أولاً: الكتاب المقدس و أهميتهُ العميقة:
يُعد الكتاب المقدس بالنسبة للمسيحيين أمر هام للحياة المُعاشة في كل العصور ولا يعترف الإيمان المسيحي بأن كتابها هو العهد الجديد بل كتابها هو الكتاب المقدس ككل بالعهد القديم والعهد الجديد معاً نعم العهد القديم خاص باليهود والإيمان الإسرائيلي لكن إيماننا المسيحي وكتب العهد الجديد تقول بأن العهد القديم اليهودي هو أساس العهد الجديد فبه تكتمل الرؤى الكاملة المعلنة في العهدين مثلاً : من هو الله _ الملائكة... وهكذا
وإذا سألنا سؤال ما هو الكتاب المقدس بالنسبة لنا كمسيحيين ؟
تكفي نظرة نُلقيها على الفهرس العام للكتاب المقدس لنرى أنه (( مكتبة إلهية في أيدي البشر )) فهي مجموعة كتب مختلفة جداً وإن رجعنا إلى ما يقوم به علماء المسيحية في الشرق والغرب خاصة مُترجمي نص الكتاب المقدس يتأكد لدينا هذا الإنطباع وذلك لأنها تمتد على أكثر من عشرة قرون وتنسب إلى عشرات من المؤلفين المختلفين [ حوالي 40 ] فبعضها بالعبرية مع أجزاء قليلة بالآرامية وأختتم الوحي كلامه باللغة اليونانية الشعبية وهي تنتمي بهذا الكم الكبير إلي أشد الفنون الأدبية أختلافاً مثل : " الرواية التاريخية و مجموعة القوانين و الوعظ والصلاة والقصيدة الشعرية والرسالة والقصة والنثر والشعر... الخ " .
فالكتاب في جزءه الأول هو في عمقه موسوم بثقافة إسرائيل بعهده القديم الخاص بهم إلى أن جاء عصر سيدنا وفادينا يسوع المسيح بنظرة عالمية هو البشارة الإنجيلية فالعهد القديم كما قلنا هو أساس العهد الجديد لأنه كان يمهد لرسالة الفداء العام للبشرية من خلال ذبيحة المسيح الكفارية على الصليب . وليس فقط العهد القديم كان يمهد للبشارة المسيحية الآنجيلية فقد كان الله كما مهد الطريق بالثقافة اليهودية عن طريق الكتب لليهود هكذا نجد نقاط مشتركة كثيرة مع حضارة سائر شعوب الشرق والغرب عن رسالة السيد المسيح وهذا ما نجده بشكل واضح من خلال نبوات بلعام في التوراة وتحقيق هذا من خلال كتاب أعمال الرسل ونبوات السيد المسيح لفتح الباب لقبول الأمم الإيمان به. ومع هذا كله فالإعلان للأمم لا يشرح كل شئ في الكتاب المقدس لأنّّ لتاريخ إسرائيل الخاص طابعاً فريداً قد نشأ من عمل وحي الروح القدس علي لسان الإنبياء.
والكتاب المقدس نرى فيه ليس كنزاً أدبياً قديماً فقط أو ذخيرة وثاثق عن البشر والأفكار الأخلاقية والدينية الخاصة بشعب من الشعوب وليس مجرد كتاب (( فيه كلام عن الله )) بل الكتاب يقول عن نفسه إنه كتاب يتكلم فيه الله إلي الإنسان وهذا ما يثبته كتبة الكتاب المقدس. وبالتالي نجد اليوم وكل يوم وإلى يوم القيامة بأن البشر تتغذى من هذا الكتاب الذي تتأمل في بلاغته ورسالته الروحية للبشر فلا عجب أن نقرأ أو ننشد مثل كتاب المزامير في كنائسنا وليس الرهبان في كل مكان يترنمون به بل بكل نفس تواقة إلى التسبيح والتكلم في أمجاد الله الحبيب والعهد القديم ككل وما يقدمه من أسلوب لكيفية السلوك في الحياة والرسائل وما تحمله من كنوز وذخائر سماوية أثناء القيام بالشعائر الدينية في الكنائس المسيحية الحقيقية وذلك لأن وحدتها مبنية على وحي وإيمان صادق أصله من السماء.
