أولاً: تقسيم السفر :
ثانياً: من خلال دراسة نبوة عوبديا نري بوضوح الشرور التي استوجبت دينونة أدوم من خلال الآتي:
( تكبر قبلك قد خدعك أيها الساكن في محاجئ الصخر رفعة مقعده " مساكنهُ في القمم " ) ع٣ لا يوجد شر لا يطيقه الرب مثل الكبرياء وهو المرض العضال الروحي الأكثر انتشاراً بين الناس خاصة في جيلنا " متعظمين مستكبرين " 2تي 3: 2 والمتكبر يعيش في وهم الأنا ويتصور إنه يضع نفسه في موقف التحدي لله بقوله " القائل في قلبه: مَن يُحدرني إلي الأرض " ع٣
" من أجل ظلمك لأخيك يعقوب يغشاك الخزي و تنقرض إلي الأبد " ع١٠ أخذ أدوم موقف العداء المستمر ليعقوب والله كان يراقب هذا والكتاب يخبرنا بوضوح " أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله " ١كو ٦: ٩ " وأما الظالم فسينال ما ظلم به وليس محاباه " كو ٣: ٢٥
" يوم وقفت مقابله يوم سَبَت الأعاجم قدرته ( أي وقفت بعيداً عنه يوم بليته ، ولم تسرع لنجاته ، وأكثر من ذلك كان ) يجب أن لا تنظر إلي يوم أخيك يوم مصيبته ولا تشمت ببني يهوذا يوم هلاكهم ولا تفغر فمك يوم الضيق "ع١١ - ١٢ هكذا كان موقف آدوم من يعقوب والرب يحذرنا من اللامبالاة بمن هم في ضيقة كما أن الكتاب يحذرنا من الشماتة " لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك إذا عثر لئلا يري الرب ويسوء ذلك في عينيه فيرد عنه غضبه " أم ٢٤: ١٧-١٨
" كما فعلت يفعل بك عملك يرتد علي رأسك " ع١٥ هذا مبدأ إلهي ثابت يتكرر بوضوح في كلمة الله ويبين عدالة الله فلنتحذر لأنفسنا قض 1: 7 إر 50: 29 " لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. (غلاطية ٦: ٧) " والسفر يخص كل نفس بشرية متكبرة تظن أنها قادرة علي حماية نفسها بمسكنها أو ما تملك من أي شئ يحميها و يشعرها بالقوة والاطمئنان وعلي عكس هذا يُعلن خلاص المؤمن وحيث يملك الرب ويقويه
وتشير النبوة بشئ جميل للشعب تنظر الكنيسة إليها بأنه صورة من صور التدبير الفدائي للعالم من الخطايا فتقول النبوة فما حدث لعيسو ونسلهُ رمز لخلاص الكنيسة فتكون صهيون مركز نجاة روحية ومقدساً للرب وميراثاً له وتكون ناراً ضد الأعداء وينتهي الكتاب النبوي هذا بآية رائعة تقول : ”ويكون المُلك للرب“ فالمعني الروحي للسفر هو خراب مملكة الشيطان وتإسيس ملكوت الله فيتعبد الناس الرب فقط وهنا نجد تطابق بين أسم النبي وموضوع نبوته.
