اذكر مجدداً الكتابة باللون الاحمر هي ملاحظات مهمة قد تساعد على فهم الموضوع... الكتابة باللون الازرق هي التي تتعلق بالظهور والرسائل..... الكتابة باللون الاسود هي تحليلات للكاتب يمكن العبور عنها....
العذراء تقول القسم الرابع
وسام كاكو
بقلم: وســام كاكـو
تطرقنا في القسم الثالث الى أول وفد من الفاتيكان زار نسرين في بيتها عام 1993 أي بعد مرور خمس سنوات على ظهورات العذراء في بيتها ونضوح الزيت، وقد أخذت الراهبة عينة من الزيت الراشح من التمثال وأجرت تحليلا عليه. ثم إتصل كاهن يتحدث الإنكليزية بنسرين وأخبرها بأن الزيت تم تحليله وقد تبين بأنه زيت زيتون بنسبة 100% قديم جداً وقد تم إرسال نسخة من التقرير الى نسرين. وقد نُشر في حينها بالانكليزية عن موضوع الزيت هذا وقد أخذ أحد الصحفيين نسخة من تقرير التحليل الذي كُتب فيه بأن عمر الزيت لا يقل عن 500 سنة.
في عام 1995 زار وفد أخر من الفاتيكان بيت نسرين وكان برئاسة كاهن فرنسي الأصل إسمه فيليب وما علق في ذاكرة نسرين إن هذا الأب حالما وصل الى باب الدار ورأى تمثالي يسوع وأمه ركع أمامهما فسألته نسرين: لماذا ركعت أمام تمثال يسوع؟ أجابها: صوتاً قال لي إركع أمام التمثالين. علما ً بأنه كانت توجد على التمثال كتابة بالعربية تقول: يُسجد ليسوع إبن مريم، الآب والإبن والروح القدس. عندما سألت نسرين الكاهن فيما إذا كان يُجيد العربية أجاب بالنفي.
سأل الأب فيليب الكثير من الناس عن مُشاهداتهم وعن حالات الشفاء التي حصلوا عليها بسبب الزيت الراشح إو بسبب الرؤى وغيرها وحمل تقريره الى الفاتيكان.
في عام 2002 جاء وفد آخر من الفاتيكان مؤلفاً من أربعة أشخاص وقد نفذوا فلماً وثائقياً عن كل الذي رأوه وسمعوه من نسرين وعائلتها ومن الشهود، وقد إستمر عملهم بضعة أيام.
في عام 2007 زار وفد أخر من الفاتيكان مؤلف من كاهنين إيطاليين وأخر مكسيكي بيت نسرين وقد حدث لها إنخطاف أثناء وجودهم فسألوها بضعة أسئلة بالإيطالية وقد أجابتهم بالإيطالية. وبعد أن رجعت من الإنخطاف، لم تتذكر شيئا من الإيطالية التي تحدثت بها وقد سألوها عدة أسئلة وتحدثوا معها بالإيطالية ولكنها لا تجيد هذه اللغة وقد تأكدوا من ذلك.
مجموع الوفود التي جاءت من إيطاليا لزيارة نسرين كان أربعة وفي كل مرة كانوا يأتون ليتأكدوا من إن الظهورات ما زالت موجودة وكذلك ليروا الزيت ويُجروا الفحوصات عليه ويجروا لقاءات مع بعض الشهود.
فضلاً عن زيارات وفود الفاتيكان خلال السنوات الماضية، زار نسرين الكثير من الناس ولم يكونوا كلهم من المسيحيين بل كان من بيهم عوائل مُسلمة مثل إحدى عوائل آل كاشف الغطاء التي تذكر نسرين بأن الأب في هذه العائلة طلب إبنته من العذراء مريم وقد أعطته بنت وأسماها مريم وقد زارها في حزيران عام 1989 وطلب الزيت الناضح من تمثال العذراء له ولعائلته. كما كان الناس الذين زاروها من جنسيات مُختلفة عربية وأجنبية وجاؤوها لأسباب مُختلفة، وقد حدثت الكثير من الرؤى والمُعجزات والغرائب وحالات الشفاء.
رُبّ سائل يسأل لماذا نسمع بهذه الفتاة الآن؟ اين كانت كل هذه المدة وهل لكنائسنا أي دور في حياتها أو هل إنها إتصلت برجال ديننا وكيف تعاملوا مع هذا الموضوع؟ ولماذا تُنشر رسائلها الآن بالذات؟
تجيب نسرين عن هذا قائلة: "عندما سمع رجال الدين في بعض كنائسنا بما حدث من نضوح للزيت من التمثال زاروني ولكنهم طلبوا مني أن لا أنشر شيئاً لغرض التأكد من دوام ما كنت أختبره، وقد إعترض البعض من أفراد عائلتي على ما طلبه مني رجال الدين الذين زاروني ولكني سألت يسوع المسيح عن ذلك فقال لي: "كوني مُطيعة لما يقوله لك الكهنة، عندما يحين موعد نشرها سأرسل الشخص المناسب لينشرها لك." لكن مضى على كلام يسوع هذا ما يقارب العشرين سنة وإنتظرت نسرين وعائلتها طويلاً أن يتم نشر الرسائل، وما تصورته نسرين رسائل مهمة يجب نشرها بشكل فوري لإخبار الناس بتفاصيلها جعلها يسوع تنتظر طويلاً وقد كان في ذلك درس بليغ لها ولعائلتها إذ جعلها يسوع تفهم بأن كل العمل الذي تقوم به يجب أن يكون لتمجيد إسمه وليس لنشر إسمها، وخلال السنوات الماضية أخضعها لأنواع مُختلفة من الإختبارات لإماتة الذات والتواضع بحيث أصبحت تفهم الأمور الآن بشكل يختلف عما كانت عليه قبل عشرين سنة إذ سمح الرب أن تتعرض نسرين لشتى أنواع الهجومات من الشياطين ولكن معونة المسيح وأمه كانت دائماً حاضرة لكي لا تتشوش.
أما الآن فقد أذن يسوع المسيح وأمه العذراء أن يتم نشر هذه الرسائل وقد أعطتني نسرين كل الرسائل التي وصلتها لكي أقوم بنشرها ولكني أخذتُ وقتاً طويلاً لتنتفيذ ذلك لكي أشهد كل ما يحدث لها، وقد رأيتُ بأم عيني مُعجزات كثيرة مثل نضوح الزيت من تمثال العذراء في بيت أخي في أريزونا وظهور قطع من القربان المُقدس على صورة يسوع المسيح عندي في البيت وغيرها من الأمور التي سآتي الى تفاصيلها فيما بعد. كل هذا الذي رأيته بعيني جعلني أنشر هذه الرسائل وهذه المعلومات عن هذه الفتاة بثقة تامة لا بل أشعر بأني تأخرتُ في النشر بعض الشيء لدرجة إن يسوع طلب منها في إحدى الرسائل الأخيرة أن تخبرني بأن لا أكون فاتراً.
الكرة في ملعبي:
جاءني أخي الذي كان يُعاني لفترة طويلة نسبياً من مشاكل في الكلى، وقال لي بأن فتاة معه في المدرسة قالت له بأن صديقة لها إسمها (نسرين)، تختبر إنخطافات وجروح المسيح ولديها تمثالاً للعذراء ينضح زيتاً وتمثالاً للمسيح ينضح دماً ونصحته أن يتصل بها لكي تصلي من أجله أو ربما تعطيه بعض الزيت الذي قد يفيده في علاج حالة مشكلة الكلى هذه.
أخذ أخي الرقم وأتى به لي وطلب مني أن أتصل بها. إتصلت بها قائلاً: نسرين إسمي وسام وقد حصلت على رقم هاتفكِ من فلان التي هي في المدرسة مع أخي وأريد أن آتي أنا وعائلتي لزيارتك في بيتك فهل تسمحين لي بهذه الزيارة؟
أجابت: هذا ليس بيتي بل بيت العذراء وأهلاً وسهلاً بكم في أي وقت.
تفاجأتُ بهذه اللهجة الترحيبية وكان صوتها يشير الى فرح لديها بهذه المكالمة وليس العكس وهذا ما شجعني أن أزورها مع عائلتي وقد لاحظتُ عند زيارتها:
- بأنها تعيش مع أمها وقد كان حاضراً معها في ذلك اليوم أخوها وقد رحبوا بنا جميعا بشكل ودي جداً
- لديها مجموعة من التماثيل والأيقونات التي كانت تنضح زيتاً وتمثالا ليسوع المسيح عليه أثار دم قديم.
كانت هذه أول مرة في حياتي أرى تمثالاً جامداً ينضح زيتاً ورغم إني كنتُ مؤمناً طيلة حياتي بأن العذراء، إنْ أرادت، فهي تستطيع أن تفعل المُعجزات كما تشاء ولكني أن أكون أمام المُعجزة وجهاً لوجه فقد كانت لحظة مُذهلة لي لم أعرف ماذا أفعل غير أن أركع أمام التمثال وأصلي للعذراء وإبنها.
لم أرَ في نسرين شيئاً غريباً فهي فتاة عادية تميل الى الطفوله في نبرة كلامها وليس فيها ما يُمكن أن يُفهم منه إنها كائن خارق مثلاً، أو إنها تستطيع أن تجترح المُعجزات وهي بنفسها تؤكد هذا الكلام فهي بسيطة وواضحة وليس لديها ما تُخفيه، لا بل إنها حتى لا تستطيع أن تُفسر ما يحدث لها أو ما تختبره وعندما تسمعها تسرد ما يحدث بينها وبين العذراء مريم تفهم بأنها تتحدث عن صديقة لها أو عن أختها أو عن أمها فمثلاً تقول بأنها عندما تخطأ تضربها العذراء كفاً على رأسها للتوبيخ وليس للعقاب، وغيرها من الأمور التي تسردها بعفوية كبيرة ولا يهمها إن كان السامع يؤمن بصحة كلامها أو لا، فهي لا تدافع عما تقوله أو ما تختبره.
بعد الزيارة الأولى هذه كانت الكرة في ملعبي، إذ كان عليّ أن أصدق ما شاهدته وأن أستمر بإدامة العلاقة بشكل تصاعدي أو أن أخذ موقف الرفض القاطع، أو أن أترك الأمور تأخذ مجراها بالشكل الذي يريده الله، مع مُتابعة التدقيق في التفاصيل. هنا وجدتُ الزيارات تتكرر بشكل لم ألعب أي دور في الترتيب لها وقد تركتُ الباب مفتوحاً أمام تطور الأمور لكي أفهم منها حكمة الله وترتيبه لي.