ياصديقي كتابنا يُحيلنا إلى الإيمان المعاش التطبيقي والإيمان المعاش يحيلنا إلى الكتاب المقدس لأن في هذا الكتاب من ينادينا و يقول ” يا ابني “ وفي الكتاب سر كنز خفي فعلينا أن نبحث عنه وحيث يكون كنزك يكون قلبك أيضاً وما الكنز إلّا محبة الكلمة المتجسد يسوع المسيح إلى البشرية وما أعظمها محبة فهل بسبب هذا هناك مثله في كل الأرض.... !!!
وإذا نظرنا إلى الكتاب المقدس من الداخل أكثر عمقاً ونرى على ما يحتويه الكتاب المقدس نجد الكتاب في شكل مُتسلسل فيبدأ بخلق الكون و البشر وينتهي بيوم القيامة و بشارة الحياة الأبدية للبشر. ويقول لنا الأب متي المسكين عن أهمية الكتاب بأن :[ الكتاب المقدس يختلف عن كل كتاب آخر، لأن كل كتاب هو من وضع الإنسان؛ أما الكتاب المقدس فهو فوق أنه يحوي أقوال الله ووصاياه فإن كل ما كـتـب فـيه موحى به أيضاً من الله، فالله في الحقيقة هو صاحبه، وهو معطيه للإنسان ليكون له طريقاً إلى الحياة الأبدية .
وفي الـعـهـديـن ، ولـو أن الـكـلام والحـوادث والـتـار يـخ وكـل القصص تدور حول الإنسان ، إلا أن الله هـو الحـقـيـقـة المستورة ، فالكتاب في الواقع يصف الله و يعلنه من خلال الحوادث . ولكن لا تكتمل الصورة في جيل أو في سفر ولا على طول المدى المتسع ، فبمنتهى الضغط والصعوبة استطاع الكتاب أن يعطي للإنسان صورة ذهنية بسيطة عن الله في مدى خمسة آلاف سنة، باحتكاكه المباشر مع الإنسان .
على أنه لم يـُحـرم أي إنسان في كـل جـيـل أن يـلـتـقط بالإلهام شيئاً عن الله كفاه وأشـبـعـه ، حتى ظن كل واحد في غمرة فرحه وابتهاجه أنه عرف الله واحتواه ، ولكن كل مـَن حـاول بـاجـتراء العقل أن يرتئي فوق قامته البشرية المحدودة لكي يبحث عن الله في ذاته ليدركه في صورته الكاملة ، عجز وتحطم وخسر القليل الذي يناسب قامته .
فعسير على الإنسان كل العسر أن يدرك مَنْ لا بداية أيام له ولا نهاية ، فالله كامل مدرك ولكن لا يُدرَك كماله، وهكذا أيضاً كل أعماله.
وبجوار إعـلان الله وتـقـديمـه ، يحاول الكتاب بكل الطرق أن يعدَّ الإنسان لقبول الله إعـداداً داخـلـيـاً ؛ وإن كان في الظاهر يتراءى أن الإنسان يسعى نحو الله ، ولكن الحقيقة المـفـرحـة والـعـجـيـبة أن الله هو الذي يأتى إلى الإنسان ، كمحب وأب شديد المحبة «إن أحـبني أحـد يـحـفـظ كـلامـي ويحبه أبي وإليه نأتى وعنده نصنع منزلاً » (يو ١٤ : ٢٣ ). لذلـك يـوصينا الرب أن نكون في قلبنا مستعدين لهذا المجيء المبارك « قلبي مستعد يا الله قلبي مستعد . » ( مز ٥٧ : ٧ ). وبذلك نرى أن الكتاب ، في مجموعه ، يعلن الله سراً و يعدُّنا لاستقباله قلبياً ، لنحيا معه منذ الآن؛ كعمل مُسبَّق لما سيكون في نهاية الأيام حينا يُستعلن الله جهاراً ونستقبله بوجه مكشوف لنحيا معه إلى الأبد . ]
وبوجه عام لأجل فهم الكتاب المقدس:
أولاً : لابد من أننا نؤمن بأن إله العهد القديم هو إله العهد الجديد فهذا الذي كان يظهر لموسى النبي ويعقوب ويشوع في العهد القديم جاء وأتى إلى أرضنا متجسداً في جسد بشري كامل حقيقي باسم بشري وهو يسوع المسيح له المجد الدائم.
