رسالة رقم 4:
كيرلس يهدى تحياته في الرب إلى الموقر جداً والمحب جداً لله الشريك في الخدمة نسطوريوس.
كما سمعت ، فإن بعض الناس يواصلون الثرثرة حول إجابتي على تقواك ، ويفعلون هذا مرات كثيرة ، وعلى الخصوص وهم يترقبون وقت المجامع. وربما بسبب أنهم يفكرون في دغدغة مسامعك لذلك ينطقون بكلمات طائشة. وهك يفعلون هذا رغم أنهم لم يتعرضوا للإساءة من أحد بل قد نالوا توبيخاً لمنفعتهم: فواحد منهم وبخ لأنه كان يسئ إلى العمي والفقراء ، والثاني بسبب أنه كان يلوح بالسيف ضد أمه والثالث بسبب أنه كان يسرق أموال شخص آخر بمساعدة جارية. وقد كان لهم دائماً مثل هذا الصيت الردئ ، حتى أن الواحد منا لا يتمنى أن يلتصق هذا الصيت بأعدى أعدائه. وفضلاً عن ذلك فلن يكون لى كلام كثير عن مثل هذه الأمور وذلك لكي لا أمتد بمقياس ذاتي الصغيرة فوق ربى ومعلمي ( انظر يو 13:13 ) ولا فوق الآباء. لأنه ليس من الممكن الإفلات من انحرافات الأشرار الرديئة ، كيفما اختار الإنسان أن يقضي حياته.
٢ ـ ولكن أولئك إذ لهم فم مملوء باللعنات والمرارة ، سوف يجاوبون عن أنفسهم أمام ديان الكل. والآن أعود بنفسى مرة أخرى إلى ما يليق بي على الخصوص ، وسوف أذكرك الآن ، كأخ في الرب ، أن تكرز بكلمة التعليم ، وبعقيدة الإيمان للشعب بكل حذر. ينبغي أن ندرك أن إعثار واحد فقط من الصغار المؤمنين بالمسيح ( انظر متي 18: 6 ) ، له عقاب لا يُحتمل. فإن كان عدد المتضررين كثيراً ، أفلا نكون في حاجة إلى مهارة كاملة لإزالة العثرات بفطنة ونشرح التعليم بصحة الإيمان لأولئك الذين يبحثون عن الحق؟ وسوف يكون هذا صحيحاً جداً إن كنا نلتزم بتعاليم الأباء القديسين ، وإن كنا نجتهد لكي نعتبرهم ذوى قيمة عظيمة ، ونمتحن أنفسنا " هل نحن في الإيمان " ( أنظر 2 كو13: 5 ) كما هو مكتوب ، ونشكل أفكارنا حسناً جداً لتطابق آراءهم المستقيمة والتي بلا لوم.
٣ ـ ولذلك قال المجمع المقدس العظيم ( أي مجمع نقية ) أن الابن الوحيد الجنس نفسه مولود من الله الآب حسب الطبيعة، الإله الحق من إله حق، النور الذي من النور، وهو الذي به صنع الآب كل الأشياء، نزل، وتجسد وتأنس، وتألم، وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السموات. وينبغي علينا أن نتبع التعاليم والعقائد، مدركين ماذا يعني أنه تجسد. تدل هذه اللفظة على أن الكلمة الذي من الله، تأنس. ونحن لا نقول أن طبيعة الكلمة تغيرت حينما صار جسداً. وأيضاً نحن لا نقول أن الكلمة قد تغير إلى إنسان كامل من نفس وجسد. بل بالأحرى نقول أن الكلمة قد وحد مع نفسه أقنومياً، جسداً مُحياً بنفس عاقلة ، وصار إنساناً بطريقة لا يمكن التعبير عنها أو إدراكها. وهو قد دُعِىَ ابن الإنسان ليس بحسب الرغبة فقط ولا بحسب الإرادة الصالحة، بل أيضا ليس باتخاذه شخصاً معيناً. ونحن نقول أنه على الرغم أن الطبيعتين اللتين اجتمعتا معاً في وحدة حقيقية مختلفتان، فإنه يوجد مسيح واحد وابن واحد من الاثنين. إن اختلاف الطبائع لم يبطل بسبب الاتحاد، بل بالحرى فإن هذا الاتحاد الذي يفوق الفهم والوصف كون لنا من اللاهوت والناسوت رباً واحداً يسوع المسيح وابناً واحداً.
٤ ـ وهكذا، فرغم أن له وجوداً قبل الدهور وقد وُلد من الآب، فإنه يقال أيضاً أنه ولد حسب الجسد من امرأة ، كما أن طبيعته الإلهية لا تحتاج لنفسها بالضرورة إلى ولادة أخرى بعد الولادة من الآب. إن القول بأن ذلك الذي هو موجود قبل كل الدهور وهو أزلى مع الآب، يحتاج إلى بداية ثانية لكي يوجد، إنما هو أمر بلا غاية وفي نفس الوقت هو قول أحمق. ولكن حيث أنه من أجلنا ومن أجل خلاصنا وحد الطبيعة البشرية بنفسه أقنوميا، وولد من امرأة، فإنه بهذه الطريقة يقال أنه قد ولد جسديا. لأنه لم يولد أولاً إنسانا عاديا من العذراء القديسة ثم بعد ذلك حل عليه الكلمة، بل إذ قد اتحد بالجسد الذي من أحشائها، فيقال إن الكلمة قد قبل الولادة الجسدية، لكي ينسب إلى نفسه ولادة جسده الخاص.
