الحكمة هي التي تعطيك طول أيام.
كلمة الرب تغنيك
مزمور 112: 1-3 "هللويا! طوبى للرجل المتقي الرب، المسرور جدًا بوصاياه. نسله يكون قويًا في الأرض، جيل المستقيمين يبارك. رغدُ وغنى في بيته وبره قائمُ إلى الأبد."
كلمة الله تغني حياتك. كلمة الله تسدّد كل احتياجك، إن كنت تتعلق بها، وتسر بحفظها. أنظر معي إلى العدد الذي أمامك في مزمور 112. يقول هذا المزمور أن المتقي الرب الذي يسر بوصاياه له "طوبى". له امتياز من الرب ونعمة على حياته. تنقل الترجمات الإنكليزية كلمة "طوبى" بكلمة "مبارك" (Blessed). نعم، الطوبى هي بركة من الرب. لذا هناك "بركة" خاصة لك عندما تسر بكلمة الرب. تعدّد الآيات التي تلي بعض البركات التي تنالها بسبب تعلّقك بكلمة الله، ومنها "رغد وغنى" (ع 3). هناك تقاليد بشرية ودينية منتشرة في العالم اليوم أن المال هو شر لا بد منه. لكن كلمة الله لا تقول هذا بتاتًا. المال ليس شر، لكن استعماله الشرير هو الشر. المال في حد ذاته هو محايد، يمكنك استخدامه لأمور نبيلة وشريفة ومباركة، تمامًا كما يمكنك تحويلة إلى إله تعبده، وتحوّل حياتك كلها باتجاه جمعه. يريدك الله أن تحظى بالمال، دون أن يمتلكك المال. امتلكه أنت، تحكّم بالمال أنت، لكن لا تدع حب المال يتحكّم بحياتك. لا يقول الكتاب المقدّس في أي موضع أن المال هو شر، أو أن على المسيحي أن يبتعد عن المال ويعيش حياة الفقر والعوز. بل على العكس، يعد الكتاب المقدّس المسيحيين المؤمنين ببركة روحية تشمل كل نواحي حياتهم، بما فيها الناحية المادّية والمالية.
كان بولس الرسول يتكلم إلى أهل فيليبي ويشكرهم على عطائهم المالي له، لدعم خدمته (راجع فيليبي 4: 15-20). وفي نفس السياق يعلن ",إن إلهي سيسد حاجاتكم كلّها إلى التمام، وفقًا لغناه في المجد، في المسيح يسوع" (فيليبي 4: 19، كتاب الحياة). لقد علّم بولس الرسول أهل فيليبي بأن الله يريد أن يسدّد حاجاتهم "كلّها". ولكن يقول لي البعض "نعم، الله يسدّد الاحتياجات، لكنه لا يجعل أولاده أغنياء، فهو فقط لا يدعم يموتون من الجوع". يبدو أن من يقول هذا، رغم بساطة قلبه، يجهل عمق قلب الله. فالله ليس فيه بخل البتة. إنه غني، غنيُّ جدًا. له كل ما في الكون، في السماء وعلى الأرض. وهو يخلق كل شيء بوفرة. اذهب فقط إلى غابات الأمازون وأنظر إلى عدد الأشجار. أو أنظر إلى الورود في الربيع. هل ترى شح أو بركة، كثرة أو "فقط ما يكفي". كلا، الرب أعظم من ذلك. هو يعطيك "وفقًا لغناه في المجد". وإن كان الله غني في المجد أكثر جدًا مما نفتكر، فهو أيضًا يسدّد الاحتياج وفق هذه الوفرة الموجودة لديه.
لا أقصد بذلك أن أجعل قلبك يتجه حبًا للمال، لا أقصد أن أقول بأن الله يُرضي أنانية الإنسان وشهوته في إعطاءه ثروة ينفقها في غروره وشهوته. لكن ما أقوله هو أن تعلّقك بكلمة الله، وبملكوت الله بالدرجة الأولى يجعل الله ينظر من السماء ويقول "إن ابني هذا يحبّني كثيرًا وهو يتعلّق بوعودي وبكلمتي يتلذّذ بوصاياي. لذا أنا سأهتم بأن تتوفر لديه كل الإمكانيات المطلوبة لكي يحقّق مشيئتي وكلمتي على الأرض."
