اذكر عندما اكتب باللون الاحمر فهي ملاحظات هامة ... وعندما اكتب بالازرق فهو كل ما يتعلق بالظهور والاحداث يجب قرائته... اما بالاسود فهو تحليل الكاتب يمن العبور عنه....
العذراء تقول القسـم التاسـع
وسام كاكو
بقلم: وســام كاكـو
لاحظنا في نهاية القسم الثامن من هذا المقال كيف إن يسوع ناول نسرين القربان المقدس أمام حشد من الناس وهذا ما جعل شيئا يقفز الى ذاكرتي، فإلى وقت قريب كان أولادي الثلاثة يسألوني حين أوقظهم يوم الأحد للذهاب الى الكنيسة: لماذا نذهب الى الكنيسة فلو كان بسبب القداس نستطيع أن نراه في التلفزيون ولو كان من أجل الصلاة فإننا نستطيع أن نُصلي فيما بيننا أي نجعل بيتنا مثل كنيسة ونوفر على أنفسنا الذهاب ومشاكل الطريق ومصاريف الوقود والضجر الناجم عن النهوض المُبكر في الصباح؟
كلها أسئلة تبدو معقولة للناظر إليها من الخارج، وأنا أجيبهم دائماً بأن الذهاب الى الكنيسة هي لتناول جسد ودم المسيح ولزيارته في بيته الذي يسكن فيه! فيتساءلون ولكن لماذا نتناول جسده ودمه فالكثير من الكنائس المسيحية لا يتناول زائروها جسد ودم المسيح!؟ أما زيارة المسيح في بيته فهو موجود في كل مكان وليس له بيت ثابت! وهذا تساؤل يبدو معقولا أيضاً ولكني أجيبهم إنْ لم نتناول جسد ودم المسيح فإننا لا نمتلك نعمة الغفران من الخطايا، وإنْ لم نمتلك نعمة الغفران لا نمتلك نعمة الرجاء، وإنْ لم نمتلك الرجاء فإننا لا نمتلك نعمة الخلاص، وإنْ لم نمتلك كل هذا فما الذي نملكه من المسيح إذن!!؟ أما إن البعض لا يرى في القربان شيئاً مهماً فهذه مشكلته ولكننا نحن الكاثوليك (مع كنائس أخرى بالطبع) نعلم يقيناً إننا لن نمتلك نصيباً مع يسوع المسيح إنْ لم نتناول جسده ودمه، وكنيستنا هي كنيسة رسولية لم تظهر البارحة لكي يُقنعنا هذا وذاك بما يُناسبه ويجعلنا نقتنع بعدم تناول جسد ودم المسيح أو يجعلنا نتفرج على القداس أمام التلفزيون! وعندما أقول إن كنيستنا رسولية لا أقصد بذلك إنها قديمة فقط بل إنها تستقي أصولها من المنبع الأصيل لإيماننا. أما فيما يخص زيارة المسيح في بيته فصحيح إن المسيح موجود في كل مكان ولكن المسيح حينما أعطى مار بطرس سلطة أن يكون وكيله على الأرض ومن بعده الباباوات والدرجات الكهنوتية الأخرى فأنه أفهمنا بأن الكاهن في الكنيسة يُمثل هذه السلطة وإن جسد ودم المسيح في الكنيسة يُمثلان وجوده الحي الملموس والمتفاعل معنا نحن البشر وليس وجوده الإفتراضي، وهذا الجسد وهذا الدم لمُخلصنا لن يجدا طريقهما إلينا إلا بهذه السلطة!!
عندما يعسر على أبنائي هضم كل هذا الكلام يُحاولون كسر هذه الجدية في الرد ويقولون: لماذا نُصلي بشكل دائم ونُتعب أنفسنا أساساً؟ لماذا لا نؤجّل صلاتنا الى ما قبل الموت بسنوات وعندها نتوب؟ أجيبهم: لكي نحصل على شهادة من المدرسة بكل مستوياتها من الإبتدائية وحتى الدكتوراه نضطر الى الذهاب يوميا الى المدرسة، تحت المطر وحر الصيف وخطر الطريق وضجر النهوض المُبكر وغيرها من العراقيل، وبعدها إنْ لم نفعل حسناً نتعرض الى إهانات المدرسين ونحن في صمت وخضوع، ومع هذا نضطر الى أن نُكمل دراستنا، فلماذا كل هذا يكون مقبولا مُقابل الحصول على الشهادة، ولكن الذهاب الى الكنيسة ليوم واحد في الأسبوع نراه ثقيلاً والصلاة لبضعة دقائق في اليوم نراها مُزعجة وغير ذات جدوى!!! أما إنْ قارنت الوقت الذي نقضيه أمام التلفزيون مع الوقت الذي نقضيه في الصلاة أو في الكنيسة فإن الميزان دون شك سيكون مُختلاً بشكل غير طبيعي.
هنا يرى أولادي بأن حججهم لا تنفعهم وعليهم الذهاب الى الكنيسة والصلاة، وأنا مُتأكد من إن هذه المشكلة ليست مشكلة أولادي فقط وليست مُشكلة عمر مُعين بل هي تساؤلات يقصف الشيطان فكرنا وقلبنا بها لكي يجعلنا نبتعد عن المنبع الصافي لإيماننا ونتقاعس عن أساسيات حياتنا ونخاف الله ونجهله بدل أن نُحبه ونعرفه.
لم تكن المرة الأخيرة التي ناول يسوع بها نسرين جسده هي المرة الأخيرة بل تكررت فيما بعد وسنرى في سياق إستعراض هذه الأقسام كيف إن يسوع يُركز على أهمية موضوع تناول جسده ودمه من خلال مُناوله نسرين أمام عدد كبير من الناس في أكثر من مناسبة.
بالعودة الى الرسائل التي إستلمتها نسرين نرى إن العذراء مريم ظهرت لها يوم 20 كانون الأول 1992 وهي ترتدي ملابس ذهبية اللون وتحمل مسبحة ذهبية، وكان يسوع الطفل معها يلبس ملابس ذهبية وحمراء وقالت: "سلامي معكم، أحبوا حتى الذين أبغضوكم. إذا كان عندكم ثقة بأني بإستطاعتي أن أفعل اي شيء فإن كل ما تطلبونه تحصلون عليه. لا تخافوا... صلوا وصلوا لأنه بالصلاة تُنْجُونَ أنفساً كثيرة." ثم باركت جميع الأمهات.
في صباح يوم الجمعة العظيمة 9 نيسان 1993 بدأ الدم ينزف من رأس نسرين ويديها ورجليها منذ الساعة العاشرة صباحاً. في الساعة 2:30 ظهراً دخلت نسرين في حالة إنخطاف فرأت يسوع مُنساقاً من قبل رجال في مبنى قديم وينزلون سلالم وهو يحمل صليبه. طلب أحد الجنود من رجل هناك أن يُساعد يسوع على حمل صليبة ثم أخذوا السيد المسيح الى مكان عال، على جبل عال لكي يُصلب. كانت توجد ثلاث فتيات بملابس سوداء، يبكين عند الصليب وكان يسوع على الصليب يطلب ماءاً، ورأت رجلاً يُعطي يسوع شراباً ليشرب. عند موت يسوع على الصليب إنقلبت الدنيا وبدأت الأمطار تنزل وضرب المكان إعصار، ورأت الأموات قد قاموا من القبور. ثم دُفن يسوع، وعند دفنه رأت نوراً قوياً وجميلاً ورأت يسوع في وسط النور وقال: "سلامي أعطيكم، أنا البداية والنهاية... أنا الحق والحرية والسلام. إفعلوا الخير لفاعلي الشر ولا تُعاملوا أحداً بسوء. أحبوا بعضكم بعضاً، أحبوا حتى الذين أبغضوكم أو تكلموا عليكم سوءاً بهذا تكتسبون المجد. إنكِ مُمَجّدة من الخالق فلا تخافي يا إبنتي. ليس لكم أن تعرفوا الأيام والتواريخ والأزمان لأن السماء والأرض تزولان وكلمة من كلمتي لا تزول. أطلب الرحمة والصلاة والصوم. أنا معكم دائماً."
ثم بارك كل الأمهات وأضاف: "مغفورة لكم زلاتكم."
يوم 8 أيلول 1993 وهو يوم عيد ميلاد العذراء مريم أعطت العذراء في الساعة 4:50 دقيقة مساءاَ رسالة الى نسرين قالت فيها: "سلامي معكم، أنا حزينة يا أبنائي لأنكم تتفرقون. لا تتفرقوا ولا تقسمون إبني الى أجزاء لأنه لا يتجزأ. أطلبُ الصلاة والرحمة. إنكم لا تُصلون ولا تقولوا لي إنكم تُصلون لأن صلاتكم ليست بفائدة إذ إنكم بعيدون عن الله. إنكم تدعونني أن أصلي الى إبني بدلاً عنكم لكني أقول لكم إذا بقيتم على هذه الحال، سأترككم، وأقف بجانب إبني، وإذا وقفتُ بجانب إبني فإن يد إبني قوية وجبارة فإذا نزلت عليكم تُحَطمكم. صلوا الى أنفس المطهر وصلوا المسبحة كثيراً لأنكم بصلاتكم المسبحة تُنجون أنفساً كثيرة. إفعلوا الخير لفاعلي الشر. وإذا صليتم هذا سأجلب لكم النِعَم، وسأخلصكم من مخاطر الحياة، وأعدكم بالفردوس السماوي. صلوا وصلوا وتقشفوا. يا إبنتي إن يسوع يُحبكِ ويريد ألامك وقلبك وطيبتك وتواضعك، إعطيه كل شيء ولا تخافي يا إبنتي. إني أعلن لكم بأن كثيرا من الكهنة والراهبات والأساقفة على طريق الهلاك." ثم ذهبت العذراء وهي تبكي.
في 15 أيلول 1993 ظهرت العذراء في الساعة 1:45 ظهراً بلباس أزرق وأحمر وعلى صدرها أيقونة. كانت العذراء تبكي لأجلنا وقالت: "سلامي معكم، تعالوا إلي ولا تشكوا فيّ. لن يلحقكم أي أذى ... أنا أمكم الحنون ... إني أساعدكم. لقد نزلتُ إليكم لنتحد معاً. إنني أبكي عليكم لأنكم لا تعيشون حُب الإنجيل، وتهينون الله بخطايا جسيمة. أريد منكم الذهاب الى الكنيسة وحضور القداس الإلهي. أريد الملابس بأكمام، وعدم لبس البنطلون وعدم إستعمال أحمر الشفاه عند التناول. أريد منكم تسعاوية لي لمدة تسعة شهور تبدأ كل أول سبت في الشهر وبالتوالي تكون مُقدمة لقلبي وقلب إبني يسوع. سوف تظهر علامات كثيرة في السماء قبل حلول المصائب عليكم... عليكم أن تُصلوا وتعملوا بما يحول دون حدوث تلك الكوارث. عندما تُصبحون في تلك الساعات الرهيبة الشديدة نادوني مراراً، إني هنا حية حقيقية بينكم."
