لنسأل الرب غفران خطايانا قبل أن نطلب منه الخيرات الأرضية - القديس يوحنا الذهبي الفم

[ابو جان]

لنتقدم من السيد ونسأله غفران خطايانا قبل أن نطلب منه الخيرات الأرضية. فهو يعطينا كل ما نحتاج اليه إن سألناه بحرارة.
في تلك الأيام، أيام كان المسيح على الأرض، وقد ذاع صيته في انحاء المسكونة، جاء اليه سكان الأنحاء المختلفة اذ سمعوا انه يخرج الشياطين. اما انت الآن فامامك أعماله كلها، وهي تدل على قدرته. ومع ذلك فأنت لا تريد أن تنهض وتسرع اليه. هؤلاء تركوا أوطانهم وأصدقاءهم وأقاربهم وجاؤوا اليه. اما انت فلا تريد أن تخرج من بيتك وتتقدم اليه لكي يعطيك أفضل منهم بكثير. اما نحن فلا نطلب منك شيئا مما ذكر. إبقَ مع أخصائك وارفض العادات الشريرة فقط فتحصل على الخلاص بسهولة.

إن اصابتنا علّة جسدية نبذل ما في وسعنا لنتخلّص منها. اما ان أصابنا مرض روحاني فنتماهل ونرفض التطبيب منه. لذلك لا نشفى من أمراضنا الجسدية، راغبين في تنظيف الجداول الصغيرة، وغاضين النظر عن منهل الشر الأصلي. ان فساد النفس هو سبب علل الجسد. ويثبت هذا ذلك المخلع الذي نقب السقف حاملوه ليدلوا بسريره الى المسيح. وما اكثر الأمثلة على هذا، فيجب أن نستأصل الشر اولا وحينئذ نحصل على الشفاء. .

ان المرض لا يكون بانحطاط الجسد بل بالخطيئة. ومرض النفس أشد من مرض الجسد لأنها أفضل منه. بناء عليه لنتقدّم الى المسيح ونطلب منه شفاء نفوسنا المخلّعة تاركين الأشياء العالمية، ومنصرفين الى الروحيات. فاذا كنت لا تحزن من اجل الخطيئة فلا تحسب نفسك في مأمن من الخطر.

الأفضل أن لا نخطئ مطلقاً، وإن سقط أحد في الخطيئة يجب عليه أن يشعر بها ويصطلح. فإن كنا لا نحاسب أنفسنا عنها ولو قليلاً، فكيف نجسر أن نتضرّع الى الله ونسأله مغفرة الخطايا. وان كنت ايها الخاطئ لا تريد أن تعترف بإثمك فأية مغفرة تسأل من الله، انك تسأله أشياء لا تعرفها. لذلك وجب عليك أن تعترف بخطاياك واحدة فواحدة كي تعلم مقدار الدين الذي يترك لك، وتتحرك فيك عاطفة الشكر والثناء الى مَن أحسَنَ اليك.
فإن أهنت أحداً توسط الأصدقاء والجيران، وتبذل جهدك ومالك وتضيع معظم أوقاتك سدى، وتذهب اليه بنفسك وتسأله العفو وتلح به ولو لم يعفُ عنك. اما إن أخطأنا الى إله الكل فنتهاون بالأمر ولا تتحرك فينا الحمية، ونظل على عمل ما تعودناه. فمتى اذاً نسترضيه؟ الا نخطئ الى الله تعالى أكثر من السابق ان داومنا على عملنا هذا؟

ان عدم الندم والحزن على الخطيئة هو شر اكثر من الخطيئة نفسها. لنا سيد شفوق رحيم لكننا نحزنه ولا نندم، وهو في حزنه علينا لا يكرهنا ولا ينبذنا بعيداً عنه بل يستميلنا اليه. انه يفيض علينا الخيرات، وانت ترى هذا وتستخف به اكثر من السابق. وهو يصرف وجهه عنك قليلاً كي تعود وتتحد معه الى الأبد. نعم انه يبث فينا روح الأمل لانه محب للبشر.

اذاً لنقدّم له قوتنا الحقيقية قبل أن يأتي ذلك اليوم الدينونة، فلا تعود التوبة نفسها تجدينا نفعاً. فلنبادر الى وجهه بالاعتراف. فإن لم تُغفر خطايانا في هذا العالم، لا مهرب لنا من الحساب والعقاب لدى انتقالنا الى العالم الآتي.

+++

القديس يوحنا الذهبي الفم

المصدر: صفحة القديس يوحنا الذهبي الفم

[Karmah]

[KerimF]

عُذرا" ، كيف لشخص أن يُخطئ ان كان يثق ثقة كاملة بالقدرة التي خلقته والتي أساسها المحبّة الكاملة اللامشروطة ، أي يثق بشكل كامل بالآب و الابن و الروح القدس ( الوصيّة العظمى الأولى ) ؟ عمليّاً ، بهذه الثقة اللامحدودة يمكن لهذا الانسان أن يجد تفسيراً منطقياً عن أهميّة و ضرورة حدوث كل ما يمكن أن يجري من حوله وحتى في العالم . طبعاً ما أقوله لن يقبله ، أو لا يهتم به ، أي انسان لا يمكنه الوثوق بخالقه بشكل كامل . في هذه الحالة عليه فقط أن يتبع تعليمات خالقه المبرمجة أصلاً في جسده الحيّ و التي تُعرف بالغرائز كما هي الحال لجميع المخلوقات الحيّة الأخرى وذلك لخدمة العالم المادي و المساهمة في استمرار و تطوير الحياة فيه .