تكررت الزيارات إليها، وكنتُ في كل مرة أشهد أمورا غير عادية تجري أمام ناظري أو أسمع بها من أناس موثوقين جداً بالنسبة لي. تكرار هذه الزيارات وصلاتي المستمرة بأن يُنير الله لي بصيرتي لأن أميز الأمور بوضوح كانت علامات على قبول هذه الخوارق، رغم عدم وجود تفسير لها، وأصعب ما في الأمر هو الوقت الذي يمضي على الشخص بعد الصدمة الأولى، إذ لاحظتُ بأن الإنطباع الأولي هو الإنذهال وعدم وجود تفسير لما يحدث، ثم يقفز الى الفكر بعدها مُباشرة الشك والرغبة في التدقيق بكل شيء والمراقبة عن كثب والميل على عدم التصديق وكانت هذه المسألة تحمل بُعداً أكثر خطورة عندي أنا شخصياً، وهو التفكير بأني سأضع كل سُمعتي في الكتابة، التي بنيتها خلال ما يُقارب الثلاثين سنة، على حافة الخطر إن لم يصدق ما أكتب عنه، لذا كانت الكتابة عما يحدث تحتاج مني الى صبر وبحث وتمحيص ومراجعة المسألة من خلال الوثائق المُتوفرة والزيارات السابقة للمرجعيات المُتخصصة في هذا المجال، وما زاد من تعقيد المسألة هو هذا الميل الحالي للإعلام الى عدم نشر مثل هذه الأمو، وإعلام شعبنا لا يخرج عن هذه الموجة العالمية السائدة ولن أدخل في تفاصيل ذلك الآن، ولكن يكفي أن أقول إن إقدام موقع عشتار على نشر هذا الموضوع فيه جرأة كبيرة ولولا نعمة الله ربما ما كانت تقوم بذلك. فضلاً عن إن الكنيسة، لا سيما الكاثوليكية، لا تُفضل البت في مثل هذة الأمور ولا تُعطي رأياً فيها بسبب كثرة حالات النصب والإحتيال التي سبق وأن حدثت عير التاريخ لدرجة إن قديسين عظام عانوا من هذه المسألة في حياتهم ولكن بالطبع الكنيسة هي المرجعية الأكثر علما في هذه الأمور ولها كل الحق في مراقبة الأمور لفترة طويلة تمتد الى ما بعد وفاة الشخص لكي تُعطي قرارها القاطع وذلك لضمان عدم تشويه قوة هذه الصخرة التي بُنيت عليها الكنيسة، لذا فالمسألة التي تنال ثقة هذه الكنيسة يطمئن إليها الشخص من دون عناء أو شك، ولكن في حالتنا هذه وفي كل حالات المُعجزات الحالية الأخرى في العالم لا يوجد قرار من الكنيسة بشأنها وهذا ما يزيد من عناء الباحث فيها أو الكاتب عنها.
سنُتابع معكم في القسم المُقبل إن شاء الله.
العذراء تقول القسم الخامس
وسام كاكو
بقلم: وسـام كاكـو
بعد ما جاء في الأقسام السابقة يحق لنا أن نتساءل الآن: هل إن المعجزة مهمة في الإيمان؟ ما دمنا نؤمن بشكل أكيد بأن إيماننا صائب ما حاجتنا الى المعجزة؟! كان هذا التساؤل، رغم مشروعيته، سبباً في إننا لم نعد ننتظر أن تحصل المعجزة! صحيح إن المعجزة ليست غير مرحلة أولية ومؤقته في إيماننا المسيحي إلا انها تُحقق الصدمة الأولى في الإيمان ولنا في التاريخ أمثلة كثيرة على ذلك مثل قصة إهتداء بولص الرسول وغيره. لذا ما حدث في بيت نسرين من معجزات حققت للكثيرين هذه الصدمة الأولى التي نفتقد إليها في الوقت الحاضر بسبب إختلاط الحقائق مع الشعوذة والأكاذيب وتركيز الإعلام على تضخيم هذه الأكاذيب لدرجة إن من يكتب حالياً عن الحقائق يُنظر إليه ببعض الريبة ويُنظر بالشك الى معلوماته الكتابية.
المسألة الأخرى التي تُلفت النظر هي إن فكرة النظر الى الله والصلاة بإعتبارهما وسيلة للخضوع أو لتحقيق الأماني الشخصية فقط، تتغير بعد أن يرى الإنسان مثل هذه المعجزات ويفهم كيف إن الله والصلاة يعملان للإنسان ما هو أكبر من الخضوع وتحقيق الأماني للشخص، وخير مثال على ذلك هو المُقعد الذي سأل مار بطرس صدقة فجعله مار بطرس يقوم ويمشي. المُعجزة هنا إرتبطت بالطلب وبتحقيق ما هو أكبر من الصدقة التي طلبها المُقعد، وما أقصده بما هو أكبر من الصدقة ليس فقط قدرة المُقعد على الشفاء من عوقه والمشي بل القوة على التخلص من مشكلة تُعتبر كارثة على المستوى الشخصي وإحساسه بالقرب من قوة (الله) تستطيع أن تسمعه وتفهمه وتُحقق له ما يراه هو معجزة، ولا شك إن الكثير من الناس يرتبط تفكيرهم بالإيمان بما يرون، لذا فإن عدم الرؤية تُصّعب من مسألة الإيمان، وقد عبر يسوع عن هذا وطوّب الذي يؤمن دون أن يرى. رؤية المعجزات هذه كانت ولا شك سبباً من أسباب إنتشار المسيحية على يد قلة قليلة من الرسل الذين صدموا مُجتمعاتهم بصدمات مُتكررة هزت كيان تلك المُجتمعات ومن ثم خلقت موجات هائلة من الإهتداء الى المسيحية في تلك المُجتمعات. لا يُمكن أبداً أن نقلل من أهمية المُعجزات لأنها فضلا عن الصدمة التي تُحدثها في النفس بسبب إنها خارقة فإنها تفتح عين الشخص على حقيقة إن الله قريب منه ويسمع ما يريده ويرى ما يفعله لذا يؤمن به بشكل مبني على معرفة شخصية بالله وليس على أساس خوف منه أو تصغير الذات أمامه بإعتباره يُسيّر الأرض والسماء بمفاهيم يقترب كثير منها الى الخيال وهي موجودة بهذه الصيغة منذ وجود البشرية، وقد تقربّ منه الناس لحل مشاكلهم أو لتجنب شره.
بعد صدمة المُعجزة تأتي، وهذه مسألة شخصية، صدمة إكتشاف إن الله محبة. الحقيقة إن الكثيرين ربما يرون فيما أقوله هنا مسألة تافهة وسخيفة ولكن بالنسبة لي ليست كذلك أبداً فعملية إكتشاف إن الله محبة يُمكن أن تقلب حياة الإنسان بشكل قد لا يتصوره! وقد فهمت هذا الموضوع من أناس بسطاء جداً وضعهم الله في طريقي لكي أكتشف ببساطة ما المقصود بهذا القول، فمثلاً في أحد الأيام رأيتُ شخصاً لديه مشكلة مادية حقيقية كانت ستؤدي به خسارة بيته وكان هادئاً بشكل يُمكن أن يجعل المُقابل مُغتاظاً منه وعندما سألته عن سر هدوئه قال كلاماً بسيطاً جداً: "هل تعتقد إن الله جاء بي الى هنا كي يُعذبني؟! إنها مُشكلته بقدر ما هي مُشكلتي، وعليه أن يُساهم في حلها!!" قلتُ له: ولكن الله أعطانا عقلاً لكي نستعمله في حل مشاكلنا! ضحك قائلاً: "صدقني إننا نستعمل عقلنا لدرجة إننا نسينا إن الله بإنتظار أن نقول له إننا نُحبك ونعلم بأننا مهما طلبنا منك فإن ترتيبك أفضل وأكبر بكثير!!"
هذا يُعيد ثانية الى الذهن قصة الفقير المُقعد الذي كانت كل أمنيته أن يحصل على صدقة فكان ترتيب الله له أفضل وأكبر، فحصل على قوة في رجليه وقام يمشي!!
ثم أضاف هذا الشخص قائلاً: "أنا إستعملتُ كل الذي أعرفه لأحل المشكلة التي أعاني منها وكنت دائماً أطلب من الله أن يُساهم معي في حلها ويبدو إن دوره لن يأتي إلا بعد أن أستنفد كل ما عندي، وقد وصلت الآن الى ذلك لذا أريد منه أن يقوم بدوره الآن وأنا مُتأكد من إنه سيحلها لأنه يُحبني ولا يرغب أن يراني أتعذب!"
بعد فترة قصيرة من الزمن إلتقيتُ بهذا الشخص ثانية وكانت مُشكلته قد حُلت فعلاً بطريقة غريبة لن أطيل الكلام عنها في هذا المقال ولكني فقط أردتُ أن أنقل الفكرة، وربما ينظر البعض الى إن الصدفة هي التي لعبت دوراً في حل المشكلة، وليكن الأمر كذلك مع البعض ولكن الكثير من الناس أيضاً يرون إن الله له دور في حياتنا وتُساهم المُعجزات في تثبيت هذه الحقيقة في تفكيرنا. هنا قد يتبادر الى ذهن القاريء سؤال مشروع وهو إن الكثيرين يُصّلون الى الله ويطلبون منه ولكنهم لا يحصلون على مايريدون وإن الله لا يستجب لهم! وهذا صحيح ولكن الحقيقة إن الله لا يفعل شراً بنا وما نتمناه أحياناً لا يكون خيراً وطالما جاءتني هذه الفكرة وأنا أناقش مع إبني الذي يريد أن يقود سيارة وهو بعمر 16 عاماً وليست لدية رخصة سوق. يقول إبني دائماً بأنه سائق ماهر فما الذي يجعلني أمانع في قيادته للسيارة!؟ وهذا تساؤل مشروع من جانبه ولكني أنا أرى إنه من الخطأ الفادح أن أتركه يقود السيارة دون أن تكون له رخصة سياقة. هذا مثل بسيط ولكني مُتأكد من إننا دائماً نقوم بإختيارات مثل تلك التي يقوم بها إبني وهو من جانبه على ثقة مُطلقة من إنه على صواب ولكنه لا يفهم غير ما يراه هو لصالحه الوقتي أما لو فكر في إنه يُمكن أن يصدم أحداً وينتهي به المطاف في السجن فهذه مسألة لا تخطر على باله! ونحن أيضاً في الكثير من طلباتنا لا نرى الله يستجيب لنا لأننا لا نفهم غير ما يُلبي رغبتنا الوقتية. أنا مُتأكد من إن الكثيرين منا عندما يتذكرون قراراتهم الخاطئة الماضية يشكرون الله لأنه جنبهم شر أفكارهم.
