العنصريّة التلموديّة
تقوم الديانة اليهوديَّة على التعليم الذي تقبَّله النبيّ موسى من الله، على جبل سيناء، وتناقلته الأجيال ليُصبح تقليدًا مقدَّسًا. وهذا التعليم يمكن تصنيفه، يهوديًّا، تحت شكلين:
1- التوراة الكتابيَّة، وتتألَّف من ثلاثة أقسام: التوراة والأنبياء والكتب. ولكنّ الدقَّة تقتضي حصر التوراة الكتابيَّة في أسفار الشريعة الخمسة: التكوين، الخروج، اللاويِّين، العدد، تثنية الاشتراع.
2-التوراة الشفهيَّة، وتتألَّف من: المشناه، التوستفا، التلمود الفلسطينيّ، التلمود البابليّ، والمدراشيم... وفي نظر علماء الشريعة اليهوديَّة، تبقى التوراة الكتابيَّة غير كافية بحدّ ذاتها لأنّها لا يمكن أن تُفهم إلاّ بعد اللجوء إلى تفاسيرها المحفوظة في التوراة الشفهيّة. سنعرض في ما يلي بعض نصوص "التوراة الشفهيّة" (التي سنرمز إليها من الآن وصاعدًا بلفظ "التلمود") التي تحكم الذهنيّة اليهوديّة، من حيث تفضيلها العرق اليهوديّ على باقي الأعراق والأقوام والأمم.
تمتلئ تعاليم التلمود، فيما يخصّ السيّد المسيح والكنيسة، بالازدراء والاحتقار. فبحسب التلمود أُعدم السيّد المسيح بحكم من محكمة حاخاميّة بتهمة عبادته للأصنام وتحريض اليهود الآخرين على عبادة الأصنام، واحتقاره السلطة الحاخاميّة. والجدير بالذكر أنّ النصّ التلموديّ المذكور لا يخفي سعادته بمقتل المسيح، حتىّ أنّ هذا النصّ يغفل ذكر الرومانيّين ومسؤوليّتهم عن صلب المسيح. وقد اتّهم التلمود يسوع بالسحر، ويُعتبر اسمه، عند اليهود، شتيمة. فالاسم العبريّ ليسوع "يشو" فُسّر على أنّ حروفه تمثّل الحروف الأولى من ألفاظ اللعنة القائلة: "وليُمحى اسمه وتُمحى ذكراه". وفي الواقع نجد أنّ النصوص التلموديّة مليئة بكراهيّة المسيح وأمّه السيّدة مريم، ولا تخلو من الافتراءات الخبيثة بحقّ مريم وبتوليّتها، ونخجل في هذه المقالة أن نذكر ما قاله اليهود من أوصاف في مريم وابنها.
نستطيع تقسيم القوانين اليهوديّة الواردة في التلمود قسمين: قانون خاصّ باليهود والمعاملات فيما بينهم، وقانون خاصّ بغير اليهود. فمثلاً، يعتبر الحاخام داود هاليفي أنّه فيما يتعلّق بشخص غير يهوديّ، "على المرء ألاّ يرفع يده لإيذائه، ولكنّه يستطيع أن يؤذيه بطريقة غير مباشرة، كأن يزيل السلّم مثلاً، بعدما يكون غير اليهوديّ قد سقط في هوّة… إذ لا يوجد حظر هنا، لأنّ الأذى لم يُرتكب بصورة مباشرة". وقد صدر كتيّب خاصّ بالجنود الإسرائيليّين المتديّنين كتبه الكولونيل الحاخام أفيدان (1973) يدعو فيها جنوده في أثناء الحرب أو المطاردات "ما دام هناك عدم يقين حول ما إذا كان المدنيّون (العرب) غير قادرين على إيذاء قوّاتنا، فيمكن قتلهم بحسب الهالاخاه، لا بل ينبغي قتلهم (…) ففي الحرب، يُسمح لقوّاتنا وهي تهاجم العدوّ، بل إنّها مأمورة بالهالاخاه، بقتل حتّى المدنيّين الطيّبين، أي المدنيّين الذين يبدون طيّبين في الظاهر". أمّا الهالاخاه فهي مجموعة القوانين والفرائض التي تحدّد السلوك اليهوديّ. وقد وردت وصيّة أخرى، في السياق عينه، على لسان الحاخام شمعون وايزر (1974)، جاء فيها: "أفضل الأغيار (غير اليهود) اقتله، أفضل الأفاعي اسحق نخاعها". ويشهد الكاتب اليهوديّ إسرائيل شاحاك الذي ينتقد هذه العنصريّة بقوّة لحادثة جرت أمامه واعتبرها فضيحة كبرى، فيقول: "لقد كنت شاهدًا على يهوديّ متعصّب لا يسمح باستخدام هاتفه في أحد أيّام السبت، لاستدعاء سيارة إسعاف من أجل شخص غير يهوديّ صودف انهياره في الضاحية التي يسكنها بالقدس".
