لنسأل الرب غفران خطايانا قبل أن نطلب منه الخيرات الأرضية - القديس يوحنا الذهبي الفم

[ابو جان]

تفسير رائع
كان قصدي بانو نلحق نصلح ظلمنا .. نلحق نتوب عن خطايانا .. ونصلح اخطائنا اذا فينا .. واذا اخطائنا كبيرة وما بتتصلح ما النا غير التوبة والاعتراف

[KerimF]

كان قصدي بانو نلحق نصلح ظلمنا .. نلحق نتوب عن خطايانا .. ونصلح اخطائنا اذا فينا .. واذا اخطائنا كبيرة وما بتتصلح ما النا غير التوبة والاعتراف

هكذا جواب يضعني دائماً في حيرة بخصوص ما يقصده الطرف الآخر بخطياه أو أخطائه في حياته الواقعيّة ( العمليّة ) . فمثل هذا الجواب أسمعه من كلّ مؤمن بـ دين ما ، أكان وثنيّاً ، مسلماً ، يهوديّاُ أو مسيحيّاً . و مع أنّ أجوبتهم متشابهة بالشكل ، فكلّ شخص منهم له نظرته الخاصة ، المستمدّة عادة من محيطه ، عن طبيعة ما يُعرف بالخطيئة ( أو الخطايا ) التي تُبعده عن معبوده . وأيضاً يعتمد كلّ منهم على طرق معيّنة ( معترف بها أيضاً في محيطه ، على الأرجح ) لاظهار و تأكيد توبته أمام معبوده ( ان لم يكن أمام الناس أيضاً ) .

بالمناسبة ، أذكر تجربة هامة لي ، في سن المراهقة ، بخصوص أوّل خطيئة كان عليّ التعامل معها وهي عدم حضور القدّاس الالهي يوم الأحد .
فبحثت في الإنجيل لأعرف ما قاله يسوع شخصيّاً بموضوع الصلاة . و كانت هذه أوّل مفاجأة لي و أنا أسمع يسوع متّفقاً معي في الرأي بما يخصّ الصلاة الروحيّة .

وعندما تصلون ، لا تكونوا مثل المرائين الذين يحبون أن يصلوا واقفين في المجامع وفي زوايا الشوارع ليراهم الناس . الحق أقول لكم : إنهم قد نالوا مكافأتهم.
أما أنت ، فعندما تصلي ، فادخل غرفتك ، وأغلق الباب عليك ، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء . وأبوك الذي يرى في الخفاء ، هو يكافئك.
وعندما تصلون ، لا تكرروا كلاما فارغا كما يفعل الوثنيون ، ظنا منهم أنه بالإكثار من الكلام ، يستجاب لهم.
فلا تكونوا مثلهم ، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه .

وكوني لم أرد أن أتصرّف كالمرائين أو الوثنيين ، امتنعت عن حضور قدّاس الأحد بعد ان اعتدتُ حضوره لسنوات كثيرة منذ كنتُ طفلاً صغيراً . لكنّي شعرت بعد ذلك بعدم الارتياح في كثير من الأحيان لامتناعي هذا . فكان عليّ كشف السبب الحقيقي لعدم ارتياحي . و بقيتُ على هذه الحالة لأشهر عديدة إلى أن اكتشفتُ السبب و بالتالي الحل . فقد لاحظت مع مرور الزمن أن شعوري بأني مُخطئ يُصبح واضحاً أكثر كلًما صادفتُ كاهناً أعرفه و أحترمه . فمثل هذا الكاهن علّمني بأن حضور قدّاس الأحد ضروري جدّاً و ها أنا أتجاهل ما علّمني إياه مع أنّني ما زلت أحترمه كمعلّم لي . فعلمتُ حينذاك أن احساسي بالذنب هو نتيجة التناقض في تصرّفي . و كان الحلّ بأن أختار بين يسوع و الكنيسة كمعلّم لي . لكن يسوع متّفق معي أصلاً . فصلّيت مع نفسي باحثاً عن طريقة عمليّة لأنهي هذا التناقض في داخلي . و اذ وجدت نفسي أقابل شخصيّاً كل كاهن عرِفته . فتكلّمت مع كل واحد منهم على انفراد بخصوص بعض التناقضات التي يمكن إيجادها بين تعاليم يسوع و ما يُعرف بـ تعاليم الكنيسة . كان جوابهم المشترك بما معناه : في كلام يسوع تعاليم قاسية جدّاً لكثير من الناس و هي كفيلة بإبعادهم ليجدوا مرادهم في مجموعات أخرى غير كنيستنا . أمّا تعاليم الكنيسة فهي تُريحهم و تجمعهم و بذلك يستمرّ بقاء الكنيسة فتتمكّن من متابعة نشر كلام يسوع في كتب ورقية أو الكترونيّة .
كان كلامهم مُقنعاً ، على الأقل بالنسبة لي . و في نفس الوقت زال التناقض في داخلي و احترامي للكهنة الذين عرفتهم أصبح كاحترامي لأي انسان أقابله .

لهذا ، من باب الفضول ، أتساءل متى تشعر أو تتأكد شخصيّاً بأنك أخطأت . أعلم أنّ الشرح لن يكون بسيطاً ، إلّا اذا اكتفى المرء بتكرار ما يتمّ التداول به على مسامعنا بشكل عام .

[Karmah]

طيب اسمح لي أسالك لبين ما يجاوبك ابو جان انت امتى بتحس حالك اخطات غير الخطية يلي ذكرتها بعدم حضورك القداس

[KerimF]

طيب اسمح لي أسالك لبين ما يجاوبك ابو جان انت امتى بتحس حالك اخطات غير الخطية يلي ذكرتها بعدم حضورك القداس

شكراً على سؤالك . يبدو أنّه لم يكن لديك وقت لتقرأ جوابي على هذا السؤال أثناء الحوار بيننا ( أبو جان و أنا ) :

كل مرة كنت أشعر بها بعدم الراحة في داخلي ، كنت أعلم أنني أخطأت تجاه شخص ما بسبب جهلي لأمر ما ، الأمر الذي كان عليّ اكتشافه لتصحيح ما فعلته بسبب جهلي الأولي . فالجهل هو ضعف قد وُلد معي كما هو الحال عند ولادة أي طفل . والطفل كـ كمبيوتر تم صنعه بامكانيات عظيمة ولكن لم يتم بعد ادخال أي معلومات فيه .

