الموضوع منقول
موقع facebook الناشر بالموقع الاخ منير حناشي راهب وطالب لاهوت سالزياني
وصديق
(بتمنى ما يكون حط عليه حقوق نشر خخخخخخ)
أولاً: وجها الجنس
1- الجنس بمعناه الحصري ( التناسلي ) ( Genital)
هذه هي النزعة الجنسية بمعناها المحدد و المألوف، والمرتبط بالتناسل وهي بتعريفها العام تمتد إلى معظم الكائنات الحية.
أما إذا تأملناها في خصوصيتها الإنسانية، فيبدو لنا فيها وجهان متداخلان ومتكاملان، وجه «الرغبة» ووجه «التوق»
آ - وجه الرغبة
وهو الوجه الغريزي المتأصل في تكوين الجسد البيولوجي، الذي يحمل حتى في تركيب كل خلية من خلاياه، طابعاً جنسياً محدداً ومتميزاً يضعه في واحد من جنسين مختلفين ومتقابلين، ويجعل منه بالتالي كائناً منقسماً، منفصلاً، يشده بالتأكيد وبقوة إلى الجنس المكمل، توتر جسدي ونفسي يسعى إلى إنفراج تنتج عنه لذة بارزة.
هذا الإلحاح الغريزي الشديد الذي يدفع الجنسين أحدهما إلى الآخر، إنما يخدم مقاصد الحياة.
ب- وجه التوق
و لكن هذه الرغبة المشتركة أصلاً بين الإنسان والحيوان، تتخذ لدى الإنسان وجهاً فريداً، لا يلغي الوجه الأول ولكنه يحوله من الداخل، يضفي عليه معنى جديداً، ويفتح أمامه مدى إنسانياً متميزاً، هذا الوجه نسميه وجه التوق لأن الإنسان فيه لم يعد فقط مدفوعاً بآليات تتحكم بسلوكه، بل أنه قادر على تسخير هذه الآليات نفسها في تحقيق مشروع يلهمه وهدف يصبو إليه في الحياة .
الإنسان لا يُستهلك كما يُستهلك الطعام ولكنه يُلاقى، واللقاء به عملية لا تنتهي، أي أن الرغبة الجنسية نفسها توقظ و تحرك في الإنسان ما هو أبعد منها و أعمق، أي أنها تطلق توقاً إلى لقاء إنسان آخر في الصميم وإلى التواصل الحميم معه.
و كما أن صاروخاً عابراً للفضاء قد يتألف من طبقتين، إحداهما تطلق الثانية ثم تهبط، في حين أن الثانية تواصل وحدها الطريق إلى الهدف الفضائي. هكذا هي الرغبة تطلق التوق، و لكنها به وبه وحده، تبلغ هدفها الإنساني البعيد، هدف التواصل الحميم، الرغبة تحرك التوق وتؤججه وتمده بزخمها، والتوق من جهته يهذب الرغبة، يلطفها، يوجهها «يؤنسنها» يسمح لها بتجاوز مجرد تلاحم الأجساد وإلى لقاء إنساني حميم.
ملاحظة: بعضهم يريد استبدال كلمة «توق» بعبارة «الحنان»
2– الجنس بمعناه الأوسع
هذا المسار أكثر تشعباً واتسعاً وتعقيداً، يشمل الحياة الإنسانية برمتها ولا ينحصر بالتقارب الجنسي بوجهه المعهود، في هذا المسار نجد مجدداً الوجهين اللذين أتينا على ذكرهما: فالوجه الغريزي، وجه الرغبة يبقى فيه هو هو، أما الوجه الروحي وجه التوق فيتشعب ويتسع بحيث يشمل كل مجالات التوق الإنساني إلى الحياة بملئها (نزوة الحياة) قارن فرويد، ونتج بذلك كل توق للإنسان إلى الإنتعاش والسعادة والتواصل والاتحاد والمشاركة والمعرفة والتنظيم والإبداع.
ثانياً إنحرافات في نمط التعامل مع الجنس
1- إجهاض التوق
التوق، الذي هو كما رأينا الوجه الأساسي للنزعة الجنسية عند الإنسان يجهض إذا أصبح موضوع الاهتمام الوحيد، أو الأساسي على الأقل، في الممارسة الجنسية، وهو إزالة التوتر وبلوغ اللذة، الآخر، عند ذاك لا يتعدى كونه مجرد وسيلة وذريعة لذلك الإشباع الغريزي، لا بل في أقصى الحالات يُستغنى عنه كلياً أو يُكتفى منه بصورة خيالية في سعي انطوائي إلى الإشباع مثال الاستنماء (العادة السرية) فهي ممارسة مبتورة للجنس.
