الكلمة صار جسداً لكى يقدم جسده من أجل الجميع
ألأنبا أثناسيوس الرسولى
إن مقياس عظمة المسيحى طبقاً لمقاييس المسيحية هو مدى علاقتة مع الرب يسوع وتطابق حياته مع حياة الرب يسوع , فالرب يسوع كلمة الرب قدم نفسه لأجل أحبائه , إذا الموضوع كله محدود فى ليرى الناس نوركم أى محبتكم وخدمتكم وتضحيتكم فنحن ملح الأرض خلقنا الرب لمجد أسمه فكيف نمجد أسمه إذا إن لم تكن حياتنا كلها فى خدمته .
أى أننا دعونا البابا كيرلس قديساً لأنه :-
أولاً : فى علاقته مع الرب يسوع صار فى درجة عالية من الروحانية ..
وثانياً : لأنه وضع حياته لخدمة شعب الرب
تعبده وتقشفة
سماه أبويه عازر وسمته الكنيسة أبونا مينا عندما رسم كاهنا وسمته البابا كيرلس السادس رئيس آباء الكنيسة القبطية , أنه شخصية واحده وأنساناً واحداً بالرغم من إختلاف الإسم الذى أطلقة عليه أهل البشر فلم يرتفع قلبه وأتضع متكلاً على الرب لم يصنع مجداً لذاته ولكن للرب يسوع صنع مجداً , هو المتعبد والمتوحد للرب يسوع الراهب فى أديرة الجبال والمتوحد فى شقوق الأرض , مجاهداً ناسكاً فى أصوام وصلوات ليلاً ونهاراً فنمى فى الفضائل الروحية .. وأعتمد على القوة الإلهية التى عضدته فى هذه المرحلة التى كانت كل أساس لحياته فى المستقبل .
أما عن نسكه وزهده وفقره فقد عاش حياة التجرد وكانت ملابسه بسيطة سواء الملابس الخارجية السوداء أم ملابس الخدمة فكان يلبس التونية والبلين حتى فى أيام الأعياد أو المناسبات ونلاحظ هذا فى صور عودة رفات مار مرقس فقد إرتدى رؤساء الكنائس أفخر ما عندهم أما هو فكان يلبس ملابسة العادية البسيطة التونية والبلين ..
وفى وصيته .. أوصى أن يدفن بالملابس التى تكون على جسده وقت نياحته ولا لزوم لغيرها .
وفى طعامه كان قليل الأكل منذ نعومة أظفارة لم يشتهى أنواع الطعام الغالى قكان يأكل طعاماً بسيطاً كالخبز والزيتون والملح والدقة .. ألخ وعندما أصبح راهباً وزاهداً عن العالم ظل على عادته .
أما أثاث مغارته أو الطاحونة أو فى دير مارمينا أو حتى فى قلاية البطريركية فكان بسيطاً جداً , وكان كل شئ من الأثاث مخصصاً للأحتياجات الملحة التى تتطلبها مكانته فقط .
أما عن الزيارات والحفلات العامة والمهرجانات فقد رفض الذهاب إليها وأعلن عن موقفه عندما سيم بابا للكنيسة كتبت جريدة الوفد فى يوم 25/ 5/ 1959م أى بعد أسبوعين فقط من سيامته المقدسة : " أعد نظام جديد لزيارات البابا كيرلس كيرلس السادس , لن يخرج قداسته من قصرة ( المقر الباباوى ) إلا للزيارات الرعوية للكنائس والأديرة والإيبارشيات , ولن يلبى قداسته الدعوة إلى الحفلات العامة لأنه لا يميل إليها ولا تتفق مع طبيعة زهده وتوحده .
وهناك أدله وبراهين عديده بمكن الخوض فيها لأستخراج ما يدل على تعبده وتقشفه منها تعاليمه وكتاباته وأيضاً فى فلسفة خدمته ورعايته وقيادته للكنيسة .
أما أنا فصلاة
الصلاة كانت هى علاقة بين الأنبا كيرلس السادس وإلهه وكانت أيضاً صلتة بينه وبين مصدر وجوده , صلاته كانت حضور وشركة مع الروح القدس الروح الإلهية , رفع القلب والعقل والمشاعر وخصصها لإله الكون , وذلك فى صورة تسبيح دائم مستمر وهذا هو عمل ملائكة الرب , وصلاته كانت حوار مفتوح مع الرب الإله كان قصيراً كان فى وسط الناس فى العالم , ولكن عندما كرس نفسه جعله الحوار مفتوح دائما لا يغلقه وبهذا أمكنه القول :
أما أنا فصلاة
وبالصلاة إختبر كباقى القديسين قوتها وفعلها فى حياتهم , هى مصدر تعزيتة هى ينبوع قداستة , صلاته امتلاء من نعمة الروح القدس وموهبتها , وصلاته كانت هى القوة الوحيدة الفعالة لمواجهة عدو كل خير وحروبه المتنوعة , صلاته هى برجه الحصين الذى سقطت تحته كل حيل العدو الشريرة .
صلوا كل حين ولا تملوا
وكان يصلى كل حين بدون ملل كل حين وفى كل مكان وفى كل ساعة صلواته لم تنقطع لحظة واحدة سكب نفسه أمام الرب يسوع يصلى فى منتصف الليل , فى السحر , فى الصباح الباكر , طول النهار , عند المساء فى حجرته فى قلايته , فى مغارته , فى أكله وشربه , فى نومه ويقظته .