إنها إرادتنا التي تُقرر ذلك ولنا كامل الحرية في إختيار مَنْ الذي سنمشي وراءه وهذا يقودنا الى سرد الواقعة التالية التي حدثت كما هي في بيت نسرين أيضاً بحضور المئات من الناس، وتكشف لنا هذه الواقعة بُعداً قد يكون غائباً عن تفكيرنا وهو إننا نمتلك كامل الحرية في أن نُسمِع الله كلماتنا التي نؤمن بأنه يسمعها فعلاً وإنه يُحبنا أكثر مما نُحب أنفسنا ونُعطيه الفرصة لكي يقوم بما عليه ويُظهر حبه لنا، أو أن ننكر قدرته على القيام بذلك ونختار طريقاً أقصر وأسرع وغير آمن أبداً وهو أن نعمل على هوانا ما نريده ومن ثم نوقع أنفسنا في ورطة ولكن بعد فوات الأوان. إليكم الواقعة:
في 14 أيلول عام 1995 (وهو يوم عيد الصليب)، جاءت فتاة مكسيكية عمرها 16 سنة مع أمها الى بيت نسرين. طلبت الأم أن تصعد هي وإبنتها الى غرفة العذراء التي خصصتها لها نسرين في الطابق الثاني من بيتها. فصعدتا دون أن تتبعهما نسرين. عند بدء الصلاة صعدت نسرين الى فوق وكان في هذا الوقت قد جاء عدد كبير من الناس الى بيتها للصلاة، فقيل لنسرين بأن الفتاة ترفض أن تدخل الى غرفة العذراء، فأجابتهم نسرين: "لا بأس، دعوها وشأنها، ربما تكون خائفة من الدخول!" دخل أغلب الحاضرين الى الغرفة وبقي البعض الآخر خارجاً لأنها لم تسع الجميع. كان الكل يُصلي أما الفتاة فلم تدخل وقد سمعها بعض الواقفين بجنبها وهي تهز رأسها بإستمرار وتقول بالإنكليزية في الخارج: "سيحرقكم يسوع كلكم في جهنم" كان الصوت الخارج منها يُشبه صوت حيوان غاضب.
أثناء الإنخطاف الذي دخلت فيه نسرين، أصبحت هذه الفتاة أكثر جنوناً فأخذَتْ الورديات من أيدي الحاضرين وقطّعتهم وبدأت تأكلها. أثناء الإنخطاف قال يسوع لنسرين: "إنتبهي الشيطان هنا" ثم رجعت نسرين الى وعيها حتى إن الحاضرين إستغربوا من هذا الإنخطاف القصير. كانت الفتاة مُتهيجة جداً فأدخلوها دفعاً وبالقوة الى الحمام المُجاور لغرفة العذراء، فأخذت تضرب على الحائط لكي توقِع المذبح في غرفة العذراء المُجاورة وقد لاحظ الجميع نمو أظافرها بطول غير طبيعي وأخذت تخدش الحائط وتحفر فيه، لذا طلبت نسرين من أربعة رجال أقوياء من بين الموجودين لكي يخرجوها من الحمام لأنها كانت ستوقع المذبح، فأخرجوها بالقوة. بالرغم من إنهم استعملوا كل قوتهم إلا انهم لم يستطيعوا أن يدفعوها الى أكثر من منتصف السلم حيث تحجرت في منتصف السلم ولم يستطع أحد أن يحركها، فذهبت نسرين إليها وكانت في يدها ورديتها التي سبق وأن باركتها العذراء، فوضعت يدها على كتفها وقالت لها بالإنكليزية: "لا أعرف من أنتِ ولكن في هذا البيت الكل يؤمن بيسوع والعذراء أمه وبكل القديسين، لماذا تفعلين هذا؟ إهدئي." أما هي فلفّت رأسها دورة كاملة أمام كل الموجودين وإنقلبت عيونها فسمعها الجميع وهي تقول بالإنكليزية دون أن تنظر الى نسرين بل الى شخص آخر واقف عندها: "أخبريها أن ترفع يدها لأني أحترق بورديتها." ثم قال أحد طلبة الكهنوت الحاضرين لنسرين: "إرفعي يدك عنها ولا تُخرجي الشيطان الذي فيها لأنه يُمكن أن يدخل في أحدنا بعد أن يخرج منها إنْ لم تعلمي أين تُرسليه". رفعت نسرين يدها عنها، وفجأة رأى الحاضرون شخصاً تصعب عنده الحركة بسبب مشكلة في عموده الفقري إسمه (أرمن) يصعد السلم، رغم إن ذلك لم يكن مُمكنا له من الناحية الجسدية، ثم أمسك بيدها وأنزلها بدون أي إعتراض من قبلها ووضعها أمام تمثالي العذراء وإبنها أمام الدار. بعد ذلك سألت نسرين (أرمن) قائلة: "كيف فعلت هذا؟" أجاب: "كنتُ أسمع أصواتاً ولم أعرف ما الذي يحدث، وفجأة رأيتُ العذراء تنزل من السلم وتقول لي: أرمن إصعد إليها وأنزلها من يدها وضعها أمام تمثال إبني أمام البيت."
لم يُسمح بإخراج الروح الشريرة من هذه الفتاة في كاليفورنيا لذا تم أخذها الى مدينة (تيوانا) المكسيكية وهناك أخرجوه منها. بعد ذلك إتصلت نسرين بالكاهن (الأب مايكل) الأمريكي وطلبت منه أن يأتي ويُبارك البيت، وفعلا جاء وبارك البيت كله.
بعد أن تم أخراج الروح الشريرة من هذه الفتاة في مدينة (تيوانا) المكسيكية ورجعت الى أميركا، سُئلتْ بعد رجوعها بـ 15 يوما: كيف حصل لها ما حصل فقالت: "في إحد الأيام وأنا على سريري أعاني من مشكلة، قلت في نفسي: حتى لو ساعدني الشيطان سأعطيه نفسي! في اليوم الثاني إلتقيتُ بشاب جميل جداً أخذني الى المقابر وقبّلني في شفتي وأحسستُ بعدها بأنه دخل فيّ."
كان هذا إختيار الفتاة ونحن في حياتنا ربما نقوم بعمل إختيارت ننسى فيها، عن قصد أو بدونه، إن ما نُفكر فيه وما نقوم به يسمعه الله ويراه وبالتالي ننسى أن نُشركه بما عندنا ونترك الباب مفتوحاً لكي يدخل إلينا مَنْ يعرض علينا الحل المؤقت السريع والمسموم، فنقع في شباكه التي يصعب الخلاص منها.
سنُتابع في القسم القادم إن شاء الله.
العذراء تقول القسم السادس
وسام كاكو
بقلم: وســام كاكـو
في خضم التفكير بنشر ما حدث مع نسرين، وهي فتاة من شعبنا الكلداني السرياني الآشوري يُمثل ما حدث معها محور مقالاتنا هذه، وصلتني رسالة بواسطة أحد الأشخاص تقول لي: " عندما تأتيك فكرة خيّرة، لا تتردد، بل إبدأ بتنفيذها فوراً بعد أن تطلب إرشاد الرب ومعونته فيها لأنها تكون فكرة من الرب نفسه وليس عليك أن تُفكر في النتائج سواء كانت جيدة او سيئة لأن هذه مهمة سيتولاها الرب نفسه. عندما تُفكر كثيراً في التنفيذ وفي النتائج يكون الموضوع قد خضع لإرادتك ويكون الرب قد سحب نفسه منه"
قد يبدو هذا الكلام غريباً بعض الشيء على المنظومة المعرفية التي نشأنا عليها لأنها قد توحي بوضع العقل البشري على بعد أكبر من الحدث، ولكن عندما فكرتُ في ما حصل معي في الماضي وجدتُ إن الكثير من المُبادرات التي قمتُ بتنفيذها بهذه الطريقة كانت ناجحة جداً رغم إني تصورتُ في البداية بأنها مُستحيلة التنفيذ، فمثلاً عندما طرحتُ على عائلتي أن تخرج من العراق في بداية التسعينات وجدتُ نفسي وجهاً لوجه مع جملة أسئلة من الوالدين وأنا مُتأكد من إن الألاف قبلهم وبعدهم سألوا نفس الأسئلة: وهي مثلاً: كيف نترك ما بنيناه كل هذه السنين ونخرج؟ كيف سنصل الى بر الأمان؟ سنحتاج الى الكثير من المال؟ سيكون الطريق صعبا جداً؟ كيف سنبني حياتنا من جديد في مكان آخر لا نعرفه جيداً؟ مَنْ سيسكن بيتنا في بغداد بعدنا، هل سنجد مؤجراً أميناً يُحافظ عليه وعلى مُحتوياته؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي طُرحت علناً، وبعض من الأسئلة التي يُمكن أن يُناقشها الأباء فيما بينهم بعيدا عن إستشارة الأبناء مثل: هل سيكون أبناؤنا في مستوى الثقل الذي سنضعه عليهم؟ هل سيعتنون بنا فعلاً أم سيتركوننا لمصيرنا المجهول؟ لماذا أساساً نضع أنفسنا تحت رحمة أبنائنا؟ نحن هنا في بيتنا أسياد أنفسنا فلنبق فيه ونتحمّل ما نتحمله الآن الى أن يأخذ الله أمانته!!؟
هذه أسئلة عادية تُهاجم رأس كل من يريد أن يُغير من مكانه أو مسؤولياته أو معيشته وأنا أكاد أجزم إن مَنْ يسكن من أبناء شعبنا في بغداد وغيرها من الأماكن غير الآمنة في العراق الآن ويخشى السكن في أماكن أمنة أخرى من العراق، تمر بباله كل هذه الأسئلة وربما أكثر، وبالتالي يبقى ينتظر المُستقبل غير الآمن له. وأكاد أجزم أيضاً بأن الكثيرين من أبناء شعبنا في بغداد وفي غيرها من الأماكن الساخنة في العراق يُفكرون في الإستقرار في مكان أخر اكثر أمناً في العراق أو في خارجه ولكن ما يُعيقهم لا بد وإن يكون هذا التفكير بهذه الأسئلة جزءاً منها!! ولكن في خضم هذه المعمعة لا يُفكرون أبداً إن الرب قد يكون مصدر هذه الأفكار وإن كل الذي عليهم هو أن يتوكلوا عليه أولاً ومن ثم يتركونه يتحكم بالنتائج. أنا أقول هذا الكلام الآن بعد أن نجحتُ فيه عدة مرات دون أن أفهم تفسيره في السابق أما الآن فأكتب عنه لأني أفهم تفسيره.
نحن دائماً نربط الحيثيات مع بعضها أثناء التفكير بأي موضوع ونُغرق أنفسنا في جملة تفاصيل تُساهم الى حد كبير في زيادة سوداوية الرؤية الى الموضوع الذي لا تخضع مُعطياته لإرادتنا، أما الله فإننا نضعه على الرف لكي نطلب منه فك الأزمة عندما تشتد!! وأنا في هذا الطرح لا أحث على عدم التخطيط وإستعمال القدرة البشرية في صياغة ما نُفكر فيه ولكني أحث على أن يكون الله في مركز تفكيرنا وأن لا نخاف وهذا هو التوجه الجديد في التفكير البشري الحالي، إذ إن التفكير القديم الذي كان لا يؤمن بما لا يمكن إختباره أصبح يرى في المنظومة العلمية السائدة منظومة ناقصة إنْ لم تستطع أن تفهم بأن عدم قدرتها على فهم الأمور وتفسيرها لا يعني عدم وجودها، لذا باتت المنظومات المعرفية البشرية تنظر الى الأمور بشكل مُختلف، لا بل إنها بدأت تبني وسائل لقياسها مثل أجهزة قياس الموجات التي تنظلق من قلب الأم تجاه إبنها ووسائل تأثير الحياة في الخلايا الحية على مسار الضوء وغيرها الكثير من الأمور التي كانت الى وقت قريب أموراً لا يعترف العلم بها ولم يكن يُحاول أن يُعطيها أية فرصة في البحوث التي كانت تُجرى، وكانت الماكنة الإعلامية العالمية، وحتى إعلام شعبنا، يُهيمن عليها هذا المفهوم، لا بل إن الكثير من المُثقفين أصبحوا في فترة من الفترات ينظرون الى الذي يؤمن بالله ويُظهر ذلك في كتابته على إنه شخص مُتخلف! وقد لاحظنا، على مستوى صحافتنا ردودا من هذا النوع تمشياً مع التيار العالمي السائد.