أغتنم الفرصة لأسأل أصحاب المنزل هنا و الذي قرعت بابه مؤخّراً ان كانت صراحتي ( اللامحدودة ، كون لا شيء في حياتي لأخفيه ) بخصوص تجاربي الشخصيّة مع تعاليم يسوع ( كما هي في الانجيل ) تُزعجهم . لأنّني سأشعر حتماً بذنب عظيم قد ارتكبته اذا كان وجودي هنا غير مرغوب فيه . يكفي أن لا تردّوا السلام كي لا تروني ثانية . و اذا حدث ذلك أرجو أن تغفروا لي ما سبّبته ، بغير قصد ، من ازعاج بسبب جهلي لطبيعة هذا المنزل و ضيوفه قبل أن أقرع بابه .

[ابو جان]

ابو باسيل وجودك معنا بفرحنا .. وهالشي مو مجاملة .. منستفاد من خبرتك الكبيرة ومنستمتع بالدردشة معك .. اما بخصوص سؤال كرمة .. هو فعلا سؤال مشروع لانو متل ما قلتلنا حضرتك ممكن كل شخص يكون عندو تفسير مختلف لمفهوم الخطيئة ولانو نحن حابين نعرفك اكتر لهيك سألتك كرمة هاد السؤال .. وبوافقك بوجهة نظرك بخصوص الخطيئة وبوافقك بخصوص الصلا بغرفتي وبابي مسكر بس هاد ما بيعني انو القداس مو مهم او الكنيسة مو مهمة .. بصلي بغرفتي كل يوم وبابي مسكر وبروح كل اسبوع لاشترك بجسد ودم ربنا مع اخوتي بالمسيح .. طبعا فيني احكيلك لساعات عن الكنيسة واهميتا ودورها بحياتنا .. اما بخصوص الخطيئة .. كمان فيني احكي لساعات عنها بس رح اختصر وقول بالنسية الي الخطيئة هي بعدي عن ربنا .. ومن ضمنا الخطيئة بالقول او الفعل او الفكر .. وما بدي احكي عن العادات والتقاليد لاني ابعد ما يمكن عن هالشي .. بس فينا بوضوح نعرف شو هيه الخطيئة من خلال الكتاب المقدس .. احبب الرب الهك من كل قلبك واحبب قريبك مثل نفسك .. بالاضافة لتعاليم ربنا يلي كل مرة بقراها بحس انو بدو يانا نكون كاملين .. بدو يانا نكون على صورتو ومثالو .. وكل موقف ما بكون في على صورة ربنا بتكون خطيئة بالنسبة الي .. انشالله كون قدرت وصلك وجهة نظري

[KerimF]

سوأل كرمة لي طبيعي جداً و ما قلته لاحقاً بخصوص وجودي هنا لم يكن موجّها لها بالتأكيد ، لهذا أعتذر منها و منك كوني لم أكن واضحاً من هذه الناحية .

بخصوص ما هو مهمّ في الحياة ، أرى في كل شيء و في كلّ حدث ، سبباَ مهماّ و ضرورةّ لوجوده ، ولا يهمّني ان سبق لي و اكتشفت هذا السبب أو لا ( هذا ما أعتبره التطبيق العملي للوصيّة العظمى الأولى ) . فالحياة التي جيء بي فيها بـ إرادة القدرة الخالقة هي بمثابة هدية مجّانيّة بحق . لكنّه يبقى عليّ معرفة كيفية التعامل معها . لهذا ، لنفترض أنني حصلت على هدية من صديق بعيد و كانت عبارة عن حاسوب شخصي من شركة عالميّة . اذا لم أستطع الوثوق بشكل كامل بأنّه لا يوجد أية أخطاء في تصميم و تصنيع هذا الحاسوب ، في كلّ مرة يحدث خطأ فيه غير متوقّع أقول في نفسي هذا خطأ في صنعه و لا أحاول معرفة ما زلتُ أجهله عن كيفية استخدامه بالشكل الصحيح . أمّا ثقتي الكاملة تدفعني في كلّ مرة لأبحث عن النقاط التي ما زالت خافية عنّي بخصوص استخدامه و ذلك يوُصلني في نهاية الأمر إلى الاستفادة منه على الوجه الأكمل ليُصبح الحاسوب هذا هديّة قيّمة بحق ، بالنسبة لي على الأقل .

لنعد و نتأمل أهميّة القدّاس و الكنيسة .
في البداية ، أحبّ أن أكرّر و أشدّد بأنّني مقتنع تمامأ بأهميتهما لمعظم المسيحيين حول العالم ، ان لم يكن جميعهم .
و من ناحية أولى ، أرجو أن نتذكر دائماً بأنه ما هو مهمّ لشخص ما قد لا يكون بالضرورة مهمّاً لشخص آخر إلا اذا فُرضَ عليه بطريقة ما .
من ناحية أخرى ، اذا صدف لشخص ما أن يتعرّف أيضاً عمّا هو هام للبشر بعيداً عن مُحيطه ، يجد مجموعات بشريّة متنوّعة و مختلفة حول العالم و كلّ منها لها طقوس تَجمَعُ رعاياها و نظام يُنظّمُ حياتهم . فلهذا حيث يتجمّع بعض الناس لحضور القدّاس لكنيسة مسيحيّة ، يُصبح المكان المناسب ليردّد كلّ من الحضور علناً بما معناه : أنا الخاطئ و يسوع المسيح هو ابن الله الحيّ مُخلّصي .

مُشكلتي ، كانت و ماتزال ، أنّني بعد أن عَرِفتُ الحقيقة الكاملة من يسوع ، حرّرتني هذه الحقيقة لدرجة لم تَعُد لي حاجة الإنتماء إلى أي نظام أو تجمّع في العالم . فجميع رعايا هذه الأنظمة و التجمّعات ، بالرغم من اختلافهم الكبير ، أجدهم أخوة لي حتّى و لو كان على البعض منهم أن يلعبوا دور أعدائي .