في الساعة 10:00 من مساء يوم 29 أيلول 1993 أعطت العذراء مريم رسالة لنسرين قالت فيها: "سلامي معكم. أنا أمكم والأم تفعل كل شيء من أجل أولادها. فكروا جيداً كم تتألم الأم من أجل أولادها عندما ترى أولادها لا يعودون أبداً ابداً.. يا أولادي نظرة توبة تكفي لتبتسم لكم والدتكم السماوية. إن قلبي كثير الإكتئاب يا أولادي من جراء الخطايا الخطرة التي تُرتكب وخاصة خطايا الأنس التي تجعلني أبكي دموعا من دم، وإبني يسوع مُمزق القلب أكثر مما كان على الصليب. يريد الآب الأزلي إحلال العدل. لقد تعب من العالم بأسره، لأنه لا يصغي لكلامي الذي هو كلام الأم. لقد جئتُ الى الأرض لأحمل السلام الى القلوب ولكنهم لم يقبلوه. إنْ لم تصغوا لدعوتي كأم ستحل حروباً كبيرة جداً."
في الذكرى الخامسة لظهور الزيت المُقدس لأول مرة في البيت التي صادفت يوم الثلاثاء 26 تشرين الأول 1993 ظهرت العذراء مريم في الساعة السادسة مساءاً وقالت لنسرين: "سلامي أعطيتكم يا أبنائي، على الأساقفة أن يهتموا ويعترفوا بوجودي على الأرض، في الأول كانت الكأس تمتليء أما الأن فقد طفحت. على العالم بأسره أن يعلم إن مملكتي ومملكة إبني ستأتيان عما قريب، وعند مجيء ذلك اليوم ستنفتح السماء والأرض، ستحدث عقوبات رهيبة من القلق والبكاء. أما أنتم يا أبنائي فإرفعوا عيونكم الى السماء وصلوا قانون الإيمان. صلوا لرئيس الملائكة مار ميخائيل، والمسبحة الوردية المريمية بأيديكم، لكي يهبكم القوة والشجاعة وقولوا: يا مار ميخائيل بنورك نورنا، ويا مار ميخائيل بسيفك دافع عنا.
أيها الأزواج إتقوا بمار يوسف، وأيتها الأمهات أعطوني أولادكن ولا تخافن... فأنا أكون معهم. طوبى لذلك البيت المؤمن."
في يوم عيد المسبحة الذي صادف 3 تشرين الأول 1993 جاء يسوع وأمه سوية في الساعة السادسة مساءاً، وكل منهما أعطى رسالة لنسرين. بدأت الأم العذراء أولاً برسالتها: "سلامي معكم يا أبنائي. إن العالم يسير في طريق الهلاك، والهالكون أكثر من الذين يذهبون الى السماء. لقد دقت الساعة والأب الأزلي لم يعد يتحمل الإنتظار. أعلن لكم عن حدوث عقوبات كثيرة، إني أنبئكم بحدوث وباء كبير، لكنكم لا تُصدقون كلامي، وبعد هذا الوباء ستطهر علامات في السماء نهاراً وليلاً وستشعرون بهزات كثيرة. إرفعوا أعينكم الى السماء وأطلبوا الرحمة والشفقة، صلوا قانون الإيمان. إن الشيطان يُقاتلكم ويجتذب إليه نفوساً كثيرة، حاربوه يا أولادي وقاتلوه ولا تخافوا لأن أمكم السماوية ستسحق رأسه وتطرده، إنها نهاية الأزمنة وليست نهاية العالم. يا إبنتي سوف يأتي اليوم الذي تنالين فيه مكافأتك عن عذاباتك بتواضعك أمام البشر."
ثم قال السيد المسيح: "يا إبنتي أعرف بأنك تتألمين وعذاباتك لن تطول. أنا في بيت القربان نهارا وليلا لأجلهم جميعاً، ولكن كم يرفضون نداءاتي. أنتظرك ليلا ونهارا... عزيني... سلمي ذاتك لي. قولي لهم أنْ لا يُعذبوني أكثر لأن ما أريده هو أن يخلصوا."
في هذا القسم نرى تحذيرات لنا غير قليلة نسبياً بالمقارنة مع الأقسام السابقة.
سنتابع في القسم القادم إن شاء الله.
العذراء تقـول القسم العاشر
وسام كاكو
بقلم: وسـام كاكـو
سألتُ نسرين مرة عن الأحداث الغريبة التي مرّت بها، ويبدو لي أنها تمتلك العشرات إن لم أقل المئات منها وقد سردَت الكثير منها، سبق وأن كتبتُ بعضها في الأقسام السابقة وسأسرد بعضها الغريب جداً هنا.
في شباط 1989 كانتُ نسرين صائمة وقد خرجت مع والديها الى السوق لكي تشتري بعض المُعجنات للصوم أما والديها فلم يرافقاها في التبضع بل ذهبا الى مكان آخر. بعد أن إنتهت من شراء المُعجنات خرجت لتضع ما اشترته في سيارتها، فرأت سيدة كبيرة في السن تلبس على رأسها غطاءاً أزرق اللون وعمرها بالستينات وسحنتها تشبه الإيطاليين لكنها تكلمت بالإنكليزية مع نسرين وقالت: إني أبحث عن هذا العنوان! أخذت نسرين الورقة منها فرأت إن العنوان هو في مدينة (آبلاند) بولاية كاليفورنيا التي تعرفها جيداً جداً ولكنها لم تعرف العنوان المكتوب في الورقة فقالت لها: إني أعرف (آبلاند) جيدا ولكن هذا العنوان لم أسمع به في حياتي.
قالت هي: "هل إشتريت معجنات؟" لم تجب نسرين ولكنها تعجبت كيف عرفت بذلك! ثم أضافت السيدة بالإنكليزية: "إنها قد غفرت لكِ؟" قالتُ نسرين: "هل أنتِ تقرأين المستقبل أو الحظ، كيف عرفتِ إنها غفرت لي ومن هي التي غفرت لي؟" ثم كررت الكلام: "لقد غفرت لك." في هذه الأثناء كانت إمرأة أمريكية تضع مسواقها في صندوق سيارتها وكانت تراقب نسرين تتحدث مع السيدة الكبيرة. أعادت نسرين السؤال: "هل أنت قارئة مُستقبل؟" وأجابتها مرة أخرى: "إن التي تصومين لها تغفر لكِ" ثم إختفت السيدة. إنذهلت نسرين مما حصل، فإستدارت نحو المرأة التي كانت تضع مسواقها في صندوق سيارتها وسألتها: "هل رأيت السيدة التي كانت بجانبي؟" نظرت هذه المرأة بإستغراب الى نسرين وقالت: "لقد تصورتُ بأنك مجنونة لأنكِ كنت تتحدثين مع نفسكِ إذ لم يكن أحد بجانبك" ثم رجعت نسرين بعد أن أخذت والديها وقالت لهما ما حدث فقال والدها: "إننا نتبع الكنيسة الكلدانية وعلينا أن نتصل بالأب عمانوئيل (ش) لكي نسأله."
إتصلت نسرين بالأب عمانوئيل في كنيسة لوس أنجلس وحكت له ما حصل فأجاب: "أنا واثق من إن السيدة التي تحدثتِ معها هي مريم العذراء ولكن لكي نطمئن صلي وأطلبي منها أن تأتي إليك وتكشف لكِ ما رأيته."
كانت نسرين مُرتبكة وأرادت أن تنام القيلولة، فصلت ونامت. جاءها يسوع في الحلم وقال لها: "عندي هدية لكِ." ثم أخرج الغطاء الأزرق الذي كانت السيدة ترتديه على رأسها عندما رأتها نسرين، وأضاف يسوع: "أنا أبنها!"
إذن السيدة كانت مريم العذراء مثلما توقع الأب عمانوئيل! إتصلت نسرين بالأب عمانوئيل وحكت له ما رأته في الحلم. فقال: "كنتُ مُتأكدا من إنها العذراء! سآتي لزيارتكم."
جاء الأب عمانوئيل ووضع ورديته في يد تمثال العذراء وقال لنسرين: قولي للناس بأن الأب عمانوئيل جاء ووضع ورديته في يد العذراء."
واقعة أخرى غريبة: في عام 1993 زار نسرين الأب بيشوي مع زوجته وأبنائه ومسك صورة العذراء التي كانت تنضح زيتاً وقد سمع رهبان دير الأقباط بالموضوع فإستأذن الراهبان كاراس وبيشوي من رؤسائهما بالخروج من الدير وزيارة بيت نسرين. بعد الحصول على الأذن زار الراهبان بيت نسرين وفي نهاية زيارتهما وجهّا دعوة لعائلة نسرين لزيارة ديرهما فذهبت نسرين مع أمها وأختها وبقوا هناك ثلاثة أيام وكان جناح النساء مُختلف عن جناح الرجال في الدير.
أثناء الصلاة في اليوم الأول في الدير سأل الأب كاراس بلهجته المصرية الجميلة قائلاُ: "نسرين، لمّا تِجي العذراء قولي لها إني نِفسي أشوفها!"
في اليوم الثاني ظهرت العذراء في الدير فقالت نسرين للعذراء إن الأب كاراس يتمنى أن يراها، فأجابت العذراء: "كيف يسأل هذا وأنا قد ظهرت له في نفس هذا المكان." فذهبت نسرين الى الأب كاراس وقالت له: "أبونا كاراس هل تُريد أن تمزح معي، كيف يُمكنك أن تطلب من العذارء أن تظهر لك وهي تقول بأنها ظهرت لك في نفس هذا المكان!"
فقال ضاحكاً: "صح نسرين صح، لقد ظهرت لي."
رجعت نسرين الى البيت مع أمها وأختها، وبعدها بأيام جاءت سيدة وأرادت أن تأتي لنسرين بعريس وطلبت منها أن تسمح لها بأن تأتي به، وفعلاً جاءت السيدة ومعها هذا الشخص وكان مصرياً وأراد أن يخطبها، فطلبت نسرين منه أن يركع أمام تمثال العذراء لكي ترى إنْ كانت ستُوافق! وكان يوجد عدد غير قليل من الناس في البيت. بمجرد أن ركع هذا الشخص أمام تمثال العذراء صدر صوت غريب من التمثال وتحرّك بحيث إستدارت العذراء وأعطت ظهرها لهذا الشخص. إرتبك هذا الشخص كثيرا ولم يعرف ماذا يفعل فخرج مُسرعا من البيت.
في اليوم التالي، في الساعة الثامنة ليلاً إتصل الأب كاراس بنسرين وقال: سمعتُ إن شخصاً جاء عندكم وأراد أن يخطبك لكن العذراء أعطت له ظهرها، هل تعرفين لماذا؟ لأنه مُتزوج وليست لديه ورقة طلاق من زوجته السابقة، هل ترين كم تُحبك العذراء!؟
بعد ذلك بأسبوعين رأت نسرين في الحلم البابا كيرلس يقول لها: في الصباح إتصلي بالأب كاراس وقولي له بأنه ستصله بطاقة سفر ليحضر الى مصر ليُرسم أسقفاً.
إستيقظت من الحلم وحكت لأمها ما رأته فأجابتها أمها: "هذه رسالة من البابا كيرلس ويجب أن توصليها الى الأب كاراس". إتصلت نسرين هاتفياً بالأب كاراس وبمجرد أن رنّ الهاتف سمعت الأب كاراس يرد بفرح ودهشة قائلاً بلهجته: "إسم الصليب يا نسرين... إسم الصليب يا نسرين... إنتِ بتكلميني إزاي... دي فيشة التلفون بإيدي لأني عند الصلاة أرفع الفيشة ..." كان الأب كاراس مُتعجباً من هذه الأعجوبة فقالت نسرين له: "أبونا جاءني البابا كيرلس في الحلم وقال بأنه ستصلك بطاقة سفر لتذهب الى مصر حيث ستُصبح أسقفاً" قال هو: "لا يوجد مثل هذا الكلام يا نسرين... لا يوجد مثل هذا الكلام."
