من كتاب القمص تادرس يعقوب :
يتميز إشعياء بكثرة النبوات عن السيد المسيح :
من جهة ميلاده من عذراء : [ 7 : 14 ] : " ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ، ها العذراء تحبل وتلد أبنا وتدعو اسمه عمانوئيل " .
من جهـــة لاهوتـــــه :
[ 9 : 6 ] : " ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام " .
من نسل يسى :
[ 11 : 1 ] : " ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله ، "
معلن الحق للأمم : [ 42 : 1 ] : " هوذا عبدى الذى أعضده مختارى الذى سرت به نفسى ، وضعت روحى عليه فيخرج الحق للأمم ، ... " .
يسلك بالوداعة : [ 42 : 2 ] : " لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع فى الشارع صوته " .
واهب الرجاء للكل : [ 42 : 3 ] : " قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفىء ، إلى الأمان يخرج الحق " .
هروبه إلى مصر وإقامة مذبح كنيسة العهد الجديد هناك : [ 19 ] : " وحى من جهة مصر ، هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها ، .... " .
الآمه وصلبه [ 50 : 6 ، 53 : 1 – 12 ] .
فتح طريق الفرح للمفديين بقيامته [ 35 : 8 – 10 ] : " وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة ، ..... " .
تحدث أيضا عن الروح القدس وعطيته الفائقة فى العصر المسيانى :
[ 11 : 2 ] : " ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب " . وكذلك ما ورد فى الأصحاحات : [32 : 15 ؛ 40 : 7 ؛ 42 : 1 ؛ 44 ؛ 3 ؛ 61 : 1 ..... الخ ]
بعض الآيات التى اقتبست من سفر إشعياء عن السيد المسيح
ووردت فى العهد الجديد (من كتاب د . أنطون يعقوب ميخائيل )
إشعيــــــاء إنجيل متى
7 : 14 [ ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ، .. ] 1 : 23 [ هوذا العذراء تحبل وتلد أبنا ويدعون أسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ] .
40: 3 [ صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب ، قوموا فى القفر سبيلا لإلهنا ] . 3 : 3 [ فإن هذا هو الذى قيل عنه بأشعياء النبى القائل صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب ، اصنعوا سبله مستقيمة ] .
9 : 1 ، 2 [ ولكن لا يكون ظلام للتى عليها ضيق ، كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالى يكرم الأخير طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم ] 4 : 15 ، 16[ أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم ، الشعب الجالس فى ظلمة أبصر نورا عظيما .... ]
53 : 4 [ لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا ] 8 : 17 [ لكى يتم ما قيل بأشعياء النبى القائل هو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا ] .
42 : 1 [ هوذا عبدى الذى أعضده مختارى الذى سرت به نفسى ، وضعت روحى عليه فيخرج الأحق للأمم ] 12 : 18 [ هوذا فتاى الذى اخترته ، حبيبى الذى سرت به نفسى ، أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق ]
6 : 9 ، 20 [ فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا أبصارا ولا تعرفوا ] 13 : 14 [ فقد تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون ، ومبصرين تبصرون ولا تنظرون ]
29 : 13 [ فقال السيد لأن هذا الشعب قد اقترب إلى بفمه وأكرمنى بشفتيه وأما قلبه فأبعده عنى وصارت مخافتهم منى وصية الناس معلمة ] 15 : 8 ، 9 [ يقترب إلى هذا الشعب بفمه ويكرمنى بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عنى بعيدا ، وباطلا يعبدوننى وهم يعلمون تعاليم هى وصايا الناس ]
13 : 10 [ فإن نجوم السموات وجبابرتها لا تبرز نورها ، تظلم الشمس عند طلوعها والقمر لا يلمع بضوءه ] 24 : 29 [ وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع ]
إشعيـــــــــاء مرقس
40 : 3 [ صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب ، قوموا فى القفر سبيلا لإلهنا ] 1 : 3 [ صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب أصنعوا سبله مستقيمة ]
6 : 9 [ فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا إبصارا ولا تعرفوا ] 4 : 12 [ لكى يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم ]
29 : 13 [ فقال السيد لأن هذا الشعب قد اقترب إلىبفمه وأكرمنى بشفتيه وأما قلبه فأبعده عنى وصارت مخافتهم منى وصية الناس معلمة ] 7 : 6 [ فأجاب وقال لهم حسنا تنبأ إشعياء عنكم أنتم المرائين كما هو مكتوب ، هذا الشعب يكرمنى بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عنى ] .
