لا تتعجب نعم الألم له لذته ... وله بركته تعالو معي لأثبت لك ذلك
الألم يرفع النفس إلي فوق
يرفعها فوق مستوي المادة والعلم ... فأن الإنسان في حالة الألم ، تكون
نفسه أقوي ، وروحانياته أعمق ... وكثيرا ما نري الإنسان في ألمه متجردا
من حب العالم ... لذلك سهل علي المريض أن يقترب إلي الله ، المريض
المتألم يقبل الحديث عن الله ، ويحب أن يصلي ، ويطلب أن يصلي الناس
من أجله وكلمة ( الله ) تتردد كثيرا علي فمه
تعال معي نأخذ من حياة المسيح أمثله تجعلنا نتعزى بالألم ونتلذذ به ،
لأن السيد المسيح هو أكثر إنسان تألم بدون وجه حق ولأجل محبته لنا تحمل
كل ذلك ... السيد المسيح وصفه أنه " رجل أوجاع ومختبر الحزن "
( أش 53 : 3 )
ذاق المسيح الألم ، من يوم مولده ... ولد في يوم أشد أيام الشتاء برودة
في مكان رطب هو مزود بقر ... وعاش المسيح فقيرا ، يتحمل الضيق
لأجلنا لم يكن له بيت يسند فيه رأسه .... جرب التعب ، وجرب أيضا
الجوع والعطش .... جرب من الشيطان ... جرب ألما آخر هو ألم
الرفض ... عاش يعامل الناس بالحب ، ولا يجد حبا مقابل حبه
لم يجد محبة تماثل محبته ، ولا معاملة طيبة تماثل معاملته الطيبة للناس
فقد عاش الرب وسط أشخاص جاحدين ، ناكرين للجميل ، ناكرين الحب
أحيانا كان يري أبواب القلوب مغلقة " فيقف ويقرع وقد يطول به الوقوف
حتى يمتلئ رأسه من الطل ، وقصصه من ندي الليل " ( نش 5 :2 )
وهو لا يمل الانتظار ، ولا يخجل منه .... والرب بهذا يعطينا درسا أن
كسب محبة الناس يحتاج منا إلي احتمال وطول بال وأحيانا تكون القلوب
صلبة وشديدة ، ولا يمكن دخولها بسرعة ولا سهولة ... فأن تعبت في
دخول قلوب الناس ، فلا تتضايق !!! هكذا حدث للمسيح منبع الحب ، وأن
دخلت قلبا ولم تجد فيه محبة مثل محبتك ، فلا تحزن ، فهكذا حدث للمسيح
قبلا ولم يعامل الناس بمثل معاملتهم بل كان وسط الكل
" يجول يصنع خيرا " ( أع 10 ، 38 )
الكل أخذوا حتى الذين رفضوه ، حتى الذين صاحوا فيما بعد أصلبه أصلبه
ألم أخر هو ألم شتائم واتهامات وإهانات
فلا تتعجب يا أخي أن قيلت عنك كلمة رديئة ربما أقل من هذه ، فالمسيح قد
قيل عنه أنه سامري وبه شيطان ، وبرئيس الشياطين ، بأنه خاطئ وكاسر
السبت ، وأكول وشريب خمر ، ومحب للعشارين والخطاة ، ومجدف
فتمت الكلمة المكتوبة في ناموسهم " أبغضوني بلا سبب "
( مز 69 : 4 ، يو 15 : 25 )
والعجيب أن الرب لما سمع هذه الإهانة رد بهدوء عجيب وبدون انفعال
ما هذا يارب ؟ قل أن ينزل نار من السماء وتفنيهم ، هذا جنس لا ينفع معه
الطيبة ، اضرب ضربتك فيوقروك .... وكأن الرب يجيب
" ليس هذا هو أسلوبي سأتركهم الآن في حدتهم ، وبعد حين
سيتعقلون ويتوبون وينظرون إلي الذي طعنوه وجرحوه ويندمون "
قدم نفسه ذبيحة حب ، من فرط محبته لمن ذبح لأجلهم في فرح بخلاصهم
فهل أنت مثله تقدم نفسك ذبيحة حب ؟
وقف أمام الناس كخاطئ ، وأمام الأب كخاطئ
هل تحمل خطايا الناس ، كما حملها المسيح ؟؟؟
هل تستطيع أن تأخذ خطايا غيرك وتنسبها إلي نفسك ؟ وتقول
" أنا المخطئ وليس هو "
وان نسبت أليك خطية اقترفها آخر هل تستطيع
أن تقبل ذلك وتصمت ؟! وان لم تستطع إن تحمل خطايا الناس فهل يمكنك
علي الأقل أن تحتملها أي أن تحتمل خطايا الناس أليك
أنظر إلي ما فعله المسيح علي الصليب ، قارن بما تفعله أنت ؟ هل أنت
مثله ذبيحة حب تبذل ذاتك عن غيرك ؟ هل أنت ذبيحة خطية تحمل خطايا
غيرك ؟ أن لم تحمل خطايا الناس ، فاحمل ألأمهم احمل ألم الناس كما
حملها المسيح اشترك مع المسيح في إراحة الناس كن قلبا كبيرا يتألم مع
المتألمين يزور المرضي ، ويعزي الحزانى
استفد إذن من وقت الألم ، استفد من الاشتراك في الآم الآخرين واستفد من
التأمل في آلام المسيح لأجلك
ويظل الألم في العالم ننال بركته إلي إن يأخذنا الله من هذا العالم إلي
" الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد " هناك يمسح كل دمعة
من عيوننا إذن فلنتألم هنا ، لكي ننعم هناك لأنه " ما أضيق الباب وأكرب
الطريق الذي يؤدي إلي الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه "
كل نوع ألم لأجل الرب ، له بركته وإكليله
" وكل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه " ( 1 كو3 :8 )
وهنا نراه يقول " طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل
كلمة شريرة كم أجلي كاذبين ، افرحوا وتهللوا ، لأن أجركم عظيم في
السموات لأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم " ( متي 5 : 11 ، 12 )
وفي آلامك ثق أن المسيح صديق لكل متألم شريك له ورفيق له في طريق
الألم لا يتركه وحده وكما قال الكتاب
" في كل ضيقهم تضايق ، وملاك حضرته خلصهم " ( أش 63 : 5 )
إذن تتعزي بأن المسيح شريك لك في ألمك ويتقوى أيضا قلبك
" انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب " ( مز 27 : 14 )
وضع أمامك أن المسيح كان قويا وصامدا في كل آلامه كان راسخا في
آلامه كالجبل الصلب الذي لا تهزه ريح ولا عاصفة كان صامدا في القبض
عليه ، وفي محاكمته ، وفي الإهانات ، وكان صامدا أمام الجلد والصلب
والموت ، وأعطي مثالا رائعا للقلب الكبير ، القوي الشجاع الذي احتمل
ظلم الأشرار وقال " يا أبتاه أغفر له " هذه العبارة النبيلة التي هزت قلوب
الناس في كل جيل وهكذا حول صليب العار إلي صليب مجد .. وحول الألم
إلي بركة وإكليل ، أننا عندما نري آلام السيد المسيح ، نتعزى في آلامنا
ففي كل مرة تواجه الألم تذكر رب المجد يسوع وضع صورته أمامك
وقول لنفسك لقد مر السيد المسيح بكل ذلك بفرح ولابد إن أكون مثله لأنني
أبنه وأبنته ربنا يعطينا قوه لتحمل كل أنواع الألم ، ويعطينا بركة الألم
من كتابات الأنبا شنودة الثالث بركه صلواته تكون معنا جميعا
الألم يرفع النفس إلي فوق
يرفعها فوق مستوي المادة والعلم ... فأن الإنسان في حالة الألم ، تكون
نفسه أقوي ، وروحانياته أعمق ... وكثيرا ما نري الإنسان في ألمه متجردا
من حب العالم ... لذلك سهل علي المريض أن يقترب إلي الله ، المريض
المتألم يقبل الحديث عن الله ، ويحب أن يصلي ، ويطلب أن يصلي الناس
من أجله وكلمة ( الله ) تتردد كثيرا علي فمه
تعال معي نأخذ من حياة المسيح أمثله تجعلنا نتعزى بالألم ونتلذذ به ،
لأن السيد المسيح هو أكثر إنسان تألم بدون وجه حق ولأجل محبته لنا تحمل
كل ذلك ... السيد المسيح وصفه أنه " رجل أوجاع ومختبر الحزن "
( أش 53 : 3 )
ذاق المسيح الألم ، من يوم مولده ... ولد في يوم أشد أيام الشتاء برودة
في مكان رطب هو مزود بقر ... وعاش المسيح فقيرا ، يتحمل الضيق
لأجلنا لم يكن له بيت يسند فيه رأسه .... جرب التعب ، وجرب أيضا
الجوع والعطش .... جرب من الشيطان ... جرب ألما آخر هو ألم
الرفض ... عاش يعامل الناس بالحب ، ولا يجد حبا مقابل حبه
لم يجد محبة تماثل محبته ، ولا معاملة طيبة تماثل معاملته الطيبة للناس
فقد عاش الرب وسط أشخاص جاحدين ، ناكرين للجميل ، ناكرين الحب
أحيانا كان يري أبواب القلوب مغلقة " فيقف ويقرع وقد يطول به الوقوف
حتى يمتلئ رأسه من الطل ، وقصصه من ندي الليل " ( نش 5 :2 )
وهو لا يمل الانتظار ، ولا يخجل منه .... والرب بهذا يعطينا درسا أن
كسب محبة الناس يحتاج منا إلي احتمال وطول بال وأحيانا تكون القلوب
صلبة وشديدة ، ولا يمكن دخولها بسرعة ولا سهولة ... فأن تعبت في
دخول قلوب الناس ، فلا تتضايق !!! هكذا حدث للمسيح منبع الحب ، وأن
دخلت قلبا ولم تجد فيه محبة مثل محبتك ، فلا تحزن ، فهكذا حدث للمسيح
قبلا ولم يعامل الناس بمثل معاملتهم بل كان وسط الكل
" يجول يصنع خيرا " ( أع 10 ، 38 )