2– تغيب الرغبة
فالكبت يعود إلى عوامل داخلية وخارجية
العوامل الداخلية:
تتلخص هذه في الخوف من الرغبة الجنسية:
* بسبب عنفوانها وحدتها
* بسبب ما تمثله من خطر الخروج من الذات للاندماج بآخر
* بسبب ما ارتبطت به هذه الرغبة في الطفولة الباكرة من تأزم و تحريم، لإندراجها في ما يسمى بـ«عقدة أوديب»
العوامل الخارجية:
فهي التحريمات الاجتماعية المحيطة بالجنس الذي كثيراً ما يعتبر TABOU عبر الأسرة التي تلجم بوسائل متنوعة كالترهيب والابتزاز العاطفي والصمت المرتبك أو المستنكر، كل فضول أو تعبير جنسيي .
نتائج الكبت
* تفور الطاقة الجنسية في الأعماق، بعيداً عن دائرة الوعي.
* تصبح على هامش الشخصية وكأنها فيها بمثابة جسم غريب.
يعيش المرء انقساماً داخلياً، تُشيّع في المرء مناخاً من القلق فتؤدي إلى سلوك عشوائي يؤدي لا بل يُدمر أحياناً المرء.
ثالثاً: التعامل الناجح مع الجنس
في مقابل هذا الانحراف نرى أن التعامل السليم مع الجنس إنما يكون في خط الحب و الاستعداد له .
1– خط الحبالحب هو الممارسة الكاملة للجنس. إنه الاندفاع بالرغبة في خط اللقاء، بحيث يصبح إلتحام الأجساد لغة ما بعدها من لغة للتعبير عن لقاء وجداني حميم. الحب إذاً لا ينفي الرغبة، و لكنه يرفض اكتفائها بذاتها وانطوائها على ذاتها. وحده الحب يحقق مشروع اللقاء. الحب الحقيقي وحيد وغير قابل للاستبدال بسواه. الحب يتميز بالوفاء والديمومة.
2– الاستعداد للحب طريق الحب طويل من الذات إلى الآخر، من مجرد الحاجة الأنوية إلى التوق.
الاستعداد للحب يتطلب بالتالي توجيهاً للرغبة بحيث يتحاشى المرء أن يفرط به (الاستنماء) كما يتحاشى بالمقابل أن يغيبها لأنها تربة الحب وخزان طاقاته.
عليه أن يتعامل مع الرغبة الكامنة فيه دون تشنج ومكابرة، ينبغي له أن يتعايش معها، وأن يقبل ببساطة بوجودها وأن يتعاطى معها بالحُسنى. هذا يعني أن يحفظ الشاب نفسه من كل انطواء فينفتح على كل مجالات العلاقة الإنسانية والإبداع الإنساني بكل حيوية الرغبة الكامنة فيه (زمالة وصداقة وعمل يدوي وعقلي واكتشاف الطبيعة وعلم وأدب وفن وإلتزام اجتماعي وديني. . .).
خير حماية للمراهق من الانجراف وراء الجنس الرخيص، إنما هي أن لا يترك لحيويته مجال للانطواء على ذاتها بل أن يفتحها بسعة وسخاء على العالم.
في خط الاستعداد هذا، يلعب الاتصال بالجنس الآخر دوراً بالغ الأهمية (الاختلاط) مثال: الشاب المنقطع عن الجنس الآخر، معرَّض للنظر إلى المرأة من زاوية خياله وحسب. ذلك الخيال الذي تكيفّه الشهوة. فهكذا فبدل أن تنضبط شهوته من جراء ابتعاده عن النساء، كما يظنّ، تزداد اشتعالاً.
فالاختلاط والعلاقة بالإضافة إلى سماتها الجنسية لها سمات إنسانية (أفكار، مشاعر، هواجس، تطلعات وآمال ومشاكل وقلق ومعاناة ... الخ).
في سياق الاختلاط هذا، قد تنشأ علاقة خاصة بين الشاب وبين إحدى الفتيات، وقد تتطور هذه العلاقة من صداقة إلى حب.
