صورة جثمان الأب بيو بعد وضعه في المقصورة بعد وفاته بأربعين عاماً دون تحلل لجسده
القديس الأب بيو
وُلد فرانسيسكو فورجيوني في ضيعة بيترالشينا بإيطاليا في 25 أيار 1887. أبوه أوراثيو فورجيوني وأمه ماريا جيوسيبا. نمى فرانسيسكو ضمن عائلة متواضعة ولكن لم ينقصه شيئاً. كان طفلاً حساساً وروحانياً. وفي كنيسة القديسة مريم الملائكة تعمّد ومُنح التثبيت وتناول القربانة الأولى وفيها أيضاً ظهر له قلب يسوع الأقدس ومريم العذراء.
في صيف عام 1898 مرّ راهب كبوشي ببيت عائلة فرانسيسكو يجمع التبرعات فقرر الصبي أن يصير راهباً كبوشياً. التحق فرانسيسكو بالرهبان الصغار الكبوشيين في موركوني في كانون الثاني 1903 . وفي اليوم السابق لالتحاقه شاهد فرانسيسكو يسوع ومريم العذراء في رؤية, حيث وضع يسوع يده على كتف فرانسيسكو وأعطاه شجاعةً وقوةً ليتابِعَ ما سيُقدم عليه, أما مريم العذراء فقد كلمته بلطف وبحنان الأم ودخلت إلى أعماق روحه. رُسِمَ فرانسيسكو كاهناً في 10 آب 1910 في كاتدرائية بينيفينتو. وعلى تذكار صورة سيامته الكهنوتية طبع الجملة التالية: " يسوع, يا نفسي وحياتي. اليوم, وأنا أرتجف, أرفعك في سرّ حبّ. معك أرغب في أن أكون للعالم طريقاً ومثال حياة, ولأجلك, كاهناً قديساً, ضحية كاملة ". وبعد 4 أيام من سيامته احتفل بقداسه الأول في ضيعته بيترالشينا. بعد عدة سنوات, وفي ذكرى يوم سيامته, قال: " كم كنت سعيداً في ذلك اليوم, كان قلبي يشتعل حباً ليسوع. ابتدئت أذوق النعيم ". بعد رسامته أًصيب الأب فرانسيسكو بحمى مرتفعة وآلام جسدية كان يُصاب بها قبلاً أثناء دراسته, فأُرسل إلى قريته حتى يستعيد صحته. ثم عمل كاهناً في سان جيوفاني روتوندو مدة 51 عاماً حتى وفاته. في 20 أيلول 1918 ظهرت جراحات يسوع المسيح على جسده: يديه ورجليه وجنبه الأيسر. وأصبح بادري بيّو ( بادري تعني الأب بالإيطالية - بيّو هي تدليل للاسم فرانسيسكو) أول كاهن تظهر عليه وصمة يسوع المسيح. وصف بادري بيّو هذه العلامات في رسالة إلى رئيسه الروحي : " في وسط يديَّ ظهرت بقعة دم أحمر مترافقة بألم شديد, وأيضاً أشعر بألم شديد في أسفل قدميّ ".لقد قدّم بادري بيّو نفسه ذبيحة أخرى للخطأة, والعلامات في جسده هي العلامة الحسية لما قاساه من أجل خلاص الجميع فحصلت ارتدادات واهتداءات وشفاءات في كرسي اعتراف بادري بيّو. لقد أحب بادري بيّو كرسي الاعتراف فجذب الناس إليه فقد كان يجلس 16 ساعة يومياً فيه, يساعد الناس على الخلاص من خطاياهم. كَثُر الفضوليون وكبُرت القصة. فتدخل الفاتيكان عام 1928 ومنعه من ممارسة سرّ الاعتراف ومن الاحتفال بالذبيحة الإلهية أمام الناس. فأطاع بادري بيّو هذه الأحكام دون تذمّر. وقد رَفَعَ هذا المنع البابا بيوس الحادي عشر بعد سنتين إثر زيارة رسولية له. في عام 1940 شيّد بادري بيّو مشفى اسماه " بيت إراحة المعاناة " في جنوب إيطاليا وأكمله في 1958 وأصبح هذا المشفى من أهم مشافي جنوب إيطاليا. في 20 أيلول 1968 وقد أكمل بادري بيّو 50 عاماً على ظهور علامات يسوع المسيح على جسده, أجرى في هذا اليوم قداسه المعتاد وحوله 50 باقة ورد أحمر. وبعد يومين بدء بادري بيّو يتمتم: " يسوع, مريم ", ومات وعلى شفتيه اسما حبيبيه يسوع ومريم. مات بادري بيّو في 22 أيلول 1968 بهدوء, واختفت علامات آلام المسيح من على جسده. وبقي الذين كانوا حوله بصمت وصلاة حتى انفجروا بالبكاء عليه من كل قلوبهم. سُجّي جثمان بادري بيّو في كنيسته مدة 4 أيام, لم ينقطع خلالها محبيه من زيارته لإلقاء النظرة الأخيرة عليه والصلاة على روحه الطاهرة. واشترك في جنازته مائة ألف من الناس. في 18 كانون الأول 1997 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني علوَّ شأن بادري بيّو. وفي 2 أيار 1999 أعلنه طوباوياً. وفي 16 حزيران 2002 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني بادري بيّو قديساً باسم : القديس بيّو من بيترالشينا San Pio de pietrelcina) ) ضمن قدّاس مهيب في ساحة القديس بطرس.من أقوال بادري بيّو: + " أعرفُ أنّ حضور يسوع في حياتنا عائد إلى حرارة إيماننا به, وإلى عمق محبتنا له. نحن بالإيمان نقترب منه, وبالمحبة نسعى إليه, وهو ينكشف دائماً أمام الذين تطهّرت قلوبهم, ونصعت أرواحهم ". + " لا أستطيع أن أرفض أي شيء يطلبه أخي الإنسان, هذا ما يريده الرب مني, لأنه هو نفسه لا يرفض لي شيئاً أطلبه ".
