مرّ أسبوع على اختطاف مطرانَي حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم والروم الأرثوذكس بولس اليازجي، ولا يزال الغموض يلفّ خلفيّات الحادثة، هوية المختطفين، ومطالبهم. الحقيقة الوحيدة المعلومة في هذه الحادثة غير المألوفة تؤكّد أنّ مصير المطرانين لا يزال مجهولاً، على رغم كثرة الأقاويل والشائعات عن عمليّات إفراج وهمية، في حين تخوّفت أوساط دينية رفيعة المستوى من أن تسلك عملية خطف المطرانين ومع مرور الوقت، سيناريو مخطوفي أعزاز، وتصبح مع تكاثر الشائعات وتسارع الأحداث الأمنية الجديدة في طيّ النسيان.
وفي السياق عينه، ومن دمشق، استغربت أوساط دينية رفيعة المستوى الحملة المبرمجة على بعض المواقع الإلكترونية التي تحدّثت ولا تزال عن الإفراج عن المطرانين ووضعهما في مكان آمن! سائلةً عن الهدف من إطلاق تلك الشائعات.
وقالت الأوساط لـ"الجمهورية" إنّها تنتظر ببالغ الأهمّية أمرَين، الأوّل: إعلان الجهة الخاطفة عن هويتها، ومسؤوليتها عن عملية الخطف، والثاني: إعلانها عن مطالبها. وطالبت الأوساط الجهة الخاطفة التي أعلنت عبر الوسائل الإعلامية أنّ المطرانين باتا بأمان في أرياف حلب، بالإجابة على التوضيحات الآتية:
1 - إذا كان المطرانان في مكان آمن في حلب، فنحن نطالب بسماع صوتيهما.
2 - من طلب من الجهة الخاطفة التوجّه بهما إلى حلب أو إلى ريفها تحديداً؟ والجميع يعلم أنّ الوضع في حلب سيّئ وأديارنا ليست في أمان هناك، وبالتالي لماذا لم يتوجّهوا مثلاً إلى أديارنا في تركيا؟
وفي معلومات خاصة لـ"الجمهورية" أنّ أوساطاً دينية مهمّة، وعبر وسطاء تحفّظوا عن ذكر أسمائهم عرضوا المساعدة على فكّ أسر المطرانين، قد طلبت من الجهات الخاطفة "المفترضة" إيصال أدوية مزمنة يواظب المطران ابراهيم منذ سنين على تناولها، ولها عيارات معينة ومحدّدة، فأجابت الجهة الخاطفة المفترضة بأنّهم علموا بالأمر وتأمّنت الأدوية اللازمة للمطران! ومن هنا أصرّت تلك الأوساط عبر الوسطاء أنفسهم، على معرفة أسماء الأدوية التي أوصلتها الجهة الخاطفة المفترضة إلى المطران ابراهيم، مطالبةً بالحصول على نسخة مطابقة بأسماء الأدوية، وبذلك يتمّ التأكّد:
أوّلاً - أنّها الأدوية نفسها التي يتناولها المطران ابراهيم خوفاً من أن تكون مغايرة وتسيء إلى حالته الصحّية بدلاً من معالجته.
ثانياً - إذا كانت الأدوية المعطاة مطابقة للأدوية الأصلية، يكون الوسطاء بذلك يتعاطون فعلاً مع الجهة الخاطفة وليس مع عصابات ومجموعات دخيلة أو مرتزقة.
وتساءلت الأوساط عينها عن معنى منطقة آمنة في قاموس الخاطفين: فهل الأمان يمنع المطرانين من التكلّم ولو عبر الهاتف مع ذويهم؟ وطالبت تلك الأوساط بالسماح لأحد المطرانين بالتكلّم مع أخيه ليسمعَه يقول بلسانه أنّه في أمان وبصحّة جيّدة، "بذلك فقط نؤمن بأنّهم بخير وأمان"، وبناءً عليه سنبدأ بالمفاوضات.
وكشفت تلك الأوساط أنّ المطرانيتين الأرثوذكسية والسريانية في حلب في صدّد التواصل مع أبنائها النافذين في الداخل والخارج، ولا سيّما في تركيا وروسيا، مشيرة إلى أنّ القنصلية الروسية في تواصل دائم مع المطرانيتين. وترجّح تلك الأوساط أن يكون المطرانان ما يزالان في حلب، وغير مستبعد أيضاً أن يكونا في الأجزاء الشمالية من تركيا أو في طريقهما إلى تركيا أو في إدلب.