كيف لشخص أن يُخطئ ان كان يُحب كل من يلتق به كنفسه ( الوصيّة العظمى الثانية وهي نتيجة منطقية للوصيّة الأولى ) ؟ عمليّا ، هذا الشخص يُحب حتى من كان دورهم في الحياة أن يكونوا أعداء له بصورة أو بأخرى . فهو يعلم ان لم تستطع محبته اللامشروطة ، والتي يُوجهها بشكل مستمر الروح القدس الذي قبل به في حياته ، أن تحميه فلا شيء آخر في الدنيا يستطيع .

لهذا قال يسوع بوضوح :
بهاتين الوصيتين تتعلق الشريعة وكتب الأنبياء .
فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم السماوي هو كامل

طبعاً أتفهّم جيّدا" في حال أصحاب هذا المنزل وجدوا في كلامي هذا نوعاً من التجديف . فيسوع قد تمّ تعذيبه وصلبه كمجرم بحجّة أنه جدّف بحسب المعتقدات السائدة آنذاك والتلميذ ليس أرفع من المعلم .

[ابو جان]

طبعاً أتفهّم جيّدا" في حال أصحاب هذا المنزل وجدوا في كلامي هذا نوعاً من التجديف . فيسوع قد تمّ تعذيبه وصلبه كمجرم بحجّة أنه جدّف بحسب المعتقدات السائدة آنذاك والتلميذ ليس أرفع من المعلم .

لا بالعكس .. اهلا وسهلا فيك منور بيتك ..للاسف نحن منخطأ مرة بعد مرة بسبب ضعفنا

[KerimF]

مع حق ، ابو جان .
فأنا أخطئ مثلاً في بداية كل مشروع جديد أحاول تصميمه ، لكن ذلك ساعدني كثيراً في تحديث معرفتي العلمية عند اصراري لتصحيح ما أخطأت به أو اكتشاف سبب حدوثه على الأقل .
كذلك الحال في حياتي الروحيّة ، ففي كل مرة كنت أشعر بها بعدم الراحة في داخلي ، كنت أعلم أنني أخطأت تجاه شخص ما بسبب جهلي لأمر ما ، الأمر الذي كان عليّ اكتشافه لتصحيح ما فعلته بسبب جهلي الأولي . فالجهل هو ضعف قد وُلد معي كما هو الحال عند ولادة أي طفل . والطفل كـ كمبيوتر تم صنعه بامكانيات عظيمة ولكن لم يتم بعد ادخال أي معلومات فيه .
هذا الضعف ، وأتفهّم ان لم توافق نظرتي ، هو مرادف لما يُعرف بـ الخطيئة الأصلية . لهذا تجسّد يسوع ليُخلّصني من هذا الجهل بشكل كامل ، وذلك بأن يكشف لي جميع الأجوبة التي أبحث عنها بخصوص الحقائق الطبيعية كما هي تماماً في واقع الحياة ، أي في تكويني و في تكوين العالم من حولي . فهذه الحقائق لا يستطيع أي مخلوق بشري كشفها ، كاملةً وعلناً ، بالدقة و الوضوح كما فعل يسوع . بالمناسبة ، حتى في يومنا هذا ، لا يُسمح لأي انسان في العالم أن يكرر على مسمع الملايين ، عبر الأقمار الصناعية مثلاً ، كثيراُ من كلام يسوع الذي نقرأه في الانجيل في حال يزمع تكرارها بذات الدقة و الوضوح . والجدير بالذكر أنّه ، في ذات الوقت ، لا يعتبر أي نظام حاكم في العالم ، دون استثناء ، طباعة كلام يسوع في كتب ورقية أو الكترونية جريمة ضدّه تتوجّب العقاب .

[ابو جان]

مع حق ، ابو جان .
فأنا أخطئ مثلاً في بداية كل مشروع جديد أحاول تصميمه ، لكن ذلك ساعدني كثيراً في تحديث معرفتي العلمية عند اصراري لتصحيح ما أخطأت به أو اكتشاف سبب حدوثه على الأقل .
كذلك الحال في حياتي الروحيّة ، ففي كل مرة كنت أشعر بها بعدم الراحة في داخلي ، كنت أعلم أنني أخطأت تجاه شخص ما بسبب جهلي لأمر ما ، الأمر الذي كان عليّ اكتشافه لتصحيح ما فعلته بسبب جهلي الأولي . فالجهل هو ضعف قد وُلد معي كما هو الحال عند ولادة أي طفل . والطفل كـ كمبيوتر تم صنعه بامكانيات عظيمة ولكن لم يتم بعد ادخال أي معلومات فيه .
هذا الضعف ، وأتفهّم ان لم توافق نظرتي ، هو مرادف لما يُعرف بـ الخطيئة الأصلية . لهذا تجسّد يسوع ليُخلّصني من هذا الجهل بشكل كامل ، وذلك بأن يكشف لي جميع الأجوبة التي أبحث عنها بخصوص الحقائق الطبيعية كما هي تماماً في واقع الحياة ، أي في تكويني و في تكوين العالم من حولي . فهذه الحقائق لا يستطيع أي مخلوق بشري كشفها ، كاملةً وعلناً ، بالدقة و الوضوح كما فعل يسوع . بالمناسبة ، حتى في يومنا هذا ، لا يُسمح لأي انسان في العالم أن يكرر على مسمع الملايين ، عبر الأقمار الصناعية مثلاً ، كثيراُ من كلام يسوع الذي نقرأه في الانجيل في حال يزمع تكرارها بذات الدقة و الوضوح . والجدير بالذكر أنّه ، في ذات الوقت ، لا يعتبر أي نظام حاكم في العالم ، دون استثناء ، طباعة كلام يسوع في كتب ورقية أو الكترونية جريمة ضدّه تتوجّب العقاب .