صلوات القداس الإلهى كل يوم بلا أنقطاع يوماً واحداً
أما صلاة القداسات فكان عجيباً فقد كان أبونا مينا يصلى قداساً إلهياً كل يوم , ويأخذ الرب يسوع فى جسده فيجدد مثل النسر شبابه , وبالسيد المسيح كان يواجه يومه , فواجه كل مشاكله به , وواجه به كل ضيقاته , وكان معه فى الصعوبات والأوقات الحرجة , وكان يطلب من الرب يسوع فى صلاته كل إحتياجاته لنفسه ولأولاده أو لمن يطلب منه أن يذكره أو لبلاده
وقد روى المتنيح الأنبا مينا الصموئيلى أسقف دير الأنبا صموئيل أنه عندما كان يسكن مع أبونا مينا فى الطاحونة سأله بخصوص عمل القداسات اليومية فسأله :
- لو شائت العناية الإلهية وأصبحت بطريرك هاتعمل أيه ... ؟
- سوف أجعل الكنائش تصلى كا يوم .
- إنهم كهنة علمانيين وعندهم مشاكل .
- على الأقل فى ايام الأربع والجمع والآحاد .
- ولو فرض أن هناك كنيسة فقيرة لا تقدر أن تخصص قرابنى لأعداد القربان .
- هاعمل القربان فى البطريركية , وارسله لهم بواسطة عربات - أبناء البابا كيرلس السادس الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس .
وبالفعل عندما أصبح أبونا بطريركا بأسم البابا كيرلس السادس .. أقام القداسات اليومية , وعلى كل المذابح فى البطريركية , وكان يذهب إلى الكنائس باكراً جداً قبل حضور قسيس الكنيسة وذهب عدة مرات والكنيسة مقفوله وتفتح الكنيسة بمعجزات شتى وكتب معجزاته فيها الكثير من التفاصيل عن هذا الموضوع , وكان الشعب الفبطى عندما يعرف بحضور باباع كانوا يتسابقون لنوال بركته وهكذا تعلم الشعب أهميه حضور القداسات فى حياتهم وتناولوا من السرار المقدسة , وللآن رغم مرور عشرات السنين على نياحته ما زالت كنائس كثيرة تقيم القداسات اليومية وإمتلأت الكنائس بالمصليين فى كل الأوقات
وقد قال البابا شنودة الثالث : " إن البابا كيرلس السادس أمضى حوالى 40 عاماً فى خدمة الكهنوت , وقد حرص فى كل يوم أن يقيم القداس ولا يوجد فى تاريخ الكنيسة كله إنسان مثله استطاع أن يقيم مثل هذه القداسات أنه صلى ما يزيد عن 12 ألف قداس وهذا أمر لم يحدث فى تاريخ اى بابا من باباوات الإسكندرية أو العالم أو الرهبان .. كان يعهد إلى الرب بمشاكله ويرى ان القداسات والصلوات هى التى تحل له المشاكل وليست المجهودات البشرية "
وقد سجل أبونا مينا (الأنبا كيرلس السادس) إختباراته الروحية عن أهمية الصلاة والقداس فى الحياة مع الرب يسوع فكتب قائلاً : " ** أطلب فى القداس بلجاجة كل ما أنت محتاج إليه , لأنه هذا هو الوقت المقبول , هذا .. هذا الوقت الذى تفتح أبواب السماء , هذا الوقت الذى يكون فيه المسيح حاضراً مقدماً جسده ودمه لنا لنأكل ونحيا ونفوز بغفران خطايانا .. "
وكتب إلى أحد الرهبان يرشده فقال له : " بكل نشاط إجتهد فى تقديم القرابين وأطلب وتضرع بكل قلبك وقت حلول الروح القدس لكى يتراءف على العالم بعين الرحمة وينظر إلى كنيسته , ويعيد لها سابق مجدها .. أطلب عنى وعن ضعفى " . القس رافائيل آفا مينا - ينبوع تعزية
أما وصيته لأولاده الرهبان فى دير الأنبا صموئيل فقال لهم : " إجتهدوا جداً فى خدمة القداس , وبما ان الرب أراد وبدأتم لتقيموا القداس يومياً , وهذه نعمة عظيمة لا يعبر عنها , فإحرصوا كل الحرص على المداومة عليها مهما كانت المقاومات " . أبناء البابا كيرلس السادس الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس .
أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم
علاقة البابا الأنبا كيرلس العجيبة ب مار مينا القديس الذى أستشهد منذ قرون
ماذا تعنى الشفاعة فى المنظار المسيحى ؟
القديس مار مينا هو شهيد أسشتهد فى العصر الرومانى ومن كثرة العجائب أطلق عليه أسم مار مينا العجائبى , ارتبط الأنبا كيرلس بهذا الشهيد الذى أستشهد منذ العصر الرومانى , هذه العلاقة المتبادلة نسميها فى بعض الأحيان صداقة , تكون ذو دلاله فيطلب الأنسان حلا مشكلة أو شفاء من مرض .. ألخ الذى يعيش فى العالم أى فى الكنيسة المجاهدة فى الحياة ممن يرتبط معه من عضو فى الكنيسة المنتصرة , تسمي الكنيسة هذا النوع من العلاقة امتبادلة بين الكنيستين الشفاعة , وفى الحقيقة أن الرب نفسه هو الذى يسمع الطلبات ويكلف القديسين والشهداء بتنفيذها بقوة منه , وهى علاقة حب إلهية كاملة ليس فيها نقصان بين من فى الأرض ومن فى السماء تحركها قوة الرب يسوع فيقبل الطلبات ويصعدها إلى القديسين فيتشفعون أمامه لأجلنا أمام مركز الحب فيجيب لطلباتهم وينفذونها بقوته , فنحن حينما نقف أمام الديان العادل نقف مرتعبين من كثرة ذنوبنا , فلا سبيل لنا إلا أن نتشفع بأحد احباؤنا من الذين يقفون مسبحين أمام الرب الإله .