أذكر عندما كنت طالباً في جامعة حلب ، تلقيت دعوة من الكنيسة لأشارك في نشاطات الشباب الجامعي المسيحي . في ذلك الوقت ، كنت قد تعرّفتُ على طالبٍ من خارج حلب و أصبحنا أصدقاء مقرّبين ، داخل الجامعة و خارجها ، نتشارك و نتصارح في كثير من الأمور بخصوص الدراسة و الأكل و الرحلات الترفيهية... و حتّى المواضيع االرّوحيّة الحسّاسة . و صدف أنّه مسلم في الهويّة ( نعم في الهويّة فقط ) . فعندما قابلت المسؤول عن النشاط المسيحي شرحت له صداقتي هذه و سألته ان كان بالامكان أن يكون معي صديقي أيضا ً . اعتذر قائلاً أن الموضوع يتعلّق بالشباب من عائلات مسيحيّة فقط . فاعتذرت بدوري كوني لم أحبّذ فكرة المشاركة بمفردي متمنيّاً له و للكنيسة التوفيق في اهتمامهم بالشباب .

[ابو جان]

مُشكلتي ، كانت و ماتزال ، أنّني بعد أن عَرِفتُ الحقيقة الكاملة من يسوع ، حرّرتني هذه الحقيقة لدرجة لم تَعُد لي حاجة الإنتماء إلى أي نظام أو تجمّع في العالم . فجميع رعايا هذه الأنظمة و التجمّعات ، بالرغم من اختلافهم الكبير ، أجدهم أخوة لي حتّى و لو كان على البعض منهم أن يلعبوا دور أعدائي .

يمكن انت ما عاد عندك حاجة للانتماء .. بس عالاكيد وجودك له دور ايجابي على بقية المتواجدين .. واذا ما كان دورك ايجابي هاد بيعني انك مازلت بحاجة لهذا الانتماء

[Karmah]

شكراً على سؤالك . يبدو أنّه لم يكن لديك وقت لتقرأ جوابي على هذا السؤال أثناء الحوار بيننا ( أبو جان و أنا ) :



أغتنم الفرصة لأسأل أصحاب المنزل هنا و الذي قرعت بابه مؤخّراً ان كانت صراحتي ( اللامحدودة ، كون لا شيء في حياتي لأخفيه ) بخصوص تجاربي الشخصيّة مع تعاليم يسوع ( كما هي في الانجيل ) تُزعجهم . لأنّني سأشعر حتماً بذنب عظيم قد ارتكبته اذا كان وجودي هنا غير مرغوب فيه . يكفي أن لا تردّوا السلام كي لا تروني ثانية . و اذا حدث ذلك أرجو أن تغفروا لي ما سبّبته ، بغير قصد ، من ازعاج بسبب جهلي لطبيعة هذا المنزل و ضيوفه قبل أن أقرع بابه .

لا بالعكس انا حبيت أسلوب الحوار بينك وبين ابوجان وصار عندي فضول لحتى اعرف منك اكتر عن خبرتك وتجاربك ...

[KerimF]

يمكن انت ما عاد عندك حاجة للانتماء .. بس عالاكيد وجودك له دور ايجابي على بقية المتواجدين .. واذا ما كان دورك ايجابي هاد بيعني انك مازلت بحاجة لهذا الانتماء

كلامك منطقيّ جدّاً من الناحية النظريّة أي قبل تعريف ما يعني ـ الدور الإيجابي ـ عمليّاً .
مثلاً ، ماذا سيستفيد منّي الآخرون ان كان ما أعرفه قد سبق وذكره يسوع في الانجيل و هذا الانجيل هو في متناول الجميع ؟
بعبارة أخرى ، ان كان سماع المعلّم الأعظم ( الالهي ) مباشرة من الانجيل لم يكن مفيداً ، كيف يُمكن لتلميذ له أن يكون أفضل منه .

لكن حوارنا هنا يمكن أن يكون مثمراً لأننا اثنان... ثلاثة بوجود كرمة . و ما قاله يسوع بهذا الخصوص يُبيّن حقيقة عمليّة

فإنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي ، فأنا أكون في وسطهم

فهو يَعلم مسبقاً ، عندما يجتمع اثنان لا يمكن أن يكون بينهما سوى تواصل واحد . فإذا تكلّم أحدهما يستمع له الآخر . و هذا ينطبق أيضاً اذا اجتمع ثلاثة ، اذ لا يمكن أن يكون بينهم سوى حوار واحد أيضاً لكن بفارق بسيط . عندما يتكلّم أحدهم سيستمع إليه شخصان عوضاً عن شخص واحد .

أمّا اذا اجتمع أربعة أو أكثر ، لا يمكن الجزم أنهم في تواصل واحد خلال اجتماعهم . مثلاً ، في حال كانوا أربعة ، يمكن لاثنين منهما التكلّم في نفس الوقت ( واحد بصوت عادي و الآخر بالاشارة مثلاً ) و يكون لكل واحد منهما مستمع يصغي أو ينتبه إليه . و في أحسن الأحوال ، و خاصة عندما يكون العدد كبير نسبيّاً ، يكون سبب اجتماعهم ( عادة بحسب جدول زمني ) لسماع وعظة دينيّة ( أحياناً قد تصبح اجتماعيّة وحتّى سياسيّة ) أو لترداد صلوات جماعيّة معروفة أو سماع تراتيل لمناسبات معيّنة . فيا تُرى ما هو الفارق العملي بين الحالتين ما دام يسوع حاضراً في كل زمان و مكان ؟

في الحالة الأولى ، لن يكون هناك حاجة لمناصب مختلفة للمجتمعين ان كانوا اثنان أو ثلاثة . أي يتمّ اجتماعهم بإرادة شخصية لكلّ منهم دون التقيّد بأي اعتبار آخر . و بالتالي يستطيعون أن يقرروا ان كانوا يجتمعون متّحدين بالروح باسم يسوع أو بخصوص أمر آخر ( كبدء شراكة في مشروع صناعي أو تجاري ) .