المال هو أمر هام جدًا في عالمنا اليوم، كما كان دائمًا. وللمسيحي نظرة متوازنة ومميزة لموضوع المال: الله أولاً في كل شيء، والمال هو وسيلة ضرورية لتحقيق مشيئة الله في حياتي. ليس المال هدفًا، بل وسيلة. والميزان الذي يفحص قلب المسيحي ودرجة تعلّقه بالمال هو مسألة العطاء. فمشيئة الله لك أن تعيش في وفرة وغنى (كما نرى في مزمور 112: 1-3)، لكن الله يريد أن تكون الوفرة التي تتمتع بها هي أساس لحياة مليئة بالعطاء للرب، لعمله وخدمته، من خلال العشور والتقدمات السخيّة، وأيضًا من خلال عطاءك للآخرين من حولك. أنا أؤمن بأن الله يريد أن يتكلم معك بخصوص موضوع العطاء. لكنه يريدك فقط أن تصغي له، وتسأله في كل مرة تسحب فيها معاشك "يا رب، هل تريد أن تفتح عينّي لأي حاجة موجودة من حولي؟ كيف اسهم في عملك؟ كيف أبارك أولادك؟" وأنا أؤمن أنك ستختبر أجمل اختبارات حياتك عندما تبدأ في سماع صوت الله وكلمته في المسائل المالية.
كلمة الله قادرة أن تجعل حياتك مليئة بالبركة، لك وللآخرين من خلالك.
لقد عرّجت قليلاً على موضوع العطاء لكي أعطي التعليم عن مشيئة الله في الأمور المادية توازنًا، ولكي أتجنّب قدر الإمكان أي نظرة متطرّفة إلى موضوع المال. لكني أؤمن بشدّة أن الله يريد أولاده أن يكونوا مباركين جدًا ماديًا، تمامًا كما كان إبراهيم واسحق ويعقوب وكل من عاش وفق كلمة الرب وشريعته. وإذا قرأت الإصحاح 28 من سفر التثنية تفهم تمامًا ما أقوله.
يبدأ تثنية 28 بالكلمات التالية:
"وإن سمعت سمعًا لصوت الرب إلهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم يجعلك الرب مستعليًا على جميع قبائل الأرض وتأتي عليك جميع هذه البركات وتدركك إذا سمعت لصوت الرب إلهك."
يشدّد السفر على كون كلمة الله هي أساس النجاح. فالنجاح ليس بسبب مهارتك في إدارة الأعمال، بل لأنك سمعت لصوت الرب إلهك. وهو "يعطيك القوة على اصطناع الثروة". أنظر معي إلى البركات التي وعد بها الرب الشعب. أنت تحتاج عندما تقرأ هذه الكلمات أن تضعها في قالب حضاري معاصر لكي تفهم عن قرب معنى هذه الكلمات:
"مباركًا تكون في المدينة، ومباركًا تكون في الحقل، مباركة تكون ثمرة بطنك.... مباركًا تكون في دخولك ومباركًا تكون في خروجك... يأمر لك الرب بالبركة في خزائنك وفي كل ما تمتد إليه يدك ويباركك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك... يفتح لك الرب كنزه الصالح ليعطي مطر أرضك في حينه وليبارك كل عمل يدك فتقرض أممًا كثيرة وأنت لا تقترض..." (أنظر مجمل الأعداد 3-14)
إن كنا نريد أن ننقل هذا المقطع إلى قالب حضاري معاصر يكون كالتالي:
"تكون ناجحًا في مركزك الرسمي، وكل ما تستثمر فيه أموالك ينجح. عائلتك تكون مباركة، وأولادك رجال أعمال بارزين، في تنقلاتك تكون مباركًا وناجحًا في رحلاتك التجارية، المستودعات التي تضع فيها بضائعك تتزايد يومًا بعد يوم. وكل عمل تستثمر فيه أموالك يكون مثمرًا ومنتجًا ومربحًا. حتى عوامل الطبيعة لا تعمل ضد أعمالك. يزيد رصيدك في المصرف، فلا تحتاج فيما بعد إلى قروض لتموّل أعمالك لأن السيولة تكون متوفرة لديك بكثرة. هللويا! نعم، هذه هي مشيئة الله لك، لكن هناك شرط. أن تحفظ كلمة الله وتسلك فيها.