كلامك فيو وجهة نظر .. بس ليش عندك تصور مسبق انو ممكن ما نوافقك على وجهة نظرك؟؟

اذا بتسمحلي اسألك شو هيه الخطيئة الاصلية حسب رأيك؟؟

[KerimF]

إنني الآن في السبعين من عمري . والدي و والدتي كانا من رعايا كنيسة الروم الكاثوليك ، فنشأت بحسب تعاليمها وتقاليدها . و أيضاً في المدرسة ، كان هناك دائماً مادة التعليم المسيحي الذي كان يتبع توجيهات الفاتيكان في روما . و بمرور الزمن ، تعرّفت تدريجيّاً على الأفكار الدينيّة المشتركة و المختلفة بين الطوائف المسيحيّة المعروفة في العالم على نطاق واسع . و من ثمّ جاء الانترنت الذي أعطاني الفرصة للتعرّف ببعض المسيحيين في هذه الكنائس المتعددة ( و ذلك باللغة الانكليزيّة ، فهذه أوّل مرة أكتب فيها باللغة العربية في منتدى ) . بعبارة أخرى ، تكوّن لدي فكرة عمّا هو مشترك في الكنائس المسيحية المتعددة على اختلافها . مثلاً ، تعريف الخطيئة الأصلية استناداً إلى التوراة هو واحد من هذه النقاط المشتركة .
أفليس من الطبيعي لي التوقع أن الطرف الأخر ( خاصة ان كان مشرفاً في منتدى مسيحي ) بأنّه هو أيضاً قد وافق على هذا التعريف المشترك ، كما فعل و يفعل ملايين من البشر ؟
في الماضي القديم ( حتى في يومنا هذا ، لكن على نطاق أضيق ) ، اعتاد البشر تعليل أي ضعف في جسد انسان ما ( كمرض أو إعاقة ) على أنه انعكاس لغضب الله على صاحب ذلك الجسد بسبب خطيئة ارتكبها هو أو بعض أسلافه . فبالنظر من هذه الزاوية ، الخطيئة الأصلية هي الخطيئة التي تتناقلها الأجيال المتعاقبة نتيجة عصيان آدم و حوّاء عندما أكلا من شجرة المعرفة المحرّمة .
طبعاً من حق كل انسان أن يختار ما يؤمن به من قصص و أفكار و التي تكون عادة مناسبة لطبيعته و ظروفه. فبالنسبة لي ، فقد وجدت في كلام يسوع فقط الأجوبة المنطقية لكل أسئلتي الهامة المتعلّقة بوجودي و بالعالم الذي عليّ أن أعيش فيه لفترة من الزمن . فبفضله أسير الآن في نور المعرفة النسبية الكاملة ( أي الكاملة بالنسبة لي على الأقل ) وبذلك يكون قد خلّصني نهائيّاً من الضعف الذي يُولد به كل طفل وهو الجهل ( عدم المعرفة ) .
بالمناسبة ، قبل حوالي 10 سنوات ، استطعت تنزيل انجيل يسوع ( الأناجيل الأربعة ) مجّاناً كنص بسيط ( pdf or txt ) و بدون الحاجة إلى تنزيل أي تطبيق معه. لكن ، على ما يبدو ، مثل هكذا تنزيل لم يعد ممكناً من أي موقع مسيحي على الانترنت . ألم تلاحظ ذلك أيضا" ؟

[ابو جان]

الله يطول بعمرك ويعطيك الصحة .. لغتك العربية ممتازة
بخصوص الخطيئة الاصلية كنت عم اسأل حتى اعرف وجهة نظرك .. بعبارة اخرى حتى اعرفك اكتر .. مع العلم انو بعد ناقصني كتير اتعلمو عن المسيح .. يعني اذا كنت مشرف بمنتدى مسيحي ليس بالضرورة كون بعرف كلشي عن المسيحية .. اما بخصوص الطوائف انا تربيت بسوريا .. ماحدا كان يعرف رفيقو شو دينو .. او رفيقو يلي معو بالكنيسة شو طائفتو .. المهم انت والمهم افكارك ومعتقداتك .. بخصوص الانجيل كملف pdf موجود عنا بالمنتدى فيك تنزلو عندك عن طريق اللينك:
الكتاب المقدس

او عن طريق موقع القديس تكلا:
https://st-takla.org/Bibles/BibleSea...ters.html#2nav

فيك تحملو word or pdf

منور عن جديد وياريت اذا فينا نتعرف عليك اكتر .. اسمك .. افكارك .. معتقداتك .. شو بتحب تخبرنا نحن منحب نسمع

[KerimF]

كبداية أحب أن أشكرك على اللينك كونه تابع للمنتدى نفسه و هذا مؤشر على مصداقية و شفافية القائمين عليه متمنيّاً لهم دوام التوفيق .

بخصوص الحياة في سورية ، ما ذكرته لي هو صحيح مئة بالمئة . ومع أن مليارات من الدولارات قد استُثمرت ، منذ آذار 2011 إلى يومنا هذا ، لزرع التفرقة الدينية و الطائفية فيها ( كما زُرعت للأسف الشديد منذ زمن بعيد في لبنان الشقيق ) باءت محاولاتهم بالفشل . بالمناسبة ، لو لم تكن الحياة في سورية هكذا لأصبحتُ واحداً من الذين وقعوا بين الأشواك... فطلع الشوك و خنقه ( مَثَلُ الزارع ، أي كان سيبقى لي جسد حي فانٍ فقط).