لقد وجدتُ بشكل عملي إن تقديم كل شيء الى الله يجعل الأمور لصالح ما نُفكر به بشكل أكيد مع ملاحظة أنْ يكون ما نطلبه ضمن ما يقبله الله وأن يكون الله هو الأول في تفكيرنا.
إبتداءاً بالقسم الأول من هذه السلسلة من المقالات ركزنا على نقاط مُحددة وواضحة تُحدد ملامح العلاقة بين الله والإنسان وقد كان تدرجنا فيه يستند الى حقائق موحاة برسائل من يسوع المسيح وأمه كما سنرى فيما بعد وقد أثرنا أن نشرح الكثير في الأقسام السابقة لكي يرى القاريء سهولة في ربط الخيوط مع بعضها عندما يقرأ الرسائل فيما بعد والتي تنصب في جوهرها على حقيقة العلاقة بين الله والفرد وهي كالآتي:
- إن إلهنا يسمعنا ويرانا ويتكلم معنا.
- إن إلهنا لا يفعل شراً بنا.
- يجب أن نطلب منه ما نحتاج وهو سيعطينا أكثر مما نتوقع منه.
- لا يقبل الله أبداً أن يكون في الموقع الثاني في أية فكرة لدينا أو في أي عمل نقوم به بل يجب أن يكون الأول دائما وفي مركز تفكيرنا.
- الفكرة الجيدة التي تأتينا تكون من الله لذا ينبغي عدم التأخير في القيام بتنفيذها لأن التأخير في تنفيذها يعني إن أرادتنا تتحكم بما طرحه الله علينا وهنا ربما لن ننجح في تنفيذها.
- بعض المؤمنين، وهم قلة مع الأسف، يُصّلون فقط لشكر الله على تحقيقه لطلبهم حتى قبل أن يُحققه الله لهم لقناعتهم بأن ما يطلبونه هو جيد وإن الله سيُنفذه لهم لذا يشكروه مُسبقاً لأنه حققه لهم.
أنا لا أدعي هنا إمكانية أن أقوم بتقييس العلاقة بين الله والفرد، فإنا بالتأكيد قاصر عن ذلك ولكني أضع إستنتاجات شخصية أدركتها خلال الفترة الماضية وإستنادا الى ذلك أرى إن معادلة العلاقة مع الله لا تبدو مُعقدة هنا كما يظن بعضنا وعندما يصل أحدنا الى فهم هذه الحقيقة سيشعر وكأنه إمتلك كل ما يريد ولن أقول إمتلك كل العالم لأنه حينذاك حتى العالم سيبدو قليلا بالمقارنة مع ما سيحصل عليه، وسيرى إن الأحداث الجسام في تفكير أي شخص ستبدو تافهة في عينه، وسيفهم إن دقيقة واحدة من الإتصال مع الله بهذه الطريقة تُغنيه عن ساعات من الصلاة له وفكرنا في مكان آخر لأننا كما قُلنا: الله يريد أن يكون في المرتبة الأولى في حياة المؤمن وينزعج كثيرا من أي شخص لا يفهم هذه الحقيقة ويزداد إنزعاجه أضعافاً عندما نكون في الكنيسة وفكرنا مشغول عنه إما بالموجودين بالكنيسة أو بخارجها أو بأفكار بعيدة عن الغرض الأساسي لحضورنا في الكنيسة أو في مكان الصلاة.
كما قلنا في كتابات سابقة بأن الصلاة لم تعد وسيلة فقط للإتصال بين الفرد وربه بل أصبحت مراكز الدراسات في العالم تستخدمها مؤخراً لحل معضلات كبيرة في العالم وقد سبق وأن ذكرنا، بعد إستشهاد المطران بولص فرج رحو، بأن الباحثين وجدوا بأنه لو كان ما يُعادل الجذر التربيعي لـ 1% من السكان، كحد أدنى، يُمارسون صلاة حقيقية في أية مدينة ويشعرون بسلام حقيقي في داخلهم فإن نسبة الجريمة ستنخفض في تلك المدينة بشكل مُلفت للنظر جداً، وهذه المسألة ليست تخميناً خيالياً بل إنه إستنتاج توصل إليه الباحثون من دراسة علمية رصينة أجروها في أكثر من مدينة وفي أكثر من موقف مُتأزم، ولكن يجب أن يكون الله مركز هذه الصلاة وليس أي شيء آخر.
لهذا نرى إن صلاتنا تتعدى مصلحتنا الشخصية الى مصلحة عامة يُمكن أن تعود بالفائدة لكل المُجتمع الذي نعيش فيه والكرة هي في ملعب كل واحد منا، فمثلما يكون هذا العدد القليل من الناس كافياً للتخلص من مشاكل كبيرة تُعاني منها البشرية يُمكن الإفتراض على نفس الأساس بأنه لو كان الجذر التربيعي لـ 1% من السكان مُجرماً ستكون الجريمة عالية جداً في المجموع العام للسكان.
عندما أصبح تفكيري الشخصي بهذا المستوى تجاوزت في علاقتي مع الله المطالب الشخصية الى مطالب عامة لأني أصبحت أدرك بأن الصلاة من أجل كل شعبي مثلاً ستكون بفائدة ولن تذهب سدى ولن تؤثر على ما أريده لنفسي ولعائلتي الصغيرة! ولكن كيف سنصل الى تكريس الحد الأدنى لهذه المهمة الذي هو الجذر التربيعي لـ 1% من أبناء شعبنا!!؟
ما لاحظته في الرسائل التي وصلت الى نسرين إن يسوع وأمه يركزان على جملة عبارات مُتكررة تأتي الصلاة في مقدمتها، وعندما قارنت رسائل نسرين مع رسائل (مدوكوريا) ومع رسائل أخرى لرائين آخرين وجدتُ الكثير من التشابه فيما بينها، وهذا كان مُتوقعاً عندي من البداية لأنها من مصدر واحد، لا بل إني كنتُ سأشك بها لو لم تكن تحمل كل هذا التشابه.
العبارات المُتكررة التي نراها في رسائل يسوع المسيح وأمه العذراء الى نسرين تؤكد على مسائل جوهرية تبدو بسيطة جداً وهي: الصلاة، الصوم، عدم الخوف، الثقة بيسوع وبأمه، عدم الإساءة الى العدو. كما يتخلل الرسائل في أحيان كثيرة، لا سيما مؤخراً، نبرة حزن وألم مما يجري في العالم وتحذير مما سيأتي.
سنبتديء الآن بعرض نماذج للرسائل التي وصلت الى نسرين في تواريخ مُختلفة من العذراء مريم ومن يسوع المسيح، وكما ذكرنا سابقاً سنتجاوز ذكر العبارات المُخصصة لأشخاص معينين وأسماءهم في هذه الرسائل، إذ إن الكثير من الناس أثناء الإنخطاف وقبله كانوا يطلبون من العذراء وإبنها بعض الطلبات وكانت تأتيهم الإجابات في هذه الرسائل ولكني لن أذكرها بل سأذكر ما يخصنا منها كعامة:
1. رسالة السيدة العذراء مريم في يوم 22 أذار 1990 - الساعة الواحدة ظهراً
قالت السيدة العذراء: "جرحَ البشر قلب إبني ولم يزل يُحبهم. أطلب صلاة الوردية وقانون الإيمان وفعل الندامة، الذهاب الى الكنيسة أيام الأحاد وكل أول جمعة من الشهر لمدة تسعة شهور. أطلب وضع صورة قلب إبني في البيت دائماً."
إستنتاج: يوجد في هذه الرسالة تأكيد على الصلاة والذهاب الى الكنيسة.
2. رسالة السيدة العذراء مريم في يوم 13 نيسان 1990 - الساعة 4:50 دقيقة مساءاً
"سلامي أعطيتكم، السماء عرش الله، إبني هو إبن الله الحي، يَقْبَلوه الناس أو لا! روح واحد، الله واحد. بالصلاة تنالون كل شيء، إفعلوا الخير لفاعلي الشر ولا تُعاملوا أحداً بالسوء."
إستنتاج: هنا تذكر العذراء إننا بالصلاة ننال كل شيء! عبارة (كل شيء) هنا تبدو قوية جداً! كما تطلب عدم الإساءة الى أحد.
3. رسالة السيدة العذراء مريم في يوم 22 نيسان 1990 - الساعة 1:15 دقيقة ظهراً
"سلامي أعطيتكم، أنا مريم العذراء، حارسة العذارى، التي لا يستحيل عليها أمر. سأعطيك يا إبنتي نسرين، ولكن ليس الأن، سأعطيك وجع الرأس وألم في الرجل، ستُخبرين الأب إبراهيم (ح) عن نهاية العالم. صلوا فقد إقترب ملكوت السماوات..."
إستنتاج: هنا أيضاً تأكيد على الصلاة.
4. رسالة السيدة العذراء مريم في يوم 1 تموز 1990 - الساعة 11:30 دقيقة صباحاً
"سلامي أعطيتكم. مَنْ لا يُقرّ ويعترف بإبني عمانوئيل فليكن محروماً. لقد تعذبتُ لأجلكم كثيراً وإذا أصرّ شعبي على عدم الإصغاء الى صوت تضرعي ورفَضَ الخضوع والطاعة سأضطر الى ترككم ..."
ثم علمت الأم القديسة مريم نسرين الصلاة الآتية: "إني أتضرعُ إليكِ أيتها العذراء المُباركة، أنتِ غاية فرحنا وبكِ ننال من الله كل البركات. أشركينا في ألام إبنكِ الحبيب."
ثم أضافت السيدة العذراء: "صلي دائماً يا إبنتي، وأنا أسمعكِ وكل ما تحلمين به يتحقق دائماً، فأطلبي ما تريدين."
إستنتاج: هنا تؤكد العذراء على الصلاة وعلى الطلب.
سنُتابع في القسم القادم، إن شاء الله.