هؤلاء هم الذين أنتصروا ونرتبط بهم إربتاطاً روحياً مقدساً , هم شفعائنا يساعدوننا فى الأمور الروحية وجهادنا اليومى , يؤازروننا ويعضدوننا ويشجعوننا , وقودوننا إلى الرب يسوع لنتذوق جمال عشرته وحلاوة الإتحاد به والحياة معه والقداسة فيه يوم بيوم , لأن القديسين والشهداء كانوا يجاهدون ويثابرون من أجل الحصول على الملكوت الذى هو فيه .
ومن ناحية اخرى فإننا نتخذ الشفيع مثلاً ومثالاً لحياتنا أى بالمنظار المسيحى نتمثل بإيمانه , صديقاً معيناً ساهراً لا ينام مصلياً أمام الرب يسوع , الصديق الغير مرئى والوفاء الذى ينبع من الإله المقدس , علاقة نرجوا منها كل خير وبركة وفرح وسلام وهدوء وطمأنينه , أنه معنا لأننه بالرب يساعدنا فى كل أعمالنا وخطواتنا , روحا مقدسة يرسلها الرب فى نومنا وراحتنا ويساعدنا فى تصرفاتنا فينبهنا على أخطائنا هو المعلم ونحن تلاميذه , لأنه سلك هذه الطريق قبلنا فنسلك معه فى احياة الروحية المملوءة نعمة وحقاً , وببساطة شديدة يأتى إلينا حينما نطلبه بقوة الرب يسوع الذى يرسله ومعه فعل المعجزة إذا أردنا , والمعجزة تعنى الإعجاز بالآيات والعجائب الجسدية والنفسية وحل مشكلاتنا .
علاقة الأنبا كيرلس والشهيد مار مينا العجيبة
عجيبة ونادرة العلاقة بين العلاقة التى كانت بين البابا الأنبا كيرلس والشهيد العظيم مار مينا العجائبى الذى قتله الرومان لتمسكه بمسيحه , هذا الأرتباط هو أرتباط حى وفريد ونموذجى وعجيب ولا يمكن تفسيرة طبقاً لعلوم العالم المادى الذى نعيش فيه , الإرتباط بينهما كان إرتباطاً أذهل الجميع وأدهش الكل , فكان كل من يذكر البابا كيرلس يذكر مار مينا , وأصبح كل من مار مينا والأنبا كيرلس إنسان الرب الذى يتأهب ليصنع مشيئة الرب فى كل حين .
أما بداية أرتباط البابا كيرلس أو عازر منذ طفوليته , فهل كان يتكلم معه ويحاكيه كشخص موجود معه , لأن شخصية مار مينا لم يغب عن ذهنه ولم يتركه لحظة .
وذهب عازر للرهبنة وجاء يوم تكريسه فيأتى السنكسار اليوم يحمل سيرة مار مينا الشهيد القبطى فحمل عازر أسم مار مينا وتهلل روحه وإبتهجت نفسه فقد أصبح عازر حامل أسم مينا لأنه فى هذا الإسم تاريخ حبه وصلة حياته .
وكان مار مينا مع أبونا مينا فى الطاحونة فى المغارة .. فغى كنيسته بمصر القديمة .. فى البطريركية .. فى كل مكان كان يطلبه كان يعينه .
وكان من المتوقع أن يحتفظ أبونا مينا البراموسى المتوحد بإسمه عندما أختير بطريركاً ليكون البابا " مينا الثالث" ولكن ظهر البابا كيرلس الخامس له فى حلم قبل القرعة الهيكلية فشعر أنها دعوة من السماء لينال هذا السم لذلك حرص أن يسمى كيرلس السادس
ولم يكن هناك وقت أو زمان أو مكان معين لهذه العلاقة العجيبه فكان الرب يرسل مار مينا حينما يطلبه البابا كيرلس : فى الصباح .. وفى حر النهار وقيظه .. فى المساء .. فى وقت السحر .. فى نصف الليل .. فى الصلاة .. فى القداس .. فى الأصوام .. فى القرارات .. فى النسكيات كتاب مع القديسين عن طريق القداسة .
وعن هذه العلاقة تكلم البابا شنودة الثالث فقال : " ولست ادرى عندما تصعد روح البابا كيرلس السادس ليلاقى القديس مار مينا فى البدية , بأى طريقة سيتقابلان .. ؟ لأنه لم يحب البابا كيرلس السادس أحداً فى حياته أكثر من مار مينا !!! "
وقد سجلت جماعة أبناء البابا كيرلس السادس معجزاته ومعجزات مار مينا فى أكثر من 25 كتابا وكذلك الكثير من الكتب الألاف من المعجزات والعجائب والمواقف وشفاء الأمراض التى صنعها الشهيد مار مينا بمجرد طلبها منه ابونا مينا ( البابا كيرلس السادس ) وذلك بمجرد أن يقول : " يا مار مينا " كان القديس يتدخل بمحبته الكبيرة وبسرعة مدهشة , وكانت الجمل التى تخرج من فم قداسته حينما يأتيه شعبه لحل مشاكلهم : " سنرسل لكم مار مبنا .. مار مينا هايتصرف .. مار مينا سيحل الأمر .. مار مينا سينهى الموضوع .. أذهبوا مار مينا معاكم .."