5 ـ وهكذا نقول أنه أيضا تألم وقام، ليس أن كلمة الله تألم في طبيعته الخاصة أو ضرب أو طعن أو قبل الجروح الأخرى، لأن الإلهي غير قابل للتألم حيث أنه غير جسمي. لكن حيث أن جسده الخاص، الذي ولد عاني هذه الأمور ، فإنه يقال أنه هو نفسه أيضا قد عانى هذه الأمور لأجلنا . لأن ذلك الذي هو غير قابل للآلام كان غي الجسد المتألم . وعلى نفس النسق نفكر أيضا عن موته. إن كلمة الله حسب الطبيعة غير مائت وغير فاسد لكونه هو الحياة ومعطى الحياة. ولكن بسبب أن جسده الخاص ذاق بنعمة الله الموت لأجل الجميع كما يقول بولس ، لذلك يقال أنه قد عانى الموت لأجلنا. لأنه فيما يخص طبيعة الكلمة، فهو لم يختبر الموت، لأنه يكون من الجنون أن يقول أحد أو يفكر هكذا، ولكن، كما قلت على وجه الدقة، فإن جسده ذاق الموت. وهكذا أيضا عندما أرجع الحياة إلى جسده، يقال أنه قام، ليس كما لو أنه تعرض للفساد، حاشا، بل أن جسده قام ثانية.
6 ـ وهكذا فنحن نعترف بمسيح ورب، ليس أننا نعبد إنسانا . مع الكلمة ، حتى لا يظهر أن هناك انقساما باستعمال لفظة "مع" ولكننا نعبد واحدا هو نفسه الرب حيث أن جسده لا يخص غير الكلمة الذي باتحاده به يجلس عن يمين أبيه. ليس كإبنين يجلسان مع الآب، بل كابن واحد متحد مع جسده الخاص. ولكن إذا رفضنا الاتحاد الأقنومي سواء بسبب تعذر إدراكه، أو بسبب عدم قبوله، نسقط في التعليم بإبنبن. لأنه توجد كل الضرورة للتمييز وللقول أنه من ناحية، كإنسان ذي وضع منفرد كرم بصفة خاصة بتسميته "الابن"، وأيضا من ناحية أخرى، فإن كلمة الله في وضع منفرد يملك بالطبيعة كلاً من اسم البنوة وحقيقتها. لذلك فإن الرب الواحد يسوع المسيح لا ينبغي أن يقسم إلى ابنين.
7 ـ إنه لن يكون نافعا بأي طريقة، أن يكون التعليم الصحيح للإيمان هكذا، حتى لو أقر البعض بالاتحاد بين الأشخاص. لأن الكتاب لم يقل أن الكلمة قد وحد شخصا من البشر بنفسه ، بل أنه صار جسدا والكلمة إذ قد صار جسدا لا يكون آخرا . إنه اتخذ دما ولحما مثلنا . إنه جعل جسدنا خاصا به ، وولد إنسانا من إمرأة بدون أن يفقد لاهوته ولا كونه مولودا من الله الآب ، ولكن في اتخاذه جسدا ظل كما هو. إن تعليم الإيمان الصحيح يحتفظ بهذا في كل مكان . وهكذا سوف نجد أن الآباء القديسين قد فكروا بهذه الطريقة . وهذا لم يترددوا في تسمية العذراء القديسة بوالدة الإله . وهم لم يقولوا أن طبيعة الكلمة أي لاهوته أخذ بداية وجوده من العذراء
القديسة، بل أن جسده المقدس، المحيى بنفس عاقلة، قد ولد منها، الذي به إذ اتحد الكلمة أقنوميا، يقال عن الكلمة إنه ولد حسب الجسد. وأنا أكتب هذه الأمور الآن بدافع المحبة التي في المسيح، حاثا إياك كأخ وداعيا لك أن تشهد أمام الله وملائكته المختارين أنك تفكر وتعلم بهذه التعاليم معنا، لكي يحفظ سلام الكنائس سالما وتستمر رابطة الوفاق والمحبة غير منغصمة بين كهنة الله.
٨ ـ سلم على الاخوة الذين معك "الاخوة الذين معنا يسلمون عليكم في المسيح.
كيرلس يهدى تحياته في الرب إلى الموقر جداً والمحب جداً لله الشريك في الخدمة نسطوريوس.