أمّا في الحالة الثانية ، يحتاج التجمّع إلى تنظيم معقول ، ان لم يكن يحتاج أيضاً إلى اجراءات للتحضير له . و في أكثر الأحيان هناك قوانين و شروط ، و على المشاركين فيه التقيّد بها لأسباب مختلفة حسب الظروف . عمليّاً كلّ من يحتاج للانتماء إلى فئة من البشر لنظام معيّن ، حضور اجتماعاتهم من هذا النوع و بشكل متواصل هو تعبير واضح بأنّه صادق ( على الأقل ظاهريّاً ) ليكون واحداً منهم . و هنا يتساءل المرء : هل من الممكن لانسان ، ينتمي إلى نظام معيّن ، أن يعيش المحبّة اللامشروطة تجاه كل من يقابله في حياته دون أن يُعتبر خائناً لهذا النظام في بعض مواقفه ؟

أحبّ أن أضيف ، لتفادي التباس محتمل ، بأنني أحاول دائماً أن أصف الواقع كما هو بخصوص أمرٍ ما ، و لكنّي لا أحدّد ابداً ما هو صائب أو خاطئ الّا اذا كان الأمر متعلّق بي شخصيّاً فقط . فمن الطبيعي أن أكتشف ما هو جيّد و مفيد لي و ما هو سيء و مضرّ لي أيضاً . و كون كل انسان ناضج و معافى له عقل ذكي متميّز ، هو فقط يعلم أو يقرر ما هو مًفيد أو مُضرّ له جسديّاً و روحيّاً ( في حال أدرك وجودها فيه ) . فقد قابلت أشخاصاً كانوا مستعدّين أن يكونوا عبيداً لـ سيد اذا كان بامكانه توفير كل احتياجاتهم الجسدية من مأكل جيّد و مسكن مريح و ما يتبعهما ( لم أسمع عنهم ان كان الحظ حالفهم أو لا ) . بينما لا أبيع استقلاليتي مقابل كل ثروات العالم .

[ابو جان]

ممكن يكون دورنا لدعم واستمرار الكنيسة بمكان ما او دورنا بمساعدة من هو بحاجة للمساعدة .. بجميع الاحوال دورنا لازم يكون اعمال وليس مجرد اقوال او عظات ومتل ما قلنا ربنا ب إنجيل متى 5: 16

فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

وهالشي بجاوب عن هالنقطة يلي ذكرتا حضرتك

ماذا سيستفيد منّي الآخرون ان كان ما أعرفه قد سبق وذكره يسوع في الانجيل و هذا الانجيل هو في متناول الجميع ؟

باعمالنا منخلي الاخر عندو حب معرفة ربنا .. اما غير هيك صعب كتير نقنع حدا انو يقرا الانجيل

هل من الممكن لانسان ، ينتمي إلى نظام معيّن ، أن يعيش المحبّة اللامشروطة تجاه كل من يقابله في حياته دون أن يُعتبر خائناً لهذا النظام في بعض مواقفه ؟

ممكن اذا الانسان بيعرف ربنا .. غير هيك صعب كتير .. بس ليش اذا حدا عاش المحبة اللامشروطة ممكن انو يُعتَبر خائن لهاد النظام؟؟

[KerimF]

ممكن اذا الانسان بيعرف ربنا .. غير هيك صعب كتير .. بس ليش اذا حدا عاش المحبة اللامشروطة ممكن انو يُعتَبر خائن لهاد النظام؟؟

معك حق تسأل ، فلقد فاتني أن أذكر لك السبب الذي جعلني أعيش المحبّة اللامشروطة تجاه كل من أقابله ( الوصيّة العظمى الثانية ) . فاعتمادي على الوصيّة الأولى وهي ثقتي الكاملة اللامحدودة بخالقي ( أي ثقتي بأن كل ما أوجده في الكون ، دون استثناء ، هو مهم و ضروري ) جعلتني أثق أيضاُ بنفسي ( فأنا أيضاُ من صُنعِه ) لأبحث و أكتشف ، مع مرور الزمن ، أهميّة كل ما يجري حولي ، أكانت أهمّيته لي أو لغيري ، و أيضاً ان كانت أهمّيته للعالم المادي أو الروحي . في الوقت ذاته ، كنت أشعر بنوع من الفرح كلّما تمالكت نفسي و امتنعت عن ردّ الإساءة بمثلها و أسامح من أخطأ تجاهي ، حتّى و لو كنت أستطيع أن أردّ بعشرة أمثالها . في البداية كان هذا يُحيّرني لأنّه مع هذا الفرح كنت أشعر أيضاً بأنني أتحدّى تعليمات غرائز جسدي ( التي هي أيضاً من صنع خالقي ) . لكن اكتشفت لاحقاً أن مثل هذا الفرح الدائم لم أكن لأحصل عليه لو كان تصرّفي هذا مفروضاً علي بطريقة ما و ليس باختياري الشخصي دون أي اعتبار آخر . فكان من الطبيعي أن أكون أنانيّاُ بالروح و استمرّ في محبّتي للغير بدون شروط لينتعش هذا الفرح في داخلي أكثر فأكثر . لهذا سبق و ذكرت لك أنّه لو تمَّ اتلاف و احراق جميع الأناحيل في العالم و قرر جميع البشر على الأرض ( و في الفضاء ) نكران حقيقة يسوع ، لن يتغيّر شيء في حياتي ( بفرض أنّه سيتمّ الابقاء عليها ) .
أمّا بخصوص خيانة تلميذ يسوع اذا كان منتميّاً بإرادته إلى نظام ما ، هل تعتقد حقاً أنّ جميع رعايا لأي نظام تعرفه ، سيباركون أيضاً مساعدة هذا التلميذ لمن يَعتبروه عدوّاً لنظامهم و معتقداتهم ؟

ممكن يكون دورنا لدعم واستمرار الكنيسة بمكان ما او دورنا بمساعدة من هو بحاجة للمساعدة .. بجميع الاحوال دورنا لازم يكون اعمال وليس مجرد اقوال او عظات

معك حق تماماّ . لكن هل سمعتني أو رأيتني يوماً أعظ بين الناس على نطاق واسع أو ضيّق ؟
من ناحية أخرى ، لا تخف على أي كنيسة . فهناك دائما أسباب عمليّة لدعم كل كنيسة حول العالم . و ان حدث ، في أسوأ الحالات ، فشل كامل في استمرار كنيسة ما ، سيسمع العالم بعدها بمدّة قصيرة بمولد كنيسة جديدة .