أمّا النصوص العباديّة اليهوديّة فمكتظّة باللعنات بحقّ غير اليهود، وبخاصّة المسيحيّون منهم. ففي إحدى صلوات أيّام الأسبوع توجد لعنة خاصّة بالمسيحيّين: "وليفقد المرتدّون كلّ رجاء، وليهلك جميع المسيحيّين على الفور". كرهُ اليهود للمسيحيّين يتجاوز كلّ حدّ، فالقاعدة توجب على اليهوديّ إطلاق اللعنة والبصاق عندما يمرّ بالقرب من كنيسة أو مقبرة لغير اليهود، أو أمام مبنى سكنيّ يقطنه غير اليهود، طالبًا إلى الله أن يدمّره. أمّا مديح غير اليهود فغير مقبول إلاّ إذا كان يتضمّن مديحًا أعظم لليهود. ففي هذا الإطار، قال الكاتب الإسرائيليّ عجنون الذي حاز على جائزة نوبل للآداب بعد أن امتدح الأكاديميّة السويديّة التي تمنح هذه الجائزة: "لا يغرب عن بالي بأنّ مدح الأغيار محظور، ولكن يوجد سبب خاصّ (منحه الجائزة) هنا لمدحي إيّاهم".
إنَّ الكيان الإسرائيليّ قد قام على هذه الإيديولوجيا، ويستمدّ منها أهمّ سلوكياته ومناهجه في قتل غير اليهود، لأنّهم ببساطة مرعبة يعتبرهم دون اليهود في الإنسانيّة. والحقد الصهيونيّ _ الذي استوعب كلّ النصوص والأحكام العنصريّة التلموديّة - تجاه المسيحيّة والمسيحيّين يتجلّى بأبشع صوره في ما يجري حاليًّا في أرض فلسطين، ونحن نكتب ما نكتب وكنيسة المهد في بيت لحم محاصرة وتدكّ بالصواريخ والقنابل، إذ لا يفرّق هذا النظام المستكبر بين شيخ هرم وامرأة وطفل رضيع.
لقد أتى يسوع الناصريّ من أجل إخراج اليهود من قوقعتهم وانعزالهم، ومن أجل تحريرهم من ذهنيّة القبيلة القائمة على اللحم والدم. لم يرق لقسم من اليهود هذا الأمر فقتلوه. وهؤلاء ما زالوا مستمرّين على العنصريّة ذاتها. هذه هي أخلاقهم، نجّانا الله من أفعالهم.
تقوم الديانة اليهوديَّة على التعليم الذي تقبَّله النبيّ موسى من الله، على جبل سيناء، وتناقلته الأجيال ليُصبح تقليدًا مقدَّسًا. وهذا التعليم يمكن تصنيفه، يهوديًّا، تحت شكلين:
1- التوراة الكتابيَّة، وتتألَّف من ثلاثة أقسام: التوراة والأنبياء والكتب. ولكنّ الدقَّة تقتضي حصر التوراة الكتابيَّة في أسفار الشريعة الخمسة: التكوين، الخروج، اللاويِّين، العدد، تثنية الاشتراع.
2-التوراة الشفهيَّة، وتتألَّف من: المشناه، التوستفا، التلمود الفلسطينيّ، التلمود البابليّ، والمدراشيم... وفي نظر علماء الشريعة اليهوديَّة، تبقى التوراة الكتابيَّة غير كافية بحدّ ذاتها لأنّها لا يمكن أن تُفهم إلاّ بعد اللجوء إلى تفاسيرها المحفوظة في التوراة الشفهيّة. سنعرض في ما يلي بعض نصوص "التوراة الشفهيّة" (التي سنرمز إليها من الآن وصاعدًا بلفظ "التلمود") التي تحكم الذهنيّة اليهوديّة، من حيث تفضيلها العرق اليهوديّ على باقي الأعراق والأقوام والأمم.
تمتلئ تعاليم التلمود، فيما يخصّ السيّد المسيح والكنيسة، بالازدراء والاحتقار. فبحسب التلمود أُعدم السيّد المسيح بحكم من محكمة حاخاميّة بتهمة عبادته للأصنام وتحريض اليهود الآخرين على عبادة الأصنام، واحتقاره السلطة الحاخاميّة. والجدير بالذكر أنّ النصّ التلموديّ المذكور لا يخفي سعادته بمقتل المسيح، حتىّ أنّ هذا النصّ يغفل ذكر الرومانيّين ومسؤوليّتهم عن صلب المسيح. وقد اتّهم التلمود يسوع بالسحر، ويُعتبر اسمه، عند اليهود، شتيمة. فالاسم العبريّ ليسوع "يشو" فُسّر على أنّ حروفه تمثّل الحروف الأولى من ألفاظ اللعنة القائلة: "وليُمحى اسمه وتُمحى ذكراه". وفي الواقع نجد أنّ النصوص التلموديّة مليئة بكراهيّة المسيح وأمّه السيّدة مريم، ولا تخلو من الافتراءات الخبيثة بحقّ مريم وبتوليّتها، ونخجل في هذه المقالة أن نذكر ما قاله اليهود من أوصاف في مريم وابنها.