كما سمعت ، فإن بعض الناس يواصلون الثرثرة حول إجابتي على تقواك ، ويفعلون هذا مرات كثيرة ، وعلى الخصوص وهم يترقبون وقت المجامع. وربما بسبب أنهم يفكرون في دغدغة مسامعك لذلك ينطقون بكلمات طائشة. وهك يفعلون هذا رغم أنهم لم يتعرضوا للإساءة من أحد ، بل قد نالوا توبيخاً لمنفعتهم: فواحد منهم وبخ لأنه كان يسئ إلى العمي والفقراء ، والثاني بسبب أنه كان يلوح بالسيف ضد أمه والثالث بسبب أنه كان يسرق أموال شخص آخر بمساعدة جارية. وقد كان لهم دائماً مثل هذا الصيت الردئ ، حتى أن الواحد منا لا يتمنى أن يلتصق هذا الصيت بأعدى أعدائه. وفضلاً عن ذلك فلن يكون لى كلام كثير عن مثل هذه الأمور وذلك لكي لا أمتد بمقياس ذاتي الصغيرة فوق ربى ومعلمي ( انظر يو 13:13 ) ولا فوق الآباء. لأنه ليس من الممكن الإفلات من انحرافات الأشرار الرديئة ، كيفما اختار الإنسان أن يقضي حياته.
٢ ـ ولكن أولئك إذ لهم فم مملوء باللعنات والمرارة ، سوف يجاوبون عن أنفسهم أمام ديان الكل. والآن أعود بنفسى مرة أخرى إلى ما يليق بي على الخصوص ، وسوف أذكرك الآن ، كأخ في الرب ، أن تكرز بكلمة التعليم ، وبعقيدة الإيمان للشعب بكل حذر. ينبغي أن ندرك أن إعثار واحد فقط من الصغار المؤمنين بالمسيح ( انظر متي 18: 6 ) ، له عقاب لا يُحتمل. فإن كان عدد المتضررين كثيراً ، أفلا نكون في حاجة إلى مهارة كاملة لإزالة العثرات بفطنة ونشرح التعليم بصحة الإيمان لأولئك الذين يبحثون عن الحق؟ وسوف يكون هذا صحيحاً جداً إن كنا نلتزم بتعاليم الأباء القديسين ، وإن كنا نجتهد لكي نعتبرهم ذوى قيمة عظيمة ، ونمتحن أنفسنا " هل نحن في الإيمان " ( أنظر 2 كو13: 5 ) كما هو مكتوب ، ونشكل أفكارنا حسناً جداً لتطابق آراءهم المستقيمة والتي بلا لوم.
٣ ـ ولذلك قال المجمع المقدس العظيم ( أي مجمع نقية ) أن الابن الوحيد الجنس نفسه مولود من الله الآب حسب الطبيعة، الإله الحق من إله حق، النور الذي من النور، وهو الذي به صنع الآب كل الأشياء، نزل، وتجسد وتأنس، وتألم، وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السموات. وينبغي علينا أن نتبع التعاليم والعقائد، مدركين ماذا يعني أنه تجسد. تدل هذه اللفظة على أن الكلمة الذي من الله، تأنس. ونحن لا نقول أن طبيعة الكلمة تغيرت حينما صار جسداً. وأيضاً نحن لا نقول أن الكلمة قد تغير إلى إنسان كامل من نفس وجسد. بل بالأحرى نقول أن الكلمة قد وحد مع نفسه أقنومياً، جسداً مُحياً بنفس عاقلة ، وصار إنساناً بطريقة لا يمكن التعبير عنها أو إدراكها. وهو قد دُعِىَ ابن الإنسان ليس بحسب الرغبة فقط ولا بحسب الإرادة الصالحة، بل أيضاً ليس باتخاذه شخصاً معيناً. ونحن نقول أنه على الرغم أن الطبيعتين اللتين اجتمعتا معاً في وحدة حقيقية مختلفتان، فإنه يوجد مسيح واحد وابن واحد من الاثنين. إن اختلاف الطبائع لم يبطل بسبب الاتحاد، بل بالحرى فإن هذا الاتحاد الذي يفوق الفهم والوصف كون لنا من اللاهوت والناسوت رباً واحداً يسوع المسيح وابناً واحداً.
٤ ـ وهكذا، فرغم أن له وجوداً قبل الدهور وقد وُلد من الآب، فإنه يقال أيضاً أنه ولد حسب الجسد من امرأة ، كما أن طبيعته الإلهية لا تحتاج لنفسها بالضرورة إلى ولادة أخرى بعد الولادة من الآب. إن القول بأن ذلك الذي هو موجود قبل كل الدهور وهو أزلى مع الآب، يحتاج إلى بداية ثانية لكي يوجد، إنما هو أمر بلا غاية وفي نفس الوقت هو قول أحمق. ولكن حيث أنه من أجلنا ومن أجل خلاصنا وحّـد الطبيعة البشرية بنفسه أقنومياً، وولد من امرأة، فإنه بهذه الطريقة يقال أنه قد وُلد جسدياً. لأنه لم يولد أولاً إنساناً عادياً من العذراء القديسة ثم بعد ذلك حل عليه الكلمة، بل إذ قد اتحد بالجسد الذي من أحشائها، فيقال إن الكلمة قد قَبِلَ الولادة الجسدية، لكي ينسب إلى نفسه ولادة جسده الخاص.
