شهيدة المسيح الراهبة هيروفيما
من دير بيترو فودا في رومانيا
بقلم فيلوثيو الراهب، دير بيترو فودا، رومانيا
"إنّ تذكار الشهداء الموقَّرين المقدّس يقدِّس بالروح القدس الذين باستقامة رأي يقدِّسونهم". (المعزّي، اللحن السادس، سَحَر الإثنين).
لما كنتُ قد قرأتُ في إحدى الصحف المركزية عن الجامعة المركزية الأوروبية في بودابست التي تأسّستْ سنة 1990، أنّ العدد الأكبر من التلاميذ، البالغ 145 تلميذاً، منذ سنة 1990 وحتى الآن، هو من الرومانيّين، فقد قرَّرتُ أن أكتب هذه الإفادة في شأن ما رأيت وسمعت.
..................
الشهيدة هيروفيما قبل دخولها الدير
في مقبرة بيترو فودا تستريح، منذ أكثر من خمس سنوات، الراهبة هيروفيما التي كانت تُدعى، كعلمانيّة، سفيتلانا ميخائيلا تاناسا. وُلدتْ الراهبة هيروفيما عام 1969 وتخرّجتْ من جامعة اللغات الكلاسيكيّة في إياسي، وحصلت على منحة دراسية من مؤسسة سوروس للتخصّص في تاريخ القرون الوسطى في الجامعة المركزية الأوروبية في بودابست. أطروحتُها للماجستير تناولت البحث في مخطوطة تتضمّن تفسيرَ سِفر التكوين للقدّيس يوحنا الذهبي الفم. وقد أثبتَتْ، في هذه الأطروحة، أنّ النصّ المطبوع من قِبَل اليسوعيّين والمنسوب إلى J. P. Migne في P. G.* يحتوي على الكثير من التحريف والتغيير عن المخطوطة المستعملة في البحث والتي تحتوي على نصّ يوحنّائيّ أصيل مملوء من الروح. نتيجة لذلك فإنّ طبعة خطيرة لتفسير كتاب التكوين في المستقبل سوف تشكِّل الأساس الذي أدخلَه اليسوعيّون عن سوء نيّة.
وقد قدَّر أساتذتها عملها واقترحوا عليها تقديم طلب للحصول على درجة الدكتوراه. أطروحتها كانت مركّزة على سِفر التكوين. وكان من المفتَرَض بها أن تبرهن أنّ الآباء القدّيسين، في تفسيرهم لسِفر التكوين، قد سلكوا في إثر أوريجنس الهرطوقي. بدأت سفيتلانا تعمل بثقة دون أن تنتبه إلى الأمر الذي كان قد طُلب منها إتمامه. وفيما كانت تراجع ما كتبه الآباء القدّيسون تحقَّقتْ من التجديف الذي كان قد طُلب منها إثباته. ولا زال عندي ههنا، منها، تفسير سِفر التكوين للمغبوط أوغسطينوس باللاتينية، وآخر لأوريجنس باليونانية، وللمغبوط ثيودوريتوس القورشي باليونانية أيضاً، وللقدّيس أفرام السوري بالإنكليزية، وكذلك شرحٌ للفيلسوف اليهودي فيلون الإسكندري باليونانية، وهي أعمال كانت قد قرأتْها في بودابست بنُسَخِها الأصلية. لكن كلّما كانت تقرأ كانت تفهم أنّ الآباء القدّيسين لم يتبعوا أوريجنس الهرطوقي في أعمالهم، بل إنّ واحداً من الأسباب التي دفعتهم إلى الكلام على سِفر التكوين كان محاربته، الأمر الذي كان من الممكن تبيُّنُه من طريقة مقاربتهم لكل سؤال على حِدة.
