من هو ايليا النبي :
كان ايليا من الشخصيات التي كثرت حولها الآراء والتقاليد ، هو الملاك أو رسول الرب الذي صعد إلى السماء ..هو الرجل الذي قلده الكثيرون من اليهود زعامة الأنبياء ، رن اسمه طيلة تسعة قرون في صدور الإسرائيليين ، والذي كانوا يضعون له كرسياً شاغراً عند ختان كل صبي في إسرائيل ، آملين أن يظهر بغتة في مثل هذه المناسبات ....
.وكلمة ( ايليا ) تعني ( إلهي يهوه ) أو ( إلهي إله العهد ) . أما ( تشبه ) التي ولد فيها فلا يعرف موقعها على وجه التحديد ، يعتقد أن ايليا ولد فيها ، ومهما اختلف الناس في أصله أو نسبه فإنه كان رجلاً جبلياً ،يألف حياة الجبال . فهو يتسم بالخشونة والصلابة والشجاعة وقوة الاحتمال . كان ايليا قصير القامة نذيراً، أسود الشعر يتدلى شعره على كتفه في شبه عرف الأسد ......ويرجح أن فترة نبوته لإسرائيل استمرت عشرين عاماً.
وأنه دعي للنبوة حوالي (920) ق . م . وأنه صعد إلى السماء عام ( 900) ق . م . .....
ايليا وظهوره :
ظهر ايليا فجأة كالشهاب اللامع في الليل البهيم .......حين تحول كل شيء خراباً إثر مجيء إيزابيل زوجة لأخآب الملك . التي وضعت خطتها منذ اللحظة الأولى من مجيئها أن تبيد اسم الله من كل مكان ، وان تحل محله اسم البعل وعبادته..
والبعل أبا الآلهة عند القنيقيين ومصدر القوة والسيطرة والبهجة ، والسواري أو عشتاروت آلهة الخصب والجمال.... ولم يستطيع إيليا وهو ينتظر مأساة أمته ، إلا أن يتحول ينبوعاً من الحزن العميق والغضب الهائل ، والمقاومة الجبارة .....
عاش طوال سنين خدمته يتقد غيرة ، وإن الغيرة المتقدة حولت قلبه إلى كتلة من لهيب ، وثورة هائلة ، لا يستطيع مياه الأرض كلها أن تطفئ سعيرها ، ولظاها .
قد شاء الله أن تأتي مقاومة إيليا للبعل وعشتاروت عن طريق المجاعة التي لابد أن تحل بالشعب بمنع المطر من السماء ،..... وكانت المجاعة أنسب أسلوب ليعرف الشعب من هو الإله الحقيقي ، ومن هي الآلهة الباطلة .....
وفي الوقت عينه يعلن الله عن سخطه وغضبه ولعنته على التحول عنه وراء آلهة غريبة ، ولا بد من أن تطول المجاعة ، حتى يحس بها الملك وزوجته إيزابيل إحساساً عميقاً مدى الغضب الإلهي ، وضرورة العودة والرجوع إلى شخص الله ......
ظهر ايليا فجأة كالشهاب اللامع في الليل البهيم .......حين تحول كل شيء خراباً إثر مجيء إيزابيل زوجة لأخآب الملك . التي وضعت خطتها منذ اللحظة الأولى من مجيئها أن تبيد اسم الله من كل مكان ، وان تحل محله اسم البعل وعبادته..
والبعل أبا الآلهة عند القنيقيين ومصدر القوة والسيطرة والبهجة ، والسواري أو عشتاروت آلهة الخصب والجمال.... ولم يستطيع إيليا وهو ينتظر مأساة أمته ، إلا أن يتحول ينبوعاً من الحزن العميق والغضب الهائل ، والمقاومة الجبارة .....
عاش طوال سنين خدمته يتقد غيرة ، وإن الغيرة المتقدة حولت قلبه إلى كتلة من لهيب ، وثورة هائلة ، لا يستطيع مياه الأرض كلها أن تطفئ سعيرها ، ولظاها .
قد شاء الله أن تأتي مقاومة إيليا للبعل وعشتاروت عن طريق المجاعة التي لابد أن تحل بالشعب بمنع المطر من السماء ،..... وكانت المجاعة أنسب أسلوب ليعرف الشعب من هو الإله الحقيقي ، ومن هي الآلهة الباطلة .....