وكثيرون جاءوا إليه طالبين صلواته من أجل الإنجاب فيقول لهم : " هاتجيبوا مينا " وتتم النبوة ويعود الزوجان فرحين ومعهما أبنهما المولود مينا وكم من الألوف الذى اطلق عليهم فى عصرة أسم مينا تيمناً بهذا الأسم الذى كان باباهم يحبه ويتشفع به .
مار مينا فى حياة ابونا مينا
1- فى عام 1945 م تأسست جمعية مار مينا العجائبى بالأسكندرية - وهى جمعية ثقلفية هدفها إحياء ذمرى أبطال المسيحية والكنيسة ومعالم التاريخ القبطى المهمل الذى ديس تحت أقدام العرب المسلمين .
2- ميناء الخلاص مؤسسها يسوع الملك ومديرها مار مينا العجائبى وهى كنيسة ودير مار مينا بمصر القديمة .
3- إقامة الكثير من الكنائس والعديد من المذابح على أسم القديس مار مينا العجائبى .
4- إطلاق إسم مار مينا على الكثير من ألاباء الرهبان والكهنة .
5- فى 7 أغسطس 1960 م قام البابا كيرلس السادس بسيامة مطران على أيبروشية جرجا باسم نيافة الأنبا مينا مطران جرجا .
6- قام بسيامة أول راهب فى دير مار مينا بمريوط على أسم مينا أقامينا - ثم أصبح الأنبا مينا أفامينا أسقفا (تنيح)
قصة إنشاء دير مار مينا فى العصر الحديث
قام البابا كيرلس السادس بأعمال هامة لم يقم بها أى بابا من قبله ومن الأعمال الهامة التى قام بها تعمير دير الأنبا صموئيل المعترف - وقام بأنشاء دير مار مينا العجائبى فى صحراء مريوط وهذا الدير له شهرة تاريخية كبيرة وكان من اكبر أديرة العالم واشهرها تاريخياً حيث وصلت شهرته فى العصور القديمة من قوارير الزيت التى وجدت فى أوربا ونقلها زواره إلى هناك وستجد أحداث إنشاؤه فى العصر الجديث فى موضوع دير مار مينا فى هذا الموقع
أباً وقائداً وراعياً ساهراً
الأقباط شعب ذو حضارة ولا تستقيم أمور الكنيسة إلا إذا كان رئيس الاباء يجمع صفات كثيرة مثل : الأبوة - التعليم - القيادة - تحمل المسئولية - البذل - الأختبارات الروحية - الأمتلاء والروح القدس وحصولة على النعمة الإلهية - الأمانة والتدقيق - السهر واليقظة على الشعب - الأبوة الصادقة الحانية - المحبة الفائقة تمثلاً بالرب يسوع - الحكمة والفهم - الخدمة والتعب والجهاد - النصح والإرشاد - وبإختصار شديد متبعاً قول الرب : " ولأجلهم أقدس ذاتى , ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق (يوحنا 17: 19)
ولم يصل البابا كيرلس السادس إلى هذه الدرجة من الأبوة والقيادة والرعاية بين يوم وليلة , بل أنه تدرج فى المسئوليات الكنسية المختلفة حتى وصل إلى أن يكون بابا الجميع , ولم تكن بداية باباويته يوم رسامته ولنها بدأن حينما وضع نفسه تلميذاً للأب العالم الجليل القمص عبد المسيح المسعودى القمص عبد المسيح المسعودى الكبير ولد سنة 1848 م وذهب إلى دير البراموسى وهناك صار راهباً سنة 1884م ثم جاء أبن أخية القمص عبد المسيح صليب المسعودى وسيم قساً سنة 1886 م ثم قمصاً بأسم جرجس سنة 1891م .. وقد قام بطبع كثير من الكتب الكنسية والطقسية , وقد كتاباً يعد من أعظم الكتب التى كتبها التحفة البراموسية التى حوت 1172 صفحة وكان يعتبر موسوعة فى الحساب الأبقطى والتواريخ العالمية , ومن الكتب الأخرى التى قام بكتابتها كتاب التحفة السائلين فى ذكر أديرة ورهبان المصريين , وقد قام ايضاً بمراجعة الكثير من الكتب وأعاد تنسيق مكتبة مكتبة الدير ورتبها وبوبها , وقام بشراء كثير من الكتب الجديدة التى تظهر فى المكتبات , وكان أيضاً دارساً للعديد من الكتب التى ضمتها المكتبة ويظهر هذا من تعليقاته عليها المكتوبة بالحبر الأحمر وتعليقاتة لم تكن فقط على الصفحات ولكنها أمتدت إلى الحروف الناقصة أو الزائدة , وعاش لمدة 87 عاماً وتنيح سنة 1935م
القراءة كانت مكتبة الدير هو المكان الذى بدأ به علاقته بالرب يسوع وكان يقرأ كثيراً ليجصل على الستنارة والمعرفة , جتى لا يهلك من عدم المعرفة , وقد ذكر هذا الأمر فى نقل إختباراته وخبراته الروحية إلى أبنه الراهب المبتدئ مكارى السريانى ( المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية) فكتب قائلا له : " وداوم وأكرم القراءة أكثر من الصلاة , لأن القراءة هى ينبوع الصلاة الذكية , لأنه كما قلت لك إن أول عمل فى الفضيلة هى القراءة بغرض مستقيم , أعنى تقرأ لمعرفة السير فى طريق الفضيلة , فالذى يقرأ فى الكتب لأجل معرفة طريق الفضيلة , ينفتح امامه طريق الفضيلة , والذى يدخل طريق الفضيلة يفنح عليه باب التجارب والذى يدخل باب التجارب يفتح أمامه باب المعونة الإلهية التى تخلصة من تلك التجارب , أما الباب الأخير فهو موهبة تعطى من الرب يسوع .. "
ألأنبا أثناسيوس الرسولى
إن مقياس عظمة المسيحى طبقاً لمقاييس المسيحية هو مدى علاقتة مع الرب يسوع وتطابق حياته مع حياة الرب يسوع , فالرب يسوع كلمة الرب قدم نفسه لأجل أحبائه , إذا الموضوع كله محدود فى ليرى الناس نوركم أى محبتكم وخدمتكم وتضحيتكم فنحن ملح الأرض خلقنا الرب لمجد أسمه فكيف نمجد أسمه إذا إن لم تكن حياتنا كلها فى خدمته .