مع مرور الزمن ستلاحظ أنني لا أحاول لعب دور المبشّر وذلك لسبب بسيط . لأنني على يقين بأن من لا يجد ما يبحث عنه بقراءة كلام يسوع في الانجيل مباشرة لن يسمع بعلم الحياة ( هو علم كباقي العلوم لكنه يتعلّق بما يمكن تسميته بالحياة الروحيّة ) من أي مصدر آخر ( حتّى من كلامي ). لهذا كان اهتمامي الأول هنا هو السوأل عن قدرة هذا المنتدى في تسهيل الحصول على الانجيل لكل من يُحب من زوّاره سماع كلام يسوع بشكل مباشر . و كان الجواب مفرحاً لي .

أفضّل عادةً لعب دور التلميذ الذي يُجيب عندما يُسأل و لا يخجل أن يسأل بدوره في حال لم يفهم تماماً ما يريد قوله الطرف الآخر .

من باب الدردشة ، سأسرد مثالاً عما يمكن ربطه بما قاله يسوع لـ نيقوديموس :
إن كنت حدثتكم بأمور الأرض ولم تؤمنوا، فكيف تؤمنون إن حدثتكم بأمور السماء؟
لا أعلم إن كنت توافقني بأنه ، لو سألنا الناس بشكل عام ان كان بالامكان لكائنين حيّين مستقلّين أن يُصبحا كائناً واحداٌ ، ببساطة سيكون جواب كل منهم النفي ، الا اذا كان بينهم رجال علم .
لأن من يرى أن الاجابة الصحيحة هي النفي ، ذلك يعني أنّه لم يسمع بعد كيف أن خلية ذكريّة حيّة و خلية انثوية حيّة يمكن أن يصبحا خليّة حيّة واحدة في حال التقيا في ظروف مناسبة .
فإن كان شخص لا يؤمن بعد باتحاد كائنين في العالم المادي ( الأرضي ) فكيف له رؤية امكانية الاتحاد في العالم الروحي بالمحبّة الكاملة ( الروح القدس ) .

[ابو جان]

كبداية أحب أن أشكرك على اللينك كونه تابع للمنتدى نفسه و هذا مؤشر على مصداقية و شفافية القائمين عليه متمنيّاً لهم دوام التوفيق .

بخصوص الحياة في سورية ، ما ذكرته لي هو صحيح مئة بالمئة . ومع أن مليارات من الدولارات قد استُثمرت ، منذ آذار 2011 إلى يومنا هذا ، لزرع التفرقة الدينية و الطائفية فيها ( كما زُرعت للأسف الشديد منذ زمن بعيد في لبنان الشقيق ) باءت محاولاتهم بالفشل . بالمناسبة ، لو لم تكن الحياة في سورية هكذا لأصبحتُ واحداً من الذين وقعوا بين الأشواك... فطلع الشوك و خنقه ( مَثَلُ الزارع ، أي كان سيبقى لي جسد حي فانٍ فقط).

مع مرور الزمن ستلاحظ أنني لا أحاول لعب دور المبشّر وذلك لسبب بسيط . لأنني على يقين بأن من لا يجد ما يبحث عنه بقراءة كلام يسوع في الانجيل مباشرة لن يسمع بعلم الحياة ( هو علم كباقي العلوم لكنه يتعلّق بما يمكن تسميته بالحياة الروحيّة ) من أي مصدر آخر ( حتّى من كلامي ). لهذا كان اهتمامي الأول هنا هو السوأل عن قدرة هذا المنتدى في تسهيل الحصول على الانجيل لكل من يُحب من زوّاره سماع كلام يسوع بشكل مباشر . و كان الجواب مفرحاً لي .

أفضّل عادةً لعب دور التلميذ الذي يُجيب عندما يُسأل و لا يخجل أن يسأل بدوره في حال لم يفهم تماماً ما يريد قوله الطرف الآخر .

من باب الدردشة ، سأسرد مثالاً عما يمكن ربطه بما قاله يسوع لـ نيقوديموس :
إن كنت حدثتكم بأمور الأرض ولم تؤمنوا، فكيف تؤمنون إن حدثتكم بأمور السماء؟
لا أعلم إن كنت توافقني بأنه ، لو سألنا الناس بشكل عام ان كان بالامكان لكائنين حيّين مستقلّين أن يُصبحا كائناً واحداٌ ، ببساطة سيكون جواب كل منهم النفي ، الا اذا كان بينهم رجال علم .
لأن من يرى أن الاجابة الصحيحة هي النفي ، ذلك يعني أنّه لم يسمع بعد كيف أن خلية ذكريّة حيّة و خلية انثوية حيّة يمكن أن يصبحا خليّة حيّة واحدة في حال التقيا في ظروف مناسبة .
فإن كان شخص لا يؤمن بعد باتحاد كائنين في العالم المادي ( الأرضي ) فكيف له رؤية امكانية الاتحاد في العالم الروحي بالمحبّة الكاملة ( الروح القدس ) .

