ولدت جان دارك في عام 1412 في قرية (دومرمي)، التي كانت جزءاً من (بريغاندي)- الولاية المستقلة عن السلطة الفرنسية في ذلك الوقت، لأبٍ مزارع متوسط الحال، اسمه (جون دارك)، وأمها (إيزابيل) التي لقنتها التعاليم الدينية. تأخذ حياة (جان دارك) شكل الأسطورة، عند بعض الفرنسيين؛ فعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، كانت تسمع أصواتاً تناديها، وتدعوها إلى تحرير بلدها من الاحتلال الإنكليزي (هذا ما أشارت إليه في مذكراتها)؛ فلبت النداء الداخلي، وعملت على تجميع قوات عسكرية، قادتها بنفسها لدحر القوات الإنكليزية، بعد أن تنكرت بزي الرجال!. واستطاعت بهذه الطريقة أن تحصل على نوع من السلطة، التي كان يصعب لامرأةٍ الوصول إليها في تلك الفترة.
كان اسمها الحقيقي (جانيت)، وعندما جاءت إلى فرنسا نادوها (جان). بينما كانت مشغولة بأمر الحرب، أبلغتها أمها أن والدها قد حلم بها أكثر من مرة، وهي تهرب مع مجموعة من الجند، وأنه تحدث من إخوتها منذراً: "لو آمنتُ بأن هذه الأحلام ستتحقق، لطلبت منكم إغراقها، وإذا رفضتم فسأغرقها بنفسي"!. وفعلاً تحقق قوله الأخير؛ لأنها أحرقت ورُميت في نهر السين.
وبسبب حلم أبيها، تعرضت لمراقبة والديها واضطهادهما. كانت مطيعة لأوامرهما، إلا أنها لم تستطع أن تعصي مشيئة ربها؛ الذي كانت تقول إنه أوحى لها بضرورة النضال من أجل حرية واستقلال شعبها ووطنها. ولقوة إيمانها بما كانت تعتقده؛ فقد عصت والديها، واستسلمت لمشيئة ما كانت تسمعه في داخلها، وذهبت إلى عمها لتقيم عنده فترة، ثم توجهت إلى (فرسولورز)، وقابلت قائد المدينة (روبرت ديودريكورت)، وطلبت منه أن يساعدها في السفر إلى فرنسا، إلا أنه رفض طلبها؛ فلجأت إلى مساعده (جون ديميتر)، الذي لبى طلبها، واضطر (ديودريكورت) أن يساعدها،وأعطاها سيفاً، ورافقها فارس وأربعة جنود.
عند وصولها قابلت ابن الملك، وأخبرته أنها جاءت لتحارب الإنكليز. اختبرها العلماء مدة ثلاثة أسابيع، وعندما تيقنوا من أنها جاءت لتنقذ (أورليانز) من الاحتلال البريطاني، ولتتويج الابن البكر للملك على العرش، وهبها الملك اثنا عشر ألف جندي، قادتهم إلى أورليانز، وكتبت رسالة إلى ملك بريطانيا (الدوق بدفورد)، قائلة: " أرسلني المتعالي ملك السماوات والأرض لطردك من أراضي فرنسا، التي انتهكتَ سيادتها وعثتَ فيها فساداً… لو أطعتني؛ فسأرحم رجالك وأسمح لهم بالذهاب إلى ديارهم، وستذهب المملكة إلى الملك تشارلز، الأحق بالإرث… وإلا سنشعلها حرباً ضروساً لم ترَ فرنسا مثلها منذ ألف عام".
توجهت جان دارك إلى أورليانز، وزحفت إليها بجنودها الذين حاصروها، واحتلوا أبراج حامية المدينة. وأثناء تسلقها السلم، أصيبت بسهم في حنجرتها، لكنها لم تستسلم؛ بل ازدادت قوة وإيماناً، وامتطت فرسها دون أن تأبه بجرحها وألمها، وعادت إلى المعركة وهي تشجع الجنود بقولها: "كونوا شجعاناً ولا تتراجعوا، وبعد قليل سيكون النصر لكم. هيا…المدينة لنا".
كانت جان دارك رحيمة عطوفة؛ فحينما انسحب الإنكليز من المدينة، في الخامس من أيار، قالت لرجالها والرقة تعلو وجهها: "لا تلحقوا بهم أي ضرر…". وبقيادتها أحرز الفرنسيون انتصارات باهرة، ونجحت جان دارك في تحقيق رسالتها، وقادت (تشارلز) إلى (ريمز) وشاهدت تتويجه كملك لفرنسا.
تم القبض عليها حين كانت تقوم بمهمة سرية إلى مدينة (كامبين)، وأسرها البرغانديون، عملاء الاحتلال البريطاني. اقتادوها إلى (ريون) وباعوها للإنكليز، بعد أن فكت الحصار البريطاني عن مدينة اورليانز. أخبروها أنها ستحرق، بعد أن تتعرض إلى صنوف العذاب؛ فلم تركع، وتذكرت صلب المسيح لتخفف وتسهّل مصابها، وفضلت الموت السريع على الآلام ومعاناة السجن الطويلة.
حوكمت في محكمة الكنيسة بتهمة الإلحاد والهرطقة والسحر. وصدر قرار الحكم عليها بالحرق؛ فواجهت الحكم صامدة شامخة الرأس، في 30/5/1431.
قامت السلطات الإنكليزية، وبمشاركة علماء جامعة باريس، التي تحكموا بها، بتقييدها إلى خشبةٍ وأحرقوها، بعد أن أقتيدت إلى قاعة المحكمة وهي مكبلة بالأصفاد والحديد، وكان الحكم بحقها جائراً وبالغ الوحشية.