وقد حدث، أثناء وجودها هناك، أنّها طرحتْ على نفسها بعض الأسئلة فيما يختص بأساتذتها، واكتشفتْ أنّهم كانوا، في غالبيتهم، من اليهود المزدَرين بالأرثوذكسية وبالتقليد. وكانوا من كل الرُتَب الجامعية. وحين أخبرتْهم عن استنتاجها فيما يختصّ بالآباء القدّيسين قالوا لها: "لا، ليست استنتاجاتك في محلّها، أعيدي التفكير في الأمر. لقد دفعنا لكِ مالاً لتُثبتي أمراً معيّناً وعليك بالانصياع".
وقد تبِع هذه المواجهة أيام من الجدال والاحتجاجات.
الشهيدة هيروفيما في الدير
إثر عودة سفيتلانا إلى رومانيا للحصول على المزيد من المواد الأدبية أحسَّتْ بالمرض فذهبتْ إلى الطبيب لإجراء الفحوصات، فاكتشفت أنّها قد أُصيبتْ بسرطان جلدي سريع الانتشار ناحية الكتف اليسرى. وقد كان لذلك تفسير واحد: كانت قد تعرّضتْ للإشعاعات! قال لها الطبيب إنّها لن تعيش أكثر من بضعة أشهر. فعادت إلى بودابست لأخذ أمتعتها. هناك تجادلت مع كل مَن قال لها: "لماذا أنتِ ذاهبة؟ لدينا العلاج لمرضكِ. ليس هناك ما هو خطير، يمكننا أن نقدِّم لكِ الشفاء. فقط كوني مطيعة وستبقين على قيد الحياة". (ويبدو أنّهم كانوا على حقّ، لأنّ الأطباء أكّدوا أنّ هناك طريقة تُمارَس لإدخال السرطان، هذه من الممكن مداواتها إنْ لم يكن قد مرّ عليها وقت طويل لكن بتكاليف طبيّة كبيرة). وقد رفضت سفيتلانا التخلّي عن قدّيسي الله ولم تتخلّ عنها النعمة الإلهية بل قوَّتْها حتى النهاية. فأخذتْ كلّ ما أمكنها أخذه (مع أنّ قسماً كبيراً من كتبها بقي هناك) وعادتْ. أتتْ إلى الأب يوستينوس وأخبرتْه القصّة كلّها فطلب منها أن تبقى في ديرنا، وقد كان هذا في آب 1997.
وتبع ذلك حوالي سنة ونصف من المعاناة. انتشر المرض بسرعة وتفشّى في سائر أعضاء جسدها. وببطء صارت تذوب كما كان من الممكن رؤية ذلك بالعين. وقد قبِلَتْ أن تُصيَّر راهبة تلبس الجبّة. وقبل رحيلها ببضعة أسابيع صُيِّرت راهبة من قِبَل الأب يوستينوس. وقد رفضت أن تأخذ المورفين لكي تتطهَّر، بالمعاناة، من كل خطاياها التي اقترفتْها في هذا العالم. كان الوَجْد لديها تعبيراً عمّا ورد في كتاب المعزّي: "إنّ قدّيسيك يا ربّ إذ قد لبسوا ترس الإيمان وتقوَّوا بعلامة الصليب، يهرعون إلى المشاق بجرأة فيفتِّتون كبرياء الشيطان وخديعته".
الشهيدة هيروفيما بعد أخذها الإسكيم
يشار إلى أنّ صيحات ألَمِها تشهد، إلى اليوم، في آذان الذين سمعوها، للعذابات الجحيميّة التي مرَّتْ بها.
وقد أصغى الله إلى رغبتها الأخيرة، أي أن تبقى على قيد الحياة إلى عيد رؤساء الملائكة. ثمّ بعد سهرانة شفعاء ديرنا، ليلة السابع – الثامن من تشرين الثاني 1998، حوالي الساعة الثالثة صباحاً، غادرتْنا القدّيسة الشهيدة هيروفيما وروحها في سلام، بوجه مشعّ، لتعترف أمام الثالوث القدّوس بحرب الأرثوذكسيّين ضدّ حكّام هذا الدهر ولتتشفّع من أجل محبّي الحقيقة. وإذا ما كان العالم الذي نعيش فيه هو، بكليّته، وجه بابل الزانية الكبيرة، فإنّ القدّيسة هيروفيما ترمز إلى ما ورد في كتاب الرؤيا: "وفيها قد وُجِد دم أنبياء وقدّيسين وجميع مَن قُتِل على الأرض".