أى أننا دعونا البابا كيرلس قديساً لأنه :-
أولاً : فى علاقته مع الرب يسوع صار فى درجة عالية من الروحانية ..
وثانياً : لأنه وضع حياته لخدمة شعب الرب
تعبده وتقشفة
سماه أبويه عازر وسمته الكنيسة أبونا مينا عندما رسم كاهنا وسمته البابا كيرلس السادس رئيس آباء الكنيسة القبطية , أنه شخصية واحده وأنساناً واحداً بالرغم من إختلاف الإسم الذى أطلقة عليه أهل البشر فلم يرتفع قلبه وأتضع متكلاً على الرب لم يصنع مجداً لذاته ولكن للرب يسوع صنع مجداً , هو المتعبد والمتوحد للرب يسوع الراهب فى أديرة الجبال والمتوحد فى شقوق الأرض , مجاهداً ناسكاً فى أصوام وصلوات ليلاً ونهاراً فنمى فى الفضائل الروحية .. وأعتمد على القوة الإلهية التى عضدته فى هذه المرحلة التى كانت كل أساس لحياته فى المستقبل .
أما عن نسكه وزهده وفقره فقد عاش حياة التجرد وكانت ملابسه بسيطة سواء الملابس الخارجية السوداء أم ملابس الخدمة فكان يلبس التونية والبلين حتى فى أيام الأعياد أو المناسبات ونلاحظ هذا فى صور عودة رفات مار مرقس فقد إرتدى رؤساء الكنائس أفخر ما عندهم أما هو فكان يلبس ملابسة العادية البسيطة التونية والبلين ..
وفى وصيته .. أوصى أن يدفن بالملابس التى تكون على جسده وقت نياحته ولا لزوم لغيرها .
وفى طعامه كان قليل الأكل منذ نعومة أظفارة لم يشتهى أنواع الطعام الغالى قكان يأكل طعاماً بسيطاً كالخبز والزيتون والملح والدقة .. ألخ وعندما أصبح راهباً وزاهداً عن العالم ظل على عادته .
أما أثاث مغارته أو الطاحونة أو فى دير مارمينا أو حتى فى قلاية البطريركية فكان بسيطاً جداً , وكان كل شئ من الأثاث مخصصاً للأحتياجات الملحة التى تتطلبها مكانته فقط .
أما عن الزيارات والحفلات العامة والمهرجانات فقد رفض الذهاب إليها وأعلن عن موقفه عندما سيم بابا للكنيسة كتبت جريدة الوفد فى يوم 25/ 5/ 1959م أى بعد أسبوعين فقط من سيامته المقدسة : " أعد نظام جديد لزيارات البابا كيرلس كيرلس السادس , لن يخرج قداسته من قصرة ( المقر الباباوى ) إلا للزيارات الرعوية للكنائس والأديرة والإيبارشيات , ولن يلبى قداسته الدعوة إلى الحفلات العامة لأنه لا يميل إليها ولا تتفق مع طبيعة زهده وتوحده .
وهناك أدله وبراهين عديده بمكن الخوض فيها لأستخراج ما يدل على تعبده وتقشفه منها تعاليمه وكتاباته وأيضاً فى فلسفة خدمته ورعايته وقيادته للكنيسة .
أما أنا فصلاة
الصلاة كانت هى علاقة بين الأنبا كيرلس السادس وإلهه وكانت أيضاً صلتة بينه وبين مصدر وجوده , صلاته كانت حضور وشركة مع الروح القدس الروح الإلهية , رفع القلب والعقل والمشاعر وخصصها لإله الكون , وذلك فى صورة تسبيح دائم مستمر وهذا هو عمل ملائكة الرب , وصلاته كانت حوار مفتوح مع الرب الإله كان قصيراً كان فى وسط الناس فى العالم , ولكن عندما كرس نفسه جعله الحوار مفتوح دائما لا يغلقه وبهذا أمكنه القول :
أما أنا فصلاة
وبالصلاة إختبر كباقى القديسين قوتها وفعلها فى حياتهم , هى مصدر تعزيتة هى ينبوع قداستة , صلاته امتلاء من نعمة الروح القدس وموهبتها , وصلاته كانت هى القوة الوحيدة الفعالة لمواجهة عدو كل خير وحروبه المتنوعة , صلاته هى برجه الحصين الذى سقطت تحته كل حيل العدو الشريرة .
صلوا كل حين ولا تملوا
وكان يصلى كل حين بدون ملل كل حين وفى كل مكان وفى كل ساعة صلواته لم تنقطع لحظة واحدة سكب نفسه أمام الرب يسوع يصلى فى منتصف الليل , فى السحر , فى الصباح الباكر , طول النهار , عند المساء فى حجرته فى قلايته , فى مغارته , فى أكله وشربه , فى نومه ويقظته .