5 ـ وهكذا نقول أنه أيضاً تألم وقام، ليس أن كلمة الله تألم في طبيعته الخاصة أو ضُرِبَ أو طُعِنَ أو قَبِـلَ الجروح الأخرى، لأن الإلهي غير قابل للتألم حيث أنه غير جسمي. لكن حيث أن جسده الخاص، الذي وُلِـد عاني هذه الأمور ، فإنه يقال أنه هو نفسه أيضاً قد عانى هذه الأمور لأجلنا . لأن ذلك الذي هو غير قابل للآلام كان غير الجسد المتألم . وعلى نفس النسق نفكر أيضاً عن موته. إن كلمة الله حسب الطبيعة غير مائت وغير فاسد لكونه هو الحياة ومعطى الحياة. ولكن بسبب أن جسده الخاص ذاق بنعمة الله الموت لأجل الجميع كما يقول بولس (أنظر عب 2: 9 ) ، لذلك يقال أنه قد عانى الموت لأجلنا. لأنه فيما يخص طبيعة الكلمة، فهو لم يختبر الموت، لأنه يكون من الجنون أن يقول أحد أو يفكر هكذا، ولكن، كما قلت على وجه الدقة، فإن جسده ذاق الموت. وهكذا أيضاً عندما أرجع الحياة إلى جسده، يقال أنه قام، ليس كما لو أنه تعرض للفساد، حاشا، بل أن جسده قام ثانية.
6 ـ وهكذا فنحن نعترف بمسيح ورب، ليس أننا نعبد إنساناً . مع الكلمة ، حتى لا يظهر أن هناك انقساماً باستعمال لفظة "مع" ولكننا نعبد واحداً هو نفسه الرب حيث أن جسده لا يخص غير الكلمة الذي باتحاده به يجلس عن يمين أبيه. ليس كإبنين يجلسان مع الآب، بل كابن واحد مُتحد مع جسده الخاص. ولكن إذا رفضنا الاتحاد الأقنومي سواء بسبب تعذر إدراكه، أو بسبب عدم قبوله، نسقط في التعليم بإبنبن. لأنه توجد كل الضرورة للتمييز وللقول أنه من ناحية، كإنسان ذي وضع منفرد كُرّم بصفة خاصة بتسميته "الابن"، وأيضاً من ناحية أخرى، فإن كلمة الله في وضع منفرد يملك بالطبيعة كلاً من اسم البنوة وحقيقتها. لذلك فإن الرب الواحد يسوع المسيح لا ينبغي أن يُقسَّم إلى ابنين.
7 ـ إنه لن يكون نافعاً بأي طريقة، أن يكون التعليم الصحيح للإيمان هكذا، حتى لو أقر البعض بالاتحاد بين الأشخاص. لأن الكتاب لم يقل أن الكلمة قد وَحّد شخصاً من البشر بنفسه ، بل أنه صار جسداً ( يو 1: 14 ) والكلمة إذ قد صار جسداً لا يكون آخراً . إنه اتخذ دماً ولحماً مثلنا . إنه جعل جسدنا خاصاً به ، وولد إنساناً من إمرأة بدون أن يفقد لاهوته ولا كونه مولوداً من الله الآب ، ولكن في اتخاذه جسداً ظل كما هو. إن تعليم الإيمان الصحيح يحتفظ بهذا في كل مكان . وهكذا سوف نجد أن الآباء القديسين قد فكروا بهذه الطريقة . وهذا لم يترددوا في تسمية العذراء القديسة بوالدة الإله . وهم لم يقولوا أن طبيعة الكلمة أي لاهوته أخذ بداية وجوده من العذراء القديسة، بل أن جسده المقدس، المُحيىّ بنفس عاقلة، قد ولد منها، الذي به إذ اتحد الكلمة أقنومياً، يقال عن الكلمة إنه وُلد حسب الجسد. وأنا أكتب هذه الأمور الآن بدافع المحبة التي في المسيح، حاثاً إياك كأخ وداعياً لك أن تشهد أمام الله وملائكته المختارين أنك تفكر وتعلم بهذه التعاليم معنا، لكي يُحفَـظ سلام الكنائس سالماً وتستمر رابطة الوفاق والمحبة غير منغصمة بين كهنة الله.
٨ ـ سلم على الاخوة الذين معك "الاخوة الذين معنا يسلمون عليكم في المسيح"(#)
(#) الرسالة 4 أطلق عليها اسم "الرسالة العقائدية" وقد تمت الموافقة عليها بالإجماع في الجلسة الأولي لمجمع أفسس المسكوني الثالث 2 يونيو 431 م . و وافق عليها ليون بابا روما سنة 450 م . و أقرها أيضاً مجمع خلقيدونية 451 م و مجمع القسطنطينية سنة 553 م . أنظر كواستن 3: 133 / Quasten 3: 133.