في الساعة الثامنة من مساء اليوم التالي إتصلت من مصر سيدة إسمها (مدام ميري) وقالت لنسرين بلهجة مصرية: "أنا من طرف أبونا كراس اللي بيقولك إنه في مصر وكلام البابا كيرلس صحيح وهيرسموا أسقف."
واقعة أخرى: في عام 1994 جاءت الى بيت نسرين عائلة اردنية مؤلفة من أب (يعقوب) وأم (منى) وأبنائهما (رائد ورائدة) وكانت معهم سيدة كبيرة بالسن، بيضاء الوجه، مُمتلئة، قصيرة نسبياً ومرتدية لملابس سوداء وعلى رأسها غطاء أسود أيضاً وكأنها من أهل القرى. دخل الجميع الى البيت وزاروا العذراء أما السيدة الكبيرة في السن فقد بقيت في الحديقة. بعد الزيارة خرج الجميع بعد أن ودعوا نسرين. بعد ذلك بقليل رأت نسرين السيدة الكبيرة في السن داخل البيت فخافت وقالت لها: "خالة، هل نسوك ولم يأخذوك معهم؟" ثم إستدركت نسرين وقالت: "ولكن كيف دخلت الى الداخل والباب مُقفل!؟" فضحكت السيدة ثم إختفت. إتصلت نسرين على الفور بأخيها ليأتِ وإتصلت بوالدتها التي كانت ذاهبة للسوق لترجع الى البيت لأنها خافت جداً. بقيت نسرين واقفة في باب الدار لحين وصول أخوها وأمها. بعد ذلك ظهرت العذراء لنسرين وقالت لها: "لا تخافي إنها كانت لوسيا!". تقصد العذراء لوسيا أنتونيو دوسانتوس التي ظهرت لها في فاطمة.
لم تكن لوسيا قد ماتت بعد ولكن يبدو إنها كانت قادرة على الظهور في مكانين في آن واحد مثل القديس بيو (أو بادري بيو).
لنعد الآن الى الرسائل التي إستلمتها نسرين، ففي الساعة 5:25 من مساء يوم 21 تشرين الثاني 1993 ظهرت العذراء لنسرين وأعطتها رسالة أثناء الإنخطاف قالت فيها: "سلامي معكم. إن اليوم الذي حددته يقترب فليكن يوم إنتصار المحبة والفرح في القلوب ليستطيع الجميع التقرب من القربان المقدس. إجعلوني أنتصر في جميع القلوب، سيروا وتكلموا وأكتبوا لأني سوف آتي في وسط نور عظيم وسأنتصر على العالم أجمع. سيأتي إبني يسوع بملكوت جديد يحمل السلام والمحبة والفرح الى القلوب. سوف تُذَلين ويُفترى عليكِ، لكن فكري بإبني هذا، لقد أذلوه وإفتروا عليه ومع ذلك وهب نفسه الى العالم. آه، إني أحبكم... خلصوا النفوس المكرسة. يا إبنتي سيظهر أنبياء كذبة، إنتبهي لأن المسيح الكذاب مُوجود في وسط البشر لكي يفسد النفوس، لكن بالتضحيات والصلاة والتواضع لن يستطيع هذا العدو أن يستولي على نفوسكم. أنظري ماذا فعلت خطايا العالم يا إبنتي؟ يا إبنتي إن الآب الأزلي سيشق السماء وسيظهر على الغمام... نعم يا إبنتي سأكون موجودة وسأظهر كأم الرحمة، ولكن بقلبها المجروح بالألام لرؤية الكثيرين من أولادي موسومين بختم العدو وبالعدد 666. أما أنتم فقد رُسمتم بإشارة الصليب على الجبين ... إنها إشارة المُختارين." ثم ذهبت العذراء وهي حزينة جداً.
نرى في هذه الرسالة أيضاً تأكيد على تحذيرات سابقة (ولاحقة كما سنرى فيما بعد) وردت لنسرين ولمجموعة أخرى من الرائين حول العالم.
في 1 تشرين الثاني 1993 الذي صادف عيد جميع القديسين ظهرت السيدة العذراء مع إبنها يسوع مرتدية لملابس بيضاء وكان يسوع بملابس ذهبية اللون مع ملاكين من السماء وبعض القديسين وقالت: "سلامي أعطيتكم. إجعلوني يا أبنائي أنتصر في جميع القلوب أنا وإبني يسوع. إن الشيطان يخوض معركته الأخيرة، كونوا أقوياء لأنه في هيجان، ناضلوا وقاتلوا وسننتصر بالصلاة. كونوا مُستعدين يا أولادي فأنا أدعوا النفوس للصلاة والتضحية ولكن القليل منهم يُلبون دعوتي. أبقوا مُتحدين بإبني يسوع خصوصاً في سر القربان، تناولوه يوميا وقبل المُناولة هيئوا قلوبكم وأدعوا جميع الملائكة والقديسين وأمكم أيضاً ليرافقوكم الى مائدة الرب. تناولوا يسوع بفرح كبير وصلوا. ها أنا اليوم أمنحكم بضع دقائق لتعطوني نياتكم."
ثم قال يسوع: "يا إبنتي إن الذين يقولون إنهم يُحبونني ولا يحبون أمي يكذبون لأنهم لا يحبون أمي. من لا يحب أمي لا يحبني. إن الذين يدعون الإيمان أمام الناس ليسوا بشيء إنْ كانوا يهينون أمي ويحتقرونها مثل: شهود يهوة، البروتستانت، الإنجيليين، المعمدانيين، السبتيين، وكثير غيرهم. ما أعظم الألام التي يُسببونها لي يا إبنتي. إن الماسونية تغلغلت الى الكنيسة وإن العالم في طريقة الى الهلاك. سيقوم أساقفة على أساقفة، وكهنة على كهنة، وكثير من الكهنة سيتركون الدير والثوب ويذهبون. صلوا لأن ملكوت السماوات إقترب."
تؤكد العذراء هنا على تناول القربان، ويؤكد يسوع على دور العذراء بحيث يجعلها الحد الفاصل ما بين الخلاص والهلاك: فمن لا يحبها لا يحبه هو! ويحددهم بالإسم ويجعلهم لا شيء، حتى وإنْ كانوا يدعون الى الإيمان أمام الناس لأنهم يحتقرون أمه، هل يوجد أكثر من هذا التأكيد!؟ سندخل في تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع في القسم القادم إن شاء الله.
العذراء تقول القسم الحادي عشر
وسام كاكو
بقلم: وسـام كاكـو
في الرسائل التي وردت في نهاية القسم العاشر الماضي يوجد تأكيد على دور العذراء ومكانتها عند يسوع وقد فهمتُ هذا الموضوع بعض الشيء مؤخراً، فقبل بضعة أسابيع إتصل بي أحد الرائين ونقل لي ما قالته له العذراء في رسالة إستلمها في الليلة السابقة لمكالمته لي وهي: "لكل شخص أب وأم، ومَنْ لستُ أنا أمه فإن الله ليس أباه" إندهشتُ لقوة هذه العبارة، وكانت دهشتي أعظم عندما قرأتُ بعد أيام من ذلك في كتاب: (الإكرام الحقيقي للعذراء الفائقة القداسة) للقديس لويس – ماري كرينيون دو مونفور المُتوفى سنة 1716 نفس العبارة وهي بالنص كالآتي: "كما أنه في الولادة الطبيعبة هناك اسم أب وأم، كذلك في الولادة الفائقة الطبيعة والروحية هناك أب هو الله، وأم هي مريم. فجميع أبناء الله الحقيقيين والمُختارين، الله هو أبوهم ومريم أمهم. والذي مريم ليست أمه فالله ليس أباه." إستغربتُ لهذا التطابق في الكلمات وأول ما قفز الى ذهني هنا هو الشك، فإتصلتُ بالرائي وقلتُ له: هل سبق وأن قرأت كتاب (الإكرام الحقيقي للعذراء الفائقة القداسة) فقال بأنه لم يقرأه في حياته. يا لها من مُصادفة غريبة!! ولكن بعيداً عن المصادفة يبدو من الكثير من النصوص التي وردت على لسان القديسين والرائين إنه لا أمل للشخص الذي ينكر العذراء أن يجد طريقاً للسعادة الأبدية!! وفي رسائل نسرين نرى تأكيداً مُتكرراً من يسوع المسيح على هذه الحقيقة.
في تأكيد أخر على عظمة مكانة ودور العذراء تقول لويسا بيكاريتا (وهي إمرأة إيطالية عاشت كل حياتها مع المسيح وقد عملت الكثير من المعجزات في حياتها، وماتت سنة 1947 وهي جالسة ولم يتفسخ جسدها حتى بعد عرضه أمام العامة لأربعة أيام في العراء) في أحد مجلداتها التي ترجمتُ بعضها: إن الشمس الحالية هي عبارة عن ظل الله ولو إقتربت هذه الشمس أكثر من البشر فإننا سنتلاشى وربما لا يبقى منا ما يُمكن مشاهدته لأننا سنذوب، فما بالك إذن أن يأتي الله بشخصه ويدخل في أحشاء العذراء ويبقى (هذا الذي ليست الشمس إلا ظلاً له) هناك لتسعة شهور! كم هي عظمة هذه العذراء إذن! وهل تحتاج الى مناقشتنا لدورها في الخلاص والإرادة الإلهية إن كان الله بنفسه يؤكد دورها!؟
إنْ نظرنا الى مكانة العذراء من زاوية أخرى نرى إنه لا أحد يُنافسها في ظهوراتها وفي محبتها لأبنائها بحيث إنها تُحاول أن تقودنا الى بر الأمان على مدى العصور وتضطر الى أن تظهر بنفسها لنا وتُعطينا رسائل مُستمرة أملاً في إصلاحنا ومع هذا يحيط بنا الشك من كل جانب ولا ننظر بجدية أحيانا الى رسائلها ونصائحها لنا وظهوراتها علينا.
في عيد الحبل بلا دنس الذي صادف يوم 8/12/ 1993 أعطت العذراء مريم رسالة لنسرين في الساعة السادسة مساءاً قالت فيها:
"سلامي أعطيتكم، يا أولادي، يجب أن تستعدوا للميلاد ورأس السنة بالصلاة والتوبة والتضحيات. إني سأساعدكم، وسأجيب كل طلباتكم. تعالوا إليّ يا أولادي ولا تشكوا. إني أحبكم، لذلك نزلت إليكم لنتحد معاً... أنتم وأنا لنلتمس من الله الآب الأزلي الرحمة والشفقة فلا تخافوا يا أولادي لأني معكم دائماً. قولي للبابا إن جسد المسيح يجب أن يمسك بأيادي مُكرسة فقط لأن الكاهن مثل المسيح على الأرض."