وفي الوقت عينه يعلن الله عن سخطه وغضبه ولعنته على التحول عنه وراء آلهة غريبة ، ولا بد من أن تطول المجاعة ، حتى يحس بها الملك وزوجته إيزابيل إحساساً عميقاً مدى الغضب الإلهي ، وضرورة العودة والرجوع إلى شخص الله ......
إيليا والعناية الإلهية :
لا بد لعناية الله أن تظهر وتعمل عملها مع إيليا في قلب المجاعة ، وتلقنه بعض الدروس :
- لا بد أن يشارك المصلح الشعب الذي يحاول إصلاحه ، متاعبه و ضيقاته وآلامه ، و لا بد أن يجوع ، ويعيش حياة الشظف مع الآخرين .
- ولا بد أن يتلقن الفرق بين الشجاعة والتهور ، وقد تكون عناية الله مرات كثيرة بتخبئة المعتنى به من وجه الشر وهي العناية التي تملك الوسائل الطبيعية والمعجزية الظاهرة والخفية ، الكبيرة والصغيرة ، فعلينا تقبلها والشكر لله .
لا بد لعناية الله أن تظهر وتعمل عملها مع إيليا في قلب المجاعة ، وتلقنه بعض الدروس :
- لا بد أن يشارك المصلح الشعب الذي يحاول إصلاحه ، متاعبه و ضيقاته وآلامه ، و لا بد أن يجوع ، ويعيش حياة الشظف مع الآخرين .
- ولا بد أن يتلقن الفرق بين الشجاعة والتهور ، وقد تكون عناية الله مرات كثيرة بتخبئة المعتنى به من وجه الشر وهي العناية التي تملك الوسائل الطبيعية والمعجزية الظاهرة والخفية ، الكبيرة والصغيرة ، فعلينا تقبلها والشكر لله .
عناية الله كيف تستطيع أن تشق الطريق في المجاعات ؟
أولاً : مد الله عنايته لإيليا عن طريق الغربان التي كانت تأتيه بالخبز واللحم مرتين كل يوم صباحاً ومساءً .....مع أن غريزة الغراب الأولى هي الخطف وأنه يأخذ ولا يعطي ... لكن الله أراد أن يثبت سيطرته على الغرائز ، وأنه من الممكن أن يجعل القاسي ودوداً، والشحيح سخياً ، والشر باذلاً ، والآخذ معطياً ، ويده لا تقصر عن استخدام الجماد والحيوان والإنسان في إتمام قصده ومشيئته .......
أولاً : مد الله عنايته لإيليا عن طريق الغربان التي كانت تأتيه بالخبز واللحم مرتين كل يوم صباحاً ومساءً .....مع أن غريزة الغراب الأولى هي الخطف وأنه يأخذ ولا يعطي ... لكن الله أراد أن يثبت سيطرته على الغرائز ، وأنه من الممكن أن يجعل القاسي ودوداً، والشحيح سخياً ، والشر باذلاً ، والآخذ معطياً ، ويده لا تقصر عن استخدام الجماد والحيوان والإنسان في إتمام قصده ومشيئته .......
ثانياً : نقله من إسرائيل إلى صرفة صيدا ، الأرض التي لا يمكن أن يخطر ببال إنسان أن إيليا يلجأ إليها ، ويأتيه المدد من آمرة أرملة أممية معدمة ، تذهب المرأة لتسعف إيليا بجرعة ماء ، وتعتذر عن تقديم كسرة خبز له ، ولكن إيليا رجل الله مع ذلك يطلب ..... يريد أن يعلمها أن حق الله يسبق كل حق ....وبأنها ستعثر على ينبوع البركة وستعرف سيلاً من الزيت لا يمكن أن ينتهي حتى تنتهي المجاعة من الأرض .