عند مجيئها أخبرتْنا الراهبة هيروفيما عن حقيقة أنّه قد ترك الجامعة المركزية الأوروبية، قبْلها، وللسبب نفسه – سرطان الجلد – تلميذ من بلغاريا وتلميذة من جيورجيا وأخرى من الولايات المتحدة الأميركية. وإني لآسف أنّي لا أستطيع الإدلاء بأسمائهم. قد يكتشفهم أحد ما في وقت من الأوقات في المستقبل.
فإنّه لمن السخرية الكبرى أنّه بعد رحيل الراهبة هيروفيما أقام أساتذتها السابقون في الجامعة المركزية الأوروبية جائزة سفيتلانا تاناسا لأفضل أطروحة في السنة!
لقد أراد الشيطان أن يفتِّت، في جهنم، هذه النفس النقيّة، لكن رحمة الله أخرجتْها من بين براثنه بسبب حبّها للحقيقة، لأنّ الحقيقة هي المسيح ربّنا. الأرثوذكسيّة حيّة وهي تزدهر بالحقيقة، وبذرة الإيمان هي دماء الشهداء.
"سريعاً أدْرِكنا أيّها المسيح إلهنا قبل أن نُستعبَد لأعدائنا الذين يجدّفون عليك ويتهدّدوننا.
إهدِ بصليبك الذين يحاربوننا ليعرفوا كيف يقتدر إيمان ذوي الرأي المستقيم، بشفاعات الشهداء
القدّيسين ووالدة الإله أيّها المحبّ البشر وحدك".
آمين
من دير بيترو فودا في رومانيا
بقلم فيلوثيو الراهب، دير بيترو فودا، رومانيا
"إنّ تذكار الشهداء الموقَّرين المقدّس يقدِّس بالروح القدس الذين باستقامة رأي يقدِّسونهم". (المعزّي، اللحن السادس، سَحَر الإثنين).
لما كنتُ قد قرأتُ في إحدى الصحف المركزية عن الجامعة المركزية الأوروبية في بودابست التي تأسّستْ سنة 1990، أنّ العدد الأكبر من التلاميذ، البالغ 145 تلميذاً، منذ سنة 1990 وحتى الآن، هو من الرومانيّين، فقد قرَّرتُ أن أكتب هذه الإفادة في شأن ما رأيت وسمعت.
..................
الشهيدة هيروفيما قبل دخولها الدير
في مقبرة بيترو فودا تستريح، منذ أكثر من خمس سنوات، الراهبة هيروفيما التي كانت تُدعى، كعلمانيّة، سفيتلانا ميخائيلا تاناسا. وُلدتْ الراهبة هيروفيما عام 1969 وتخرّجتْ من جامعة اللغات الكلاسيكيّة في إياسي، وحصلت على منحة دراسية من مؤسسة سوروس للتخصّص في تاريخ القرون الوسطى في الجامعة المركزية الأوروبية في بودابست. أطروحتُها للماجستير تناولت البحث في مخطوطة تتضمّن تفسيرَ سِفر التكوين للقدّيس يوحنا الذهبي الفم. وقد أثبتَتْ، في هذه الأطروحة، أنّ النصّ المطبوع من قِبَل اليسوعيّين والمنسوب إلى J. P. Migne في P. G.* يحتوي على الكثير من التحريف والتغيير عن المخطوطة المستعملة في البحث والتي تحتوي على نصّ يوحنّائيّ أصيل مملوء من الروح. نتيجة لذلك فإنّ طبعة خطيرة لتفسير كتاب التكوين في المستقبل سوف تشكِّل الأساس الذي أدخلَه اليسوعيّون عن سوء نيّة.