+ لا تسمح أبداً لنفسك بأن تغتمّ, أو بأن تعيش في الكآبة الروحانية, أو بأن تقاسي الهموم والحيرة, لأن من أحبّ هذه النفس ومن مات لكي تحيا هي, حنون وطيب ولطيف وكريم ".
صلاة إلى القديس بيّو
أيها الممجّد القديس بيّو،
علّمنا تواضع القلب لكي نحصى بين صغار الإنجيل الذين وعدهم الآب بأن يكشف لهم أسرار ملكوته. ساعدنا كي نصلّي من دون كلل. أعطنا أن ننظر بعين الايمان ونرى في الفقراء والمتألّمين وجه يسوع.
قوّنا وقت الصراع والمحنة، وإذا سقطنا أعطنا أن نختبر فرح سرّ الغفران.
امنحنا، على مثالك، أن نكرّم مريم أم يسوع وأمنا. رافقنا في مسيرتنا الأرضيّة نحو الوطن السماوي وقلبنا مفعم برجاء الوصول لكي نتأمّل أبداً مجد الآب والابن والروح القدس. أمين.
(يوحنا بولس الثاني)
(عن كتاب "تساعية الأب بيو" للأب شربل حداد المريمي.)
القديس الأب بيو
وُلد فرانسيسكو فورجيوني في ضيعة بيترالشينا بإيطاليا في 25 أيار 1887. أبوه أوراثيو فورجيوني وأمه ماريا جيوسيبا. نمى فرانسيسكو ضمن عائلة متواضعة ولكن لم ينقصه شيئاً. كان طفلاً حساساً وروحانياً. وفي كنيسة القديسة مريم الملائكة تعمّد ومُنح التثبيت وتناول القربانة الأولى وفيها أيضاً ظهر له قلب يسوع الأقدس ومريم العذراء.
في صيف عام 1898 مرّ راهب كبوشي ببيت عائلة فرانسيسكو يجمع التبرعات فقرر الصبي أن يصير راهباً كبوشياً. التحق فرانسيسكو بالرهبان الصغار الكبوشيين في موركوني في كانون الثاني 1903 . وفي اليوم السابق لالتحاقه شاهد فرانسيسكو يسوع ومريم العذراء في رؤية, حيث وضع يسوع يده على كتف فرانسيسكو وأعطاه شجاعةً وقوةً ليتابِعَ ما سيُقدم عليه, أما مريم العذراء فقد كلمته بلطف وبحنان الأم ودخلت إلى أعماق روحه. رُسِمَ فرانسيسكو كاهناً في 10 آب 1910 في كاتدرائية بينيفينتو. وعلى تذكار صورة سيامته الكهنوتية طبع الجملة التالية: " يسوع, يا نفسي وحياتي. اليوم, وأنا أرتجف, أرفعك في سرّ حبّ. معك أرغب في أن أكون للعالم طريقاً ومثال حياة, ولأجلك, كاهناً قديساً, ضحية كاملة ". وبعد 4 أيام من سيامته احتفل بقداسه الأول في ضيعته بيترالشينا. بعد عدة سنوات, وفي ذكرى يوم سيامته, قال: " كم كنت سعيداً في ذلك اليوم, كان قلبي يشتعل حباً ليسوع. ابتدئت أذوق النعيم ". بعد رسامته أًصيب الأب فرانسيسكو بحمى مرتفعة وآلام جسدية كان يُصاب بها قبلاً أثناء دراسته, فأُرسل إلى قريته حتى يستعيد صحته. ثم عمل كاهناً في سان جيوفاني روتوندو مدة 51 عاماً حتى وفاته. في 20 أيلول 1918 ظهرت جراحات يسوع المسيح على جسده: يديه ورجليه وجنبه الأيسر. وأصبح بادري بيّو ( بادري تعني الأب بالإيطالية - بيّو هي تدليل للاسم فرانسيسكو) أول كاهن تظهر عليه وصمة يسوع المسيح. وصف بادري بيّو هذه العلامات في رسالة إلى رئيسه الروحي : " في وسط يديَّ ظهرت بقعة دم أحمر مترافقة بألم شديد, وأيضاً أشعر بألم شديد في أسفل قدميّ ".