كلمة الرب تجعل حياتك نقيّة
"أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلّمتكم به"(يوحنا 15: 3)
يدّعي البعض أن الرب ينقي حياتك من خلال التجارب والآلام، والبعض الآخر يدّعي أن حياة القداسة والطهارة تتطلب منك أن تقاوم الخطية وتجاهد ضدها باذلاً كل جهد للتغلب عليها (وهذا صحيح فقط إن كنت تحارب في الروح، وليس بمجهودك البشري الخاص). لكن رغم أن كلا الفكرتين يمكن تدعيمهما من خلال تفسير مجتزئ لبعض كلمات الكتاب المقدّس، فإن الطريقة الحقيقية التي يستخدمها الرب في تنقية حياتك هي "كلمته".
إن الله لا يرسل لك الأمراض، لكي يطهّر حياتك من الخطيّة ويعلّمك الدروس والعبر الروحية، لأن الكتاب المقدّس يقول ببساطة أن الشيطان هو الذي يرسل الأمراض وليس الرب. فالشيطان يتسلط على الإنسان من خلال المرض (أعمال 10: 38)، وهو الذي أرسل المرض إلى جسد أيوب (أيوب 2: 7)، وهو الذي ربط المرأة التي كانت منحنية لمدة طويلة من حياتها (18 سنة) (لوقا 13: 16).
لا يؤدب الرب أولاده بالضربات، بل بالحق. إن أسلوب الرب للتأديب والتعليم هو الكلمة. هناك العديد من المقاطع في الكتاب المقدّس التي تعلّمنا دور كلمة الله في تأديبنا وتوبيخنا وحثّنا على السلوك بقداسة. في عبرانيين 12: 4-17 هناك تعليم رائع في الكتاب المقدّس حول التأديب الإلهي. سأقتبس بعض آياته من ترجمة "كتاب الحياة" نظرًا لبساطة الكلام ووضوح العبارات:
"5 فهل نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم به الله بوصفكم أبناء له؟ إذ يقول: "يا ابني، لا تستخف بتأديب الرب. ولا تفقد العزيمة حين يوبخك على الخطأ.
6 فإن الذي يحبّه الرب يؤدبه. وهو يجلد كل من يتخذه له ابنًا...
10 أما الله فيؤدبنا دائمًا من أجل منفعتنا: لكي نشترك في قداسته... "
من الهام جدًا أن تلاحظ معي سياق النص الذي يتكلم عن التأديب. هو لا يتكلم هنا عن الضربات التي تعاني منها، بل يتكلم عن "الوعظ"، كلام التوبيخ، القادر أن يبني حياتك. كلمة الله، الخارجة من فم الواعظ، هي التي تؤدبك. كلمة الله هي المنقي والمقدّس. "الوعظ الذي يخاطبك به الله بوصفك ابن" (ع 5) هو الذي ينقّي حياتك، وليس المشاكل والأمراض والفقر والألم. تخيّل معي أنك تريد أن تعلّم ابنك عدم السرقة، فتقطع يده، آه، هذا غير ممكن. فإن كنت وأنت إنسان، بمحبة محدودة، لا يمكن أن تعمل أمرًا مماثلاً فكم بالحري الرب، الأب الذي فيه تختزن كل محبة العالم.
إليك عدد من الآيات التي تركّز على هذا الحق:
يوحنا 17: 17 "قدّسهم في حقك، كلامك هو حق."
أفسس 5: 25-27 "أيها الرجال أحبّوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدّسها مطهّرًا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدّسة وبلا عيب."
ارميا 10: 24؛ 30: 11 "أدبني يا رب، ولكن بالحق، لا بغضبك لئلا تفنيني... فأنت لا أفنيك، بل أؤدبك بالحق ولا أبرئك تبرئةً."