صدق كلامك فرحني .. وبوافقك عليه بخصوص سوريا وبخصوص انو صعب نلعب دور المبشر .. بس بنفس الوقت لفتلي نظري لفكرة اتحاد الخليتين .. يعني كنت عم شوف كلامك صحيح بخصوص التبشير لبين ما قرأت فكرة اتحاد الخليتين .. غيرت رأيي .. يلي بيعرف وعندو خبرة لازم يساعد ويعلم يلي حابين يتعلموا .. شكرا الك على ردودك الحكيمة .. بتمنى نحكي اكتر لاتعلم من خبرتك بالطريقة يلي انت بتشوفها مناسبة وحسب وقتك .. اما بخصوص الانجيل بكرا انشالله رح ارفع كم نسخة عالموقع ونجرب نسهل عملية البحث عن الكتاب المقدس .. كل الشكر الك اخي .. مع انو لهلا ما قلتلي اسمك
انا اسمي مجد

[KerimF]

أعتذر منك ، فقد ظننتك تمزح بخصوص معرفة اسمي .
سأفترض أن اسمك أبو جان في هذه الحالة أنا... أبو باسيل كون اسم أبي باسيل . و قد أُعطي لي عند مولدي اسم جدّي وهو عبد الكريم . وتم أيضاً إضافة اسماً آخر وهو يوسف . وعندما كنتُ طفلاً لم تشاء والدتي استعمال الاسم عبدو لمناداتي كاختصار لـ عبد الكريم كونه كان شائعاً حينذاك . فاختارت الاسم المختصر ـ كوكو Koko ـ و مازلت أُعرف في محيطي بهذا الاسم حتى يومنا هذا . فإذا صدف و نادني شخص بـ عبد الكريم أعلم أنه لا يعرفني بعد . أمّا في مراسلات العمل والتي أغلبها باللغة الانكليزية ( أحياناً بالفرنسيّة ) فقد اخترت الاسم Kerim ولهذا الاسم قصة . عندما كنت في الجامعة تم اختياري للذهاب إلى فرنسا لمدة شهرين كفترة تدريب في شركة الكهرباء الفرنسية . هناك تعرّفت على فتاة فرنسية كانت تتدرب أيضاً في ذات المبنى للشركة و اعتادت مناداتي بـ Kerim عوضاً عن Abdul Karim مع لفظ حرف الراء R كـحرف الغين غ بالعربية . بعد عودتي من فرنسا بدأت أستعمل هذا الاسم المختصر كلّما تواصلت مع آخرين باللغة الانكليزية أو الفرنسية... إذا أردت المزيد ، أرجو منك أن لا تتردد بالسوأل .

تقول لي أنك ما زلت تبحث عن أجوبة ، لنقل بخصوص الحياة الروحية . لكنني حتّى الآن أجدك ، كما تعلم ، تسأل عما يتعلّق بي شخصيّاً و ليس بالحياة أي بما سمعته من يسوع و بدا لك غريباً بعض الشيء .
عندما كنت مراهقاً كانت لدي أسئلة كثيرة أبحث عن اجابات منطقية لها . لكنني لم أتمكن من ايجاد معظمها حتى سن الثلاثين و بعد مروري بتجارب عدّة قاسية . بعدها أصبحت حياتي مستقرّة مهما كان نوع المواقف التي تعرضّت لها كوني أصبحت عالماً بشكل كافٍ ما كان يهمّني معرفته عن طبيعة العالم الحقيقية ( العالم كما تمّ خلقه ) و الفضل يعود إلى ما كشفه لي يسوع من حقائق في الانجيل . الآن ، بعد 40 عاماً ، أصبحت حياتي نوعاً ما مملة اذ لم يتبقّى لي و لو سوأل واحد هام لا أملك جواباً منطقيّاً له ( منطقياً بحسب معرفتي العلميّة ) .

[ابو جان]

اهلا وسهلا فيك ابو باسيل .. بالنسبة الي مافي شي حكا الرب وحسيتو غريب او غير مفهوم .. بس في شغلات ما حكاها وهي يلي بحب اعرفا .. مثلا عند الصلب قلو للص اليوم تكون معي في الفردوس .. وباحدى رسائل القديس بولس بقول نزل الى الجحيم .. شو الفكرة من النزول الى الجحيم!!
او مثلا لما القديس بولس بقول اعرف رجلا بالمسيح منذ ٤٠ عاما افي الجسد لست ادري ام خارج الجسد!!
كيف فيني اعرف رسالتي بالحياة او خلينا نقول كيف فيني اعرف مشيئة الله.
نحن مخلوقين على صورة الله ومثالو .. ليش عم نختار نعمل الشر !! ليش ماعم نعيش على صورة الله ومثالو!!
انشالله ماكون وجعتلك راسك

[KerimF]

بالنسبة الي مافي شي حكا الرب وحسيتو غريب او غير مفهوم

فهمت من كلامك أنك وجدت في يسوع من يقدّم لك ما تحتاج معرفته بشكل دقيق وواضح و ليس ليذكّرك بما يسمّى بأسرار الهية التي لا يُفترض بالانسان فهمها لكن عليه قبولها و الايمان بها كما تُقال و بشكل مجرّد . فبالنسبة لك على الأقل ، يسوع لا يتكلم عن أسرار بل عن حقائق . أرجو أن تصحّح لي ان أخطأت في فهمك .

الحق أقول لك: اليوم ستكون معي في الفردوس

أحبُّ أن أشير أوّلا بأنّنا نجد في انجيل متّى العبارة :
وكان اللصان المصلوبان معه يسخران منه بمثل هذا الكلام

و أيضاً في انجيل مرقص نجد عبارة
وعيره أيضا اللصان المصلوبان معه

أمّا في انجيل يوحنّا نجد عبارة
وهناك صلبوه وصلبوا معه رجلين، واحدا من كل جانب، ويسوع في الوسطً

لكن لنفترض أن الانجيلي لوقا كان له مصدراً قد سمع ما دار بين يسوع و اللص في ذلك اليوم ، بعكس الانجليين الثلاثة الذين لم يسمعوا به قط .
في هذه الحالة نجد أن يسوع كان يُجيب اللص بعد قول هذا الأخير : يا يسوع، اذكرني عندما تجيء في ملكوتك .

