ملخص لوثيقة البابا فرنسيس
“نور الإيمان”
للأب هاني باخوم
وثيقة “نور الإيمان” هي أول وثيقة بابوية للبابا فرنسيس. الوثيقة مكونة من مقدمة وأربع فصول وخاتمة.
المقدمة: في البداية الوثيقة تسترجع طابع النور الخاص بالإيمان. هذا النور قادر أن ينير كل الوجود البشري. قادر أن يساعد الإنسان كي يميز بين الخير والشر، وبالأخص في وقتنا المعاصر والذي يبدو الإيمان فيه وكأنه وهم او مانع لحرية الإنسان.
بجانب ذلك الوثيقة تأتي في سنة الإيمان واحتفالا بخمسين عام على المجمع الفاتيكاني الثاني: “مجمع خاص بالإيمان”. فالإيمان ليس مفترض ثابت لكنه نعمة من الله والتي يجب أنتتغذي وتتقوى. ”فمن يؤمن يرى” يقول البابا. فالنور الأتي من الرب قادر أن ينير كل الوجود البشري: فيضيء الماضي وينير أفاق جديدة للمستقبل.
الفصل الأول (عدد 8 – 22): ”فلقد أمنّا بالمحبة” (1يو 4:16). في هذا الفصل، يشرح البابا الإيمان على انه سماع لكلمة الله، هو دعوة لكي نخرج من ذواتنا المنعزلة وننفتح على وعد مستقبلي، مشددين بالرجاء. الله الذي يدعونا ليس بغريب، لكنه الله الأب، نبع كل خير وصلاح.
الوثنية هي عكس الإيمان في تاريخ شعب إسرائيل. هذه الوثنية تضيع الإنسان في العديد من رغباته، وتجعله يفقد انتظار تحقيق الوعد. عكس الإيمان والذي هو ثقة في رحمة الله ومحبته. هذه الرحمة المستعدة دائما للمغفرة والتي تعيد خطوات طريقنا الملتوية الى استقامتها وتحولنا حسب وعد الله. هذه العطية الكبيرة من الله تتطلب مننا التواضع والشجاعة كي نستودع وندع أنفسنا بين يديه، كي نرى هذا الطريق الخلاصي، طريق لقاء الإنسان مع الله. نعم كلما تركنا ذواتنا لله بعدنا عن الأوثان التي تحيط بنا.
في السر الفصحي للمسيح نرى حب الله الحقيقي للإنسان وخلاصه له. لكن يبقى أمر هام في الإيمان بالمسيح:”أن نشاركه في طريقة رؤيته للأمور”. فالإيمان ليس فقط ان ننظر إلى يسوع،لكن ان ننظر من نفس وجهة النظر ليسوع، ننظر بعينيه.
كما ان تجسد المسيح يجعلنا نعي معنى الوجود الحقيقي. بفضل الإيمان يخلص الإنسان لأنه ينفتح على حب يسبقه ويحوله من الداخل. وهذا هو عمل الروح القدس. الذي يجعل مننا كنيسة، لان الاعتراف بالإيمان يتم داخل جسد الكنيسة.
الفصل الثاني (23 -36): ”إن لم تؤمنوا لن تفهموا” (اش 7/9). البابا يربط بين واقع الإيمان مع فهم الحقيقية. هذا الأمر هام خاصة في عالم اليوم والذي يؤمن فقط بحقيقة التكنولوجيا والتي يستطيع الإنسان أن يقيسها ويحسبها، او يؤمن بحقيقية ذاتيه لخدمته وليس لخدمة الخير العام. لكن الإيمان يمنحنا النور القادر أن يفسر لنا حقيقية الإنسان والمجتمع المعاصر.
كما هو أساسي أيضا الرباط بين الإيمان والمحبة وهو ك”مشاعر ذهاب وإياب” بين الاثنين. فحب الله العميق هو الذي يحولنا من الداخل ويعطينا عين جديدة كي نرى الواقع، أي يمنحناالإيمان. والإيمان يجعلنا نرى حب الله أكثر وأكثر.
فإذا كان الإيمان مرتبط ارتباط عميق بالمحبة وبالحقيقية، إذا أيضا المحبة والحقيقية في ارتباط قوي. لان المحبة تتسامي عن البراهين وتصبح نبع للمعرفة. وهنا البابا يتحدث عن العلاقة بينالإيمان والعقل.
الفصل الثالث (37 -49): ”انقل إليكم ما استلمته” (1 قور 15: 3). كل هذا الفصل يركز على أهمية التبشير. فالشخص الذي انفتح على حب الله لا يستطيع ان يحتفظ به لنفسه فقط. فنور المسيح يسطع على وجه المسيحي وبالتالي ينتقل للآخرين. كشعلة تنار من أخرى. فالإيمان ليس اختيار فردي يعزلنا عن المحيط لكنه يفتح الإنسان على الأخر.