إن أداة الرب للتأديب هي فمه، كلامه، إنه يكلّمك في الكتاب المقدّس وفي روحك، لكي ترجع، ويحذّرك وينذرك بالروح القدس لكي ترجع. إن كلمة الله بالروح القدس قادرة أن تتكلّم إلى حياتك، فتدعوك لتحيد عن الشر، وتتبع الخير وتعبد الرب بكل قداسة ونقاء. الله ينقّي حياتك ليس من خلال المشاكل، فالمشاكل تأتي عندما لا تسمع لصوت الرب بل تبتعد عن الطريق الصالح الذي أعدّه الرب لتسلك فيه.
يقودك الرب من خلال كلمته إلى حياة خالية من المشاكل. لكن إبليس يريدك ألا تسمع لصوت الرب، بل تسير بحسب ما تراه أنت. فتقع في المشاكل، ليس لأن الرب يؤدبك، بل لأنك أنت ابتعدت عن الطريق الأساسي والخطة الفضلى التي أعدّها الرب لك.
الفصل الثاني
اشترك في قوة كلمة الله
كلمة الله تأتي إليك بطرق عديدة، كما ذكرنا سابقًا. في الكتاب المقدّس، في الوعظ والتعليم، في الكلمات النبوية التي يعطيك إياها الروح القدس (بما في ذلك الرسائل التي قد يرسلها الله من خلال رسالة بلغة غير مفهومة، نبوة، كلام علم، كلام حكمة، أو إعلان.) وقد تأتي إليك الكلمة من خلال الصوت الخافت في روحك من الداخل. لكن مهما كانت الطريقة التي تأتي بها كلمة الله إليك، أنت تحتاج أن تتجاوب معها من خلال طرق عدة يذكرها الكتاب المقدّس. إليك البعض منها:
1. اقرأ كلمة الله:
"لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك... "(يشوع 1: 8)
لقد أوصى الرب الشعب في القديم أن يقيم لنفسه ملك يقرأ الكتاب المقدّس: "وعندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب... ويقرأ فيها كل أيام حياته لكي يتعلّم أن يتقّي الرب إلهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض ليعمل بها..." (تثنية 17: 18-19). إن كلمة الله قادرة في حد ذاتها أن تجعل الملك يتّقي الرب إلهه. لكن عدم قراءتها يبعد الإنسان عن الرب، فيحيد عن وصاياه.
اقرأ كلمة الله كل يوم، وأدرسها. هذا ضرورة قصوى لحياتك الروحية.
2. تأمل بكلمة الله:
"... بل تلهج فيه نهاراً وليلاً"(يشوع 1: 8)
يذكر المزمور 1: 1-2 "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. لكن في ناموس الرب مسرّته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلاً". من المشوّق أن تدرس معي عبارة "يلهج" في اللغة العبرية. يذكر "الكتاب المقدّس للحياة الممتلئة بالروح" الدراسي أن كلمة يلهج هي "هاجاه" (hagah) العبرية التي تعني "أن يعكس، أن يئن، أن يتمتم... أن يصدر صوت خافت مثل التنهّد" ثم يتابع التفسير بالقول "في التفكير العبري، التأمّل بكلمة الله هو أن تقوم بتمتمة متكرّرة في صوت منخفض، بينما تنسى أي تشويش خارجي." ثم يفسّر الكتاب العادة اليهودية للصلاة والتأمل على أساس فكرة داود في هذا المقطع. والكلمة نفسها هي التي وردت في يشوع 1: 8 "يلهج".
أنت مدعو لأن تقرأ كلمة الله، وتلهج بها. لاحظ معي عظمة العبارة. هو لا يقول نهارًا فقط، بل نهارًا وليلاً، وكأن الله يريدك أن تمتلئ بكلمة الله لدرجة أن تفتكر بها حتى عندما تكون نائمًا، في أحلامك. كلمة الله يجب أن تملأ كيانك بالتمام. لا تخف أن تأخذ آيات من الكتاب المقدّس وتتمتمها على مدى ساعات، فهذا ما يطلبه الكتاب المقدّس منك. فكلمة الله قادرة أن ترفعك روحيًا كلّما اقتربت منها.