56 : 7 [ آتى بهم إلى جبل قدسى وأفرحهم فى بيت صلاتى وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحى لأن بيتى بيت الصلوة يدعى لكل الشعوب ] 11 : 17 [ وكان يعلم قائلا لهم أليس مكتوبا بيتى بيت صلوة يدعى لجميع الأمم ، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ]
53 : 12[ لذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين ] 15 : 28 [ فتم الكتاب القائل وأحصى مع أثمة ] .
إشعيـــــــاء لـــــوقا
8 : 14 [ ويكون مقدسا وحجر صدمة وصخرة عثرة لبيتى إسرائيل وفخا وشركا لسكان أورشليم ] 2 : 24 [ وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى إسرائيل ولعلامة تقاوم ]
56 : 7 [ آتى بهم إلى جبل قدسى وأفرحهم فى بيت صلاتى وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحى لأن بيتى بيت الصلوة يدعى لكل الشعوب ] 19 : 46 [ قائلا لهم : مكتوب إن بيتى بيت الصلوة وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ]
53 : 12 [ لذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين ] 22 : 37 [ لأنى أقول لكم إنه ينبغى أن يتم فى أيضا هذا المكتوب وأحصى مع أثمة لأن ما هو من جهتى له انقضاء ] .
8 : 14 [ ويكون مقدسا وحجر صدمة وصخرة عثرة لبيتى إسرائيل وفخا وشركا لسكان أورشليم ] 2 : 24 [ وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى إسرائيل ولعلامة تقاوم ]
56 : 7 [ آتى بهم إلى جبل قدسى وأفرحهم فى بيت صلاتى وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحى لأن بيتى بيت الصلوة يدعى لكل الشعوب ] 19 : 46 [ قائلا لهم : مكتوب إن بيتى بيت الصلوة وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ]
53 : 12 [ لذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين ] 22 : 37 [ لأنى أقول لكم إنه ينبغى أن يتم فى أيضا هذا المكتوب وأحصى مع أثمة لأن ما هو من جهتى له انقضاء ] .
إشعيــــــاء يوحنا
40 : 3 [ صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب ، قوموا فى القفر سبيلا لإلهنا ] 1 : 23 [ قال أنا صوت صارخ فى البرية قوموا طريق الرب كما قال إشعياء النبى ]
6 : 10 [ غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه وأطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى ] 12 : 40 [ قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم ]
40 : 3 [ صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب ، قوموا فى القفر سبيلا لإلهنا ] 1 : 23 [ قال أنا صوت صارخ فى البرية قوموا طريق الرب كما قال إشعياء النبى ]
6 : 10 [ غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه وأطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى ] 12 : 40 [ قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم ]
66 : 1 ، 2 [ هكذا قال الرب ، السموات كرسى والأرض موطىء قدمى ، ..... ] . 7 : 49 ، 50 [ السماء كرسى لى والأرض موطىء لقدمى ، أى بيت تبنون لى يقول الرب وأى هو مكان راحتى ]
53 : 7 ، 8 [ ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه ] . 8 : 32 ، 33 [ وأما فصل الكتاب الذى كان يقرأه فكان هذا : مثل شاة سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذى يجزه هكذا لم يفتح فاه ، ....]