طريق الحب:
* الحياة الزوجية
او
* الحياة المكرسة، الكهنوتية والرهبانية
بتمنى انو يكون مفيد
سلام الرب مع الكل
موقع facebook الناشر بالموقع الاخ منير حناشي راهب وطالب لاهوت سالزياني
وصديق
(بتمنى ما يكون حط عليه حقوق نشر خخخخخخ)
أولاً: وجها الجنس
1- الجنس بمعناه الحصري ( التناسلي ) ( Genital)
هذه هي النزعة الجنسية بمعناها المحدد و المألوف، والمرتبط بالتناسل وهي بتعريفها العام تمتد إلى معظم الكائنات الحية.
أما إذا تأملناها في خصوصيتها الإنسانية، فيبدو لنا فيها وجهان متداخلان ومتكاملان، وجه «الرغبة» ووجه «التوق»
آ - وجه الرغبة
وهو الوجه الغريزي المتأصل في تكوين الجسد البيولوجي، الذي يحمل حتى في تركيب كل خلية من خلاياه، طابعاً جنسياً محدداً ومتميزاً يضعه في واحد من جنسين مختلفين ومتقابلين، ويجعل منه بالتالي كائناً منقسماً، منفصلاً، يشده بالتأكيد وبقوة إلى الجنس المكمل، توتر جسدي ونفسي يسعى إلى إنفراج تنتج عنه لذة بارزة.
هذا الإلحاح الغريزي الشديد الذي يدفع الجنسين أحدهما إلى الآخر، إنما يخدم مقاصد الحياة.
ب- وجه التوق
و لكن هذه الرغبة المشتركة أصلاً بين الإنسان والحيوان، تتخذ لدى الإنسان وجهاً فريداً، لا يلغي الوجه الأول ولكنه يحوله من الداخل، يضفي عليه معنى جديداً، ويفتح أمامه مدى إنسانياً متميزاً، هذا الوجه نسميه وجه التوق لأن الإنسان فيه لم يعد فقط مدفوعاً بآليات تتحكم بسلوكه، بل أنه قادر على تسخير هذه الآليات نفسها في تحقيق مشروع يلهمه وهدف يصبو إليه في الحياة .
الإنسان لا يُستهلك كما يُستهلك الطعام ولكنه يُلاقى، واللقاء به عملية لا تنتهي، أي أن الرغبة الجنسية نفسها توقظ و تحرك في الإنسان ما هو أبعد منها و أعمق، أي أنها تطلق توقاً إلى لقاء إنسان آخر في الصميم وإلى التواصل الحميم معه.
و كما أن صاروخاً عابراً للفضاء قد يتألف من طبقتين، إحداهما تطلق الثانية ثم تهبط، في حين أن الثانية تواصل وحدها الطريق إلى الهدف الفضائي. هكذا هي الرغبة تطلق التوق، و لكنها به وبه وحده، تبلغ هدفها الإنساني البعيد، هدف التواصل الحميم، الرغبة تحرك التوق وتؤججه وتمده بزخمها، والتوق من جهته يهذب الرغبة، يلطفها، يوجهها «يؤنسنها» يسمح لها بتجاوز مجرد تلاحم الأجساد وإلى لقاء إنساني حميم.
ملاحظة: بعضهم يريد استبدال كلمة «توق» بعبارة «الحنان»
2– الجنس بمعناه الأوسع
هذا المسار أكثر تشعباً واتسعاً وتعقيداً، يشمل الحياة الإنسانية برمتها ولا ينحصر بالتقارب الجنسي بوجهه المعهود، في هذا المسار نجد مجدداً الوجهين اللذين أتينا على ذكرهما: فالوجه الغريزي، وجه الرغبة يبقى فيه هو هو، أما الوجه الروحي وجه التوق فيتشعب ويتسع بحيث يشمل كل مجالات التوق الإنساني إلى الحياة بملئها (نزوة الحياة) قارن فرويد، ونتج بذلك كل توق للإنسان إلى الإنتعاش والسعادة والتواصل والاتحاد والمشاركة والمعرفة والتنظيم والإبداع.
ثانياً إنحرافات في نمط التعامل مع الجنس
1- إجهاض التوق
التوق، الذي هو كما رأينا الوجه الأساسي للنزعة الجنسية عند الإنسان يجهض إذا أصبح موضوع الاهتمام الوحيد، أو الأساسي على الأقل، في الممارسة الجنسية، وهو إزالة التوتر وبلوغ اللذة، الآخر، عند ذاك لا يتعدى كونه مجرد وسيلة وذريعة لذلك الإشباع الغريزي، لا بل في أقصى الحالات يُستغنى عنه كلياً أو يُكتفى منه بصورة خيالية في سعي انطوائي إلى الإشباع مثال الاستنماء (العادة السرية) فهي ممارسة مبتورة للجنس.