3. أعلن كلمة الله:
ركّز بولس الرسول في رسالته إلى تيموثاوس على قراءة الكلمة النبوية. وقدّم وصيّة قيّمة للخادم الشاب تيموثاوس قائلاً: "إلى أن أجيء أعكف على القراءة..." (1 تيموثاوس 4: 13). وقد نقلتها ترجمة كتاب الحياة "انصرف إلى تلاوة الكتاب". أنا أؤمن أنه توجد قوة في تلاوة الكلمة. لأنها قادرة أن تحدث تغييرًا في فهمك للكلمات. يمكنك أن تعلن كلمة الله في وجه إبليس وفي وجه الصعاب التي تواجهك. فكلمة الله هي الحق، في حين أن الواقع لا يعبّر عن الحق الكامل بل يعبّر عن المنظور. لذا أنت تحتاج أن تعلن كلمة الله في وجه كل عدو يواجهك، سواء كان ذلك مرض ما، ضائقة مالية، مشكلة عائلية أو عاطفية، أو ظروف صعبة على مستوى معين في العلاقات والصداقات.
كانت كلمة الرب إلى النبي زكريا مرةً من خلال ملاك على هذا الشكل: "فأجاب وكلّمني قائلاً هذه كلمة الرب إلى زربابل قائلاً: "لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود. من أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلاً"..." (زكريا 4: 6-7) لقد كان زكريا هنا يعلن كلمة الرب أمام الجبل العظيم (المشكلة العظيمة) التي كان يواجهها زربابل. لقد كان على زربابل مهمة صعبة لينفذها وهي بناء بيت الرب. كان عليه أن يتمّم البناء في حين أن الأعداء يقاومون العمل. فماذا عمل الرب؟ أعطاه سلاح الكلمة لكي يقف فيه في وجه الجبل. لقد خاطب الجبل واحتقره معلنًا صدق كلمة الله.
وفي الحديث عن الجبال المزعجة، علّمنا الرب يسوع أيضًا أن نتكلم إلى الجبل بكلمة الرب التي هي كلمة الإيمان. قائلاً: "ليكن لكم إيمان بالله (في اليونانية، إيمان الله، أي إيمان من نوع إلهي). لأني الحق أقول لكم إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون فمهما قال يكون له." (مرقس 11: 23) يسوع نفسه يعلّمنا أن نتحدث ونعلن كلمة الله. إن الملفت هو أننا نحتاج أن ننطق ونعلن بعد أن نأخذ إيمانًا. لكن الإيمان هنا هو إيمان مميز، من نوع إلهي. هذا النوع من الإيمان لا يأتي إلا من خلال سماع صوت الله. لأن الإيمان يأتي بالسمع والسمع بكلمة الرب (أنظر رومية 10: 17).
ما يحدّثنا عنه يسوع هو أن نتكلم بكلمة الله، كلمة الإيمان. فنتكلم إلى المشكلة معلنين أن مشيئة الله تتحقق فيها.
4. احفظ كلمة الله:
"شريعة إلهه في قلبه، لا تتقلقل خطواته" (مزمور 37: 31)
"سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مزمور 119: 105)
نقرأ في الكتاب المقدّس فريضة أعطاها الرب لشعبه لكي تنجح كل طرقه. أنظر معي بانتباه إلى هذه الكلمات الرائعة والقوية:
"لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصّها على أولادك وتكلّم بها حين تجلس في بيتك حين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تثنية 6: 6-9). هذه هي المكانة التي يجب أن تتخذها كلمة الله في حياتك.
يضع البعض الكتاب المقدّس على الرف في المنزل، فيظنون أن الكتاب (ويقصدون بذلك الورق الذي يتألف منه) هو مقدّس. أريد أن أؤكد لك أن الكتاب المقدّس ليس مقدّسًا البتة، إلا إذا قرأت كلماته وأعطيتها المكانة الأولى في حياتك. لا تكمن قوة الكتاب المقدّس في الورق بل كما رأينا حتى الآن، تكمن قوة الكلمة في كونها رسالة الله وكلمته لنا لنحفظها ليس على الرف، بل في قلوبنا. احفظ كلمة الله في قلبك، ردّدها دائمًا حتى تصير جزءًا لا ينفصل عن كيانك.