ثالثاً : و لعل الله أراد أن يعطي إيليا درساً ثالثاً أبعد وأعمق من الدرسين السابقين ، فإذا بابن الأرملة يموت ، ....رفض إيليا هذا المنطق ، فهو لا يعتقد أن الله يمكن أن يجازي المرأة هذا الجزاء ،......فيصرخ إلى الرب بجرأة ، في لحظات الضيق والشدة والألم : ( أيها الرب إلهي أأيضاً إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها .... يا رب إلهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه ) . فسمع الله إيليا وأرجع الولد ....ويقول التقليد إن كان صحيحاً ، إن الغلام كبر ليكون يونان النبي الذي أرسله الله إلى نينوى الأممية ،.... والعناية الإلهية التي لا تنضب . أو تنفذ أو تفيض ......
ايليا والمعركة على جبل الكرمل :
كان إيليا أشعر ، يتمنطق بمنطقة من الجلد ، وعندما ركض أمام آخاب ، سار ما يقرب من ستة ميلاً على قدميه .
وفي اللقاء بين الملك وإيليا كان آخاب الإنسان الأحمق الذي غطت الخطية الحقيقة عن عينيه وقلبه ،.... فهو يرى الذنب كل الذنب في إيليا : ( ولما رأى آخاب إيليا ، قال له آخاب : أأنت هو مكدر إسرائيل ) قال : ( لم أكدر إسرائيل ، بل أنت وبيت أبيك ، بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم ) .... وقاد إيليا الجميع إلى المعركة الفاصلة على جبل الكرمل .... وكان لا بد من أن تدرك الأمة – عن بكرة أبيها – من هو الإله الحي الحقيقي وحده ومن هي الآلهة الزائفة الباطلة الكاذبة !! ؟ وقد وقف إيليا وحده في مواجهة ثمانمائة وخمسين نبياً للبعل وعشتاروت ، وأعطاهم إيليا الفرصة الكاملة أولاً دون أن يستطيع صراخهم أو جراحهم التي سالت من أجسادهم بسيوفهم ، والتي ظنوا أنهم يرضون الآلهة بها .....لم تستطع أن تعينهم في شيء وسخر إيليا منهم الواثق بإلهه ، وفي قوله : ( ادعوا بصوت عال لأنه إله . لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فينتبه ) ...
كان إيليا أشعر ، يتمنطق بمنطقة من الجلد ، وعندما ركض أمام آخاب ، سار ما يقرب من ستة ميلاً على قدميه .
وفي اللقاء بين الملك وإيليا كان آخاب الإنسان الأحمق الذي غطت الخطية الحقيقة عن عينيه وقلبه ،.... فهو يرى الذنب كل الذنب في إيليا : ( ولما رأى آخاب إيليا ، قال له آخاب : أأنت هو مكدر إسرائيل ) قال : ( لم أكدر إسرائيل ، بل أنت وبيت أبيك ، بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم ) .... وقاد إيليا الجميع إلى المعركة الفاصلة على جبل الكرمل .... وكان لا بد من أن تدرك الأمة – عن بكرة أبيها – من هو الإله الحي الحقيقي وحده ومن هي الآلهة الزائفة الباطلة الكاذبة !! ؟ وقد وقف إيليا وحده في مواجهة ثمانمائة وخمسين نبياً للبعل وعشتاروت ، وأعطاهم إيليا الفرصة الكاملة أولاً دون أن يستطيع صراخهم أو جراحهم التي سالت من أجسادهم بسيوفهم ، والتي ظنوا أنهم يرضون الآلهة بها .....لم تستطع أن تعينهم في شيء وسخر إيليا منهم الواثق بإلهه ، وفي قوله : ( ادعوا بصوت عال لأنه إله . لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فينتبه ) ...
وإذ عجز الأدعياء عن أن يثبتوا ادعاءهم ، تقدم إيليا هو ، ورمم بالاشتراك مع الشعب مذبح الرب المنهدم ، وقدم الذبيحة بما لا يدع مجالاً للشك أو التساؤل أو الخداع ، إذ أنه لم يرتب الحطب والذبيحة فقط ، بل صب ماءً كثيراً حتى لا يقال إن النار المشتعلة حدثت عن طريق خادع بشري ، وأبصر الشعب جميعاً النار التي أتت من السماء لتلتهم كل شيء . لم تنزل النار إلا بعد صلاة النبي إيليا ، وعرف الجميع من هو الإله الحق ، ومن هي الآلهة الباطلة !!.....