كيرلس يهدى تحياته في الرب إلى الموقر جداً والمحب جداً لله الشريك في الخدمة نسطوريوس.
كما سمعت ، فإن بعض الناس يواصلون الثرثرة حول إجابتي على تقواك ، ويفعلون هذا مرات كثيرة ، وعلى الخصوص وهم يترقبون وقت المجامع. وربما بسبب أنهم يفكرون في دغدغة مسامعك لذلك ينطقون بكلمات طائشة. وهك يفعلون هذا رغم أنهم لم يتعرضوا للإساءة من أحد بل قد نالوا توبيخاً لمنفعتهم: فواحد منهم وبخ لأنه كان يسئ إلى العمي والفقراء ، والثاني بسبب أنه كان يلوح بالسيف ضد أمه والثالث بسبب أنه كان يسرق أموال شخص آخر بمساعدة جارية. وقد كان لهم دائماً مثل هذا الصيت الردئ ، حتى أن الواحد منا لا يتمنى أن يلتصق هذا الصيت بأعدى أعدائه. وفضلاً عن ذلك فلن يكون لى كلام كثير عن مثل هذه الأمور وذلك لكي لا أمتد بمقياس ذاتي الصغيرة فوق ربى ومعلمي ( انظر يو 13:13 ) ولا فوق الآباء. لأنه ليس من الممكن الإفلات من انحرافات الأشرار الرديئة ، كيفما اختار الإنسان أن يقضي حياته.
٢ ـ ولكن أولئك إذ لهم فم مملوء باللعنات والمرارة ، سوف يجاوبون عن أنفسهم أمام ديان الكل. والآن أعود بنفسى مرة أخرى إلى ما يليق بي على الخصوص ، وسوف أذكرك الآن ، كأخ في الرب ، أن تكرز بكلمة التعليم ، وبعقيدة الإيمان للشعب بكل حذر. ينبغي أن ندرك أن إعثار واحد فقط من الصغار المؤمنين بالمسيح ( انظر متي 18: 6 ) ، له عقاب لا يُحتمل. فإن كان عدد المتضررين كثيراً ، أفلا نكون في حاجة إلى مهارة كاملة لإزالة العثرات بفطنة ونشرح التعليم بصحة الإيمان لأولئك الذين يبحثون عن الحق؟ وسوف يكون هذا صحيحاً جداً إن كنا نلتزم بتعاليم الأباء القديسين ، وإن كنا نجتهد لكي نعتبرهم ذوى قيمة عظيمة ، ونمتحن أنفسنا " هل نحن في الإيمان " ( أنظر 2 كو13: 5 ) كما هو مكتوب ، ونشكل أفكارنا حسناً جداً لتطابق آراءهم المستقيمة والتي بلا لوم.
٣ ـ ولذلك قال المجمع المقدس العظيم ( أي مجمع نقية ) أن الابن الوحيد الجنس نفسه مولود من الله الآب حسب الطبيعة، الإله الحق من إله حق، النور الذي من النور، وهو الذي به صنع الآب كل الأشياء، نزل، وتجسد وتأنس، وتألم، وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السموات. وينبغي علينا أن نتبع التعاليم والعقائد، مدركين ماذا يعني أنه تجسد. تدل هذه اللفظة على أن الكلمة الذي من الله، تأنس. ونحن لا نقول أن طبيعة الكلمة تغيرت حينما صار جسداً. وأيضاً نحن لا نقول أن الكلمة قد تغير إلى إنسان كامل من نفس وجسد. بل بالأحرى نقول أن الكلمة قد وحد مع نفسه أقنومياً، جسداً مُحياً بنفس عاقلة ، وصار إنساناً بطريقة لا يمكن التعبير عنها أو إدراكها. وهو قد دُعِىَ ابن الإنسان ليس بحسب الرغبة فقط ولا بحسب الإرادة الصالحة، بل أيضا ليس باتخاذه شخصاً معيناً. ونحن نقول أنه على الرغم أن الطبيعتين اللتين اجتمعتا معاً في وحدة حقيقية مختلفتان، فإنه يوجد مسيح واحد وابن واحد من الاثنين. إن اختلاف الطبائع لم يبطل بسبب الاتحاد، بل بالحرى فإن هذا الاتحاد الذي يفوق الفهم والوصف كون لنا من اللاهوت والناسوت رباً واحداً يسوع المسيح وابناً واحداً.
٤ ـ وهكذا، فرغم أن له وجوداً قبل الدهور وقد وُلد من الآب، فإنه يقال أيضاً أنه ولد حسب الجسد من امرأة ، كما أن طبيعته الإلهية لا تحتاج لنفسها بالضرورة إلى ولادة أخرى بعد الولادة من الآب. إن القول بأن ذلك الذي هو موجود قبل كل الدهور وهو أزلى مع الآب، يحتاج إلى بداية ثانية لكي يوجد، إنما هو أمر بلا غاية وفي نفس الوقت هو قول أحمق. ولكن حيث أنه من أجلنا ومن أجل خلاصنا وحد الطبيعة البشرية بنفسه أقنوميا، وولد من امرأة، فإنه بهذه الطريقة يقال أنه قد ولد جسديا. لأنه لم يولد أولاً إنسانا عاديا من العذراء القديسة ثم بعد ذلك حل عليه الكلمة، بل إذ قد اتحد بالجسد الذي من أحشائها، فيقال إن الكلمة قد قبل الولادة الجسدية، لكي ينسب إلى نفسه ولادة جسده الخاص.
