هل الشيطان المُجرّب يجربنا بترخيصٍ من الله ؟
موضوع سماح الله بالحروب والشر والمرض والقتل ،وأن الله سمح للشيطان ان يجرب أيوب الصديق ليختبر إيمانه..وتجربة الشيطان للرب يسوع في البرية .والله الإبن سمح ليهوذا أن يسلمه . كما قرأتُ مرة لأحد قديسينا الكبار أن الله سمح للناس قديماً في العصور الغابرة البدائية أن يتزوج الأخ اخته .
كل هذا الكلام خطير إذا فهمنا أن السماح هو قرار صادر عن الله أو بمثابة تفويض من الله للشيطان كي يوقع البشرية في المعاصي . ( حاشا لله )
فيصير الشيطان يحمل تصريح من الله وأداة تنفيذية عنده ، ولا ملامة على من ينفذ إذاً.
أما عن سماح الله فلا يمكن أن يفهم إلا من خلفية أن الله سمح بأن يكون هذا العالم
عالم يتوافق مع طبيعة آدم الساقط . وبهاذا يحافظ الله على حرية آدم الساقط .
الذي لن يتمكن من العيش في عالم طاهر من بعد سقوطة . ..
وهذا ما أصاب آدم وحواء من بعد السقوط في الفردوس إذ كشفة عورتهما واختبأ
تك 3 : 7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان.فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر 8 وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار.فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة. ..
فكانت الأرض تتوافق مع طبيعته الساقطة .ولم يعلن الله عدله الإلهي ويقيمه على آدم .
بل ترك له فترة سماح ليعود ويكتشف عاقبة من يخالف وصيته ويثق بالشيطان الخداع المُجَرب .
لذلك تغاضى الله عن كل أعمال الشرير التي على الأرض لأنها خيار الإنسان.
وتركة ليختبر ويجاهد ويكتشف سوء خياره و يعرف كم كانت محبة أبيه السماوي عظيمة تجاهه ،
ليعود تائباً إلى حضن أبيه المفتوح له أبداً .
وما ينتج ويخرج من اعمال شريرة عن الإنسان فهي من تأثير مفاعيل الخطيئة على حياته .
فكل شرير ينتج شر، ومن الصالح تخرج الأعمال الصالحة . .
لو 6: 45 الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح.والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر.فانه من فضلة القلب يتكلم فمه.
الإنسان هو صانع الشر والحرب والمرض والخطيئة . وحين يلتزم الإنسان بوصايا الله يختفي الشيطان والشر والحرب وكل أعماله .
الله لايحتاج أن يختبر أبناءه بالأعمال الشريرة كالحرب والمرض والأذى .
لو 11:11 فمن منكم وهو اب يسأله ابنه خبزا أفيعطيه حجرا.او سمكة أفيعطيه حية بدل السمكة. 12 او اذا سأله بيضة أفيعطيه عقربا. 13 فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه .
هل من أب يقبل أن يختبر محبة إبنه له بأن يجريه بعملٍ سيئ .
هل يعاقب أبٍ إبنه بأن يقتله حتى الموت بسبب مخالفته لأوامره .وعليه هل من المعقول أن الله يسمح بالحرب ليعاقب البشر الخطأة ؟!
كافرعون وجيشه هل يعاقب الله بالجملة شعباً كاملاً بسبب خطيئة فرد أو مجموعة خطاة؟ ! كالضربات العشرة للمصريين؟
ماذنب اطفال اورشليم ليسمح الله للشر بأن يميتهم ذبحاً .
قد يقول أحدهم: لأن الله أرادهم أن يموتوا أطهار
!! ) لماذا خصهم بذلك؟ ) ولماذا لا يسمح للروح القدس أن يهدي القتلة إلى معرفته والإيمان به فيسلموا هم ويعيش الأطفال ولا تتفجع امهاتهم ؟
لماذا هذا التسليم الكليّ لله امام قوة الشر ؟؟
لماذا يبدو الخير أو الصلاح ضعيف ومستسلم أمام قوة الشر ؟ .
قد يقول أحد : إن الله يترك الحرية للبشر ولا يرغمهم على طاعته .
وأقول لماذا بالمقابل لا يترك الحرية لأطفال اورشليم بأن يكبرو ويقرروا هم إن كانوا يريدون أن يموتوا أطهار أم أشرار؟.