صلوات القداس الإلهى كل يوم بلا أنقطاع يوماً واحداً
أما صلاة القداسات فكان عجيباً فقد كان أبونا مينا يصلى قداساً إلهياً كل يوم , ويأخذ الرب يسوع فى جسده فيجدد مثل النسر شبابه , وبالسيد المسيح كان يواجه يومه , فواجه كل مشاكله به , وواجه به كل ضيقاته , وكان معه فى الصعوبات والأوقات الحرجة , وكان يطلب من الرب يسوع فى صلاته كل إحتياجاته لنفسه ولأولاده أو لمن يطلب منه أن يذكره أو لبلاده
وقد روى المتنيح الأنبا مينا الصموئيلى أسقف دير الأنبا صموئيل أنه عندما كان يسكن مع أبونا مينا فى الطاحونة سأله بخصوص عمل القداسات اليومية فسأله :
- لو شائت العناية الإلهية وأصبحت بطريرك هاتعمل أيه ... ؟
- سوف أجعل الكنائش تصلى كا يوم .
- إنهم كهنة علمانيين وعندهم مشاكل .
- على الأقل فى ايام الأربع والجمع والآحاد .
- ولو فرض أن هناك كنيسة فقيرة لا تقدر أن تخصص قرابنى لأعداد القربان .
- هاعمل القربان فى البطريركية , وارسله لهم بواسطة عربات - أبناء البابا كيرلس السادس الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس .
وبالفعل عندما أصبح أبونا بطريركا بأسم البابا كيرلس السادس .. أقام القداسات اليومية , وعلى كل المذابح فى البطريركية , وكان يذهب إلى الكنائس باكراً جداً قبل حضور قسيس الكنيسة وذهب عدة مرات والكنيسة مقفوله وتفتح الكنيسة بمعجزات شتى وكتب معجزاته فيها الكثير من التفاصيل عن هذا الموضوع , وكان الشعب الفبطى عندما يعرف بحضور باباع كانوا يتسابقون لنوال بركته وهكذا تعلم الشعب أهميه حضور القداسات فى حياتهم وتناولوا من السرار المقدسة , وللآن رغم مرور عشرات السنين على نياحته ما زالت كنائس كثيرة تقيم القداسات اليومية وإمتلأت الكنائس بالمصليين فى كل الأوقات
وقد قال البابا شنودة الثالث : " إن البابا كيرلس السادس أمضى حوالى 40 عاماً فى خدمة الكهنوت , وقد حرص فى كل يوم أن يقيم القداس ولا يوجد فى تاريخ الكنيسة كله إنسان مثله استطاع أن يقيم مثل هذه القداسات أنه صلى ما يزيد عن 12 ألف قداس وهذا أمر لم يحدث فى تاريخ اى بابا من باباوات الإسكندرية أو العالم أو الرهبان .. كان يعهد إلى الرب بمشاكله ويرى ان القداسات والصلوات هى التى تحل له المشاكل وليست المجهودات البشرية "
وقد سجل أبونا مينا (الأنبا كيرلس السادس) إختباراته الروحية عن أهمية الصلاة والقداس فى الحياة مع الرب يسوع فكتب قائلاً : " ** أطلب فى القداس بلجاجة كل ما أنت محتاج إليه , لأنه هذا هو الوقت المقبول , هذا .. هذا الوقت الذى تفتح أبواب السماء , هذا الوقت الذى يكون فيه المسيح حاضراً مقدماً جسده ودمه لنا لنأكل ونحيا ونفوز بغفران خطايانا .. "
وكتب إلى أحد الرهبان يرشده فقال له : " بكل نشاط إجتهد فى تقديم القرابين وأطلب وتضرع بكل قلبك وقت حلول الروح القدس لكى يتراءف على العالم بعين الرحمة وينظر إلى كنيسته , ويعيد لها سابق مجدها .. أطلب عنى وعن ضعفى " . القس رافائيل آفا مينا - ينبوع تعزية
أما وصيته لأولاده الرهبان فى دير الأنبا صموئيل فقال لهم : " إجتهدوا جداً فى خدمة القداس , وبما ان الرب أراد وبدأتم لتقيموا القداس يومياً , وهذه نعمة عظيمة لا يعبر عنها , فإحرصوا كل الحرص على المداومة عليها مهما كانت المقاومات " . أبناء البابا كيرلس السادس الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس .
أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم
علاقة البابا الأنبا كيرلس العجيبة ب مار مينا القديس الذى أستشهد منذ قرون
ماذا تعنى الشفاعة فى المنظار المسيحى ؟
القديس مار مينا هو شهيد أسشتهد فى العصر الرومانى ومن كثرة العجائب أطلق عليه أسم مار مينا العجائبى , ارتبط الأنبا كيرلس بهذا الشهيد الذى أستشهد منذ العصر الرومانى , هذه العلاقة المتبادلة نسميها فى بعض الأحيان صداقة , تكون ذو دلاله فيطلب الأنسان حلا مشكلة أو شفاء من مرض .. ألخ الذى يعيش فى العالم أى فى الكنيسة المجاهدة فى الحياة ممن يرتبط معه من عضو فى الكنيسة المنتصرة , تسمي الكنيسة هذا النوع من العلاقة امتبادلة بين الكنيستين الشفاعة , وفى الحقيقة أن الرب نفسه هو الذى يسمع الطلبات ويكلف القديسين والشهداء بتنفيذها بقوة منه , وهى علاقة حب إلهية كاملة ليس فيها نقصان بين من فى الأرض ومن فى السماء تحركها قوة الرب يسوع فيقبل الطلبات ويصعدها إلى القديسين فيتشفعون أمامه لأجلنا أمام مركز الحب فيجيب لطلباتهم وينفذونها بقوته , فنحن حينما نقف أمام الديان العادل نقف مرتعبين من كثرة ذنوبنا , فلا سبيل لنا إلا أن نتشفع بأحد احباؤنا من الذين يقفون مسبحين أمام الرب الإله .