وقد قدَّر أساتذتها عملها واقترحوا عليها تقديم طلب للحصول على درجة الدكتوراه. أطروحتها كانت مركّزة على سِفر التكوين. وكان من المفتَرَض بها أن تبرهن أنّ الآباء القدّيسين، في تفسيرهم لسِفر التكوين، قد سلكوا في إثر أوريجنس الهرطوقي. بدأت سفيتلانا تعمل بثقة دون أن تنتبه إلى الأمر الذي كان قد طُلب منها إتمامه. وفيما كانت تراجع ما كتبه الآباء القدّيسون تحقَّقتْ من التجديف الذي كان قد طُلب منها إثباته. ولا زال عندي ههنا، منها، تفسير سِفر التكوين للمغبوط أوغسطينوس باللاتينية، وآخر لأوريجنس باليونانية، وللمغبوط ثيودوريتوس القورشي باليونانية أيضاً، وللقدّيس أفرام السوري بالإنكليزية، وكذلك شرحٌ للفيلسوف اليهودي فيلون الإسكندري باليونانية، وهي أعمال كانت قد قرأتْها في بودابست بنُسَخِها الأصلية. لكن كلّما كانت تقرأ كانت تفهم أنّ الآباء القدّيسين لم يتبعوا أوريجنس الهرطوقي في أعمالهم، بل إنّ واحداً من الأسباب التي دفعتهم إلى الكلام على سِفر التكوين كان محاربته، الأمر الذي كان من الممكن تبيُّنُه من طريقة مقاربتهم لكل سؤال على حِدة.
وقد حدث، أثناء وجودها هناك، أنّها طرحتْ على نفسها بعض الأسئلة فيما يختص بأساتذتها، واكتشفتْ أنّهم كانوا، في غالبيتهم، من اليهود المزدَرين بالأرثوذكسية وبالتقليد. وكانوا من كل الرُتَب الجامعية. وحين أخبرتْهم عن استنتاجها فيما يختصّ بالآباء القدّيسين قالوا لها: "لا، ليست استنتاجاتك في محلّها، أعيدي التفكير في الأمر. لقد دفعنا لكِ مالاً لتُثبتي أمراً معيّناً وعليك بالانصياع".
وقد تبِع هذه المواجهة أيام من الجدال والاحتجاجات.
الشهيدة هيروفيما في الدير
إثر عودة سفيتلانا إلى رومانيا للحصول على المزيد من المواد الأدبية أحسَّتْ بالمرض فذهبتْ إلى الطبيب لإجراء الفحوصات، فاكتشفت أنّها قد أُصيبتْ بسرطان جلدي سريع الانتشار ناحية الكتف اليسرى. وقد كان لذلك تفسير واحد: كانت قد تعرّضتْ للإشعاعات! قال لها الطبيب إنّها لن تعيش أكثر من بضعة أشهر. فعادت إلى بودابست لأخذ أمتعتها. هناك تجادلت مع كل مَن قال لها: "لماذا أنتِ ذاهبة؟ لدينا العلاج لمرضكِ. ليس هناك ما هو خطير، يمكننا أن نقدِّم لكِ الشفاء. فقط كوني مطيعة وستبقين على قيد الحياة". (ويبدو أنّهم كانوا على حقّ، لأنّ الأطباء أكّدوا أنّ هناك طريقة تُمارَس لإدخال السرطان، هذه من الممكن مداواتها إنْ لم يكن قد مرّ عليها وقت طويل لكن بتكاليف طبيّة كبيرة). وقد رفضت سفيتلانا التخلّي عن قدّيسي الله ولم تتخلّ عنها النعمة الإلهية بل قوَّتْها حتى النهاية. فأخذتْ كلّ ما أمكنها أخذه (مع أنّ قسماً كبيراً من كتبها بقي هناك) وعادتْ. أتتْ إلى الأب يوستينوس وأخبرتْه القصّة كلّها فطلب منها أن تبقى في ديرنا، وقد كان هذا في آب 1997.