نستطيع تقسيم القوانين اليهوديّة الواردة في التلمود قسمين: قانون خاصّ باليهود والمعاملات فيما بينهم، وقانون خاصّ بغير اليهود. فمثلاً، يعتبر الحاخام داود هاليفي أنّه فيما يتعلّق بشخص غير يهوديّ، "على المرء ألاّ يرفع يده لإيذائه، ولكنّه يستطيع أن يؤذيه بطريقة غير مباشرة، كأن يزيل السلّم مثلاً، بعدما يكون غير اليهوديّ قد سقط في هوّة… إذ لا يوجد حظر هنا، لأنّ الأذى لم يُرتكب بصورة مباشرة". وقد صدر كتيّب خاصّ بالجنود الإسرائيليّين المتديّنين كتبه الكولونيل الحاخام أفيدان (1973) يدعو فيها جنوده في أثناء الحرب أو المطاردات "ما دام هناك عدم يقين حول ما إذا كان المدنيّون (العرب) غير قادرين على إيذاء قوّاتنا، فيمكن قتلهم بحسب الهالاخاه، لا بل ينبغي قتلهم (…) ففي الحرب، يُسمح لقوّاتنا وهي تهاجم العدوّ، بل إنّها مأمورة بالهالاخاه، بقتل حتّى المدنيّين الطيّبين، أي المدنيّين الذين يبدون طيّبين في الظاهر". أمّا الهالاخاه فهي مجموعة القوانين والفرائض التي تحدّد السلوك اليهوديّ. وقد وردت وصيّة أخرى، في السياق عينه، على لسان الحاخام شمعون وايزر (1974)، جاء فيها: "أفضل الأغيار (غير اليهود) اقتله، أفضل الأفاعي اسحق نخاعها". ويشهد الكاتب اليهوديّ إسرائيل شاحاك الذي ينتقد هذه العنصريّة بقوّة لحادثة جرت أمامه واعتبرها فضيحة كبرى، فيقول: "لقد كنت شاهدًا على يهوديّ متعصّب لا يسمح باستخدام هاتفه في أحد أيّام السبت، لاستدعاء سيارة إسعاف من أجل شخص غير يهوديّ صودف انهياره في الضاحية التي يسكنها بالقدس".
أمّا النصوص العباديّة اليهوديّة فمكتظّة باللعنات بحقّ غير اليهود، وبخاصّة المسيحيّون منهم. ففي إحدى صلوات أيّام الأسبوع توجد لعنة خاصّة بالمسيحيّين: "وليفقد المرتدّون كلّ رجاء، وليهلك جميع المسيحيّين على الفور". كرهُ اليهود للمسيحيّين يتجاوز كلّ حدّ، فالقاعدة توجب على اليهوديّ إطلاق اللعنة والبصاق عندما يمرّ بالقرب من كنيسة أو مقبرة لغير اليهود، أو أمام مبنى سكنيّ يقطنه غير اليهود، طالبًا إلى الله أن يدمّره. أمّا مديح غير اليهود فغير مقبول إلاّ إذا كان يتضمّن مديحًا أعظم لليهود. ففي هذا الإطار، قال الكاتب الإسرائيليّ عجنون الذي حاز على جائزة نوبل للآداب بعد أن امتدح الأكاديميّة السويديّة التي تمنح هذه الجائزة: "لا يغرب عن بالي بأنّ مدح الأغيار محظور، ولكن يوجد سبب خاصّ (منحه الجائزة) هنا لمدحي إيّاهم".
إنَّ الكيان الإسرائيليّ قد قام على هذه الإيديولوجيا، ويستمدّ منها أهمّ سلوكياته ومناهجه في قتل غير اليهود، لأنّهم ببساطة مرعبة يعتبرهم دون اليهود في الإنسانيّة. والحقد الصهيونيّ _ الذي استوعب كلّ النصوص والأحكام العنصريّة التلموديّة - تجاه المسيحيّة والمسيحيّين يتجلّى بأبشع صوره في ما يجري حاليًّا في أرض فلسطين، ونحن نكتب ما نكتب وكنيسة المهد في بيت لحم محاصرة وتدكّ بالصواريخ والقنابل، إذ لا يفرّق هذا النظام المستكبر بين شيخ هرم وامرأة وطفل رضيع.
لقد أتى يسوع الناصريّ من أجل إخراج اليهود من قوقعتهم وانعزالهم، ومن أجل تحريرهم من ذهنيّة القبيلة القائمة على اللحم والدم. لم يرق لقسم من اليهود هذا الأمر فقتلوه. وهؤلاء ما زالوا مستمرّين على العنصريّة ذاتها. هذه هي أخلاقهم، نجّانا الله من أفعالهم.
Comment