هذا الإيمان ينتقل بوسائل خاصة وهي الأسرار كالعماد والذي يقوم الأهل فيه بدور أساسي لنقل الإيمان لأبنائهم مع الكنيسة. والافخارستيا والتي هي غذاء للإيمان، فتمنحنا القدرة ان نرى عمق الواقع ومعناه.
الفصل الرابع (50-60): ”ويعد لهم الرب مدينة” (عبرا نيين 11/16). هذا الفصل يشرح العلاقة بين الإيمان والخير العام. الإيمان النابع من حب الله يوطد العلاقة بين البشر ويجعل الإنسان في خدمة العدالة والحق والسلام. فالإيمان لا يبعد المؤمن عن العالم او يهمشه بل يحمله الى العالم كشخص ملتزم بمحبة. فبدون حب الله، بدون هذا الإيمان، تصبح العلاقة بين البشر مرتكزة على المنفعة او المصالح او الخوف. الإيمان يعطي معني للتواجد سويا وللخير العام ويؤسس علاقات تجعلنا نسير تجاه مستقبل ملئه الرجاء.
الوثيقة تركز بعد ذلك على بعض الأمور المستنارة بالإيمان: العائلة المسيحية القائمة على الزواج بين رجل وامرأة. مؤسسة على حب المسيح ومنه تستقي حبها إلى الأبد.
الشباب: وهم يحملوا رغبة في حياة أعمق واكبر توجد في اللقاء مع المسيح. لذا يذكر البابا لقاءات الشباب العالمية.
الطبيعة: وهنا الإيمان يجعلنا نحترمها ونحافظ عليها لأجلنا ولغيرنا أيضا.
الألم: المسيحي مدرك انه لا يمكن محو الآلام، لكنها تستقي معنى من الإيمان. في الألم لايأتي الرب كي يشرح بل يقدم حضوره العذب والذي ينير وسط ظلام هذا الألم. يعطي معنى يفتحنافذة على الرجاء.
الخاتمة: ”طوبي لمن أمنت” (لو 1/45). في نهاية الوثيقة يدعونا البابا كي ننظر إلى العذراء مريم، الأيقونة الكاملة للإيمان، أم المسيح. نتضرع لها كي تساعدنا في تقوية الإيمان وتعلمنا ان نرى بعيني ابنها يسوع المسي
“نور الإيمان”
للأب هاني باخوم
وثيقة “نور الإيمان” هي أول وثيقة بابوية للبابا فرنسيس. الوثيقة مكونة من مقدمة وأربع فصول وخاتمة.
المقدمة: في البداية الوثيقة تسترجع طابع النور الخاص بالإيمان. هذا النور قادر أن ينير كل الوجود البشري. قادر أن يساعد الإنسان كي يميز بين الخير والشر، وبالأخص في وقتنا المعاصر والذي يبدو الإيمان فيه وكأنه وهم او مانع لحرية الإنسان.
بجانب ذلك الوثيقة تأتي في سنة الإيمان واحتفالا بخمسين عام على المجمع الفاتيكاني الثاني: “مجمع خاص بالإيمان”. فالإيمان ليس مفترض ثابت لكنه نعمة من الله والتي يجب أنتتغذي وتتقوى. ”فمن يؤمن يرى” يقول البابا. فالنور الأتي من الرب قادر أن ينير كل الوجود البشري: فيضيء الماضي وينير أفاق جديدة للمستقبل.
الفصل الأول (عدد 8 – 22): ”فلقد أمنّا بالمحبة” (1يو 4:16). في هذا الفصل، يشرح البابا الإيمان على انه سماع لكلمة الله، هو دعوة لكي نخرج من ذواتنا المنعزلة وننفتح على وعد مستقبلي، مشددين بالرجاء. الله الذي يدعونا ليس بغريب، لكنه الله الأب، نبع كل خير وصلاح.
الوثنية هي عكس الإيمان في تاريخ شعب إسرائيل. هذه الوثنية تضيع الإنسان في العديد من رغباته، وتجعله يفقد انتظار تحقيق الوعد. عكس الإيمان والذي هو ثقة في رحمة الله ومحبته. هذه الرحمة المستعدة دائما للمغفرة والتي تعيد خطوات طريقنا الملتوية الى استقامتها وتحولنا حسب وعد الله. هذه العطية الكبيرة من الله تتطلب مننا التواضع والشجاعة كي نستودع وندع أنفسنا بين يديه، كي نرى هذا الطريق الخلاصي، طريق لقاء الإنسان مع الله. نعم كلما تركنا ذواتنا لله بعدنا عن الأوثان التي تحيط بنا.