5 ـ وهكذا نقول أنه أيضا تألم وقام، ليس أن كلمة الله تألم في طبيعته الخاصة أو ضرب أو طعن أو قبل الجروح الأخرى، لأن الإلهي غير قابل للتألم حيث أنه غير جسمي. لكن حيث أن جسده الخاص، الذي ولد عاني هذه الأمور ، فإنه يقال أنه هو نفسه أيضا قد عانى هذه الأمور لأجلنا . لأن ذلك الذي هو غير قابل للآلام كان غي الجسد المتألم . وعلى نفس النسق نفكر أيضا عن موته. إن كلمة الله حسب الطبيعة غير مائت وغير فاسد لكونه هو الحياة ومعطى الحياة. ولكن بسبب أن جسده الخاص ذاق بنعمة الله الموت لأجل الجميع كما يقول بولس ، لذلك يقال أنه قد عانى الموت لأجلنا. لأنه فيما يخص طبيعة الكلمة، فهو لم يختبر الموت، لأنه يكون من الجنون أن يقول أحد أو يفكر هكذا، ولكن، كما قلت على وجه الدقة، فإن جسده ذاق الموت. وهكذا أيضا عندما أرجع الحياة إلى جسده، يقال أنه قام، ليس كما لو أنه تعرض للفساد، حاشا، بل أن جسده قام ثانية.
6 ـ وهكذا فنحن نعترف بمسيح ورب، ليس أننا نعبد إنسانا . مع الكلمة ، حتى لا يظهر أن هناك انقساما باستعمال لفظة "مع" ولكننا نعبد واحدا هو نفسه الرب حيث أن جسده لا يخص غير الكلمة الذي باتحاده به يجلس عن يمين أبيه. ليس كإبنين يجلسان مع الآب، بل كابن واحد متحد مع جسده الخاص. ولكن إذا رفضنا الاتحاد الأقنومي سواء بسبب تعذر إدراكه، أو بسبب عدم قبوله، نسقط في التعليم بإبنبن. لأنه توجد كل الضرورة للتمييز وللقول أنه من ناحية، كإنسان ذي وضع منفرد كرم بصفة خاصة بتسميته "الابن"، وأيضا من ناحية أخرى، فإن كلمة الله في وضع منفرد يملك بالطبيعة كلاً من اسم البنوة وحقيقتها. لذلك فإن الرب الواحد يسوع المسيح لا ينبغي أن يقسم إلى ابنين.
7 ـ إنه لن يكون نافعا بأي طريقة، أن يكون التعليم الصحيح للإيمان هكذا، حتى لو أقر البعض بالاتحاد بين الأشخاص. لأن الكتاب لم يقل أن الكلمة قد وحد شخصا من البشر بنفسه ، بل أنه صار جسدا والكلمة إذ قد صار جسدا لا يكون آخرا . إنه اتخذ دما ولحما مثلنا . إنه جعل جسدنا خاصا به ، وولد إنسانا من إمرأة بدون أن يفقد لاهوته ولا كونه مولودا من الله الآب ، ولكن في اتخاذه جسدا ظل كما هو. إن تعليم الإيمان الصحيح يحتفظ بهذا في كل مكان . وهكذا سوف نجد أن الآباء القديسين قد فكروا بهذه الطريقة . وهذا لم يترددوا في تسمية العذراء القديسة بوالدة الإله . وهم لم يقولوا أن طبيعة الكلمة أي لاهوته أخذ بداية وجوده من العذراء
القديسة، بل أن جسده المقدس، المحيى بنفس عاقلة، قد ولد منها، الذي به إذ اتحد الكلمة أقنوميا، يقال عن الكلمة إنه ولد حسب الجسد. وأنا أكتب هذه الأمور الآن بدافع المحبة التي في المسيح، حاثا إياك كأخ وداعيا لك أن تشهد أمام الله وملائكته المختارين أنك تفكر وتعلم بهذه التعاليم معنا، لكي يحفظ سلام الكنائس سالما وتستمر رابطة الوفاق والمحبة غير منغصمة بين كهنة الله.
٨ ـ سلم على الاخوة الذين معك "الاخوة الذين معنا يسلمون عليكم في المسيح.
كيرلس يهدى تحياته في الرب إلى الموقر جداً والمحب جداً لله الشريك في الخدمة نسطوريوس.