هنا يوجد رسالة بخصوص جسد المسيح لم افهم عن ماذا الكلام ولا اعتقد انها تقصد اللاتين عامة لانهم يمسكون الجسد قبل هذا بسنين ولكن اعتقد ان المقصود رفع الجسد اثناء التقديس
في الساعة السادسة من مساء يوم 20 كانون الأول 1993، كان يوجد عدد غير من قليل من الناس في بيت نسرين وفجأة ظهرت سيدة على نسرين وقالت بأنها العذراء وإنها لا تريد بعد اليوم أن يأتي الناس الى بيتها للصلاة ولا حاجة الى تحميل الناس هذا العبء إذ يستطيعون أن يصلوا في بيوتهم. ثم قالت لنسرين بأنها تريد أن تعود الغرفة المُخصصة لها مثلما كانت سابقاً دون صور وتماثيل! شعرت نسرين هنا بأن هذه السيدة لا يُمكن أن تكون العذراء مريم لا سيما وإنها قالت عن نفسها بأنها العذراء دون أن تذكر إسم مريم كما إنها لم تكن تحمل إكليل النور الذي تحمله العذراء دائماً في ظهوراتها، لذا أخذت نسرين ماءاً مُقدساً ورشّته على هذه السيدة ورسمت علامة الصليب ثم قالت لها: إنْ كنتِ أنتِ العذراء مريم فعلاً إبقي في مكانكِ، أما إنْ لم تكوني العذراء مريم إذهبي ولا تعودي. عندها إختفت هذه السيدة في الحال.
بعد لحظات قليلة من ذلك ظهرت العذراء مريم وكانت مُطوقة بنور وقالت: "لا تخافي يا إبنتي لقد سمحتُ للشيطان أن يُجربكِ لأنه مُتواجد على الأرض ولكن هذا العدو لن يستطيع أن يدخل الى قلبكِ."
كانت العذراء ترتدي ملابس فضية وذهبية وتحمل في يدها مسبحة ذهبية اللون وعلى رأسها إكليلا من ورد أبيض، ثم أعطت رسالتها: "سلامي أعطيتكم، لقد عُدتُ إليكم مرة أخرى لكنكم لا تُصدقوا كلامي ولا تُصدقوا إن كلمتي لم تعد مسموعة وإن العالم لا يزال في الخطيئة ويسير من سيء الى أسوأ. لو كنتم تسمعون كلامي لما حل الخراب على العالم. توبوا وأمنوا فقد إقترب ملكوت السماوات. إن العقوبات يرسلها الآب الأزلي على الأرض ليرى إنْ كان في قلوب أولاده محبة. هل أولادي يحبون بعضهم البعض ويحبون عائلاتهم ؟ صلوا يا أولادي لأن لديكم الآن مجال العودة الى الله. الله حق... الله نور... الله هو الكلمة الى أبد الأبدين."
في عيد العائلة المُقدسة الذي صادف يوم 26 كانون الأول 1993 وفي الساعة 5:30 مساء ظهرت العذراء لنسرين وهي حاملة الطفل يسوع وكان معها خطيبها ما يوسف. كان مار يوسف يحمل بيده عصا. قالت العذراء: "هذا هو مُخلص العالم." ثم طلبت نسرين من العذراء أن تحمل الطفل يسوع فأعطتها العذراء الطفل يسوع فقال لنسرين ثلاث مرات: "هل تُحبيني؟" ولكن في قلبها كانت تقول لما يسألني هل أحبه وهو يعلم كم أحب يسوع. قال لها: "سترين كم من النعم سأعطيك يا إبنتي."
في الساعة السادسة من مساء يوم 6 كانون الثاني 1994 ذهبت نسرين في حالة إنخطاف فرأت العذراء بملابس زرقاء وبيضاء فقالت العذراء لها: "سلامي معكم. إنها الإنذارات الأخيرة التي أعلنها لكم، صلوا وتوبوا وأمنوا. بصلاتكم تنالون كل شيء. إني أعلن لكم عن إشارة في السماء سترونها قريباً. صلوا لنائب المسيح لأن أيامه إقتربت. أحبوا بعضكم بعضاً لأن الشيطان في معركته الأخيرة مع البشر ولن يستطيع هذا العدو يا أبنائي أن ينتصر، وبصلاتكم لن يستطيع أن يدخل الى قلوبكم. إني أسير في الشوارع والمدن والقرى وأعلن لكم عن العقوبات الرهيبة، إنْ لم تعودوا الى الله. إني بينكم حية وحقيقية يا أبنائي. لا تخافوا يا أولادي لأني أنا سلطانة السلام. إني أعلن لكم إن كثيرين منكم سيُذَلون. ستقوم مدن على مدن وفي تلك الساعة ستتمنون الموت، فإرفعوا أعينكم الى السماء وصلوا قانون الإيمان ويا سلطانة الرحمة والى رئيس الملائكة مار ميخائيل... لا أطلب غير الصلاة والصوم والتقشف والإماتَة يا أولادي."
ثم ذهبت العذراء وهي تبكي وتطلب وتقول: "يا إبني الحبيب، إرحم أولادي."
ثم ظهر نور ساطع ويد، وقد سمعت نسرين وهي في وسط اليد صدى صوت يسوع يقول: " أنا البداية والنهاية... أنا الحق والحرية والسلام. توبوا لأن ملكوتي إقترب والويل لمن لا يتوب ويعود لأنكم عندما تقفون أمامي في الدينونة وتكونون في حالة الخطيئة ستأكل النار جسدكم وروحكم. إبتعدوا عن الظلام والظلم لأن أيام الظلام الثلاثة قريبة جداً وهي قريبة منكم. إن نائبي في خطر شديد ..." ثم أضاف يسوع المسيح عبارات أخرى سنتفادى نشرها في الوقت الحاضر.
في الساعة 1:30 من بعد ظهر يوم 19 كانون الثاني 1994 ظهرت السيدة العذراء لنسرين وهي تحمل معها الطفل يسوع ثانية، وقالت: "سلامي أعطيتكم، لقد دقت الساعة والآب الأزلي لم يعد يتحمل الإنتظار لأن الناس لم يعد يفهمون بعضهم بعضاً ولا يُحبون بعضهم بعضاً، لم يبق سوى الخبث والكبرياء والغرور، ولكن ذلك الغرور والكبرياء ستدوسهما الأقدام، وتسحقهما الكوارث والهزات الأرضية والعواصف البحرية والحروب والأوبئة. كونوا مُتحدين معي بالصلاة والتضحيات وأعمال الخير لأنكم ستجدونها مُسجلة يوما ما في السماء عندما تمثلون أمام دينونة الرب، فهناك الحقيقة المُجردة. كل الخير الذي فعلتموه وكذلك كل الشر.
عندما تمثلون أمام دينونة الرب وتكون أنفسكم بريئة سيغمركم بهاء عظيم وحضور يسوع عندما يفتح لكم باب السماء وتُشاهدون جميع الملائكة والقديسين وأعزاءكم ستشعرون بفرح عظيم."
ثم تكلم يسوع قائلاً: "نعم يا إبنتي... ها أنا حاضر في آلامك وعذاباتك وأيضاً لأواسيكِ وأساعدك على تحمله. في كل مرة يزداد العالم سوءاً. إني أعلن لكم سيرسل الله الآب عذابين شديدين جداً أحدهما سيكون بشكل حروب وكوارث وأخطار والأخر سترسله السماء. سيغمر الأرض ظلام دامس يدوم ثلاثة أيام وثلاث ليال، لن يبقى شيئاً مرئياً، وسيتحول الهواء طاعوناً خبيثاً، وفي غضون أيام الظلام الثلاثة سيستحيل إستعمال النور الإصطناعي، الشموع المُباركة وحدها ستشتعل أثناء تلك الأيام، وسيهلك على وجه الأرض كلها أعداء الكنيسة المنظورين والمجهولين خلال أيام الظلمة هذه، بإستثناء البعض من الذين سيرتدون. ستكون الأرض مطوقة باللهيب وتنهار أبنية عديدة وتظهر السماء وكأنها في نزاع وسيهلك ملايين الرجال بالسيف، البعض في الحرب والبعض في المعارك وملايين أخرين سيهلكون بالموت الفجائي. عندئذ سأجري فعل عدل ورحمة لأجل الأبرار وسآمر ملائكتي أن يعدموا جميع أعدائي. وأنتِ يا إبنتي، عيشي ألامك مثلي، تلك الألام التي تُخلص الكثيرين من النفوس. أنظري الى ما أقاسيه... حدّقي بألامي، إني أتألم بإستمرار عن الخطأة وعن فساد العالم، وعن خطايا الدنس. صلي لأجل البابا... ثابري في صلواتك، إنه سيتعذب كثيراً، سأكون معه الى أخر لحظة لكي أتقبل تضحيته."
في 23 كانون الثاني 1994 بالساعة 5:45 مساءاً أعطت مريم العذراء رسالة الى نسرين قالت فيها: "سلامي أعطيتكم، أريد كنيسة واحدة بدون طوائف. توبوا وأمنوا وصلوا. إن العالم في خطر كبير، أتلوا صلاة المسبحة التي تتكون في أقسام الوردية الثلاثة والأسرار الخمسة عشر. لا تعلمون كم من النعم تحصلون عليها من الله بصلاتكم للمسبحة. إن الشيطان يخاف من صلاة المسبحة الوردية، وبصلاتكم للمسبحة تنجون أنفساً كثيرة، فأنتم لا تُساعدوا الذين هم في خارج الأرض فقط بل الذين يُحيطون بكم أيضاً. أحبوا بعضكم بعضاً ولا تكرهوا أحداً. عودوا الى الله يا أولادي لأن الآن لديكم مجال للعودة. صلوا، فبصلاتكم حتى الحوادث الطبيعية تستطيعون أن ترفعونها. إني معكم دائماً، لا تخافوا يا أولادي لأن الأم تفعل أي شيء من أجل أولادها."
في الساعة 6:30 من مساء يوم 26 كانون الثاني 1994 جاءت لنسرين رسالة من مريم العذراء وهي: "سلامي أعطيتكم. إن كثير من الكهنة والأساقفة يبتعدون عن الكنيسة ويأخذون معهم كثيرا من النفوس الهاوية. إرفعي صوتك يا إبنتي ولا تخافي وتكلمي عن جميع رسائلي لأن ملكوت الله إقترب والويل لمن لم يسمع. إن الشيطان في معركته الأخيرة، حاربوه يا أولادي ولا تخافوا لأن والدتكم السماوية ستنتصر. إنكم في بداية السنين الخطرة ... صلوا وصلوا لأنكم بصلاتكم تنالون جميع النعم. لا تكرهوا أحداً، ولا تخافي يا إبنتي أنا معكِ، إنكِ في بداية عذابات هذه الحياة. إنك ستتعذبين كثيرا وسيُفترى عليك كثيراً، ولكن لا تخافي كل هذا لتمجيد إبني لأن مكافأتك كبيرة في السماء."
من يُتابع الرسائل الأخيرة هذه يُلاحظ تشابها كبيرا بينها وبين الرسائل التي أعطيت الى الصبي النايجيري برناباس نوويي في تموز من عام 1997، ومع البعض من رسائل ميرنا السورية وكذلك مع ما ورد في تفسيرات السر الثالث الذي أعطي لـ لوسيا من قبل عذراء فاتيما رغم إن رسائل نسرين سبقت (زمنياً) الإعلان عن السر الثالث (الذي نشر في حزيران عام 2000) وكذلك رسائل برناباس نوويي، ولو سنحت الفرصة مُستقبلا وأعاننا الله سنجري دراسة مقارنة بين هذه الرسائل وسنرى تطابقا حرفياً غريباً بين كلها علماً إنها حصلت لأناس في قارات مُختلفة وفي أوقات زمنية مُتفاوته وبلغات مُختلفة!!