وكما نعلم ، فإنّ مفهوما الزمان و المكان يخصّان العالم المادي و لا وجود لهما في العالم الروحي .
لهذا اختصر يسوع اجابته ليُفهم اللص على أن ندمه الحقيقي ، في وقت لا ينفع أي ندم في العالم المادي ، قد أحيا روحه من جديد لتعود إلى ملكوت السموات . و كانت كلمة " الفردوس " هي الشائعة حينذاك و بالتالي مفهومة من قبل اللص أكثر من عبارة ملكوت الله . أما سبب قول يسوع كلمة " اليوم " هو كون اللص سيموت في ذلك اليوم . و بعد موت الجسد ، كما هو حال الانسان أثناء نوم عميق ، يزول الادراك تماماً بالزمان و المكان ، ولكن كلمة " اليوم " قد أفرحت اللص أكثر بكثير من سماعه أي تفاصيل أخرى .

بخصوص القديس بولس ، فقد كان له ، و لكثير من الرسل و التلاميذ الذين صلبوا ، مهمة نشر تعاليم يسوع في بداية العهد الجديد . و ها هو كلام يسوع بين يديّ حتّى بعد ألفيّ عام و هذا يعني أن جميعهم قد نجحوا في مهمتهم ، المفترض أن تكون مستحيلة ، على أكمل وجه . لكن بينما صيغة كلامهم كانت مناسبة و ضروريّة في أيامهم تلك ، يبقى كلام يسوع ، بعكس كلام أي مخلوق ، هو الأدق و الأكمل لجميع الأجيال . أقول هذا لأنني لم أجد الكمال في المعرفة ( المعرفة التي كنتُ أحتاجها شخصيّاً كوني رجل علم الذي أدرك فيه روحاً حيّة ماهيتها تختلف عن جسده الحيّ ) إلّا في كلام يسوع .

طبعاً كل انسان له الحرّية أن يجد ما يبحث عنه من أي مصدر يراه مناسباً له . و كما أن معظم مصادر المعرفة العلمية متوفّرة للجميع و كل انسان يهتمّ بشكل جدّي بجزء بسيط منها فقط ، الحالة ذاتها عندما يحاول شخص البحث عن المصادر المناسبة التي تخصّ الحياة الاجتماعية التي يتطلّع إليها أو تخصّ حياته الروحيّة .

و قد صدف في البداية أنّني وجدت يسوع موافقاً معي في القليل الذي أكتشفته في ذاتي و في العالم من حولي . فكان واضحاً لي أن يسوع كان يعرف مسبقاً عن وجودي و كان من الطبيعي أن أعرفه بدوري . فهو المعلّم الوحيد الذي يفهمني و يوافقني على كل اكتشفته وعرفته عمليّاً على مرّ السنين . فلو أنّ العالم كله نكر يسوع يوماً ما بطريقة أو بأخرى ، لن يغّير هذا شيئاَ في حياتي إلا إذا أصبحت مستعدّاً لنكران حقيقة ذاتي أوّلاً .

[ابو جان]

فهمت من كلامك أنك وجدت في يسوع من يقدّم لك ما تحتاج معرفته بشكل دقيق وواضح و ليس ليذكّرك بما يسمّى بأسرار الهية التي لا يُفترض بالانسان فهمها لكن عليه قبولها و الايمان بها كما تُقال و بشكل مجرّد . فبالنسبة لك على الأقل ، يسوع لا يتكلم عن أسرار بل عن حقائق . أرجو أن تصحّح لي ان أخطأت في فهمك .

اي يسوع قدملنا كلشي منحتاجوا .. بس مافهمت شو قصدك بالاسرار الالهية؟؟

لانو متل ما قلنا ربنا بإنجيل يوحنا 15: 15

لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.

اما بخصوص الفردوس .. في تفسير تاني بقول انو الفردوس هو مكان الانتظار للابرار بعد ما ننتقل للحياة الثانية ومننتظر فيه يوم الدينونة

شكرا الك على ردودك الرائعة

[KerimF]

اي يسوع قدملنا كلشي منحتاجوا .. بس مافهمت شو قصدك بالاسرار الالهية؟؟

عذراً ، ففي تعاليم الكنيسة الكاثولكية ، أثناء حياتي المدرسية ، كان يتم ذكر بما يُعرف بأسرار الكنيسة وأيضاً بالأسرار الالهية . أما الآن فلست متأكّداً ان كانت هذه التعاليم قد تغيّرت أو لا .
أذكر من أسرار الكنيسة سر الزواج و سر الاعتراف ( كرسي الاعتراف ) . أما من الأسرار الالهية ، أذكر سر الثالوث الأقدس ( الآب و الابن والروح القدس إله واحد ) .

اما بخصوص الفردوس .. في تفسير تاني بقول انو الفردوس هو مكان الانتظار للابرار بعد ما ننتقل للحياة الثانية ومننتظر فيه يوم الدينونة

على ما أعتقد ، و قد أكون مخطئاً ، هذا الإيمان لما هو بعد موت جسد الانسان كان في الأصل عند اليهود عن طريق تعاليم الأنبياء حتّى قبل مجيء يسوع . أمّا يسوع فقد أكمل حقيقة ما سيحدث بعد موت الجسد بصيغتها النهائية و التي وجدتها واقعية بالنسبة للمنطق الذي أعتمد عليه في دراساتي العلميّة . لكن قبل الدخول في التفصيل أحبُّ ، ان كنت لا تمانع ، أن أعرف كيف فهمت قول يسوع :

الحق أقول لكم: إنه لم يظهر بين من ولدتهم النساء أعظم من يوحنا المعمدان . ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه .

فأنا قد فهمت هذا القول كما هو . فقد نبّهني يسوع أن الأصغر في ملكوت السموات هو أعظم من يوحنا المعمدان الذي بدوره أعظم من جميع الأنبياء الذين سبقوه ، دون اسثناء . قال لي هذا مع أن يوحنّا المعمدان كانت مهمّته فقط تمهيد مجيء و ظهور يسوع بين اليهود في زمنه . فإن كانت مهمة الأعظم من بين الأنبياء هي بخصوص مجيء المسيح فقط هذا يعني لي أن كلام الله ( القدرة الخالقة ) المنتظر هو ما يقوله يسوع فقط . بعبارة أخرى ، التوراة بالنسبة لي هي كالكتب المدرسية لانسان أصبح متخصصاً في علوم الفيزياء الحديثة . بدونها لم تكن له فرصة الالتحاق بدراساته العليا ، و مع ذلك فهو الآن ، كعالم ، لا يعود إليها ليستّمد منها أي فكرة يحتاج معرفتها . مع ذلك تبقى كتبه المدرسية هذه ( ان احتفظ بها أو ببعضها) من الذكريات الجميلة في حياته .

[KerimF]

الآن انتبهت إلى سوألك التالي المكوّن ، عمليّاً ، من شقيّن :

كيف فيني اعرف رسالتي بالحياة او خلينا نقول كيف فيني اعرف مشيئة الله.

بالنسبة لرسالة انسان ما في الحياة هي باختصار ، و كما أراها ، كل ما هو قادر على فعله لنفسه و للآخرين و يُعطيه الشعور بالرضى في ذاته . في الحقيقة هذا جواب مختصر جدّاً و أفضّل التوسّع فيه لاحقاً كونه يعتمد على أمور أخرى لم نتكلّم فيها بعد .

أمّا بخصوص ـ مشيئة الله ـ فالجواب أسهل بكثير ، فقد أجاب عليه يسوع بشكل بسيط و مُذهل :

... فتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات: فإنه يشرق بشمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار وغير الأبرار .

ففي العالم المادي ، اذا كبُر طفل في مملكة ما وقد سبق و أقرّ ملكها بأبوّته له ، فهو سيستحق أن يُصبح أميراً مع أبيه فيها اذا عمل بأعمال أبيه فقط . وإلا لن يستطيع البقاء في هذه المملكة كأمير على الأقل . لهذا ، فقط ما يفعله انسان تجاه الآخرين بمحبة خالصة لامشروطة ، أي بالرغم من اختلافهم الكبير ، سيبقى به خالداً في ملكوت السموات . بينما أيُّ فعل آخر سينتهي أثره ، آجلاً أو عاجلاُ ، إلى زوال .
بالمناسبة ، هذا الجواب من يسوع لن يعني شيئاً مهمّاً ، على الاطلاق ، اذا سمعه انسان يُدرك في ذاته جسم حيّ فقط ، لأنه في هذه الحالة لا خيار لديه سوى اتباع تعليمات خالقه ( ما يُعرف بالغرائز ) وهي ، بشكل عام ، نقيض المحبّة اللامشروطة ، ابتداء اً من حقّ الدفاع عن النفس .

[ابو جان]

ابو باسيل العزيز .. بعتزر منك عالرد المتأخر كتير .. بس انشغلنا بالميلاد .. بخصوص تفسيرك عن ملكوت السموات انا معك في .. بس بالعهد الجديد قلو الرب للص اليوم تكون معي في الفردوس .. ما بعرف اذا في شي بالعهد القديم بيشرح عن هالفكرة.

انشالله نقدر نكون ابناء ابينا الذي في السموات او نعيش كأولادو

مشكور على ردودك الحكيمة .. الرب يبارك تعبك

[KerimF]

كُنتُ أتوفع انشغالك بذكرى ميلاد يسوع . كلّ عام وأنت و عائلتك و من حولك بألف خير .

يبدو لي أنك مهتمّ جدّاً بما قاله يسوع للّص التائب . ربّما تريد لفت نظري على أن بعد موت الجسد تنتقل روح الانسان ، ان كانت تستحقّ ذلك ، إلى ما يُعرف في العهد القديم بالفردوس ، لتبقى فيه إلى يوم القيامة .

في سن المراهقة ، بدأت أدركُ في تكويني كائناً ، يُعرف بـ الروح ، ماهيته تختلف عن ماهية جسدي الحيّ و حيويته ليست محددةً بالزمان و المكان كالجسد . فكان اهتمامي آنذاك بأن أكتشف ، من خلال التجارب التي مررت بها و ممّا كنت أسمعه من حولي ، المعرفة الضروريّة لأتجنّب خسارته . و ما لفت انتباهي في هذه المرحلة أن تعاليم يسوع في الانجيل بدت لي ، على عكس ما كنت أتوقّع ، كمحتوى كتاب المعلّم الذي يُقدّم جميع أجوبة الأسئلة و التمارين الموجودة في كتاب التلميذ .
لكن ، بعد بضع سنوات ، استوقفني سوأل هام . فقد كان عليّ البحث عن أفضل جواب منطقي و واقعي لما يُمكن أن يحدث لي بعد موت جسدي الفاني .
فقد كنتُ أقول في نفسي : ما جدوى في كل ما سأعرفه و أفعله ان كنتُ جاهلاً ( غير متأكد عمليّاً ) إلى أين سينتهي بي المطاف .
لحسن حظّي و بالاصرار ، وجدت ما كنتً أبحث عنه ، و استطعت ُ متابعة حياتي في نور المعرفة ، المعرفة الضروريّة التي أحتاجها و التي كشفها لي يسوع ، دون غيره في تاريخ البشريّة .