باعمالنا منخلي الاخر عندو حب معرفة ربنا .. اما غير هيك صعب كتير نقنع حدا انو يقرا الانجيل

ما تقوله فيه وجهة نظر معقولة . لكن ما حدث معي كان العكس تماماً .
فعندما كنت في سن المُراهقة كنت أستغرب كيف يمكن لتعاليم الكنيسة ( في مادة التعليم المسيحي ) أن تكون مناقضة لكثيرٍ مما اكتشفته في ذاتي و العالم من حولي . بالمناسبة ، حتّى في ذلك السن المبكر ، لم أكن أحكم على أعمال من هم ، من المفترض ، يمثّلون تعاليم يسوع . فأعمالهم ، مهما كانت ، هي شأنهم فقط . لكنّ هذا التناقض دفعني لأقرأ بنفسي و بتمعّن شديد ما يقوله يسوع في الانجيل . كانت غايتي في البداية هي اثبات لنفسي بعد قراءتي كلام يسوع بأن الكنيسة و يسوع معاً هما غريبان عنّي و عليّ البحثُ عن الحقيقة في مكان آخر . فكانت دهشتي عظيمة اذ وجدت كلام يسوع و تعاليم الكنيسة التي كنت أدرسها ينتميان إلى عالمين مختلفين بالرغم أنهما يتشاركان بـ اسم يسوع المسيح . ما حدث معي لاحقاُ ، سبق و ذكرته معك و الذي يًمكن أن يُرى كشبيه ، إلى حد ما ، ما حدث لبولس الرسول مع الفارق الكبير بأن كان عليه أن يبشّر بالانجيل ( مع كثير من الرسل و التلاميذ ) حتى الاستشهاد بـ اسم الآب و الابن و الروح القدس كي يضع كلام يسوع بين يدي و في متناول من يشاء بعد حوالي 2000 سنة... فيٌخلّصني يسوع ، المُعلّم الالهي الكامل ، من جهلي ( ما يُعرف بالخطيئة الأصلية التي يُولد معها كلّ طفل ) .
فلو حدثت معجزة و سُمح لي يوماً أن أكرّر كل ما يقوله يسوع من حقائق في الانجيل ، كما كان يفعل ، أمام جموع العالم ( هكذا اتصال أصبح سهلاً في أيامنا ، عبر الأقمار الصناعيّة ) ، لن أبقى حيّاً لأكثر من يومين أو ثلاثة . نعم فقد سبق و ذكرت ذلك في نهاية #5 و الذي يُشير إلى التناقض الواضح بخصوص تعامل العالم المادي مع تعاليم يسوع ... و هو بمثابة معجزة معاصرة نعيشها و لا يستطيع أحد في العالم نكرانها أو التشكيك بها .

[KerimF]

بالمناسبة ، ما ذكرتُهُ في نهاية رسالتي السابقة بخصوص المعجزة المعاصرة الحيّة له علاقة بـ قيامة يسوع المسيح . لكن اذا سألتُ انساناً ، أكان مسيحيّاً أو لا ، عمّا يُقصد بـ قيامة يسوع المسيح ، أسمعه يقول : مكتوب في الانجيل أن جسده صعِد إلى السماء ( بعد موته على الصليب و ظهوره ثانية بين الرسل و آخرين ) . من الطبيعي أن يشكّك كثيرون بهكذا حدث و لكن لو لم يحدث فعلاً في ذلك الوقت لما تحمّل كثيرون الاضطهاد و التعذيب و الاعدام و هم مصرّون على ايصال تعاليم يسوع للعالم أجمع . وقد أثمرت فعلاً تضحياتم و أنا الآن أدين لهم معرفتي بـ يسوع و خلاصي من جهلي .

أمّا الآن ، من يقرأ الانجيل بتمعّن يجد أنّ المسيح أظهر لنا أيضاً قيامةً أهم بكثير من صعود جسده . ففي يوم الذي صُلب فيه لم يكن على الأرض و لو انساناً واحداً يجرؤ القول بأنّه مؤمن به . و لتأكيد هذا الوضع و هذا المشهد ، فقد جعل يسوع حتّى بطرس الرسول ينكره ثلاث مرات ( علامة تأكيد مُتعارف عليها ) في ذلك اليوم و هو الذي قال له : أنت صخر. وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها .

فالعالم ، وهو أمام يسوع على الصليب بعد أن أسلم الروح ، يمكنه القول و بكل ثقة ( كما فعل كتيرون من حوله ) أنّ جسده و رسالته مـعـاً قد ماتا إلى الأبد . لهذا ولتأكيد هذا الظن لم يكتفي يسوع بمشهد الصليب ، فقد جعل أيضاً جميع رسله خائفين و مختبئين لمدة أربعين يوماً لتأكيد مرة أخرى على موت رسالته . فكلّنا نعلم بأنّه ، عند الضرورة ، تُعزل المرأة لفترة أربعين يوماً بعد وفاة زوجها للتأكد من أنّ لا حياة فيها منه . ومع ذلك عاد الرسل ، أقوى من ذي قبل ، لنشر رسالة يسوع من جديد بعد أن ظنّ العالم أنها ماتت كلّيّاً (بعد موت جسده ) . نعم ، هذا الحدث ( قيامة رسالة ) هو الوحيد من نوعه في تاريخ البشرية و لا يُمكن أن يتكرّر ( أرجو أن يصحّح لي أحد علماء التاريخ ان لم يكن هذا الحدث الوحيد ) .

لهذا أكرّر ( لأهميته ) بأنه الآن ، لا يَعتبر أي نظام حاكم في العالم ، دون استثناء ، طباعة كلام يسوع في كتب ورقية أو الكترونية جريمة ضدّه تتوجّب العقاب . و مع ذلك ، لا يُسمح لأي انسان في العالم أن يكرر على مسمع الملايين ، عبر الأقمار الصناعية مثلاً ، كثيراُ من كلام يسوع الذي نقرأه في الانجيل في حال يزمع تكرارها بذات الدقة و الوضوح كما فعل يسوع . فهذه الطريقة التي يتعامل بها العالم أجمع مع تعاليم يسوع و التي تُعارض المنطق البشري بشكل واضح ، أرى فيها معجزة قيامة رسالة يسوع إلى يومنا هذا و التي لا يمكن لأحد نكران هذا التناقض الغريب فيها .
هنا يتساءل المرء : ما هذه التعاليم المكتوبة في الانجيل و لا يُسمح بقولها علناً على نطاق واسع ؟
هناك الكثير و قد سبق و اربكتم بـ اثنين منها اذ كل منهما يتعارض مع ما اعتدتم سماعه . فهل من الحكمة أن يُتابع رجل غريب بسيط ( يكاد يُعرف في محيطه ) في ارباككم بأمور لم تتوقعّوا سماعها يوماً . لكنّ ، الحقُ يُقال ، فقد صبرتم معي أكثر من أي غرباء قابلتهم في منتديات مختلفة على الانترنت . لكن ، كما نعلم ، للصبر ( صبركم ) حدود . لذا أحاول أن أطبق المقولة : ان كان صاحبك عسل لا تلتهمه كلّه .