سنُتابع في القسم القادم إن شاء الله.
العذراء تقول القسـم التاسـع
وسام كاكو
بقلم: وســام كاكـو
لاحظنا في نهاية القسم الثامن من هذا المقال كيف إن يسوع ناول نسرين القربان المقدس أمام حشد من الناس وهذا ما جعل شيئا يقفز الى ذاكرتي، فإلى وقت قريب كان أولادي الثلاثة يسألوني حين أوقظهم يوم الأحد للذهاب الى الكنيسة: لماذا نذهب الى الكنيسة فلو كان بسبب القداس نستطيع أن نراه في التلفزيون ولو كان من أجل الصلاة فإننا نستطيع أن نُصلي فيما بيننا أي نجعل بيتنا مثل كنيسة ونوفر على أنفسنا الذهاب ومشاكل الطريق ومصاريف الوقود والضجر الناجم عن النهوض المُبكر في الصباح؟
كلها أسئلة تبدو معقولة للناظر إليها من الخارج، وأنا أجيبهم دائماً بأن الذهاب الى الكنيسة هي لتناول جسد ودم المسيح ولزيارته في بيته الذي يسكن فيه! فيتساءلون ولكن لماذا نتناول جسده ودمه فالكثير من الكنائس المسيحية لا يتناول زائروها جسد ودم المسيح!؟ أما زيارة المسيح في بيته فهو موجود في كل مكان وليس له بيت ثابت! وهذا تساؤل يبدو معقولا أيضاً ولكني أجيبهم إنْ لم نتناول جسد ودم المسيح فإننا لا نمتلك نعمة الغفران من الخطايا، وإنْ لم نمتلك نعمة الغفران لا نمتلك نعمة الرجاء، وإنْ لم نمتلك الرجاء فإننا لا نمتلك نعمة الخلاص، وإنْ لم نمتلك كل هذا فما الذي نملكه من المسيح إذن!!؟ أما إن البعض لا يرى في القربان شيئاً مهماً فهذه مشكلته ولكننا نحن الكاثوليك (مع كنائس أخرى بالطبع) نعلم يقيناً إننا لن نمتلك نصيباً مع يسوع المسيح إنْ لم نتناول جسده ودمه، وكنيستنا هي كنيسة رسولية لم تظهر البارحة لكي يُقنعنا هذا وذاك بما يُناسبه ويجعلنا نقتنع بعدم تناول جسد ودم المسيح أو يجعلنا نتفرج على القداس أمام التلفزيون! وعندما أقول إن كنيستنا رسولية لا أقصد بذلك إنها قديمة فقط بل إنها تستقي أصولها من المنبع الأصيل لإيماننا. أما فيما يخص زيارة المسيح في بيته فصحيح إن المسيح موجود في كل مكان ولكن المسيح حينما أعطى مار بطرس سلطة أن يكون وكيله على الأرض ومن بعده الباباوات والدرجات الكهنوتية الأخرى فأنه أفهمنا بأن الكاهن في الكنيسة يُمثل هذه السلطة وإن جسد ودم المسيح في الكنيسة يُمثلان وجوده الحي الملموس والمتفاعل معنا نحن البشر وليس وجوده الإفتراضي، وهذا الجسد وهذا الدم لمُخلصنا لن يجدا طريقهما إلينا إلا بهذه السلطة!!
عندما يعسر على أبنائي هضم كل هذا الكلام يُحاولون كسر هذه الجدية في الرد ويقولون: لماذا نُصلي بشكل دائم ونُتعب أنفسنا أساساً؟ لماذا لا نؤجّل صلاتنا الى ما قبل الموت بسنوات وعندها نتوب؟ أجيبهم: لكي نحصل على شهادة من المدرسة بكل مستوياتها من الإبتدائية وحتى الدكتوراه نضطر الى الذهاب يوميا الى المدرسة، تحت المطر وحر الصيف وخطر الطريق وضجر النهوض المُبكر وغيرها من العراقيل، وبعدها إنْ لم نفعل حسناً نتعرض الى إهانات المدرسين ونحن في صمت وخضوع، ومع هذا نضطر الى أن نُكمل دراستنا، فلماذا كل هذا يكون مقبولا مُقابل الحصول على الشهادة، ولكن الذهاب الى الكنيسة ليوم واحد في الأسبوع نراه ثقيلاً والصلاة لبضعة دقائق في اليوم نراها مُزعجة وغير ذات جدوى!!! أما إنْ قارنت الوقت الذي نقضيه أمام التلفزيون مع الوقت الذي نقضيه في الصلاة أو في الكنيسة فإن الميزان دون شك سيكون مُختلاً بشكل غير طبيعي.
هنا يرى أولادي بأن حججهم لا تنفعهم وعليهم الذهاب الى الكنيسة والصلاة، وأنا مُتأكد من إن هذه المشكلة ليست مشكلة أولادي فقط وليست مُشكلة عمر مُعين بل هي تساؤلات يقصف الشيطان فكرنا وقلبنا بها لكي يجعلنا نبتعد عن المنبع الصافي لإيماننا ونتقاعس عن أساسيات حياتنا ونخاف الله ونجهله بدل أن نُحبه ونعرفه.
لم تكن المرة الأخيرة التي ناول يسوع بها نسرين جسده هي المرة الأخيرة بل تكررت فيما بعد وسنرى في سياق إستعراض هذه الأقسام كيف إن يسوع يُركز على أهمية موضوع تناول جسده ودمه من خلال مُناوله نسرين أمام عدد كبير من الناس في أكثر من مناسبة.
بالعودة الى الرسائل التي إستلمتها نسرين نرى إن العذراء مريم ظهرت لها يوم 20 كانون الأول 1992 وهي ترتدي ملابس ذهبية اللون وتحمل مسبحة ذهبية، وكان يسوع الطفل معها يلبس ملابس ذهبية وحمراء وقالت: "سلامي معكم، أحبوا حتى الذين أبغضوكم. إذا كان عندكم ثقة بأني بإستطاعتي أن أفعل اي شيء فإن كل ما تطلبونه تحصلون عليه. لا تخافوا... صلوا وصلوا لأنه بالصلاة تُنْجُونَ أنفساً كثيرة." ثم باركت جميع الأمهات.
في صباح يوم الجمعة العظيمة 9 نيسان 1993 بدأ الدم ينزف من رأس نسرين ويديها ورجليها منذ الساعة العاشرة صباحاً. في الساعة 2:30 ظهراً دخلت نسرين في حالة إنخطاف فرأت يسوع مُنساقاً من قبل رجال في مبنى قديم وينزلون سلالم وهو يحمل صليبه. طلب أحد الجنود من رجل هناك أن يُساعد يسوع على حمل صليبة ثم أخذوا السيد المسيح الى مكان عال، على جبل عال لكي يُصلب. كانت توجد ثلاث فتيات بملابس سوداء، يبكين عند الصليب وكان يسوع على الصليب يطلب ماءاً، ورأت رجلاً يُعطي يسوع شراباً ليشرب. عند موت يسوع على الصليب إنقلبت الدنيا وبدأت الأمطار تنزل وضرب المكان إعصار، ورأت الأموات قد قاموا من القبور. ثم دُفن يسوع، وعند دفنه رأت نوراً قوياً وجميلاً ورأت يسوع في وسط النور وقال: "سلامي أعطيكم، أنا البداية والنهاية... أنا الحق والحرية والسلام. إفعلوا الخير لفاعلي الشر ولا تُعاملوا أحداً بسوء. أحبوا بعضكم بعضاً، أحبوا حتى الذين أبغضوكم أو تكلموا عليكم سوءاً بهذا تكتسبون المجد. إنكِ مُمَجّدة من الخالق فلا تخافي يا إبنتي. ليس لكم أن تعرفوا الأيام والتواريخ والأزمان لأن السماء والأرض تزولان وكلمة من كلمتي لا تزول. أطلب الرحمة والصلاة والصوم. أنا معكم دائماً."
ثم بارك كل الأمهات وأضاف: "مغفورة لكم زلاتكم."
يوم 8 أيلول 1993 وهو يوم عيد ميلاد العذراء مريم أعطت العذراء في الساعة 4:50 دقيقة مساءاَ رسالة الى نسرين قالت فيها: "سلامي معكم، أنا حزينة يا أبنائي لأنكم تتفرقون. لا تتفرقوا ولا تقسمون إبني الى أجزاء لأنه لا يتجزأ. أطلبُ الصلاة والرحمة. إنكم لا تُصلون ولا تقولوا لي إنكم تُصلون لأن صلاتكم ليست بفائدة إذ إنكم بعيدون عن الله. إنكم تدعونني أن أصلي الى إبني بدلاً عنكم لكني أقول لكم إذا بقيتم على هذه الحال، سأترككم، وأقف بجانب إبني، وإذا وقفتُ بجانب إبني فإن يد إبني قوية وجبارة فإذا نزلت عليكم تُحَطمكم. صلوا الى أنفس المطهر وصلوا المسبحة كثيراً لأنكم بصلاتكم المسبحة تُنجون أنفساً كثيرة. إفعلوا الخير لفاعلي الشر. وإذا صليتم هذا سأجلب لكم النِعَم، وسأخلصكم من مخاطر الحياة، وأعدكم بالفردوس السماوي. صلوا وصلوا وتقشفوا. يا إبنتي إن يسوع يُحبكِ ويريد ألامك وقلبك وطيبتك وتواضعك، إعطيه كل شيء ولا تخافي يا إبنتي. إني أعلن لكم بأن كثيرا من الكهنة والراهبات والأساقفة على طريق الهلاك." ثم ذهبت العذراء وهي تبكي.
في 15 أيلول 1993 ظهرت العذراء في الساعة 1:45 ظهراً بلباس أزرق وأحمر وعلى صدرها أيقونة. كانت العذراء تبكي لأجلنا وقالت: "سلامي معكم، تعالوا إلي ولا تشكوا فيّ. لن يلحقكم أي أذى ... أنا أمكم الحنون ... إني أساعدكم. لقد نزلتُ إليكم لنتحد معاً. إنني أبكي عليكم لأنكم لا تعيشون حُب الإنجيل، وتهينون الله بخطايا جسيمة. أريد منكم الذهاب الى الكنيسة وحضور القداس الإلهي. أريد الملابس بأكمام، وعدم لبس البنطلون وعدم إستعمال أحمر الشفاه عند التناول. أريد منكم تسعاوية لي لمدة تسعة شهور تبدأ كل أول سبت في الشهر وبالتوالي تكون مُقدمة لقلبي وقلب إبني يسوع. سوف تظهر علامات كثيرة في السماء قبل حلول المصائب عليكم... عليكم أن تُصلوا وتعملوا بما يحول دون حدوث تلك الكوارث. عندما تُصبحون في تلك الساعات الرهيبة الشديدة نادوني مراراً، إني هنا حية حقيقية بينكم."