55 : 3 [ أميلوا أذانكم وهلموا إلى ، اسمعوا فتحيا أنفسكم وأقطع لكم عهدا أبديا مراحم داود الصادقة ] 13 : 34 [ أنه أقامه من الأموات غير عتيد أن يعود أيضا إلى فساد فهكذا قال أنى سأعطيكم مراحم داود الصادقة ] .
49 : 6 [ فقال قليل أن تكون لى عبدا لإقامة أسباط يعقوب ورد محفوظى إسرائيل . فقد جعلتك نورا للأمم لتكون خلاصى إلى أقصى الأرض ] 13 : 47 [ لأن هكذا أوصانا الرب ، قد أقمتك نورا للأمم لتكون أنت خلاصا إلى أقصى الأرض ] .
6 : 10 [غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه وأطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى ] 28 : 26 ، 27 [ قائلا اذهب إلى هذا الشعب وقل ستسمعون سمعا ولا تفهمون وستنظرون نظرا ولا تبصرون ، لأن قلب هذا الشعب قد غلظ .... ] .
أصوات نبوية وشعب مبارك
تضمنت نبوات العهد القديم ، نبوات عن مجىء السيد المسيح إلى مصر ، ولا يفوتنا هنا أن نورد شيئــــا عن هذا الموضــوع ، من كتاب " العذراء مريم وتاريخ أجيال العذارى " ، اصدار دير الشهيد أبى سيفين بمصر القديمة ،،
افرحـــى وتــــــــهللى
يامصر وبنيها وجميع
حدودها لأنه أتى إليك
محب البشر الكائن قبل
كل الدهور . [ ذكصولوجية عيد دخ ول السيد المسيح أرض مصر ]
من خلال الواقع النبوى لهروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر نلاحظ أن هذا الحدث العجيب الفريد كان رحلة مؤكدة ، محددة المعالم ، دقيقة الأعلان عن مقاصد إلهية فائقة .. فتعلن كلمات الوحى فى تأكيد أن الرب قادم فى سرعة لإتمام مهمة إلهية .. كما تفصح عن أعماق حب خاص ، ومكانة عالية فريدة لأمة مباركة من الرب .. من أجل تقواها ونقاوة إيمانها .. فقد حوت الإيمان القويم والرهبنة الأصيلة كصورة مضيئة لكمال حياة الإيمان .
" إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا
قم خذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر " . مت 2 : 13
لقد أتى البتول الإلهى إلى مصر تعظمه وتمجده أذرع البتول الفائقة ..فنهضت عذارى مصر وأوقدن مصابيحهن وأسرعن للقاء العريس الأبدى ..
" هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة
وقادم إلى مصر " إش 19 : 1
عندما نزل الملك السماوى إلى محفل عرسه الأبدى ، أسرع ليصافح أولا نبلاء مجلسه .. فعند بزوغ أول شعاع لشروق فجر ذلك الملك الجبار ، مؤسس الدهور وصانع الأزمان وهو لابس جسد تواضعنا ، إختار أن يأتى سريعا إلى مصر وفى الصورة يبدو هاربا حسب تدبيره الإلهى المعلن مسبقا بلمسات الوحى البارعة الدقة لعظم مقاصده الربانية وعلمه السابق ..
" خذ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر
الرب راكب على سحابة خفيفة وقادم إلى مصر "
لقد لجأ السيد الرب الإله إلى محل راحته وموضع سكناه ، هاربا من وجه هيرودس حسب التدبير .. لكن قلب مصر كان فى صحوة ويقظة لمسارات الروح الخفى ، فوعى الحضور الإلهى بكل كيانه حتى كمل صوت الرب بالنبى القائل :
" فترتجف أوثان مصر من وجهه
ويذوب قلب مصر داخلها " إش 19 : 1
" فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر
وعمود للرب عند تخمها . إش 19 : 19
" فيكون علامة وشهادة لرب الجنود فى أرض مصر إش 19 : 20
" فيعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم
ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به . إش 19 : 21
فعندما استقبل شعب مصر سر التقوى " الله الذى ظهر فى الجسد " وخبأه فى أعماق قلبه ، فجر فى داخله ينابيع المعرفة الحقيقية المحلقة فى آفاق لجج الحب الإلهى ، فأخذ من نهله فكرا مستنيرا وفطنة فاحصة وفما مملوءا بكل حكمة الروح المؤيد بقوة الحجة وحذق البرهان .