وثانياً : وبناءً على الإيمان بهذا الإله الواحد فكلمته أيضاً في الكتاب واحدة ووحيدة وله من خلال كلمته يجري التشديد دائماً على خمس مواضيع متكررة بطول الكتاب وعرضه وهي :
ثانياًً : إجمالي أسفار الموحي بها من الله تبارك أسمه:
هذا قبل أن نتكلم عن الأسفار المقدسة في العالم المسيحي وترتيبها (( الكتابي )) فأسفار الكتاب كالتالي :
ثالثاً: التقسيم الثُنائي ‹‹اليهو - مسيحي›› للكتاب المقدس:
و اما عن تقسيمهُ فنبدأ بـ (( التقسيم المسيحي )) للكتاب المقدس
أولاً: العهد القديم هو الجزء الأول والأكبر والأساسي في الكتاب المقدس ويقسم إلي أربعة (4) أقسام وثانياً: العهد الجديد هو الجزء الثاني و البهيج في الكتاب المقدس والجزء التفسيري للعهد القديم فهو المفسر الأمين لما قاله الأنبياء ويقسم إلي أربعة (4) أقسام وهي كالتالي:
1- كتب الشريعة اليهودية أو أسفار موسى الخمسة ( التوراة ):==> [ تك - خر - لا - عد - تث ]
2- كتب التاريخ القديم أو تاريخ العهد الأول الإسرائيلي : ==> [ يش _ قض _ را _ 1 صم _ 2 صم _ 1 مل _ 2 مل _ 1 أخ _ 2 أخ _ عز _ نح _ طو _ يهو _ أس _ 1 مك _ 2 مك ]
3- كتب الحكمة أو كيفية السلوك كأولاد الله : ==> [ أي _ مز _ أم _ جا _ نش _ حك _ سي ]
4- كتب الأنبياء : ==> [ أش _ إر _ مرا _ با _ حز _ دا _ هو _ يؤ _ عا _ عو _ يون _ مي _ نا _ حب _ صف _ حج _ زك _ ملا ]
5- كتب البشارة أو الشريعة المسيحية أو الإنجيل بحسب ما دونه : ==> [ مت _ مر _ لو _ يو ]
6- كتاب التاريخ المسيحي أو تاريخ العهد الثاني المسيحي العالمي للبشر : ==> [ أع ]
7- الرسائل : ==> [ رو _ 1 كو _ 2 كو _ غلا _ أف _ في _ كو _ 1 تس _ 2 تس _ 1 تي _ 2 تي _ تي _ فل _ عب _ يع _ 1 بط _ 2 بط _ 1 يو _ 2 يو _ 3 يو _ يه ]
8- النبوة و الإعلان الأخير والنتيجة النهائية لكل مَن أمن بالمسيح الفادي : ==> [ رؤ ].
والتقسيم بهذا النظام للكتاب المقدس ككل لم يوجد عشوائي أنما له هدف واضح منه وهي فلسفة معينة وراء ترتيب أسفار العهد القديم المسيحي فهو
أولاً: مُستوحى من الترجمة السبعينية وبذلك نحاول، فيما يلي، استقراء هذه الفلسفة:
ما يتعلق بالعهد القديم المسيحي، أتى، إذا، ترتيب الأسفار في المجموعات التالية: ”أسفار التوراة، أسفار التاريخ، أسفار الحكمة، وأسفار الأنبياء“
فنفهم بأنه أسفار التوراة تحتوي على بدايات الأمور ( العناصر الأرضية والبشرية والتعليمية) وتكونها: بداية العالم وبداية المجتمعات البشرية (تك ص ١-١١).
- بداية إسرائيل وتكوينها كشعب (قصص الآباء حتى نزولهم إلى مصر، تك ١٢-٥٠؛
- خروجهم من مصر وتكونهم كشعب، خر ١-١٥).
- بداية العلاقة بين إسرائيل كشعب، والله (قطع العهد /الوعد، خر 16-19).