وكل أسباب العقوبة تكمن في تكبر وإدانة آدوم :
< المكان - الغني - الحكمة والقوي العسكرية - المعاهدات السياسية > وهذا موضعه في السفر نفسه حيث قال عن :
1- المكان: إِنْ كُنْتَ تَرْتَفِعُ كَالنَّسْرِ، وَإِنْ كَانَ عُشُّكَ مَوْضُوعًا بَيْنَ النُّجُومِ، فَمِنْ هُنَاكَ أُحْدِرُكَ، يَقُولُ الرَّبُّ. (عوبديا ١: ٤)
2- الغني: إِنْ أَتَاكَ سَارِقُونَ أَوْ لُصُوصُ لَيْل. كَيْفَ هَلِكْتَ! أَفَلاَ يَسْرِقُونَ حَاجَتَهُمْ؟ إِنْ أَتَاكَ قَاطِفُونَ أَفَلاَ يُبْقُونَ خُصَاصَةً؟ (عوبديا ١: ٥)
3- المعاهدات: طَرَدَكَ إِلَى التُّخْمِ كُلُّ مُعَاهِدِيكَ. خَدَعَكَ وَغَلَبَ عَلَيْكَ مُسَالِمُوكَ. أَهْلُ خُبْزِكَ وَضَعُوا شَرَكًا تَحْتَكَ. لاَ فَهْمَ فِيهِ. (عوبديا ١: ٧)
4- الحكمة والقوي البشرية: ٨ أَلاَ أُبِيدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْحُكَمَاءَ مِنْ أَدُومَ، وَالْفَهْمَ مِنْ جَبَلِ عِيسُو؟ ٩ فَيَرْتَاعُ أَبْطَالُكَ يَا تَيْمَانُ، لِكَيْ يَنْقَرِضَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَبَلِ عِيسُو بِالْقَتْلِ. (عوبديا ١: ٨، ٩)
ثالثاً: الكاتب والتاريخ :
صعبٌ علينا أن نحدد ماهية الكاتب لهذا السفر والتاريخ التأكيدي لهذا السفر لهذا يذهب عامة المُفسرين إلي أنه من غير شك بأن الكاتب هو شخص يهودي عاش هذه الأحداث التي مرت علي بني جنسهُ بالتالي أستخدمهُ الله تبارك أسمه لنقل خبر عام علي كل متكبر مسرور بذل أخيه الإنسان وخاصةً يوحي بدينونة أدوم وعقوبته بأنه سوف يمحي من علي الوجود كلياً.
ولكن السؤال هو: مَنْ هو هذا الشخص الذي استئمنه الله علي هذه النبوة وعلي الكتابة ؟!
من خلال الكتاب نفسه يقول الكتاب في بدايته " رؤيا أو نبوة عوبديا " ع١ هكذا فقط يقول الكتاب فلا نجد تحديد إلي زمن وإلي ما يوحي من كان في ذلك الزمان من ملوك أو من أباءنا رؤساء الكهنة لذلك يلجأ المُفسرين إلي الإجتهاد الكلي من خلال الكتاب المقدس نفسه مع التقليد لكي يتم الإحاطة بما يقوله النص فالذين ذُكروا باسم عوبديا في التاريخ الكتابي 12 شخص فهم :
1- عوبديا بن حننيا بن أرنان من نسل زربابل من نسل داود الملك 1أخ 3: 21
2- عوبديا بن زرحيا أحد رؤساء عشائر بني يساكر 1 أخ 7: 3
3- عوبديا بن أصيل وهو الأبن الخامس من نسل شاول الملك من سبط بنيامين 1أخ 8:38 و 9: 44
4- عوبديا بن شمعيا بن جلال بن يدوثون أحد اللاويين الذين رجعوا من سبي بابل 1أخ 9: 16 ويسمي أيضاً ”عبدا بن شموع بن جلال“ نح11: 17
5- عوبديا أحد الأبطال الجاديين الذين جاءوا إلي الحصن في البرية في صقلغ 1أخ 12: 9
6- عوبديا أبو يشمعيا الذي كان رئيساً لسبط زبولون في أيام داود الملك 1 أخ 27: 19
7- عوبديا أحد الرؤساء في أيام الملك يهوشافاط الذين أرسلهم لتعليم الشعب الشريعة في مدن يهوذا 2أخ 17: 7
8- عوبديا اللاوي من بني مراري أحد الذين كانوا يشرفون علي العاملين في تطهير الهيكل في أيام يوشيا ملك يهوذا 2أخ 34: 12
9- عوبديا بن يحيئيل من بني يوآب وكان من الذين رجعوا من سبي بابل ومعه مائتان وثمانية عشر من الذكور عز8: 9
10- عوبديا الكاهن وهو أحد الكهنة الذين ختموا الميثاق مع نحميا نح 10: 5
11- عوبديا اللاوي أحد اللاويين البوابين حارسين الحراسة عند مخازن الأبواب في أيام يوياقيم بن يوشيا بن صادوق وفي أيام نحميا الوالي وعزرا الكاتب نح 12: 25-26
12- عوبديا النبي صاحب هذه النبوة
هؤلاء هم الذين ذُكروا في الكتاب باسم «عوبديا» فمَنْ الكاتب في هؤلاء ؟!