قبل حرقها، قيدوها إلى شجرة ومزقوا جسدها وهي في عمر الورود؛ فقالت لهم: "لو كنتُ في مكان إعدامي، وشاهدتُ الزبانية يشعلون النيران التي تلتهب، حين يلقون لها بالأخشاب الجافة، ولو كنتُ وسط اللهيب حتى آنذاك؛ فليس لديّ ما يمكن أن أضيفه من أقوال".
كان اسمها الحقيقي (جانيت)، وعندما جاءت إلى فرنسا نادوها (جان). بينما كانت مشغولة بأمر الحرب، أبلغتها أمها أن والدها قد حلم بها أكثر من مرة، وهي تهرب مع مجموعة من الجند، وأنه تحدث من إخوتها منذراً: "لو آمنتُ بأن هذه الأحلام ستتحقق، لطلبت منكم إغراقها، وإذا رفضتم فسأغرقها بنفسي"!. وفعلاً تحقق قوله الأخير؛ لأنها أحرقت ورُميت في نهر السين.
وبسبب حلم أبيها، تعرضت لمراقبة والديها واضطهادهما. كانت مطيعة لأوامرهما، إلا أنها لم تستطع أن تعصي مشيئة ربها؛ الذي كانت تقول إنه أوحى لها بضرورة النضال من أجل حرية واستقلال شعبها ووطنها. ولقوة إيمانها بما كانت تعتقده؛ فقد عصت والديها، واستسلمت لمشيئة ما كانت تسمعه في داخلها، وذهبت إلى عمها لتقيم عنده فترة، ثم توجهت إلى (فرسولورز)، وقابلت قائد المدينة (روبرت ديودريكورت)، وطلبت منه أن يساعدها في السفر إلى فرنسا، إلا أنه رفض طلبها؛ فلجأت إلى مساعده (جون ديميتر)، الذي لبى طلبها، واضطر (ديودريكورت) أن يساعدها،وأعطاها سيفاً، ورافقها فارس وأربعة جنود.
عند وصولها قابلت ابن الملك، وأخبرته أنها جاءت لتحارب الإنكليز. اختبرها العلماء مدة ثلاثة أسابيع، وعندما تيقنوا من أنها جاءت لتنقذ (أورليانز) من الاحتلال البريطاني، ولتتويج الابن البكر للملك على العرش، وهبها الملك اثنا عشر ألف جندي، قادتهم إلى أورليانز، وكتبت رسالة إلى ملك بريطانيا (الدوق بدفورد)، قائلة: " أرسلني المتعالي ملك السماوات والأرض لطردك من أراضي فرنسا، التي انتهكتَ سيادتها وعثتَ فيها فساداً… لو أطعتني؛ فسأرحم رجالك وأسمح لهم بالذهاب إلى ديارهم، وستذهب المملكة إلى الملك تشارلز، الأحق بالإرث… وإلا سنشعلها حرباً ضروساً لم ترَ فرنسا مثلها منذ ألف عام".
توجهت جان دارك إلى أورليانز، وزحفت إليها بجنودها الذين حاصروها، واحتلوا أبراج حامية المدينة. وأثناء تسلقها السلم، أصيبت بسهم في حنجرتها، لكنها لم تستسلم؛ بل ازدادت قوة وإيماناً، وامتطت فرسها دون أن تأبه بجرحها وألمها، وعادت إلى المعركة وهي تشجع الجنود بقولها: "كونوا شجعاناً ولا تتراجعوا، وبعد قليل سيكون النصر لكم. هيا…المدينة لنا".
كانت جان دارك رحيمة عطوفة؛ فحينما انسحب الإنكليز من المدينة، في الخامس من أيار، قالت لرجالها والرقة تعلو وجهها: "لا تلحقوا بهم أي ضرر…". وبقيادتها أحرز الفرنسيون انتصارات باهرة، ونجحت جان دارك في تحقيق رسالتها، وقادت (تشارلز) إلى (ريمز) وشاهدت تتويجه كملك لفرنسا.
تم القبض عليها حين كانت تقوم بمهمة سرية إلى مدينة (كامبين)، وأسرها البرغانديون، عملاء الاحتلال البريطاني. اقتادوها إلى (ريون) وباعوها للإنكليز، بعد أن فكت الحصار البريطاني عن مدينة اورليانز. أخبروها أنها ستحرق، بعد أن تتعرض إلى صنوف العذاب؛ فلم تركع، وتذكرت صلب المسيح لتخفف وتسهّل مصابها، وفضلت الموت السريع على الآلام ومعاناة السجن الطويلة.
حوكمت في محكمة الكنيسة بتهمة الإلحاد والهرطقة والسحر. وصدر قرار الحكم عليها بالحرق؛ فواجهت الحكم صامدة شامخة الرأس، في 30/5/1431.
قامت السلطات الإنكليزية، وبمشاركة علماء جامعة باريس، التي تحكموا بها، بتقييدها إلى خشبةٍ وأحرقوها، بعد أن أقتيدت إلى قاعة المحكمة وهي مكبلة بالأصفاد والحديد، وكان الحكم بحقها جائراً وبالغ الوحشية.
قبل حرقها، قيدوها إلى شجرة ومزقوا جسدها وهي في عمر الورود؛ فقالت لهم: "لو كنتُ في مكان إعدامي، وشاهدتُ الزبانية يشعلون النيران التي تلتهب، حين يلقون لها بالأخشاب الجافة، ولو كنتُ وسط اللهيب حتى آنذاك؛ فليس لديّ ما يمكن أن أضيفه من أقوال".
Comment