- بداية وتكون الشريعة (خر ۲۰ – ٤٠ ؛ لا، عد وتث).
ثم تخبرنا أسفار التاريخ كيف أدارت إسرائيل العهد الذي قطعه الله معها، وخاصة ما يتعلق بعنصري العهد / الوعد: الأمة الكبيرة والأرض: إسرائيل تحصل على الأرض وتقيم الثيوقراطية وتعيش فيها، إلى أن ترفضها وتطالب بإقامة الملكية (يش، قض، را واصم ۱-۹). إسرائيل تقيم الملكية وتعيش فيها ويبارك الله الأرض عندما يكون الملك والشعب أوفياء للعهد، لكنّه يرتد عن البركة عندما يخون الملك والشعب العهد، إلى أن يخسر إسرائيل عنصري العهد: الأمة والأرض فتنتهي المملكتان ( الشمالية والجنوبية، أو إسرائيل ويهوذا)، ويذهب الشعب إلى السبي في بابل (اصم ۱۰- ۳۱ ؛ ۲صم، ١مل، ۲مل، ١ أخ و٢ أخ). إسرائيل في السبي؛ ثم التوبة والعودة من السبي بإقامة "عهد جديد" مع الله؛ ثم خيانة العهد من جديد والفشل في إعادة تكوين الأمة واستعادة الأرض حرة، إذ إن إسرائيل لم يستقل ويقم ملكه بل كان يدور في فلك الإمبراطورية الفارسية؛ ثم بدايات الوعود المسيانية: الله يرسل الملك الذي يقيم" " العهد الجديد" الحقيقي (عز، نح وأس). أسفار الحكمة هي "الشريعة" المثلى لحياة السبي. خسر إسرائيل في السبي الهيكل، ولم يعد بالتالي قادرا على إقامة الشريعة الموسوية المتمحورة في الهيكل والذبائح. وانتقل إسرائيل إلى نمط مختلف من العبادة: العبادة في المجمع التي كانت تقوم على ترتيل المزامير، وقراءة الشريعة والأنبياء وتفسيرها والاتعاظ بتعاليمها. وأسفار الحكمة تلزم لهذا الغرض. وأخيرا أسفار الأنبياء، وهي جزء من مضمون أسفار التاريخ، لأن الأنبياء تنبأوا في الحقبة الملكية لما قبل السبي أو خلال السبي أو في حقبة العودة من السبي. لذلك سنرى في الكتاب المقدس العبري أن عددا من أسفار التاريخ في العهد القديم (يش، قض، اصم، ۲صم، امل و٢مل) تُدعى "الأنبياء الأولون"، فتاريخ إسرائيل هو "تاريخ نبوي".
يُعد الكتاب المقدس بالنسبة للمسيحيين أمر هام للحياة المُعاشة في كل العصور ولا يعترف الإيمان المسيحي بأن كتابها هو العهد الجديد بل كتابها هو الكتاب المقدس ككل بالعهد القديم والعهد الجديد معاً نعم العهد القديم خاص باليهود والإيمان الإسرائيلي لكن إيماننا المسيحي وكتب العهد الجديد تقول بأن العهد القديم اليهودي هو أساس العهد الجديد فبه تكتمل الرؤى الكاملة المعلنة في العهدين مثلاً : من هو الله _ الملائكة... وهكذا
وإذا سألنا سؤال ما هو الكتاب المقدس بالنسبة لنا كمسيحيين ؟
تكفي نظرة نُلقيها على الفهرس العام للكتاب المقدس لنرى أنه (( مكتبة إلهية في أيدي البشر )) فهي مجموعة كتب مختلفة جداً وإن رجعنا إلى ما يقوم به علماء المسيحية في الشرق والغرب خاصة مُترجمي نص الكتاب المقدس يتأكد لدينا هذا الإنطباع وذلك لأنها تمتد على أكثر من عشرة قرون وتنسب إلى عشرات من المؤلفين المختلفين [ حوالي 40 ] فبعضها بالعبرية مع أجزاء قليلة بالآرامية وأختتم الوحي كلامه باللغة اليونانية الشعبية وهي تنتمي بهذا الكم الكبير إلي أشد الفنون الأدبية أختلافاً مثل : " الرواية التاريخية و مجموعة القوانين و الوعظ والصلاة والقصيدة الشعرية والرسالة والقصة والنثر والشعر... الخ " .