[COLOR="Red"]
للأسف الشديد القسم السابع والثامن لم استطع ان انقله لأنه صور لذلك سوف ارفق المواقع خصوصاً انه به صور لأعجوبة القربان المقدس الذي ناولها اياه الرب وقد التقط المصور هذا القربان...
http://www.ishtartv.com/viewarticle,32855.html
http://www.ishtartv.com/viewarticle,32919.html[/COLO
العذراء تقول القسم الرابع
وسام كاكو
بقلم: وســام كاكـو
تطرقنا في القسم الثالث الى أول وفد من الفاتيكان زار نسرين في بيتها عام 1993 أي بعد مرور خمس سنوات على ظهورات العذراء في بيتها ونضوح الزيت، وقد أخذت الراهبة عينة من الزيت الراشح من التمثال وأجرت تحليلا عليه. ثم إتصل كاهن يتحدث الإنكليزية بنسرين وأخبرها بأن الزيت تم تحليله وقد تبين بأنه زيت زيتون بنسبة 100% قديم جداً وقد تم إرسال نسخة من التقرير الى نسرين. وقد نُشر في حينها بالانكليزية عن موضوع الزيت هذا وقد أخذ أحد الصحفيين نسخة من تقرير التحليل الذي كُتب فيه بأن عمر الزيت لا يقل عن 500 سنة.
في عام 1995 زار وفد أخر من الفاتيكان بيت نسرين وكان برئاسة كاهن فرنسي الأصل إسمه فيليب وما علق في ذاكرة نسرين إن هذا الأب حالما وصل الى باب الدار ورأى تمثالي يسوع وأمه ركع أمامهما فسألته نسرين: لماذا ركعت أمام تمثال يسوع؟ أجابها: صوتاً قال لي إركع أمام التمثالين. علما ً بأنه كانت توجد على التمثال كتابة بالعربية تقول: يُسجد ليسوع إبن مريم، الآب والإبن والروح القدس. عندما سألت نسرين الكاهن فيما إذا كان يُجيد العربية أجاب بالنفي.
سأل الأب فيليب الكثير من الناس عن مُشاهداتهم وعن حالات الشفاء التي حصلوا عليها بسبب الزيت الراشح إو بسبب الرؤى وغيرها وحمل تقريره الى الفاتيكان.
في عام 2002 جاء وفد آخر من الفاتيكان مؤلفاً من أربعة أشخاص وقد نفذوا فلماً وثائقياً عن كل الذي رأوه وسمعوه من نسرين وعائلتها ومن الشهود، وقد إستمر عملهم بضعة أيام.
في عام 2007 زار وفد أخر من الفاتيكان مؤلف من كاهنين إيطاليين وأخر مكسيكي بيت نسرين وقد حدث لها إنخطاف أثناء وجودهم فسألوها بضعة أسئلة بالإيطالية وقد أجابتهم بالإيطالية. وبعد أن رجعت من الإنخطاف، لم تتذكر شيئا من الإيطالية التي تحدثت بها وقد سألوها عدة أسئلة وتحدثوا معها بالإيطالية ولكنها لا تجيد هذه اللغة وقد تأكدوا من ذلك.
مجموع الوفود التي جاءت من إيطاليا لزيارة نسرين كان أربعة وفي كل مرة كانوا يأتون ليتأكدوا من إن الظهورات ما زالت موجودة وكذلك ليروا الزيت ويُجروا الفحوصات عليه ويجروا لقاءات مع بعض الشهود.
فضلاً عن زيارات وفود الفاتيكان خلال السنوات الماضية، زار نسرين الكثير من الناس ولم يكونوا كلهم من المسيحيين بل كان من بيهم عوائل مُسلمة مثل إحدى عوائل آل كاشف الغطاء التي تذكر نسرين بأن الأب في هذه العائلة طلب إبنته من العذراء مريم وقد أعطته بنت وأسماها مريم وقد زارها في حزيران عام 1989 وطلب الزيت الناضح من تمثال العذراء له ولعائلته. كما كان الناس الذين زاروها من جنسيات مُختلفة عربية وأجنبية وجاؤوها لأسباب مُختلفة، وقد حدثت الكثير من الرؤى والمُعجزات والغرائب وحالات الشفاء.
رُبّ سائل يسأل لماذا نسمع بهذه الفتاة الآن؟ اين كانت كل هذه المدة وهل لكنائسنا أي دور في حياتها أو هل إنها إتصلت برجال ديننا وكيف تعاملوا مع هذا الموضوع؟ ولماذا تُنشر رسائلها الآن بالذات؟
تجيب نسرين عن هذا قائلة: "عندما سمع رجال الدين في بعض كنائسنا بما حدث من نضوح للزيت من التمثال زاروني ولكنهم طلبوا مني أن لا أنشر شيئاً لغرض التأكد من دوام ما كنت أختبره، وقد إعترض البعض من أفراد عائلتي على ما طلبه مني رجال الدين الذين زاروني ولكني سألت يسوع المسيح عن ذلك فقال لي: "كوني مُطيعة لما يقوله لك الكهنة، عندما يحين موعد نشرها سأرسل الشخص المناسب لينشرها لك." لكن مضى على كلام يسوع هذا ما يقارب العشرين سنة وإنتظرت نسرين وعائلتها طويلاً أن يتم نشر الرسائل، وما تصورته نسرين رسائل مهمة يجب نشرها بشكل فوري لإخبار الناس بتفاصيلها جعلها يسوع تنتظر طويلاً وقد كان في ذلك درس بليغ لها ولعائلتها إذ جعلها يسوع تفهم بأن كل العمل الذي تقوم به يجب أن يكون لتمجيد إسمه وليس لنشر إسمها، وخلال السنوات الماضية أخضعها لأنواع مُختلفة من الإختبارات لإماتة الذات والتواضع بحيث أصبحت تفهم الأمور الآن بشكل يختلف عما كانت عليه قبل عشرين سنة إذ سمح الرب أن تتعرض نسرين لشتى أنواع الهجومات من الشياطين ولكن معونة المسيح وأمه كانت دائماً حاضرة لكي لا تتشوش.
أما الآن فقد أذن يسوع المسيح وأمه العذراء أن يتم نشر هذه الرسائل وقد أعطتني نسرين كل الرسائل التي وصلتها لكي أقوم بنشرها ولكني أخذتُ وقتاً طويلاً لتنتفيذ ذلك لكي أشهد كل ما يحدث لها، وقد رأيتُ بأم عيني مُعجزات كثيرة مثل نضوح الزيت من تمثال العذراء في بيت أخي في أريزونا وظهور قطع من القربان المُقدس على صورة يسوع المسيح عندي في البيت وغيرها من الأمور التي سآتي الى تفاصيلها فيما بعد. كل هذا الذي رأيته بعيني جعلني أنشر هذه الرسائل وهذه المعلومات عن هذه الفتاة بثقة تامة لا بل أشعر بأني تأخرتُ في النشر بعض الشيء لدرجة إن يسوع طلب منها في إحدى الرسائل الأخيرة أن تخبرني بأن لا أكون فاتراً.
الكرة في ملعبي:
جاءني أخي الذي كان يُعاني لفترة طويلة نسبياً من مشاكل في الكلى، وقال لي بأن فتاة معه في المدرسة قالت له بأن صديقة لها إسمها (نسرين)، تختبر إنخطافات وجروح المسيح ولديها تمثالاً للعذراء ينضح زيتاً وتمثالاً للمسيح ينضح دماً ونصحته أن يتصل بها لكي تصلي من أجله أو ربما تعطيه بعض الزيت الذي قد يفيده في علاج حالة مشكلة الكلى هذه.
أخذ أخي الرقم وأتى به لي وطلب مني أن أتصل بها. إتصلت بها قائلاً: نسرين إسمي وسام وقد حصلت على رقم هاتفكِ من فلان التي هي في المدرسة مع أخي وأريد أن آتي أنا وعائلتي لزيارتك في بيتك فهل تسمحين لي بهذه الزيارة؟
أجابت: هذا ليس بيتي بل بيت العذراء وأهلاً وسهلاً بكم في أي وقت.
تفاجأتُ بهذه اللهجة الترحيبية وكان صوتها يشير الى فرح لديها بهذه المكالمة وليس العكس وهذا ما شجعني أن أزورها مع عائلتي وقد لاحظتُ عند زيارتها:
- بأنها تعيش مع أمها وقد كان حاضراً معها في ذلك اليوم أخوها وقد رحبوا بنا جميعا بشكل ودي جداً
- لديها مجموعة من التماثيل والأيقونات التي كانت تنضح زيتاً وتمثالا ليسوع المسيح عليه أثار دم قديم.
كانت هذه أول مرة في حياتي أرى تمثالاً جامداً ينضح زيتاً ورغم إني كنتُ مؤمناً طيلة حياتي بأن العذراء، إنْ أرادت، فهي تستطيع أن تفعل المُعجزات كما تشاء ولكني أن أكون أمام المُعجزة وجهاً لوجه فقد كانت لحظة مُذهلة لي لم أعرف ماذا أفعل غير أن أركع أمام التمثال وأصلي للعذراء وإبنها.
لم أرَ في نسرين شيئاً غريباً فهي فتاة عادية تميل الى الطفوله في نبرة كلامها وليس فيها ما يُمكن أن يُفهم منه إنها كائن خارق مثلاً، أو إنها تستطيع أن تجترح المُعجزات وهي بنفسها تؤكد هذا الكلام فهي بسيطة وواضحة وليس لديها ما تُخفيه، لا بل إنها حتى لا تستطيع أن تُفسر ما يحدث لها أو ما تختبره وعندما تسمعها تسرد ما يحدث بينها وبين العذراء مريم تفهم بأنها تتحدث عن صديقة لها أو عن أختها أو عن أمها فمثلاً تقول بأنها عندما تخطأ تضربها العذراء كفاً على رأسها للتوبيخ وليس للعقاب، وغيرها من الأمور التي تسردها بعفوية كبيرة ولا يهمها إن كان السامع يؤمن بصحة كلامها أو لا، فهي لا تدافع عما تقوله أو ما تختبره.
بعد الزيارة الأولى هذه كانت الكرة في ملعبي، إذ كان عليّ أن أصدق ما شاهدته وأن أستمر بإدامة العلاقة بشكل تصاعدي أو أن أخذ موقف الرفض القاطع، أو أن أترك الأمور تأخذ مجراها بالشكل الذي يريده الله، مع مُتابعة التدقيق في التفاصيل. هنا وجدتُ الزيارات تتكرر بشكل لم ألعب أي دور في الترتيب لها وقد تركتُ الباب مفتوحاً أمام تطور الأمور لكي أفهم منها حكمة الله وترتيبه لي.