في الساعة 10:00 من مساء يوم 29 أيلول 1993 أعطت العذراء مريم رسالة لنسرين قالت فيها: "سلامي معكم. أنا أمكم والأم تفعل كل شيء من أجل أولادها. فكروا جيداً كم تتألم الأم من أجل أولادها عندما ترى أولادها لا يعودون أبداً ابداً.. يا أولادي نظرة توبة تكفي لتبتسم لكم والدتكم السماوية. إن قلبي كثير الإكتئاب يا أولادي من جراء الخطايا الخطرة التي تُرتكب وخاصة خطايا الأنس التي تجعلني أبكي دموعا من دم، وإبني يسوع مُمزق القلب أكثر مما كان على الصليب. يريد الآب الأزلي إحلال العدل. لقد تعب من العالم بأسره، لأنه لا يصغي لكلامي الذي هو كلام الأم. لقد جئتُ الى الأرض لأحمل السلام الى القلوب ولكنهم لم يقبلوه. إنْ لم تصغوا لدعوتي كأم ستحل حروباً كبيرة جداً."
في الذكرى الخامسة لظهور الزيت المُقدس لأول مرة في البيت التي صادفت يوم الثلاثاء 26 تشرين الأول 1993 ظهرت العذراء مريم في الساعة السادسة مساءاً وقالت لنسرين: "سلامي أعطيتكم يا أبنائي، على الأساقفة أن يهتموا ويعترفوا بوجودي على الأرض، في الأول كانت الكأس تمتليء أما الأن فقد طفحت. على العالم بأسره أن يعلم إن مملكتي ومملكة إبني ستأتيان عما قريب، وعند مجيء ذلك اليوم ستنفتح السماء والأرض، ستحدث عقوبات رهيبة من القلق والبكاء. أما أنتم يا أبنائي فإرفعوا عيونكم الى السماء وصلوا قانون الإيمان. صلوا لرئيس الملائكة مار ميخائيل، والمسبحة الوردية المريمية بأيديكم، لكي يهبكم القوة والشجاعة وقولوا: يا مار ميخائيل بنورك نورنا، ويا مار ميخائيل بسيفك دافع عنا.
أيها الأزواج إتقوا بمار يوسف، وأيتها الأمهات أعطوني أولادكن ولا تخافن... فأنا أكون معهم. طوبى لذلك البيت المؤمن."
في يوم عيد المسبحة الذي صادف 3 تشرين الأول 1993 جاء يسوع وأمه سوية في الساعة السادسة مساءاً، وكل منهما أعطى رسالة لنسرين. بدأت الأم العذراء أولاً برسالتها: "سلامي معكم يا أبنائي. إن العالم يسير في طريق الهلاك، والهالكون أكثر من الذين يذهبون الى السماء. لقد دقت الساعة والأب الأزلي لم يعد يتحمل الإنتظار. أعلن لكم عن حدوث عقوبات كثيرة، إني أنبئكم بحدوث وباء كبير، لكنكم لا تُصدقون كلامي، وبعد هذا الوباء ستطهر علامات في السماء نهاراً وليلاً وستشعرون بهزات كثيرة. إرفعوا أعينكم الى السماء وأطلبوا الرحمة والشفقة، صلوا قانون الإيمان. إن الشيطان يُقاتلكم ويجتذب إليه نفوساً كثيرة، حاربوه يا أولادي وقاتلوه ولا تخافوا لأن أمكم السماوية ستسحق رأسه وتطرده، إنها نهاية الأزمنة وليست نهاية العالم. يا إبنتي سوف يأتي اليوم الذي تنالين فيه مكافأتك عن عذاباتك بتواضعك أمام البشر."
ثم قال السيد المسيح: "يا إبنتي أعرف بأنك تتألمين وعذاباتك لن تطول. أنا في بيت القربان نهارا وليلا لأجلهم جميعاً، ولكن كم يرفضون نداءاتي. أنتظرك ليلا ونهارا... عزيني... سلمي ذاتك لي. قولي لهم أنْ لا يُعذبوني أكثر لأن ما أريده هو أن يخلصوا."
في هذا القسم نرى تحذيرات لنا غير قليلة نسبياً بالمقارنة مع الأقسام السابقة.
سنتابع في القسم القادم إن شاء الله.
العذراء تقـول القسم العاشر
وسام كاكو
بقلم: وسـام كاكـو
سألتُ نسرين مرة عن الأحداث الغريبة التي مرّت بها، ويبدو لي أنها تمتلك العشرات إن لم أقل المئات منها وقد سردَت الكثير منها، سبق وأن كتبتُ بعضها في الأقسام السابقة وسأسرد بعضها الغريب جداً هنا.
في شباط 1989 كانتُ نسرين صائمة وقد خرجت مع والديها الى السوق لكي تشتري بعض المُعجنات للصوم أما والديها فلم يرافقاها في التبضع بل ذهبا الى مكان آخر. بعد أن إنتهت من شراء المُعجنات خرجت لتضع ما اشترته في سيارتها، فرأت سيدة كبيرة في السن تلبس على رأسها غطاءاً أزرق اللون وعمرها بالستينات وسحنتها تشبه الإيطاليين لكنها تكلمت بالإنكليزية مع نسرين وقالت: إني أبحث عن هذا العنوان! أخذت نسرين الورقة منها فرأت إن العنوان هو في مدينة (آبلاند) بولاية كاليفورنيا التي تعرفها جيداً جداً ولكنها لم تعرف العنوان المكتوب في الورقة فقالت لها: إني أعرف (آبلاند) جيدا ولكن هذا العنوان لم أسمع به في حياتي.
قالت هي: "هل إشتريت معجنات؟" لم تجب نسرين ولكنها تعجبت كيف عرفت بذلك! ثم أضافت السيدة بالإنكليزية: "إنها قد غفرت لكِ؟" قالتُ نسرين: "هل أنتِ تقرأين المستقبل أو الحظ، كيف عرفتِ إنها غفرت لي ومن هي التي غفرت لي؟" ثم كررت الكلام: "لقد غفرت لك." في هذه الأثناء كانت إمرأة أمريكية تضع مسواقها في صندوق سيارتها وكانت تراقب نسرين تتحدث مع السيدة الكبيرة. أعادت نسرين السؤال: "هل أنت قارئة مُستقبل؟" وأجابتها مرة أخرى: "إن التي تصومين لها تغفر لكِ" ثم إختفت السيدة. إنذهلت نسرين مما حصل، فإستدارت نحو المرأة التي كانت تضع مسواقها في صندوق سيارتها وسألتها: "هل رأيت السيدة التي كانت بجانبي؟" نظرت هذه المرأة بإستغراب الى نسرين وقالت: "لقد تصورتُ بأنك مجنونة لأنكِ كنت تتحدثين مع نفسكِ إذ لم يكن أحد بجانبك" ثم رجعت نسرين بعد أن أخذت والديها وقالت لهما ما حدث فقال والدها: "إننا نتبع الكنيسة الكلدانية وعلينا أن نتصل بالأب عمانوئيل (ش) لكي نسأله."
إتصلت نسرين بالأب عمانوئيل في كنيسة لوس أنجلس وحكت له ما حصل فأجاب: "أنا واثق من إن السيدة التي تحدثتِ معها هي مريم العذراء ولكن لكي نطمئن صلي وأطلبي منها أن تأتي إليك وتكشف لكِ ما رأيته."
كانت نسرين مُرتبكة وأرادت أن تنام القيلولة، فصلت ونامت. جاءها يسوع في الحلم وقال لها: "عندي هدية لكِ." ثم أخرج الغطاء الأزرق الذي كانت السيدة ترتديه على رأسها عندما رأتها نسرين، وأضاف يسوع: "أنا أبنها!"
إذن السيدة كانت مريم العذراء مثلما توقع الأب عمانوئيل! إتصلت نسرين بالأب عمانوئيل وحكت له ما رأته في الحلم. فقال: "كنتُ مُتأكدا من إنها العذراء! سآتي لزيارتكم."
جاء الأب عمانوئيل ووضع ورديته في يد تمثال العذراء وقال لنسرين: قولي للناس بأن الأب عمانوئيل جاء ووضع ورديته في يد العذراء."
واقعة أخرى غريبة: في عام 1993 زار نسرين الأب بيشوي مع زوجته وأبنائه ومسك صورة العذراء التي كانت تنضح زيتاً وقد سمع رهبان دير الأقباط بالموضوع فإستأذن الراهبان كاراس وبيشوي من رؤسائهما بالخروج من الدير وزيارة بيت نسرين. بعد الحصول على الأذن زار الراهبان بيت نسرين وفي نهاية زيارتهما وجهّا دعوة لعائلة نسرين لزيارة ديرهما فذهبت نسرين مع أمها وأختها وبقوا هناك ثلاثة أيام وكان جناح النساء مُختلف عن جناح الرجال في الدير.
أثناء الصلاة في اليوم الأول في الدير سأل الأب كاراس بلهجته المصرية الجميلة قائلاُ: "نسرين، لمّا تِجي العذراء قولي لها إني نِفسي أشوفها!"
في اليوم الثاني ظهرت العذراء في الدير فقالت نسرين للعذراء إن الأب كاراس يتمنى أن يراها، فأجابت العذراء: "كيف يسأل هذا وأنا قد ظهرت له في نفس هذا المكان." فذهبت نسرين الى الأب كاراس وقالت له: "أبونا كاراس هل تُريد أن تمزح معي، كيف يُمكنك أن تطلب من العذارء أن تظهر لك وهي تقول بأنها ظهرت لك في نفس هذا المكان!"
فقال ضاحكاً: "صح نسرين صح، لقد ظهرت لي."
رجعت نسرين الى البيت مع أمها وأختها، وبعدها بأيام جاءت سيدة وأرادت أن تأتي لنسرين بعريس وطلبت منها أن تسمح لها بأن تأتي به، وفعلاً جاءت السيدة ومعها هذا الشخص وكان مصرياً وأراد أن يخطبها، فطلبت نسرين منه أن يركع أمام تمثال العذراء لكي ترى إنْ كانت ستُوافق! وكان يوجد عدد غير قليل من الناس في البيت. بمجرد أن ركع هذا الشخص أمام تمثال العذراء صدر صوت غريب من التمثال وتحرّك بحيث إستدارت العذراء وأعطت ظهرها لهذا الشخص. إرتبك هذا الشخص كثيرا ولم يعرف ماذا يفعل فخرج مُسرعا من البيت.
في اليوم التالي، في الساعة الثامنة ليلاً إتصل الأب كاراس بنسرين وقال: سمعتُ إن شخصاً جاء عندكم وأراد أن يخطبك لكن العذراء أعطت له ظهرها، هل تعرفين لماذا؟ لأنه مُتزوج وليست لديه ورقة طلاق من زوجته السابقة، هل ترين كم تُحبك العذراء!؟
بعد ذلك بأسبوعين رأت نسرين في الحلم البابا كيرلس يقول لها: في الصباح إتصلي بالأب كاراس وقولي له بأنه ستصله بطاقة سفر ليحضر الى مصر ليُرسم أسقفاً.
إستيقظت من الحلم وحكت لأمها ما رأته فأجابتها أمها: "هذه رسالة من البابا كيرلس ويجب أن توصليها الى الأب كاراس". إتصلت نسرين هاتفياً بالأب كاراس وبمجرد أن رنّ الهاتف سمعت الأب كاراس يرد بفرح ودهشة قائلاً بلهجته: "إسم الصليب يا نسرين... إسم الصليب يا نسرين... إنتِ بتكلميني إزاي... دي فيشة التلفون بإيدي لأني عند الصلاة أرفع الفيشة ..." كان الأب كاراس مُتعجباً من هذه الأعجوبة فقالت نسرين له: "أبونا جاءني البابا كيرلس في الحلم وقال بأنه ستصلك بطاقة سفر لتذهب الى مصر حيث ستُصبح أسقفاً" قال هو: "لا يوجد مثل هذا الكلام يا نسرين... لا يوجد مثل هذا الكلام."