فالكتاب في جزءه الأول هو في عمقه موسوم بثقافة إسرائيل بعهده القديم الخاص بهم إلى أن جاء عصر سيدنا وفادينا يسوع المسيح بنظرة عالمية هو البشارة الإنجيلية فالعهد القديم كما قلنا هو أساس العهد الجديد لأنه كان يمهد لرسالة الفداء العام للبشرية من خلال ذبيحة المسيح الكفارية على الصليب . وليس فقط العهد القديم كان يمهد للبشارة المسيحية الآنجيلية فقد كان الله كما مهد الطريق بالثقافة اليهودية عن طريق الكتب لليهود هكذا نجد نقاط مشتركة كثيرة مع حضارة سائر شعوب الشرق والغرب عن رسالة السيد المسيح وهذا ما نجده بشكل واضح من خلال نبوات بلعام في التوراة وتحقيق هذا من خلال كتاب أعمال الرسل ونبوات السيد المسيح لفتح الباب لقبول الأمم الإيمان به. ومع هذا كله فالإعلان للأمم لا يشرح كل شئ في الكتاب المقدس لأنّّ لتاريخ إسرائيل الخاص طابعاً فريداً قد نشأ من عمل وحي الروح القدس علي لسان الإنبياء.
والكتاب المقدس نرى فيه ليس كنزاً أدبياً قديماً فقط أو ذخيرة وثاثق عن البشر والأفكار الأخلاقية والدينية الخاصة بشعب من الشعوب وليس مجرد كتاب (( فيه كلام عن الله )) بل الكتاب يقول عن نفسه إنه كتاب يتكلم فيه الله إلي الإنسان وهذا ما يثبته كتبة الكتاب المقدس. وبالتالي نجد اليوم وكل يوم وإلى يوم القيامة بأن البشر تتغذى من هذا الكتاب الذي تتأمل في بلاغته ورسالته الروحية للبشر فلا عجب أن نقرأ أو ننشد مثل كتاب المزامير في كنائسنا وليس الرهبان في كل مكان يترنمون به بل بكل نفس تواقة إلى التسبيح والتكلم في أمجاد الله الحبيب والعهد القديم ككل وما يقدمه من أسلوب لكيفية السلوك في الحياة والرسائل وما تحمله من كنوز وذخائر سماوية أثناء القيام بالشعائر الدينية في الكنائس المسيحية الحقيقية وذلك لأن وحدتها مبنية على وحي وإيمان صادق أصله من السماء.
ياصديقي كتابنا يُحيلنا إلى الإيمان المعاش التطبيقي والإيمان المعاش يحيلنا إلى الكتاب المقدس لأن في هذا الكتاب من ينادينا و يقول ” يا ابني “ وفي الكتاب سر كنز خفي فعلينا أن نبحث عنه وحيث يكون كنزك يكون قلبك أيضاً وما الكنز إلّا محبة الكلمة المتجسد يسوع المسيح إلى البشرية وما أعظمها محبة فهل بسبب هذا هناك مثله في كل الأرض.... !!!
وإذا نظرنا إلى الكتاب المقدس من الداخل أكثر عمقاً ونرى على ما يحتويه الكتاب المقدس نجد الكتاب في شكل مُتسلسل فيبدأ بخلق الكون و البشر وينتهي بيوم القيامة و بشارة الحياة الأبدية للبشر. ويقول لنا الأب متي المسكين عن أهمية الكتاب بأن :[ الكتاب المقدس يختلف عن كل كتاب آخر، لأن كل كتاب هو من وضع الإنسان؛ أما الكتاب المقدس فهو فوق أنه يحوي أقوال الله ووصاياه فإن كل ما كـتـب فـيه موحى به أيضاً من الله، فالله في الحقيقة هو صاحبه، وهو معطيه للإنسان ليكون له طريقاً إلى الحياة الأبدية .