[ابو جان]

كمان مرة بعتزر منك عالرد المتأخر .. التهينا برأس السنة

بوافقك على الردين السابقين بس بختلف معك شوي صغيرة

و لتأكيد هذا الوضع و هذا المشهد ، فقد جعل يسوع حتّى بطرس الرسول ينكره ثلاث مرات

بظن بطرس انكر منو لحالو بكامل ارادتو .. ربنا كان بيعرف انو رح ينكرو.


والنقطة الاخيرة يلي ذكرتا

هناك الكثير و قد سبق و اربكتم بـ اثنين منها اذ كل منهما يتعارض مع ما اعتدتم سماعه . فهل من الحكمة أن يُتابع رجل غريب بسيط ( يكاد يُعرف في محيطه ) في ارباككم بأمور لم تتوقعّوا سماعها يوماً . لكنّ ، الحقُ يُقال ، فقد صبرتم معي أكثر من أي غرباء قابلتهم في منتديات مختلفة على الانترنت . لكن ، كما نعلم ، للصبر ( صبركم ) حدود . لذا أحاول أن أطبق المقولة : ان كان صاحبك عسل لا تلتهمه كلّه .

انا بتمنى اسمع منك اكتر خصوصي انك ذكرت هناك الكثير .. وصدقني انا مبسوط بحديثنا هاد .. اذا ما كان مدايقك طبعا ياريت تذكرلنا بعض من هالنقاط الكثيرة

[KerimF]

بظن بطرس انكر منو لحالو بكامل ارادتو .. ربنا كان بيعرف انو رح ينكرو.

معك حق ، بطرس بارادته فعل ما فعل و ان كان ذلك متوقّعاً . لا ننسى أنّ القاء القبض على يسوع كانت صدمة كبيرة له و للرسل . فكانت ردة فعله اللارادية قوية أيضاً .

وكان مع سمعان بطرس سيف فاستله وضرب به عبد رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس .

و بذلك أصبح لـ بطرس سبباً ، آنيّاً على الأقل ، ليخاف و ينكر معرفته بـ يسوع كلّما شكّ به أحد في ذلك اليوم ( مع أنّ يسوع شَفى العبد بعد أن قطع بطرس أذنه ) . نعم ، يسوع يعلم مسبقاً بكل ما يجري في العالم المادي و نكران بطرس كان موجّهاً للعالم المادي بالتحديد ، لتأكيد الخطوة الأولى لموت رسالته معه على الصليب ، فقد كان بطرس بالذات هو " الصخرة " .
بالمناسبة ، الانسان الذي لا يُدرك روحاً حيّةً في ذاته لا خيار له سوى اتباع تعليمات خالقه ( تُعرف بالغرائز ) . من هذه العمليات امكانية تغيير المسار وذلك بحسب الظرف الذي يمرّ بها هذا الانسان . مثل هذه التعليمات نجدها ، لكن على نطاق أضيق و أبسط ، في برامج الرجل الآلي مثلاً . و مع أنّها مُبرمجة و محدّدة في الانسان أصلاً ، تُعطيه الاحساس بأنّه كائن حرّ كلّما جعلته يقرر بين مسارين أو أكثر و كلّه قناعة بأنّه سيّد قراره .
أمّا الانسان ، الذي يُدرك روحأً حيّة فيه ، عنده اختيار حقيقي واحد فقط وهو بين تغذية روحه بالمحبّة الالهيّة اللامشروطة تجاه االآخرين ( أي قبول الروح القدس فيه ) و بين العيش كباقي المخلوقات الحيّة ، أي يُكافح من أجل بقائه و استمرار ذرّيته بحسب ما توجّهه غرائزه . بعبارة أخرى ، لا يًمكن لمحبّة أن تكون حقيقية و يشعر الانسان بقدراتها الّا اذا كانت هذه المحبّة لا تخضع لأي قانون أو برنامج . لهذا علّم يسوع بوصايا و أمثال فقط ، كما يفعل الأب الصالح عندما ينصح أولاده قبل أن يبدأوا حياتهم الخاصة . فكل من كان دوره في تاريخ البشريّة تأسيس ديناً ما ، عدا يسوع ، كان عليه وضع شريعة له ، و على المؤمنين بهذا الدين الالتزام بها ، كأنّهم جنود في جيش . بالمناسبة ، هذه الأديان بطوائفها المختلفة و معها الأنظمة السياسيّة المُتعدّدة ، جميعها مهمّة للعالم المادي ( قد نتكلّم عن هذه الأهميّة لاحقاً ) .

[KerimF]

انا بتمنى اسمع منك اكتر خصوصي انك ذكرت هناك الكثير .. وصدقني انا مبسوط بحديثنا هاد .. اذا ما كان مدايقك طبعا ياريت تذكرلنا بعض من هالنقاط الكثيرة

يبدو أنّك نسيت وعدي لك ( بعد مَثَل الوكيل الخائن ) بخصوص كشف ما يمكن أن يحدث بعد موت الجسد ، على الأقل بعد موت جسدي ( اعتماداً على ما يُعرف بالمنطق العلمي ) .
على ما أظنّ ، حان الوقت للحديث بهذا الموضوع ، و ذلك قبل المُضيّ قُدُماً فيما كشف لنا يسوع من حقائق في الانجيل و التي يُحظر التذكير بها أمام العالم .

هذه المرة ، سيكون حديثي من خلال رواية خيالية ( من مخيلتي ) ليكون أكثر وضوحاً و حتّى أكثر تشويقاً .
عند بحثي عن الجواب ، تصوّرت نفسي أتحادث مع خالقي .