هؤلاء هم الذين أنتصروا ونرتبط بهم إربتاطاً روحياً مقدساً , هم شفعائنا يساعدوننا فى الأمور الروحية وجهادنا اليومى , يؤازروننا ويعضدوننا ويشجعوننا , وقودوننا إلى الرب يسوع لنتذوق جمال عشرته وحلاوة الإتحاد به والحياة معه والقداسة فيه يوم بيوم , لأن القديسين والشهداء كانوا يجاهدون ويثابرون من أجل الحصول على الملكوت الذى هو فيه .
ومن ناحية اخرى فإننا نتخذ الشفيع مثلاً ومثالاً لحياتنا أى بالمنظار المسيحى نتمثل بإيمانه , صديقاً معيناً ساهراً لا ينام مصلياً أمام الرب يسوع , الصديق الغير مرئى والوفاء الذى ينبع من الإله المقدس , علاقة نرجوا منها كل خير وبركة وفرح وسلام وهدوء وطمأنينه , أنه معنا لأننه بالرب يساعدنا فى كل أعمالنا وخطواتنا , روحا مقدسة يرسلها الرب فى نومنا وراحتنا ويساعدنا فى تصرفاتنا فينبهنا على أخطائنا هو المعلم ونحن تلاميذه , لأنه سلك هذه الطريق قبلنا فنسلك معه فى احياة الروحية المملوءة نعمة وحقاً , وببساطة شديدة يأتى إلينا حينما نطلبه بقوة الرب يسوع الذى يرسله ومعه فعل المعجزة إذا أردنا , والمعجزة تعنى الإعجاز بالآيات والعجائب الجسدية والنفسية وحل مشكلاتنا .
علاقة الأنبا كيرلس والشهيد مار مينا العجيبة
عجيبة ونادرة العلاقة بين العلاقة التى كانت بين البابا الأنبا كيرلس والشهيد العظيم مار مينا العجائبى الذى قتله الرومان لتمسكه بمسيحه , هذا الأرتباط هو أرتباط حى وفريد ونموذجى وعجيب ولا يمكن تفسيرة طبقاً لعلوم العالم المادى الذى نعيش فيه , الإرتباط بينهما كان إرتباطاً أذهل الجميع وأدهش الكل , فكان كل من يذكر البابا كيرلس يذكر مار مينا , وأصبح كل من مار مينا والأنبا كيرلس إنسان الرب الذى يتأهب ليصنع مشيئة الرب فى كل حين .
أما بداية أرتباط البابا كيرلس أو عازر منذ طفوليته , فهل كان يتكلم معه ويحاكيه كشخص موجود معه , لأن شخصية مار مينا لم يغب عن ذهنه ولم يتركه لحظة .
وذهب عازر للرهبنة وجاء يوم تكريسه فيأتى السنكسار اليوم يحمل سيرة مار مينا الشهيد القبطى فحمل عازر أسم مار مينا وتهلل روحه وإبتهجت نفسه فقد أصبح عازر حامل أسم مينا لأنه فى هذا الإسم تاريخ حبه وصلة حياته .
وكان مار مينا مع أبونا مينا فى الطاحونة فى المغارة .. فغى كنيسته بمصر القديمة .. فى البطريركية .. فى كل مكان كان يطلبه كان يعينه .
وكان من المتوقع أن يحتفظ أبونا مينا البراموسى المتوحد بإسمه عندما أختير بطريركاً ليكون البابا " مينا الثالث" ولكن ظهر البابا كيرلس الخامس له فى حلم قبل القرعة الهيكلية فشعر أنها دعوة من السماء لينال هذا السم لذلك حرص أن يسمى كيرلس السادس
ولم يكن هناك وقت أو زمان أو مكان معين لهذه العلاقة العجيبه فكان الرب يرسل مار مينا حينما يطلبه البابا كيرلس : فى الصباح .. وفى حر النهار وقيظه .. فى المساء .. فى وقت السحر .. فى نصف الليل .. فى الصلاة .. فى القداس .. فى الأصوام .. فى القرارات .. فى النسكيات كتاب مع القديسين عن طريق القداسة .
وعن هذه العلاقة تكلم البابا شنودة الثالث فقال : " ولست ادرى عندما تصعد روح البابا كيرلس السادس ليلاقى القديس مار مينا فى البدية , بأى طريقة سيتقابلان .. ؟ لأنه لم يحب البابا كيرلس السادس أحداً فى حياته أكثر من مار مينا !!! "
وقد سجلت جماعة أبناء البابا كيرلس السادس معجزاته ومعجزات مار مينا فى أكثر من 25 كتابا وكذلك الكثير من الكتب الألاف من المعجزات والعجائب والمواقف وشفاء الأمراض التى صنعها الشهيد مار مينا بمجرد طلبها منه ابونا مينا ( البابا كيرلس السادس ) وذلك بمجرد أن يقول : " يا مار مينا " كان القديس يتدخل بمحبته الكبيرة وبسرعة مدهشة , وكانت الجمل التى تخرج من فم قداسته حينما يأتيه شعبه لحل مشاكلهم : " سنرسل لكم مار مبنا .. مار مينا هايتصرف .. مار مينا سيحل الأمر .. مار مينا سينهى الموضوع .. أذهبوا مار مينا معاكم .."
وكثيرون جاءوا إليه طالبين صلواته من أجل الإنجاب فيقول لهم : " هاتجيبوا مينا " وتتم النبوة ويعود الزوجان فرحين ومعهما أبنهما المولود مينا وكم من الألوف الذى اطلق عليهم فى عصرة أسم مينا تيمناً بهذا الأسم الذى كان باباهم يحبه ويتشفع به .