وفي الـعـهـديـن ، ولـو أن الـكـلام والحـوادث والـتـار يـخ وكـل القصص تدور حول الإنسان ، إلا أن الله هـو الحـقـيـقـة المستورة ، فالكتاب في الواقع يصف الله و يعلنه من خلال الحوادث . ولكن لا تكتمل الصورة في جيل أو في سفر ولا على طول المدى المتسع ، فبمنتهى الضغط والصعوبة استطاع الكتاب أن يعطي للإنسان صورة ذهنية بسيطة عن الله في مدى خمسة آلاف سنة، باحتكاكه المباشر مع الإنسان .
على أنه لم يـُحـرم أي إنسان في كـل جـيـل أن يـلـتـقط بالإلهام شيئاً عن الله كفاه وأشـبـعـه ، حتى ظن كل واحد في غمرة فرحه وابتهاجه أنه عرف الله واحتواه ، ولكن كل مـَن حـاول بـاجـتراء العقل أن يرتئي فوق قامته البشرية المحدودة لكي يبحث عن الله في ذاته ليدركه في صورته الكاملة ، عجز وتحطم وخسر القليل الذي يناسب قامته .
فعسير على الإنسان كل العسر أن يدرك مَنْ لا بداية أيام له ولا نهاية ، فالله كامل مدرك ولكن لا يُدرَك كماله، وهكذا أيضاً كل أعماله.
وبجوار إعـلان الله وتـقـديمـه ، يحاول الكتاب بكل الطرق أن يعدَّ الإنسان لقبول الله إعـداداً داخـلـيـاً ؛ وإن كان في الظاهر يتراءى أن الإنسان يسعى نحو الله ، ولكن الحقيقة المـفـرحـة والـعـجـيـبة أن الله هو الذي يأتى إلى الإنسان ، كمحب وأب شديد المحبة «إن أحـبني أحـد يـحـفـظ كـلامـي ويحبه أبي وإليه نأتى وعنده نصنع منزلاً » (يو ١٤ : ٢٣ ). لذلـك يـوصينا الرب أن نكون في قلبنا مستعدين لهذا المجيء المبارك « قلبي مستعد يا الله قلبي مستعد . » ( مز ٥٧ : ٧ ). وبذلك نرى أن الكتاب ، في مجموعه ، يعلن الله سراً و يعدُّنا لاستقباله قلبياً ، لنحيا معه منذ الآن؛ كعمل مُسبَّق لما سيكون في نهاية الأيام حينا يُستعلن الله جهاراً ونستقبله بوجه مكشوف لنحيا معه إلى الأبد . ]
وبوجه عام لأجل فهم الكتاب المقدس:
أولاً : لابد من أننا نؤمن بأن إله العهد القديم هو إله العهد الجديد فهذا الذي كان يظهر لموسى النبي ويعقوب ويشوع في العهد القديم جاء وأتى إلى أرضنا متجسداً في جسد بشري كامل حقيقي باسم بشري وهو يسوع المسيح له المجد الدائم.
وثانياً : وبناءً على الإيمان بهذا الإله الواحد فكلمته أيضاً في الكتاب واحدة ووحيدة وله من خلال كلمته يجري التشديد دائماً على خمس مواضيع متكررة بطول الكتاب وعرضه وهي :
- طبيعة الله الكاملة : من وحدانية الذات الإلهية وتعدد إقانيمه
- الدينونة العامة على البشر بسبب الخطيئة والعصيان
- البركة على كل من اتبع الرب الإله بأمانة إلى الممات
- عمل المسيح والنبوءات عنه من خلال العهدين
- الملكوت والمجد الأبدي الآتي
ثانياًً : إجمالي أسفار الموحي بها من الله تبارك أسمه:
هذا قبل أن نتكلم عن الأسفار المقدسة في العالم المسيحي وترتيبها (( الكتابي )) فأسفار الكتاب كالتالي :
- سفر التكوين أو الخليقة
- سفر الخروج
- سفر اللاويين أو الأحبار [ أو الكهنة ]
- سفر العدد
- سفر التثنية أو تثنية الإشتراع أو الأستثناء
- سفر يشوع بن نون أو يوشع بن نون
- سفر القضاة
- سفر راعوث
- سفر صموئيل الأول
- سفر صموئيل الثاني
- سفر الملوك الأول
- سفر الملوك الثاني
- سفر أخبار الأيام الأول أو السفر الأول من أخبار الأيام
- سفر أخبار الأيام الثاني أو السفر الثاني من أخبار الأيام
- سفر عزرا أو السفر الأول لعزرا
- سفر نحميا أو السفر الثاني لعزرا
- سفر طوبيت ( طوبيا )
- سفر يهوديت