أنا : أرجوك ، قل لي ماذا سيحدث لي بالتحديد بعد موت جسدي .
خالقي : ألم أعطِك ذكاءاً بشريّاً لتكتشف ما تصّر على معرفته دون الرجوع إليّ ؟
أنا : أعلم هذا ، ولكن هذه حالة خاصة جدّاً . كما تعلم ، لأكتشف بنفسي ما سيحدث لي بعد موتي عليّ أن أموت أولاً ، و عندها يكون قد فات الأوان .
خالقي : أترى ؟ أنت بنفسك قلت بأنك تستطيع معرفة الجواب اذا مات جسدك . ألم تمت بعد ؟ أعني ماذا تعرف الآن عن الموت ؟
أنا : الذي أعرفه حتى الآن ، أنّ بعد موتي كلّ حواس جسدي و ادراكه بالزمان و المكان تزول ، كأنّ جسدي لم يكن له وجود بالأصل .
خالقي : أحسنتَ ، فهذه بداية جيّدة . الآن قل لي ، ألم تمرّ حقّاً في حياتك بالحالة ، التي ذكرتها ، ما بعد موت جسدك ، أعني أنك فقدتَ كلّيّاُ ادراكك بالزمان و المكان و أصاب الشلل التام كلّ حواسك ؟ فكّر مليّاً قبل اجابتك . لأنّك عمليّاً تمرّ بهكذا حالة كلّ يوم .
أنا : يبدو أنك تقصد الحالة التي أكون فيها أثناء نومي العميق في كلّ يوم . لكن ماذا يُفيدني معرفة ذلك ؟
خالقي : تدّعي بأنك رجل علم و لا تعلم ؟ ألا تسأل نفسك ماذا يحدث معك بعد مرورك بهذه الحالة ؟
أنا : لا شيء جديد . يستيقظ جسدي و يتابع حياته كالمُعتاد .
خالقي : هل أنت متأكد حقاً من عدم مرورك بأية حالة قبل استيقاظ جسدك ؟
أنا : معك حق . نسيت أنني ، أحياناً ، أجد نفسي في حلم .
خالقي : من الجيد أنّك تذكّرتَ . الآن قل لي كيف يبدأ حلمك ؟ أعني ، هل يبدأ بارادتك مثلاً ؟
أنا : أثناء نومي العميق ، عدا عدم ادراكي بأي شيء ، لا ارادة لي أيضاً . و عندما أجد نفسي في حلم لا يكون بمقدوري معرفة كيف بدأ بالتحديد .
خالقي : ألا يذكّرك هذا بولادة جسدك في هذه الحياة بدون ارادتك أيضاً و عدم قدرتك الآن في تحديد متى و كيف بدأ ادراكك بها عمليّاً ؟ الآن قل لي : ماذا يحدث لك في الحلم ؟
أنا : من فضلك ، دعني أتذكّر قليلاُ ... أشعر فيه كأنني حي حقاً لكن في عالم غير محدّد بمفهومي الزمان و المكان . و ما يحدث لي فيه يعكس ، بطريقة أو بأخرى ، ما أفعله و أفكّر به في عالم الزمان و المكان . و طبعاً أخرج منه باستيقاظ جسدي لسبب ما .
خالقي : ألا ترى ؟ الآن تعرف ما يمكن أن يحدث بعد موت جسدك .
أنا : عفواً على مقاطعتك . كما تعلم ، يمكن أن يأتيني الحلم لأن جسدي ما زال حياً ، و ان كان في حالة فقدان الادراك و الارادة كلّيّاً .
خالقي : لكن من ناحية أخرى ، أنت تعلم أن ولادة جسدك في هذه الحياة لم تكن بإرادتك ، و أيضاً ولادتك في كل حلم لا تكون بإرادتك . حتى أن عودة جسدك للحياة بشكل فعلي بعد كلّ نوم عميق تكون بدون إرادتك ( لهذا تضطر أحياناً لاستعمال منبّهاً ما كسبب خارجي لايقاظك ) . فاذا تمعّنت بالتفكير بكل هذا ، تجد أنّه عندما يموت جسدك سيغط في نوم عميق . وكما أنني جعلتك تحلم ، دون إرادتك ، بما كنتَ تفعله و تؤمن به بينما جسدك حيّ و نائم ، ما المانع أن أجعلك تعيش هكذا حلم ، و كالعادة متخطّياً ارادتك ، بدون جسدك الحي ؟ لكن في هذه الحالة لن يوجد جسد ليستيقظ و يُوقف حلمك .
أنا : أرجو أن لا أحرجك بسوألي الأخير . هل سأكون معك في هذا الحلم الأخير الأبدي .
خالقي : في عالمٍ كعالم الحلم الذي جعلتك تعيش فيه ، أحياناً و بشكل مؤقت ، كل شيء جائز الحدوث فيه ، لكنّ ذلك يتعلّق بك و بك فقط . فأحداث حلمك الأبدي أنت صانعها و هذه هي هديّتي لك .

بعد هذه المحادثة في مخيّلتي ، أصبح هدفي الأهم في الحياة هو جعل ، بقدر المستطاع ، حلمي الأخير ( في حال عشتُ فيه و أحلامي الحالية بالطبع ) في أفضل صورة أتمنّاها لنفسي . و هنا جاء دور يسوع ، ابن القدرة الخالقة المتجسّد ، ليرشدني على الطريق و في نور المعرفة كي أتمكّن من تغذية روحي الحيّة بحريّة كاملة و أعيش الفرح الالهي الذي يتخطّى كل ما في العالم المادي الفاني .

أعتقد الموضوع التالي ، ان لم يكن لأحد مانع ، من الأفضل أن يكون بما يُعرف بـ جهنم الخالدة ( كما شرحها لي يسوع في الانجيل ) .

[ابو جان]

اذا بتسمحلي افهم منك اكتر عن هالنقطة

لا خيار له سوى اتباع تعليمات خالقه ( تُعرف بالغرائز )

ما بدي اقطعلك تسلسل الافكار المطروحة بس هي النقطة (تعليمات خالقه التي تعرف بالغرائز) بتهمني

[ابو جان]

أعتقد الموضوع التالي ، ان لم يكن لأحد مانع ، من الأفضل أن يكون بما يُعرف بـ جهنم الخالدة ( كما شرحها لي يسوع في الانجيل ) .