إيليا وآخاب عند كرم نابوت اليزرعيلي :
وبعد أربع أو خمس سنوات ، عاد إيليا ليلتقي بآخاب عند كرم نابوت ، كان قد ذهب آخاب إلى الكرم ليرثه ، فيقول له إيليا ( هل قتلت وورثت أيضاً ) ( ويا له من ميراث رهيب ) !!... والحقيقة المحزنة أن الملكة استطاعت عن طريق الشر أن تحصل على الكرم .يا للنفس البشرية التي لا تشبع ، كل بساتين الدنيا أو كرومها لا تساوي البستان الصغير الذي يملكه جاري .... يا له من طمع مخجل !!... الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا بالكذب والخداع والغش .... ويعلم آخاب و يطاطئ لأنه حصل على هذا الميراث بغير حق أ وعدل ، بل حصل عليه بظلم صارخ .ذهب آخاب ليستمتع بالكرم الذي ورثه ولكنه لم يستطيع أن يأكل منه ، لقد أضحت الظلال ظلاماً ،والعناقيد علقماً، والكرم سجناً رهيباً، إذ سمع صوت الله العادل هناك : !! ( هل قتلت وورثت أيضاً)!! . صوت الله جاءه لينسب إليه القتل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة !!.
لم يتمتع الرجل بالكرم كما كان يشتهي ، لأنه في قلب الكرم سمع عن مصيره المفجع ، ومصير بيته ، ولولا أنه أتضع ومزق ثيابه وصام ، لجلب الله عليه العقاب سريعاً، ولو أنه تاب مع إيزابيل لنجيا ، ولكنها لم تتب ، فدمرت بيتها بيديها وأضحت قصتها مثلاً تذكره الأجيال بالخوف والفزع والرهبة !!....
وبعد أربع أو خمس سنوات ، عاد إيليا ليلتقي بآخاب عند كرم نابوت ، كان قد ذهب آخاب إلى الكرم ليرثه ، فيقول له إيليا ( هل قتلت وورثت أيضاً ) ( ويا له من ميراث رهيب ) !!... والحقيقة المحزنة أن الملكة استطاعت عن طريق الشر أن تحصل على الكرم .يا للنفس البشرية التي لا تشبع ، كل بساتين الدنيا أو كرومها لا تساوي البستان الصغير الذي يملكه جاري .... يا له من طمع مخجل !!... الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا بالكذب والخداع والغش .... ويعلم آخاب و يطاطئ لأنه حصل على هذا الميراث بغير حق أ وعدل ، بل حصل عليه بظلم صارخ .ذهب آخاب ليستمتع بالكرم الذي ورثه ولكنه لم يستطيع أن يأكل منه ، لقد أضحت الظلال ظلاماً ،والعناقيد علقماً، والكرم سجناً رهيباً، إذ سمع صوت الله العادل هناك : !! ( هل قتلت وورثت أيضاً)!! . صوت الله جاءه لينسب إليه القتل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة !!.
لم يتمتع الرجل بالكرم كما كان يشتهي ، لأنه في قلب الكرم سمع عن مصيره المفجع ، ومصير بيته ، ولولا أنه أتضع ومزق ثيابه وصام ، لجلب الله عليه العقاب سريعاً، ولو أنه تاب مع إيزابيل لنجيا ، ولكنها لم تتب ، فدمرت بيتها بيديها وأضحت قصتها مثلاً تذكره الأجيال بالخوف والفزع والرهبة !!....
ايليا والمركبة السماوية :
إن خدمة ايليا استمرت حوالي عشرين عاماً ، كانت الخمسة أو ستة عشر عاماً الأولى منها لتحطيم صخور الوثنية والشر التي ملأت كل مكان ،....وكان هذا رد الفعل للنجاح العظيم فوق جبل الكرمل .
لكن النفس البشرية المتلونة والتي لا تثبت على حال ، فهي تارة في أعلى جبال الشركة مع الله ثم لا تلبث أن تهوى تارة أخرى إلى بلوعة اليأس ،......ولكن شكراً لله ، الذي حين أرسل ملاكه إليه كان علاج الله لنفسه أن يطعمه ويريحه ، حتى يهدأ ويسكن ، قبل أن يتكلم إليه أو يحاجه أو يسأله ،..... هذه الحكمة الإلهية التي ينبغي أن نتعلم منها ، كيف نعالج الثورات النفسية عند الآخرين فالأفضل أن ننتظر ، حتى تستريح أجسادهم و نفوسهم قبل أي حديث أو مناقشة ،....