وتبع ذلك حوالي سنة ونصف من المعاناة. انتشر المرض بسرعة وتفشّى في سائر أعضاء جسدها. وببطء صارت تذوب كما كان من الممكن رؤية ذلك بالعين. وقد قبِلَتْ أن تُصيَّر راهبة تلبس الجبّة. وقبل رحيلها ببضعة أسابيع صُيِّرت راهبة من قِبَل الأب يوستينوس. وقد رفضت أن تأخذ المورفين لكي تتطهَّر، بالمعاناة، من كل خطاياها التي اقترفتْها في هذا العالم. كان الوَجْد لديها تعبيراً عمّا ورد في كتاب المعزّي: "إنّ قدّيسيك يا ربّ إذ قد لبسوا ترس الإيمان وتقوَّوا بعلامة الصليب، يهرعون إلى المشاق بجرأة فيفتِّتون كبرياء الشيطان وخديعته".
الشهيدة هيروفيما بعد أخذها الإسكيم
يشار إلى أنّ صيحات ألَمِها تشهد، إلى اليوم، في آذان الذين سمعوها، للعذابات الجحيميّة التي مرَّتْ بها.
وقد أصغى الله إلى رغبتها الأخيرة، أي أن تبقى على قيد الحياة إلى عيد رؤساء الملائكة. ثمّ بعد سهرانة شفعاء ديرنا، ليلة السابع – الثامن من تشرين الثاني 1998، حوالي الساعة الثالثة صباحاً، غادرتْنا القدّيسة الشهيدة هيروفيما وروحها في سلام، بوجه مشعّ، لتعترف أمام الثالوث القدّوس بحرب الأرثوذكسيّين ضدّ حكّام هذا الدهر ولتتشفّع من أجل محبّي الحقيقة. وإذا ما كان العالم الذي نعيش فيه هو، بكليّته، وجه بابل الزانية الكبيرة، فإنّ القدّيسة هيروفيما ترمز إلى ما ورد في كتاب الرؤيا: "وفيها قد وُجِد دم أنبياء وقدّيسين وجميع مَن قُتِل على الأرض".
عند مجيئها أخبرتْنا الراهبة هيروفيما عن حقيقة أنّه قد ترك الجامعة المركزية الأوروبية، قبْلها، وللسبب نفسه – سرطان الجلد – تلميذ من بلغاريا وتلميذة من جيورجيا وأخرى من الولايات المتحدة الأميركية. وإني لآسف أنّي لا أستطيع الإدلاء بأسمائهم. قد يكتشفهم أحد ما في وقت من الأوقات في المستقبل.
فإنّه لمن السخرية الكبرى أنّه بعد رحيل الراهبة هيروفيما أقام أساتذتها السابقون في الجامعة المركزية الأوروبية جائزة سفيتلانا تاناسا لأفضل أطروحة في السنة!
لقد أراد الشيطان أن يفتِّت، في جهنم، هذه النفس النقيّة، لكن رحمة الله أخرجتْها من بين براثنه بسبب حبّها للحقيقة، لأنّ الحقيقة هي المسيح ربّنا. الأرثوذكسيّة حيّة وهي تزدهر بالحقيقة، وبذرة الإيمان هي دماء الشهداء.
"سريعاً أدْرِكنا أيّها المسيح إلهنا قبل أن نُستعبَد لأعدائنا الذين يجدّفون عليك ويتهدّدوننا.
إهدِ بصليبك الذين يحاربوننا ليعرفوا كيف يقتدر إيمان ذوي الرأي المستقيم، بشفاعات الشهداء
القدّيسين ووالدة الإله أيّها المحبّ البشر وحدك".
آمين