كما سمعت ، فإن بعض الناس يواصلون الثرثرة حول إجابتي على تقواك ، ويفعلون هذا مرات كثيرة ، وعلى الخصوص وهم يترقبون وقت المجامع. وربما بسبب أنهم يفكرون في دغدغة مسامعك لذلك ينطقون بكلمات طائشة. وهك يفعلون هذا رغم أنهم لم يتعرضوا للإساءة من أحد ، بل قد نالوا توبيخاً لمنفعتهم: فواحد منهم وبخ لأنه كان يسئ إلى العمي والفقراء ، والثاني بسبب أنه كان يلوح بالسيف ضد أمه والثالث بسبب أنه كان يسرق أموال شخص آخر بمساعدة جارية. وقد كان لهم دائماً مثل هذا الصيت الردئ ، حتى أن الواحد منا لا يتمنى أن يلتصق هذا الصيت بأعدى أعدائه. وفضلاً عن ذلك فلن يكون لى كلام كثير عن مثل هذه الأمور وذلك لكي لا أمتد بمقياس ذاتي الصغيرة فوق ربى ومعلمي ( انظر يو 13:13 ) ولا فوق الآباء. لأنه ليس من الممكن الإفلات من انحرافات الأشرار الرديئة ، كيفما اختار الإنسان أن يقضي حياته.
٢ ـ ولكن أولئك إذ لهم فم مملوء باللعنات والمرارة ، سوف يجاوبون عن أنفسهم أمام ديان الكل. والآن أعود بنفسى مرة أخرى إلى ما يليق بي على الخصوص ، وسوف أذكرك الآن ، كأخ في الرب ، أن تكرز بكلمة التعليم ، وبعقيدة الإيمان للشعب بكل حذر. ينبغي أن ندرك أن إعثار واحد فقط من الصغار المؤمنين بالمسيح ( انظر متي 18: 6 ) ، له عقاب لا يُحتمل. فإن كان عدد المتضررين كثيراً ، أفلا نكون في حاجة إلى مهارة كاملة لإزالة العثرات بفطنة ونشرح التعليم بصحة الإيمان لأولئك الذين يبحثون عن الحق؟ وسوف يكون هذا صحيحاً جداً إن كنا نلتزم بتعاليم الأباء القديسين ، وإن كنا نجتهد لكي نعتبرهم ذوى قيمة عظيمة ، ونمتحن أنفسنا " هل نحن في الإيمان " ( أنظر 2 كو13: 5 ) كما هو مكتوب ، ونشكل أفكارنا حسناً جداً لتطابق آراءهم المستقيمة والتي بلا لوم.
٣ ـ ولذلك قال المجمع المقدس العظيم ( أي مجمع نقية ) أن الابن الوحيد الجنس نفسه مولود من الله الآب حسب الطبيعة، الإله الحق من إله حق، النور الذي من النور، وهو الذي به صنع الآب كل الأشياء، نزل، وتجسد وتأنس، وتألم، وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السموات. وينبغي علينا أن نتبع التعاليم والعقائد، مدركين ماذا يعني أنه تجسد. تدل هذه اللفظة على أن الكلمة الذي من الله، تأنس. ونحن لا نقول أن طبيعة الكلمة تغيرت حينما صار جسداً. وأيضاً نحن لا نقول أن الكلمة قد تغير إلى إنسان كامل من نفس وجسد. بل بالأحرى نقول أن الكلمة قد وحد مع نفسه أقنومياً، جسداً مُحياً بنفس عاقلة ، وصار إنساناً بطريقة لا يمكن التعبير عنها أو إدراكها. وهو قد دُعِىَ ابن الإنسان ليس بحسب الرغبة فقط ولا بحسب الإرادة الصالحة، بل أيضاً ليس باتخاذه شخصاً معيناً. ونحن نقول أنه على الرغم أن الطبيعتين اللتين اجتمعتا معاً في وحدة حقيقية مختلفتان، فإنه يوجد مسيح واحد وابن واحد من الاثنين. إن اختلاف الطبائع لم يبطل بسبب الاتحاد، بل بالحرى فإن هذا الاتحاد الذي يفوق الفهم والوصف كون لنا من اللاهوت والناسوت رباً واحداً يسوع المسيح وابناً واحداً.
٤ ـ وهكذا، فرغم أن له وجوداً قبل الدهور وقد وُلد من الآب، فإنه يقال أيضاً أنه ولد حسب الجسد من امرأة ، كما أن طبيعته الإلهية لا تحتاج لنفسها بالضرورة إلى ولادة أخرى بعد الولادة من الآب. إن القول بأن ذلك الذي هو موجود قبل كل الدهور وهو أزلى مع الآب، يحتاج إلى بداية ثانية لكي يوجد، إنما هو أمر بلا غاية وفي نفس الوقت هو قول أحمق. ولكن حيث أنه من أجلنا ومن أجل خلاصنا وحّـد الطبيعة البشرية بنفسه أقنومياً، وولد من امرأة، فإنه بهذه الطريقة يقال أنه قد وُلد جسدياً. لأنه لم يولد أولاً إنساناً عادياً من العذراء القديسة ثم بعد ذلك حل عليه الكلمة، بل إذ قد اتحد بالجسد الذي من أحشائها، فيقال إن الكلمة قد قَبِلَ الولادة الجسدية، لكي ينسب إلى نفسه ولادة جسده الخاص.