فكل أعمال الشر والقتل في العهد القديم هي أعمال بشرية نسبت إلى الله على أنها مكافئة منه وعلامة رضى ، والأعمال السيئة نسبوها إلى الله أيضاً على أنها عقابٌ منه وعلامة غضب عليهم بسبب خطاياهم . وعندما ربح اليهود معاركهم قالوا: أن الله نصرنا .
وعندما خسروا حربهم قالوا عاقبنا الله بسبب خطايانا .
قالو أن الله أعطانا أرض فلسطين أرض الميعاد . وعندما فقدوا السيطرة عليها وانقسموا،
إكتشفوا أن الأرض التي يعدهم بها الله هي الفردوس السماوي أورشليم الجديدة .
يبقى العهد القديم هو خبرة الشعب الذي إختاره الله ليقول فيه كلمته . ولكن الشعب عصيَّ أوامره وقتل أنبياءه فكان عبرة لمن ظن أنه شعب الله المختار ولكنه ليس هو بشعبه .والذي ظن أنه أولاً اتضح أنه قد صار آخراً . وبالرغم من هذا كان الله يتدخل ويرعى الشعب الذي اختاره وكان يفيض خيراته على الأخيار والأشرار. .
وهنا الجواب على كل ذلك : .
هل يسمح الله بالمرض أو العثرات والكوارث ليختبرنا ؟
هذا ما لا يتوافق مع صفات الله التي عرفناها بيسوع المسيح .
وقال قائل أن هناك مرض مقدس او مبارك
هذا خطير على قداسة الله والمحبة المطلقة التي فيه .
وهل المرض من صنع الله لنعتبره مقدس أو مبارك ؟ وكانه مُنزَلٌ من عند الله ؟
والله ليس عنده شر ولا هو بصانع سوء. والمرض ليس بركة، ولا الله يسره موت الخاطئ ، وإلا لكان من الخطأ ان نصلي للمرضى ونطلب لهم الشفاء ،إذا كان المرض هو َبَرَكةْ فلماذا نحرمهم من البركة؟ .
1ت
ي 1: 15 ... ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلّص الخطاة الذين انا اولهم.
وقال لنا الرسول يعقوب 1: 17: أن كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة هي من لدنك يا أبا الأنوار
مز 118: 18 أدباً ادبني الرب والى الموت لم يسلمني
قال الكتاب هذا ولكنه قال: إلى الموت لم يسلمني.
والله لا يأدب الإنسان أكثر من طاقته.
مت 23: 4 فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم .
إذا كان الرب يأنب الفريسيين لأنهم يفرضون عادات وتقاليد ثقيلة
الحمل ،وهي مجرد عادات وتقاليد.
فكم بالحري أن الله يفرض على أبناءه أحمالاً ثقيلة
الحمل كالمرض والمصائب الحياتية والحروب والظلم والقهر !!؟.
ونعتبرها سماح من الله للشرير ليمتحن إيماننا ؟
هذا مالا يتناسب مع محبة الله ؟
هل الله الآب سمح للشيطان أن يجرب الرب يسوع في البرية ليختبر إيمانه ؟
وهل كان عند الآب شك في طاعة الإبن للآب ؟ ؟
( لاأحد يتكلم بذلك ، لكنهم يتكلمون عن قدرة يسوع على قهر الشيطان )
هل يسوع بحاجة لهذه التجربة ليبرهن عن قوته ؟
الموضوع أعمق من أن نتحدث فيه عن تجربة أو غلبة على الشيطان ،
فكان يكفي أن يقيم ميتاً أمام الجموع ليبرهن عن قدرته من أن يُجَرَب في البرية دون شهود .
كان يكفي أن يطرد الشيطان من المجنون ، فينتحر الخنازير في النهر ،
ليبرهن عن قدرته على قهر الشيطان .
ولكن عندما نقول أن الله يسمح للشيطان . يعني ان الله بالبداية وعند سقوط الملاك في العصيان الإلهي ، سمح له أن يسقط إلى هذه الأرض لتكون مأوى الساقطين ،
وبعده سقط آدم وحواء ، وطردوا إلى هذه الأرض الملعونة بسببه .
وسكنا فيها تحت سلطان الشيطان سيد هذا العالم.
يو 14: 30 لا اتكلم ايضا معكم كثيرا لان رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء
1يو 5: 19 نعلم اننا نحن من الله والعالم كله قد وضع في الشرير.
ما دمنا في العالم فسنبقى نحن البشر نعاني من هجمات الشرير علينا لأنه هو الذي يسود هذا العالم .