- سفر أستير
- سفر أيوب
- سفر المزامير
- سفر الأمثال
- سفر الجامعة
- سفر نشيد الأناشيد ( الإنشاد )
- سفر الحكمة أو حكمة سليمان
- سفر يشوع بن سيراخ
- سفر أشعياء
- سفر إرميا
- سفر مراثي إرميا أو المراثي
- سفر باروخ أو باروك
- سفر حزقيال
- سفر دانيال
- سفر هوشع
- سفر يوئيل
- سفر عاموس
- سفر عوبديا
- سفر يونان
- سفر ميخا
- سفر ناحوم
- سفر حبقوق
- سفر صفنيا
- سفر حجي
- سفر زكريا
- سفر ملاخي
- سفر المكابيين الأول
- سفر المكابيين الثاني
- الإنجيل بحسب ما دونه متى الرسول
- الإنجيل بحسب ما دونه مرقس الرسول
- الإنجيل بحسب ما دونه لوقا الرسول
- الإنجيل بحسب ما دونه يوحنا الرسول
- أعمال الرسل
- رسالة بولس الرسول إلي أهل رومية
- رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
- رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
- رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية
- رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
- رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
- رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي
- رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي
- رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي
- رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس
- رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس
- رسالة بولس الرسول إلى تيطس
- رسالة بولس الرسول إلى فليمون
- رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
- رسالة يعقوب الرسول
- رسالة بطرس الرسول الأولى
- رسالة بطرس الرسول الثانية
- رسالة يوحنا الرسول الأولى
- رسالة يوحنا الرسول الثانية
- رسالة يوحنا الرسول الثالثة
- رسالة يهوذا الرسول
- الرؤيا أو رؤيا يوحنا اللاهوتي أو مُـشاهدات يوحنا
ثالثاً: التقسيم الثُنائي ‹‹اليهو - مسيحي›› للكتاب المقدس:
و اما عن تقسيمهُ فنبدأ بـ (( التقسيم المسيحي )) للكتاب المقدس
أولاً: العهد القديم هو الجزء الأول والأكبر والأساسي في الكتاب المقدس ويقسم إلي أربعة (4) أقسام وثانياً: العهد الجديد هو الجزء الثاني و البهيج في الكتاب المقدس والجزء التفسيري للعهد القديم فهو المفسر الأمين لما قاله الأنبياء ويقسم إلي أربعة (4) أقسام وهي كالتالي:
1- كتب الشريعة اليهودية أو أسفار موسى الخمسة ( التوراة ):==> [ تك - خر - لا - عد - تث ]
2- كتب التاريخ القديم أو تاريخ العهد الأول الإسرائيلي : ==> [ يش _ قض _ را _ 1 صم _ 2 صم _ 1 مل _ 2 مل _ 1 أخ _ 2 أخ _ عز _ نح _ طو _ يهو _ أس _ 1 مك _ 2 مك ]
3- كتب الحكمة أو كيفية السلوك كأولاد الله : ==> [ أي _ مز _ أم _ جا _ نش _ حك _ سي ]
4- كتب الأنبياء : ==> [ أش _ إر _ مرا _ با _ حز _ دا _ هو _ يؤ _ عا _ عو _ يون _ مي _ نا _ حب _ صف _ حج _ زك _ ملا ]
5- كتب البشارة أو الشريعة المسيحية أو الإنجيل بحسب ما دونه : ==> [ مت _ مر _ لو _ يو ]
6- كتاب التاريخ المسيحي أو تاريخ العهد الثاني المسيحي العالمي للبشر : ==> [ أع ]
7- الرسائل : ==> [ رو _ 1 كو _ 2 كو _ غلا _ أف _ في _ كو _ 1 تس _ 2 تس _ 1 تي _ 2 تي _ تي _ فل _ عب _ يع _ 1 بط _ 2 بط _ 1 يو _ 2 يو _ 3 يو _ يه ]
8- النبوة و الإعلان الأخير والنتيجة النهائية لكل مَن أمن بالمسيح الفادي : ==> [ رؤ ].