في الساعة الثامنة من مساء اليوم التالي إتصلت من مصر سيدة إسمها (مدام ميري) وقالت لنسرين بلهجة مصرية: "أنا من طرف أبونا كراس اللي بيقولك إنه في مصر وكلام البابا كيرلس صحيح وهيرسموا أسقف."
واقعة أخرى: في عام 1994 جاءت الى بيت نسرين عائلة اردنية مؤلفة من أب (يعقوب) وأم (منى) وأبنائهما (رائد ورائدة) وكانت معهم سيدة كبيرة بالسن، بيضاء الوجه، مُمتلئة، قصيرة نسبياً ومرتدية لملابس سوداء وعلى رأسها غطاء أسود أيضاً وكأنها من أهل القرى. دخل الجميع الى البيت وزاروا العذراء أما السيدة الكبيرة في السن فقد بقيت في الحديقة. بعد الزيارة خرج الجميع بعد أن ودعوا نسرين. بعد ذلك بقليل رأت نسرين السيدة الكبيرة في السن داخل البيت فخافت وقالت لها: "خالة، هل نسوك ولم يأخذوك معهم؟" ثم إستدركت نسرين وقالت: "ولكن كيف دخلت الى الداخل والباب مُقفل!؟" فضحكت السيدة ثم إختفت. إتصلت نسرين على الفور بأخيها ليأتِ وإتصلت بوالدتها التي كانت ذاهبة للسوق لترجع الى البيت لأنها خافت جداً. بقيت نسرين واقفة في باب الدار لحين وصول أخوها وأمها. بعد ذلك ظهرت العذراء لنسرين وقالت لها: "لا تخافي إنها كانت لوسيا!". تقصد العذراء لوسيا أنتونيو دوسانتوس التي ظهرت لها في فاطمة.
لم تكن لوسيا قد ماتت بعد ولكن يبدو إنها كانت قادرة على الظهور في مكانين في آن واحد مثل القديس بيو (أو بادري بيو).
لنعد الآن الى الرسائل التي إستلمتها نسرين، ففي الساعة 5:25 من مساء يوم 21 تشرين الثاني 1993 ظهرت العذراء لنسرين وأعطتها رسالة أثناء الإنخطاف قالت فيها: "سلامي معكم. إن اليوم الذي حددته يقترب فليكن يوم إنتصار المحبة والفرح في القلوب ليستطيع الجميع التقرب من القربان المقدس. إجعلوني أنتصر في جميع القلوب، سيروا وتكلموا وأكتبوا لأني سوف آتي في وسط نور عظيم وسأنتصر على العالم أجمع. سيأتي إبني يسوع بملكوت جديد يحمل السلام والمحبة والفرح الى القلوب. سوف تُذَلين ويُفترى عليكِ، لكن فكري بإبني هذا، لقد أذلوه وإفتروا عليه ومع ذلك وهب نفسه الى العالم. آه، إني أحبكم... خلصوا النفوس المكرسة. يا إبنتي سيظهر أنبياء كذبة، إنتبهي لأن المسيح الكذاب مُوجود في وسط البشر لكي يفسد النفوس، لكن بالتضحيات والصلاة والتواضع لن يستطيع هذا العدو أن يستولي على نفوسكم. أنظري ماذا فعلت خطايا العالم يا إبنتي؟ يا إبنتي إن الآب الأزلي سيشق السماء وسيظهر على الغمام... نعم يا إبنتي سأكون موجودة وسأظهر كأم الرحمة، ولكن بقلبها المجروح بالألام لرؤية الكثيرين من أولادي موسومين بختم العدو وبالعدد 666. أما أنتم فقد رُسمتم بإشارة الصليب على الجبين ... إنها إشارة المُختارين." ثم ذهبت العذراء وهي حزينة جداً.
نرى في هذه الرسالة أيضاً تأكيد على تحذيرات سابقة (ولاحقة كما سنرى فيما بعد) وردت لنسرين ولمجموعة أخرى من الرائين حول العالم.
في 1 تشرين الثاني 1993 الذي صادف عيد جميع القديسين ظهرت السيدة العذراء مع إبنها يسوع مرتدية لملابس بيضاء وكان يسوع بملابس ذهبية اللون مع ملاكين من السماء وبعض القديسين وقالت: "سلامي أعطيتكم. إجعلوني يا أبنائي أنتصر في جميع القلوب أنا وإبني يسوع. إن الشيطان يخوض معركته الأخيرة، كونوا أقوياء لأنه في هيجان، ناضلوا وقاتلوا وسننتصر بالصلاة. كونوا مُستعدين يا أولادي فأنا أدعوا النفوس للصلاة والتضحية ولكن القليل منهم يُلبون دعوتي. أبقوا مُتحدين بإبني يسوع خصوصاً في سر القربان، تناولوه يوميا وقبل المُناولة هيئوا قلوبكم وأدعوا جميع الملائكة والقديسين وأمكم أيضاً ليرافقوكم الى مائدة الرب. تناولوا يسوع بفرح كبير وصلوا. ها أنا اليوم أمنحكم بضع دقائق لتعطوني نياتكم."
ثم قال يسوع: "يا إبنتي إن الذين يقولون إنهم يُحبونني ولا يحبون أمي يكذبون لأنهم لا يحبون أمي. من لا يحب أمي لا يحبني. إن الذين يدعون الإيمان أمام الناس ليسوا بشيء إنْ كانوا يهينون أمي ويحتقرونها مثل: شهود يهوة، البروتستانت، الإنجيليين، المعمدانيين، السبتيين، وكثير غيرهم. ما أعظم الألام التي يُسببونها لي يا إبنتي. إن الماسونية تغلغلت الى الكنيسة وإن العالم في طريقة الى الهلاك. سيقوم أساقفة على أساقفة، وكهنة على كهنة، وكثير من الكهنة سيتركون الدير والثوب ويذهبون. صلوا لأن ملكوت السماوات إقترب."
تؤكد العذراء هنا على تناول القربان، ويؤكد يسوع على دور العذراء بحيث يجعلها الحد الفاصل ما بين الخلاص والهلاك: فمن لا يحبها لا يحبه هو! ويحددهم بالإسم ويجعلهم لا شيء، حتى وإنْ كانوا يدعون الى الإيمان أمام الناس لأنهم يحتقرون أمه، هل يوجد أكثر من هذا التأكيد!؟ سندخل في تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع في القسم القادم إن شاء الله.
العذراء تقول القسم الحادي عشر
وسام كاكو
بقلم: وسـام كاكـو
في الرسائل التي وردت في نهاية القسم العاشر الماضي يوجد تأكيد على دور العذراء ومكانتها عند يسوع وقد فهمتُ هذا الموضوع بعض الشيء مؤخراً، فقبل بضعة أسابيع إتصل بي أحد الرائين ونقل لي ما قالته له العذراء في رسالة إستلمها في الليلة السابقة لمكالمته لي وهي: "لكل شخص أب وأم، ومَنْ لستُ أنا أمه فإن الله ليس أباه" إندهشتُ لقوة هذه العبارة، وكانت دهشتي أعظم عندما قرأتُ بعد أيام من ذلك في كتاب: (الإكرام الحقيقي للعذراء الفائقة القداسة) للقديس لويس – ماري كرينيون دو مونفور المُتوفى سنة 1716 نفس العبارة وهي بالنص كالآتي: "كما أنه في الولادة الطبيعبة هناك اسم أب وأم، كذلك في الولادة الفائقة الطبيعة والروحية هناك أب هو الله، وأم هي مريم. فجميع أبناء الله الحقيقيين والمُختارين، الله هو أبوهم ومريم أمهم. والذي مريم ليست أمه فالله ليس أباه." إستغربتُ لهذا التطابق في الكلمات وأول ما قفز الى ذهني هنا هو الشك، فإتصلتُ بالرائي وقلتُ له: هل سبق وأن قرأت كتاب (الإكرام الحقيقي للعذراء الفائقة القداسة) فقال بأنه لم يقرأه في حياته. يا لها من مُصادفة غريبة!! ولكن بعيداً عن المصادفة يبدو من الكثير من النصوص التي وردت على لسان القديسين والرائين إنه لا أمل للشخص الذي ينكر العذراء أن يجد طريقاً للسعادة الأبدية!! وفي رسائل نسرين نرى تأكيداً مُتكرراً من يسوع المسيح على هذه الحقيقة.
في تأكيد أخر على عظمة مكانة ودور العذراء تقول لويسا بيكاريتا (وهي إمرأة إيطالية عاشت كل حياتها مع المسيح وقد عملت الكثير من المعجزات في حياتها، وماتت سنة 1947 وهي جالسة ولم يتفسخ جسدها حتى بعد عرضه أمام العامة لأربعة أيام في العراء) في أحد مجلداتها التي ترجمتُ بعضها: إن الشمس الحالية هي عبارة عن ظل الله ولو إقتربت هذه الشمس أكثر من البشر فإننا سنتلاشى وربما لا يبقى منا ما يُمكن مشاهدته لأننا سنذوب، فما بالك إذن أن يأتي الله بشخصه ويدخل في أحشاء العذراء ويبقى (هذا الذي ليست الشمس إلا ظلاً له) هناك لتسعة شهور! كم هي عظمة هذه العذراء إذن! وهل تحتاج الى مناقشتنا لدورها في الخلاص والإرادة الإلهية إن كان الله بنفسه يؤكد دورها!؟
إنْ نظرنا الى مكانة العذراء من زاوية أخرى نرى إنه لا أحد يُنافسها في ظهوراتها وفي محبتها لأبنائها بحيث إنها تُحاول أن تقودنا الى بر الأمان على مدى العصور وتضطر الى أن تظهر بنفسها لنا وتُعطينا رسائل مُستمرة أملاً في إصلاحنا ومع هذا يحيط بنا الشك من كل جانب ولا ننظر بجدية أحيانا الى رسائلها ونصائحها لنا وظهوراتها علينا.
في عيد الحبل بلا دنس الذي صادف يوم 8/12/ 1993 أعطت العذراء مريم رسالة لنسرين في الساعة السادسة مساءاً قالت فيها:
"سلامي أعطيتكم، يا أولادي، يجب أن تستعدوا للميلاد ورأس السنة بالصلاة والتوبة والتضحيات. إني سأساعدكم، وسأجيب كل طلباتكم. تعالوا إليّ يا أولادي ولا تشكوا. إني أحبكم، لذلك نزلت إليكم لنتحد معاً... أنتم وأنا لنلتمس من الله الآب الأزلي الرحمة والشفقة فلا تخافوا يا أولادي لأني معكم دائماً. قولي للبابا إن جسد المسيح يجب أن يمسك بأيادي مُكرسة فقط لأن الكاهن مثل المسيح على الأرض."