تكررت الزيارات إليها، وكنتُ في كل مرة أشهد أمورا غير عادية تجري أمام ناظري أو أسمع بها من أناس موثوقين جداً بالنسبة لي. تكرار هذه الزيارات وصلاتي المستمرة بأن يُنير الله لي بصيرتي لأن أميز الأمور بوضوح كانت علامات على قبول هذه الخوارق، رغم عدم وجود تفسير لها، وأصعب ما في الأمر هو الوقت الذي يمضي على الشخص بعد الصدمة الأولى، إذ لاحظتُ بأن الإنطباع الأولي هو الإنذهال وعدم وجود تفسير لما يحدث، ثم يقفز الى الفكر بعدها مُباشرة الشك والرغبة في التدقيق بكل شيء والمراقبة عن كثب والميل على عدم التصديق وكانت هذه المسألة تحمل بُعداً أكثر خطورة عندي أنا شخصياً، وهو التفكير بأني سأضع كل سُمعتي في الكتابة، التي بنيتها خلال ما يُقارب الثلاثين سنة، على حافة الخطر إن لم يصدق ما أكتب عنه، لذا كانت الكتابة عما يحدث تحتاج مني الى صبر وبحث وتمحيص ومراجعة المسألة من خلال الوثائق المُتوفرة والزيارات السابقة للمرجعيات المُتخصصة في هذا المجال، وما زاد من تعقيد المسألة هو هذا الميل الحالي للإعلام الى عدم نشر مثل هذه الأمو، وإعلام شعبنا لا يخرج عن هذه الموجة العالمية السائدة ولن أدخل في تفاصيل ذلك الآن، ولكن يكفي أن أقول إن إقدام موقع عشتار على نشر هذا الموضوع فيه جرأة كبيرة ولولا نعمة الله ربما ما كانت تقوم بذلك. فضلاً عن إن الكنيسة، لا سيما الكاثوليكية، لا تُفضل البت في مثل هذة الأمور ولا تُعطي رأياً فيها بسبب كثرة حالات النصب والإحتيال التي سبق وأن حدثت عير التاريخ لدرجة إن قديسين عظام عانوا من هذه المسألة في حياتهم ولكن بالطبع الكنيسة هي المرجعية الأكثر علما في هذه الأمور ولها كل الحق في مراقبة الأمور لفترة طويلة تمتد الى ما بعد وفاة الشخص لكي تُعطي قرارها القاطع وذلك لضمان عدم تشويه قوة هذه الصخرة التي بُنيت عليها الكنيسة، لذا فالمسألة التي تنال ثقة هذه الكنيسة يطمئن إليها الشخص من دون عناء أو شك، ولكن في حالتنا هذه وفي كل حالات المُعجزات الحالية الأخرى في العالم لا يوجد قرار من الكنيسة بشأنها وهذا ما يزيد من عناء الباحث فيها أو الكاتب عنها.
سنُتابع معكم في القسم المُقبل إن شاء الله.
العذراء تقول القسم الخامس
وسام كاكو
بقلم: وسـام كاكـو
بعد ما جاء في الأقسام السابقة يحق لنا أن نتساءل الآن: هل إن المعجزة مهمة في الإيمان؟ ما دمنا نؤمن بشكل أكيد بأن إيماننا صائب ما حاجتنا الى المعجزة؟! كان هذا التساؤل، رغم مشروعيته، سبباً في إننا لم نعد ننتظر أن تحصل المعجزة! صحيح إن المعجزة ليست غير مرحلة أولية ومؤقته في إيماننا المسيحي إلا انها تُحقق الصدمة الأولى في الإيمان ولنا في التاريخ أمثلة كثيرة على ذلك مثل قصة إهتداء بولص الرسول وغيره. لذا ما حدث في بيت نسرين من معجزات حققت للكثيرين هذه الصدمة الأولى التي نفتقد إليها في الوقت الحاضر بسبب إختلاط الحقائق مع الشعوذة والأكاذيب وتركيز الإعلام على تضخيم هذه الأكاذيب لدرجة إن من يكتب حالياً عن الحقائق يُنظر إليه ببعض الريبة ويُنظر بالشك الى معلوماته الكتابية.
المسألة الأخرى التي تُلفت النظر هي إن فكرة النظر الى الله والصلاة بإعتبارهما وسيلة للخضوع أو لتحقيق الأماني الشخصية فقط، تتغير بعد أن يرى الإنسان مثل هذه المعجزات ويفهم كيف إن الله والصلاة يعملان للإنسان ما هو أكبر من الخضوع وتحقيق الأماني للشخص، وخير مثال على ذلك هو المُقعد الذي سأل مار بطرس صدقة فجعله مار بطرس يقوم ويمشي. المُعجزة هنا إرتبطت بالطلب وبتحقيق ما هو أكبر من الصدقة التي طلبها المُقعد، وما أقصده بما هو أكبر من الصدقة ليس فقط قدرة المُقعد على الشفاء من عوقه والمشي بل القوة على التخلص من مشكلة تُعتبر كارثة على المستوى الشخصي وإحساسه بالقرب من قوة (الله) تستطيع أن تسمعه وتفهمه وتُحقق له ما يراه هو معجزة، ولا شك إن الكثير من الناس يرتبط تفكيرهم بالإيمان بما يرون، لذا فإن عدم الرؤية تُصّعب من مسألة الإيمان، وقد عبر يسوع عن هذا وطوّب الذي يؤمن دون أن يرى. رؤية المعجزات هذه كانت ولا شك سبباً من أسباب إنتشار المسيحية على يد قلة قليلة من الرسل الذين صدموا مُجتمعاتهم بصدمات مُتكررة هزت كيان تلك المُجتمعات ومن ثم خلقت موجات هائلة من الإهتداء الى المسيحية في تلك المُجتمعات. لا يُمكن أبداً أن نقلل من أهمية المُعجزات لأنها فضلا عن الصدمة التي تُحدثها في النفس بسبب إنها خارقة فإنها تفتح عين الشخص على حقيقة إن الله قريب منه ويسمع ما يريده ويرى ما يفعله لذا يؤمن به بشكل مبني على معرفة شخصية بالله وليس على أساس خوف منه أو تصغير الذات أمامه بإعتباره يُسيّر الأرض والسماء بمفاهيم يقترب كثير منها الى الخيال وهي موجودة بهذه الصيغة منذ وجود البشرية، وقد تقربّ منه الناس لحل مشاكلهم أو لتجنب شره.
بعد صدمة المُعجزة تأتي، وهذه مسألة شخصية، صدمة إكتشاف إن الله محبة. الحقيقة إن الكثيرين ربما يرون فيما أقوله هنا مسألة تافهة وسخيفة ولكن بالنسبة لي ليست كذلك أبداً فعملية إكتشاف إن الله محبة يُمكن أن تقلب حياة الإنسان بشكل قد لا يتصوره! وقد فهمت هذا الموضوع من أناس بسطاء جداً وضعهم الله في طريقي لكي أكتشف ببساطة ما المقصود بهذا القول، فمثلاً في أحد الأيام رأيتُ شخصاً لديه مشكلة مادية حقيقية كانت ستؤدي به خسارة بيته وكان هادئاً بشكل يُمكن أن يجعل المُقابل مُغتاظاً منه وعندما سألته عن سر هدوئه قال كلاماً بسيطاً جداً: "هل تعتقد إن الله جاء بي الى هنا كي يُعذبني؟! إنها مُشكلته بقدر ما هي مُشكلتي، وعليه أن يُساهم في حلها!!" قلتُ له: ولكن الله أعطانا عقلاً لكي نستعمله في حل مشاكلنا! ضحك قائلاً: "صدقني إننا نستعمل عقلنا لدرجة إننا نسينا إن الله بإنتظار أن نقول له إننا نُحبك ونعلم بأننا مهما طلبنا منك فإن ترتيبك أفضل وأكبر بكثير!!"
هذا يُعيد ثانية الى الذهن قصة الفقير المُقعد الذي كانت كل أمنيته أن يحصل على صدقة فكان ترتيب الله له أفضل وأكبر، فحصل على قوة في رجليه وقام يمشي!!
ثم أضاف هذا الشخص قائلاً: "أنا إستعملتُ كل الذي أعرفه لأحل المشكلة التي أعاني منها وكنت دائماً أطلب من الله أن يُساهم معي في حلها ويبدو إن دوره لن يأتي إلا بعد أن أستنفد كل ما عندي، وقد وصلت الآن الى ذلك لذا أريد منه أن يقوم بدوره الآن وأنا مُتأكد من إنه سيحلها لأنه يُحبني ولا يرغب أن يراني أتعذب!"
بعد فترة قصيرة من الزمن إلتقيتُ بهذا الشخص ثانية وكانت مُشكلته قد حُلت فعلاً بطريقة غريبة لن أطيل الكلام عنها في هذا المقال ولكني فقط أردتُ أن أنقل الفكرة، وربما ينظر البعض الى إن الصدفة هي التي لعبت دوراً في حل المشكلة، وليكن الأمر كذلك مع البعض ولكن الكثير من الناس أيضاً يرون إن الله له دور في حياتنا وتُساهم المُعجزات في تثبيت هذه الحقيقة في تفكيرنا. هنا قد يتبادر الى ذهن القاريء سؤال مشروع وهو إن الكثيرين يُصّلون الى الله ويطلبون منه ولكنهم لا يحصلون على مايريدون وإن الله لا يستجب لهم! وهذا صحيح ولكن الحقيقة إن الله لا يفعل شراً بنا وما نتمناه أحياناً لا يكون خيراً وطالما جاءتني هذه الفكرة وأنا أناقش مع إبني الذي يريد أن يقود سيارة وهو بعمر 16 عاماً وليست لدية رخصة سوق. يقول إبني دائماً بأنه سائق ماهر فما الذي يجعلني أمانع في قيادته للسيارة!؟ وهذا تساؤل مشروع من جانبه ولكني أنا أرى إنه من الخطأ الفادح أن أتركه يقود السيارة دون أن تكون له رخصة سياقة. هذا مثل بسيط ولكني مُتأكد من إننا دائماً نقوم بإختيارات مثل تلك التي يقوم بها إبني وهو من جانبه على ثقة مُطلقة من إنه على صواب ولكنه لا يفهم غير ما يراه هو لصالحه الوقتي أما لو فكر في إنه يُمكن أن يصدم أحداً وينتهي به المطاف في السجن فهذه مسألة لا تخطر على باله! ونحن أيضاً في الكثير من طلباتنا لا نرى الله يستجيب لنا لأننا لا نفهم غير ما يُلبي رغبتنا الوقتية. أنا مُتأكد من إن الكثيرين منا عندما يتذكرون قراراتهم الخاطئة الماضية يشكرون الله لأنه جنبهم شر أفكارهم.