مار مينا فى حياة ابونا مينا
1- فى عام 1945 م تأسست جمعية مار مينا العجائبى بالأسكندرية - وهى جمعية ثقلفية هدفها إحياء ذمرى أبطال المسيحية والكنيسة ومعالم التاريخ القبطى المهمل الذى ديس تحت أقدام العرب المسلمين .
2- ميناء الخلاص مؤسسها يسوع الملك ومديرها مار مينا العجائبى وهى كنيسة ودير مار مينا بمصر القديمة .
3- إقامة الكثير من الكنائس والعديد من المذابح على أسم القديس مار مينا العجائبى .
4- إطلاق إسم مار مينا على الكثير من ألاباء الرهبان والكهنة .
5- فى 7 أغسطس 1960 م قام البابا كيرلس السادس بسيامة مطران على أيبروشية جرجا باسم نيافة الأنبا مينا مطران جرجا .
6- قام بسيامة أول راهب فى دير مار مينا بمريوط على أسم مينا أقامينا - ثم أصبح الأنبا مينا أفامينا أسقفا (تنيح)
قصة إنشاء دير مار مينا فى العصر الحديث
قام البابا كيرلس السادس بأعمال هامة لم يقم بها أى بابا من قبله ومن الأعمال الهامة التى قام بها تعمير دير الأنبا صموئيل المعترف - وقام بأنشاء دير مار مينا العجائبى فى صحراء مريوط وهذا الدير له شهرة تاريخية كبيرة وكان من اكبر أديرة العالم واشهرها تاريخياً حيث وصلت شهرته فى العصور القديمة من قوارير الزيت التى وجدت فى أوربا ونقلها زواره إلى هناك وستجد أحداث إنشاؤه فى العصر الجديث فى موضوع دير مار مينا فى هذا الموقع
أباً وقائداً وراعياً ساهراً
الأقباط شعب ذو حضارة ولا تستقيم أمور الكنيسة إلا إذا كان رئيس الاباء يجمع صفات كثيرة مثل : الأبوة - التعليم - القيادة - تحمل المسئولية - البذل - الأختبارات الروحية - الأمتلاء والروح القدس وحصولة على النعمة الإلهية - الأمانة والتدقيق - السهر واليقظة على الشعب - الأبوة الصادقة الحانية - المحبة الفائقة تمثلاً بالرب يسوع - الحكمة والفهم - الخدمة والتعب والجهاد - النصح والإرشاد - وبإختصار شديد متبعاً قول الرب : " ولأجلهم أقدس ذاتى , ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق (يوحنا 17: 19)
ولم يصل البابا كيرلس السادس إلى هذه الدرجة من الأبوة والقيادة والرعاية بين يوم وليلة , بل أنه تدرج فى المسئوليات الكنسية المختلفة حتى وصل إلى أن يكون بابا الجميع , ولم تكن بداية باباويته يوم رسامته ولنها بدأن حينما وضع نفسه تلميذاً للأب العالم الجليل القمص عبد المسيح المسعودى القمص عبد المسيح المسعودى الكبير ولد سنة 1848 م وذهب إلى دير البراموسى وهناك صار راهباً سنة 1884م ثم جاء أبن أخية القمص عبد المسيح صليب المسعودى وسيم قساً سنة 1886 م ثم قمصاً بأسم جرجس سنة 1891م .. وقد قام بطبع كثير من الكتب الكنسية والطقسية , وقد كتاباً يعد من أعظم الكتب التى كتبها التحفة البراموسية التى حوت 1172 صفحة وكان يعتبر موسوعة فى الحساب الأبقطى والتواريخ العالمية , ومن الكتب الأخرى التى قام بكتابتها كتاب التحفة السائلين فى ذكر أديرة ورهبان المصريين , وقد قام ايضاً بمراجعة الكثير من الكتب وأعاد تنسيق مكتبة مكتبة الدير ورتبها وبوبها , وقام بشراء كثير من الكتب الجديدة التى تظهر فى المكتبات , وكان أيضاً دارساً للعديد من الكتب التى ضمتها المكتبة ويظهر هذا من تعليقاته عليها المكتوبة بالحبر الأحمر وتعليقاتة لم تكن فقط على الصفحات ولكنها أمتدت إلى الحروف الناقصة أو الزائدة , وعاش لمدة 87 عاماً وتنيح سنة 1935م
القراءة كانت مكتبة الدير هو المكان الذى بدأ به علاقته بالرب يسوع وكان يقرأ كثيراً ليجصل على الستنارة والمعرفة , جتى لا يهلك من عدم المعرفة , وقد ذكر هذا الأمر فى نقل إختباراته وخبراته الروحية إلى أبنه الراهب المبتدئ مكارى السريانى ( المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية) فكتب قائلا له : " وداوم وأكرم القراءة أكثر من الصلاة , لأن القراءة هى ينبوع الصلاة الذكية , لأنه كما قلت لك إن أول عمل فى الفضيلة هى القراءة بغرض مستقيم , أعنى تقرأ لمعرفة السير فى طريق الفضيلة , فالذى يقرأ فى الكتب لأجل معرفة طريق الفضيلة , ينفتح امامه طريق الفضيلة , والذى يدخل طريق الفضيلة يفنح عليه باب التجارب والذى يدخل باب التجارب يفتح أمامه باب المعونة الإلهية التى تخلصة من تلك التجارب , أما الباب الأخير فهو موهبة تعطى من الرب يسوع .. "
Comment