2– تغيب الرغبة
فالكبت يعود إلى عوامل داخلية وخارجية
العوامل الداخلية:
تتلخص هذه في الخوف من الرغبة الجنسية:
* بسبب عنفوانها وحدتها
* بسبب ما تمثله من خطر الخروج من الذات للاندماج بآخر
* بسبب ما ارتبطت به هذه الرغبة في الطفولة الباكرة من تأزم و تحريم، لإندراجها في ما يسمى بـ«عقدة أوديب»
العوامل الخارجية:
فهي التحريمات الاجتماعية المحيطة بالجنس الذي كثيراً ما يعتبر TABOU عبر الأسرة التي تلجم بوسائل متنوعة كالترهيب والابتزاز العاطفي والصمت المرتبك أو المستنكر، كل فضول أو تعبير جنسيي .
نتائج الكبت
* تفور الطاقة الجنسية في الأعماق، بعيداً عن دائرة الوعي.
* تصبح على هامش الشخصية وكأنها فيها بمثابة جسم غريب.
يعيش المرء انقساماً داخلياً، تُشيّع في المرء مناخاً من القلق فتؤدي إلى سلوك عشوائي يؤدي لا بل يُدمر أحياناً المرء.
ثالثاً: التعامل الناجح مع الجنس
في مقابل هذا الانحراف نرى أن التعامل السليم مع الجنس إنما يكون في خط الحب و الاستعداد له .
1– خط الحبالحب هو الممارسة الكاملة للجنس. إنه الاندفاع بالرغبة في خط اللقاء، بحيث يصبح إلتحام الأجساد لغة ما بعدها من لغة للتعبير عن لقاء وجداني حميم. الحب إذاً لا ينفي الرغبة، و لكنه يرفض اكتفائها بذاتها وانطوائها على ذاتها. وحده الحب يحقق مشروع اللقاء. الحب الحقيقي وحيد وغير قابل للاستبدال بسواه. الحب يتميز بالوفاء والديمومة.
2– الاستعداد للحب طريق الحب طويل من الذات إلى الآخر، من مجرد الحاجة الأنوية إلى التوق.
الاستعداد للحب يتطلب بالتالي توجيهاً للرغبة بحيث يتحاشى المرء أن يفرط به (الاستنماء) كما يتحاشى بالمقابل أن يغيبها لأنها تربة الحب وخزان طاقاته.
عليه أن يتعامل مع الرغبة الكامنة فيه دون تشنج ومكابرة، ينبغي له أن يتعايش معها، وأن يقبل ببساطة بوجودها وأن يتعاطى معها بالحُسنى. هذا يعني أن يحفظ الشاب نفسه من كل انطواء فينفتح على كل مجالات العلاقة الإنسانية والإبداع الإنساني بكل حيوية الرغبة الكامنة فيه (زمالة وصداقة وعمل يدوي وعقلي واكتشاف الطبيعة وعلم وأدب وفن وإلتزام اجتماعي وديني. . .).
خير حماية للمراهق من الانجراف وراء الجنس الرخيص، إنما هي أن لا يترك لحيويته مجال للانطواء على ذاتها بل أن يفتحها بسعة وسخاء على العالم.
في خط الاستعداد هذا، يلعب الاتصال بالجنس الآخر دوراً بالغ الأهمية (الاختلاط) مثال: الشاب المنقطع عن الجنس الآخر، معرَّض للنظر إلى المرأة من زاوية خياله وحسب. ذلك الخيال الذي تكيفّه الشهوة. فهكذا فبدل أن تنضبط شهوته من جراء ابتعاده عن النساء، كما يظنّ، تزداد اشتعالاً.
فالاختلاط والعلاقة بالإضافة إلى سماتها الجنسية لها سمات إنسانية (أفكار، مشاعر، هواجس، تطلعات وآمال ومشاكل وقلق ومعاناة ... الخ).
في سياق الاختلاط هذا، قد تنشأ علاقة خاصة بين الشاب وبين إحدى الفتيات، وقد تتطور هذه العلاقة من صداقة إلى حب.
طريق الحب:
* الحياة الزوجية
او
* الحياة المكرسة، الكهنوتية والرهبانية
بتمنى انو يكون مفيد
سلام الرب مع الكل
Comment