إذا اجتهدنا في تحديد الزمن لعلنا نصل إلي الكاتب :
فزمن الكتابة بعد زمن أجآب بقليل أي في نهاية القرن التاسع قبل الميلاد وأخآب حكم بين 876 - 854 ق.م وعوبديا كتب نبوته بعد ذلك بقليل لأن الكاتب يوضح أن أدوم عصت علي إسرائيل بعد موت أخآب بقليل
وما يقال: بأن في كتاب "حياة الأنبياء" يقول بأن الكتابة تمت في أثناء حكم يهورام سنة 853 - 841 ق.م ( بعد أخاب وأبنه أخزيا الذي مات بعد فترة قليلة تقريباً )
وغير هذا ما قدمهُ المفسر جون جيل من أقول الراباوات علي ما سبق
وأيضاً بعد وفاته أرملته هي التي بارك إليشع إناء الزيت في 2 مل 4: 1 "وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: «إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ». (الملوك الثاني ٤: ١)" وهكذا يؤكد إنه نبي وهو لقبه المشهور به إنه كان يخاف الرب كما قال عن نفسه لإيليا وكما قالت عنه أرملته فهو بالفعل نبي
الكلام عن أدوم في أيام يهورام ملك يهوذا الذي هو معاصر ليورام ملك إسرائيل تقريباً 845 ق.م تمردوا وفعلوا أمور شريرة :
و واضح إنه في هذا الزمان سقطت أورشليم وفتحوها وسيطروا علي بيت الملك وأخذوا كل بنيه ورجاله ونساؤه وأدوم كان معيناً لهم فمن هرب من أورشليم كان الآدوميين يقبضون عليهم ويسلمونهم إلي أعداء اليهود وأن هذا كان حادث مروع لكل من يؤمن بالرب وبيت الرب.
بالتالي يكون ” عوبديا الذي تفسيره عبد يهوه أو المتعبد ليهوه = عبد الله أو الذي يخاف الرب “ هو الذي كان علي بيت أخآب وإيزابل 1 مل 18: 3-16 وكان يخشي الرب منذ صباه وهو الذي أرسله أخآب للتفتيش علي عشب وماء للخيل والبغال وقسم الأرض بينه وبين عوبديا أي أن الملك أخذ قسماً وعوبديا أخذ قسماً مما يدل علي أنه عوبديا كان يشغل مركزاً رفيعاً في المملكة
رابعاً: حكمة الترتيب:
ترتيب السفر بعد عاموس لأن هناك جزء عن أدوم في سفر عاموس 9: 12 ولانه أدوم جاء في نهاية عاموس بقولهُ : «لِكَىْْ يَرِثُوا بَقِيَّةَ أَدُومَ وَجَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، الصَّانِعُ هذَا. (عاموس ٩: ١٢)»
- كبرياء أدوم 1-9
- ظلم أدوم لأخيه يعقوب 10-16
- نهاية الظلم وكفاءة المظلوم خير 17-21
ثانياً: من خلال دراسة نبوة عوبديا نري بوضوح الشرور التي استوجبت دينونة أدوم من خلال الآتي:
- الكبرياء
( تكبر قبلك قد خدعك أيها الساكن في محاجئ الصخر رفعة مقعده " مساكنهُ في القمم " ) ع٣ لا يوجد شر لا يطيقه الرب مثل الكبرياء وهو المرض العضال الروحي الأكثر انتشاراً بين الناس خاصة في جيلنا " متعظمين مستكبرين " 2تي 3: 2 والمتكبر يعيش في وهم الأنا ويتصور إنه يضع نفسه في موقف التحدي لله بقوله " القائل في قلبه: مَن يُحدرني إلي الأرض " ع٣
- الظلم
" من أجل ظلمك لأخيك يعقوب يغشاك الخزي و تنقرض إلي الأبد " ع١٠ أخذ أدوم موقف العداء المستمر ليعقوب والله كان يراقب هذا والكتاب يخبرنا بوضوح " أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله " ١كو ٦: ٩ " وأما الظالم فسينال ما ظلم به وليس محاباه " كو ٣: ٢٥
- اللامبالاة والشماتة:
" يوم وقفت مقابله يوم سَبَت الأعاجم قدرته ( أي وقفت بعيداً عنه يوم بليته ، ولم تسرع لنجاته ، وأكثر من ذلك كان ) يجب أن لا تنظر إلي يوم أخيك يوم مصيبته ولا تشمت ببني يهوذا يوم هلاكهم ولا تفغر فمك يوم الضيق "ع١١ - ١٢ هكذا كان موقف آدوم من يعقوب والرب يحذرنا من اللامبالاة بمن هم في ضيقة كما أن الكتاب يحذرنا من الشماتة " لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك إذا عثر لئلا يري الرب ويسوء ذلك في عينيه فيرد عنه غضبه " أم ٢٤: ١٧-١٨
- القانون الإلهي :
" كما فعلت يفعل بك عملك يرتد علي رأسك " ع١٥ هذا مبدأ إلهي ثابت يتكرر بوضوح في كلمة الله ويبين عدالة الله فلنتحذر لأنفسنا قض 1: 7 إر 50: 29 " لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. (غلاطية ٦: ٧) " والسفر يخص كل نفس بشرية متكبرة تظن أنها قادرة علي حماية نفسها بمسكنها أو ما تملك من أي شئ يحميها و يشعرها بالقوة والاطمئنان وعلي عكس هذا يُعلن خلاص المؤمن وحيث يملك الرب ويقويه
وتشير النبوة بشئ جميل للشعب تنظر الكنيسة إليها بأنه صورة من صور التدبير الفدائي للعالم من الخطايا فتقول النبوة فما حدث لعيسو ونسلهُ رمز لخلاص الكنيسة فتكون صهيون مركز نجاة روحية ومقدساً للرب وميراثاً له وتكون ناراً ضد الأعداء وينتهي الكتاب النبوي هذا بآية رائعة تقول : ”ويكون المُلك للرب“ فالمعني الروحي للسفر هو خراب مملكة الشيطان وتإسيس ملكوت الله فيتعبد الناس الرب فقط وهنا نجد تطابق بين أسم النبي وموضوع نبوته.
وكل أسباب العقوبة تكمن في تكبر وإدانة آدوم :
< المكان - الغني - الحكمة والقوي العسكرية - المعاهدات السياسية > وهذا موضعه في السفر نفسه حيث قال عن :
1- المكان: إِنْ كُنْتَ تَرْتَفِعُ كَالنَّسْرِ، وَإِنْ كَانَ عُشُّكَ مَوْضُوعًا بَيْنَ النُّجُومِ، فَمِنْ هُنَاكَ أُحْدِرُكَ، يَقُولُ الرَّبُّ. (عوبديا ١: ٤)
2- الغني: إِنْ أَتَاكَ سَارِقُونَ أَوْ لُصُوصُ لَيْل. كَيْفَ هَلِكْتَ! أَفَلاَ يَسْرِقُونَ حَاجَتَهُمْ؟ إِنْ أَتَاكَ قَاطِفُونَ أَفَلاَ يُبْقُونَ خُصَاصَةً؟ (عوبديا ١: ٥)
3- المعاهدات: طَرَدَكَ إِلَى التُّخْمِ كُلُّ مُعَاهِدِيكَ. خَدَعَكَ وَغَلَبَ عَلَيْكَ مُسَالِمُوكَ. أَهْلُ خُبْزِكَ وَضَعُوا شَرَكًا تَحْتَكَ. لاَ فَهْمَ فِيهِ. (عوبديا ١: ٧)
4- الحكمة والقوي البشرية: ٨ أَلاَ أُبِيدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْحُكَمَاءَ مِنْ أَدُومَ، وَالْفَهْمَ مِنْ جَبَلِ عِيسُو؟ ٩ فَيَرْتَاعُ أَبْطَالُكَ يَا تَيْمَانُ، لِكَيْ يَنْقَرِضَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَبَلِ عِيسُو بِالْقَتْلِ. (عوبديا ١: ٨، ٩)
ثالثاً: الكاتب والتاريخ :
صعبٌ علينا أن نحدد ماهية الكاتب لهذا السفر والتاريخ التأكيدي لهذا السفر لهذا يذهب عامة المُفسرين إلي أنه من غير شك بأن الكاتب هو شخص يهودي عاش هذه الأحداث التي مرت علي بني جنسهُ بالتالي أستخدمهُ الله تبارك أسمه لنقل خبر عام علي كل متكبر مسرور بذل أخيه الإنسان وخاصةً يوحي بدينونة أدوم وعقوبته بأنه سوف يمحي من علي الوجود كلياً.