وفي السياق عينه، عمّمت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق بياناً منشوراً جدّدت فيه "دعوتها لأبنائها الروحيّين في كلّ أنحاء العالم ليواصلوا الصلاة لينعم الربّ على صاحبي النيافة المطرانين ابراهيم واليازجي بالأمان والعودة بسلامة ألى أبرشيتيهما ليواصلا خدمة الكنيسة والوطن"، مشيرةً إلى أنّ "كثيرين من أبناء الطائفة الروحيّين وأصدقاء الكنيسة في مختلف أنحاء العالم يتابعون الصلوات معهم، ويطلبون متابعة الجهود من أجل الإفراج عنهما والعودة لخدمتهما المقدّسة".
وأضاف البيان أنّ "البطريركية السريانية الأرثوذكسية بصدد متابعة الاتصالات مع رؤساء الطوائف المسيحية الشقيقة، خصوصاً مع بطريركية انطاكية للروم الأرثوذكس، وهما ما يزالان يقومان بالجهود والواجبات اللائقة بالمناسبة".
كما أعلنت البطريركية السريانية الأرثوذكسية من دمشق أنّها "بعد التشاور مع أصحاب النيافة الأحبار الأجلّاء أعضاء المجمع السرياني الأرثوذكسي الأنطاكي قرّرت أن تختصر كلّ المظاهر الاحتفالية لأعياد الشعانين وأعياد القيامة المجيدة، كذلك الاعتذار عن تقبّل التهاني بالأعياد والمناسبات المقدّسة، ما لم يفرَج عنهما".
إلّا أنّ تقريراً خاصّاً علمت به "الجمهورية" أفاد بأنّ جهات روحية ومدنية تكثّف جهودها بانتظار تبيان أمر مهم خلال اليومين المقبلين، وأضاف: "نحن حتى الساعة لا نعلم هل الخاطف شيشاني، علوي، مصري، ليبي، أم قطري".
كذلك أفاد التقرير عن تخوّف أوساط روحية رفيعة المستوى من تداعيات التصاريح الإعلامية، لذلك فضّلت التعتيم على المفاوضات والمشاورات حرصاً على أمن المطرانين المخطوفين، ومخافة أن تؤدّي أيّة خطوة إعلامية أو شعبية الى المجازفة بحياتهما. وبحسب المعلومات المتوافرة والاستشارات فإنّ المعطيات الموجودة لا تسمح بالإعلان عن شيء مؤكّد، لأنّ المعنيين لا يعملون حتى الساعة تحديداً أين هما المطرانان وفي أيّ بقعة من الارض، في سوريا؟ تركيا؟... مع من؟ الجيش الحر؟ جبهة النصرة؟ الشيشان؟ جماعة مرتزقة؟
من جهته، عبّر البطريرك يوحنا العاشر اليازجي عن حزنه في عظة الشعانين، مفضّلاً الصلاة والعمل بصمت، إلّا أنّ الأوساط الروحية المقرّبة من البطريركية الأرثوذكسية في البلمند كشفت أنّ قلّة الإطلالات الإعلامية للبطريرك لا تعني أنّه لا يعمل، بل إنّ غرفة عمليات أقيمت في مقرّه تتابع أدقّ التفاصيل ويتمّ التواصل من خلالها مع أبناء الجالية النافذين في الداخل والخارج، كذلك حكّام الدول كافّةً، كالدولة الروسية والكنيسة الروسية، إضافةً إلى تواصل جدّي مع حكّام يونانيين يساهمون بوساطة معينة في عملية الإفراج بمساعدة الدولة اليونانية. وفي هذا السياق أيضاً كان للقاء اليازجي أمس مع سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيللي صدىً مهمٌّ وملفِتٌ.
وأفادت تلك الأوساط الروحية أنّها بعدما تواصلت مع البطريركيتين الأرثوذكسية والسريانية، تخوّفت من أن ينفد الوقت مع تدريج إعلامي خطير، إن عبر الإنترنت أو عبر الوسائل الإعلامية كافّة، بما يؤدّي إلى نسيان الموضوع، في ضوء أحداث أمنية جديدة طرأت أو قد تطرأ على الساحة.