والتقسيم بهذا النظام للكتاب المقدس ككل لم يوجد عشوائي أنما له هدف واضح منه وهي فلسفة معينة وراء ترتيب أسفار العهد القديم المسيحي فهو
أولاً: مُستوحى من الترجمة السبعينية وبذلك نحاول، فيما يلي، استقراء هذه الفلسفة:
ما يتعلق بالعهد القديم المسيحي، أتى، إذا، ترتيب الأسفار في المجموعات التالية: ”أسفار التوراة، أسفار التاريخ، أسفار الحكمة، وأسفار الأنبياء“
فنفهم بأنه أسفار التوراة تحتوي على بدايات الأمور ( العناصر الأرضية والبشرية والتعليمية) وتكونها: بداية العالم وبداية المجتمعات البشرية (تك ص ١-١١).
- بداية إسرائيل وتكوينها كشعب (قصص الآباء حتى نزولهم إلى مصر، تك ١٢-٥٠؛
- خروجهم من مصر وتكونهم كشعب، خر ١-١٥).
- بداية العلاقة بين إسرائيل كشعب، والله (قطع العهد /الوعد، خر 16-19).
- بداية وتكون الشريعة (خر ۲۰ – ٤٠ ؛ لا، عد وتث).
ثم تخبرنا أسفار التاريخ كيف أدارت إسرائيل العهد الذي قطعه الله معها، وخاصة ما يتعلق بعنصري العهد / الوعد: الأمة الكبيرة والأرض: إسرائيل تحصل على الأرض وتقيم الثيوقراطية وتعيش فيها، إلى أن ترفضها وتطالب بإقامة الملكية (يش، قض، را واصم ۱-۹). إسرائيل تقيم الملكية وتعيش فيها ويبارك الله الأرض عندما يكون الملك والشعب أوفياء للعهد، لكنّه يرتد عن البركة عندما يخون الملك والشعب العهد، إلى أن يخسر إسرائيل عنصري العهد: الأمة والأرض فتنتهي المملكتان ( الشمالية والجنوبية، أو إسرائيل ويهوذا)، ويذهب الشعب إلى السبي في بابل (اصم ۱۰- ۳۱ ؛ ۲صم، ١مل، ۲مل، ١ أخ و٢ أخ). إسرائيل في السبي؛ ثم التوبة والعودة من السبي بإقامة "عهد جديد" مع الله؛ ثم خيانة العهد من جديد والفشل في إعادة تكوين الأمة واستعادة الأرض حرة، إذ إن إسرائيل لم يستقل ويقم ملكه بل كان يدور في فلك الإمبراطورية الفارسية؛ ثم بدايات الوعود المسيانية: الله يرسل الملك الذي يقيم" " العهد الجديد" الحقيقي (عز، نح وأس). أسفار الحكمة هي "الشريعة" المثلى لحياة السبي. خسر إسرائيل في السبي الهيكل، ولم يعد بالتالي قادرا على إقامة الشريعة الموسوية المتمحورة في الهيكل والذبائح. وانتقل إسرائيل إلى نمط مختلف من العبادة: العبادة في المجمع التي كانت تقوم على ترتيل المزامير، وقراءة الشريعة والأنبياء وتفسيرها والاتعاظ بتعاليمها. وأسفار الحكمة تلزم لهذا الغرض. وأخيرا أسفار الأنبياء، وهي جزء من مضمون أسفار التاريخ، لأن الأنبياء تنبأوا في الحقبة الملكية لما قبل السبي أو خلال السبي أو في حقبة العودة من السبي. لذلك سنرى في الكتاب المقدس العبري أن عددا من أسفار التاريخ في العهد القديم (يش، قض، اصم، ۲صم، امل و٢مل) تُدعى "الأنبياء الأولون"، فتاريخ إسرائيل هو "تاريخ نبوي".
Comment