هنا يوجد رسالة بخصوص جسد المسيح لم افهم عن ماذا الكلام ولا اعتقد انها تقصد اللاتين عامة لانهم يمسكون الجسد قبل هذا بسنين ولكن اعتقد ان المقصود رفع الجسد اثناء التقديس
في الساعة السادسة من مساء يوم 20 كانون الأول 1993، كان يوجد عدد غير من قليل من الناس في بيت نسرين وفجأة ظهرت سيدة على نسرين وقالت بأنها العذراء وإنها لا تريد بعد اليوم أن يأتي الناس الى بيتها للصلاة ولا حاجة الى تحميل الناس هذا العبء إذ يستطيعون أن يصلوا في بيوتهم. ثم قالت لنسرين بأنها تريد أن تعود الغرفة المُخصصة لها مثلما كانت سابقاً دون صور وتماثيل! شعرت نسرين هنا بأن هذه السيدة لا يُمكن أن تكون العذراء مريم لا سيما وإنها قالت عن نفسها بأنها العذراء دون أن تذكر إسم مريم كما إنها لم تكن تحمل إكليل النور الذي تحمله العذراء دائماً في ظهوراتها، لذا أخذت نسرين ماءاً مُقدساً ورشّته على هذه السيدة ورسمت علامة الصليب ثم قالت لها: إنْ كنتِ أنتِ العذراء مريم فعلاً إبقي في مكانكِ، أما إنْ لم تكوني العذراء مريم إذهبي ولا تعودي. عندها إختفت هذه السيدة في الحال.
بعد لحظات قليلة من ذلك ظهرت العذراء مريم وكانت مُطوقة بنور وقالت: "لا تخافي يا إبنتي لقد سمحتُ للشيطان أن يُجربكِ لأنه مُتواجد على الأرض ولكن هذا العدو لن يستطيع أن يدخل الى قلبكِ."
كانت العذراء ترتدي ملابس فضية وذهبية وتحمل في يدها مسبحة ذهبية اللون وعلى رأسها إكليلا من ورد أبيض، ثم أعطت رسالتها: "سلامي أعطيتكم، لقد عُدتُ إليكم مرة أخرى لكنكم لا تُصدقوا كلامي ولا تُصدقوا إن كلمتي لم تعد مسموعة وإن العالم لا يزال في الخطيئة ويسير من سيء الى أسوأ. لو كنتم تسمعون كلامي لما حل الخراب على العالم. توبوا وأمنوا فقد إقترب ملكوت السماوات. إن العقوبات يرسلها الآب الأزلي على الأرض ليرى إنْ كان في قلوب أولاده محبة. هل أولادي يحبون بعضهم البعض ويحبون عائلاتهم ؟ صلوا يا أولادي لأن لديكم الآن مجال العودة الى الله. الله حق... الله نور... الله هو الكلمة الى أبد الأبدين."
في عيد العائلة المُقدسة الذي صادف يوم 26 كانون الأول 1993 وفي الساعة 5:30 مساء ظهرت العذراء لنسرين وهي حاملة الطفل يسوع وكان معها خطيبها ما يوسف. كان مار يوسف يحمل بيده عصا. قالت العذراء: "هذا هو مُخلص العالم." ثم طلبت نسرين من العذراء أن تحمل الطفل يسوع فأعطتها العذراء الطفل يسوع فقال لنسرين ثلاث مرات: "هل تُحبيني؟" ولكن في قلبها كانت تقول لما يسألني هل أحبه وهو يعلم كم أحب يسوع. قال لها: "سترين كم من النعم سأعطيك يا إبنتي."
في الساعة السادسة من مساء يوم 6 كانون الثاني 1994 ذهبت نسرين في حالة إنخطاف فرأت العذراء بملابس زرقاء وبيضاء فقالت العذراء لها: "سلامي معكم. إنها الإنذارات الأخيرة التي أعلنها لكم، صلوا وتوبوا وأمنوا. بصلاتكم تنالون كل شيء. إني أعلن لكم عن إشارة في السماء سترونها قريباً. صلوا لنائب المسيح لأن أيامه إقتربت. أحبوا بعضكم بعضاً لأن الشيطان في معركته الأخيرة مع البشر ولن يستطيع هذا العدو يا أبنائي أن ينتصر، وبصلاتكم لن يستطيع أن يدخل الى قلوبكم. إني أسير في الشوارع والمدن والقرى وأعلن لكم عن العقوبات الرهيبة، إنْ لم تعودوا الى الله. إني بينكم حية وحقيقية يا أبنائي. لا تخافوا يا أولادي لأني أنا سلطانة السلام. إني أعلن لكم إن كثيرين منكم سيُذَلون. ستقوم مدن على مدن وفي تلك الساعة ستتمنون الموت، فإرفعوا أعينكم الى السماء وصلوا قانون الإيمان ويا سلطانة الرحمة والى رئيس الملائكة مار ميخائيل... لا أطلب غير الصلاة والصوم والتقشف والإماتَة يا أولادي."
ثم ذهبت العذراء وهي تبكي وتطلب وتقول: "يا إبني الحبيب، إرحم أولادي."
ثم ظهر نور ساطع ويد، وقد سمعت نسرين وهي في وسط اليد صدى صوت يسوع يقول: " أنا البداية والنهاية... أنا الحق والحرية والسلام. توبوا لأن ملكوتي إقترب والويل لمن لا يتوب ويعود لأنكم عندما تقفون أمامي في الدينونة وتكونون في حالة الخطيئة ستأكل النار جسدكم وروحكم. إبتعدوا عن الظلام والظلم لأن أيام الظلام الثلاثة قريبة جداً وهي قريبة منكم. إن نائبي في خطر شديد ..." ثم أضاف يسوع المسيح عبارات أخرى سنتفادى نشرها في الوقت الحاضر.
في الساعة 1:30 من بعد ظهر يوم 19 كانون الثاني 1994 ظهرت السيدة العذراء لنسرين وهي تحمل معها الطفل يسوع ثانية، وقالت: "سلامي أعطيتكم، لقد دقت الساعة والآب الأزلي لم يعد يتحمل الإنتظار لأن الناس لم يعد يفهمون بعضهم بعضاً ولا يُحبون بعضهم بعضاً، لم يبق سوى الخبث والكبرياء والغرور، ولكن ذلك الغرور والكبرياء ستدوسهما الأقدام، وتسحقهما الكوارث والهزات الأرضية والعواصف البحرية والحروب والأوبئة. كونوا مُتحدين معي بالصلاة والتضحيات وأعمال الخير لأنكم ستجدونها مُسجلة يوما ما في السماء عندما تمثلون أمام دينونة الرب، فهناك الحقيقة المُجردة. كل الخير الذي فعلتموه وكذلك كل الشر.
عندما تمثلون أمام دينونة الرب وتكون أنفسكم بريئة سيغمركم بهاء عظيم وحضور يسوع عندما يفتح لكم باب السماء وتُشاهدون جميع الملائكة والقديسين وأعزاءكم ستشعرون بفرح عظيم."
ثم تكلم يسوع قائلاً: "نعم يا إبنتي... ها أنا حاضر في آلامك وعذاباتك وأيضاً لأواسيكِ وأساعدك على تحمله. في كل مرة يزداد العالم سوءاً. إني أعلن لكم سيرسل الله الآب عذابين شديدين جداً أحدهما سيكون بشكل حروب وكوارث وأخطار والأخر سترسله السماء. سيغمر الأرض ظلام دامس يدوم ثلاثة أيام وثلاث ليال، لن يبقى شيئاً مرئياً، وسيتحول الهواء طاعوناً خبيثاً، وفي غضون أيام الظلام الثلاثة سيستحيل إستعمال النور الإصطناعي، الشموع المُباركة وحدها ستشتعل أثناء تلك الأيام، وسيهلك على وجه الأرض كلها أعداء الكنيسة المنظورين والمجهولين خلال أيام الظلمة هذه، بإستثناء البعض من الذين سيرتدون. ستكون الأرض مطوقة باللهيب وتنهار أبنية عديدة وتظهر السماء وكأنها في نزاع وسيهلك ملايين الرجال بالسيف، البعض في الحرب والبعض في المعارك وملايين أخرين سيهلكون بالموت الفجائي. عندئذ سأجري فعل عدل ورحمة لأجل الأبرار وسآمر ملائكتي أن يعدموا جميع أعدائي. وأنتِ يا إبنتي، عيشي ألامك مثلي، تلك الألام التي تُخلص الكثيرين من النفوس. أنظري الى ما أقاسيه... حدّقي بألامي، إني أتألم بإستمرار عن الخطأة وعن فساد العالم، وعن خطايا الدنس. صلي لأجل البابا... ثابري في صلواتك، إنه سيتعذب كثيراً، سأكون معه الى أخر لحظة لكي أتقبل تضحيته."
في 23 كانون الثاني 1994 بالساعة 5:45 مساءاً أعطت مريم العذراء رسالة الى نسرين قالت فيها: "سلامي أعطيتكم، أريد كنيسة واحدة بدون طوائف. توبوا وأمنوا وصلوا. إن العالم في خطر كبير، أتلوا صلاة المسبحة التي تتكون في أقسام الوردية الثلاثة والأسرار الخمسة عشر. لا تعلمون كم من النعم تحصلون عليها من الله بصلاتكم للمسبحة. إن الشيطان يخاف من صلاة المسبحة الوردية، وبصلاتكم للمسبحة تنجون أنفساً كثيرة، فأنتم لا تُساعدوا الذين هم في خارج الأرض فقط بل الذين يُحيطون بكم أيضاً. أحبوا بعضكم بعضاً ولا تكرهوا أحداً. عودوا الى الله يا أولادي لأن الآن لديكم مجال للعودة. صلوا، فبصلاتكم حتى الحوادث الطبيعية تستطيعون أن ترفعونها. إني معكم دائماً، لا تخافوا يا أولادي لأن الأم تفعل أي شيء من أجل أولادها."
في الساعة 6:30 من مساء يوم 26 كانون الثاني 1994 جاءت لنسرين رسالة من مريم العذراء وهي: "سلامي أعطيتكم. إن كثير من الكهنة والأساقفة يبتعدون عن الكنيسة ويأخذون معهم كثيرا من النفوس الهاوية. إرفعي صوتك يا إبنتي ولا تخافي وتكلمي عن جميع رسائلي لأن ملكوت الله إقترب والويل لمن لم يسمع. إن الشيطان في معركته الأخيرة، حاربوه يا أولادي ولا تخافوا لأن والدتكم السماوية ستنتصر. إنكم في بداية السنين الخطرة ... صلوا وصلوا لأنكم بصلاتكم تنالون جميع النعم. لا تكرهوا أحداً، ولا تخافي يا إبنتي أنا معكِ، إنكِ في بداية عذابات هذه الحياة. إنك ستتعذبين كثيرا وسيُفترى عليك كثيراً، ولكن لا تخافي كل هذا لتمجيد إبني لأن مكافأتك كبيرة في السماء."
من يُتابع الرسائل الأخيرة هذه يُلاحظ تشابها كبيرا بينها وبين الرسائل التي أعطيت الى الصبي النايجيري برناباس نوويي في تموز من عام 1997، ومع البعض من رسائل ميرنا السورية وكذلك مع ما ورد في تفسيرات السر الثالث الذي أعطي لـ لوسيا من قبل عذراء فاتيما رغم إن رسائل نسرين سبقت (زمنياً) الإعلان عن السر الثالث (الذي نشر في حزيران عام 2000) وكذلك رسائل برناباس نوويي، ولو سنحت الفرصة مُستقبلا وأعاننا الله سنجري دراسة مقارنة بين هذه الرسائل وسنرى تطابقا حرفياً غريباً بين كلها علماً إنها حصلت لأناس في قارات مُختلفة وفي أوقات زمنية مُتفاوته وبلغات مُختلفة!!
سنُتابع في القسم القادم إن شاء الله.