الكل أخذوا حتى الذين رفضوه ، حتى الذين صاحوا فيما بعد أصلبه أصلبه
ألم أخر هو ألم شتائم واتهامات وإهانات
فلا تتعجب يا أخي أن قيلت عنك كلمة رديئة ربما أقل من هذه ، فالمسيح قد
قيل عنه أنه سامري وبه شيطان ، وبرئيس الشياطين ، بأنه خاطئ وكاسر
السبت ، وأكول وشريب خمر ، ومحب للعشارين والخطاة ، ومجدف
فتمت الكلمة المكتوبة في ناموسهم " أبغضوني بلا سبب "
( مز 69 : 4 ، يو 15 : 25 )
والعجيب أن الرب لما سمع هذه الإهانة رد بهدوء عجيب وبدون انفعال
ما هذا يارب ؟ قل أن ينزل نار من السماء وتفنيهم ، هذا جنس لا ينفع معه
الطيبة ، اضرب ضربتك فيوقروك .... وكأن الرب يجيب
" ليس هذا هو أسلوبي سأتركهم الآن في حدتهم ، وبعد حين
سيتعقلون ويتوبون وينظرون إلي الذي طعنوه وجرحوه ويندمون "
قدم نفسه ذبيحة حب ، من فرط محبته لمن ذبح لأجلهم في فرح بخلاصهم
فهل أنت مثله تقدم نفسك ذبيحة حب ؟
وقف أمام الناس كخاطئ ، وأمام الأب كخاطئ
هل تحمل خطايا الناس ، كما حملها المسيح ؟؟؟
هل تستطيع أن تأخذ خطايا غيرك وتنسبها إلي نفسك ؟ وتقول
" أنا المخطئ وليس هو "
وان نسبت أليك خطية اقترفها آخر هل تستطيع
أن تقبل ذلك وتصمت ؟! وان لم تستطع إن تحمل خطايا الناس فهل يمكنك
علي الأقل أن تحتملها أي أن تحتمل خطايا الناس أليك
أنظر إلي ما فعله المسيح علي الصليب ، قارن بما تفعله أنت ؟ هل أنت
مثله ذبيحة حب تبذل ذاتك عن غيرك ؟ هل أنت ذبيحة خطية تحمل خطايا
غيرك ؟ أن لم تحمل خطايا الناس ، فاحمل ألأمهم احمل ألم الناس كما
حملها المسيح اشترك مع المسيح في إراحة الناس كن قلبا كبيرا يتألم مع
المتألمين يزور المرضي ، ويعزي الحزانى
استفد إذن من وقت الألم ، استفد من الاشتراك في الآم الآخرين واستفد من
التأمل في آلام المسيح لأجلك
ويظل الألم في العالم ننال بركته إلي إن يأخذنا الله من هذا العالم إلي
" الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد " هناك يمسح كل دمعة
من عيوننا إذن فلنتألم هنا ، لكي ننعم هناك لأنه " ما أضيق الباب وأكرب
الطريق الذي يؤدي إلي الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه "
كل نوع ألم لأجل الرب ، له بركته وإكليله
" وكل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه " ( 1 كو3 :8 )
وهنا نراه يقول " طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل
كلمة شريرة كم أجلي كاذبين ، افرحوا وتهللوا ، لأن أجركم عظيم في
السموات لأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم " ( متي 5 : 11 ، 12 )
وفي آلامك ثق أن المسيح صديق لكل متألم شريك له ورفيق له في طريق
الألم لا يتركه وحده وكما قال الكتاب
" في كل ضيقهم تضايق ، وملاك حضرته خلصهم " ( أش 63 : 5 )
إذن تتعزي بأن المسيح شريك لك في ألمك ويتقوى أيضا قلبك
" انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب " ( مز 27 : 14 )
وضع أمامك أن المسيح كان قويا وصامدا في كل آلامه كان راسخا في
آلامه كالجبل الصلب الذي لا تهزه ريح ولا عاصفة كان صامدا في القبض
عليه ، وفي محاكمته ، وفي الإهانات ، وكان صامدا أمام الجلد والصلب
والموت ، وأعطي مثالا رائعا للقلب الكبير ، القوي الشجاع الذي احتمل
ظلم الأشرار وقال " يا أبتاه أغفر له " هذه العبارة النبيلة التي هزت قلوب
الناس في كل جيل وهكذا حول صليب العار إلي صليب مجد .. وحول الألم
إلي بركة وإكليل ، أننا عندما نري آلام السيد المسيح ، نتعزى في آلامنا
ففي كل مرة تواجه الألم تذكر رب المجد يسوع وضع صورته أمامك
وقول لنفسك لقد مر السيد المسيح بكل ذلك بفرح ولابد إن أكون مثله لأنني
أبنه وأبنته ربنا يعطينا قوه لتحمل كل أنواع الألم ، ويعطينا بركة الألم
من كتابات الأنبا شنودة الثالث بركه صلواته تكون معنا جميعا
Comment