يتعجّب الكثير من الناس لماذا لا يتكلم الروح القدس إليهم بسهولة. لكن كيف يمكن للروح القدس أن يتكلم إليك، إن كنت لا تقرأ كلماته ولا تحفظها؟ إن حفظك للكتاب المقدّس يعطي الروح القدس المواد الأوليّة ليكلمك بها. فالروح القدس لن يكلّمك بخلاف ما جاء في الكتاب المقدّس إطلاقًا. وإن كلّمك شخص ما بشيء مغاير لكلام الكتاب المقدّس فهو بالتأكيد ليس الروح القدس. لأن الروح القدس الذي يكلّمك هو الذي أرشد الكتبة في كتابتهم للكتاب المقدّس. ولا أظن أن الروح القدس مصاب بفصام الشخصية ليكلمنا بغير ما كلّمنا به من قبل.
أنا أؤمن أنه في 95% من الحالات يكلّمنا الروح القدس بشكل مباشر من الكتاب المقدّس، وفي ال5% الباقية هو يكلمنا بما يتماشى مع الحق المعلن بالكتاب المقدّس. فإذا سألت الروح القدس "إلى أي بلد أذهب لأكرز بالإنجيل؟"، فهو لن يكلمك من الكتاب المقدّس ليقول لك "اذهب إلى غواتيمالا"، لأن غواتيمالا غير مذكورة في الكتاب المقدّس. لكنه بالطبع سيكلّمك وفق المنهاج الذي يتحدّث عنه الكتاب المقدّس. لذا ففي جميع الأحوال أنت تحتاج أن تحفظ كلمة الله، التي يدعوها بولس في أفسس 6 "سيف الروح". فإن ذهبت إلى الحرب ونسيت سيفك في البيت، لا أظنك ستخرج من المعركة سليمًا.
وكما ورد في مزمور 37: 31 عندما تكون شريعة الرب في قلبك، لن تتقلقل خطواتك. بل ستكون كل خططك ناجحة لأنها تسير بحسب كلمة الله.
كلمة الله تملأك بالحكمة لتتصرّف بإرشاد إلهي دائم. وأي خطة ستصنعها في حياتك، يجب أن تكون بكلمة الله وإلا فشلت. يتكلم بطرس الرسول أن السموات والأرض الكائنة الآن هي قائمة بكلمة الله. أي أن كلمة الله هي التي تحفظ الأرض اليوم من الزوال بالدمار الشامل. رغم محاولات إبليس لتدمير العالم، فإن كلمة الله أمرت بأن تظل الأرض قائمة إلى أن ينتهي دورها بعد مجيء المسيح الثاني. فإن كان الله يحفظ الأرض كلها بكلمته، هو بالطبع قادر على حفظ حياتك من خلال الكلمة.
5. قدّم الطاعة لكلمة الرب
لكلمة الله هدف في حياتك. والله يريدك أن تصل إلى هذا الهدف، وإلا لما كان يكلمك. فللكلمة قصد وهدف أرسلها الله من أجله. ولذا هناك ضرورة موضوعة عليك لتستفيد من كلمة الله وهذه الضرورة هي أن تطيع كلمة الرب.
كلمة الرب هي قانون. وأنت تحتاج أن تسلك بموجب القانون وإلا فلن تنال الوعود الناتجة عن هذا القانون. وضع الله في كلمته شروط العهد وامتيازاته. وفي كل مرة تحفظ فيها شروط العهد، أنت تفتح الطريق أمام الرب ليعطيك بركات ووعود (امتيازات) العهد. قدّم طاعتك الكاملة لكلمة الله، لأن هذا هو الثمن لكي تنال
قوة كلمة الله
كلمة الله هي كلمة حيّة. يمكنك الآن أن تغرف من القوة الكامنة فيها لتنال حياة الله، الحياة الأفضل. تأمل مع الأخ طارق في هذا الكتيّب بالقوة المحفوظة لك في كلمة الله تلك القوة التي:
· تجدّد أفكارك وتضع في داخلك فكر المسيح.
· تشفي أمراضك، وتمتّعك بحياة مملوءة بالشبع والسرور.
· تغنيك وتسدّد كل احتياجك.
· تحوّل هزيمتك أمام الخطية إلى حياة نقاوة وقداسة.
هذه هي كلمة الله، تأمّل بها، أدرسها وأعلنها وقدّم طاعتك الكاملة لها، لأن فيها قوة عظيمة تستطيع أن تغيّر حياتك إلى الأبد.
Comment