لقد قدّم بادري بيّو نفسه ذبيحة أخرى للخطأة, والعلامات في جسده هي العلامة الحسية لما قاساه من أجل خلاص الجميع فحصلت ارتدادات واهتداءات وشفاءات في كرسي اعتراف بادري بيّو. لقد أحب بادري بيّو كرسي الاعتراف فجذب الناس إليه فقد كان يجلس 16 ساعة يومياً فيه, يساعد الناس على الخلاص من خطاياهم. كَثُر الفضوليون وكبُرت القصة. فتدخل الفاتيكان عام 1928 ومنعه من ممارسة سرّ الاعتراف ومن الاحتفال بالذبيحة الإلهية أمام الناس. فأطاع بادري بيّو هذه الأحكام دون تذمّر. وقد رَفَعَ هذا المنع البابا بيوس الحادي عشر بعد سنتين إثر زيارة رسولية له. في عام 1940 شيّد بادري بيّو مشفى اسماه " بيت إراحة المعاناة " في جنوب إيطاليا وأكمله في 1958 وأصبح هذا المشفى من أهم مشافي جنوب إيطاليا. في 20 أيلول 1968 وقد أكمل بادري بيّو 50 عاماً على ظهور علامات يسوع المسيح على جسده, أجرى في هذا اليوم قداسه المعتاد وحوله 50 باقة ورد أحمر. وبعد يومين بدء بادري بيّو يتمتم: " يسوع, مريم ", ومات وعلى شفتيه اسما حبيبيه يسوع ومريم. مات بادري بيّو في 22 أيلول 1968 بهدوء, واختفت علامات آلام المسيح من على جسده. وبقي الذين كانوا حوله بصمت وصلاة حتى انفجروا بالبكاء عليه من كل قلوبهم. سُجّي جثمان بادري بيّو في كنيسته مدة 4 أيام, لم ينقطع خلالها محبيه من زيارته لإلقاء النظرة الأخيرة عليه والصلاة على روحه الطاهرة. واشترك في جنازته مائة ألف من الناس. في 18 كانون الأول 1997 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني علوَّ شأن بادري بيّو. وفي 2 أيار 1999 أعلنه طوباوياً. وفي 16 حزيران 2002 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني بادري بيّو قديساً باسم : القديس بيّو من بيترالشينا San Pio de pietrelcina) ) ضمن قدّاس مهيب في ساحة القديس بطرس.من أقوال بادري بيّو: + " أعرفُ أنّ حضور يسوع في حياتنا عائد إلى حرارة إيماننا به, وإلى عمق محبتنا له. نحن بالإيمان نقترب منه, وبالمحبة نسعى إليه, وهو ينكشف دائماً أمام الذين تطهّرت قلوبهم, ونصعت أرواحهم ". + " لا أستطيع أن أرفض أي شيء يطلبه أخي الإنسان, هذا ما يريده الرب مني, لأنه هو نفسه لا يرفض لي شيئاً أطلبه ".
+ لا تسمح أبداً لنفسك بأن تغتمّ, أو بأن تعيش في الكآبة الروحانية, أو بأن تقاسي الهموم والحيرة, لأن من أحبّ هذه النفس ومن مات لكي تحيا هي, حنون وطيب ولطيف وكريم ".
صلاة إلى القديس بيّو
أيها الممجّد القديس بيّو،
علّمنا تواضع القلب لكي نحصى بين صغار الإنجيل الذين وعدهم الآب بأن يكشف لهم أسرار ملكوته. ساعدنا كي نصلّي من دون كلل. أعطنا أن ننظر بعين الايمان ونرى في الفقراء والمتألّمين وجه يسوع.
قوّنا وقت الصراع والمحنة، وإذا سقطنا أعطنا أن نختبر فرح سرّ الغفران.
امنحنا، على مثالك، أن نكرّم مريم أم يسوع وأمنا. رافقنا في مسيرتنا الأرضيّة نحو الوطن السماوي وقلبنا مفعم برجاء الوصول لكي نتأمّل أبداً مجد الآب والابن والروح القدس. أمين.
(يوحنا بولس الثاني)
(عن كتاب "تساعية الأب بيو" للأب شربل حداد المريمي.)
Comment