إنها إرادتنا التي تُقرر ذلك ولنا كامل الحرية في إختيار مَنْ الذي سنمشي وراءه وهذا يقودنا الى سرد الواقعة التالية التي حدثت كما هي في بيت نسرين أيضاً بحضور المئات من الناس، وتكشف لنا هذه الواقعة بُعداً قد يكون غائباً عن تفكيرنا وهو إننا نمتلك كامل الحرية في أن نُسمِع الله كلماتنا التي نؤمن بأنه يسمعها فعلاً وإنه يُحبنا أكثر مما نُحب أنفسنا ونُعطيه الفرصة لكي يقوم بما عليه ويُظهر حبه لنا، أو أن ننكر قدرته على القيام بذلك ونختار طريقاً أقصر وأسرع وغير آمن أبداً وهو أن نعمل على هوانا ما نريده ومن ثم نوقع أنفسنا في ورطة ولكن بعد فوات الأوان. إليكم الواقعة:
في 14 أيلول عام 1995 (وهو يوم عيد الصليب)، جاءت فتاة مكسيكية عمرها 16 سنة مع أمها الى بيت نسرين. طلبت الأم أن تصعد هي وإبنتها الى غرفة العذراء التي خصصتها لها نسرين في الطابق الثاني من بيتها. فصعدتا دون أن تتبعهما نسرين. عند بدء الصلاة صعدت نسرين الى فوق وكان في هذا الوقت قد جاء عدد كبير من الناس الى بيتها للصلاة، فقيل لنسرين بأن الفتاة ترفض أن تدخل الى غرفة العذراء، فأجابتهم نسرين: "لا بأس، دعوها وشأنها، ربما تكون خائفة من الدخول!" دخل أغلب الحاضرين الى الغرفة وبقي البعض الآخر خارجاً لأنها لم تسع الجميع. كان الكل يُصلي أما الفتاة فلم تدخل وقد سمعها بعض الواقفين بجنبها وهي تهز رأسها بإستمرار وتقول بالإنكليزية في الخارج: "سيحرقكم يسوع كلكم في جهنم" كان الصوت الخارج منها يُشبه صوت حيوان غاضب.
أثناء الإنخطاف الذي دخلت فيه نسرين، أصبحت هذه الفتاة أكثر جنوناً فأخذَتْ الورديات من أيدي الحاضرين وقطّعتهم وبدأت تأكلها. أثناء الإنخطاف قال يسوع لنسرين: "إنتبهي الشيطان هنا" ثم رجعت نسرين الى وعيها حتى إن الحاضرين إستغربوا من هذا الإنخطاف القصير. كانت الفتاة مُتهيجة جداً فأدخلوها دفعاً وبالقوة الى الحمام المُجاور لغرفة العذراء، فأخذت تضرب على الحائط لكي توقِع المذبح في غرفة العذراء المُجاورة وقد لاحظ الجميع نمو أظافرها بطول غير طبيعي وأخذت تخدش الحائط وتحفر فيه، لذا طلبت نسرين من أربعة رجال أقوياء من بين الموجودين لكي يخرجوها من الحمام لأنها كانت ستوقع المذبح، فأخرجوها بالقوة. بالرغم من إنهم استعملوا كل قوتهم إلا انهم لم يستطيعوا أن يدفعوها الى أكثر من منتصف السلم حيث تحجرت في منتصف السلم ولم يستطع أحد أن يحركها، فذهبت نسرين إليها وكانت في يدها ورديتها التي سبق وأن باركتها العذراء، فوضعت يدها على كتفها وقالت لها بالإنكليزية: "لا أعرف من أنتِ ولكن في هذا البيت الكل يؤمن بيسوع والعذراء أمه وبكل القديسين، لماذا تفعلين هذا؟ إهدئي." أما هي فلفّت رأسها دورة كاملة أمام كل الموجودين وإنقلبت عيونها فسمعها الجميع وهي تقول بالإنكليزية دون أن تنظر الى نسرين بل الى شخص آخر واقف عندها: "أخبريها أن ترفع يدها لأني أحترق بورديتها." ثم قال أحد طلبة الكهنوت الحاضرين لنسرين: "إرفعي يدك عنها ولا تُخرجي الشيطان الذي فيها لأنه يُمكن أن يدخل في أحدنا بعد أن يخرج منها إنْ لم تعلمي أين تُرسليه". رفعت نسرين يدها عنها، وفجأة رأى الحاضرون شخصاً تصعب عنده الحركة بسبب مشكلة في عموده الفقري إسمه (أرمن) يصعد السلم، رغم إن ذلك لم يكن مُمكنا له من الناحية الجسدية، ثم أمسك بيدها وأنزلها بدون أي إعتراض من قبلها ووضعها أمام تمثالي العذراء وإبنها أمام الدار. بعد ذلك سألت نسرين (أرمن) قائلة: "كيف فعلت هذا؟" أجاب: "كنتُ أسمع أصواتاً ولم أعرف ما الذي يحدث، وفجأة رأيتُ العذراء تنزل من السلم وتقول لي: أرمن إصعد إليها وأنزلها من يدها وضعها أمام تمثال إبني أمام البيت."
لم يُسمح بإخراج الروح الشريرة من هذه الفتاة في كاليفورنيا لذا تم أخذها الى مدينة (تيوانا) المكسيكية وهناك أخرجوه منها. بعد ذلك إتصلت نسرين بالكاهن (الأب مايكل) الأمريكي وطلبت منه أن يأتي ويُبارك البيت، وفعلا جاء وبارك البيت كله.
بعد أن تم أخراج الروح الشريرة من هذه الفتاة في مدينة (تيوانا) المكسيكية ورجعت الى أميركا، سُئلتْ بعد رجوعها بـ 15 يوما: كيف حصل لها ما حصل فقالت: "في إحد الأيام وأنا على سريري أعاني من مشكلة، قلت في نفسي: حتى لو ساعدني الشيطان سأعطيه نفسي! في اليوم الثاني إلتقيتُ بشاب جميل جداً أخذني الى المقابر وقبّلني في شفتي وأحسستُ بعدها بأنه دخل فيّ."
كان هذا إختيار الفتاة ونحن في حياتنا ربما نقوم بعمل إختيارت ننسى فيها، عن قصد أو بدونه، إن ما نُفكر فيه وما نقوم به يسمعه الله ويراه وبالتالي ننسى أن نُشركه بما عندنا ونترك الباب مفتوحاً لكي يدخل إلينا مَنْ يعرض علينا الحل المؤقت السريع والمسموم، فنقع في شباكه التي يصعب الخلاص منها.
سنُتابع في القسم القادم إن شاء الله.
العذراء تقول القسم السادس
وسام كاكو
بقلم: وســام كاكـو
في خضم التفكير بنشر ما حدث مع نسرين، وهي فتاة من شعبنا الكلداني السرياني الآشوري يُمثل ما حدث معها محور مقالاتنا هذه، وصلتني رسالة بواسطة أحد الأشخاص تقول لي: " عندما تأتيك فكرة خيّرة، لا تتردد، بل إبدأ بتنفيذها فوراً بعد أن تطلب إرشاد الرب ومعونته فيها لأنها تكون فكرة من الرب نفسه وليس عليك أن تُفكر في النتائج سواء كانت جيدة او سيئة لأن هذه مهمة سيتولاها الرب نفسه. عندما تُفكر كثيراً في التنفيذ وفي النتائج يكون الموضوع قد خضع لإرادتك ويكون الرب قد سحب نفسه منه"
قد يبدو هذا الكلام غريباً بعض الشيء على المنظومة المعرفية التي نشأنا عليها لأنها قد توحي بوضع العقل البشري على بعد أكبر من الحدث، ولكن عندما فكرتُ في ما حصل معي في الماضي وجدتُ إن الكثير من المُبادرات التي قمتُ بتنفيذها بهذه الطريقة كانت ناجحة جداً رغم إني تصورتُ في البداية بأنها مُستحيلة التنفيذ، فمثلاً عندما طرحتُ على عائلتي أن تخرج من العراق في بداية التسعينات وجدتُ نفسي وجهاً لوجه مع جملة أسئلة من الوالدين وأنا مُتأكد من إن الألاف قبلهم وبعدهم سألوا نفس الأسئلة: وهي مثلاً: كيف نترك ما بنيناه كل هذه السنين ونخرج؟ كيف سنصل الى بر الأمان؟ سنحتاج الى الكثير من المال؟ سيكون الطريق صعبا جداً؟ كيف سنبني حياتنا من جديد في مكان آخر لا نعرفه جيداً؟ مَنْ سيسكن بيتنا في بغداد بعدنا، هل سنجد مؤجراً أميناً يُحافظ عليه وعلى مُحتوياته؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي طُرحت علناً، وبعض من الأسئلة التي يُمكن أن يُناقشها الأباء فيما بينهم بعيدا عن إستشارة الأبناء مثل: هل سيكون أبناؤنا في مستوى الثقل الذي سنضعه عليهم؟ هل سيعتنون بنا فعلاً أم سيتركوننا لمصيرنا المجهول؟ لماذا أساساً نضع أنفسنا تحت رحمة أبنائنا؟ نحن هنا في بيتنا أسياد أنفسنا فلنبق فيه ونتحمّل ما نتحمله الآن الى أن يأخذ الله أمانته!!؟
هذه أسئلة عادية تُهاجم رأس كل من يريد أن يُغير من مكانه أو مسؤولياته أو معيشته وأنا أكاد أجزم إن مَنْ يسكن من أبناء شعبنا في بغداد وغيرها من الأماكن غير الآمنة في العراق الآن ويخشى السكن في أماكن أمنة أخرى من العراق، تمر بباله كل هذه الأسئلة وربما أكثر، وبالتالي يبقى ينتظر المُستقبل غير الآمن له. وأكاد أجزم أيضاً بأن الكثيرين من أبناء شعبنا في بغداد وفي غيرها من الأماكن الساخنة في العراق يُفكرون في الإستقرار في مكان أخر اكثر أمناً في العراق أو في خارجه ولكن ما يُعيقهم لا بد وإن يكون هذا التفكير بهذه الأسئلة جزءاً منها!! ولكن في خضم هذه المعمعة لا يُفكرون أبداً إن الرب قد يكون مصدر هذه الأفكار وإن كل الذي عليهم هو أن يتوكلوا عليه أولاً ومن ثم يتركونه يتحكم بالنتائج. أنا أقول هذا الكلام الآن بعد أن نجحتُ فيه عدة مرات دون أن أفهم تفسيره في السابق أما الآن فأكتب عنه لأني أفهم تفسيره.
نحن دائماً نربط الحيثيات مع بعضها أثناء التفكير بأي موضوع ونُغرق أنفسنا في جملة تفاصيل تُساهم الى حد كبير في زيادة سوداوية الرؤية الى الموضوع الذي لا تخضع مُعطياته لإرادتنا، أما الله فإننا نضعه على الرف لكي نطلب منه فك الأزمة عندما تشتد!! وأنا في هذا الطرح لا أحث على عدم التخطيط وإستعمال القدرة البشرية في صياغة ما نُفكر فيه ولكني أحث على أن يكون الله في مركز تفكيرنا وأن لا نخاف وهذا هو التوجه الجديد في التفكير البشري الحالي، إذ إن التفكير القديم الذي كان لا يؤمن بما لا يمكن إختباره أصبح يرى في المنظومة العلمية السائدة منظومة ناقصة إنْ لم تستطع أن تفهم بأن عدم قدرتها على فهم الأمور وتفسيرها لا يعني عدم وجودها، لذا باتت المنظومات المعرفية البشرية تنظر الى الأمور بشكل مُختلف، لا بل إنها بدأت تبني وسائل لقياسها مثل أجهزة قياس الموجات التي تنظلق من قلب الأم تجاه إبنها ووسائل تأثير الحياة في الخلايا الحية على مسار الضوء وغيرها الكثير من الأمور التي كانت الى وقت قريب أموراً لا يعترف العلم بها ولم يكن يُحاول أن يُعطيها أية فرصة في البحوث التي كانت تُجرى، وكانت الماكنة الإعلامية العالمية، وحتى إعلام شعبنا، يُهيمن عليها هذا المفهوم، لا بل إن الكثير من المُثقفين أصبحوا في فترة من الفترات ينظرون الى الذي يؤمن بالله ويُظهر ذلك في كتابته على إنه شخص مُتخلف! وقد لاحظنا، على مستوى صحافتنا ردودا من هذا النوع تمشياً مع التيار العالمي السائد.