في السر الفصحي للمسيح نرى حب الله الحقيقي للإنسان وخلاصه له. لكن يبقى أمر هام في الإيمان بالمسيح:”أن نشاركه في طريقة رؤيته للأمور”. فالإيمان ليس فقط ان ننظر إلى يسوع،لكن ان ننظر من نفس وجهة النظر ليسوع، ننظر بعينيه.
كما ان تجسد المسيح يجعلنا نعي معنى الوجود الحقيقي. بفضل الإيمان يخلص الإنسان لأنه ينفتح على حب يسبقه ويحوله من الداخل. وهذا هو عمل الروح القدس. الذي يجعل مننا كنيسة، لان الاعتراف بالإيمان يتم داخل جسد الكنيسة.
الفصل الثاني (23 -36): ”إن لم تؤمنوا لن تفهموا” (اش 7/9). البابا يربط بين واقع الإيمان مع فهم الحقيقية. هذا الأمر هام خاصة في عالم اليوم والذي يؤمن فقط بحقيقة التكنولوجيا والتي يستطيع الإنسان أن يقيسها ويحسبها، او يؤمن بحقيقية ذاتيه لخدمته وليس لخدمة الخير العام. لكن الإيمان يمنحنا النور القادر أن يفسر لنا حقيقية الإنسان والمجتمع المعاصر.
كما هو أساسي أيضا الرباط بين الإيمان والمحبة وهو ك”مشاعر ذهاب وإياب” بين الاثنين. فحب الله العميق هو الذي يحولنا من الداخل ويعطينا عين جديدة كي نرى الواقع، أي يمنحناالإيمان. والإيمان يجعلنا نرى حب الله أكثر وأكثر.
فإذا كان الإيمان مرتبط ارتباط عميق بالمحبة وبالحقيقية، إذا أيضا المحبة والحقيقية في ارتباط قوي. لان المحبة تتسامي عن البراهين وتصبح نبع للمعرفة. وهنا البابا يتحدث عن العلاقة بينالإيمان والعقل.
الفصل الثالث (37 -49): ”انقل إليكم ما استلمته” (1 قور 15: 3). كل هذا الفصل يركز على أهمية التبشير. فالشخص الذي انفتح على حب الله لا يستطيع ان يحتفظ به لنفسه فقط. فنور المسيح يسطع على وجه المسيحي وبالتالي ينتقل للآخرين. كشعلة تنار من أخرى. فالإيمان ليس اختيار فردي يعزلنا عن المحيط لكنه يفتح الإنسان على الأخر.
هذا الإيمان ينتقل بوسائل خاصة وهي الأسرار كالعماد والذي يقوم الأهل فيه بدور أساسي لنقل الإيمان لأبنائهم مع الكنيسة. والافخارستيا والتي هي غذاء للإيمان، فتمنحنا القدرة ان نرى عمق الواقع ومعناه.
الفصل الرابع (50-60): ”ويعد لهم الرب مدينة” (عبرا نيين 11/16). هذا الفصل يشرح العلاقة بين الإيمان والخير العام. الإيمان النابع من حب الله يوطد العلاقة بين البشر ويجعل الإنسان في خدمة العدالة والحق والسلام. فالإيمان لا يبعد المؤمن عن العالم او يهمشه بل يحمله الى العالم كشخص ملتزم بمحبة. فبدون حب الله، بدون هذا الإيمان، تصبح العلاقة بين البشر مرتكزة على المنفعة او المصالح او الخوف. الإيمان يعطي معني للتواجد سويا وللخير العام ويؤسس علاقات تجعلنا نسير تجاه مستقبل ملئه الرجاء.
الوثيقة تركز بعد ذلك على بعض الأمور المستنارة بالإيمان: العائلة المسيحية القائمة على الزواج بين رجل وامرأة. مؤسسة على حب المسيح ومنه تستقي حبها إلى الأبد.
الشباب: وهم يحملوا رغبة في حياة أعمق واكبر توجد في اللقاء مع المسيح. لذا يذكر البابا لقاءات الشباب العالمية.
الطبيعة: وهنا الإيمان يجعلنا نحترمها ونحافظ عليها لأجلنا ولغيرنا أيضا.
الألم: المسيحي مدرك انه لا يمكن محو الآلام، لكنها تستقي معنى من الإيمان. في الألم لايأتي الرب كي يشرح بل يقدم حضوره العذب والذي ينير وسط ظلام هذا الألم. يعطي معنى يفتحنافذة على الرجاء.
الخاتمة: ”طوبي لمن أمنت” (لو 1/45). في نهاية الوثيقة يدعونا البابا كي ننظر إلى العذراء مريم، الأيقونة الكاملة للإيمان، أم المسيح. نتضرع لها كي تساعدنا في تقوية الإيمان وتعلمنا ان نرى بعيني ابنها يسوع المسي