ولكن السؤال هو: مَنْ هو هذا الشخص الذي استئمنه الله علي هذه النبوة وعلي الكتابة ؟!
من خلال الكتاب نفسه يقول الكتاب في بدايته " رؤيا أو نبوة عوبديا " ع١ هكذا فقط يقول الكتاب فلا نجد تحديد إلي زمن وإلي ما يوحي من كان في ذلك الزمان من ملوك أو من أباءنا رؤساء الكهنة لذلك يلجأ المُفسرين إلي الإجتهاد الكلي من خلال الكتاب المقدس نفسه مع التقليد لكي يتم الإحاطة بما يقوله النص فالذين ذُكروا باسم عوبديا في التاريخ الكتابي 12 شخص فهم :
1- عوبديا بن حننيا بن أرنان من نسل زربابل من نسل داود الملك 1أخ 3: 21
2- عوبديا بن زرحيا أحد رؤساء عشائر بني يساكر 1 أخ 7: 3
3- عوبديا بن أصيل وهو الأبن الخامس من نسل شاول الملك من سبط بنيامين 1أخ 8:38 و 9: 44
4- عوبديا بن شمعيا بن جلال بن يدوثون أحد اللاويين الذين رجعوا من سبي بابل 1أخ 9: 16 ويسمي أيضاً ”عبدا بن شموع بن جلال“ نح11: 17
5- عوبديا أحد الأبطال الجاديين الذين جاءوا إلي الحصن في البرية في صقلغ 1أخ 12: 9
6- عوبديا أبو يشمعيا الذي كان رئيساً لسبط زبولون في أيام داود الملك 1 أخ 27: 19
7- عوبديا أحد الرؤساء في أيام الملك يهوشافاط الذين أرسلهم لتعليم الشعب الشريعة في مدن يهوذا 2أخ 17: 7
8- عوبديا اللاوي من بني مراري أحد الذين كانوا يشرفون علي العاملين في تطهير الهيكل في أيام يوشيا ملك يهوذا 2أخ 34: 12
9- عوبديا بن يحيئيل من بني يوآب وكان من الذين رجعوا من سبي بابل ومعه مائتان وثمانية عشر من الذكور عز8: 9
10- عوبديا الكاهن وهو أحد الكهنة الذين ختموا الميثاق مع نحميا نح 10: 5
11- عوبديا اللاوي أحد اللاويين البوابين حارسين الحراسة عند مخازن الأبواب في أيام يوياقيم بن يوشيا بن صادوق وفي أيام نحميا الوالي وعزرا الكاتب نح 12: 25-26
12- عوبديا النبي صاحب هذه النبوة
هؤلاء هم الذين ذُكروا في الكتاب باسم «عوبديا» فمَنْ الكاتب في هؤلاء ؟!