إن خدمة ايليا استمرت حوالي عشرين عاماً ، كانت الخمسة أو ستة عشر عاماً الأولى منها لتحطيم صخور الوثنية والشر التي ملأت كل مكان ،....وكان هذا رد الفعل للنجاح العظيم فوق جبل الكرمل .
لكن النفس البشرية المتلونة والتي لا تثبت على حال ، فهي تارة في أعلى جبال الشركة مع الله ثم لا تلبث أن تهوى تارة أخرى إلى بلوعة اليأس ،......ولكن شكراً لله ، الذي حين أرسل ملاكه إليه كان علاج الله لنفسه أن يطعمه ويريحه ، حتى يهدأ ويسكن ، قبل أن يتكلم إليه أو يحاجه أو يسأله ،..... هذه الحكمة الإلهية التي ينبغي أن نتعلم منها ، كيف نعالج الثورات النفسية عند الآخرين فالأفضل أن ننتظر ، حتى تستريح أجسادهم و نفوسهم قبل أي حديث أو مناقشة ،....
انتظر الله أربعين يوماً قبل أن يناقشه على جبل حوريب قائلاً : ( مالك ههنا يا إيليا ) .
أدرك إيليا الحقيقة التي غابت عنه طويلاً ، إن صوت المنخفض الخفيف ، ما هو سوى المهد للصوت الأقوى والأعمق ، هو صوت الحب والحنان والرحمة والإحسان والجود والغفران ، أو في لغة أخرى هو صوت الصليب ، الصوت الذي تحدث به موسى وإيليا مع المسيح فوق جبل التجلي : ( وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا ، اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيداً أن يكمله في أورشليم ) .وعاد إيليا إنساناً من حوريب يختلف ، عما كان عليه أولا.
أدرك إيليا الحقيقة التي غابت عنه طويلاً ، إن صوت المنخفض الخفيف ، ما هو سوى المهد للصوت الأقوى والأعمق ، هو صوت الحب والحنان والرحمة والإحسان والجود والغفران ، أو في لغة أخرى هو صوت الصليب ، الصوت الذي تحدث به موسى وإيليا مع المسيح فوق جبل التجلي : ( وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا ، اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيداً أن يكمله في أورشليم ) .وعاد إيليا إنساناً من حوريب يختلف ، عما كان عليه أولا.
عاش إيليا سنواته الأخيرة أهدأ وأجمل وأقوى ، وأخذ يشرف على مدارس الأنبياء ، إن الله يعلم متى يأخذنا إلى حقل آخر أعظم وأجمل ، وإلى فرصة أوسع .
أوشكت رحلة إيليا أن تنتهي على الأرض ، وقد لازمه ورافقه في الرحلة أليشع الذي أبى أن يتخلى عنه وكان كالخادم الأمين أو الصديق الوفي .
ولما وصلا إلى الأردن ولف إيليا الرداء وشق الأردن به ، وعبرا كلاهما ، فسأل المعلم تلميذه ماذا يريد قبل أن يؤخذ منه ؟ كانت الطلبة روحية ، قال له إيليا : ( صعبت السؤال ) . فالطلبات الروحية عطية من الله ، وليس هبة من إنسان ......وهي دليلاً على أن الله سيعطيه هذا النصيب ، فإليشع لا يقصد أن يكون له ضعف ما كان إيليا ، بل أن يأخذ نصيب البكر من الأولاد ،..... وفتح الله عيني إليشع وسقط رداء إيليا عنه ، فأخذه وأخذ نصيب أثنين من روحه ، بعد أن مزق ثيابه ( وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها ) . لم يرآه إليشع فرداً واحداً بل رآه جيشاً عرمرماً ، والقائد المسيحي الغيور الشجاع سيبقى دائماً هكذا ، سواء في الدفاع أو في الهجوم لمجد الله ،.....
فلنصلي لعل واحداً منهم يظهر في أيامنا هذه في عظمة الأبطال الخالدين ، ويمكن أن نقول قبل أن يؤخذ منا في مركبة السماء : ( يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها )....
Comment