وأصبحت مصر المهد الخصب الذى ترعرع فيه الأيمان الصلب القويم بالأبن الكلمة ، وصارت الخليقة كلها تنصت فى خشوع إلى الرنين المبهج لصوت الرب القدوس آتيا من وراء الأجيال ليتوج هامة خاصته بأفخر تاج مجد ، المرصع بأبهى جوهر نفيس قائلا بفمه القدوس : " مبارك شعبى مصر " إش 19 : 25
وبعد أن بارك الرب ربوع البلاد كلها حسب التدبير بهذه السيمفونية الأبدية الرائعة ، عاد إلى إسرائيل تاركا لمصر مهمة عظمى معلنة على مدى الأزمان ، تفسر السر العظيم لسرعة مجيئه المبكر إلى هذه البلاد المحبوبة ..
ثم ظهر الملاك فى حلم ليوسف فى مصر قائلا : " قم وخذ الصبى وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل " .... لكى يتم ماقيل من الرب بالنبى القائل :
" من مصر دعوت ابنى " هو 11 : 1
إنه صوت الرب المهوب الحى إلى مدى الدهور والآباد القائل : من مصر دعوت ابنى
.. يا لفخرك يا مصر .. ويا لعظم المســــئولية الملقاة على عاتقك .. فقد وضع الرب على عاتق مصـــر تقليدا سماويا لمسئولية الدفاع عن جوهر الأيمان بالإله المتجسد على مدى الأجيال ... وهكذا يظل صوت هذه النبوة من مصر دعوت ابنى إنشودة الملائكة وإكليل فخر الكنيسة المصرية ونبوة الأجيال إلى مدى الأجيال وإلى أن يأتى السيد الرب فى مجيئه الثانى .
ويسجل التاريخ كيف انبرت كنيسة الأسكندرية منذ فجر العصور وإلى اليوم للتصدى لجميع التيارات المضادة والمزعزعة لأركان الأيمان المسيحى ، والدفاع عن لاهوت ابن الله فى كفاح مضن حتى الأستشهاد .. وسيظل صوت النبوة يتردد عبر كل الأجيال " من مصر دعوت ابنى " ...
كما فاح عطر مقدس قوى صاعد من برارى مصر وكل تخومها ليملأ المسكونة بشذى عبق فاخر شاهدا لذروة حياة الأيمان .. فقد سجل عبر التاريخ كيف كانت مصر مهدا لحياة النسك والرهبنة ... وبالبركة السماوية التى خرجت من فم الرب صارت الخمير السماوى الذى يبارك العالم كله على مدى الأجيال ...
ونرى وجه الكنيسة المصرية فى هذه الأيام مشرقا كأعظم مركز لنشر النور والمعرفة الإلهية الحقيقية لأبناء الملكوت المتفرقين فى شتات العالم أجمع ممثلا فى رأس الكنيسة الأعظم بابانا المحبوب صاحب الغبطة والقداسة البابا شنودة الثالث وما يبذله من مجهود منقطع النظير .. يجوب البحر والبر والجو فى أسفار وأسهار كارزا ومفصلا كلمة الحق بإستقامة .. ويظل صوت النبوة تردده الملائكة " من مصر دعوت ابنى " .. الرب يحفظ لنا حياته ذخرا وفخرا ورأسا لكنيستنا المقدسة إلى منتهى الأعوام . آمين
+ + +
سفر ارميا النبى
قد يختار الله واسطة ضعيفة لأنقاذ قصده ، اختار ارميا مثلا ولم يكن يخطر لأرميا ببال أنه سيبعث رسولا كما نعلم ذلك من جوابه الذى أجاب به الرب عندما أرسله : " فقلت آه يا سيد الرب أنى لا أعرف أن اتكلم لأنى ولد ، فقال الرب لى لا تقل أنى ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به . لا تخف من وجوههم لأنى أنا معك لأنقذك يقول الرب " ( ار 1 : 6 – 8 ) .