5 ـ وهكذا نقول أنه أيضاً تألم وقام، ليس أن كلمة الله تألم في طبيعته الخاصة أو ضُرِبَ أو طُعِنَ أو قَبِـلَ الجروح الأخرى، لأن الإلهي غير قابل للتألم حيث أنه غير جسمي. لكن حيث أن جسده الخاص، الذي وُلِـد عاني هذه الأمور ، فإنه يقال أنه هو نفسه أيضاً قد عانى هذه الأمور لأجلنا . لأن ذلك الذي هو غير قابل للآلام كان غير الجسد المتألم . وعلى نفس النسق نفكر أيضاً عن موته. إن كلمة الله حسب الطبيعة غير مائت وغير فاسد لكونه هو الحياة ومعطى الحياة. ولكن بسبب أن جسده الخاص ذاق بنعمة الله الموت لأجل الجميع كما يقول بولس (أنظر عب 2: 9 ) ، لذلك يقال أنه قد عانى الموت لأجلنا. لأنه فيما يخص طبيعة الكلمة، فهو لم يختبر الموت، لأنه يكون من الجنون أن يقول أحد أو يفكر هكذا، ولكن، كما قلت على وجه الدقة، فإن جسده ذاق الموت. وهكذا أيضاً عندما أرجع الحياة إلى جسده، يقال أنه قام، ليس كما لو أنه تعرض للفساد، حاشا، بل أن جسده قام ثانية.
6 ـ وهكذا فنحن نعترف بمسيح ورب، ليس أننا نعبد إنساناً . مع الكلمة ، حتى لا يظهر أن هناك انقساماً باستعمال لفظة "مع" ولكننا نعبد واحداً هو نفسه الرب حيث أن جسده لا يخص غير الكلمة الذي باتحاده به يجلس عن يمين أبيه. ليس كإبنين يجلسان مع الآب، بل كابن واحد مُتحد مع جسده الخاص. ولكن إذا رفضنا الاتحاد الأقنومي سواء بسبب تعذر إدراكه، أو بسبب عدم قبوله، نسقط في التعليم بإبنبن. لأنه توجد كل الضرورة للتمييز وللقول أنه من ناحية، كإنسان ذي وضع منفرد كُرّم بصفة خاصة بتسميته "الابن"، وأيضاً من ناحية أخرى، فإن كلمة الله في وضع منفرد يملك بالطبيعة كلاً من اسم البنوة وحقيقتها. لذلك فإن الرب الواحد يسوع المسيح لا ينبغي أن يُقسَّم إلى ابنين.
7 ـ إنه لن يكون نافعاً بأي طريقة، أن يكون التعليم الصحيح للإيمان هكذا، حتى لو أقر البعض بالاتحاد بين الأشخاص. لأن الكتاب لم يقل أن الكلمة قد وَحّد شخصاً من البشر بنفسه ، بل أنه صار جسداً ( يو 1: 14 ) والكلمة إذ قد صار جسداً لا يكون آخراً . إنه اتخذ دماً ولحماً مثلنا . إنه جعل جسدنا خاصاً به ، وولد إنساناً من إمرأة بدون أن يفقد لاهوته ولا كونه مولوداً من الله الآب ، ولكن في اتخاذه جسداً ظل كما هو. إن تعليم الإيمان الصحيح يحتفظ بهذا في كل مكان . وهكذا سوف نجد أن الآباء القديسين قد فكروا بهذه الطريقة . وهذا لم يترددوا في تسمية العذراء القديسة بوالدة الإله . وهم لم يقولوا أن طبيعة الكلمة أي لاهوته أخذ بداية وجوده من العذراء القديسة، بل أن جسده المقدس، المُحيىّ بنفس عاقلة، قد ولد منها، الذي به إذ اتحد الكلمة أقنومياً، يقال عن الكلمة إنه وُلد حسب الجسد. وأنا أكتب هذه الأمور الآن بدافع المحبة التي في المسيح، حاثاً إياك كأخ وداعياً لك أن تشهد أمام الله وملائكته المختارين أنك تفكر وتعلم بهذه التعاليم معنا، لكي يُحفَـظ سلام الكنائس سالماً وتستمر رابطة الوفاق والمحبة غير منغصمة بين كهنة الله.
٨ ـ سلم على الاخوة الذين معك "الاخوة الذين معنا يسلمون عليكم في المسيح"(#)
(#) الرسالة 4 أطلق عليها اسم "الرسالة العقائدية" وقد تمت الموافقة عليها بالإجماع في الجلسة الأولي لمجمع أفسس المسكوني الثالث 2 يونيو 431 م . و وافق عليها ليون بابا روما سنة 450 م . و أقرها أيضاً مجمع خلقيدونية 451 م و مجمع القسطنطينية سنة 553 م . أنظر كواستن 3: 133 / Quasten 3: 133.