كذلك تخوّفت من الابتزاز المادي والابتزاز السياسي، أمّا القول إنّ المطرانين بصحّة جيّدة وهما في منطقة آمنة، فهو أمر يثير الريبة، إذ إنّه حتماً قول لا يكفي. والجميع يدور في حلقة مفرغة بانتظار أيّ خيط من الطرف الآخر أو أيّ مؤشّر جديد يعلن فيه الخاطفون عن هويّاتهم ومطالبهم.
وفي السياق عينه، ومن دمشق، استغربت أوساط دينية رفيعة المستوى الحملة المبرمجة على بعض المواقع الإلكترونية التي تحدّثت ولا تزال عن الإفراج عن المطرانين ووضعهما في مكان آمن! سائلةً عن الهدف من إطلاق تلك الشائعات.
وقالت الأوساط لـ"الجمهورية" إنّها تنتظر ببالغ الأهمّية أمرَين، الأوّل: إعلان الجهة الخاطفة عن هويتها، ومسؤوليتها عن عملية الخطف، والثاني: إعلانها عن مطالبها. وطالبت الأوساط الجهة الخاطفة التي أعلنت عبر الوسائل الإعلامية أنّ المطرانين باتا بأمان في أرياف حلب، بالإجابة على التوضيحات الآتية:
1 - إذا كان المطرانان في مكان آمن في حلب، فنحن نطالب بسماع صوتيهما.
2 - من طلب من الجهة الخاطفة التوجّه بهما إلى حلب أو إلى ريفها تحديداً؟ والجميع يعلم أنّ الوضع في حلب سيّئ وأديارنا ليست في أمان هناك، وبالتالي لماذا لم يتوجّهوا مثلاً إلى أديارنا في تركيا؟
وفي معلومات خاصة لـ"الجمهورية" أنّ أوساطاً دينية مهمّة، وعبر وسطاء تحفّظوا عن ذكر أسمائهم عرضوا المساعدة على فكّ أسر المطرانين، قد طلبت من الجهات الخاطفة "المفترضة" إيصال أدوية مزمنة يواظب المطران ابراهيم منذ سنين على تناولها، ولها عيارات معينة ومحدّدة، فأجابت الجهة الخاطفة المفترضة بأنّهم علموا بالأمر وتأمّنت الأدوية اللازمة للمطران! ومن هنا أصرّت تلك الأوساط عبر الوسطاء أنفسهم، على معرفة أسماء الأدوية التي أوصلتها الجهة الخاطفة المفترضة إلى المطران ابراهيم، مطالبةً بالحصول على نسخة مطابقة بأسماء الأدوية، وبذلك يتمّ التأكّد:
أوّلاً - أنّها الأدوية نفسها التي يتناولها المطران ابراهيم خوفاً من أن تكون مغايرة وتسيء إلى حالته الصحّية بدلاً من معالجته.
ثانياً - إذا كانت الأدوية المعطاة مطابقة للأدوية الأصلية، يكون الوسطاء بذلك يتعاطون فعلاً مع الجهة الخاطفة وليس مع عصابات ومجموعات دخيلة أو مرتزقة.
وتساءلت الأوساط عينها عن معنى منطقة آمنة في قاموس الخاطفين: فهل الأمان يمنع المطرانين من التكلّم ولو عبر الهاتف مع ذويهم؟ وطالبت تلك الأوساط بالسماح لأحد المطرانين بالتكلّم مع أخيه ليسمعَه يقول بلسانه أنّه في أمان وبصحّة جيّدة، "بذلك فقط نؤمن بأنّهم بخير وأمان"، وبناءً عليه سنبدأ بالمفاوضات.
وكشفت تلك الأوساط أنّ المطرانيتين الأرثوذكسية والسريانية في حلب في صدّد التواصل مع أبنائها النافذين في الداخل والخارج، ولا سيّما في تركيا وروسيا، مشيرة إلى أنّ القنصلية الروسية في تواصل دائم مع المطرانيتين. وترجّح تلك الأوساط أن يكون المطرانان ما يزالان في حلب، وغير مستبعد أيضاً أن يكونا في الأجزاء الشمالية من تركيا أو في طريقهما إلى تركيا أو في إدلب.