ارميا مثال للمسيح
لا عجب ان كان بعض اليهود حسبوا رجل الأوجاع ومختبر الحزن هو ارميا النبى ، للمشابهة بين الأثنين فى الحزن على خطايا الناس . فكما بكى يسوع على أورشليم بكى ارميا ، وكل من الأثنين ناله ما ناله بسبب توبيخ الخطاة على خطاياهم بدون محاباة ولا خوف . ارميا يكنى عن نفسه بإحدى كنى المسيح الشهيرة حيث يقول : " وأنا كخروف داجن يساق إلى الذبح " ( 11 : 19 ) .
المسيا المنتظر :
لم يبين لنا ارميا حقائق كثيرة عن المسيا المنتظر كما بين اشعياء ، غير أنه لمح إليه تلميحات تستحق الأعتبار ، فأشار عنه بينبوع المياة الحية [ 2 : 13 ] ، وبطبيب [ 8 : 22 ] وبالراعى الصالح [ 31 : 10 ؛ 33 : 4 ] ، وبغصن البر [ 23 : 5 ] وبداود الملك [ 30 : 9 ] وبالولى أى الفادى [ 50 : 34 ] ودعاه بهذا الأسم " الرب برنا " [ 23 : 6 ] للدلالة على لاهوته
ومما يستحق العجب أن يتنبأ ارميا عن الملك الذى يجلس على كرسى داود فى حين أن كرسى داود تداعت أركانه وتقلص سلطانه وباد العدل وساد الظلم بين الناس حيث يقول : " وأقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجرى حقا وعدلا فى الأرض ، فى أيامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل آمنا وهذا هو اسمه الذى يدعونه به الرب برنا " فهذا الوصف ينطبق على مخلصنا : أما كونه غصن بر لداود فيدل على ناسوته وولادته من ذرية داود ...
+ + +
سفر هوشع
كان هوشع معاصرا لأشعياء ، بعثه الله رسولا إلى أهل الجانب الشمالى من مملكة اسرائيل ولم يتعرض ليهوذا إلا فى النادر .
المسيــــــا :
تلميحات هوشع إلى السيد المسيح صريحة وحسنة ، وكل من الرسولين بطرس وبولس يؤكد لنا أن عدد 10 من الأصحاح الأول تم فى المسيح [ 1 بط 2 : 10 ؛ رو 11 : 25 ، 26 ] .
فى اصحاح 3 : 4 توصف حالة الشعب المختار فى الزمان الحاضر ، فإنهم :
[ سيقعدون أياما كثيرة بلا ملك وبلا رئيس وبلا ذبيحة وبلا تمثال وبلا أفود وترافيم ]
قيامة السيد المسيح :
فى اصحاح 6 : 2 أصرح نبوة عن قيامة السيد المسيح فى أسفار العهد القديم : " يحيينا بعد يومين ، فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه " ... وليس ذلك فقط بل ينبىء بقيامتنا فيه لنحيا أمامه حياة جديدة ، ويقول فى عدد 3 : " خروجه يقين كالفجر ، يأتى إلينا كالمطر ، كمطر متأخر يسقى الأرض " ...
من مصر : [ 11 : 1 ] " من مصر دعوت ابنى " ... هذه الآية لا تنطبق تماما إلا على السيد المسيح ابن الله الوحيد .
" لا مخلص غيرى " [ 13 : 4 ]
" من يد الهاوية أفديهم من الموت أخلصهم " [ 13 : 14 ] ، " الذى لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا "
+ + +