لقد وجدتُ بشكل عملي إن تقديم كل شيء الى الله يجعل الأمور لصالح ما نُفكر به بشكل أكيد مع ملاحظة أنْ يكون ما نطلبه ضمن ما يقبله الله وأن يكون الله هو الأول في تفكيرنا.
إبتداءاً بالقسم الأول من هذه السلسلة من المقالات ركزنا على نقاط مُحددة وواضحة تُحدد ملامح العلاقة بين الله والإنسان وقد كان تدرجنا فيه يستند الى حقائق موحاة برسائل من يسوع المسيح وأمه كما سنرى فيما بعد وقد أثرنا أن نشرح الكثير في الأقسام السابقة لكي يرى القاريء سهولة في ربط الخيوط مع بعضها عندما يقرأ الرسائل فيما بعد والتي تنصب في جوهرها على حقيقة العلاقة بين الله والفرد وهي كالآتي:
- إن إلهنا يسمعنا ويرانا ويتكلم معنا.
- إن إلهنا لا يفعل شراً بنا.
- يجب أن نطلب منه ما نحتاج وهو سيعطينا أكثر مما نتوقع منه.
- لا يقبل الله أبداً أن يكون في الموقع الثاني في أية فكرة لدينا أو في أي عمل نقوم به بل يجب أن يكون الأول دائما وفي مركز تفكيرنا.
- الفكرة الجيدة التي تأتينا تكون من الله لذا ينبغي عدم التأخير في القيام بتنفيذها لأن التأخير في تنفيذها يعني إن أرادتنا تتحكم بما طرحه الله علينا وهنا ربما لن ننجح في تنفيذها.
- بعض المؤمنين، وهم قلة مع الأسف، يُصّلون فقط لشكر الله على تحقيقه لطلبهم حتى قبل أن يُحققه الله لهم لقناعتهم بأن ما يطلبونه هو جيد وإن الله سيُنفذه لهم لذا يشكروه مُسبقاً لأنه حققه لهم.
أنا لا أدعي هنا إمكانية أن أقوم بتقييس العلاقة بين الله والفرد، فإنا بالتأكيد قاصر عن ذلك ولكني أضع إستنتاجات شخصية أدركتها خلال الفترة الماضية وإستنادا الى ذلك أرى إن معادلة العلاقة مع الله لا تبدو مُعقدة هنا كما يظن بعضنا وعندما يصل أحدنا الى فهم هذه الحقيقة سيشعر وكأنه إمتلك كل ما يريد ولن أقول إمتلك كل العالم لأنه حينذاك حتى العالم سيبدو قليلا بالمقارنة مع ما سيحصل عليه، وسيرى إن الأحداث الجسام في تفكير أي شخص ستبدو تافهة في عينه، وسيفهم إن دقيقة واحدة من الإتصال مع الله بهذه الطريقة تُغنيه عن ساعات من الصلاة له وفكرنا في مكان آخر لأننا كما قُلنا: الله يريد أن يكون في المرتبة الأولى في حياة المؤمن وينزعج كثيرا من أي شخص لا يفهم هذه الحقيقة ويزداد إنزعاجه أضعافاً عندما نكون في الكنيسة وفكرنا مشغول عنه إما بالموجودين بالكنيسة أو بخارجها أو بأفكار بعيدة عن الغرض الأساسي لحضورنا في الكنيسة أو في مكان الصلاة.
كما قلنا في كتابات سابقة بأن الصلاة لم تعد وسيلة فقط للإتصال بين الفرد وربه بل أصبحت مراكز الدراسات في العالم تستخدمها مؤخراً لحل معضلات كبيرة في العالم وقد سبق وأن ذكرنا، بعد إستشهاد المطران بولص فرج رحو، بأن الباحثين وجدوا بأنه لو كان ما يُعادل الجذر التربيعي لـ 1% من السكان، كحد أدنى، يُمارسون صلاة حقيقية في أية مدينة ويشعرون بسلام حقيقي في داخلهم فإن نسبة الجريمة ستنخفض في تلك المدينة بشكل مُلفت للنظر جداً، وهذه المسألة ليست تخميناً خيالياً بل إنه إستنتاج توصل إليه الباحثون من دراسة علمية رصينة أجروها في أكثر من مدينة وفي أكثر من موقف مُتأزم، ولكن يجب أن يكون الله مركز هذه الصلاة وليس أي شيء آخر.
لهذا نرى إن صلاتنا تتعدى مصلحتنا الشخصية الى مصلحة عامة يُمكن أن تعود بالفائدة لكل المُجتمع الذي نعيش فيه والكرة هي في ملعب كل واحد منا، فمثلما يكون هذا العدد القليل من الناس كافياً للتخلص من مشاكل كبيرة تُعاني منها البشرية يُمكن الإفتراض على نفس الأساس بأنه لو كان الجذر التربيعي لـ 1% من السكان مُجرماً ستكون الجريمة عالية جداً في المجموع العام للسكان.
عندما أصبح تفكيري الشخصي بهذا المستوى تجاوزت في علاقتي مع الله المطالب الشخصية الى مطالب عامة لأني أصبحت أدرك بأن الصلاة من أجل كل شعبي مثلاً ستكون بفائدة ولن تذهب سدى ولن تؤثر على ما أريده لنفسي ولعائلتي الصغيرة! ولكن كيف سنصل الى تكريس الحد الأدنى لهذه المهمة الذي هو الجذر التربيعي لـ 1% من أبناء شعبنا!!؟
ما لاحظته في الرسائل التي وصلت الى نسرين إن يسوع وأمه يركزان على جملة عبارات مُتكررة تأتي الصلاة في مقدمتها، وعندما قارنت رسائل نسرين مع رسائل (مدوكوريا) ومع رسائل أخرى لرائين آخرين وجدتُ الكثير من التشابه فيما بينها، وهذا كان مُتوقعاً عندي من البداية لأنها من مصدر واحد، لا بل إني كنتُ سأشك بها لو لم تكن تحمل كل هذا التشابه.
العبارات المُتكررة التي نراها في رسائل يسوع المسيح وأمه العذراء الى نسرين تؤكد على مسائل جوهرية تبدو بسيطة جداً وهي: الصلاة، الصوم، عدم الخوف، الثقة بيسوع وبأمه، عدم الإساءة الى العدو. كما يتخلل الرسائل في أحيان كثيرة، لا سيما مؤخراً، نبرة حزن وألم مما يجري في العالم وتحذير مما سيأتي.
سنبتديء الآن بعرض نماذج للرسائل التي وصلت الى نسرين في تواريخ مُختلفة من العذراء مريم ومن يسوع المسيح، وكما ذكرنا سابقاً سنتجاوز ذكر العبارات المُخصصة لأشخاص معينين وأسماءهم في هذه الرسائل، إذ إن الكثير من الناس أثناء الإنخطاف وقبله كانوا يطلبون من العذراء وإبنها بعض الطلبات وكانت تأتيهم الإجابات في هذه الرسائل ولكني لن أذكرها بل سأذكر ما يخصنا منها كعامة:
1. رسالة السيدة العذراء مريم في يوم 22 أذار 1990 - الساعة الواحدة ظهراً
قالت السيدة العذراء: "جرحَ البشر قلب إبني ولم يزل يُحبهم. أطلب صلاة الوردية وقانون الإيمان وفعل الندامة، الذهاب الى الكنيسة أيام الأحاد وكل أول جمعة من الشهر لمدة تسعة شهور. أطلب وضع صورة قلب إبني في البيت دائماً."
إستنتاج: يوجد في هذه الرسالة تأكيد على الصلاة والذهاب الى الكنيسة.
2. رسالة السيدة العذراء مريم في يوم 13 نيسان 1990 - الساعة 4:50 دقيقة مساءاً
"سلامي أعطيتكم، السماء عرش الله، إبني هو إبن الله الحي، يَقْبَلوه الناس أو لا! روح واحد، الله واحد. بالصلاة تنالون كل شيء، إفعلوا الخير لفاعلي الشر ولا تُعاملوا أحداً بالسوء."
إستنتاج: هنا تذكر العذراء إننا بالصلاة ننال كل شيء! عبارة (كل شيء) هنا تبدو قوية جداً! كما تطلب عدم الإساءة الى أحد.
3. رسالة السيدة العذراء مريم في يوم 22 نيسان 1990 - الساعة 1:15 دقيقة ظهراً
"سلامي أعطيتكم، أنا مريم العذراء، حارسة العذارى، التي لا يستحيل عليها أمر. سأعطيك يا إبنتي نسرين، ولكن ليس الأن، سأعطيك وجع الرأس وألم في الرجل، ستُخبرين الأب إبراهيم (ح) عن نهاية العالم. صلوا فقد إقترب ملكوت السماوات..."
إستنتاج: هنا أيضاً تأكيد على الصلاة.
4. رسالة السيدة العذراء مريم في يوم 1 تموز 1990 - الساعة 11:30 دقيقة صباحاً
"سلامي أعطيتكم. مَنْ لا يُقرّ ويعترف بإبني عمانوئيل فليكن محروماً. لقد تعذبتُ لأجلكم كثيراً وإذا أصرّ شعبي على عدم الإصغاء الى صوت تضرعي ورفَضَ الخضوع والطاعة سأضطر الى ترككم ..."
ثم علمت الأم القديسة مريم نسرين الصلاة الآتية: "إني أتضرعُ إليكِ أيتها العذراء المُباركة، أنتِ غاية فرحنا وبكِ ننال من الله كل البركات. أشركينا في ألام إبنكِ الحبيب."
ثم أضافت السيدة العذراء: "صلي دائماً يا إبنتي، وأنا أسمعكِ وكل ما تحلمين به يتحقق دائماً، فأطلبي ما تريدين."
إستنتاج: هنا تؤكد العذراء على الصلاة وعلى الطلب.
سنُتابع في القسم القادم، إن شاء الله.
[COLOR="Red"]
للأسف الشديد القسم السابع والثامن لم استطع ان انقله لأنه صور لذلك سوف ارفق المواقع خصوصاً انه به صور لأعجوبة القربان المقدس الذي ناولها اياه الرب وقد التقط المصور هذا القربان...
http://www.ishtartv.com/viewarticle,32855.html
http://www.ishtartv.com/viewarticle,32919.html[/COLO
Comment