إذا اجتهدنا في تحديد الزمن لعلنا نصل إلي الكاتب :
فزمن الكتابة بعد زمن أجآب بقليل أي في نهاية القرن التاسع قبل الميلاد وأخآب حكم بين 876 - 854 ق.م وعوبديا كتب نبوته بعد ذلك بقليل لأن الكاتب يوضح أن أدوم عصت علي إسرائيل بعد موت أخآب بقليل
وما يقال: بأن في كتاب "حياة الأنبياء" يقول بأن الكتابة تمت في أثناء حكم يهورام سنة 853 - 841 ق.م ( بعد أخاب وأبنه أخزيا الذي مات بعد فترة قليلة تقريباً )
وغير هذا ما قدمهُ المفسر جون جيل من أقول الراباوات علي ما سبق
وأيضاً بعد وفاته أرملته هي التي بارك إليشع إناء الزيت في 2 مل 4: 1 "وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: «إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ». (الملوك الثاني ٤: ١)" وهكذا يؤكد إنه نبي وهو لقبه المشهور به إنه كان يخاف الرب كما قال عن نفسه لإيليا وكما قالت عنه أرملته فهو بالفعل نبي
الكلام عن أدوم في أيام يهورام ملك يهوذا الذي هو معاصر ليورام ملك إسرائيل تقريباً 845 ق.م تمردوا وفعلوا أمور شريرة :
٨ فِي أَيَّامِهِ عَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا وَمَلَّكُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مَلِكًا. ٩ وَعَبَرَ يَهُورَامُ مَعَ رُؤَسَائِهِ وَجَمِيعُ الْمَرْكَبَاتِ مَعَهُ، وَقَامَ لَيْلاً وَضَرَبَ أَدُومَ الْمُحِيطَ بِهِ وَرُؤَسَاءَ الْمَرْكَبَاتِ. ١٠ فَعَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ عَصَتْ لِبْنَةُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ لأَنَّهُ تَرَكَ الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِ. …. ١٦ وَأَهَاجَ الرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْعَرَبَ الَّذِينَ بِجَانِبِ الْكُوشِيِّينَ، ١٧ فَصَعِدُوا إِلَى يَهُوذَا وَافْتَتَحُوهَا، وَسَبَوْا كُلَّ الأَمْوَالِ الْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ بَنِيهِ وَنِسَائِهِ أَيْضًا، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ابْنٌ إِلاَّ يَهُوآحَازُ أَصْغَرُ بَنِيهِ.
١٦ وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُورَامُ بْنُ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. ١٧ كَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِي سِنِينٍ فِي أُورُشَلِيمَ. ١٨ وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أَخْآبَ، لأَنَّ بِنْتَ أَخْآبَ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. ١٩ وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِهِ، كَمَا قَالَ إِنَّهُ يُعْطِيهِ سِرَاجًا وَلِبَنِيهِ كُلَّ الأَيَّامِ. ٢٠ فِي أَيَّامِهِ عَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا وَمَلَّكُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مَلِكًا. ٢١ وَعَبَرَ يُورَامُ إِلَى صَعِيرَ وَجَمِيعُ الْمَرْكَبَاتِ مَعَهُ، وَقَامَ لَيْلاً وَضَرَبَ أَدُومَ الْمُحِيطَ بِهِ وَرُؤَسَاءَ الْمَرْكَبَاتِ. وَهَرَبَ الشَّعْبُ إِلَى خِيَامِهِمْ. ٢٢ وَعَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ عَصَتْ لِبْنَةُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ. |
بالتالي يكون ” عوبديا الذي تفسيره عبد يهوه أو المتعبد ليهوه = عبد الله أو الذي يخاف الرب “ هو الذي كان علي بيت أخآب وإيزابل 1 مل 18: 3-16 وكان يخشي الرب منذ صباه وهو الذي أرسله أخآب للتفتيش علي عشب وماء للخيل والبغال وقسم الأرض بينه وبين عوبديا أي أن الملك أخذ قسماً وعوبديا أخذ قسماً مما يدل علي أنه عوبديا كان يشغل مركزاً رفيعاً في المملكة
رابعاً: حكمة الترتيب:
ترتيب السفر بعد عاموس لأن هناك جزء عن أدوم في سفر عاموس 9: 12 ولانه أدوم جاء في نهاية عاموس بقولهُ : «لِكَىْْ يَرِثُوا بَقِيَّةَ أَدُومَ وَجَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، الصَّانِعُ هذَا. (عاموس ٩: ١٢)»