أكنتَ مؤمناً أم غير مؤمنٍ ، فالشر والعوز أو الفقر أو الغنى المادي أو المرض أو الظلم أو القهر إلخ ، سوف يهاجم البعض منا ولا حصانة على احد .
الكافر يمرض والقديس يمرض . ولكن تدخل الله هنا هو بأن يرشدك ويذكرك بالخلاص الذي أعده لك ، وأن ثباتك على الثقة والإيمان به ،سوف يقودك إلى النهاية السارة بالفوز بالحياة الأبدية
إن آمنت خلصت ومن لم يؤمن يدان بخسارته للحياة الأبدية .
هذا هو الخلاص بيسوع المسيح . وإن آمنت ، فأنت تحتمل بفرح الألم والمرض والشدائد والعذابات وحتى الموت حباً بيسوع .
2 تي 2: 3 فاشترك انت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح.
2 تي 1: 8 فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي انا اسيره بل اشترك في احتمال المشقات لاجل الانجيل بحسب قوة الله
يع 5: 10 خذوا يا اخوتي مثالا لاحتمال المشقات والاناة الانبياء الذين تكلموا باسم الرب
ليس الألم بحد ذاته مبارك أوعطية من الله ، ولكن المؤمن يعيد مصدر كل شيئ إلى الله ليقول أن الله هو الضابط الكل ، وبأمره كل شيء ، وعليه فأنا أقبل المرض أو المصاعب أو حتى الموت .
وهنا نسمع الناس تقول عند موت أحدٍ في حادث سيارة . أو نتيجة شجار على أولوية مرور أو حرب أهلية كالتي في لبنان ،أو نتيجة خطأ طبّي أو ظلم سجَّان .
فيقول أهل الفقيد : ( هيك الله بدّو ، أو هيك مشيئة الله ) لماذا ؟؟
لكي يسلموا أمرهم إلى الله ليكون هو معزيهم ،
وأنهم قبلوا ما حدث خاضعين ومَُسَلّمين أمرهم لربهم له المجد.
وهنا السؤال : هل الله شاء لهم الموت هكذا ؟ طبعاً كلا ،
فالمآسي والآلآم البشرية كلها نتيجة سوء سلوك الإنسان
وإبتعاده عن طاعة الله .
من هنا ننسب المرض والعذابات والحروب وكل شر نعانية،
على أنه تجربة يضعها الشريرأمامنا
ليعيق تقدمنا أو يضعف إيماننا بالمسيح يسوع.
وهنا قد يتحدث الآباء عن المرض كإختبار
أو باباً للولوج إلى الفرح والنصر الإلهي .
على أساس أن من صبر حتى النهاية يخلص ، فيشكر الله
على إيمانه وليس على مرضه الذي ليس الله مسببه.
رؤ 2: 26 ومن يغلب ويحفظ اعمالي الى النهاية فسأعطيه سلطانا على الامم
مت 24: 13 ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.
يو 16: 2 سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله.
لماذا يظن أولئك أنهم يقدمون خدمة لله ؟ الجواب هو :
لأنهم يعتبرون أنفسهم منفذين لوصية الله . وأن الله حلّلَ لهم معاقبة الناس وقتلهم أو جلدهم أو قهرهم . وهذا بعيد عن طبيعة الله الذي قال عنه ربنا يسوع إبن الله الحيّ
على لسان رسوله الحبيب يوحنا : أن الله محبة . فلا يمكن للألم لن يكون نعمة أو بركة من الله أبداً . بل هو خللٌ يصيب البشرية ، نتيجة لضعف الطبيعة البشرية التي اصابها التفسخ والضعف الناجم عن رواسيب ونتائج الخطيئة الأُولى .
وعن موت الناس المظلومين المقهورين
أكانوا من المؤمنين أو غير المؤمنين فالله يطالب القتلة بدمهم، وعنده وحده العلم والسلطان . فيعاقب القاتل على قتله والمؤمن المقتول على ثباته على الإيمان إذا كان هذا سبب موته . أما إن مات المؤمن لسببٍ لا يرضى الله عنه ، فله عقابه حتماً لأنه مات في مخالفة لله.
ار 10: 24 ادبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني
كل تجربة هي من الشرير المجرب . نحتملها ونحاربها ونعتبرها تأديب لنا واختبار لإيماننا . وبهذا نتقبلها على أننا بمقاومتنا لها نفوز بالرضى الإلهي وننتصر على الشرير ليس بسبب أن التجربة هي (نعمة، حاشا) بل بسبب نعمة الإيمان .
Comment