وفي السياق عينه، عمّمت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق بياناً منشوراً جدّدت فيه "دعوتها لأبنائها الروحيّين في كلّ أنحاء العالم ليواصلوا الصلاة لينعم الربّ على صاحبي النيافة المطرانين ابراهيم واليازجي بالأمان والعودة بسلامة ألى أبرشيتيهما ليواصلا خدمة الكنيسة والوطن"، مشيرةً إلى أنّ "كثيرين من أبناء الطائفة الروحيّين وأصدقاء الكنيسة في مختلف أنحاء العالم يتابعون الصلوات معهم، ويطلبون متابعة الجهود من أجل الإفراج عنهما والعودة لخدمتهما المقدّسة".
وأضاف البيان أنّ "البطريركية السريانية الأرثوذكسية بصدد متابعة الاتصالات مع رؤساء الطوائف المسيحية الشقيقة، خصوصاً مع بطريركية انطاكية للروم الأرثوذكس، وهما ما يزالان يقومان بالجهود والواجبات اللائقة بالمناسبة".
كما أعلنت البطريركية السريانية الأرثوذكسية من دمشق أنّها "بعد التشاور مع أصحاب النيافة الأحبار الأجلّاء أعضاء المجمع السرياني الأرثوذكسي الأنطاكي قرّرت أن تختصر كلّ المظاهر الاحتفالية لأعياد الشعانين وأعياد القيامة المجيدة، كذلك الاعتذار عن تقبّل التهاني بالأعياد والمناسبات المقدّسة، ما لم يفرَج عنهما".
إلّا أنّ تقريراً خاصّاً علمت به "الجمهورية" أفاد بأنّ جهات روحية ومدنية تكثّف جهودها بانتظار تبيان أمر مهم خلال اليومين المقبلين، وأضاف: "نحن حتى الساعة لا نعلم هل الخاطف شيشاني، علوي، مصري، ليبي، أم قطري".
كذلك أفاد التقرير عن تخوّف أوساط روحية رفيعة المستوى من تداعيات التصاريح الإعلامية، لذلك فضّلت التعتيم على المفاوضات والمشاورات حرصاً على أمن المطرانين المخطوفين، ومخافة أن تؤدّي أيّة خطوة إعلامية أو شعبية الى المجازفة بحياتهما. وبحسب المعلومات المتوافرة والاستشارات فإنّ المعطيات الموجودة لا تسمح بالإعلان عن شيء مؤكّد، لأنّ المعنيين لا يعملون حتى الساعة تحديداً أين هما المطرانان وفي أيّ بقعة من الارض، في سوريا؟ تركيا؟... مع من؟ الجيش الحر؟ جبهة النصرة؟ الشيشان؟ جماعة مرتزقة؟
من جهته، عبّر البطريرك يوحنا العاشر اليازجي عن حزنه في عظة الشعانين، مفضّلاً الصلاة والعمل بصمت، إلّا أنّ الأوساط الروحية المقرّبة من البطريركية الأرثوذكسية في البلمند كشفت أنّ قلّة الإطلالات الإعلامية للبطريرك لا تعني أنّه لا يعمل، بل إنّ غرفة عمليات أقيمت في مقرّه تتابع أدقّ التفاصيل ويتمّ التواصل من خلالها مع أبناء الجالية النافذين في الداخل والخارج، كذلك حكّام الدول كافّةً، كالدولة الروسية والكنيسة الروسية، إضافةً إلى تواصل جدّي مع حكّام يونانيين يساهمون بوساطة معينة في عملية الإفراج بمساعدة الدولة اليونانية. وفي هذا السياق أيضاً كان للقاء اليازجي أمس مع سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيللي صدىً مهمٌّ وملفِتٌ.
وأفادت تلك الأوساط الروحية أنّها بعدما تواصلت مع البطريركيتين الأرثوذكسية والسريانية، تخوّفت من أن ينفد الوقت مع تدريج إعلامي خطير، إن عبر الإنترنت أو عبر الوسائل الإعلامية كافّة، بما يؤدّي إلى نسيان الموضوع، في ضوء أحداث أمنية جديدة طرأت أو قد تطرأ على الساحة.
كذلك تخوّفت من الابتزاز المادي والابتزاز السياسي، أمّا القول إنّ المطرانين بصحّة جيّدة وهما في منطقة آمنة، فهو أمر يثير الريبة، إذ إنّه حتماً قول لا يكفي. والجميع يدور في حلقة مفرغة بانتظار أيّ خيط من الطرف الآخر أو أيّ مؤشّر جديد يعلن فيه الخاطفون عن هويّاتهم ومطالبهم.
Comment