كلنا اذان صاغية

[KerimF]

الانسان الذي لا يُدرك روحاً حيّةً في ذاته لا خيار له سوى اتباع تعليمات خالقه ( تُعرف بالغرائز )

ما بدي اقطعلك تسلسل الافكار المطروحة بس هي النقطة (تعليمات خالقه التي تعرف بالغرائز) بتهمني

برأيك ماذا تعني عبارة "هذا الانسان تصرّف في هذا الموقف بحسب غريزته" ؟ ألا تشبه عبارة "هذا الرجل الآلي تصرّف في هذا الموقف بحسب تعليمات برنامجه" ؟
الانسان الذي صنع الرجل الآلي هو ذاته قرّر كيف عليه أن يتصرّف في كل موقف و ذلك بحسب تعليمات البرنامج الذي وضعه فيه .
كذلك الأمر بالنسبة لجسدي الحيّ . ففيه ملايين الخلايا الحيّة وكلّ منها قد تمّ برمجتها لتعمل كلّها معاً كي يبقى جسدي حيّ . و حاصل تفاعل كلّ هذه البرامج... هو ما يوجّه كيفية التصرّف لجسدي ليؤدّي دوره في العالم المادي ( كما هو الحال لجميع الكائنات الحيّة الأخرى ) . و جرت العادة أن أسمّي محصّلة البرامج هذه بالغريزة ( ليست بالضرورة متشابهة تماماً في جميع البشر لأنّ العالم المادي بحاجة لأدوار مختلفة لا تُحصى لاستمراره و تطوّره ) .
يا تُرى من قرّر طبيعة ـ جميع ـ البرامج الموضوعة في جسدي الحيّ ؟ من يكون غير الإرادة و القدرة الخالقة لهذا الكون ( خالقي ، بالمُختصر ) .

أقول هذا في حال فهمتَ من كلامي السابق بأن جزءاً فقط من الغرائز هي من الخالق و الجزء المتبقي ليست منه .
و بينما من الطبيعي أن يُدركَ كلّ انسان جسده الحيّ ، ادراكه بروح حيّة فيه ، و التي عالمها يختلف عن العالم المادي ، ليس حتمي بالضرورة ( يسوع أظهر لي هذه الحقيقة مرّات عديدة و بطرق مختلفة ) .

للأسف ، جوابي هو فقط بمقدار فهمي لسوألك أو بلأحرى لاهتمامك .

[ابو جان]

تمام .. انا يلي حابب اعرفو لما تحكي عن الغرائز اذا نسبنا هي الغرائز للخالق .. هيك فيني تقريبا برر كل شهواتي الجسدية وانسبا للخالق (وهالشي بناقض الخالق لأنو صالح وكل شي صالح وكامل هو من الله) يعني كمثال اذا انا زنيت بقول غريزة الشهوة دفعتني للزنى .. اذا انا سرقت بقول غريزة حب المال .. اذا تسلطت بقول غريزة حب السلطة .. كأني عم القي بأخطائي على حدا تاني .. متل لما حدا يغلط ويقول الله يلعن الشيطان .. كأنو عم برر حالي وحط الحق على الشيطان .. انشالله كون قدرت وصلك الشي يلي عم فكر فيه

[KerimF]

شكراً على الايضاح .

ما ذكرته لي يُعيدنا إلى مفهوم الخطيئة وما يمكن أن تَعنيه عمليّاً . بالنسبة لي ، الخطيئة تحتاج إلى غفران . و الغفران يعني أن هناك ضحيّة أصابها مكروه بسبب هذه الخطيئة . وكي يكون الغفران حقيقيّاً ، من الطبيعي أن يأتي هذا الغفران من المتضرر ذاته .

من ناحية أخرى ، مهما أخطأ الانسان لا يمكن أن تكون ضحيّتة المتضرّرة القدرة الخالقة . و يسوع متّفق معي في هذا ، لكنّه ذكّرني أيضاً بالخطيئة الوحيدة التي ليس لها ضحيّة و بالتالي لا تُغتفر في أي زمان .

لذلك أقول لكم : إن كل خطيئة وتجديف يغفر للناس .
وأما التجديف على الروح القدس ، فلن يغفر .
ومن قال كلمة ضد ابن الإنسان ، يغفر له .
وأما من قال كلمة ضد الروح القدس، فلن يغفر له ، لا في هذا الزمان ، ولا في الزمان الآتي .

بهذا ، يقول لي يسوع أن أغفر أخطاء غيري بلا حدود . ولكن اذا أكّد لي شخص بأنّه لا يمكن له أن يقبل بحقيقة وجود روح المحبّة الكاملة ( أي الروح القدس ) التي تستطيع أن تجعل لـ كائنين مستقلّين (كـ الآب و يسوع ) إرادة و قدرة واحدة تجاه أي طرف آخر ، كأنّه يقول لي : لا تتعب نفسك فأنا مجرّد كائن أناني و مادي بحت لا روح لدي سوى حياة جسدي الفاني .
قد تقولُ لي : كيف تخلق السماء مثل هكذا انسان ؟ أجيبُك : و ماذا كان المانع للقدرة الخالقة لتسمح بولادة الروح أيضاً في باقي الكائنات الحيّة ( على الأقل المتطوّرة منها و الذكيّة بشكل ملحوظ ) ؟ على كلّ حال اطمئن و لا تخف على مثل هكذا انسان ، فهو سعيد بطبيعته كما هي و يتمتّع بملذّات الدنيا أكثر منك و منّي .
فالمهم أيضاً في كلام يسوع هو أن أي تجديف آخر حتى بخصوص ذاته هو يمثّل خطيئة عابرة نتيجة معرفة الانسان المُخطئ غير المكتملة عن ذاته و أمور كثيرة في الحياة . و القدرة الخالقة متفهّمة دائماً لهكذا أخطاء كما يتفهّم الأب الصالح طفله الصغير عندما يتكلّم الطفل معه بأية طريقة .

بدأت بهذه المقدّمة عن مفهوم الخطيئة لأنني أهتمّ شخصيّاً بـ طبيعة الضحيّة الواقعية لكل خطأ ممكن أن أرتكبه ( أو خطيئة ممكن أن أرتكبها ، بحسب تعبيرك ) .
و مع أن الخطايا عديدة ، فقد ذكرتَ لي ثلاثة منها التي خطرت ببالك بينما تكتب لي لتوضيح سوألك .
لهذا لا مانع لدي ان أبدأ حديثي بما يخصّ خطيئة الزنى . لكن ، و عفواً على صراحتي ، ان كُنتَ تظنّ أنّها خطيئة كونها تُخالف وصيّة خالق السموات و الأرض و بالتالي لها القدرة أن تتحكم به و تجعله يغضب ، فما كنتُ مزمعاً لأقوله لك لن يهمّك بشيء .