قبل مشاركتك بما أعرفه بخصوص موت الجسد ، أفضّل المشاركة أوّلاً بمثلٍ لـ يسوع الذي ذكّرني به حقيقة بديهيّة و لكنّها هامة جدّاً . يُعرف هذا المثل تحت عنوان الوكيل الخائن . سأنقله كاملاً هنا كي نتأكّد ، أنتَ و أنا ، من أننا نُشير معاً إلى ذات النصّ ، كلمة كلمة .

وقال أيضا لتلاميذه : كان لإنسان غني وكيل . فاتهم لديه بأنه يبذر أمواله .
فاستدعاه وسأله : ما هذا الذي أسمع عنك ؟ قدم حساب وكالتك ، فإنك لا يمكن أن تكون وكيلا لي بعد .
فقال الوكيل في نفسه : ما عسى أن أعمل ، مادام سيدي سينزع عني الوكالة ؟ لا أقوى على نقب الأرض ؛ وأستحي أن أستعطي .
قد علمت ماذا أعمل ، حتى إذا عزلت عن الوكالة ، يستقبلني الأصدقاء في بيوتهم .
فاستدعى مديوني سيده واحدا فواحدا. وسأل أولهم : كم عليك لسيدي ؟
فأجاب: مئة بث من الزيت . فقال له : خذ صكك، واجلس سريعا ، واكتب خمسين .
ثم قال للآخر : وأنت، كم عليك ؟ فأجاب : مئة كر من القمح . فقال له : خذ صكك ، واكتب ثمانين .
فامتدح السيد وكيله الخائن لأنه تصرف بحكمة . فإن أبناء هذا العالم أحكم مع أهل جيلهم من أبناء النور .
وأقول لكم : اكسبوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، حتى إذا فني مالكم ، تقبلون في المنازل الأبدي .

على الأرجح أن ما ستسمعه منّي لم تسمعه بعد من أي مصدر شرح هذا المثل . لهذا أتوقّع منك أن تنبّهني بخصوص أي ثغرة قد تجدها في فهمي لما يُذكّرني به يسوع من خلال هذا المثل .

الإنسان الغني هو خالقي .
و أنا الوكيل ، الانسان الذي أُعطي له حق التصرّف بكل ما لديه كما يشاء مع أنّ كل ما يملكه هو في الواقع لـ خالقه .
وعزلي عن الوكالة سيحدت عند موت جسدي حين أفقد كلّ ما كنت أملكه ( بالوكالة ) .

سأتابع حديثي و إن كانت الحقيقة التي كشفها يسوع بهذا المثال قد أصبحت واضحة لديك من هذه المقدّمة فقط .

فكلّ ما أتنازل عنه للآخرين و أنا ما زلت حيّاً هو في الحقيقة ليس لي بل لـ خالقي الذي سيسترجع حتماً كل ما لديّ عاجلاً أو آجلاً .
فإن كنتُ ذكيّاً حقاً سأصنع لي أصدقاء على حساب خالقي ( مال الظلم ) ما دُمتُ وكيلاً له في هذه الحياة .
و هكذا أكسب أصدقاء ( بالمجّان ) بعد عزلي أي بعد موتي .

بعد سماع رأيك ، أكان ايجاباً أو سلباً ، سأعود معك لأبيّن ، بحسب معرفتي ، كيف يمكن أن يكون لي أصدقاء ( الذين كسبتهم و أنا وكيل ) بعد موت جسدي (بعد عزلي ) .

[ابو جان]

وانت بالف خير ابو باسيل .. ينعاد عليك وعلى احبابك بالمحبة والفرح والصحة يارب .. ميلاد مجيد

غالبا بفهم من مثل وكيل مال الظلم انو نكون حكماء .. انو نعمل صداقات حقيقية بالعالم المادي .. واخيرا بفهم انو نلحق حالنا ونصلح ظلمنا قبل ما تنسحب الوكالة

ناطر اسمع منك بقية رأيك

[KerimF]

... واخيرا بفهم انو نلحق حالنا ونصلح ظلمنا قبل ما تنسحب الوكالة

عذراً للمقاطعة ، ما المقصود من ـ نصلح ظلمنا ـ عمليّاً ؟

بخصوص الوكالة ، أي وجودي في هذه الحياة ، يعلم خالقي ، حتّى قبل نشأتُ الكون ، بأننّني سأحصلُ عليها بإرادته و ليس بإرادتي . و يعلمُ أيضاً بخصوص عزلي المؤكّد و ذلك بموت جسدي الحيّ ، الفاني بطبيعته . لكن قبل أن تُسحب منّي الوكالة ( الحياة الدنيويّة ) لديّ الحريّة إما أن أكسب أصدقاء بمال الظلم ( أي بما هو لـ خالقي أصلاَ ) و بالتالي أعيش ، بقدر المُستطاع ، المحبة اللامشروطة مع الآخرين أو أن أتمسّك بحق جسدي بالأنانية كما هو الحال عند باقي الكائنات الحيّة الموجّهة بغرائزها ( تعليمات خالقها المناسبة لكل كائن حيّ ) .

يا تُرى ، أي ظلم عليّ أن أصلحه ؟